ويبدء المشهد الثانى من الفصل الثانى من رواية مركبة الخيال فى الوصولى الى المحال

الملك:اليس هذا الزبال الذى امرته بقطع راسه حينما شهدا علينا زوراًباننا سرقنا اموال الدوله

الشيطان: بل شهد حقا وصدق يا مولاى ان ذاكرتك دائما تخونك فقد سرقت عده مليارات عملا بمشورتى

الملك: انها كانت عملات سلاح وكانت من حقنا

الشيطان: لقد كانت من حق المنصب ولولم تكن قد تقاعدت بصفه الملك لمى حصلت على مليم فهى من حق الدوله

الملك: ولاكنى كave; كنت الملك بالفعل والملكيه كانت حقى وصفتى

الشيطان: لقد نسيت يا مولاى كالعاده ان العرش كان من حق غيرك وانك قتلت غيرك وارهبت شعبك بقانونك الظالم واخذت الملكيه بالقوه والبطش لقد كنت تسرق كل شئ

الملك: كانت تلك مشورتك يا شيطان انت الذى ضيعتنى

الشيطان: لو لم اشر عليك لفعلتها فان رغبتك كانت قد استقرت على سرقه الملك وكنت فاعلا ذلك بى او بدونى لا تكذب على نفسك فلم يعد للكذب داعى

الملك: ولاكن هذا الزبال كيف يفوز بهذا الجاه من الجنه.. ياله من جاه انى لاموت غما..كيف يكون له هذا النور والبهاء والمجد والحاه والسؤدد..وانا الملك يلقى بى فى جهنم؟

الشيطان: لقد صحى بحياته فى سبيل كلمه حق فمات شهيدا ..وهذا النور على وجهه هو تاج الشهاده

الملك: ياله من تاج مبهر للعظمه..ياللبهاء اولئك الحور هن زوجاته(يلطم على وجهه بشده) يالسفاهتى يالضلالتى (يتمزق وجهه ويسقط كسفا) واندماه(يتساقط على الارض ويخبط راسه فى التراب ندما )لقد ضيعت نفسى وضيعت حظوظى واهلكت حياتى على لا شئ ولم افز الى بقضده تراب ..تراب ..تراب(يصرخ فى جنون )تراب ..تراب هو حصاد دنياى وجحيم الابد هو نصيبى ولا امل ولا نجاه واندماه (يعض اصابعه ندما حتى تتقطع وتتساقط ثم تعود فتنموا فبعضها من جديد ويصرخ اه..اه..اه يا ندبات الشؤم ياربات النحس اندوبنا معى نهايه ملك كان ملئ السمع والبصر

الملك:يهمس فجأه للشيطان اسمع الا يمكن ان بتوسط لى ذلك الرجل

الشيطان: من تعنى

الملك:لك الرجل الذى يضئ وجهه فى بهاء ...زبالى القديم

الشيطان:الوساطة هنا ممنوعه ولاشريك لله فى حكمه وكيف يتوسط لك وانت قاتله؟

الملك:ان يشفع لى ..فهناك شفاعة ولاشك

الشيطالن :الشفاعة لله جميعاً ونحن فى يوم لاينفع فيه شفاعة ولاخلة وتلك هى حجتكم الدنيوية ..تفعلوا الافاعيل ونقتل وتخرب مطمئناً بفسك أن هناك شفاعة ونسيت انه نزل قرآناً فى دنياكم يحذركم من هذا اليوم ومن هذا العذاب وأنه قال اكثر من مرة أن يوم القيامة ليس فيه شفاعة ولاخله وأن الشفاعة لله جميعاً.ولقد قال القرآن ايضاً ان النبى محمد لايشفع وانه يوم القيامة يتبرأ من ذلك قائلا:يارب ان قومى اتخذوا هذا القرآن مهجوراً.. انها الغفلة يامولاى فقد كنتم تسمعون هذا القرآن فى دنياكم وتسمعوا هذه الآيات وكنتم تستكبرون وتعاندون وتكذبونها باحاديث لشيخكم البخارى وأنها للاحاديث كاذبة باطلة

الملك:ولكن كنت اصلى واقول لااله الاالله.. ألم أكن اصلى الجمعة فى وقتها كل اسبوع وامام الكاميرات

الشيطان :كنت تصلى لتلفزيون وليس لوجه الله

الملك:الست معى ياهذا.. أم مع الله.. الست زميلى فى هذه المزبلة التى انتهينا اليها ..الست من الابالسة.. الست محكوماً عليك بالجحيم وبالعنة الآبدية معى

الشيطان :لاانكر ذلك

الملك:اذن لم تلك النعرة الدينية التى اخذتك ولم طلع عليها طالع الفقه فاصبحت تتكلم وكأنك شيخ مطمطم

الشيطان:لقد انتهى زمن الشيطنة يامولاى ولم يعد من الحق مفر ولم يعد الا حاكم واحد وسلطان واحد ورب واحد بيده مصيرنا

الملك:أراك تنافق هذا الواحد ليرضى عنك وننكلم كأنك شيخ تقى

الشيطان : لقد حقت كلمة ربك علينا يا صاحبى وغدا يأخذوننا الى الجحيم فنعود الى المزبلة الى كنا فيها

الملك : الجحيم أرحم ألف مرة والله من روية هذه الجنة والحرمان منها وأنها لا تشعل نار الغيظ بأشد مما يشعلها شواظ جهنم

الشيطان : ألم أقل لك ذلك فلم تصدقنى

الملك : وأكاد أظن وأوقن أن الله خلق الجنة بنعيمها وحواريتها وقصورها وبياضها فقد ليغظننا .

الشيطان : ومن نحن يا صحبى حتى يحفل بنا رب السموات ونحن نكرات فى ملكه .. عيبك أنك ما زلت تعيش فى هيلمان العنتظة القديم وأكاد أجزم بأنك أكبر مغفل رأيته عيناى

الملك : اسمع يا هذا أنا ملك حتى فى الجحيم وأنا صاحب جلالة حتى فى اسفل سافلين..فاحفظ لسانك اليذئ.. وعاملنى حسب القابى ومكانتى

الشيطان : وهذه مأساتك التى لن تعالجها كل نيران الأخرة . وصدق الله العظيم إذ يقول عن أمثالك . ولو رودوا لعادوا لما نهوا عنه وأنهم لا كاذبون . . فالكبر طبع فيك والتعاظم الفارغ فى نخاعك ولا أمل فى صلاح أو فلاح .

الملك : لن تتملك ربك بهذا التدين الذى حط عليك يا شيخ الأبالسة فأنت أيضا فاسد ومفسد حتى نخاعك وأنت جارى فى الهاوية لأبد الأبدين

الشيطان:انا راضى بنصيبى

الملك: ولكن وجهك يكاد يذوب بؤساً

الشيطان: نعم . أنا عطشان وقد جف ريقى وبلعومى حتى تحول الى ماسورة من الخشب.. اريد جرعة ماء من هذه العيون البلورية التى تتدفق حولنا ولو ملئ فنجان ولو قطرة..والفاكهة والاعناب والرمان والبرتقالات التى تتدلى من عناقيدها تزغللنا فأذا مددنا أيدينا اليها ارتفعت وعادت الى أغصانها.. باويلى .. ولو طلبها اهل الجنة تنزلت لهم حتى تقع فى حجورهم

الملك: هل سألتهم فى برتقالة أو جرعة ماء من أجل وجه الله

الشيطان: انهم يقولون أن الله حرمها على الكافرين

الملك: وماذا نفعل

الشيطان: نتسول ونشحذ كالكلاب

الملك : وهل يشحذ الملوك؟

الشيطان : والله لو نفعت الشحاذة لشحذت يامولاى ولقبلت الاقدام ولمثت الاعتاب ومرغت وجهل فى البتراب من أجل كوب ماء ويشهد الله أنى ما رأيت بين الملوك ماهو احقر منك

الملك: أنهم يقولون فى المثل من خرج من داره اتقل مقداره ودارنا اولى بنا أما هنا فعذابنا مضاعف وعطشنا مضاعف وحرماننا مضاعف والله أن طعم الزقوم أفضل الف مرة من هذا الهوان... اعيدونى الى الجحيم والوقوم يازبانيه... ياشويش نعال خدنى

الشيطان: لايستعجل نصيبك.. فالجحيم سوف تسعى الليك فبل ان تسعى اليها

الملك: ومادمت اصبحت فقيه كبير فدعنى اسألك

الشيطان اسأل

الملك:رأيت ولاشك كثرة الزناة والسكرين فى الجنة كما رأيت كثرة الزناة والسكرين فى النار فكيف بالله تفرقت بهؤلاء واولئك المصائر مع أنهم ارتكبوا بفس الافعال

الشيطان: هؤلاء مذنبون من اهل الانكسار كانوا يندمون وينوبون واولئك مذنبون من اهل الاصرار والاستكبار كانو يتمادون ويصرون ويتفاخرون... وكان هناك الأسوأ الذين اتخذوا الزنا تحارة.. وهناك الاسوأ الذين اتخذوا من الزنا مذهباً يروجون له علانية ثم هناك الأسوأ من الكل الذى افترى على الله الكذب وأدعى أنه اباح الزنا وجعله شريعة

الملك: فقيه والله .. أليس عندك باب فى الفقه يمكن أن يخرجنى من الجحيم

الشيطان:لو خرجت من الجحيم سوف تصبح كالسمكة خرجت من الماء فلا حياة لك الا فلا المكر والشر والاختلاس والسرقة والاحتلال والايذاء وأذا خرجت من هذا السعار لاتجد نفسك فبيئتك الوحيدخ هنا التى تجد فيها نفسك واهلك وناسك هى الجحيم للأسف الشديد فقبيلنكم هذه

الملك: ألنا قبيلة

الشيطان : نعم قبيلة الملوك الجبابرة امثالك الذين كان لهم صوت عال فى الدنيا وكان لهم صولجان

الملك:أهناك فى الدنيا من كان له ملك مثلى هل تهذى؟

الشيطان:نعم كان هناك من هو أعظم منك وأشد جبروتاً وأعنى سلطاناً

الملك: من هم؟

الشيطان: ألم تقرأ فى التاريخ عن فرعون وقارون وهامان وعن النمرود وعن هولاكو.. هؤىء كانو جبابره قتلوا وسفكوا الدماء وقتلوا الابرياء وعاثوا فى الارض الفساد

الملك :وماذنب الضحايا الذين تعذبوا بسببهم

الشيطان: انهم الشهداء الذين شرفوا بالشهادة امام محكمة الحساب وهم قناديل الجنة ونجوم الآخرة

الملك: ولكنهم تعذبوا اليس كذلك؟

الشيطان:العذاب المحدود الذى ينتهى ليس عذاباً أنه لاأكثر من حلم ثقيل عابر كابوس مايلبث أن ينزاح ويصحو صاحبه على فرحته بلقاء ربه وعلى وجهه النور

وما العذاب الحقيقى ياصاحبى الا العذاب الدائم الا تلك اللعنة التى نحن فيها بلا أمل فى خلاص

انتهى الحوار الملك مع الشيطان ويبدأ فصل جديد وهو الفصل الثالث وهو حوار بين الشيطان واهل النار

المشهد الاول

اهل النار:انت اللى واديتنا فى داهية ياكبير الابالسة .. الحقد والغيرة والشر من وسوستك يامولانا

الشيطان: انا برئ والله..ماكنت استطيع أن احمل أحدكم على مالا يرغب وعلى مالا يريد ..ولقد قال لى ربى .. عتادى ليس لك عليهم سلطان الامن اتبعك من الغاوين.. فما تبعنى منكم الا كل غاو... واعترف لكم يابنى آدم أن منكم من غلب الابالسة وسبق الشياطين

اصحاب النار: لايمكن مستحيل يدعى ابليس أننا سبقناه

الشيطان :نعم أن مكر بن آدم غلب مكر الابالسة

اهل النار :اعطنا مثال

الشيطان :بل ثلاثة...فنحن الشياطين لانملك الاالغواية الجنسية الا بالوسوسة.. فماذا فعلتم انتم القيتم فى الفضاء عشرات الاقمار الفضائية التى تبث لجميع اجهزة التلفزيون الاوضاع الجنسية وقلتم فى مقدمة هذه السلسة الفاحشة أنكم تقدموها كدراسة اكاديمية وخدمة العلم وتوعية الشباب.. وهكذا أفستم اجيال الشباب كلها بضربة واحدة وجعلتم منهم قروداً مشغولة بعضوها التناسلى مثل القرود الجبلاية.. ولم تسطيع الرقابة أن تتحكم فى الامواج التلفزيونية التى يحملها الهواء ولم تسطيع أن تمنع هذا الفيض من الفحش العلنى بالصوت والصورة والالوان الذى انتشر كالطاعون وقضى على المجتمعات كلها

جماعة مروجى الاباحات: الم يكن هذا بوسوستك؟

الشيطان :وماذا كانت وسوستى تسطيع أن تفعل ..بل هى علومكم ومخترعاتكم...لقد جاءنى شيطان صغير كان يعمل فى قسم التهريب الاموال فقص على هذه القصه ثم انتحر.. فما تظنون كانت هذه القصة

اهل النار: ماذا كانت؟

الشيطان:كان مكلفاً بمراقبة احد المهربين المحترفين...وكان صاحبنا يفكر فى تهريب مليون جنيه سرقها من احد البنوك..واقترح عليه الشيطان أن يدفنها فى الارض مدة حتى تنسى الحادث ثم عاد فاقترح عليه أن يضعها فى فجوة باب العربة أو فى كيس بلاستك فى خزان البنزين ولكا صاحبنا ابتسم لهذه الاقتراحات السلذجة وأشاح بيدخ فى عدم مبالاه..فماذا فعل اشترى بالمليون جنيه طابع بريد تذكارى نادر جداً وثمين جدا ثم وضعه فى خطاب عادى وارسله تحت اعين جميع الشرطة والمخابرات.. وانتحر الشيطان غماً

اهل النار:بقيت الحكاية الثالثة

الشيطان: كان لى شيطان يعمل فى قسم تهريب المخدرات وكانت المشكلة هى تهريب طن من مادة مخدرة وكان بعض مللى جرامات من هذه المادة تكفى لتخدير اسرة بأكملها وفكر الشيطان الذكى وقدح ذهنه وأقترح عليه ان يهربها فى زجاجات الملح ثم عاد فأقترح تهريبها فى زجاجات المربى ثم عاد فأقترح تهريبها فى زجاجا المياه المعدنية.. واستمع المجرم لكل هذه الاقتراحات الشيطانية.. ثم ازاحها جانباً وفكر فى وسيلة جهنميه .. وهى أن يضع المادة المخدرة فى الصمغ اللاصق فى خطابات المعايدة والتهنئة.. وما على المدمن الاأن يلحس الصمغ اللاصق بلسانه فيحصل على الجرعة المخدرة... يومها جاءنى ذلك الشيطان الصغير وظل يلطم وجهه حتى فقأ عينه

اهل النار هذه حوادث فرديه ولايمكن أن نبنى عليها حكماً

الى القاء فى مشاهد اخرى أن شاء الله

بقلمصلاح النجار