اتى سيادة المستشار عبده ماهر بمجموعة من الشبهات ليرد بها على رفضه المساوات في الارث بين المرأة والرجل ، ونحن هنا لانورد رأيا بل نناقش فهمه لبعض الآيات ، وفي الحقيقة لن نرد عليها مرة واحدة ، بل سنرد على كل شبهة على حدة بشكل قصير جدا نظرا لما لاحظناه من ان القارئ لم يعد له نفس طويل واصبح على رأي المصريين يتعامل بمنطق ، " هات مالآخر " !
وهنگيب مالآخر؛ يقول السيد عبده ماهر : " وسأستعرض بعض الآيات التي جعلت الريادة للرجل على المرأة بالقرآن الكريم ، فإن لم ترق لكم فهيا اخرجوا من دين الإسلام في صراحة ووضوح . فلقد رأيت الكثيرين يناقشون كل شيء في الدين والهدف هو التفلت من كل شيء .... وإليكم هذا البيان في شأن ريادة الرجال للنساء "
لقد أورد المستشار ثمانية آيات ليوضح من خلالها وجهة نظره ، ونحن لن نناقشها كلها في مرة واحدة، بل في ثمان حلقات بعدد الآيات ، لنخلص بعد ذلك إلى مقال موحد .
ولنبدأ بهذه الآية : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم ....."
المستشار أكمل سرد الآية لكنني سأرد على هذا الشطر فقط !
على سيادة المستشار أن يتدبر الآيات ويعقلها ويُقلبها قبل أن يهين متابعيه بنعتهم بما لايستحقون، لقد قال بان الرجال قوامون على النساء بما انفقوا وهذا صحيح، لكن القوامة هنا ستنتفي اذا كانت المرأة هي التي تنفق او تشارك في الانفاق ، لان القوامة لها شروط واول شرط هو التفاضل ثم الانفاق. والتفاضل هنا ليس تفضيلا من الله للرجال على النساء ، وانما بمعنى الاختلاف، فان تكون اجمل من احدهم او اقوى منه فهذا لايعني انك افضل منه لانك كذلك، بل ان ذات الشخص قد يفضلك اخلاقا ومروءة، قد يفضلك بالعضلات وتفضله انت ذكاء ، قد يتميز عنك بمهارات وتغيب عنه أخرى لذلك فإن التفاضل هنا بمعنى الاختلاف وليس التمييز والعنصرية. والمصدر لفعل فضل هنا هو التفاضل وليس التفضيل والتفاضل بمعنى الاختلاف وليس التفضيل بمعنى التمييز والا لن يكون الله عادلا وهذا ما ننزه عنه الله سبحانه وتعالى ! لان عدالة المولى تجبرنا على فهم الفعل حسب مقتضيات العدل الإلاهي لا العكس !
هذا من ناحية ، ولنفترض بان التفاضل بمعنى التفضيل وبأن الزوجة او الأخت او البنت تفوق معيلها بمهارات تدر عليها ربحا اكثر تنفق به او تساهم به في الانفاق،كأن تكون مهندسة اليكترونية او جراحة او تقوم بأي عمل يدر أرباحا أكثر مما يدره العمل الذي يشترط فيه وجود العضلات ، كالبناء والنقاشة والجزارة وغيرها ، وهذه الأعمال المعتمدة على الجهد الجسدي لا تدر اليوم نفس الارباح التي تدرها الاعمال المعتمدة على التكنولوجيا والتقنيات المتطورة ، فهل نعطي القوامة للمرأة أم نكتفي بعدم الحديث عن قوامة الرجال لان شروطها منتفية تماما كما ان شروط نكاح ملك اليمين قد انتفت بانتفاء العبودية والرق؟
إذا تمادينا في القول بأن الله فضل الذكر عن الأنثى فهذا يعني اننا نستخف ونستهين بعدالته وقسطه ! فالزانية والزاني لهما نفس العقوبة، والسارقة والسارق لهما نفس العقاب ايضا، والواجبات الدينية سواءُُ بالنسبة لكلا الطرفين ، لذا فإن العدل في العقاب والعدل في الواجبات يقتضي بالضرورة العدل في الحقوق .
ان تدبر القرآن لا علاقة له بالفهم السطحي للنص بل هو غاية القرآن ذاته !
اجمالي القراءات
8940
الطلب هو ان احصل على حسابك في الفيس بك لنكون اصدقاء كما نحن في هذا الموقع لان الفيس بك له خصوصية مختلفة ارجو ان تبعثي لي طلب صداقة على الاسم بالعربية فتحي كرز ولك جزيل الشكر