كل نفس ذائقة الموت وليست كل نفس تذوق الحياة
كان اول موضوع كتبته على موقع اهل القرآن يتعلق بالظروف التي جعلتني الجأ الى القرآنيين ، حيث تطرقت فيه الى الأسباب العقائدية والنفسية التي دفعتني للبحث عن بدائل لمعتقدات أقل ما يمكن القول عنها أنها تؤدي الى الضلال لا إلى الايمان!
كان هذا المقال بعنوان " قصتي مع اهل القرآن " !
حيث رأيت في الاديان الارضية افتراء وكذبا على الله فهربت الى الله منهم ورحت ابحث عن الحق في كل اتجاه ! إلى أن هداني الله الى موقع اناس قدروا الله وكتابه حق قدره ولم يقولوه شيئا غير ماقاله في كتابه جل علاه!
للأسف كما قال الشاعر الفيلسوف جلال الدين الرومي" كل نفس ذائقة الموت وليست كل نفس تذوق الحياة !
فقد يقضي الانسان عمره في ضلال مبين حتى تأتيه المنية بغتة دون ان يذوق حلاوة الايمان، وفي فراغ روحي مظلم دون ان يذوق طعم الحب ! الحب بمعناه الشامل ، والذي يتمثل في الاحساس باالامتنان والشكر على الحياة، وعلى النعم اللا متناهية التي اغدقها الله علينا! في حبنا للانسان ! في حبنا للطبيعة وكل المخلوقات! في عشقنا لكل لحظة نقضيها على وجه هذي الارض .فكل لحظة هدية من الرحمان مهما توالت الاحباطات والالام !
في كل لحظة نحس فيها بالخوف والضعف والألم، لايجب ان ننسى كل ماهو ايجابي ! فبين جوانحنا يقبع قلب ينبض !
عيوننا ترى، وآذاننا تصغي، وايد ينا وارجنا تتحرك! أو اليس هذا من دواعي الحمد والثناء في أشد اللحظات صعوبة واكثر الايام حلكة؟
كما يعلم الجميع ،فإن كمية الخرافات التي ورثناها من الشيع والطوائف لا تحصى ولا تعد، والحقد الدفين الذي نفثته الحرب التي بدأها علي وعائشة مازال مستعرا بين النواصب والروافض ، ومازال لهيب التعصب يأتي على الأخضر واليابس في بلاد الرافدين والهلال الخصيب واليمن والهند والسند ! بل. في العالم كله !
فهل يعقل ان يكون هؤلاء كلهم يعبدون نفس الاله! هل يعقل ان يعطي امرا وخلافه لهؤلاء وأولئك !
انهم يذبحون بعضهم بعضا بالتكبير لنفس الاله. فهل يعقل ان يأمر هذا الاله بالشيء ونقيضه في آن واحد ! اين الحق واين الباطل؟ من يمتلك الحقيقة ومن يدعي امتلاكها ؟ أماآن للإنسان أن يستفيق ويتعظ؟
سئمنا من نظرية المؤامرة التي سمموا بها عقولنا وقلوبنا ! ومذ تهاوت امبراطورية السلاطين الاتراك وهم يحلمون باعادة امجاد الماضي ! ليتها كانت أمجادا فعلا لكنا أعدنا النظر فيها معهم ! ولكن اين المجد في سحق الفقراء واستعباد خلق الله وسبي النساء ونكاح الغلمان؟ لقد اتى علينا حين من الدهر خرج علينا فيه امثال حسن البنا ينادون باعادة امجاد الاتراك ! مجد لسلاطين عاثوا في الارض فسادا ومجدهم في سفك الدماء!
لقد اتيت الى موقع اهل القرآن بحثا عن الخلاص !بحثا عن اله الحب ، اله رحيم ، اله لا يمكن ان يتلذذ بطعم الدماء، ذلك الاله الذي جعلته الأديان الأرضية يرجم النساء ويزدري معظم أهل الأرض ماعدا الفرقة الناجية تلك! اله يقبض القبضة من عباده فيرمي بها في سعير جهنم ولا يبالي ، ثم يقبض القبضة ويدخلها الجنة بدون حساب! اله يضع رجله اليمنى في جهنم ويسألها هل من مزيد؟ اله يجمع المسلمين يوم البعث زمرا ثم يفديهم باليهود! اله يقول للناس ازنوا واكذبوا واقتلوا واسفكوا الدماء فان عندي لكل منكم نصرانيا يكون له في السعير فداء !
حيث يأتي كل مسلم يوم القيامة بيهودي او نصراني لكي يرمى بدلا منه في جهنم !
لا يمكن ان يكون ذلك هو الله، فالله الذي احببته في طفولتي وكنت انظر الى السماء واقبله فيها من بعيد قائلة: احبك ياالله !
الاله الذي احببته في طفولتي كان يحبني، كان رؤوفا بي ودودا حليما لايؤذي خلقه، اله وفر لنا كل سبل العيش ورغد الحياة !
كيف امكن لهذا الاله ان يتحول الى جلاد يسحق الاكباد في طرفة عين ! هل نتحدث عن نفس الاله ام ان الطوائف والمذاهب خلقت اله آخر غير الله؟
وانا طفلة، لم يكن من الممكن ان اتصور الله في غير صورة الاب الحنون، فكيف تحول في دياناتهم الى قاهر للابرياء مذل للضعفاء ! هل خالق المجرات هذا يحتقر الكلاب والحمير والنساء؟ كيف يكون الهروب اذن منه اليه ؟
او لم يستجب لأيوب إذ دعاه؟ " رب "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) "
كيف لاله يرفض قهر اليتيم ويحض على طعام المسكين ان يعلق اثداء النساء؟ قالوا لنا : ان اكثر اهل النار النساء ؟ وان كفر العشير مواز لكفر الاله !
قالوا لنا بأن الله يضحك: " يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ ؛ يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى الْقَاتِلِ فَيُسْتَشْهَدُ رواه البخاري (2826) ، ومسلم (1890) .
ثم قالوا لنا بان الله يغضب : «إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها».
فاستغفر الله كم استصغروا في أعيننا الإله !
وعند ابن تيمية من تصحيح الالباني ان الله شاب امرد " ((رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب)).
الم يجعلوا لله اأيد فقالوا ان كلتا يديه يمين !
رب اني قد تهت في هذه السراديب و خشيت على نفسي من احاديث شيطنت الله واعطت حقوقا للشياطين تعبث باسم الإله !
فقلت يارب ، ياخالق كل ذي عقل انقذني من هذا الغثاء؟
فاستجاب الله ربي انه مجيب للدعاء!
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يرشدون 186).
لا يمكننا الهروب إلا إلى الله ! وان لم يكن هو الملاذ فبمن نلوذ سواه ؟
لا أريد أن أعيد هنا سرد قصتي مع اهل القرآن بل إنني أوثر ان أذكر بعضا من التساؤلات التي ساورتني بشأن الإله ! مشاركة مني في الموضوع الذي اقترحته بشأن تجربة كل منا قبل الوصول الى اهل القرآن!
انك حين تبحث عن الحقيقة لابد لك ان تستقيها من نبعها ! اذ كيف تترك كلام الله ثم تبحث عنه في كلام الآخرين عنه؟ لا أقول بأن القرآنيين يمتلكون الحقيقة المطلقة ، ولكن أقول انهم يجتهدون ! انهم يرفضون القتل باسم الدين ، يحاربون الخرافة والفساد ، ويناضلون من أجل أن يعم السلام بين كل شعوب الأرض مهما اختلفت معتقداتهم ! وهي مبادئ انسانية لا يختلف عليها أحد !
" إن السعي وراء الحب يغيرنا، فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته، فما أن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل والخارج." هذه المقولة لايليف شافاك ، ووجدت فعلا انها تصف حالتي بدقة متناهية ! ان الحب والتعاطف مع بني البشر هو الذي يجعلك تتصالح مع الذات وتبحث عن الله ، ولايمكن للحقد إلا أن يؤدي بك إلى طريق الشيطان ! فاذكر الحقد الذي ادى للاقتتال بين قابيل وهابيل واعتبر ! ان في كلام الله عبر لقوم يتفكرون !
ف"لاتكن بلاحب كي لا تشعر بانك ميت /// (بل ) مت في الحب وابق حيا إلى الأبد ( جلال الدين الرومي ).
اجمالي القراءات
9058
باسلوب رقيق عطوف جاء هذا المقال ليعبر عنا جميعا .
إنسان مظلوم مثلى ينسى ما تعرض له وأهله من الظلم لأنه منشغل بمظلومين آخرين . فى مؤتمر للأقباط فى امريكا قلت لهم إننى إكتشفت أنه بسببكم نسيت الإضطهاد الذى يحل بنا ، ومع أننى أدافع عنكم إلا أنكم لم تدافعوا عنا ، ولا ننتظر ذلك منكم ، لأننا نقدر أن إضطهادكم إستمر قرونا طوالا ، وبسبب أننا ننتمى الى دين جعلوه مسئولا عن إضطهادكم ، ولأننا فى حقيقة الأمر لا ندافع عنكم بقدر ما ندافع عن ديننا الذى ظلمه المنتسبون اليه .
إن الرحمة أساس مبعث خاتم المرسلين بالقرآن الكريم ، وهو عليه السلام كان بالمؤمنين رءوفا رحيما ، وكان بالمنافقين متعاطفا الى درجة الاستغفار لهم . أين رحمة القرآن وأين رحمة رسول القرآن بأولئك القّساة الذين إخترعوا إلاها دمويا شيطانيا ؟
أتمنى أن يتعرف الناس على حقائق الاسلام فى الرحمة والعدل والحرية والاحسان والتسامح والتعاون على البر والتقوى وكرامة بنى آدم .
شكرا جزيلا استاذة نهاد على هذا المقال المُضىء .!