رسالة لجماعة الإخوان..إذا أردتم العودة

سامح عسكر Ýí 2017-06-22


بخلاف ما يعتقده البعض أن الإخوان كانوا ضد ثورة يوليو..هذا غير صحيح، جماعة الإخوان كانت جزء من ثور ة- أو انقلاب - يوليو 52، وقادة الجماعة كانوا يسمونها.."ثورة"..أو.."حركة مباركة"..بوصفها الحركة الأبرز في مساعدتهم للوصول إلى الحكم..

لم يحدث الانفصال بين الإخوان ويوليو إلا بعدها بعامين أي في سنة 1954 من بعدها وصف الإخوان حركة يوليو بالانقلاب العسكري، وبدأ التشويه المتعمد للحركة والحنين لسلطة الملك فاروق، رغم أن سيد قطب نفسه كان أحد أبواق الثورة على الملك وظل يكتب لحشد الناس وتوجيههم لدعم الضباط الأحرار..

لسيد قطب ثلاثة مقالات مشهورة:

الأول: في جريدة الأخبار أغسطس 52 بعنوان.."استجواب إلى البطل محمد نجيب"..نادى فيه بإلغاء الأحزاب وعدم الاكتفاء بخلع الملك فاروق وناشد الضباط الأحرار بعدم العودة لثكناتهم، وأن يواصلوا تطهير البلد من الملكية والأرستقراطية الفاسدة..

الثاني: في مجلة الرسالة سبتمبر 52 ..بعنوان "أخرسوا هذه الأصوات الدنسة"..طالب فيه بمنع كل من غنى للملك فاروق زي عبدالوهاب وفريد الأطرش وليلى مراد ومحمد فوزي وغيرهم، ونادى بحركة تصحيح في الفن وصف فيهم أقطاب التمثيل وقتها بأنهم مدمني الخمر والتدخين..

الثالث: مقال.."لسنا عبيدا لأحد"..في نفس العام 52 وصف فيه حركة يوليو بأنها (ثورة عرابية) جديدة قام بها الجيش باسم الشعب، وظل يعدد مزاياها ومستقبلها المشرق..

الإخواني العادي لا يعلم شئ عن هذه المقالات ولا تلك المواقف لقادته ورموزه، وإذا استدعى الأمر أن يعود بذاكرته وخياله يصطدم فورا بمنهج الجماعة القاضي .."بعدم التفتيش"..في القديم، وتلك أمة قد خلت لهم ما كسبوا ولكم ما كسبتم، وهو نفس سلوك المشايخ بعدم فتح ملفات صراع الصحابة ومعارك صفين والجمل وكربلاء والحرة بدعوى أنها تفتن الناس في أديانهم.

وتناسوا أن ثورة يوليو مؤثرة جدا في حاضر الإخوان، أي يجب التفتيش فيها بدقة لفهم الجماعة وكيفية تعاطيهم مع السياسة، بالضبط كما أنه يجب على المسلم أن يفتش في صراعات الصحابة وحروبهم الأهلية لفهم كيفية تعاطيهم مع الدين والسياسة، لكن قادة الإخوان وشيوخ المسلمين رفضوا هذا التفتيش كونه يحرجهم ويضع تقديسهم للناس ولأئمتهم موضع شك..

ليس هذا دفاعا عن يوليو فلها أخطاء عظيمة ، كل حركة لها سلبيات وإيجابيات لكن الشاهد في موقف الإخوان منها ، ويمكن استنتاج موقف الإخوان الآن مما يحدث بأنه انقلاب على كل مفاهيم وحركات ما بعد يناير 2011 فهي التي أوصلتهم إلى هذا الحال.رغم أن الإخوان كانوا جزء من ثورة يناير ووصلوا بها إلى مقاعد الحكم..

الخلاصة: لو اعترف الإخواني بخطئه سيقترب من الصورة الصحيحة للمشهد، وهي الصورة التي تمكنه من المراجعة والعودة..لكن طول ما هو يكابر ويتعامى سيظل تائه مرفوض من العوام والمثقفين والسياسيين والعسكريين معا، وهي الفئات الأكثر قدرة على الحكم أو الأكثر قدرة على الحشد ومساعدة الإخوان على العودة..لكن طول ما هذه الشرائح غاضبة على الإخوان فلن يعودوا حتى يلج الجمل في سمّ الخياط..

اجمالي القراءات 8039

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,100,355
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt