مشعل بن عبد العزيز السعودى : ملك الشبوك .. أين هو الآن ؟!!

أولا : هذا التراب .. بسببه الشقاء فى الدنيا والجحيم فى الآخرة

1 ـ خدع الشيطان آدم فقال له : (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) طه)، خدعه بأن الأكل من الشجرة المحرمة سيعطيه خلوا وتملكا لا ينتهى . وانخدع آدم وزوجه فأكلا من الشجرة المحرمة وهبطا الى الأرض التى خلقهما الله جل وعلا من ترابها ( الذى يحوى كل العناصر التى يتكون منها جسد الانسان والحيوان والنبات ) . هبط مع آدم ذريته ، معهم نفس القابلية للإنخداع من الشيطان ، ونفس شهوة أبيهم آدم الى ( الخلود ومُلك لا يبلى ) . ولا يزال الشيطان يخدعهم بنفس الطريقة ، فيضل معظمهم . ومع أنهم يرون الموت لا يبقى أحدا إلا إنهم يعتقدون أن الموت لا يصل اليهم ، يتصرفون كما لو كانوا سيعيشون فى هذه الدنيا خالدين مخلدين ، يعيش فى داخلهم أمل فى الخلود ، يتصارعون على حُطام زائل ، وقد أدخلهم الشيطان فى غسيل مخ يزين لهم سوء عملهم حُسنا ، ثم يدركهم الموت فيندمون حيث لا ينفع الندم .

2 ـ إن الله جل وعلا يقول عن الأرض : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55) طه). جسد آدم مخلوق من التراب ثم تم نفخ النفس فيه ، وهكذا زوجه ، ومنهما تناسل البشر ، يأكل الذكر والانثى طعاما من تراب الأرض ، فتتكون في هذا الحيوانات المنوية وفى هذه البويضة ، وباللقاء الجنسى تكون أول خليه بشرية وتتكاثر ، ثم يتم نفخ النفس فيها فيصبح جنينا إنسانا ، يولد ويتزوج ويتناسل ويموت عائدا جسده الى الأرض ونفسه الى البرزخ الذى جاءت منه . وفى فترة حياته القصيرة فى هذه الأرض يتم تسجيل أعماله ، وبها يكون الحساب يوم القيامة . ومعظم البشر يخسرون فى إختبار هذه الحياة لأنهم قدّسوا هذا التراب الذى جاءوا منه وساروا عليه بأقدامهم ، ثم ماتوا وعادت أجسادهم ترابا ، نفس التراب الذى جاءوا ومنه وتغذوا عليه ووطئوه بأقدامهم .

3 ـ بسبب هذا التراب يقع معظم البشر فى الظلم . يظلمون أنفسهم صراعا وتقاتلا حول هذا التراب ، ويظلمون ربهم جل وعلا إذ يعبدون بشرا مخلوقا من تراب مثلهم ، ويصنعون من هذا التراب ومنتجاته آلهة ، من أصنام  وأنصاب ( قبور مقدسة ) يتوسلون بها يطلبون منها المدد والعون ودفع الضرر ، ويظلمون ربهم جل وعلا إذ يؤسسون أديانا أرضية تحوى تقديس التراب بوحى شيطانى ينسبونه أحاديث قدسية لرب العزة أو نبوية للنبى .

4 ـ تاريخ البشر المحلى فى كل بلد هو حروب سببها الأساس هو التراب . يصل المستبد الى السلطة فى بلد ما ، فيجعل نفسه مالكا للارض التى يعيش عليها قومه ، أى يجعل نفسه مالكا للوطن ، ومن يناقشه يكون خائنا للوطن ، أو يجعل نفسه الدولة ومن يعترض عليه يكون عدوا للدولة ، أو يجعل نفسه هو الشعب والقوم ومن ينافسه يكون عدوا للشعب والمة . كلها مزاعم الأصل فيها أنه يريد أن يتملّك التراب . تراب الأرض التى يعيش عليها الشعب . اين المستبد الذى كان ملء السمع والبصر ؟ مات فصار جسده جيفة، وتحللت الجيفة الى تراب .

5 ـ ـ تاريخ البشر الاقليمى هو حروب وشقاء سببها الأساس هو التراب . المستبد فى دولته يطمع فى أرض مجاورة لها ، يضمها بالحرب ، رافعا رايات مختلفة دينية أو قومية أو عنصرية . وفى النهاية يموت المستبد ويتحول هو الى تراب .!!. اين مستبدو الماضى ؟ هم الان تراب . ماتوا فصارت أجسادهم جيفة ، وتحللت الجيفة الى تراب .

6 ـ ـ تاريخ البشر العالمى هو حروب سببها الأساس فيها هو التراب . تتكون الامبراطوريات بإحتلال أراضى الغير ، وبحجج شتى دينية وقومية وعنصرية . وتنتهى الحجج القومية والعنصرية ولكن الحجج المبنية على دين أرضى تظل قائمة ومستمرة ، وتجعل الغزو والاحتلال جهادا . وهذه مشكلة المحمديين منذ الفتوحات فى عهد الخلفاء ، من الخليفة أبى بكر بن أبى قحافة الى الخليفة الداعشى ابى بكر البغدادى. اين أولئك الخلفاء ؟ ماتوا فصارت أجسادهم جيفة ، وتحللت الجيفة الى تراب .

7 ـ تاريخ البشر المحلى  والاقليمى والعالمى هو شقاء لبلايين الناس . كم عدد قتلى فتوحات العرب ( من حدود الصين الى حدود فرنسا ) كم عدد ضحايا الامبراطورية الفرعونية والآشورية والكسروية والرومانية والمغولية والعثمانية ؟ وكم عدد ضحايا فتوحات الاسكندر الأكبر اليونانى وقيصر الرومانى وقمبيز ودارا الفارسى وجنكيزخان وهولاكو ؟ كم عدد ضحايا الاستعمار الاسبانى فى العالم الجديد وأفريقيا وآسيا ؟ كم عدد ضحايا الاستعمار الأوربى لمعظم العالم ؟ كم عدد ضحايا هتلر وأسرة آل رومانوف وستالين وموسولينى ؟ كم عدد ضحايا الحربين العالميتين وكم عدد ضحايا اليابانيين ف الصين والفليبين وجزر جنوب شرق آسيا ؟ كم عدد ضحايا الأمريكيين فى فيتنام والعراق وأمريكا الوسطى والجنوبية ؟ . منذ بدأت الحروب والشقاء فيها لا يقتصر على حمامات الدم بل معاناة من يبقى حيا بالسلب والنهب والإذلال و الأسر والاستعباد والتعذيب بحيث يكون القتل أرحم من هذا الشقاء .

ثم كم عدد ضحايا المستبدين فى الشرق والغرب ؟ المستبد لكى يقهر شعبه لا بد أن يكون دستوره الارهاب بالتعذيب والسجن ، وأن يجعل شعبه يعانى شقاءا فى المعيشة حتى يتلهّى بالبقاء على قيد الحياة بحثا عن الضرورات فلا يبقى لديه متسع أو طاقة ليطلب حقوقه السياسية . كل هذا الشقاء سببه الأساس هو تملك التراب . وفى النهاية يموت المستبد ويتحول هو الى تراب .!! اين مستبدو الماضى ؟ هم الان تراب .! ماتوا فصارت أجسادهم جيفة ، وتحللت الجيفة الى تراب .

8 ـ كل مستبد محلى أو إقليمى أو عالمى يقول لسان حاله : إنه يملك الأرض ومن عليها . مهم جدا عنده أن يملك البشر وأن يكون البشر رعية له حتى يحرمهم من مشاركته فى ملكية الأرض . بل تصل الوحشية ببعضهم الى إرتكاب تطهير عرقى ليأخذوا الأرض من أصحابها الأصليين . فعلت ذلك أمريكا بالهنود الحمر ، وقبلهم أسبانيا بعض الوقت . الأرض ( التراب ) هى إلاههم الذى بسببه يتنازعون ويتقاتلون . ثم ينتهى بهم الأمر ترابا فى نفس الأرض . ماتوا فصارت أجسادهم جيفة ، وتحللت الجيفة الى تراب .

ثانيا : عبادة التراب فى ( الشبوك السعودى )

1 ـ مات الأمير السعودى مشعل بن عبد العزيز وخلف سيولة نقدية قدرها : ( تريليون و 430 مليار ريال سعودي.) هذا عدا الشركات والأراضى التى إمتلكها بالمصادرة أو : ( الشبوك )  ومشعل هو المشهور بلقب ( امير الشبوك ). هو أكبر مالك للارض فى المملكة السعودية التى أسسها أبوه عبد العزيز . اين مشعل بن عبد العزيز الآن ؟ مات فصار جسده جيفة، وتحللت الجيفة الى تراب .لم تنفعه ( شبوكه الترابية ) . !

2 ـ مارست الأسرة السعودية "الشبوك" بالاستيلاء على الأراضى ومصادرتها، سواء كانت ملكا للدولة أو لأفراد . وهذا حق مكتسب للأسرة السعودة ، وفقا لاسم الدولة ( السعودية ) وبالتالى فهى تملك الأرض . وبهذا يتنافس الأمراء السعوديون وأتباعهم من الملأ فى ( شبك ) مساحات من الأرض، وتسويرها ، ثم بيعها للمواطنين أو للدولة لإقامة مشاريع عليها . وبما أنهم هم الذين يقررون إقامة المشاريع ، وهم الذين يعلمون بنبأ أو نية الدولة فى إقامة مشروع ما فى منطقة ما ، فسرعان ما يقوم الأمير هذا أو ذاك بتشبيك الأرض بأسوار ، ثم يبيعها للدولة . وبدون ذلك فمن حقه بإعتبار أنه من الأسرة السعودية ـ التى تملك الأرض ومن عليها  ــ أن يمتلك ما يشاء من ارض سواء كانت مملوكة لأفراد او ملكا مُشاعا للدولة ، ثم يقسمها ويبيعها أو يبنى فيها مشروعات اسكانية ويبيعها للأفراد بالسعر الذى يحدده .

3 ـ وطبقا لما هو منشور ، فإن الأراضى ( المشبوكة ) فى الدولة السعودية المملوكة للأسرة السعودية تكفي لإسكان 15 مليون مواطن وقد حرمت 70% من الشعب من السكن . وبينما تعُدُّ السعودية من أغنى دول العالم و أكبرها مساحة، إلا إن أكثر من 80% من سكانها يعيشون في منازل مؤجرة .  وهناك نكتة منشورة على مواقع التواصل الاجتماعى : ( قال لصاحبه : رأيت أنني فى أرض فضاء وعن يميني شبك وعن يساري شبك ومن أمامي شبك ومن خلفي شبك، هل أنا ف حلم ولاعلم؟ قال صاحبه:لا . أنت ف السعودية ! ).

4 ـ وخدم الأسرة السعودية  من الوزراء وكبار الموظفين ساروا على سُنّة أسيادهم فى نهب الأراضى ، وكل من له نفوذ إستغله فى ( الشبك ) . تفاقمت أزمة الأراضى بسبب شيوع التشبيك ، فبدأت الأسرة فى إسترداد بعض الأراضى من بعضهم . ويقال أنه فاقت مساحة الأراضي الحكومية التي استردتها أمانات مدن سعودية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مساحة أربع دول عربية مجتمعة، هي: قطر، والبحرين، ولبنان، وجزر القمر، ومئات أضعاف مساحات عواصم أوروبية شهيرة. وقدر اقتصاديون حجم الأراضي التي كانت منهوبة ولكن استردتها الدولة خلال الأعوام 2010 وحتى 2015، ببليون ونصف البليون متر مربع، تقدر قيمتها بـ2.3 تريليون ريال، في 12 مدينة ومحافظة.

5 ـ ولكن من المستحيل أن تقترب الجهات الحكومية من ( تشبيكات ) الأمراء ، خصوصا الكبار منهم ، وعلى الأخص رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبد العزيز ملك الشبوك .

أخيرا :

1 ـ هى عبادة للتراب ، بدأ بها المؤسس عبد العزيز حين سلب البلاد وأراضى الغير واحتلها وجعلها ملكا لأسرته وأبنائه خصوصا ، ثم تنافس أبناؤه واسرته على تملك هذه الأراضى .

2 ـ  وفى النهاية يموت الأمير السعودى . عند الاحتضار يهتف : ( رَبِّ ارْجِعُونِ (99)  لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ) ويكون الرّد : ( كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ). ثم تتحول جثته الى جيفة عفنة تتحلل رويدا الى أن تصبح ترابا .

3 ـ ويوم القيامة سيقول رب العزة لكل من عبد الشيطان وعبد التراب :  ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (64)  يس ). اى ما أخذوا من هذه الدنيا إلا ترابا ، ثم عادوا الى هذه الأرض ترابا ، ثم يوم القيامة هم خالدون فى جهنم وبئس المصير .

4 ـ ليس هذا فقط مصير مشعل ومن مات ظالما من أسرته، بل هو مصير الخلفاء من أبى بكر القرشى الى أبى بكر البغدادى ، ومصير الفاتحين من تحتمس الى الاسكندر الأكبر وهرقل وقيصر وحتى نابليون وهتلر .. كل أولئك الطغاة سفاكى الدماء من أجل حفنة تراب تحولوا الى تراب وتنتظرهم جهنم وبئس المصير .

5 ـ نقول هذا وعظا للأحياء .. لعلّ وعسى .!!

أحسن الحديث :

قال جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40) مريم ).

ودائما .. صدق الله العظيم