Ezz Eddin Naguib Ýí 2011-10-24
رأي في الظن واليقين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الظن هو كل ما لم يكن يقينا، فهو الحدس أو التخمين أو الرأي أو الرجم بالغيب
فكل ما أنت مُتأكد من صحته 100% فهو يقين
فنحن جميعا سواء كنا مؤمنين أو كافرين مُوقنين أننا سنموت
وأى شيء أقل من ذلك فهو ظن أى تخمين قد يقترب من اليقين أى التأكد بنسبة 99.999% مثلا
مثل قوله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} البقرة46
فهنا يكاد ظن المؤمنين أن يكون يقينا حسب إيمان كل منهم، ولكن هناك نسبة من الشك في قلوبهم قد تكون 0.001% ولا يكاد يُدركها المُؤمن، ولكن الله يعلمها ولذلك استعمل لفظ "يظنون"
والظن فى الآية: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }البقرة230
فهو غالبا مُتأكد بنسبة أكثر من 50% وإلا لما غامر بمُراجعة طليقته
والظن فى الآية: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْإِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَيُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} آل عمران154
فهنا نسبة تأكده أقل من 50% بكثير
والظن فى الآية: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157
فهو ظن كاذب نسبة صدقه صفر لأن الله سبحانه أكد أنهم ما قتلوه
فكلمة "ظن" كلمة مطاطة يُحدد نسبتها السياق.
ونُلاحظ
أن الله نسب فعل الظن إلى المخلوق لنقص علمه
ولكن من المُستحيل أن ينسب الله هذا الفعل إلى نفسه فيقول مثلا: أنا أظن أو ظننت أو كنت أظن
لأن الله عليم خبير، فعلمه كله يقيني
أما العلم الظني فيكون لمن علمه ناقص بالضرورة لأنه ليس الله العليم الخبير
والشيء اليقينى الوحيد لدينا هو يقيننا أننا سنموت
ولذلك قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }الحجر99
وقال: {حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ }المدثر47
فاليقين هنا هو الموت وهو الشيء الوحيد الذي نحن على يقين منه
واليقين أنواع
فهناك: علم اليقين:
آ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ{1} حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ{2} كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{3} ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ{4} كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ{5} لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ{6} التكاثر
وعلم اليقين هو اقتناع عقلي بنسبة 100%، فأنت لم ترى شيئًا ولكنك تكاد تتخيله أمام ناظريك
ومنه اقتناع الشخص بأنه سيموت
و هناك: عين اليقين: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ{7} ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ{8} التكاثر
وعين اليقين أقوى فقد رأيت الشيء بعينيك
ومثال هذين النوعين قصة إبراهيم عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260
فإبراهيم عليه السلم لديه علم يقيني بأن الله قادر على أن يُحيي الموتى
ولكنه لما رأي ذلك بعينيه فقد ارتقي يقينه فصار عين اليقين
وهناك: حق اليقين:
آ { وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ{92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ{93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ{94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ{95} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{96} الواقعة
آ { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ{48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ{49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ{50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ{51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ{52} الحاقة
فالذي يُعذب في جهنم يصل إلى حق اليقين في هذا الموضوع لأنه تحقق منه بكل حواسه
وحق اليقين في حق الله هو علم الله الكامل الشامل بكُل شيء
هذا ما أراه والله أعلم
ولا يُكابر في هذا إلا مُكابر
وتقريظك لمقالي هو وسام على صدري
ونحن إن شاء الله مُتفقون تماما على الخطوط العريضة
وخلافنا في بعض التفاصيل أمر طبيعي لأن كل منا يحترم عقله
ولكن ما دمنا ننشد الحق فسنقترب منه إن شاء الله
هدانا الله إلى تدبر كتابه الكريم
ويُسعدني العودة للكتابة في موقعكم النبيل
يُبارك الله فيك إن شاء وفي كل من ساهم في نشرالفكر الإسلامي الصحيح المُعتمد على كتاب الله الكريم
أطيب أمنياتي لك
أطال الله في عمرك مُدافعا عن كتاب الله ودينه الحنيف
والله كأني أقرأ معادلات كيميائية موزونة ..وليس مقال يعتمد صاحبه على القرآن الكريم
وكيف لا وكل شيئ عند الله بمقدار ..
فاليقين عكس الظن
الظن أنواع متدرجه ..تقترب من اليقين أحيانا
اليقين نوعين الأول علم اليقين
والثاني عين اليقين ..
وأعطي مثلاً من العلم ..
كانت الأبحاث عن التفجيرات الذرية قبل هورشيما وناجازاكي هي من قبيل علم اليقين عند العلماء والدارسين ..
ولكن بعد التفجير واحداث الكارثة أصبح الموضوع يدخل في عين اليقين ..
وعلم اليقين وعين اليقين في الأمور الدنيوية هو نسبي (يختلف من شخص لشخص حسب علمه الدنيوي ) ( ويحتلف أيضا من شخص لشخص حسب الزمن الذي يعيش فيه ) ( ويختلف من شخص لشخص حسب المكان الذي يعيش فيه )..
أما علم اليقين وعين اليقين القرآني فيتساوى فيه الجميع من أول آدم إلى آخر حفيد من أحفاده مهما اختلف الزمان والمكان والمعرفة ..
الشكر لكم على هذا البحث القرآني الذي يثبت آية " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
الدكتور عز الدين نجيب أكرمك الله ، فقد استفدنا من هذا الموضوع فعلا فالظن واليقين معان تناولتها حضرتك بكل دقة وتحضرني آية قرآنية تصف الظن بأنه " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12 "فالله سبحانه يأمر عباده بقوله : " اجتنبوا كثيرا من الظن " لماذا ؟ لأن : " بعض الظن اسم " لم تقل الآية كل الظن اسم لماذا لأن هناك ظن يقترب من اليقين كقول موسى لفرعون في حوار لهما معا : " {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً }الإسراء102
وقد يصل الظن إلى صفر في المائة كما حكى لنا القرآن في قول فرعون : " {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً }الإسراء101
فشكرا لك على هذا التدبر العلمي الذي نقدره وندعو الله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتك
فكلام الله هو من علم الله وهو حق اليقين
مع أطيب أمنياتي
عزالدين
دعوة للتبرع
فتنة قطر واخواتها: ماهى رؤيتك فى الصرا ع الخلي جى الخلي جى ...
ذهب زوجتى : انت تعرف حضرتك عادتن ا فى الريف فى مصر ، نشترى...
نادم على ظلمى زوجتى: أستاذ ي الفاظ ل السلا م عليكم قرأت جميع...
الباقيات الصالحات: ما هى اعلى درجات الذكر الصلا ة ام التسب يح؟ ...
لا تهنئة بالأعياد : هل أنت ضد تهنئة المسي حيين بأعيا دهم ...
more
مرحبا بك وبعودتك الى بيتك وموقعك وأهلك واخوانك . وبالتأكيد ففى وجودك معنا إثراء للفكر والعقل ، وكلنا يستفيد من هذا الإثراء ويتعلم المزيد من النقاش المعرفى . المهم أن يكون نقاشا يرجو الصواب وليس جدلا يدخل فى الشخصنة ويخلط بين الرأى وصاحب الرأى .
وعلى المستوى الشخصى فأنا من المستفيدين مما تنشره عندنا ، وما أجده مختلفا معى فى بعض التفصيلات أقول لنفسى لعل معه الصواب ولعل الخطأ لدى . ومع التأكيد فان الاتفاق بيننا يقترب من التسعين فى المائة ، فيما يخص التفصيلات الاجتهادية . أما فى العقائد فهى مائة فى المائة . ولأننا فى جيل الحوار ولا نزال فإن وجود هذه النسبة فى الاتفاق فى التفصيلات بيننا نجاح هائل . لا بد من وجود تنوع فى الفهم وفى التناول فى إطار مدرستنا القرآنية ، ولا بد أن نسعد وان نستفيد من هذا التنوع خصوصا إذا كان مصدر هذا التنوع من خلفية علمية غير أزهرية مثلك . وبالتأكيد فإن أزهريا مثلى يحتاج الى التعلم من الجميع لأنه لا يزال يحاول تنظيف عقله من ( وساخة الأزهر ) على حد قول الامام محمد عبده عن نفسه .
آه .. نسيت أن أقول إن مقالك هذا رائع مع انه موجز ومختصر .