علي عبدالجواد Ýí 2007-04-10
الجزية هى فداء الأسير
إن السلف أورثنا فهما خاطئا لبعض آيات القرءان و نخص بالذكر آية الجزية و كأن الله اعطى الحق لكل حكومة مسلمة ان تأخذ آتاوة من اهل الكتاب المواطنين المسالمين اكثر مما تأخذه من المواطنين المسلمين باسم الجزية و بالتالى فهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية و هذا يناقض العقيدة الاسلامية فى المساواة بين الناس جميعا بقول الله ()لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِ&iacl;يَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) فكيف يأمرنا الله بالبر و القسط لكل الناس الذين لا يقاتلوننا و لا يخرجونا من ديارنا ثم يأمرنا بأخذ ما يسمى بالجزية من اهل الكتاب بالقوة لمجرد انهم يخالفوننا فى العقيدة؟
و لذلك فيجب أن نتدبر معنى الجزية و نفهمها بعيدا عن كتب الروايات و التاريخ الاسلامى الملفق و كتب التفسير و شروح المتخصصين و نبدأ بقراءة متأنية للآية()قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)كلاتى:
1. يجب ان نفهم اولاأن كلمة قاتلوا لا تقال الا للدفاع مع عدم الاعتداء كنص الاية ()وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
2. و الذين يقاتلوننا و المطلوب قتالهم هم طائفة من اهل الكتاب اسما فقط لا يؤمنون بالله و لا باليوم الاخر و لا يحرمون القتل و الغدر و السرقة و الربا و لا يدينون دين الحق اى لا ينفذون احكام دينهم الموجودة عندهم فى التوراة و الانجيل و هؤلاء قد ظاهروا كفار مكة على قتال المسلمين و غدروا بالمسلمين فى غزوة الاحزاب مثل يهود خيبرو بنى قريظة و بذلك و جب تنفيذ أمر الله بقتال المعتدين من اهل الكتاب وليس كل اهل الكتاب.
3. و نتيجة للقتال و هزيمة هذه الطائفة من اهل الكتاب فيجب ان يعاقبوا و يكون جزاؤهم هو الحكم عليهم اما بترك بيوتهم و اموالهم كما تم مع يهود بنى قريظة (()وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَأُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) (الأحزاب:27)
و اما بأخذ نصف محصول زراعتهم كل عام كما حصل مع يهود خيبر و هذه العقوبة تسمى الجزية ( الجزاء او العقاب ) لأنها أخذت عن يد اى عن طريق القوة و هم صاغرون اى منهزمون و هذا معنى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون .
4. و هذه الجزية تكون بمثابة الفداء للأسرى بعد الحرب و الهزيمة لأن المهزومين لا يقتلوا و لا يعبدوا اى يتحولوا الى عبيد بل العفو اوان يفدوا انفسهم بالجزية لقول الله ()فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)(محمد: من الآية4) والاية تؤكد على عدم تحويل الاسرى الى عبيد و لكن اما المن اى العفو او تبادل الاسرى ان وجد او دفع فدية اى جزية اى عقابا لهم فى حالة الاستطاعة .
5. أما الطائفة الاخرى من اهل الكتاب الذين يؤمنون بالله و باليوم الاخرو لا يقاتلون المسلمين فيجب معاملتهم بالبر و القسط اى المساواة مع المسلمين فى الحقوق و الواجبات لتوصية الله ())لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)
و خلاصة فهم الاية ان الجزية لا بد ان تكون بعد قتال و القتال كان لطائفة من اهل الكتاب لهم صفات مذكورة بدقة و ليس كل اهل الكتاب لقول الله ()لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (آل عمران:113)ولذلك فإن اهل الكتاب الذين لا يقاتلوننا فهم مثلنا تماما فى المعاملة اى بدون جزية .
ولكن رجال الدين المتخصصون يصرون على ان الجزية تفرض على اهل الكتاب لكونهم فقط اهل كتاب ؟؟؟ و يفسرون الجزية على انها مقابل الدفاع عن اهل البلد من غير المسلمين !!! و كأن اهل البلد الغير مسلمين موافقون على الاحتلال الاسلامى باسم الدفاع عنهم !!! كما تفعل امريكا الان فى افغانستان و العراق و هى تدافع عنهم !!! و هم لم يطلبوا من المسلمين الدفاع عنهم اصلا!!
و بهذا الفهم الخاطىء يكون الهجوم على أى بلد من البلاد الغير اسلامية فرض من الله و يجب و من حق المسلمين ان يأخذوا الجزية من كل بلاد العالم !! مع انهم لم يعتدوا علينا ! اليس هذا الفهم السقيم يولد الارهاب باسم الدين ؟ الا يدل هذا على تبلد فى الفكر الدينى ؟
الا يولد هذا الفهم عند اخواننا المسيحيين ان الاسلام دين بلطجة و استعلاء عرقى !
و يظهر الاسلام على انه دين عنصرى لا يساوى بين الناس !
مع أن الاية لا تعطى اى حق للحكومات الاسلامية فى التفريق بين المواطنين فى ما تأخذه الدولة كضرائب من المواطن سواء مسلم او غير مسلم فهم فى المواطنة سواء فإذا كان المسلم القادر فى دولة الخلافة يدفع الزكاة للدولة فإن الغير مسلم القادر يعامل بالمثل و يدفع الضرائب التى تماثل الزكاة للدولة أيضا و هذا هو القسط و العدل و البر.
و هكذا يكون الفهم الصحيح لمعنى الجزية هى أنها الجزاء لمن يبدأ بحرب المسلمين و هى الفداء للأسرى المعتدين المهزومين من منافقى اهل الكتاب تنفيذا للآية () فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً)(محمد: من الآية4) و ليس كل اهل الكتاب . اقول قولى هذا و استغفر الله لى ولكم
والسلام عليكم و رحمة الله
لواء مهندس استشارى على عبد الجواد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد الامين
اخي علي جزاك الله خيرا عنا وسلمت يمينك، مقالاتك جميلة ومقنعة ومنطقية فبالله عليك لا تحرمنا من كتاباتك وافكارك النيرة
بصدق اتمنى ان تصل مقالاتك للناس كافة من مسلمين وغير مسلمين فهي كالبدر المنير وكالشمس الساطعة تكشف الوجه الحقيقي لديننا الاسلامي الحنيف المظلوم والمجني عليه من اصحابه اولا ومن غير اصحابة ثانيا.
على بركة الله
والحمد لله رب العالمين
الأخ على السلام عليكم وبعد :
إن الجزية ليست فداء الأسير بعد الحرب وإنما هى قرينة الزكاة يدفعها أغنياء أهل الذمة وتوزع كما توزع الزكاة ولكنها توزع على أهل الذمة الفقراء والمساكين وفى الرقاب والغارمين .....فهى شىء مماثل للزكاة تماما فكما تؤخذ الزكاة من أغنياء المسلمين وتوزع على المسلمين تؤخذ الجزية من أغنياء أهل الذمة وتوزع على أهل الذمة ومن ثم فهى ليست مغرم ولا فداء وإنما هى عدل إلهى فليس من المعقول أن آخذ مال أغنياء المسلمين وأوزعه على غيرهم بينما يحتفظ أغنياء غيرهم بمالهم وقد كتبت فى المو ضوع فى مقال الحوار مع الأخر ضمن مقالاتى فمن أراد المزيد فليراجعه هناك
مقاله رائعه وهي التفسير الصحيح للجزيه وجزاكم الله خيرا على التوضيح وجعله في ميزان حسناتكم
سلام,
أشكرك يا سيد علي عبدالجواد على الكلام الجميل و المنطقي مع القرآن( حسب فهمي الحالي )
و أهل الكتاب نوعان.
المؤمنين:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (2:62)
الكفار:
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (98:1)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (98:6)
و مع ما سبق للاستاذ علي اصبح الامر واضح بالنسبه لي و ان شاء الله للجميع
ومن الله الهدى
دعوة للتبرع
تهوى اليهم : من فظلك أستاذ ي ما معنى قوله تعالى :(فاجع ل ...
أنا الذى أرجوك: بعض اعداء اسلام الحني ف يتوهم ويقول الان...
شرارة رضاع الكبير: فى جريدة الأحر ار صفحة رقم 6 بتاري خ 9/5/1994 ...
مسيحية ومصرى: سؤالي عن كيفية والشر وط الازم ه لاسلا م ...
النشر بالفارسية : اريد ان اسال رايكم - فضيلة الدكت ور - حول...
more
شكراًعلى هذه المقالات القيمة التى تدعونا دائماً للتدبر في كتاب الله تعالى ، وإعمال العقل الذى هو نعمة من المولى عز وجل.
نعم الإسلام العظيم يأمرنا بأن نعامل إخواننا من الديانات الأخرى معاملة حسنة، ولا نفرق في هذه المعاملة الحسنة بين من يسالمنا سواء كان ينتمي لديننا أو لدين آخر .
وحتى من يعتدي نحن مطابون في هذه الحالة برد الاعتداء فقط ولا نغالى في ذلك.