إسلام ضد الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين فينة وأخرى تطل علينا بعض الفضائيات بأخبار تستلزم من مرضى ارتفاع الضغط من أمثالي أخذ جرعة مضاعفة من الدواء،ومناسبة كتابة مقالي هذا هو حصيلة تراكم للعديد من الأخبار المستفزة التي تطالعنا في الفضائيات.
بالأمس طالعنا خبر يقول أن حركة طالبان الأفغانية قد أفرجت عن الصحفي الإيطالي المخطوف وقبل أن أشعر بقليل من الغبطة تصدمني تتمة الخبر...:
لكنها أعدمت مترجمه الأفغاني...!!!!
هكذا إذاً...؟؟؟
دم الطلياني يفدى باليورو والمورو..أما دم الأفغاني المسكين فرخيص وبخس..
خبرٌ آخر تتحفنا به قناة الجزيرة (القرضاوية) ومفاده أن طلاب المدارس الدينية الباكستانية قد تظاهروا مطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية،
ويترافق الخبر بصورة الفريقين:
الفريق الرجالي وهو يحرق كومة من أشرطة السي دي
والنسائي وهو عبارة عن كومة بشرية سوداء لا يظهر منها حتى العيون والمفاجأة أن هذه الكومة النسائية السوداء مسلحة بالعصي والهراوات..
فيا للمهزلة..!!!
شقيقات خولة،وزميلات أسماء،وسميّات فاطمة
يطالبن بصكوك إعادتهن ألف سنة للوراء إلى عهد الرقيق،
حيث لا تخرج المرأة من بيت زوجها اللهم إلا إلى قبرها..!!
أية صفحات سودء يدونها هؤلاء الحمقى؟؟
أي جهل؟؟وأي تخلف؟؟وأي منطق؟؟
وأية وديان سحيقة باتت تفصل (المسلمين) عن دينهم السماوي النقي؟؟
بالأمس طالب (المجاهدون) في إمارة العراق الإسلامية بتغطية عورات الدواب..!!
وقبله أفتى بعض الشيوخ الوهابية بتحريم التحدث باللغة الإنكليزية
(ولنتخيل طلاب الطب من المسلمين وحالهم)
وبتحريم لعبة كرة القدم،ودرة الفتاوي قالها بن باز في تحريم القول بدوران الكرة الأرضية!!!!!
أما عن الأحاديث الموضوعة على لسان رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم
فحدث عنها ولا حرج
فمن أحاديث تشوّه سيرته،
إلى أحاديث تشكك في نبوته،
إلى أخرى تتناول أدق خصوصيات يومياته،
حتى أصبحت هذه الأحاديث مادة للتندر،وسلاحاً بيد المبشرين من الديانات الأخرى،يستخدمونه في الطعن بالدين الإسلامي وبرسوله الكريم،كما حدث معي عندما امتلأ بريدي الالكتروني بسيل من الرسائل التبشيرية التي تسب النبي،وتكذبه اعتماداً على الأحاديث (التي نصفها بأنها :صحيحة ومن أمهات كتب الحديث).
فأي إسلام هذا الذي يعتنقون،وبأي حجة يبررون تصرفاتهم( التي لا يمكن أن تنزل برمان ولا بقبان) كما يقول المثل العامي.
لقد اعتنق هؤلاء إسلاماً جديداً..
إسلاماً يكفر الإنسان على النكشة،ويحلّل الجهاد ضد من هبّ ودب وكأن إسلامهم قد خلق للقتل وللسبي،ولنكاح الحور العين،وليس لعمارة الأرض والتدبر في خلق الله كما ورد في محكم التنزيل.
إسلامهم يكرر نفس الإسطوانات عن سير السلف الصالح،وقصصهم التي تختلط فيها الخرافات والسوبرمانات بالجد،ويذرف الوعاظ الكثير من الدموع،ويتدربون صباح الجمعة كثيراً أمام المرايا في البيوت،وفي الحمامات،لتجربة طبقات أصواتهم الجهورية المخيفة،وفي النهاية يجلدون المصلين بأفلام رعب،وبتوصيات تضمن لهم حياة داجنة في كنف حكامهم الصالحين.
عن أي إسلام يتحدث هؤلاء الذين لا يعرفون من الحياة سوى الكلاشينكوفات،وفروج النساء المنقبات؟؟
ولا يعرفون علماً نافعاً سوى تأويل أحادي للقرآن يبتعد عن روحه أكثر من اقترابه من معانيه،وأحاديث دوّنت بعد ثلاثة قرون من وفاة الرسول الذي منع تدوين أية كلمة على لسانه...؟؟
عن أي إسلام يدافعون،ويقتلون في سبيله الأطفال والنساء والشيوخ في حفلات قتل جماعية قل نظيرها في التاريخ..؟؟.
وأية أرض سوف يعمرون وهم منشغلون بإثبات فوائد الحجامة والسواك والكحل وختان النساء..
وهم مختلفون على كيفية دخول المراحيض،وكيفية حلق الشوارب،ونتف الآباط؟؟
أي إسلام هذا الذي يتحول فيه قتلة عشرات الأنفس( التي حرم الله قتلها إلا بالحق) إلى شهداء يترحم عليهم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها..
إنه فعلاً:
إسلام ضد الإسلام..
وليعذرني الكاتب الليبي الراحل:الصادق النيهوم على استعارة عنوان أحد كتبه
فهو فعلاً عنوان يمثل الإسلام الذي يعتنقه هؤلاء
والذي بينه وبين الإسلام الذي نزل على محمد ما صنع الحداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أديب حسن محمد
اجمالي القراءات
20454
بألاراء المستنيره واصحابها من امثال حضرتك وكتاب وقراء ومعلقى المواقع المستنيره والحره والليبراليه .
وفقكم الله وفى غنتظار المزيد من النقد البناء.