آحمد صبحي منصور Ýí 2012-05-21
كتاب (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ).
الباب الأول : (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى الاطار النظرى )
الفصل الأول : ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اسلاميا وقرآنيا )
سادسا : إصلاح الأغلبية الصامتة لتحاشى هلاك المجتمع
سابعا : (حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )
1 ـ تشخيص المرض : سرطان الضلال .
مقدمة : دائما نتغنى ونكرر قوله جل وعلا:(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )(الرعد11 ) ونرى أن تغيير الأنفس هو العلاج . وفعلا فإن العلاج هو تغيير النفس المريضة بالخنوع والخضوع والأثرة والأنانية والسلبية والشح والبخل والدناءة والجبن والنذالة لتكون نفسا سوية متفاعلة بالخير ، تعمل المعروف وتأمر به وتتجنب المنكر وتنهى عنه . بهذا تفلح النفس وتسمو على فجورها وتتزكى ، على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع والشعب . ولكن تدبر الآية الكريمة يحتاج الى وقفة. فنحن أمام مرض معقد يستلزم الشفاء المعقد . ونبدأ التشخيص الصحيح للمرض ليكون الشفاء أو التغيير حقيقيا.
تغيير النفس بين المرض والشفاء حسيا ومعنويا
1 :ـ القرآن الكريم يقسّم المرض الى نوعين ويجعل الشفاء نوعين . هناك المرض الحسى الجسدى والمرض القلبى النفسى المعنوى .المرض الجسدى فى قوله تعالى :( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(البقرة 184: 185)، ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )( النور 61 ) .والشفاء من المرض الحسى الجسدى مرجعه الحقيقى لله جل وعلا : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)(الشعراء 80 ) وقد أشار رب العزة الى عسل النحل كشفاء للمرض الجسدى فقال :(يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ )( النحل 69) . أمّا المرض المعنوى فهو الضلال وملحقاته ، وهو مرتبط بالقلب. والقلب فى مصطلحات القرآن الكريم هو النفس والفؤاد والصدر، وليس تلك العضلة التى تضخ الدماء فى الأوردة و الشرايين. مرض الضلال يشمل إدمان الفواحش بحيث لا يراعى ذلك الشخص حرمة البيوت التى يدخلها:( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)(الاحزاب 32 ).كما يشمل الكفر والنفاق، يقول جل وعلا:( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً) (البقرة 10). والقرآن الكريم هو الشفاء المعنوى من المرض القلبى المعنوى او الضلال ، أو هو الهداية . القرآن وصفة ناجحة للناس جميعا ، ولكن ليس كل الناس يرغبون فى هذا الدواء ، فمعظم الناس يصدّ عنه راغبا عنه وليس راغبا فيه ، ولذلك لا يستفيد منه أو يهتدى به إلا المؤمنون به، أى فمع أنه شفاء لعموم الناس إلا إن المنتفعين بهذا الشفاء هم المؤمنون وحدهم ، إذ يكون القرآن الكريم لهم هدى للصدور ورحمة يوم القيامة:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) (يونس 57 ) . بل أكثر من ذلك ، فبعض الذى يرفض الشفاء القرآنى يحاول التلاعب بآياته فيزداد بهذا التلاعب مرضا على مرض ، وخسارا على خسار ، وبالتالى يكون القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين به ، وفى نفس الوقت يكون خسارا على الذين يحرفون معانيه ويلحدون فى آياته ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا )( الاسراء 82 ) .
الفارق بين المريض العادى والمريض بالضلال
1 ـ أى نحن أمام نوعية فريدة من المرض:(مرض الضلال )، ونعرف أن علاجه بالهدى القرآنى . . المشكلة هنا أن المريض بالضلال يحسب أن ضلاله هدى ، فهو محبّ لمرضه متمسك به معتقد فيه ، ويرفض الدواء بل يعتبر الدواء مرضا . المريض الجسدى والمريض النفسى العادى كلاهما يذهب الى الطبيب بمحض إرادته ويستسلم له على سرير الكشف أو على أريكة العلاج النفسى يحكى له أسراره . أما المريض فى حالتنا فهو راض بمرضه بل قد يعمل طبيبا يدعو الناس الى المرض الذى يعانى هو منه ، وبالتالى يرفض العلاج بل يقاتل ليصدّ الناس عن العلاج ، لا يكتفى بمرضه بل يريد نشره ليكون وباءا يطيح بالبشرية ويوردها مورد التهلكة ـ أو الهلاك .
مشكلة رفض المريض للعلاج تعادلها مشكلة أخرى هى صعوبة العلاج . فالعلاج هنا ليس فقط شفاء المريض من مرضه بل تحويله الى طبيب حقيقى ، أى أن يتحول من ضال مضلّ الى تقىّ لا يكتفى فقط بعمل المعروف واجتناب المنكر بل يكون داعية يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، أى أنه يتحول من النقيض الى النقيض، أو يتحول من الحضيض الى قمة السّمو . وهذا مستحيل طبقا لما جاء فى القرآن الكريم عن استحالة الهداية لمن يحترف إضلال الناس مهما حرصت على هدايته :( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ (37) ( النحل )،( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)( البقرة )( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10)( يس ).(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (8)(فاطر) .
أمثلة فردية بسيطة لاستحالة شفاء المريض بالضلال
1 : مريض بضلاله ظل طيلة عمره يدعو للضلال ، وصار إماما بهذا الضلال ولهذا الضلال .. هل يمكن فى نهاية عمره أن يتوب ويعلن للناس خطأه ، ويتحول الى داعية لما كان ينكره طيلة عمره الفائت ؟ هل يستطيع القرضاوى وأمثاله الايمان بالقرآن وحده حديثا مصداقا لقوله جل وعلا ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الاعراف (185، المرسلات 50) ؟ هل يمكن للقرضاوى أن يعلن كفره بكل حديث آخر سوى القرآن ؟ .
2 ـ هناك مستبد أمضى حياته فى الظلم هل يمكن أن يتوب فى آخر عمره وينصف كل من ظلمهم ويعيد كل الحقوق لأصحابها ؟ هذا مستحيل . بل نجد مستبدا ورث الحكم شابا مثل حاكم الاردن ومع ذلك فهو أكثر استبدادا وفسادا من أبيه . فكيف بمن أصبح عريقا فى الفساد ؟
3 ـ هناك من وهب حياته للوصول الى الحكم باستخدام الاسلام مطية لطموحهم وعلى حساب دماء الناس ومستقبلهم ، مثل زعماء الاخوان ..أولئك من المستحيل أن يتخلّلوا عن هذا الحلم بعد أن عانوا فى سبيله عدة عقود .أولئك جميعا مرضى بالضلال والظلم ، وكل منهم يحسب أنه يحسن صنعا ، بل كل منهم يرى نفسه من المخلدين فى الجنّة . بل يتهم المصلحين بالكفر ويكفر بآيات الله جل وعلا التى تتعارض مع عقيدته وسلوكه . أى يرفض الدواء والشفاء . ومن هنا يكون هذا المرض المعنوى سرطانا لا يجدى معه علاجا سوى البتر. خصوصا ونحن نتعامل مع حالة سرطان معنوى وصلت الى عمق أعماق المريض ، وهى الإضطهاد الدينى .
الاضطهاد الدينى حضيض الضلال فى الدين الأرضى حين يتحكّم
1 ـ أغلبية البشر تقع فى الشرك العقيدى :(وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)( يوسف ) ، ولكن ليس كل البشر يجعلون الشرك العقيدى متحكما فى حياتهم . أغلبية البشر فى عصرنا يجعلون الدين شأنا فرديا لا تتدخل فيه السياسة ولا تتدخل فيه الحكومات ، وبالتالى لا تتحكّم فيهم أديانهم الأرضية سياسيا واجتماعيا ، بحيث لا يعرفون الحروب الدينية مع الآخر فى الخارج ولا يعرفون الاضطهاد الدينى أو المذهبى مع الآخر المختلف معهم فى الداخل. لا يخلطون الدين بالسياسة وتحقيق طموحات سياسية ، وليس لديهم مؤسسات دينية تتحكم فى مشاعر الناس وتوجيه عقلياتهم ودقائق تصرفاتهم بالفتاوى . تجد هذا فى معظم دول العالم من الصين واليابان واستراليا وأوربا وأمريكا وكندا وروسيا وفى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ، بل تنتمى الى هذه النوعية أكبر دولة مسلمة ( اندونيسيا ) ومعها ماليزيا وأغنى وارقى وأصغر دولة مسلمة ( مدينة سنغافورة ) وهى (سويسرا المسلمين) حيث تأتيها ثروتها بعرق أبنائها وبشفافية ورقى نظامها العلمانى وليس ببترول يقوم الآخرون باكتشافه لها وتصنيعه لها كما يحدث فى العرب ( شرّ أمة أخرجت للناس ). لا توجد في هذه الدول حروب خارجية أو حروب أهلية ، ويمضى فيها التحول الديمقراطى بسهولة أو بمشقة ولكن بلا حمامات دم كما يحدث عندنا . ولو حدثت فيها حركات ارهابية فالأغلب أن تأتى من عندنا ، ومن وحى الوهابية السعودية محور الشّر فى العالم .
2 ـ لقد أشار القرآن الكريم الى أمة مشركة غير معتدية وأوجب على الدولة الاسلامية المسالمة بطبيعتها وبشريعتها أن تتعامل معها بالبر والقسط والعدل : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)( الممتحنة ) كما نهى أفراد المؤمنين عن التحالف مع دولة مشركة متعدية معتدية أخرجت المؤمنين من ديارهم وحاربتهم ظلما بسبب الدين (إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)( الممتحنة ). إذن هنا لدينا أفظع أنواع الكفر العقيدى والسلوكى الذى يفرض سلطانه على الناس فى الداخل متحكما فى حياتهم الشخصية يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف ، يقوم بإكراه الناس فى الدينى ويضطهد الآخر المختلف فى الدين أو فى المذهب ، ثم لو إستطاع وكانت له قوة حربية لأشعل حروبا دينية مع دول العالم المخالفة لدينه الأرضى ، ولا يترك استغلال فرصة ليقوم بالتدمير العشوائى وقتل الناس عشوائيا فى بلادهم كما فعلت وتفعل القاعدة الوهابية فى العالم كله .
3 ـ هذا الحضيض فى الضلال لا مجال لأصحابه فى الهداية والاصلاح . ولو تحكّم هذا الحضيض فى الضلال والاضلال فى عقلية شعب ما وسيطر على دولة ما فإن العلاج المجدى هو البتر لأنها وصلت الى مرحلة متقدمة ويائسة من سرطان الضلال . وهذا هو واقع العرب اليوم . جاءتهم فرصة الربيع العربى فإذا بسرطان الضلال يحول الربيع الى حمامات دم قائمة وقادمة .ّ!
جذور الاضطهاد الدينى المعاصر ( سرطان الضلال ) .
1 ـ : هو مرض متجذّر فى المنطقة العربية ، نعطى لمحة تاريخية عنه حتى نفهم حقيقة هذا المرض الذى يوشك بفناء العرب .
2 ـ خفّت حدة الاضطهاد الدينى والمذهبى بعد زوال نفوذ الحنابلة الذى كان من قبل فى المنتصف العصر العباسى . جاء العصر المملوكى ( 648 : 921 / 1250 : 1517 )وقد سيطر عليه التصوف السّنى فكان أقرب للتسامح،وهناك وشائج قربى بين التصوف والتشيع فلم يكن هناك اضطهاد (كبير ) للشيعة أو للأقباط إلّا إذا بدوافع سياسية أو شخصية. بانتهاء الدولة المملوكية 921 / 1517 ووقوع معظم الدول العربية تحت الحكم العثمانى إزدادت سيطرة التصوف على الحياة الدينية والاجتماعية ، ولكن لم يفلح التصوف فى كبح جماح التعصب الدينى والمذهبى للعثمانيين الذين كانوا وقت قوتهم يهاجمون أوربا المسيحية ، ثم أصبحوا فى عصر ضعفهم يواجهون تكتل أوربا المسحية ضدهم . والحرب الدينية مع الخارج لا تنفصل عن الاضطهاد الدينى فى الداخل ، لذا ارتبطت حروب الجهاد العثمانية ضد أوربا المسيحية باضطهاد الأقليات المسيحية داخل الامبراطورية العثمانية . كما أن الحروب والتنافس بين العثمانيين والصفويين الشيعة حكام ايران جعل العثمانيين يضطهدون الأقليات الشيعية العربية الخاضعة لهم . وشاخت الدولة العثمانية وضعفت فأصبحت أكثر تعصبا ضد الأقليات فى الداخل لتعوض ضعفها أمام أوربا التى طردت العثمانيين من اوربا وتنافست على وراثة ممتلكاتها وأطلقت عليها اسم ( الرجل المريض ). وحتى بعد سقوط الخلافة العثمانية وتفكك معظم الامبراطورية العثمانية فإن الحكام الجدد من جماعة الاتحاد والترقى التركية أحلّوا التعصب العرقى محل التعصب الدينى والمذهبى ، إذ آمنوا بسمو العنصر الطورانى التركى ومارسوا الاضطهاد العرقى ضد العرب والأكراد وغيرهم من الخاضعين لهم .
3 ـ فى الفصل الأخير من تاريخ الدولة العثمانية وتعصبها ظهر التعصب السنّى الوهابى معاديا للعثمانيين ولكن أشد تعصبا منهم ضد الشيعة والنصارى . قامت الدولة الوهابية السعودية الأولى عام 1745،وأرسلت حملاتها العسكرية تدمر مساجد الشيعة فى العراق وتقتل الناس عشوائيا فى الشام والعراق والجزيرة العربية والخليج ، وترسل الدعاة لنشر الوهابية . وأسقط والى مصر محمد على الدولة السعودة الأولى عام 1818 ثم أعيد قيامها ثم سقطت ثم أعاد قيامها عبد العزيز آل سعود خلال 1901 : 1932 ، وأدى ظهور البترول والظروف الدولية والاقليمية المواتية الى ظهور (السعودية ) قوة إقليمية مؤثرة تنشر دينها الوهابى بين المسلمين ، وتنشىء فروعا له أكبرها الاخوان المسلمون والسلفيون وما تفرع عنهم من منظمات وجمعيات وجماعات سرية وعلنية ، وبهم أصبحت الأسرة السعودية التى تملك الدولة السعودية أقوى وأثرى أسرة فى العالم على حساب حوالى 20 مليون قتيل خلال نشر الوهابية من عام 1745 وحتى الآن . وعلى هامش هذا التاريخ الدموى تجذّر التعصب الدينى والمذهبى فى المنطق العربية ليصبح السرطان الذى يوشك أن يقضى على العرب اليوم .
الآثار المدمرة لسرطان الإضطهاد الدينى فى الهند وافغانستان
1 ـ: الهند أبرز ضحية للوهابية . انتشرت فيها الوهابية فتقسمت الهند الى الهند وباكستان وتأجج التعصب الدينى بين الهنود على الجانبين ( الهند ضد باكستان التى كانت تتكون من باكستان الشرقية فى البنغال وباكستنان الغربية فى البنجاب ) وبسبب تباعد باكستان الشرقية فقد قلّ فيها تأثير الوهابية وتسيد التصوف فيها أكبر ، بينما انفردت باكستان الشرقية بالقيادة لقسمى الدولة وجيشها . وبسبب وهابية الباكستانيين الغربيين فإنهم إعتبروا مسلمى باكستان الشرقية كفارا ، وأقام الجيش الباكستانى مذبحة فى باكستان الشرقية قتل فيها أكثر من 3 مليون شخص مدنى ، مما نتج عنه انفصال باكستان الشرقية تحت اسم بنجالاديش .
2 ـ وهابية باكستان الحالية امتدت الى افغانستان فأحرقتها ودمرتها بالتعصب . وهذا هو المصير الذى ينتظر العرب . وسوريا أبرز دليل .
الآثار المدمرة لمرض الإضطهاد الدينى فى سوريا
1 ـ :الحالة السورية الراهنى تعكس هذا المرض القاتل وتصوّر الحضيض الذى وصل اليه العرب. ففى سوريا يتقاتلون دون الوصول الى حلول وسط تحقن دماءهم . مخطىء من يراها مشكلة سياسية ومجرد صراع فى سبيل الديمقراطية لاسقاط حكم استبدادى حزبى .هى أعمق وأعرق وأعقد من ذلك . إذ تضرب جذورها فى التاريخ الدينى فى العصور الوسطى .
2 ـ ظهر المذهب النصيرى الشيعى بقوة فى سوريا الخاضعة للدولة المملوكية يهدد السلطة المملوكية ، فتعامل معه المماليك بالاضطهاد وإجبارهم على التصوف السّنى الدين العملى للعصر المملوكى . ولكن جاء العثمانيون باضطهادهم المشار اليه . وقبيل سقوط الدولة العثمانية حاول السلطان عبد الحميد الثانى تجديد قوتها وإنقاذ ما تبقى منها بتهديد انجلترة وفرنسا اللتين تسيطران على مئات المسلمين فى الهند والجزائر وشعوب اسلامية أخرى فى أفريقيا وآسيا خارج الدولة العثمانية. فأنشأ ودعا السلطان عبد الحميد للجامعة الاسلامية ليسيطر على تلك الشعوب المسلمة ويستخدمهم ورقة ضغط وتهديد المستعمرين البريطانيين والفرنسيين الطامعين فى الدولة العثمانية .
3 ـ قبلها طمعت الأقليات المستضعفة فى الشام فى معونة أوربا ، وخصوصا المسيحيين الموارنة فى الشام ومعهم الشيعة خصوصا ( النصيريين ) والدروز . شجعها نشاط الارساليات المسيحية فى جبل لبنان وسوريا . واجه العثمانيون هذا بحملات اضطهادات ضد تلك الأقليات وصلت الى مذابح كان أشهرها عام 1860 ، وتميز العثمانيون بإقامة تلك المذابح للمسيحين بالذات وكان من ضحاياهم الأرمن فى بلادهم الأصلية أرمنيا حين كانت تابعة للعثمانيين ، ثم النصارى والشيعة فى الشام مما أحدث هجرات جماعية للأرمن ولمسيحيى الشام الى الأمريكيتين ومصر، ومعرف ما سمى بأدب المهجر ، وهجرات مثقفى الشام الى مصر وهم الذين أنشأوا الاهرام ودار الهلال ( المصور ـ روز اليوسف ) وأسسوا نهضة مسرحية فى مصر .
4 ـ أولئك المثقفون المسيحيون والشيعة أرهبهم مشروع السلطان عبد الحميد لاحياء الجامعة الاسلامية ، وخشوا من مزيد من الاضطهاد فقاوموه بالدعوة الى القومية العربية لتجمع العرب جميعا بغض النظر عن الدين والمذهب ضد الأتراك . قاد المسيحيون العرب ـ ومنهم ساطع الحصرى ـ تلك الدعوة للقومية العربية بديلا عن الجامعة الاسلامية، وتكونت أحزاب تدعو للقومية العربية أهمها حزب البعث بقيادة المسيحى ميشيل عفلق ، وإزدهر عصر القومية العربية بزعامة عبد الناصر ، وانتهت القومية العربية بهزيمة 1967 ، وتم دفنها نهائيا بغزو صدام للكويت وبهزليات القذافى.
5 ـ تحت عباءة القومية العربية نجح حزب البعث فى الوصول الى السلطة فى سوريا والعراق . وكان حزب البعث فرصة للأقلية النصيرية العلوية الشيعية المستضعفة فى سوريا فى الوصول للحكم بشعار القومية العربية . ونلاحظ أن الهدف الأعظم لحافظ الأسد لم يكن على الاطلاق استرداد الجولان بل البقاء فى سدة الحكم هو وطائفته فى سوريا. كما نجح المغامرون المهمشون فى العراق من خلال البعث للوصول للحكم ، فحكم صدام العراق مواجها حافظ الأسد فى حكم سوريا . ولأن ولاءهذا وذاك للمذهب وليس للحزب فقد إشتد الشقاق بين حزب البعث ( السنى ) الحاكم فى العراق وحزب البعث ( الشيعى النصيرى العلوى ) الحاكم فى سوريا ، واستحال تحقيق حلم الاتحاد لدى القوميين العرب فى البلدين لأن الجذور الدينية هى الأساس ، وهى الصراع ( الخالد ) بين الشيعة والسّنة . وبينما اضطهد بعث العراق السّنى الشيعة العرب فى العراق كالمعتاد فى تاريخ العراق فقد اضطهد شيعة البعث حكام سوريا السنيين الأغلبية فى سوريا منتقما لما حدث من قرون إضطهاد سابق. وبينما لجأ شيعة العراق المعارضين لصدام الى تسييس الدين لحاقا بثورة إيران الشيعية المتطرفة للعمل ضد صدام حسين السّنى فإن سنيى سوريا المعارضين لحافظ الأسد قاموا بتسييس دينهم بالوهابية فأصبحوا ( الاخوان المسلمين ) المعبرين عن الأغلبية السّنية المقهورة من الأقلية الشيعية الحاكمة.
6 ـ زاد هذا مع انتشار الوهابية فى سوريا فتحول الصراع فى سوريا الآن الى ( صراع وجود) ما إن يبدأ حتى يتحول الى حمامات دم . فعل هذا حافظ الأسد فى مذابح حماة وحلب ويقوم به الآن بشار فى مذابح مستمرة. فى صراع الوجود ليس مطروحا مجرد البقاء فى الحكم بل البقاء على قيد الحياة، لأن زوال بشار من الحكم يعنى زوال الطائفة الشيعية النصيرية العلوية من الوجود ـ هكذا يحلم الاخوان المسلمون فى سوريا ، وهكذا يتصور بشّار وطائفته التى يبلغ تعدادها خمس عدد السكان فى سوريا . ولذا تتردد الدول الكبرى فى التدخل خوفا من انتصار الاخوان وقيامهم باستئصال الطائفة العلوية . ولهذا ستبقى الأزمة السورية تنزف دما بلا حل سوى البتر . هنا صراع وجود يقوم على المذابح والبتر . هنا مرض سرطان لا علاج له إلا بالبتر .
لبنان بين حرب أهلية سابقة وبوادر حر أهلية قادمة
1 ـ فى التجربة اللبنانية دليل آخر . بسبب الاضطهاد الدينى فى القرن التاسع عشر وافقت أوربا فى اتفاقية سايكس بيكو على فصل جبل لبنان الملىء بالأقليات الدينية والمذهبية . وأجاد الموارنة إستغلال شعار القومية العربية حتى تحقق لهم النفوذ فى لبنان ، ثم بعدها هجروه وارتدوا الى دينهم الأصيل ليكون شعارهم الحقيقى ضد المسلمين العرب ، وفى سبيله تتنوع وتختلف تحالفاتهم من الشيعة الى السنة حسب مصالحهم .
2 ـ إقامة اسرائيل ألهب الصراع وجعله أكثر تعقيدا ، أدخل لبنان فى حرب أهلية مروعة، والآن يقف لبنان على حافة حرب أهلية كبرى تتعدد أطرافها المحلية والاقليمية والدولية بسبب ايران وسوريا وحزب الله من جهة والسعودية واسرائيل وأمريكا من جهة أخرى ، والفلسطينيين بين هنا وهناك.
الدروز الشيعة بين اسرائيل والسنيين
1 ـ ولكن قيام إسرائيل كان طوق نجاة للشيعة الدروز فى فلسطين ، فقد وجدوا فى دولة اسرائيل الحماية من إضطهاد السنيين المزمن والذى ارتفعت وتيرته مع تسيد الوهابية . لذا سارع الدروز مبكرا بالانضمام الى الدولة الاسرائيلية واكتسبوا جنسيتها وصاروا عماد جيشها ، بينما إنحاز دروز لبنان للعروبة فى عهد كمال جنبلاط ـ وبعد إغتياله تتأرجح بوصلة ابنه وليد جنبلاط فى تحالفاته.
اليوم سوريا ..وبعدها الخليج
1 ـ السعودية ـ محور الشّر فى العالم ـ تنازلت مؤقتا عن تحقيق حلمها فى الاستيلاء على الكويت ودول الخليج لأن الدول الكبرى لا تسمح لها بذلك ، فاستعاضت عن تحقيق الحلم المستحيل بنشر الوهابية فى الخليج فاحتدم الاضطهاد السنى الوهابى للشيعة وهم الأغلبية فى دويلات الخليج .
2 ـ بقيام الدولة الدينية الشيعية فى ايران نشأ وضع جديد ، فايران الشيعية ترى أن من حقها السيطرة على الخليج ( الفارسى ) وليس العربى بكل ثرواته النفطية خصوصا مع وجود أغلبية سكانية شيعية تتحكم فيها أقلية سنية وهابية حاكمة . لذا تعمل ايران على امتلاك السلاح النووى لتساوم به أمريكا وترعب به عرب الخليج السنيين ، وتقطع دابر النفوذ الأمريكى والغربى والاسرائيلى فى الخليج ليكون خالصا لها ، وبه تقود العالم الاسلامى ( السّنى ) بدل السعودية فى مواجهة أمريكا واسرائيل . وتستعيد ايران مجدها القديم حين كانت فى عهد الأكاسرة تمثل القوة الشرقية ضد الامبراطورية الرومية البيزنطية . إمتدّ النفوذ الايرانى معتمدا على وجود الأغلبيات الشيعية فى الخليج بدءا من المنطقة الشرقية فى السعودية المليئة بالبترول ، الى قطر والامارات والكويت وعمان والبحرين . هذا مع شيعة العراق . نجحت ايران فى العراق ، وتستغل الربيع العربى ليصل الشيعة الى الحكم على حساب النظم السلفية الوهابية . وتمدد النفوذ الايرانى ليصل الى حماس والى صعدة فى اليمن وحزب الله فى لبنان ، مما يعقّد الصراع فى سوريا وفلسطين واليمن .
3 ـ فى المقابل تعمل السعودية وحلفاؤها على احتواء ومواجهة التمدد الايرانى بالضغط على شيعة الخليج ومصر واليمن وشمال أفريقيا وبحشد الخليج تحت زعامتها ولو أدى الأمر الى الاتحاد مع البحرين أضعف حلقات الحلف الوهابى السنى ضد ايران . ثم بالحرب المباشرة والمستترة لحزب الله فى لبنان ولنظام الأسد فى سوريا .
4 ـ كما تعمل السعودية على إضعاف اليمن وتقسيمه حتى لو كان أحد القسمين تابعا للماركسيين أو للشيعة الحوثيين أو للقاعدة ، لأن وجود اليمن دولة قوية متحدة يهدد الاسرة السعودية ، ففى نهاية المطاف فاليمن صاحب حضارة ممتدة ودولة تجاوز عمرها آلاف السنين وليس مثل الدولةالسعودية الراهنة التى ظهرت للوجود عام 1932 .
5 ـ ايران هى عنصر تفجير المنطقة . وستكون سعيدة بتفجيرها حتى يظهر ( المهدى المنتظر الفارسى ) يتجول فى خرابات ما كان يسمى بالبلاد العربية .
موجز النعى مقدما :
1 ـ: المقصود أنه صراع دينى بين أديان أرضية يتقاتل أتباعها حول النفوذ والسيطرة ، وفى هذا الصراع يتم استخدام كل الشعارات . بدأ بالشعار القومى العربى ثم الشعار الاسلامى والآن يلحق به جزئيا شعار حقوق الانسان والديمقراطية.وفيما يخصّ موضوعنا عن ( الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ) فيتم استغلاله نظريا وتطبيقيا فى خدمة الهدف السياسى وبالتالى يتأسس تناقضهم مع الاسلام ودولته المدنية الحقوقية القائمة على الحرية المطلقة فى الدين والديمقراطية المباشرة والعدل والمساواة وحقوق الانسان وكرامته .
2 ـ هذه أمثلة واقعية للحضيض الذى هبطنا اليه . هو سرطان معنوى يكون الشفاء منه والتخلص منه بالبتر . ويتبارى المتصارعون فى بتر بعضهم البعض . يبدأ الأمر فكريا بإلغاء الآخر دينيا ومذهبيا وحقوقيا ، ثم يتحول الالغاء الفكرى والدينى الى إستئصال جسدى ودموى . فهم المرضى وهم الأطباء والقتلة ، هم القاتل وهم الضحية ،هم الباتر وهم المبتور ، ولا يبترون سوى أعضائهم وأطرافهم ولا يعقلون. وكل فريق يقتل الفريق الآخر أو يبتره جهادا فى سبيل الله.وكلهم جميعا أعداء الله جل وعلا .
3 ـ فى معارك البتر هذه لا تجدى الحلول المظهرية فى الشفاء . لا ينفع فى علاج مريض السرطان المادى تدليك عضلاته وعمليات تجميل لجلده . بالتالى لا ينفع فى علاج السرطان المعنوى أن تعالجه سطحيا . لا يجدى التغيير فى النفس سطحيا ..لا بد من تغيير كامل وشامل . لا بد أن يكون التغيير ( تصنيعا ). ليس تغيير الفرد ولكن ( تصنيع الفرد ) من الألف الى الياء . وليس تصنيع فرد بل تصنيع كل أفراد المجتمع ..
4 ـ يا للهول ( تصنيع كل أفراد المجتمع ؟ ).. كيف هذا ؟.
5 ـ انتظرونا .!
دكتورنا العزيز يامن تحاول أن تشخص وتعالج القلوب بالقرآن العظيم
2_وقفتي الثانية هنا مع مقالكم هي مع "الاضطهاد الديني حضيض الضلال في الدين الأرضي حين يتحكم"
ضربت لنا مثلا بأمة عظيمة أحترمها وأجلها كثيرا وزرتها مرتين ألا وهي امبراطورية الشمس المشرقة "اليابان". كانت لي محادثات مع اليابانيين وقرأت عنهم قدر مااستعطت وعرفت بأن اليابان كانت تعبد الامبراطور هيرو هيتو واجبرت الفلبينيين بأن يعبدوا هذا الامبراطور وعاثوا في الأرض فسادا في كوريا والصين وجنوب شرق آسيا فكانت أمة ظالمة تحترف الاعتداء على الأمم المسالمة تحت راية الجهاد الديني الاأن قسمها الله وسلط عليها قوات التحالف في الحرب العالمية الثانية. والأغرب من هذا بأن كان هناك من يعارض اتجاه اليابان للحرب ولكن هؤلاء المصلحين تم وصمهم بعار الخيانة العظمى حين تلقوا التهم جزافا لتخاذلهم عن نصرة توجه الامبراطورية للحرب وهي بسبب اقتصادية بحته وسعيا لنشر النفوذ وعبادة الامبراطور على الامم المحيطة باليابان.
والآن اليابان على النقيض تماما ... أمة من أروع الأمم على وجه البسيطة ... الا أن هذا التطور الرهيب لليابان صاحبه حرية مطلقة خطيرة حيث يشكو لي صديقي من اليابان حين زارني في الكويت وتجول في مجتمعنا المحافظ الوسطي وذهله مارأى واشتكى لي بحسرة بأن الشباب الياباني يقوم بتقليد الغرب تقليدا أعمى حتى انهم يقومون بصبغ لون شعورهم للون الأشقر... هذا غير الأمور السلبية الأخرى الناجمة عن الحرية المطلقة ... وأذكر قول صديقي الياباني التالي وهو متحسرا " الشباب عندنا يقوم بعمل أفعال مخزية وعندما ننصحهم يقولون لنا نحن أحرارا ولكن عندما يضرون بأنفسهم يقولون لم ينصحنا أحد" وأيضا أذكر قوله جيدا "لأنه ليس عندنا دين كما عندكم"
فهل يتوجب علينا ان أردنا تغيير مابأنفسنا بأن نترك الحرية مطلقة هكذا ؟ نعم سوف ننصح ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر ولكن أنت تعلم بأن الشباب عنيد وقل من يسمع للنصيحة فهل ننتظر حتى يضروا بأنفسهم ويلومونا ؟
يتبع
آسف أطلت عليكم
لي هنا وقفة ثالثة وسؤالين
3_ من منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ... مارأي دكتورنا العزيز بالفنون والثقافة في دولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
هل يتوجب تكليف هيئة من الأفاضل المؤمنون بالعمل على هيئة رقابية على الأعمال الفنية التي يكون فيها مشاهد أو نصوص خادشة للحياء واستهزاء بآيات القرآن وكذلك سائر الأعمال ؟ أم تكون الحرية مطلقة في كل شيء وما على هذه الهيئة الا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن طريق الاحتجاج السلمي والنصيحة أو حتى رفع الدعاوى القضائية على الأعمال المنافية للآداب العامة ؟
ولي هنا سؤالين ...
السؤال الأول ... اللهم لاحسد ... يذلهني اجتهادكم ... أتمنى وأقترح عليكم أن تعطونا لمحة عن توزيع وقتهم بين الصلاة وتلاوة القرآن بتدبر والقيام بالواجبات الأسرية والكتابة والمطالعة ... قد نقتدي بذلك نحن الشباب ..
السؤال الثاني ... أكون معك صريحا دكتور أحمد ... وأرجو عدم المؤاخذة ... أحيانا أستغرب كيف تسمح أمريكا لكم بالعمل والاجتهاد والتنوير لعقول المسلمين وأنت على أراضيها وأنا أعلم جيدا أن ذلك ليس ماتريده لنا أمريكا والغرب ؟ عزيزي الدكتور أحمد ... كلنا بلا استثناء شاركنا بجريمة احتلال العراق وحصاره ولكن اليس من وراء كل هذا القوى الامبريالية العظمى والشركات العالمية العابرة للقارات التي تغذي التناحر والاقتتال في دول العالم الثالث ... نعم دكتور أحمد كما قلتم ليس كل البشر يجعلون الشرك العقيدي متحكما في حياتهم ولكن هناك من البشر ماجعل المادة متحكمة في حياته ويعمل على مايغذي الصراعات الخارجية في سبيل دعم أقتصاديات الأنظمة والامبراطوريات والدول الكبرى لتنعم بالأمن والسلام على حساب دول بعينها وذلك لغرقها بالجهل ؟ نعم نحن نفجر ونحن نقتل ونسحل ونسلخ (شيعة وسنة في العراق وغيره) ولكن كل هذا بمباركة الغرب وبتسهليهم ذلك فهل من مصلحتهم انتشالنا من بحر الجهل الى أرض النور ... هذا مايحيرني حقيقة.. عدو جاهل أفضل من عدو عاقل والعقل يكون فقط باتباع القرآن العظيم وصدق الله العلي العظيم حين يعظنا "لقد انزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم افلا تعقلون"
شكرا ودمتم وآسف على الاطالة
1 ـ صديقك هذا يختار بنفسه ولنفسه موقعه يوم القيامة . ونحن نرضى له ما يرتضيه لنفسه كما نرضى لانفسنا ما نختاره لانفسنا ، وموعدنا يوم القيامة أمام الواحد القهّار جل وعلا .
2 ـ موضوع اليابان خير دليل على ما نقوله . نجح البتر فى تخليص اليابان من جيل غاشم متعصب متوحش ليفسح المجال لجيل جديد تشرّب الثقافة الأمريكية فنهض باليابان لتصبح فى صدارة دول العالم . الثقافة الأمريكية لها جوانبها السيئة التى انعكست على شباب اليابان ، وهى إعلاء الحرية الشخصية دون غرس متجذر للقيم الفاضلة منذ الصغر والنشأة . الطفل الأمريكى يتلقى كل ما يريد ويظل يتمتع بهذا حتى سن 18 سنة ، أى يدخل بكل هذا التدليل مرحلة المراهقة محميا بالقانون من أى عقوبة من والديه تردعه وتؤدبه . لذا يعانى المجتمع الأمريكى من جرائم المراهقين ، وتظل فترة المراهقة عبئا الى أن ينجو منها سعيد الحظ فيبلغ سن 21 أو 22 دون ارتكاب جريمة ، ويشق حياته بنجاح . على كل فميزة المجتمع الأمريكى أنه مفتوح للاصلاح و يصلح نفسه بنفسه ولا يخجل من الاعتراف بأخطائه أو أخطاء أجداده وأسلافه ، وهناك منظمات مجتمع مدنى قوية جدا تعمل فى الاصلاح وحقوق الانسان والطفل والمرأة وبمفهوم الرعاية أيضا ، ومن هنا يختلف الجيل الأمريكى اليوم عن جيل الأمس ، ويكفى خفوت النزعة العنصرية ضد السود وضد الآسيويين ، وكان هذا من حظ العرب المسلمين فلم يعانوا بعد 11 سبتمبر مثل ما كان متوقعا .
الحل الاسلامى هو الأجدى فى تغيير النفس .وسنعرض له فى المقالات القادمة.
السلام عليكم ، إن ما يذهل حقا أن كل فريق من الفريقين المعتدين يجاهد ،ويقتل رفيقه ، وهو يقتله يقول غنها يجاهد في سبيل الله ما بالنا أصبحنا نكذب على انفسنا ونصدق الكذب ، كلنا يعرف حملة الإخوان الأخيرة التي تعتمد على مسيرات للأطفال يخرجون في شدة الحرارة وفي ظروف قاسية ،ويرتدون تيشرت مرسوم عليه صورة مرشح الإخوان ، وما يذهلني حقا أن أسمع ان منظر الأطفال لا يثير شفقة من ينتمون لهذا التيار، بل العكس تماما هم يقولون إنه جهاد في سبيل الله ، وهؤلاء الأطفال لم ياخذوا مالا نظير خروجهم بل هذا كله لوجه الله !!!!!! يعني هو مريض ومريض جدا ويردد العبارات المعدية حتى يمرض الناس مثله ، فتصور هذا ما يحدث ، ولو قلت له إن طفلا قد مات في حملة المرسي الأخيرة في محافظةمن المحافظات ، ولم يقف حتى ليعرف حالة الطفل أو يلقي نظرة على أهله!!!!! سيكون لديه الجواب المريض ،وستخرج من المناقشة خسران امام عقليته وإيمانهالمريض بفكرته ، وأراهن انك سوف تخجل من نفسك وتسألها :لماذا دخلت المناقشة؟!! ولا تلومن إلا نفسك فأنت قد وجدت في هذه المنطقة !!!!!!!!!!! فأي مصير ينتظر هذه البقعة ؟ الله المنجي !!!!
1 ـ اسلاميا ليس فى الأمر بالمعروف رقابة أو مصادرة من أى نوع ، بل التواصى والتناصح عبر الأفراد والشخصيات والمؤسسات دون إلزام طالما لا يقع احدهم فى جريمة مثبتة .
2 ـ بالنسبة لعملى فلست معتادا على الاجازات ، وكمفكر وكاتب وباحث فالعضلة التى اعتمد عليها هى المخ والذاكرة ، وبالتالى فأنا أظل مشغولا بعملى ،حتى يطاردنى هذا وأنا نائم . يساعدنى فى ذلك حبى لعملى كباحث ومفكر وعملى كناشط فى حقوق الانسان والديمقراطية . وبعد أن تحررت من الاضطهاد الذى كان فى مصر جدّت مشكلة الوقت الضيق والجهد الضعيف بعد أن تعديت 63 عاما . هى مشكلة تزول لو كان لدى مساعد باحث واحد يعفينى من عمل أشياء كثيرة ترهقنى جدا وتضيع وقتى فيما يمكن أن يفعله لى غيرى . ولكن أضطر لعمل كل شىء بنفسى . بسبب قلة المال لا أستطيع أن يتفرغ لى واحد من ابنائى ليساعدنى ، ومن أجل ذلك فلم أستطع حتى الآن نشر موسوعة التصوف بأجزائها ، ولا نشر موسوعة تاريخ الاسلام وأديان المسلمين الأرضية أوكتاب ( مقدمة ابن خلدون : دراسة تحليليلة )وغيرها ، كما لا استطيع اكمال سلاسل المقالات التى نشرت بعضها ثم توقفت . حتى الآن لم أنشر على الموقع الا حوالى نصف ما كتبت ، والباقى لا أعرف مصيره ؟...هل أستطيع اكنماله ونشره فى حياتى أو سيضيع ويتوقف بعد موتى ، وأنا الآن فى نهاية العمر .!
3 ـ هذا يتصل بالسؤال الأخير عن أمريكا . أنا أتمتع بحريتى كاملة فى نقد السياسة الأمريكية فى مقابلات ومؤتمرات داخل المؤسسات الأمريكية الرسمية ، بل حتى فى جلسة استماع فى الكونجرس كنت فيها أحد المتحدثين . وكتبت أيضا بل وشاركت فى مظاهرات مع ابنائى أمام البيت ألبض محتجا على التأييد الأمريكى لمبارك ،بل فى مؤتمر صحفى رسمى وقت آخر زيارة لمبارك واثناء اجتماعه بأوباما تكلمت علنا أطالب اوباما بنصح مبارك بترك الحكم واتهمت أوباما بأنه خيّب ’مال المصريين ولم يف بوعده فى خطابه فى القاهرة . أنا لم أتغير ، لم يمنعنى الاضطهاد فى مصر أو الحرية فى أمريكا من قول ما اعتقده حقا ضد المسئولين . ولكن اختلف الموقف ، ففى مصر عانيت السجن والعزل من العمل ومطاردة الأمن ، أما فى أمريكا فكل ما فعلوه هو كف أيديهم عن مساعدتى . حتى الآن لم يتلق المركز العالمى للقرآن الكريم أى دولار من أى مؤسسة أمريكية ، مع أنه مؤسسة أمريكية تقبل التبرع ومن يتبرع لها يتم خصم تبرعه من الضرائب . هذا مع أن التبرعات بالملايين تنهال من الداخل ومن الخارج على مساجد التطرف ومؤسساته فى أمريكا وبعلم أمريكا وتحت نظرها ..ولذا أضطر للجهاد دفاعا عن دينى بسواعد عارية ولا أجد ما يكفى لتعيين باحث مساعد يعيننى وقت شيخوختى .. وهذا فى الوقت الذى ينهش فيه الأوغاد عرضى يتهموننى بتلقى معونات أمريكية ..أنا أصرخ بأعلى صوتى أريد معونات أمريكية أو من أى جهة لأننى أحتاجها فى تدعيم عملى .. وعملى منشور ومتاح للجميع ..وأفخر به وأعتبره فى صالح الاسلام والمسلمين ..
أليس كذلك ؟
لا يأبه المتاجرون بالدين بدماء المتابعين لهم فى الدين ( الأرضى ) بنفس عدم اهتمامهم بحرمة الحياة الانسانية . لايختلف فى هذا السنيون عن الشيعة . الخمينى أرسل الشباب الايرانى فى مقدم جيشه ليكتسحوا حقول الآلغام ويتحولوا الى أشلاء ، ففعلوا بعد أن أقنعهم أنهم سيدخلون الجنة بمجرد قتلهم . السنيون يقنعون الشباب بتفجير أنفسهم لتحقيق مطامع سياسية . لم يحدث أن قام أحد الزعماء بتفجير نفسه ليكون قدوة للناس ، والمفروض انهم قدوة للناس . بل على العكس ، يطلبون أن يقتل الناس أنفسهم لتحقيق مطامع أولئك القادة . هذه هى العقلية التى تستعلى على الناس ولا ترى فيهم إلا مجرد رعية تموت فى سبيل القادة . هل هذه العقلية تصلح لحكم مصر ديمقراطيا ؟
الغرب ليس كتلة واحدة ، ليس شرا كله وليس خيرا كله . هناك شريرو الغرب المتعاونيو مع شريرى الاستبداد العربى ، وهناك منظمات أمريكية وغربية تعمل الخير ..وأكاد أقول حسب علمى إنها الأقوى تأثيرا من الطرف الشرير . بل إن هذا الجانب الشرير فى الغرب ممثلا فى شركات السلاح بالتحديد لها من التحضر والقيم ما لا تجده على الاطلاق لدى المستبد العربى الذى يقتل مواطنيه ويقهرهم ويفقرهم بينما تعمل شركات السلاح لجلب المال لوطنها ومواطنيها ، وتمارس نوعا من الرقابة على من تبيعه السلاح . ثم أن الغرب له حدوده فى التدخل فى مجريات الأمور فى الشارع العربى ..وقد لمست هذا بنفسى فى تعاملى مع من قابلتهم . يكفى أن مبارك حصل من أمريكا على أكثر من 100 بليون دولار فى المعونات ، وفى المقابل استخدم هذا المال فى تشويه صورة أمريكا لدى الشعب المصرى لتوجيه الغضب والاحباط نحو امريكا واسرائيل ، وزرع هو وغيره من المستبدين اسطورة ان الغرب يتآمر على العرب والمسلمين .. أمريكا لا تتآمر إلا على من تخاف منه وتخشاه . وهى قد تخشى من روسيا والصين واليابان واوربا ولكن لا يمكن أن تخشى من قادة عرب معزولين من شعوبهم . نحن الذين نتقاتل ونترجى السلاح الغربى والشرقى ، فهل الذنب ذنب البائع أم ذنب من يقتل نفسه والآخرين ويسرق وينهب ؟
يوجد في موقع مدرسة أهل القرآن طاقات شابة جبارة من كتاب وباحثين وأساتذة كرام
أقترح أن تعمل مثل ماتعمل بعض الجامعات الغربية هذه الأيام والتي فتحت مجال التعليم عن بعد
فلماذا لاتختار شابا متمكنا وله خلفية علمية قوية في نفس التخصص الذي تخصصتم فيه وتشرف عليه ولو عن بعد عن طريق البريد الالكتروني والسكايب فهذا يعمل على مساعدتكم بايجاد مساعد باحث يساعدكم في ابحاثكم وكذلك باستخدام تقنيات الاتصال الحديثة تعمل على توفير الكثير من الوقت والمصاريف وقد تستطيع أن توجد أكثر من باحث يساعدونك من أهل التخصص.
شكرا وجزاك الله خيرا ودمتم وأفاد الله بكم آمين
الاستاذ محمد دندن يتفضل مشكورا بترجمة بعض المقالات وبمراجعة بعض مقالاتى المكتوبة بالانجليزية . هناك بعض من يساعد وهو فى بلد بعيد ، ولكن هذا لا يكفى مع خالص الشكر للجميع . فلا بد من مساعد باحث متفرغ الى جانبى ليصحح معى المكتوب وليراجع معى ، وليساعد فى عملية البحث داخل المصادر التاريخية والتراثية .
وأعطيك مثلا : من ثلاثين عاما وأنا أقرأ المصادر التاريخية والتراثية، وأكتب هوامش عليها بما يفيدنى فى أبحاثى ، بحيث لو احتجت الى بحث موضوع معين أرجع الى كل تلك المصادر لأجد فى كل مصدر رقم الصفحة التى تعرضت لهذا الموضوع فأقوم بنقل ما هو مكتوب ، وهذه هى الاستشهادات التى أبنى عليها البحث . دور المساعد أن يعاون فى العثور على الكتاب أو المصدر الموجود ضمن مئات الكتب فى مكتبتى ثم مساعدتى فى مراجعة الهوامش التى كتبتها للعثور على البحث المطلوب ثم نقل المكتوب عنه فى هذا المصدر من ذلك الكتاب ، ينتهى دوره فى المساعدة لأقوم أنا بكتابة البحث . لدى مكتبة احضرتها من مكتبتى العامرة التى كانت فى بيتى فى القاهرة ونقلت معظمها عبر سنوات الى أمريكا . وبعض المصادر منشور على الانترنت ، ولكن العثور على الصفحة بالتحديد فى مصدر ما يستلزم أن يكون معى المصدر الأصلى الذى عليه الهوامش التى كتبتها من قبل. وهناك مصادر أعيد قراءتها أو أقرأ فيها لأول مرة ، وأريد نقل رواية أو موضوع ما لأنه ضرورى فى البحث ، ودور المساعد أن يقوم عنى بعبء النقل والنسخ ، ثم بعدها تجميع كل المتقولات لتكون أمامى لامارس البحث . أكثر من 60% من البحث عمل يدوى يمكن أن يقوم به مساعد الباحث تحت إشرافى ومتابعتى . وهذا يستلزم أن يكون ملازما لى فى نفس المكان .
وهناك أنصاف باحثين وأنصاف كتّاب يخدمهم طوابير من المساعدين والسكرتارية ..وأحمد الله جل وعلا أننى نشرت مئات المقالات والبحوث والكتب بجهدى ..وفى النهاية لا يكلف الله جل وعلا نفسا إلا وسعها ، وأرجو أن أكون قد فعلت ما فى وسعى ، ولم أكسل ولم أضيع وقتا ولا جهدا . والله وحده هو المستعان .
السلام عليكم قرات المقال فجلست أقرأه فترة طويلة ، لكن ما فيه من معلومات شد انتباهي ولم أشعر بالوقت وأجلت التعليق حتى اأنتهي من القراءة ، وأظن ان هناك سؤالا بعد ذلك كله يلخص ما نشعر به من مشكلات ، هل الإصلاح الديني يحل معظم مشكلاتنا يا دكتور ؟ شعرت وانا اقرا البحث أعلاها: ان المشكلة ليست سياسية بل هي دينية .، فهل فهمت المقال ؟ فهل لو بدأنا بالإصلاح الديني ستحل مشكلاتنا واختلافاتنا الكثيرة ؟ فليس لأختلاف الأوان والجناس عامل في الخلاف فالله سبحانه يقول : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13 الغرض التعارف لحقيقة إن أكرمكم عند الله اتقاكم .
أزمتنا فى تسلط أدياننا الأرضية على حياتنا مما يجعل لأخسّ البشر وأظلمهم وهم رجال الدين الأرضى السيطرة علينا فكريا وثقافيا واجتماعيا بعد سيطرة دينهم الأرضى على عقولنا ، وبالتالى يكون النظام السياسى ـ القائم على أساس هذا الدين الأرضى أو بموافقته ـ نظاما استبداديا ، ويستعين برجال الدين الأرضى ، أو أن يكون رجال الدين الأرضى أنفسهم هم الحكام المستبدون . لو حجمنا دور الدين الأرضى وحصرناه داخل الكنائس والمساجد ومنعناه من التدخل فى حياة البشر لزالت الأزمة .
و إن كان رأيى لا يغنى ما جاء فى مقالكم، فهو مبحث قوى و عرض و تحليل منطقى يخاطب العقل و هذا هو المهم، ... و إن سمحتم لنا بإثارة نقطة لاحظناها لا تخل بالمضمون و إنما نرى أنها تحتاج منكم إلى مراجعة .... و هى إصدار حكمك على الغير بأشخاصهم مع أنك تعانى من مثل تلك الأحكام عليك، .... و لكن لا بأس فكلنا نقع فى مثل هذا الأمر و أنا أولهم، فلنحاول أن ننور الناس بما نفهم و نؤمن به و إظهار مرجعيته ..... و عليهم الاختيار، و ندع الحكم علينا و عليهم لله
ولكم منا دوام الود
أرى أن من المستحيل توبة من ظلّ يعمل فى الاضلال معظم وقته ، ليس فقط فى أن رب العزّة أكّد هذه الاستحالة لمن طبع على قلوبهم ولمن يحترف الاضلال ، ولكن أيضا فالتجربة العملية هى التى تثبت هذا . لم يحدث فى تاريخ المسلمين الفكرى والدينى أن تراجع أحدهم فى نهاية عمره ليعترف إنه كان على الباطل ، وأنه الان يقول الحق ، هذا رغم أنهم كانوا فى معظم مراحل التاريخ يتمتعون بحرية التأليف بعيدا عن تدخل السلطة. الاستثناء حدث وهو الى العكس ، فقد تراجع أبو الحسن الأشعرى عن مذهبه المعتزلى المتحرر وصار سنيا سيئئا . ولنجرب اليوم أو نتخيل أو نتساءل : هل رجع الشيخ الشعراوى عن آرائه وقد ظل حيا الى أرذل العمر ؟ لقد كتب تعليقا على كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) مقالا فى ( اللواء الاسلامى ) يدعو لتطبيق حد الحرابة علينا ، وكان مقالا لتشجيع مبارك على اعتقالنا عام 1987 . د عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطىء ) فى أواخر حياتها تكلمت فى برنامج تليفزيون تنتقد هذا الكتاب وتهاجمنى بعبارات مسيئة منها أننى ( حشوت ) الكتاب بالايات القرآنية ، ونسيت عنوان الكتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) . د الفيومى أحد قيادات الأزهر قال وقت محاكمتى لدكتور عبد القادر سيد أحمد عميد كلية الصيدلة بجامعة القاهرة وكان أحد القرآنيين ، وقد قابل د الفيومى ليدافع عنى فقال الفيومى الحاصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة ألمانية وكان طموحا ليلى منصب شيخ الأزهر ( لا تقل لى قرأن ومش قرآن . د. أحمد صبحى منصور معيّن فى جامعة الأزهر ليقول الكلام الذى يقوله الأزهر ) .! . د عبد الحليم محمود شيخ الأزهر وضعوا أمامه رسالتى فى الدكتوراة التى تثبت كفر الصوفية وانحلالهم الخلقى وترد على آراء شيوخ التصوف من الغزالى الى الشعرانى ، وكان عبد الحليم محمود صوفيا متخصصا فى الدفاع بالباطل عن التصوف ، فأوصى بمنع الرسالة من المناقشة .بعدها مات . أى كان هذا آخر عمل قام به قبل الموت ..
ومع هذا يا أخى العزيز ..أتمنى أن أكون على خطأ ..وأرجوك أن تدعو للتوبة شيخ الأزهر الحالى وشيوخ السلفية والاخوان والقرضاوى وأعمدة الاستبداد :مبارك و عبد الله آل سعود وعبدالله ملك الاردن و بشار الاسد و البشير ..وإذا تابوا وأنابوا واعتذروا وقالوا الحق وأرجعوا الحقوق لزوم التوبة .. فسأكون سعيدا ، واعترف بخطأ حكمى عليهم .
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا بارك الله فيك دكتور احمد على المقال ..
نقطة اولى :
لقد كتبت "وهذا مستحيل طبقا لما جاء فى القرآن الكريم عن استحالة الهداية لمن يحترف إضلال الناس مهما حرصت على هدايته :( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ (37) ( النحل )،"
لا اريد ان افسر كلامك خطأ لكن اذا انت تقصد بمن يحترف اضلال الناس عائد الى كلمة "يُضل" في الاية فهذا تفسير خاطيء يا اخي الكريم لان هذه الكلمة عائدة الى الله سبحانه وتعالى الذي هو يظل ويهدي وليس اي الشيطان من يضل الناس ولكن بمشيئة الله(انظر الاية ادناه!). هناك مشركون، كافرون، منافقون، كاذبون،ظالمون، مؤمنون، صادقون،.. الخ لكن لا يوجد من البشر مضللون بالمعنى الذي اعلاه وانما فقط من يصرف او يبعد الناس عن عبادة الله (وهؤلاء ما تقصد انت)، واذا تمعنا في ايات الله لنجد بعضها يصف نوع من "يضل" بمعنى انه ينصرف او يحبط العمل ، والمعنى الاخر الذي هو الاهم "ضلالة بقدرة الله اي من يضله الله" والله وحدة سبحانه وتعالى هو الذي يضل ويهدي بهذا المعنى " يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ " .."وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" ايضا هنا يودوا ولكن لا يستطيعون لان الله هو الذي يضلهم بانفسهم.."أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ" .. لاحظ يريدون ان تضلوا وليس هم من يظِلون ولكن يودوا ...هنا دور الشيطان الذي لديه القدرة على الاضلال لابتلاء الناس :
"فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ" . هنا المفتري يحاول ضل اي صرف الناس عن عبادة الله ولكنها ليست الضلالة التي يضلها الله وانما صرف الناس عن عبادة الله ممكن يكون مؤقت وثم يهتدي الشخص بفضل الله .. اما اذا اضله الله فلا هادي له واذ هداه الله فلا ضال له.
"وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ".. هنا يضل الله من يشاء ومن يضله طبعا فلا هادي له..
" واضلهم فرعون وما هدى" هنا المعنى يختلف ليكون اغرهم كما في الاية " واضلهم السامري . ولنتذكر رجل من رجال فرعون كان مؤمن رغم ضلالة فرعون نفسه ..والله اعلم
"وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ" ..هنا هم ضلوا السبيل وليس الانبياء الذين اضلوهم ..
"إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا ۚ" هنا المعنى واضح وتعني الصرف عن .. الهتهم..
"وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ" .. هذا يوم القايمة اي الشياطين؟؟!!!!!
" فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ " .. هنا اكيد الشيطان الذي يضل
يتبع ...
.. يتبع 2
""وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ " ..
"مِن دُونِ اللَّـهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ الْكَافِرِينَ ﴿غافر: ٧٤﴾" .. هنا المعنيين في نفس الاية : الاول اصرفوا عنا او غابوا والثاني هو الكفر بالله..او فقدان طريق الهدى التي يمنها الله على الانسان.
"وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ " اي الاحباط.
خلاصة الحديث انه هناك 3 انواع من الضلالة حسب ما رأيت في الايات: لنقل ضلالة ابدية من الله لا بعدها هداية، وضلالة من قبل الانسان نفسه وتعني الصرف عن وممكن لمدة معينة لانها ليست من الله.. ولا ننسى طبعا ضل بمعنى احبط العمل . وفي المقابل نجد عكس هذه الضلالات (الاولى والثانية) الهدى الذي يأتي فقط من الله حسب معنى القران اي الرشاد.. ، ولكن طبعا هناك ايضا الهدي بمعنى الارشاد على المستوى الانساني.. و الرشد بمعنى بيان الحق من الباطل (تبين الرشد من الغي) .. والرشد اي العقول او العقلانية او بلوغ الرشد..
النقطة الثانية التي لم تعجبني كثيرا في المقال هي خلط الامورالسياسية مع تفسير الايات او بالاخرى تفسير الايات ارتباطا بالسياسة وهذا حسب رأيي غير صحي كثير بالنسبة للقران، مع اني اتفهم جيدا الوضع العربي المأساوي على الصعيد السياسي وما اهمية المرحلة الحالية في مصر بشكل خاص وفي العالم الاسلامي والعربي بشكل عام. لان السياسة تلعب دور "المُضل" من هذه الناحية اي تصرفنا عن الاسلام بشكل عام.. وهذا لا يعني انه يجب وبكل الاشكال فصل الدين عن السياسة، حيث اتفق على الفصل بشكل مبدئي وليس جذري.
والثالثة هي ان الحكم على الناس بشكل ابدي ليس من حقنا، اقصد نحن لا نعلم ما في الانفس ونرى فقط التصرفات ولا يمكننا الحكم على البشر بشكل قطعي اي انهم لن يهتدوا من الرحمن لان هذا يخص الله تعالى فقط ولا يدخل في مجال الانسان وليس لدينا القدرة على معاينة النفس والله هو الوحيد القادر على ذلك .. هنا لا اتفق معك قطعيا بالرغم من استبدادية الحكام وبعدهم عن الدين ، لكن هذا لا يعطينا صلاحيات من صلاحيات الخالق.
"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ "
والله اعلم
واكرر شكري لك يا اخي الفاضل دكتور احمد، بارك الله فيك
بارك الله فيكم جميعا
والسلام
أخى الكريم أستاذ خليل أبو تابه . دعنى أقول شىء متعلق بكتابة تعقيبكم لكى لا يفهمه بعض القراء الأعزاء خطأ . وهو أن من (أهل المغرب العربى وخاصة أهل تونس ) من لا يعترفون فى الكتابة والنطق بحرف ال(ض) العربى وينطقونه ويكتبونه (ظ) ،ككلمة ضلال فيكتبونها وينطقونها (ظلال) . ولى تجربة مع صديق تونسى معى فى كندا .حاولت معه كثيرا أن أغيرمن نطقه لها ولكن فشلت ثم تعودت على أن أسمعها منه هكذا ،وأفهمها . ولكن ما أخشاه هو فى الكتابة يختلف المعنى تماما ، فمثلا (ضلال ) معروف هو الضلال والحياد عن طريق الهداية ، أما ظلال فهو (ظلال الشىء ) كظل الشجرة الذى نستظل به من قيظ الحر ، أو البيت أو الشخص وهكذا وهكذا . فهل من الممكن أن تكتبها حضرتك بعد ذلك بال (ض) وليس بال (ظ) لكى لا تُغير المعنى ؟؟؟
نعود لموضوع الهداية والضلال . اخى الكريم بالعودة إلى كثير من آيات القرآن الكريم عن الهداية والضلال تجدها تتحدث عن قدرة إختيار الإنسان لنفسه ،وعن تمكنه فى تنفيذ ما أختاره لنفسه من هداية أو ضلال ، وأن الله لم يكتب عليه الضلال ،وجعله مُسيرا فيه بمعنى أنه لا يستطيع الخروج منه إلى الهداية ،ثم يحاسبه ربه على ذلك ،وإلا إنتقصت صفة العدل عند الله جل جلاله وهذا محال على الله .. وكذلك أخى الكريم لو نظرت إلى الطاقة الكامنة التى أودعها الله فى الإنسان فوق (نفسه ) والتى يستطيع من خلالها تغيير مشيئة الشر إلى مشيئة الخير ،بمعنى أن يتحول من إنسان شرير إلى إنسان خير ،او العكس . لعرفنا أن هداية الإنسان وضلاله ،وخيره وشره بيده وليس مُجبرا عليه ،وإقرأ معى قول الله تعالى فى سورة النفس ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا--أَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا -قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا-وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )
- وقول الله تعالى
(انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا )..
---
ومن خلال المشاهدات اليومية أخى الكريم نرى أن الفاسدين والمفسدين لا ينتهون أبدا عن فسادهم أو إفسادهم إلا إذا جاءهم المرض أو ضاعت قوتهم وسطوتهم ،وللأسف الشديد يتحولون من الفساد والإفساد والبلطجة إلى إعتناق الأديان الأرضية الشكلية والإنغمار فيها والإنتصار لها والإستماتة فى الدفاع عنها .ولو حاولت أن تقول له يا أخى طالما أنك أردت التوبة الخالصة فأعبد الله على دينه هو وقرآنه هو وليس على دين أهل السنة أو التصوف أو الدروشة أو أو . إتهمك أنت بالباطل وقاطعك وخاصمك وفجر فى خصومتك وأعان عليك كل ظالم عربيد ... إذن أين هى التوبة الخالصة لوجه الله المبنية على دين الله الخالص التى يعود إليها (الضال المُضل ، الفاسد المُفسد) الذى تربى وعاش وربما مات علي فساده وضلاله ؟؟؟؟؟؟
--
اكرر شكري لك يا اخي الكريم وبارك الله فيك على تنبيهي على هذا الخطأ .. لاني فعلا كتبهتا كلها بالظا إلا مكان واحد من جميع التعليق كان بالضا اي صحيح ;-) ... المهم ان الايات كانت واضحة لاني انسخها في معظمها حتى لا اغير او اقع باخطاء مثل هذه والحمد لله والشكر لله ولك.
بالنيبة لقضية الضلالة فانا حملت في تعليقي الايات وكلامي لاقول فقط بان النفس هي التي يعملها الله وحده ولا يحق لنا باي شكل من الاشكال الجزم في ان فلان وا وفلان فاسف ولن يتوب لاننا لا نعلم ماذا بالانفس.. هل نحن نعلم ما بها؟؟ هذا هو كل الموضوع..
انت تقول يا عزيزي: "ومن خلال المشاهدات اليومية أخى الكريم نرى أن الفاسدين والمفسدين لا ينتهون أبدا عن فسادهم أو إفسادهم إلا إذا جاءهم المرض أو ضاعت قوتهم وسطوتهم ،وللأسف الشديد يتحولون من الفساد والإفساد والبلطجة إلى إعتناق الأديان الأرضية الشكلية والإنغمار فيها والإنتصار لها والإستماتة فى الدفاع عنها .ولو حاولت أن تقول له يا أخى طالما أنك أردت التوبة الخالصة فأعبد الله على دينه هو وقرآنه هو وليس على دين أهل السنة أو التصوف أو الدروشة أو أو . إتهمك أنت بالباطل وقاطعك وخاصمك وفجر فى خصومتك وأعان عليك كل ظالم عربيد ... إذن أين هى التوبة الخالصة لوجه الله المبنية على دين الله الخالص التى يعود إليها (الضال المُضل ، الفاسد المُفسد) الذى تربى وعاش وربما مات علي فساده وضلاله ؟؟؟؟؟؟"
حسنا هذا كله كلام يعبر عن شعورك نخو هؤلاء الناس وههذا طبيعي جدا لكن هل تتفق واعتقد نعم، معي بان الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء؟؟ لا غبار عليه.. وثم لو اراد الله لاهدة الناس جميعا .. يعني هذا شي طبيع جدا ان يكونوا وبالعكس كينونتهم هذه هي التي تمد المؤمن بزيادة ايمانه لانه يرى مدى كفرهم وبما انهم ليسوا خالون ولا يمكلون من الله شي فهذا يقوينا. ولكن هل من منا يعرف انهم كلهم سيكونوا حتى مماتهم على هذه الصبغة؟؟؟ هذا لا يعلمه إلا الله ... وحتى رسولنا الكريم ما كان حفظيا عليهم فما بالك نحن؟
واكرر ان الله لا يغفر ان يشرك به وانما يغفر كل شي دون ذلك ودعني اكتب الاية: إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا "
انت تقول "لعرفنا أن هداية الإنسان وضلاله ،وخيره وشره بيده وليس مُجبرا عليه " .. اذن كيف الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء؟ الاعمال نعم اتفق معك تماما ..هناك ضلالة من الله وهناك ضلالة من الشخص باتباع اهواء الشيطان لكن نحن لا نعرف النفس التي يضلها الله ونحكم على فقدان صواب الاخرين اي ضلوا الطريق. وكل في كتاب محفوظ . وحتى الرسول كان لا يعلم قسم من المنافقون وفقط الله يعلمهم..اقصد طالما الانسان على قيد الحياة فباب الرحمة مفتوح له مهما قام من سيئات وفي حال عدوله تتحول سيئلته الى حسنات.. لكن كيف نعرف من ومتى واين؟؟ لله كل هذا وليس للبشر، اذن لا نستيطع اتسثناء اي شخص من رحمة الله مسبقا كما في مقال اخي احمد بارك الله فيه
اذا ماتوا وهم على صبغتهم هذه فهم الخاسرون ,, ولكن كيف نعلمهم نحن؟؟ هنا كل تعليقي كان ايضا العنوان عدم اتفاقي مع الدكتور الفاضل احمد منصور بارك الله فيه.. فقط..
والسلام
دائما نتغنى ونكرر قوله جل وعلا:(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )(الرعد11 ) ونرى أن تغيير الأنفس هو العلاج . وفعلا فإن العلاج هو تغيير النفس المريضة بالخنوع والخضوع والأثرة والأنانية والسلبية والشح والبخل والدناءة والجبن والنذالة لتكون نفسا سوية متفاعلة بالخير ، تعمل المعروف وتأمر به وتتجنب المنكر وتنهى عنه . بهذا تفلح النفس وتسمو على فجورها وتتزكى ، على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع والشعب . ولكن تدبر الآية الكريمة يحتاج الى وقفة. فنحن أمام مرض معقد يستلزم الشفاء المعقد . ونبدأ التشخيص الصحيح للمرض ليكون الشفاء أو التغيير حقيقيا. تغيير النفس بين المرض والشفاء حسيا ومعنويا :ـ القرآن الكريم يقسّم المرض الى نوعين ويجعل الشفاء نوعين . هناك المرض الحسى الجسدى والمرض القلبى النفسى المعنوى .المرض الجسدى فى قوله تعالى :( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(البقرة 184: 185)، ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )( النور 61 ) .والشفاء من المرض الحسى الجسدى مرجعه الحقيقى لله جل وعلا : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)(الشعراء 80 ) وقد أشار رب العزة الى عسل النحل كشفاء للمرض الجسدى فقال :(يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ )( النحل 69) . أمّا المرض المعنوى فهو الضلال وملحقاته ، وهو مرتبط بالقلب. والقلب فى مصطلحات القرآن الكريم هو النفس والفؤاد والصدر، وليس تلك العضلة التى تضخ الدماء فى الأوردة و الشرايين. مرض الضلال يشمل إدمان الفواحش بحيث لا يراعى ذلك الشخص حرمة البيوت التى يدخلها:( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)(الاحزاب 32 ).كما يشمل الكفر والنفاق، يقول جل وعلا:( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً) (البقرة 10). والقرآن الكريم هو الشفاء المعنوى من المرض القلبى المعنوى او الضلال ، أو هو الهداية . القرآن وصفة ناجحة للناس جميعا ، ولكن ليس كل الناس يرغبون فى هذا الدواء ، فمعظم الناس يصدّ عنه راغبا عنه وليس راغبا فيه ، ولذلك لا يستفيد منه أو يهتدى به إلا المؤمنون به، أى فمع أنه شفاء لعموم الناس إلا إن المنتفعين بهذا الشفاء هم المؤمنون وحدهم ، إذ يكون القرآن الكريم لهم هدى للصدور ورحمة يوم القيامة:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) (يونس 57 ) . بل أكثر من ذلك ، فبعض الذى يرفض الشفاء القرآنى يحاول التلاعب بآياته فيزداد بهذا التلاعب مرضا على مرض ، وخسارا على خسار ، وبالتالى يكون القرآن الكريم شفاء ورحمة للمؤمنين به ، وفى نفس الوقت يكون خسارا على الذين يحرفون معانيه ويلحدون فى آياته ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا )( الاسراء 82 ) .
ـ أى نحن أمام نوعية فريدة من المرض:(مرض الضلال )، ونعرف أن علاجه بالهدى القرآنى . . المشكلة هنا أن المريض بالضلال يحسب أن ضلاله هدى ، فهو محبّ لمرضه متمسك به معتقد فيه ، ويرفض الدواء بل يعتبر الدواء مرضا . المريض الجسدى والمريض النفسى العادى كلاهما يذهب الى الطبيب بمحض إرادته ويستسلم له على سرير الكشف أو على أريكة العلاج النفسى يحكى له أسراره . أما المريض فى حالتنا فهو راض بمرضه بل قد يعمل طبيبا يدعو الناس الى المرض الذى يعانى هو منه ، وبالتالى يرفض العلاج بل يقاتل ليصدّ الناس عن العلاج ، لا يكتفى بمرضه بل يريد نشره ليكون وباءا يطيح بالبشرية ويوردها مورد التهلكة ـ أو الهلاك .مشكلة رفض المريض للعلاج تعادلها مشكلة أخرى هى صعوبة العلاج . فالعلاج هنا ليس فقط شفاء المريض من مرضه بل تحويله الى طبيب حقيقى ، أى أن يتحول من ضال مضلّ الى تقىّ لا يكتفى فقط بعمل المعروف واجتناب المنكر بل يكون داعية يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، أى أنه يتحول من النقيض الى النقيض، أو يتحول من الحضيض الى قمة السّمو . وهذا مستحيل طبقا لما جاء فى القرآن الكريم عن استحالة الهداية لمن يحترف إضلال الناس مهما حرصت على هدايته :( إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ (37) ( النحل )،( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)( البقرة )( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10)( يس ).(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (8)(فاطر) .أمثلة فردية بسيطة لاستحالة شفاء المريض بالضلال 1 : مريض بضلاله ظل طيلة عمره يدعو للضلال ، وصار إماما بهذا الضلال ولهذا الضلال .. هل يمكن فى نهاية عمره أن يتوب ويعلن للناس خطأه ، ويتحول الى داعية لما كان ينكره طيلة عمره الفائت ؟ هل يستطيع القرضاوى وأمثاله الايمان بالقرآن وحده حديثا مصداقا لقوله جل وعلا ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (الاعراف (185، المرسلات 50) ؟ هل يمكن للقرضاوى أن يعلن كفره بكل حديث آخر سوى القرآن ؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,777 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
تجارة العُملة: هل يجوز التجا ره بالعم له الصعب ه خصوصا...
سؤالان : السؤا ل الأول : لما ا لم يظهر من ينكر...
اسماء السور القرآنية: لدي سؤال استاذ ي العزي ز بخصوص أسماء سور...
العقل والنقل : إذا تعارض العقل مع النقل يقدم العقل .هل أول...
سن اليأس : أنا زوجة أعانى من متاعب سن اليأس ، ووصلت الى ما...
more
السلام عليكم دكتور أحمد وشكرا على المقال الأكثر من رائع
أسأل الله أن يبعثك شاهدا على أمة الاسلام مع الشاهدين يوم الدين
دكتور أحمد لي مع مقالكم القيم هذا وقفات
1_ ضربتم لنا "أمثلة فردية بسيطة لاستحالة شفاء مريض الضلال" ولي هنا تجربة مع صديق أثق تماما في التزامه ومتأكد بأن توبته كانت خالصة لوجه الله ولكن الأمر أخذ بالتعقيد أكثر وأكثر حين قام هذا الصديق بأخذ دور طالب العلم المجتهد حين يجالسنا ويحدثنا بأحاديث الصحاح ومن قبل أن أقرأ لكم ولعدنان الرفاعي ولعدنان ابراهيم غرني ماكان يقول ولكن في نفس الوقت كنت مرتابا من بعض مما يقول ولايستسيغه عقلي ولكن حين اتسعت دائرة معرفتي حاولت أن أبعث له ببعض مقالاتكم كي يتوب ويتقي الله باجتناب قول الظن وأن يقول على الله مالايعلم كانت اجابته بمعنى" آمنا به كل من عند ربنا " أي بمعنى أن أحاديث الآحاد وصلت لمرتبة آيات ربي المحكمات والمتشابهات ولم يتنازل عن ايمانه بالمهدي الذي لم يذكر رب العزة في شأنه آية واحدة في القرآن العظيم ... وهذا شأن صديقي وهو حر بما ارتضاه لنفسه ... أكثر من هذا لا أظن بأنه له الاستعداد للتبيين للناس والتوبة عما كان يلقي ونحن على ذلكم من الاشهاد يوم الدين حيث كان يلقي علينا من أحاديث وجوب قتل المرتد وشاتم الرسول ورجم الزاني المحصن وأمور كثيرة ماأنزل بها الله من سلطان ولكن كما قلت لاأظنه مستعد للاعتذار والتوبة والتبيين للناس والاظهر أمامهم بمظهر الجاهل وقد يخسر من الامتيازات الكثير في العمل والمجتمع.
يتبع