عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-11-05
يطلق كثير من الخطباء والوعاظ مصطلح: (المحمديون) علی الحاضرين خطبهم ومواعظهم من باب التعظيم لهم ولخاتم النبيين، وتمييزهم وتفضيلهم علی غيرهم من أصحاب الديانات، فيقولون لهم: وأنتم أيها المحمديون .. فاتقوا الله أيها المحمديون .. وعلينا كمحمديين .. يا أمة محمد .. الخ. والخطيب بإستخدامه هذا المصطلح، مخطئ ومصيب في نفس الوقت.
مخطئ لأنه سماهم بما لم يسمهم الحق تبارك وتعالی، فقد كان الأولی أن يصفهم بالمسلمين أو المؤمنين أو المتقين أو عباد الله .. الخ. مخطئ لأنه ربطهم وشدهم إلی ما دون الله جل وعلا، وكان الأولی أن يربطهم ويشدهم إلی الله وحده لا شريك له.
فالحق تبارك وتعالی يريدنا أن نكون ربانيين، بأن تكون مشاعرنا وأعمالنا وإنتماءنا خالصا لوجهه الكريم، نفهم ذلك من قوله تعالی: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (آل عمران 79) .
والخطيب مصيب في نفس الوقت، لأنه فعلا يخاطب محمديين، يخاطب أناساً ألهوا محمداً بأن جعلوه: مشرعاً ومعصوما من الخطأ وشفيعاً وعالما للغيب، يشركونه في العبادات، ويحجون إلی قبره .. الخ، وهذا لا يكون إلا لآلهة.
الله وحده لا شريك له، هو المشرع وهو الذي لا يخطئ وهو الولي والشفيع وعالم الغيب، وهو الذي لا شريك في حكمه أحدا، ومن يعطي هذه الصفات والقدرات لمخلوق فقد ألهه.
كارثة نسبة الناس إلی أنبياءهم وتسميتهم بأسماءهم، هي كارثة قديمة جدا وعادة متأصلة في نفوس المشركين، وهذه هي أنسب طريقة يتخذها الشيطان لإبعاد الناس عن الله جل وعلا، بإيجاد بدائل تقدس وتعظم وتعبد من دون الله تعالی.
يزين لهم الشيطان الإرتباط بنبيهم، ثم يجعلهم يغالون فيه إلی درجة التأليه، ثم يزين لهم الإرتباط بأهل بيته وأصحابه والتابعين .. الخ، ومع الأيام يبتعد الناس عن الله جل وعلا، ليصبحوا فعلا: بوذيين، مسيحيين، يهود، محمديين، حسينيين، حنبليين، خمينيين، وهابيين .. الخ.
كارثة أخری يقع فيها الناس، وهي أن يلصقوا جرائم القوم وفواحشهم بأسماء أنبياءهم، كما يحدث مع نبي الله لوط (عليه السلام) ، حيث يسمون جريمة الشذوذ الجنسي: (لواط) ، وهذه إساءة لنبي كريم من أنبياء الله جل وعلا، وهي أيضا تعبير عن جهل مركب، فهل يصح أن نطلق مصطلح (الإبراهيميين) علی من يعبدون الأصنام والأوثان، لأن قوم أبراهيم (عليه السلام) كانوا يعبدونها؟ ما لكم كيف تحكمون.
القرآن الكريم لم يصف قوم باسم نبيهم، لم يقل: يا أمة عيسی. أو: يا أمة موسی. أو يا أيها العيسويون. أو يا أيها الموسويون. لقد خاطبهم من خلال كتبهم، فكان يخاطبهم بـ : أهل الكتاب، أهل الإنجيل. وتعامل معهم كأمر واقع ووصفهم بما وصفوا به أنفسهم، وصفهم بـ: الذين هادوا، والنصاری، ولكنه لم ينسبهم إلی أنبياءهم علی الإطلاق، لأنهم أصلا قد أصبحوا بعيدين كل البعد عن النهج الإسلامي الذي جاء به كل الأنبياء.
وحتی في يوم الدين لم يحدثنا القرآن الكريم عن حشر الناس ومناداتهم بأسماء أنبياءهم وإنما بأئمتهم، جاء ذلك في قوله تعالی: يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا (الإسراء 71) . والإمام هو الكتاب السماوي المنزل علی القوم، نفهم ذلك من قوله تعالی عن القرآن الكريم: ومن قبله كتاب موسی إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسان عربيا لينذر الذين ظلموا وبشری للمحسنين (الأحقاف 12) .
أخيرا:
مهما يكن من أمر، فنحن مسلمون كما سمانا خليل الله إبراهيم (عليه السلام) ، وإن كان ولا بد من المسميات، فلتكن مسميات مرتبطة بكتاب الله جل وعلا.
دعوة للتبرع
بين السلفية والصوفية: اذا كانت السلف ية والوه ابية تقدس النبي...
تقوى القلوب: قالوا ويقول ون:إس ال الإزا روإرخ اؤه على...
اجتهاد القرآنيين: ما هى حدود الاجت هاد عند القرآ نيين ؟ وما هو...
صوم وصيام : هل هناك فرق بين الصيا م والصو م ؟...
الترتيب ليس شرطا: هل يشترط الترت يب في الوضؤ ء . اليدي ن ثم...
more