عودة الكلب الضال .. قصة قصيرة
ذات مساء يعود الرجل إلى منزله، وفي منتصف الطريق يجد حيواناً زاحفاً شكله غريب، فيأخذه الفضول إلى الإقتراب منه، فإذا به يجده كلبُ رضيع حديث الولادة، لدرجة أن عيناه لم تتفتح بعد، فيبحث الرجل عن أمه أو إخوته، فلا يجد أياً منهم، فينتظر قليلاً لعل أمه تعود، لكن دون جدوى، فيفكر قليلاً، ويشعر أن الله قد أرسله في هذا التوقيت، لينقذ هذا الكلب الضال من خطر الجوع والخوف، وييحمل الكلب معه إلى بيته، ويطعمه ويمنحه الأمان لمدة ثلاثون يوماً، إستقطع الرجل خلالها من قوته ووقته، حتى لا يوجوع الكلب المسكين أو يشعر بالخوف، إلى أن صار قادراً على الحركة والنباح، لكنه لازال صغيراً بحاجة إلى الرعاية، وهنا يشعر الرجل أن هذا الكلب ذو حظ أفضل من باقي إخوته، لأنه قد وجد من يطعمه ويمنحه الأمان، بينما باقي إخوته لن تقدر أمهم على إطعامهم أو تأمينهم.
وبعد مرور الشهر الذي راعى فيه الرجل الكلب الضال، وأثناء عودته إلى منزله من نفس الطريق ونفس المكان الذي وجد فيه هذا الصغير، إذ به يجد عائلته بإستثناء أمه، فيقرر الرجل إعادة الكلب الضال إليهم، وبعد إعادته تأتي أمه فرحة بعودة إبنها الضال، ويشعر الرجل بالحزن لأنه سيفارق الصغير المسكين، وقبل الفراق يلقي الرجل نظرة على الصغير وإخوته، فيلتفت إنتباهه إلى أن إخوة الكلب الضال منهم من هو في مثل حجمه، ومنهم من يفوقه في الحجم قليلاً.
يرفع الرجل رأسه وينظر للسماء، يسأل الله ألم أكن سبباً لإنقاذ الكلب الضال من الجوع والخوف، فإن كان الأمر كذلك، فكيف لإخوته لم يصيبهم جوع أو خوف.
يُنزل الرجل رأسه ليلقي نظرة أخيرة على الصغير وعائلته، ثم يعود إلى منزله، محملاً برسالة الله الحقيقية، والتي ما كان ليدركها، لولا عودة الكلب الضال.
شادي طلعت
اجمالي القراءات
8800