الكنافة بين "الأمويين" إلى "الفاطميين" تاريخ حلو المذاق

عثمان محمد علي   في الثلاثاء ٣١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً


عنوان موائد رمضان وزينتها

الكنافة بين "الأمويين" إلى "الفاطميين" تاريخ حلو المذاق

 

   
الكنفاني على صاجة الفرن
 
الكنفاني على صاجة الفرن

 

القاهرة-سمير محمود

يطل الكنفانى بجسده النحيل، يتلوى بسرعة وخفة فوق فرنه البلدى، وبلفات محسوبة وأنية العجين السائل فى يده، ينسج خيوط رفيعة دائرية على صاجة الفرن، وما ان تطلها حرارته ، حتى تصبح سلاسل من الفضة البيضاء اللينة ، التى تشتريها ربات البيوت وتكمل طهيها، أو يتولى هو المهمة بالكامل، فيحيل بياض العجين الى سلاسل مسبوكة من الذهب فى بريقها ولمعانها، أما طعم الكنافة بعد تحميرها فهو عنوان موائد رمضان وزينتها وسر حلاوتها.

كنفانى رمضان، ليس هو ذلك الرجل القابع فى محال الحلوى الكبرى طوال العام، وانما أولئك الذين ينتظرون مجيء شهر رمضان المبارك من العام للعام، حتى ينضموا لفريق عمل الكنافة بنواصى الشوارع والميادين فى الأحياء الشعبية والقرى، أولئك الذين ينضمون للعمل بالمحال الشهيرة فى الشهر وأبرزها وأشهرها عرفة الكنفانى أحد معالم حى السيدة زينب.

عودة للأعلى

بين "معاوية" و"المعز الفاطمي"

تعد الكنافة من أكثر الحلويات شهرة في العالم العربي

أسرار الكنافة يبوح بها التاريخ، ولا تزال الراويات الخاصة بالتأريخ لهذه المهنة متضاربة، فبينما ينسبها البعض الى معاوية ابن أبى سفيان ، فإن كثيرين يؤرخون لها بالعصر الفاطمى ، وزمن المعز لدين الله الفاطمى ،مؤسس مصر الإسلامية وقاهرتها.

سلوى محمد الباحثة المتخصصة فى دارسة للتاريخ والآثار وأستاذة للارشاد السياحى بجامعة حلوان قالت أن صنَّاع الحلويات في الشام صنعوها لتقديمها إلى معاوية بن أبي سفيان عندما كان واليًا على الشام، وذلك حتى يأكلها كطعام للسحور، فتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به أثناء الصيام، وقد ارتبط اسمها باسمه، حتى إنها سُميت "كنافة معاوية" لفترة طويلة .

أساتذة التاريخ الاسلامى ومنهم الدكتور محمد عرفة يذهبون الى ان تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي، وقد عرفها المصريون قبل أهل بلاد الشام، وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان ذلك في شهر رمضان، فاستقبله الأهالي بعد الإفطار وهم يحملون الهدايا، ومن بينها الكنافة بالمكسّرات، كمظهر من مظاهر الكرم. ثم اكتسبت الكنافة مكانتها بين أنواع الحلوى التى ابتدعها الفاطميون ، ومن لا يأكلها فى الأيام العادية ، لابد أن يتناولها خلال رمضان فى البيوت او المطاعم.

عودة للأعلى

اجيال المهنة

إبراهيم مختار الشهير بإبراهيم حلاوة، كنفاني رمضانى جداً، له مكانه الذى يطل فيه على جماهيره واحبائه كل عام قرب منزله في أقدم أحياء قاهرة المعز، يقول أن والده كان يعمل في المهنة نفسها، وكان يذهب معه ويتعلم منه الصنعة شيئا فشيئا الى أن توفاه الله، فعملت مكانه لكن العمل بالمحل شىء وفى الشارع شىء آخر ، "نحن فى المحل نعمل طوال العام أما نصبة الكنافة الرمضانية فلا تستمر سوى فى الشهر الكريم فقط ، وأعتقد انها تكون فرصة لى لتوسيع الرزق وأخذ راحة من المحل الذى تركته منذ فترة وعملت بوسط البلد".

وعن أدواته واستعداده لاستقبال رمضان قال "نعد العدة لهذا الغرض حيث نبني فرن خاص لتسوية الكنافة قبل رمضان ، وهو دائرى الشكل يرتفع عن الأرض قرب متر ونصف،وله فتحة لإشعال النار، وفوقه صاجة او صينية مستديرة يُطلق عليها حجر زهر، ويُستخدم مع الفرن إناء ذو ثقوب تكون صفاً واحدا ، كما نستخدم حلة للعجين ومصفاة لتصفيته ومغرفة أو كبشة كبيرة لغرف العجين السائل من الحلة إلى الإناء المثقوب".

ويتناول الصنايعى المغرفة بخفة أثناء اشتعال النار وبحركة دائرية يلف يده باناء العجين المثقوب فوق الصينية، مع تحكمه فى ثقوب الإناء ليهبط منها العجين على هيئة دوائر فى الصينية ومع الوقت تتم تسوية واعداد العجينة الأولى لصناعة الكنافة التى قد تحشى فيما بعد بالمكسرات والحلوى او بالجبن وغيرها تمهيدا للتحمير والتسوية النهائية.

عودة للأعلى

ماكينة الكنافة والكنفاني الأقدم

الكنافة

ورغم حب الكثيرين للكنافة اليدوى الا ان التطور سنة الحياة، فقد تحول اناء العجين المثقوب الى وعاء كبير متحرك ومثقوب تلفه الآلة،بينما يقف الصنايعى اليوم ويزودها بالمقادير ويتحكم فى سرعة دورانها وفى كمية العجين التى تنزل من الثقوب الى الصينية الدائرية.استخدام الماكينة الآلية فى صنع الكنافة بدلاً من الكوب المخرم ،توفيراً للجهد والوقت وتيسيرا للانتاج الغزير،ومن هنا عرف الناس الكنافة الآلى، وانتشرت بشكل كثيف خاصة فى الأحياء الراقية .

"عرفة الكنفاني" أشهر و أقدم محلّ كنفاني في مصر، هو بالفعل أحد معالم ميدان السيدة زينب، أسم له تاريخه فى هذه المهنة التى تورثها عن الاجداد ليمثل الابن الحالى الجيل الرابع من عائلة عرفة الذى تشرب الصنعة ولقنها لابنائه من بعده، متحديا بانتاجه الكنافة الشامية ومتحفظا فى الوقت نفسه على كنفانى الشوارع الرمضاني.

يقول الحاج عرفة : مع مجيء شهر رمضان تشهد بعض الأحياء والساحات والميادين نصبة الكنافة "اليدوي"، والتي يقوم على صناعتها غير المختصين، حيث تكتظ الأحياء الفقيرة والشعبية ببشر لا علاقة لهم بالصنعة ولم يعملوا بها من قبل ، وأخذوها بالفهلوة ،حيث يقومون بنصب العدة؛ من فرن وصوانى وبناء ونار وغيرها دون احتراف حقيقى ودون النظر الى التطور الذى طرأ على الصنعة وأوصلنا لأنواع شتى من الكنافة التى تنتجها الآلة بكثافة انتاجية واسعة .

الكنافة ستبقى نجم شباك رمضان الذى انتصف خاصة وان الكثيرين العائدين من الدول العربية لتمضية باقى رمضان وقضاء العيد فى مصر لا يزالون يقبلون على شراء زينة الموائد.

اجمالي القراءات 12905
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الثلاثاء ٣١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50860]

سامحكم الله

الكلام على الكنافة شيق ولذيذ في نفس الوقت طيب ما هو الحل إن كانت الكنافة الان غير جيدة ،نظرا لسوء الدقيق هذه الأيام ، ولذلك هي تؤثر سلبا على صنعتها المنزلية ،وتكون رديئة مهما كان فيها من صنعة  ومهارة ، الوصف الذي قرأناه كان خطير والصور أخطر طيب ما الحل ؟


2   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الأربعاء ٠١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50875]

الكنافة النابلسية

الكنافة النابلسية أحد الأكلات الوطنية لفلسطين، والتي تشتهر بصناعتها مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وهي حلوى لذيذة من الحلويات التي تؤكل في بلاد الشام وهذه الحلوى لها رواج كبير بين العرب كما أن كثيراً من النابلسيين الأغنياء يقومون بافتتاح سلسلة محلات حول العالم للكنافة والحلويات النابلسية وخاصة في الدول العربية، وهي مشهورة جداً في سوريا ولبنان والأردن كذلك في الخليج




الكنافة النابلسيةوهي تتكون من عجينة الكنافة المشهورة وهي شعيرية على شكل خيوط طويلة مضاف اليها السمن والقطر (اي السكر والماء وبعض الاضافات) وصبغة حمراء وجبنة والجبنة عادة هي العكاوي لانها تذوب وطعمها حلو ولكن يجب نقعها بالماء ليلة قبل الاستخدام لاستخلاص الملوحة من الجبنة وعادة تزين بالفستق الحلبي والقطر.


وقد دخلت مدينة نابلس في تاريخ 18\7\2009 موسوعة غينيس للارقام القياسية. وتزن هذه الكنافة 1765 كغم من الكنافة النابلسية بطول 74 مترا وبعرض 105 سم. فان أكبر سدر كنافة سيكلف 700 كغم من العجينة و600 كيلو جبنة و6 أكياس من السكر بوزن 50 كغم و6 تنكات سمن بلدي و40 كغم من الفستق و22 جرة من الغاز، وتكلفة قدرها 120000 شيكل. اي ما يعادل 30000 دولار.


 


الكنافة النابلسية أحد الأكلات الوطنية لفلسطين، والتي تشتهر بصناعتها مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وهي حلوى لذيذة من الحلويات التي تؤكل في بلاد الشام وهذه الحلوى لها رواج كبير بين العرب كما أن كثيراً من النابلسيين الأغنياء يقومون بافتتاح سلسلة محلات حول العالم للكنافة والحلويات النابلسية وخاصة في الدول العربية، وهي مشهورة جداً في سوريا ولبنان والأردن كذلك في الخليج


الكنافة النابلسيةوهي تتكون من عجينة الكنافة المشهورة وهي شعيرية على شكل خيوط طويلة مضاف اليها السمن والقطر (اي السكر والماء وبعض الاضافات) وصبغة حمراء وجبنة والجبنة عادة هي العكاوي لانها تذوب وطعمها حلو ولكن يجب نقعها بالماء ليلة قبل الاستخدام لاستخلاص الملوحة من الجبنة وعادة تزين بالفستق الحلبي والقطر.


وقد دخلت مدينة نابلس في تاريخ 18\7\2009 موسوعة غينيس للارقام القياسية. وتزن هذه الكنافة 1765 كغم من الكنافة النابلسية بطول 74 مترا وبعرض 105 سم. فان أكبر سدر كنافة سيكلف 700 كغم من العجينة و600 كيلو جبنة و6 أكياس من السكر بوزن 50 كغم و6 تنكات سمن بلدي و40 كغم من الفستق و22 جرة من الغاز، وتكلفة قدرها 120000 شيكل. اي ما يعادل 30000 دولار.


وقد ألف جلال الدين السيوطى كتاب طريف كان ضمن مؤلفاته الأخرى الطريفة وكان اسمه "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف"


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق