أسامة قفيشة Ýí 2017-05-15
الجزء الأول ( السماوات و الأرض )
العلم الظاهر و العلم الباطن
العلم الظاهري ( الشهادة ) و العلم الباطني ( الغيب )
هذه مقدمة من أجل الدخول في تدبر ما ورد عن السماوات و الأرض في كتاب الله جل وعلا .
العلم هو ما يعلمه الإنسان و يتوصل إليه من علوم ,
الإنسان بشكل عام يعلم و يبحث و يكتشف بناءاً على الملموس و الظاهر , و يستنتج هذا العلم من خلال التجربة العملية الفعلية , و يبقى هذا العلم مرتبطا و موثقا من خلال المادة التي بين يديه , و لا يستطيع الجزم بما بطن من علوم , أي أن هذا الإنسان يتحتم عليه من إخضاع علمه للتجربة العملية من اجل إثبات هذا العلم ,
فكل غيب غير ملموس و غير ظاهر للإنسان يعتبر مجهولا لا يؤخذ به و لا يعتمد عليه و لا يعتبر علميا حتى يخضع للتجربة الفعلية العملية ليصبح ملموسا و ظاهرا له , و لهذا جميع العلوم النظرية تبقى غيبيه لا يعتمد عليها لحين تطبيقها عمليا , أي أن كل العلوم النظرية هي فلسفات علمية تبحث في أصل هذا العلم و أصل تلك المادة دون إثبات عملي تجريبي لأن تلك الأصول مجهولة و غيبية و غير ملموسة , بمعنى آخر يعتمد الإنسان على ما يشاهده و يلمسه عمليا و لا يستطيع الإحاطة بالغيب ,
و كل إنسان يختص في مجال علمٍ معين ليصبح عالماً إن أثبت صحة ما توصل إلية من خلال التجربة العملية , و يقتصر علم هذا العالم في مجال اختصاصه فقط .
أما الخالق جل و علا فهو العليم , أي أن علمه جل وعلا يحيط بكل شيء و بكل العلوم و كل المجالات , ليس هذا فحسب بل إن علمه سبحانه و تعالى يحيط بالعلم الملموس الظاهري , كما يحيط بالعلم المجهول الباطني , فهو سبحانه العليم و هو الظاهر و هو الباطن , و هو سبحانه أيضا عالم الغيب و الشهادة أي أن علمه محيط بما هو ملموس و ما هو غيب بالنسبة للبشر , لأنه لا وجود للغيب عند الله جل وعلا .
العلماء البشر و العلوم البشرية بشكل عام تبحث في ظواهر الأشياء لا في ماهيتها , لأن تلك الماهية مجهولة و غيبية , فيبحثون في تلك المادة و خصائصها من أجل الوصول لكيفية الاستفادة منها و في كيفية إخضاعها , أما أصل تلك المادة و أصل تلك العلوم فلا يوجد من إجابات شافية أو قاطعة , و تلك الإجابات لا أحد يعلمها إلا الله جل و علا , لأنه هو خالقها و يعلم مستقرها و مستودعها , فهل أخبرنا العليم الحكيم عن هذا العلم الباطني في كتابه المبين ؟
نعم بدون شك و بكل تأكيد ,
بل أن الغيب و هذا العلم الباطني و المجهول الذي لم نشاهده بعيننا و لم نلمسه بأيدينا هو إحدى ركائز الإيمان ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) 3 البقرة ,
و الأمور الغيبية كثيرة جدا , و لكن وجب علينا الإيمان بها , فالله جل وعلا غيب ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ) 12 الملك , و الجنة غيب ( جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ) 61 مريم و النار غيب , و اليوم الآخر غيب و الملائكة غيب و قصص الأنبياء غيب ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) 49 هود , و الكثير من الأمور الأخرى .
و في المقابل هناك غيب يستأثر به الله جل وعلا لذاته ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ) 26 الجن , لا يعلمه إلا هو سبحانه و تعالى و نضرب مثلاً على هذا ( قيام الساعة ) و موعدها , فهذا العلم مقتصر على الله جل و علا , لا يعلمه إلا هو , فلا الإنس و لا الجن و لا الملائكة تعلمه ,
و هناك غيب لا يعلمه البشر و لكنه ليس غيبا على الملائكة , و نضرب مثلا على هذا ( الموت ) , فالإنسان لا يعلم ميعاد موته , و لكن ملائكة الموت تعلمه ,
فكل العلوم الغيبية متفاوتة , فبعضها لا يعلمها إلا الله جل و علا و لا أحد سواه , و بعض العلم يعلمه الملائكة و لا يعلمه البشر و لا الجان , و بعضه يعلمه البشر و لا تعلمه الملائكة و لا الجان , و بعضه يعلمها الجان و لا يعلمه البشر , فلا مخلوق يستطيع أن يحيط بكل تلك العلوم الغيبية , و يبقى الله جل وعلا وحده علّام الغيوب ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ) 48 سبأ .
السؤال المطروح هو كيف لنا نحن من معرفة بعض الغيب الباطني فيما يخصنا كبشر مستفيدين من تلك العلوم ؟
فكما قلنا بأن كل النظريات العلمية التي تفسر ماهية الأشياء تبقى فلسفية , و تبقى مجرد كلام في فلسفة هذا العلم ما لم يثبت عمليا من خلال التجربة و البرهان ,
و لكن بالنسبة لكلام الله جل وعلا عن تلك العلوم الواردة لنا في كتابه الكريم فهي قطعية لا شك فيها بالنسبة لنا نحن , أي بالنسبة لمن آمن بما ورد للناس في هذا الكتاب ( القرآن ) , أما بالنسبة لغيرنا يبقى الوضع على حاله , و يبقى هذا القول من الفلسفيات لديه إلى أن يثبت لديه الأمر واقعا ملموسا و محسوسا لديه .
كل هذا القول بيّنه لنا العليم الحكيم في سورة الروم , و تحدث لنا عنه و أشار إليه من خلال تلك السورة , و لنتدبر هذا الجانب الوارد لنا في تلك السورة :
يقول جل وعلا فيها ( وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ ) 6-8 الروم ,
الناس تعني كل الناس , فهم لا يعلمون إلا الظاهر لهم من علوم الدنيا , أي ما شاهدوه و لمسوه من خلال التجربة العملية , و يدعوهم الله جل وعلا للتفكر في أنفسهم أي في أصلهم و في طبيعة خلق الله جل وعلا للسماوات و الأرض و ما بينهما , فلم يفعلوا هذا و تجاهلوا تلك الأصول فانحازوا لظاهر الأشياء لا إلى ماهيتها , و النتيجة بأن كان أكثر الناس لا يعلمون .
ثم يخبرنا الله جل وعلا عن العلم الباطني الغير ظاهر للناس فقال ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ * وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ * فَيَوْمَئِذٍ لّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ *وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ ) 54 58 الروم ,
هنا يضرب الله لنا مثالاً على حقيقة و غيب مفهوم الموت , و ماذا يحدث للإنسان بعد موته , و هذا العلم الغيبي الباطني لم يعد غيبا بالنسبة لنا نحن بالذات , فقد علمنا و أيقنا من كلام الله جل وعلا و علمه الموجه لنا بأن الموت هو كالنوم تماما , لا يشعر الميت بشيء و لا يشعر بالوقت أو الزمن , و نفينا جملةً و تفصيلاً كل الإدعاءات و كل الخرافات التي تتحدث عن حياة القبر و عذابه و ثعابينه المرعبة , و بأن كل هذا هو مجرد إفك اخترعه البشر لأنهم مجرمون ,
فالمجرم هو من أجرم في حق نفسه أولا , و أجرم في حق غيره , هؤلاء المجرمون المؤتفِكون المنتظِرون حياة القبر بجحيمه أو بنعيمه , سيتفاجئون يوم البعث بأنهم لم يجدوا هذا الأمر ,
و يتساءلون مستغربين الأمر بأنهم لم يمكثوا في الموت غير ساعة , فيجيبهم الذين ( أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ ) و المقصود من الذين أوتوا العلم و الإيمان هم من توصلوا لهذا العلم من خلال الإيمان لا من خلال التجربة و البرهان , فهذا العلم الباطني الغيبي قد توصلوا له من خلال كلام الله جل وعلا في كتابه الكريم و آمنوا و صدقوا به دون تجربة عملية أو فعلية تثبته ,
ثم يخبرنا جل وعلا بأن هذا المثل هو أحد الأمثال التي تتحدث عن تلك العلوم الغيبية و إمكانية التوصل لها من خلال كلام الله جل وعلا في كتابه الكريم , ثم يأتي التأكيد بأنه جل وعلا قد ضرب لنا في هذا القرآن من كل مثل , و يخبرنا سبحانه و تعالى بأن ما نتوصل إليه من علمٍ من خلال آياته سيرفضها هؤلاء المجرمون مدعين بأننا مبطلون للعلم الذي بين أيديهم , فأي علم نتوصل له من خلال آيات الله جل وعلا و كلامه سيتهموننا بأننا نخالف به العلم البشري ,
فأي حقٍ أحق أن يتبع ؟
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
سبحانك إني كنت من الظالمين
هناك أشياء تنبأ بها علماء الرياضيات بدون مشاهدة و لا تجربة، و لم تكن من الفلسفة، فقط مبنية على الحسابات الرياضية المعقدة، ثم يأتي بعد ذلك البحث العلمي ليؤكد تلك النتائح، بعد سنين عدة
المهم لا بد من الإعتماد على العلم في تفسير النص و ليس العكس و إلا وجد الإنسان نفسه حتما بالإقرار بالتضاد بين العلم و الدين و بالمطالبة بفصل الدين عن العلم، خصوصا أن التأويل المعتمد عند جل الناس هو التفسير الحرفي للكلمات و المعنى الظاهري للنص.
هذه هي قناعتي. العلم أولا العقل و الفطرة ثانيا و النص ثالثا.
و الله أعلم.
اشكر لك ما أوردته حضرتك في هذا التعقيب , فالمشاركة تفتح آفاق التفكير بشكل أوسع ,
نحن نتوجه بوجهنا صوب كلام الله جل وعلا فنخضع لقوله , و نحاول التدبر و الاستنتاج قدر المستطاع , فعقولنا لها مقدره متفاوتة في هذا , و لا يمكن لبشرٍ مهما آتاه الله جل وعلا من مقدرة فكرية و استنتاجيه من الإحاطة بالشكل القاطع لكلام الله جل وعلا الذي أحاط بكل شيء علما .
نحاول من إسقاط كل أفكارنا التي نحملها و نتخلى عنها لنقف على اقرب نقطه من كلام المولى جل وعلا , حتى قضية اسقاط القرآن على الواقع , لا أظنها في محلها , لأن كلام الله معجز في مدلوله لكل زمان .
فكلام الله جل و علا هو الحق المطلق , و كلامنا و تدبرنا له يبقى ينتابه الشك , قد يصيب و قد يخطئ , كل الاجتهادات البشرية تبقى محل التجديد و التبديل بسبب اختلاف المفاهيم و العلوم , لهذا نجد بأن كلام الله يتماشى مع كل زمان .
أشكر لك مداخلتك و متابعتك , لا أعتقد بأن العلم الوارد في كتاب الله جل وعلا يمكن لنا من تجاهله أو فصله عن الدين , و لقد بينت هذا في المقال ,
أما بالنسبة للتأويل و التفسير فأنا أتفق معك فيها , بل أرفض مبدأ التأويل و التفسير فهذا ليس من اختصاص البشر ,
ما يجب أن نلتزم به هو مبدأ التدبر و التلاوة , و هو ما أمر به الله جل وعلا ,
هذا المبدأ يعتمد على النص الحرفي و المراد به و المستخلص من معنى الكلمة قرآنياً ,
ألا ترى معي إن قمنا بإسقاط العلم البشري على القرآن نرتكب بذلك خطأ كبيرا , حيث أن العلم البشري متجدد و متغير !
لذا تكون أسلم طريقة هي التدبر في نص الكلمة و سياقها , بعد أن نسقط كل الأفكار و المعتقدات , و لتكن النتيجة ما تكون , لأن هذا التدبر ليس حكرا على أحد و غير ثابت , عكس كلام الله جل وعلا المحفوظ نصاً و المنسجم مع كل زمان .
و دمت بكل خير .
شكرا أستاذ أسامة،
في الحقيقة النتيجة لن تخرج عن إحدىى الإحتمالات الثلاث التي لا رابع لها
إما أن نقرأ النص القرآني على ضوء المعرفة العلمية، بمعنى أن العلم هو الذي يشرح النص و ليس العكس و هذا الموقف هو الأحوط و الأنسب ما دام لن يطرح أية إشكالية مستقبلية ما دام القراءة تكون دائما موافقة للمعارف التي توصل إليها الناس في ذلك الوقت و يكون دائما توافق بين العلم و الدين
إما أن نبعد النص القرآني كليا عن المعرفة العلمية و نقر أن النص ما هو إلا دعوة للتدبر في الخلق ليتقرب الإنسان من خالقه، و الآيات التي تتحدث عن المعارف العلمية ليس الغرض منها الدقة أو شرح لظاهرة علمية بعينها أو أي إعجاز و إنما هي فقط إشارات عامة و هذا الموقف هو الأصوب و الأصح
إما نقرأ النص القرآني بالمعنى الحرفي للكلمات و الظاهري للسياق و في هذه الحالة لا بد من إيجاد تفسيرات منطقية و موضوعية للتعارض الموجود بين النص و العلم، بدل الإقرار بأن المؤمن يؤمن بما جاء في القران حتى و إن خالف العلم و المنكر لذالك منكر للوحي، و في الجانب الآخر تكون حجة للقائلين بأن الكتاب من تأليف الناس حسب المعارف التي كانت متوفرة في زمانهم أو أنها كررت أخطاء الكتب السالفة عن جهل (يمكن ضرب أمثلة على هذه الحالات)
قناعتي مع الرأي الأول و الثاني و معارض بشكل قطعي للرأي الثالث
قرآءة النص القرآني الإلهي المطلق على ضوء العلم البشري المحدود و المتغير مرفوض , لا يمكن لنا من رفع العلم البشري فوق العلم الإلهي فهذا كفرٌ بالله جل وعلا , حيت نؤمن بأنه سبحانه هو العليم الحكيم , و هذا واضح و صريح من خلال هذا المقال , فكلام المولى جل وعلا فوق كل علم و فوق كل البشر ,
لنضرب هذا المثال حتى نتوافق أستاذ مكتب :
لا يمكن لنا التسليم للعلم البشري و العلوم البشرية , لأنها تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ , فليس كل ما يدعيه العلماء حق , و يحتاج للتجربة الفعلية حتى يتم إثباته , وقد وضحت هذا ,
على سبيل المثال العالم الكبير و الشهير ( ستيفن هوكينج ) ينفي وجود الخالق جل وعلا بناءاً على علمه !
فهل نتبع هذا العلم ؟ و نرفعه فوق كلام العليم الحكيم الذي نؤمن به !
أما بالنسبة لإبعاد النص القرآني العلمي و عدم التطرق إليه , فهو تماما كمن يأخذ ببعض القرآن و يترك بعضه , و هذا أيضا لا يجوز و لا يمكننا من فعله ,
المقال الذي قدمته يوضح كل تلك الأمور , و يبين لنا كل هذا , فكلام الله جل وعلا به العلم الظاهري و الباطني , و الآيات التي استشهدت بها توضح الأمر , فهل يستطيع العلم البشري إثبات ما يحدث مع البشر بعد موتهم ! و بينت كيف توصلنا من أن الموت هو كما النوم , لا يشعر الشخص بالوقت أو الزمن , و هذا مستنتج بشكل واضح من خلال النظر في نصوص القرآن ,
و هناك الكثير من الأمور يمكن لنا التوصل لها من خلال النص القرآني , دون اسقاط العلم البشري على تلك النصوص ,
انا شخصيا انظر للنص القرآني و أبحث فيه و أقول هذا الاستنتاج دون الخوض بالزيادة أو النقصان , فقط نتدبر ما وردنا من كلام العليم جل وعلا ,
و دمت بكل خير .
السلام عليكم أستاذ أسامة،
فيما كتبت أنا لا أظن أنني أشرت و لو تلميحا عن أية علاقة بين علم الخالق و علم المخلوق، و لا عن أية محاولة لتفسير العلم للغيبيات لأنها ببساطة ليست من تخصصاته
المقارنة التي أتحدث عنها في كلامي هي المقارنة بين الفهم العلمي للنص "ما يقوله العلم و أهل العلوم كل في تخصصه" في الآيات الني تعني بالأمور العلمية و بين الفهم الحرفي و الظاهري له، يعني بين فهمين بشريين واحد يعتمد على العلم و المعرفة و الأخر على حرفية الكلمات و ظاهر النص
و إحدى هاتين الحالتين تؤدي إلى التضاد، و التضاد له تبعاته
كما أنني لا أرى المثال الذي ذكرته حول وجود الله من عدمه من صلب الموضوع، فمسألة الملاحدة و كفرهم يعتمد على الإعتقاد البشري المبني على القناعة الذب يغلب عليه التعنت و التكبر و هو ليس الموضوع الذي يخصنا
و شكرا
لربما التبس علي الأمر , و لم التمس ما كنت ترمي اليه , أعتذر اليك أخي ,
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
أكرمك الله جل وعلا: ان في سورتي المؤم نون والشع راء معجزة رقمية...
الآيات الحاكمة : السلا م عليكم دكتور انا سافخر بك صديقا لي...
مُّهْطِعِينَ: أسأل عن معنى ( مُّهْ طِعِي نَ) فى القرآ ن . ...
لم أقرأه : ما رأيكم بكتاب ( الفن القصص ي في القرآ ن )...
طنطاوى رئيسا لمصر: ما رأيك فى الاست اذ أحمد طنطاو ى الساع ى ...
more
السلام عليكم أخي قفيشة;
إذا أردت فعلا معرفة حقيقة السماوات و الأرض فعليك إسقاط القراءن الكريم على الواقع و ليس العكس. فالحق وحده من ربك, و ليس من وسائل الإعلام(National Geographic) ولا من وكالة الفضاء ناسا وأخواتها.
مشروعي البسيط لكشف كذب ناسا عن كوننا هو بسيط جدا جدا, و هو يحتاج إلى طائرة و كاميرا ب(zoom) عالي; مصداقا لقوله تعالى:" مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّـهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴿١٥﴾" (سورة الحج)
هذا المشروع البسيط سيكشف تماما أن الحد الأعلى لسماؤنا الأرضيه هي سقف محفوظ بإستخدام الله لكواكبه; قال تعالى:"بَلْ مَتَّعْنَا هَـٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴿٤٤﴾" (سورة الأنبياء)
و بفضل الله قد بينت هذا الموضوع من تفصيله في كتابه في مقال سابق بعنوان "السماء و السماوات في التنزيل الحكيم". و أنا أناشد أي ممول غيور على كتاب الله بأخذ إقتراحي و تطبيقه و بإذن الله ستستيقنون بأن هذا القراءن هو الحق من ربكم.
و شكرا