آحمد صبحي منصور Ýí 2012-06-09
كتاب (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ).
الباب الأول : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاطار النظرى )
الفصل الأول : ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اسلاميا وقرآنيا )
سادسا : إصلاح الأغلبية الصامتة لتحاشى هلاك المجتمع
سابعا :( حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )4 ـ إرادة التغيير وتحديد الهدف
1ـ تأتى إرادة الله جل وعلا مؤيدة وتالية للارادة البشرية .ونتحدث هنا عن إرادة قوية حاكمة واعية مستبصرة، تعى أن إرادة الله جل وعلا مؤيدة وتالية لها فتشعر بالفخر وتشعر بعظمة المسئولية المناطة بها ، وتعمل على أن تكون على قدر هذه المسئولية .
تبدأ هذه الارادة البشرية الواعية المستبصرة قوتها بالعلم الحقيقى الذى يورث الوعى والبصيرة. العلم الحقيقى يبدأ بالاجابة على تلك الأسئلة الضخمة التى يبدأ بها الطفل يسائل بها والديه ثم ينساها ويغفل عنها فيما بعد: لماذا خلقنا الله جل وعلا ؟ ولماذا نحن هنا ؟ وماذا بعد الموت ؟.
2 ـ الاجابة فى الدين الحق تؤكّد أننا هنا للإختبار ولم يخلقنا الله جل وعلا عبثا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ )(المؤمنون 115)،(أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )(القيامة 36 : 40 )، وهذه الاجابة الصحيحة تستلزم موقفا صحيحا إيجابيا وعمليا يعنى أنّ علينا أن ننجح فى إختبار هذه الحياة الدنيا لنكسبها ونكسب أيضا الآخرة . وهذا بالتالى يؤكد أن على ذلك الانسان الواعى أن يحدد له هدفا فى الحياة يحقق به نجاحه فى أختبار الوجود على هذا الكوكب الأرضى فى هذه الفترة الزمنية التى مقدر له أن يقضيها فى هذه الدنيا. والانسان هنا يعنى الفرد والمجتمع .
2 ـ إنّ الهدف الذى تسعى اليه فى حياتك هو الذى يحدد قيمة حياتك . والأهداف مهما تكاثرت فهى تنتهى الى واحد من إثنين : إمّا أن تقتصر على هذه الحياة الدنيا ، وإمّا أن تتجاوزها فى جعل السعى الدنيوى طريقا للنجاح فى الآخرة.
3 ـ هناك من يحدد هدفه فى نطاق الدنيا فقط ، فى الثراء أو الجاه والنفوذ ، قد ينجح فيكون ثريا أو صاحب نفوذ ، ولكن بالموت يفقد كل شىء فى الدنيا وينتهى بالخلود فى النار فى الآخرة.هذا إنسان غافل عن قيمته عند الله جل وعلا ، فالله جلّ وعلا خلق كل هذا الكون بأرضه وسماواته وما بينهما من نجوم ومجرات لكى يختبر الانسان وأعطاه إرادة حرة فى الايمان أو الكفر ، فى الطاعة أو المعصية ، وبعد إن يتم إختبار كل نفس بشرية يدمّر الله جل وعلا السماوات والأرض وما بينهما من نجوم ومجرات ويخلق أرضا جديدة وسماوات جديدة يكون فيها مساءلة كل فرد عن حريته فى إرادته التى كانت له فى هذه الدنيا ، ثم يكون مصيركل فرد الى خلود فى جنة أو خلود فى الجحيم. الغفلة عن هذه الحقيقة والغفلة عن تلك القيمة الكبرى لكل فرد عند ربه جل وعلا والغفلة عن تلك المسئولية الكبرى المناطة بكل فرد فينا ـ تلك الغفلة تحول بين الانسان وإدراك مستقبله عند ربه ، فيحصر عقله فى هذه الدنيا ، ويحصر فيها إرادته وغايته.
4 ـ هذا الصنف ( الدنيوى ) يتنوع من حيث إرادته الى نوعين : متفاعل له إرادة وله هدف يسعى اليه،وغافل بلا إرادة وبلا هدف .
4/ 1 : هذا الغافل إنسان فاقد الارادة ، أو (أراد ألّا يريد ) ، أى أراد أن يكون بلا إرادة . عاش غافلا لاهيا ، يترك نفسه فى هذه الدنيا تحمله أمواج الحياة تتلاعب به وتتقاذفه الى أن تلقيه فى القبر لا فارق بينه وبين حيوان أو جماد. يظل كل هدفه فى الحياة أن يشبع غرائزه الدنيوية وبأى طريق . هذا الغافل يعيش بنصفه الأسفل غارقا فى الشهوات ، وحين يتدين يتحول دينه الى لهو ولعب وغناء ورقص كما يفعل الصوفية فى موالدهم وأعيادهم الدينية التى يقيمونها حول الأنصاب والأضرحة: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)( الاعراف ) .
هم يتخذون دينهم وأنصابهم وقبورهم المقدسة وأعيادهم وموالد أوليائهم عادة اجتماعية دينية ، أو مودة بينهم فى الحياة الدنيا ، ثم تتحوّل هذه المودة الى عداء يوم القيامة ، وهذا ما كان ابراهيم عليه السلام يقوله لقومه:( وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) ( العنكبوت ) . هذا الصنف اللاهى يعيش ليأكل كالحيوان : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12) ) ( محمد )، ويظل ضالا مكبا على وجهه : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) (الملك ) ثم تأتيه المفاجأة القاسية يوم الحشر بعد أن أضاع حياته فى خرافات ومتع حسية بهيمية جعلها دينه وطريقه فى الحياة الدنيا : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)(الانعام ) غفل عن الارادة أو أراد ألّا يريد فانتهى الى سوء المصير.
4/ 2 : وهناك إنسان قرّر أن ينتبه لنفسه وأن يجعل لحياته هدفا يسعى الى تحقيقه . وهذا الصنف صاحب الهدف ينقسم الى نوعين أيضا : نوع يجعل هدفه دنيويا فقط ، أى محدد بهذه الدنيا لا يتعدّاها الى الآخرة. وصنف يجعل هدفه يتعدى الدنيا لتكون الدنيا عنده رحلة عمر يتزود فيها بالتقوى لينجح فى إختبار الحياة ويفوز بالخلود فى الجنة .
4 / 3 : الصنف الذى يجعل هدفه فى الدنيا فقط ينقسم أيضا الى قسمين : قسم يتفاعل بالفساد أو بالخير. .
القسم المتفاعل بالفساد أطياف كثيرة أسوؤها من يستخدم دين الله ليفسد به فى الأرض وينسب فساده الى رب العزة جل وعلا ، وهو أحطّ البشر وأظلم الناس لرب الناس ، وفى هذا القسم تجد أئمة الأديان الأرضية للمسلمين وغيرهم فى الماضى والحاضر. كل منهم يسعى وبإرادته الشخصية لأن يتخذ من دين الله مطية يصل به الى تحقيق طموحاته فى السلطة والثروة ، او بتعبير مخفف ( يخلط السياسة بالدين ) وهو يقوم بدور المضلّ أى الذى يضلّ الناس ، يتفاعل فى الاضلال ليربح الدنيا بإفساد وتحريف الدين .
وهناك من هو أقل منه ضررا وجرما وهو الذى يفسد الناس بنظريات أرضية بشرية بعيدة عن الدين . ومنهم صنف أنانى يتفاعل بالاجرام وبالشرور مثل زعماء العصابات وزعماء الدول .
4/ 4 : ولكن هناك الصنف الشريف النظيف ممن يريد الدنيا . هو الذى يتفاعل فيها بالخير ليأخذ سمعة وجاها فى هذه الدنيا ، يفعل الخير للناس ابتغاء مرضاة الناس ، وليس لرب العزة نصيب فى إعتقاده . هذا الصنف الدنيوى الفعّال فى الخير لأجل الدنيا ولمرضاة الناس يعطيه الله جل وعلا أجره فى الدنيا مقابل عمله الذى يبتغى به الدنيا ، ثم لا يكون له نصيب فى الآخرة سوى النار ، هو صنف معطاء كريم و فعّال للخير يريد النهوض بمجتمعه وقومه ، ولكن لايؤمن بالآخرة ، فهو يحدد الدنيا فقط هدفا لحياته يريدها ( حلوة له ولغيره ) . هذا لا يحرمه الله جلّ وعلا من نصيبه من الدنيا ، فقد عمل لها وفيها خيرا فيأخذ الجزاء بالخير فيها فقط دون الجنة فى الآخرة، يقول جل وعلا : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)( الشورى ) (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)( يونس) (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)( هود) . هذا الصنف الايجابى النافع فى الدنيا هو الذى أقام الحضارة الغربية بإختراعاتها ومدنيتها وديمقراطيتها النيابية . نحن نحكم على الظاهر فقط.، ولا شأن لنا بعلاقته بربّه وعقيدته الايمانية .
4/ 5 :وأخيرا .. هناك المتفاعل بالخير فى الدنيا مخلصا لله جل وعلا ومؤمنا بالآخرة عاملا لها بالصالحات النافعات للناس.
5 : بالتعاون بين هذين النوعين المتفاعلين بالخير يمكن إقامة مجتمع الفضيلة والدولة الاسلامية الحقيقية التى تضمن الحرية الدينية المطلقة والعدل والأمن والديمقراطية المباشرة لكل فرد فيها.
6 ـ بالجمع بين الارادة و الهدف وتنوعاتهما نخلص الى أن لدينا هنا صراع إرادات : إرادة أنانية تملك السلطة والثروة ( مثل المستبد العربى ) أو تسعى الى الثروة والسلطة ( مثل المعارضة الوهابية السّنية كالاخوان والسلفيين فى الربيع العربى الراهن ) ، وكلاهما تستغل المجتمع وتسعى لركوبه بطرق مختلفة ، وتسعد بوجود الأغلبية الصامتة الخانعة الخاضعة . وفى المقابل هناك إرادة خيّرة تقف ضد هذا المنكر لتقيم الأمر بالمعروف ، وتسعى لتفعيل الأغلبية وتنهض بها ، لا لكى تصل على أكتافها للحكم والسيطرة ، ولكن لتأسيس دولة العدل والحرية والحقوق للجميع على قدم المساواة. ( مثل شباب الثورة المصرية فى ميادين التحرير بالقاهرة وغيره فى المدن المصرية ) . هنا يمكن أن تلتقى فى هذه الإرادة الخيّرة من يعمل بالخير للدنيا فقط ومن يعمل بالخير للدنيا والآخرة. هما معا يجب أن يعملا على تغيير ما بأنفسهم وما فى مجتمعهم من صفات التواكل والسلبية والسكون والخنوع والخضوع الى صفات الشجاعة والاقدام والعطاء والالتزام بقيم العدل والقسط والحرية وكرامة الانسان .
7 ـ إرادة الخير هذه حددت هدفها ، ويبقى أن تشحذ قواها لتحقيق الهدف . وهنا يأتى العلم بحقائق لا جدال عليها تؤكّد وجوب نضالها فى سبيل حقوقها وإقامة دولة العدل والحرية والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. الأغلبية الصامتة تتعلل بالخوف من الموت والخوف من التعذيب والخوف على الوظيفة والرزق . وفى سبيل الحرص على الحياة والحرص على الأمن والابتعاد عن المشاكل والقلق والحرص على الوظيفة ترضى بالعيش الذليل والرضى بالمهانة وضياع حقوقها .
هنا يجب التبصير بحقائق إيمانية لا جدال فيها ، نتعرض لها فى المقال القادم .
السلام عليكم يا دكتور الاختيار بين الدنيا والاخرة يكون فاصلا ، بمعنى ان يميز الإنسان في اختيارة ما يريد ، ولكن أيهمل الجانب الآخر تماما ؟ أم يكون على وعي وإدراك بالحد الفاصل بين اهتمامه بالدنيا او الآخرة على حسب ؟ بل إن اهتمامه بالدنيا يكون عادة للتزود بالتقوى والعمل الصالح ، الذي يؤهله لدخول الجنة التي وعده الله بها سبحانه، ويعبر القرآن عن هذا المعنى بقوله تعالى : {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }البقرة201
فهل تختلف ا" الحسنة " في الدنيا عن الآخرة ؟ !
منذ خمس سنوات تقريبا كنت في إحدى المعاهد الأزهرية التي عملت بها منذ تعييني ، وحدث هذا النقاش
أحد المدرسين يسأل زميله المتخصص في العلوم الشرعية والملقب بمفتى المعهد (يقول: زوجته تسأله لماذا خلقنا الله جل وعلا في هذه الدنيا.؟) تذكرت هذا الموقف رغم مرور خمس سنوات
عندما قرأت مقدمة المقال وإشارة الدكتور منصور إلى الأسئلة التي يسألها الأطفال لآبائهم حين يبدأ كل طفل الترعف على الدنيا بفطرته النقية الخالصة فيسأل بكل نقاء وصفاء أسئلة لو تمت الإجابة عليها بصورة واقعية صادقة عقلية منطقية موضوعية قريبة من الحق القرآني والواقعي الإنساني لساهمت بشكل غير عادى في تنشأة عقلية هذا الطفل ونقتله نقله نوعية في التفكير وفي النظر للدنيا والتعامل معها وكذلك في نظرته لنفسه ولسبب وجوده في هذه الدنيا ، وأعتقد أن الإجابات على أسئلة الأطفال في هذه السنة تشكل جزء كبير جدا من البناء الفكري عند الأطفال ، وبناء عليه أرى أن هناك أهمية قصوى توجب على ىالمجتمع أن يراعي هذه المسألة وعلى جميع المسلمين أن يدققوا قبل أن يجيبوا على أطفالهم في هذه السن الحرجة
وهذه المسألة تنقلنا مباشرة إلى كارثة التعليم الابتدائي في مصر حيث يعلم فيها أغلبية ساحقة من قليلي العلم والثقافة وهذه حقيقة وواقع تسبب في خلق أجيال من المشوهين فكريا والمغفلين والمغيبين خلال ستة أربعة عقود مضت على الأقل ، ولا شك أن الطفل الذي يفشل أبويه في الإجابة على أسئلة يوجه نفس الأسئلة لمعلميه في المعهد الأزهري أو المدرسة وأعتقد انه في معظم الأحيان لا تختلف اجابات المدرسين كثيرا عن اجابات الأبوين والمحصلة النهائية لهذه الاجابات واحدة وكارثية في تأثيرها السلبي على عقلية وتفكير الطفل فيما بعد
وهذا الموضوع شائك جدا جدا ويحتاج لدراسة تحليلية من كل جوانبه التعليمية والتربوية والاجتماعية ومدى خطورة وتأثير المعلومات التي يحصل عليها الطفل في سن معينة عليه وعلى المجتمع المحيط به في المستقبل وكذلك تأثير هذه المعلومات على نظرته للآخر وتعامله معه
وأعود لزميلي المدرس الذي سألته زوجته قائلة: لماذا خلقنا الله.؟ ، بعد الاستئذان منهما قلت لهما ربنا جل وعلا يقول (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) حتى لا أظلمهم فهم لم يظهروا أي ردة فعل تجاه الآية لا سلبا ولا إيحابا وفيما يبدو أنهم رفضوا التعليق على وجهة نظري رغم أنها آية قرآنية لأنهم يتعاملون معي على أساس خلفيتي الفكرية والعقيدية ، وبدأ مفتى المعهد في خطبة عصماء لم يذكر فيها آية قرآنية واحدة يشرح فيها لزملينا لماذا خلقنا الله جل وعلا.؟ ولكي أحافظ على رأسي من الصداع فضلت الخروج من الحجرة
فهذه هي المشكلة كما تفضلت الأخت عائشة حسين من يريد الإصلاح ليس أمامه إلا التوعية في وقت وكل مكان بقدر الامكان لأنه لا أمل إلا في إصلاح التفكير وتغيير الأفكار التي رسخت في عقول معظم المسلمين ، والأمل الوحيد في إصلاح تفكير الأجيال القادمة ، لأنه حسب وجهة نظري الشخصية الأجيال التي وصلت العقد الرابع في مصر الآن لا أمل في أن يغير الواحد منهم تفكيره أو وجهة نظره بسهولة في أتفه المواضع مهما كان مخطئا لأنه تعلم وتربى على ثقافة لا تعترف بالخطأ ومن العيب أن يعترف أنه مخطيء
ولا يمكن أن ينجح المسلمون إلا إذا اعترفوا أنهم يخطئون وأن تاريخهم وتاريخ أجدادهم وأسلافهم مليء بالأخطاء والكوارث ، ولو استمروا في تقديس هذا التاريخ وهؤلاء الأشخاص ورفهم فوق مستوى الشبهات وفوق مستوى النقد وفوق مستوى البشر فلا أمل فيهم وفي إصلاحهم ..
الحمد لله رب العالمين، وبه نسترشد ونستعين، أما بعد: فإني أنصح المخالف ( سواء كان من علماء الكفار، أو من الأميين الزراع) بإلقاء نظرة على جدول السور، أعني:( فهرس المصحف) ليعرف مصدر هذا القرآن، فإن كان ترتيب سوره أمرا خارقا للعادة، يعجز الإنس أن يأتوا بمثله، وجب عليه العود ( والعود أحمد )، وليبدأ بجلسة مطولة في مغارة اقرأ ( أخت المدرسة )، فإن وفق، ونجح في دراسته، وتعرب لسانه واسقام: قرأ الفاتحة، وصلى وصام، كما أُمر في القرآن الكريم، بلا زيادة ولا نقصان: ( القرآن الكريم، وكفى)..
هذا، و ليس بعد الفاتحة سوى( ( 113 سورة موزعة على 14 لوحا)) كلها وحي، للقراء والتدبر وإعمال الفكر، فإن وفق المكلف، و تجاوز كل هذه المراحل، انتقل إلى مرحلة : ـ تنزيل الأحكام، فيأخذ بالألواح ويستمسك بها مجتهدا في المقدس، قصد إصلاح الواقع المدنس ـ بقدر المستطاع ـ رافعا شعار الدين الحق، الذي يلخصه هذا النداء: حي على حقوق الإنسان، وحفظ كرامته، حي على الصلاة ، حي على الفلاح .. الكتاب المكنون خير من الفوضى، والحرب، والجنون.
................................
... أما أنا يا صاحبي، فإن ديني قائم على العقل. وفي ملتي واعتقادي: أن كل الصدف مقدرة تقديرا، وأن المسلمين ماتوا، ولن يبعثوا أبدا، ولن يقيموا حضارة ، ولن يغيروا دنيانا، ولن ترفع لهم صلاة، ولا منارة ............
...........إلا بالعقل المرشد إلى الحق( الحق الذي لا تشوبه شائبة فساد، أو بطلان، كمثل: (2+2=4 ):(( لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه ...))
مقتبس من مقال منشور هنا ( أعجوبة الدهر 2 كهيعص) والذي أدخلت، عليه اليوم، تعديلات هامة.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
وبعد,ارى ان وصف(الصنف الايجابي النافع في الدنيا) لايستقيم مع وصف الباري عزوجل(حبط
ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون)وبعيدا عن هذا ارى ان العديد من اللذين اقاموا الحضاره الغربيه ظهر
ايمانهم للناس انسجاما مع دلالات ايمانيه تجسدها الايات القرانيه الكريمه.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,685,925 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
لكل نفس بشرية جسدان ( 5 ): الكون : تنظيم ثم تدمير ثم بعث
الرجم للزاني حكم توراتي تسلل إلى القرآن
دعوة للتبرع
سجود السهو فى الصلاة: هل سجدات السهو نأتي بها إذا نسينا ركعة أو ما...
ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : السل ام عليك دكتور احمد...
حكم ايمان الأغلبية !: من وضع أحادي ث جمع القرآ ن و خصوصا الأحا ديث ...
سؤالان : السؤ ال الأول انا محتاج مساعد تك في ايجاد...
تعليم الجهل: ما حال التعل يم في وجود كثيرا من المصط لحات ...
more
الإخوان مستميتين على السلطة ويبشروا المصريين بتطبيق الشريعة لذلك أعتقد أنه يجب علينا الاستمرار في التوعية حتى لكي لا ينجحوا فى مسعاهم وحتى لا ينجحوا فى إضلال الناس فلا بد من وجود فئة تدعوا إلى الحق في مواجهة دعاة الباطل الذين يتحالفون دائما من وراء ستار مع المستبد الحاكم للوصول لمبغاهم دعاة للحق يواجهون دعاة الباطل ،
نرجوا من الله تبارك وتعالى أن يعيننا على مجاهدة أنفسنا ،ويوفقنا على أن نكون من هذا الصنف الذي ذكره أستاذنا الفاضل أحمد صبحي منصور (المتفاعل بالخير فى الدنيا مخلصا لله جل وعلا ومؤمنا بالآخرة عاملا لها بالصالحات النافعات للناس).