القاموس القرآنى : مقت

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-12-23


مقدمة

تكرر فى القرآن الكريم أن الله جل وعلا لا يحب المعتدين الظالمين الكافرين وسائر الصفات ، كقوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) ) ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276) البقرة ) ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) (140) آل عمران  ) و ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء ).

 وقد جاءت كلمة ( كره ) منسوبة لرب العزة جل وعلا مرة واحدة فى القرآن الكريم ، فى قول رب العزة جل وعلا : ( وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة ).

أما المقت فهو يعنى يعنى الغضب الشديد المختلط بالكراهية .  ونتعرض للسياق القرآنى الذى ورد فيه مصطلح المقت .

أولا : جاءت كلمة ( مقت ) فيما يخص الدنيا ثلاث مرات :

1 ــ  فى الفواحش : فى تحريم نكاح من نكحها الأب على انه فاحشة يمقتها رب العزة جل وعلا . يقول جل وعلا : ( وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنْ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً (22)النساء ). هنا وصف هذا النكاح ــ الذى كان مشروعا فى الجاهلية ــ بأنه فاحشة ومقت، وهذا زيادة فى التحريم . وتحريم النكاح يعنى تحريم عقد الزواج إبتداءا . لأن النكاح فى مصطلح القرآن الكريم يعنى عقد النكاح . ومفهوم هنا ضمنا أن الله جل وعلا يمقت هذا النكاح واعتبره فاحشة ومقتا لأنه يترتب عليه فساد النسب ، فلو تزوج الابن مطلقة ابيه أو أرملة ابيه ، وقد يكون الاب قد أنجب منها فيأتى الابن بعده وينجب منها هو الآخر ابنا فيصبح هنا فساد فى النسب تزول فيه الفوارق بين الانسان والحيوان .

2 ــ فى الكفر : يقول جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَسَاراً (39)  فاطر). فالكافرون يزيدهم كفرهم مقتا عند الله جل وعلا ، ويزيدهم خسارا . الكافر إختار بمشيئته الكفر ، وعاش به . وعليه فلا يزداد الكافر بكفره إلا مقتا من رب العزة جل وعلا . وهنا يأتى مصطلح المقت منسوبا لرب العزة جل وعلا (وَلا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً )

3 ــ  المقت الأكبر عند الله جل وعلا هو فى الجدال فى آيات الله جل وعلا ، والمجادل فى آيات الله جل وعلا هو متكبر جبار ، قد طُبع على قلبه بمعنى انه لا أمل فى هدايته . يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) غافر ) .

ويستسهل المحمديون الجدال فى آيات الله جل وعلا فى القرآن الكريم ، وهكذا كانت تفعل أئمة قريش فى افعال متناقضة فى حرب القرآن الكريم ، إذ كانوا ينهون الآخرين عن الاستماع الى القرآن بينما هم يستمعون الى القرآن ليكذبوا بالقرآن وليجادلوا فى القرآن ، ويأتون الى النبى محمد عليه السلام يجادلونه فى آيات الله ، وهم فى نفس الوقت ينأون الآخرين ويُبعدونهم عن القرآن الكريم . يقول جل وعلا : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) الانعام  ) وهم بذلك قد ( طُبع على قلوبهم ) أى بسبب تكذيبهم وجالهم فقد جعل الله جل وعلا (عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا  ). أى لا فائدة بهدايتهم بالقرآن ، بل لا يزدادون به إلا خسارا ، بينما يزداد المؤمن بالقرآن هداية ، يقول جل وعلا : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً (82 ) الاسراء  ).

المحمديون فى تمسكهم بأحاديثهم التى يضعونها فوق القرآن الكريم ينظرون للقرآن الكريم باعتباره تابعا وخاضعا لأحاديثهم وسُنتهم ، يجعلونها حكما على حديث رب العزة فى القرآن الكريم ، أى يجعلون بشرا وهو البخارى حكما على رب العزة وفوق رب العزة جل وعلا ، وما يكون معارضا من القرآن لأحاديثهم يجعلونه منسوخا أى باطلا حكمه . ثم إذا أبطلنا حُججهم ونفينا إسناد كل تلك الأحاديث للنبى عليه السلام ، وأثبتنا كذب البخارى وإستشهدنا بالقرآن الكريم على أنه لا حديث يؤمن به المؤمن سوى حديث رب العزة فى القرآن جاءوا الينا يجادلون فى آيات الله القرآنية ، يستشهدون بما قاله أئمتهم فى العصور الوسطى فى تحريف وتأويل آيات القرآن الكريم .

 وفى هؤلاء المحمديين وغيرهم يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) غافر ) .

وحيث يوجد الضلال فى كل مجتمع وحيث سيوجد هذا الضلال بعد موت النبى عليه السلام والى قيام الساعة

فقد أكّد رب العزة مقدما أن الجدال عادة سيئة توجد فى كل مجتمع فيه ناس ، وحيث يكون هناك ناس فمن الناس من : (  يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4) الحج ) ويتكرر هذا فى نفس السورة ، يقول جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (10) الحج ) وفى سورة لقمان : (  وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) ) .

وبإيجاز قاطع فإنه "لا يجادل فى آيات الله إلا الذين كفروا " ، أى إذا رأيت شخصا يجادل فى آية صريحة قاطعة الدلالة فى القرآن الكريم ــ  مدافعا عن أئمته وأحاديثه الضاله وعقائده التى تقدس البشرــ  فهو بما يفعل واقع فى الكفر ، يقول جل وعلا :  (  مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (4)  غافر ). أى لا تغترّ بتقلبه فى البلاد وانتشاره فى القنوات الفضائية وما يحيط به من مواكب وجماهير وما أكثرهم الان وما أشهرهم ..!!. هم كالشياطين ، بل هم شياطين الانس أعداء النبى محمد عليه السلام الذين قال فيهم جل وعلا: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) الانعام ) شياطين الانس يغرون ويخدعون العوام بزخرف القول ولا تعامل بشأنهم إلا بالاحتكام فيهم الى رب العزة جل وعلا : ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ) (114) الانعام ). أعداء النبى شياطين الانس يتمتعون بنفس صفات ابليس من التكبر. وكما جادل ابليس رب العزة فى رفضه السجود لآدم فهم يجادلون فى آيات الله القرآنية . وكما أبى ابليس واستكبر فهم أيضا متكبرون ، والواحد منهم فى تكبره يلوى عنقه متأففا أو بالتعبير القرآنى (ثَانِيَ عِطْفِهِ )، وعن إستكبارهم والاستعاذة برب العزة جل وعلا منهم مثل الاستعاذة من الشياطين يقول جل وعلا عن هؤلاء المجادلين فى آياته :  ( إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (56) غافر )

هؤلاء المجادلون فى آيات الله لا مهرب لهم يوم القيامة ، ولا محيص من العذاب الذى ينتظرهم ، يقول جل وعلا : (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)  الشورى ). وعن عذابهم فى النار يقول جل وعلا :  (  أَلَمْ تَرَ  إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (69) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (70) إِذْ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (72) غافر ) .( السجر ) فى المصطلح القرآنى هو تحول الماء الى نار ، ومنه تحول ماء الحميم فى جهنم الى نار هائلة تأكل جسد أهل النار ، ويعود الجسد بسرعة يلتئم مجددا ليستقبل ماء الحميم ، وتعود دورة العذاب ، ويستمر الوضع هكذا خلودا فى الجحيم .! هل يستحق البخارى وغيره أن تعانى الخلود فى العذاب فى سبيل تقديسه وتقديسهم ؟

4 ــ ويأتى المقت تهديدا للذين آمنوا حتى لا يقولوا ما لا يفعلون . وهذا خطاب مباشر من رب العزة جل وعلا للذين آمنوا ، فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) الصف ) . ومعظم المحمديين يقولون ما لا يفعلون ويقولون ما لا يعتقدون . يزعمون الايمان بالله جل وعلا وحده وهم يقدسون ويؤمنون بآلهة أخرى مع الله جل وعلا . يقولون ( لا إله الا الله ) وقلوبهم متخمة بتقديس شخصية ألهوها وأسموها ( محمدا ) تخالف الشخصية الحقيقية لخاتم النبيين فى القرآن الكريم ، ويقدسون أيضا الصحابة والأئمة والأولياء ، عشرات الألوف من الآلهة الكبيرة والصغيرة يقدسها السنيون والشيعة والصوفية . ثم يقولون أنهم مسلمون بينما هم ( محمديون ) ولذا ينطبق عليهم مقت الله جل وعلا ، فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) الصف ) .

ثانيا :

1 ـ  جاءت كلمة ( مقت ) فيما يخص الآخرة عن حال الكافرين فى النار فى قوله  جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)غافر ) . أولئك الكفرة الفجرة وهم فى العذاب سيمقتون أنفسهم ، ويأتيهم النداء بأن مقت ربهم لهم أكبر من مقتهم أنفسهم ، مع التذكير لهم بحالهم فى الدنيا حين كانوا يُدعون الى الايمان بالله جل وعلا وحده الاها وبالقرآن الكريم وحده حديثا فيكفرون..ويجادلون .

ومن جدالهم قولهم لربهم جل وعلا وهم فى النار :  ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11)غافر ) ويأتيهم الرد : ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)  غافر ). هذا الرد ينطبق تماما على المحمديين اليوم خصوصا فى جدالهم فى آيات القرآن الكريم . إذا قلنا لهم بالايات القرآنية ان شهادة الاسلام واحدة هى ( لا إله الله ) فقط وأنه لا يجوز تفضيل محمد على الأنبياء السابقين رفضوا ، وإذا قلنا لاشفاعة للنبى ولا لبشر رفضوا . وإذا قلنا لا حديث نؤمن به الا حديث الله جل وعلا فى القرآن رفضوا . نحن نقول لهم أن ندعو الله جل وعلا إلاها ، وهم يكفرون بالله جل وعلا ولا يؤمنون به إلا إذا آمنوا معه بالبخارى أو الحسين أو فلان أو علان . لا بد لهم كى يؤمنوا بالله حل وعلا من الايمان بآلهة معه . ويكفرون بالله وحده وبحديث القرآن وحده ، شأن قريش الذىن كانوا إذا دٌعى الله وحده إشمأزت قلوبهم ، فإذا دعوت غيره معه جل وعلا إستبشروا (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (45) الزمر ) . كانوا إذا ذُكر الله جل وعلا وحده فى القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا يقول جل وعلا عنهم : (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً (46) الاسراء ) . هو نفس حال المحمديين . بعض أهل القرآن كفّ فى خطبة الجمعة عن إنتقاد الحديث حتى يتجنب سخطهم ، وإكتفى بأن يجعل خطبته كلها من القرآن الكريم ، فإحتجوا عليه وطلبوا أن تتضمن خطبته أحاديث . المحمديون إذا ذُكر أمامهم إسم الله فى خطبة أو فى أى كلام لا يهتمون مع أن المفروض أن يسبحوا الله جل وعلا عندما يُذكر إسمه ، بل إن التسبيح لرب العزة فريضة قائمة بذاتها ، ولكن أصبحت فريضة منسية إذ حلّ محلها عبادة ( محمدية ) مبتدعة هى ( صلاتهم على النبى ) وبينما يتجاهلون التسبيح لرب العزة عند ذكر إسمه العظيم فإنهم عندما يُذكر اسم النبى يهللون بالصلاة عليه . تماما كما سيقول رب العزة عن الكافرين  فى النار :  ( ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)  غافر ).

ولذا فإن من يموت ( محمديا ) سيمقت نفسه وهو فى النار ، وسيكون مقت الله جل وعلا له أكبر من مقته لنفسه ، وصدق رب العزة جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)غافر ).

ولا زلنا ندعوهم الى الايمان فيكفرون .!!

اجمالي القراءات 26374

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,685,208
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي