آحمد صبحي منصور Ýí 2019-01-13
الايمان واليقين
أولا : من الممكن الايمان اليقينى قلبيا بالغيب
1 : من صفات المتقين الايمان بالغيب الالهى ، قال جل وعلا عن القرآن الكريم الذى لا ريب فيه : (الم ﴿١﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) (٣﴾ البقرة ). التعبير هنا بالمضارع ( يؤمنون بالغيب ) وليس ( المؤمنين بالغيب ) . التعبير بالمضارع يعنى إرتباطا بالزمن الحاضر . ولا يعنى الثبوت والاستمرار.
2 : ومعنى الايمان بالغيب الالهى ألّا نخوض فى الغيبيات التى سكت عنها رب العزة جل وعلا فى كتابه الكريم. هناك من أنباء الغيب ما ذكره جل وعلا وهناك ما لم يذكره جل وعلا . بل هناك تفصيلات تتعلق بالغيب المذكور فى القرآن الكريم ولم يذكرها القصص القرآنى الذى يركّز على العبرة والعظة ولا يهتم بذكر المكان والزمان والسماء . قال جل وعلا : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٩﴾ هود ). المؤمن لا يخوض فيما لم يذكره رب العزة من غيبيات ، لأن خوضه فيها يدخل فى الخرافة والكذب بلا علم . الأديان الأرضية الشيطانية تخوض فى الغيب وتتأسس على الخرافات.
3 : فيما بين الشهادة والغيب يشهد المؤمن بما يراه حسب رؤيته وعلمه القاصر . وهذا ما قعله الأخ الأكبر ليوسف حين إحتجز يوسف شقيقه بتهمة السرقة . قال الأخ الأكبر لأخوته : (ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴿٨١﴾ يوسف ). هو هنا يشهد بما يعلم ، وهو لا يعلم الغيب المغيّب عنه .
بالمناسبة :
3 / 1 : : هذا الأخ الأكبر كان ضمن الأخوة الذين ألقوا بيوسف بالبئر وهو طفل صغير . ثم نراه هنا تائبا ، وجاءه الوصول لليقين الايمانى بالغيب . وهذه حالة عرضية .
3 / 2 ماذا عن الاسناد الذى تقوم عليه أديان المحمديين الأرضية الشيطانية : حدثنى فلا عن فلان عن فلان عنم فلان عن فلان عن النبى أنه قال ) هل شهد البخارى فى العصر العباسى الثانى وسمع بنفسه هؤلاء الموتى يروون له هذه الأحاديث ؟
4 ـ مع هذا فالايمان اليقينى القلبى بالغيب قد يدوم كثيرا لأنه لا يتداخل كثيرا فى تقلبات الحياة ومواقفها ، إذ هو حالة عقلية فكرية يمكن أن يعزلها المؤمن عن علاقاته وأعماله ، بل قد يكون عاصيا ولكنه لا يسمح لعقله بتصديق الخرافات.
ثانيا : تذبذب الايمان حين يرتبط بالعمل
1 ـ اليقين الايمانى يتطلب عدم تذبذب الايمان الذى يعنى تعرضه للزيادة والنقص. سبق القول بأن الايمان القلبى يزيد وينقص ، يتناقص لدى المشرك والكافر فلا يؤمن بالله جل وعلا إلا قليلا ( البقرة 88 ، النساء 46 ،155 ، الحاقة 41 ). لأن الايمان المطلوب هو الاخلاص القلبى فى الدين والعبادة لرب العزة جل وعلا : ( الزمر 2 ، 3 ، 11 ، 14 ). هذا الاخلاص يعنى نسبة 100 % . اليقين الايمانى القلبى يعنى الوصول لهذا الاخلاص أو نسبة 100% ، وقد يصل اليه المؤمن حينا ، ولكنه حالة عرضية ، تتأثر بوقوع البشر فى السيئات والمعاصى ومواقفهم من الإبتلاءات نجاحا أو خسارا.
2 ـ الإنبهار بالحياة الدنيا هو أكبر الابتلاءات ، قال جل وعلا : (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴿٧﴾ الكهف ). وقد نبّه رب العزة على أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا ولكن الباقيات الصالحات هى الخير :(الكهف 46 )
3 ـ الأحق بالوصول الى مرحلة اليقين هم الأنبياء. ولكن اشار رب العزة جل وعلا الى وقوعهم فى الأخطاء . وفيما يخص خاتمهم محمد عليه وعليهم السلام فقد كان مثل بقية البشر منجذبا الى زينة الحياة الدنيا. ونعطى بعض الإستشهادات القرآنية :
3 / 1 : فى مكة .
3 / 1 / 1 : أمره ربه جل وعلا أن يلتزم بأصحابه الفقراء وألّا تتطلع عيناه الى المترفين اصحاب الزينة فى الحياة الدنيا : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿الكهف: ٢٨﴾ الكهف )
3 / 1 / 2 : ألّا تمتد عيناه الى زينة المترفين وتمتعهم :
3 / 1/ 2 / 1 : (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ ) ﴿٨٨﴾ الحجر )
3 / 1 / 2 / 2 : (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٣١﴾ طه )
3 / 2 : وفى المدينة
3 / 2 / 1 : نهاه عن الإغترار بتقلب الكافرين فى البلاد: ( لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ﴿١٩٦﴾ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿١٩٧﴾ آل عمران)
3 / 2 / 2 : ونهاه مرتين بنفس الألفاظ تقريبا عن الإعجاب بثراء المنافقين وبأولادهم . قال جل وعلا :
3 / 2 / 2 / 1: ( فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٥٥﴾ التوبة)
3 / 2/ 2/ 2 : ( وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٨٥﴾ التوبة )
3 / 3 : فإذا كان هذا حال النبى فكيف بنا ؟ .
4 ـ : الايمان اليقينى بمعنى العلم اليقينى لا يتأتى مع إدمان الانسان فى التكاثر
4 / 1 : كلنا يقع ضحية التكاثر فى الدنيا . كلنا يلهيه التكاثر بالدنيا منخدعا بغرورها . لذا قال جل وعلا يحذرنا مقدما : ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿١﴾ حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿٢﴾ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴿٣﴾ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴿٥﴾ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿٦﴾ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿٧﴾ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴿٨﴾ التكاثر ). العلم اليقينى بالآخرة يستلزم طاعة مطلقة ومستمرة حتى الموت. وهذا مستحيل . لو إفترضنا حدوثها سيرى المؤمن غيب الآخرة علم اليقين وعين اليقين .
هنا نفهم أهمية قوله لنا جل وعلا : ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾ ، ووقوعنا فيه ، ونفهم أيضا أن اليقين الدائم فى الايمان باليوم الآخر مستحيل لإعتماده على العمل الصالح المخلص وعدم الوقوع مطلقا فى المعصية.
4 / 2 : وتحذيرا من الانشغال بالأموال والأولاد قال جل وعلا للمؤمنين :
4 / 2 / 1 :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِاللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٩﴾ المنافقون) هذا لأن لحظة الاحتضار بالموت سيشهد الانسان اليقين ، ويتمنى لو رجع الى الحياة ليصلح خطأه .
4 / 2 / 2 : قال جل وعلا بعدها : ( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون ).
4 / 3 : المنشغلون بالدنيا عن لقاء الله جل وعلا هم الغافلون أصحاب الجحيم . قال عنهم رب العزة جل وعلا :
4 / 3 / 1 : ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴿٧﴾ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٨﴾ يونس )
4 / 3 / 2 : ( ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿١٠٧﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴿١٠٨﴾ النحل )
5 ـ ثم لا ننسى دور الشيطان ، وهو موصوف بالغرور( بفتح الغين أى المخادع ) ، نفس الوصف للدنيا . قال جل وعلا يحذر منه ومن الدنيا :
5 / 1 : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٥﴾ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿٦﴾ فاطر )
5 / 2 : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ ﴿٣٣﴾ لقمان )
6 : الخشوع فى الصلاة هو المثال العملى : الخشوع فى الصلاة مفروض على المؤمنين الذين ينبغى أن يكونوا فى صلاتهم خاشعون ( المؤمنون 1 : 2 ). الصلاة كنز عظيم للمؤمن حين يخاطب ربه جل وعلا ويكون على صلة به يذكره . ولهذا يحرص الشيطان على أن يشتت قلب المؤمن فى صلاته فلا يحظى بالخشوع . يتركه يركّز وهو يشاهد مباراة رياضية أو فيلما . لكنه حين يصلى يجوب به أنحاء العالم ليلهيه عن الصلاة. هذا لا يتأتى مع اليقين الايمانى . لو إقتنص المؤمن فى صلاته لحظات خشوع كانت هى حظه من اليقين. ولكن هذا غاية فى الصعوبة. هذا مع المؤمنين المتقين الذين يداومون على الصلاة ، فكيف بغيرهم ؟
ثالثا : الايمان واليقين : بين ( يوقن ) و ( موقن ) و( مستيقن )
العمل هو الذى يحدد هنا مدى الايمان وما فيه من يقين أو شك وظن وعدم يقين . فى القمة عمل صالح يقدمه المؤمن المتقى الذى يعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين . هنا يكون موقنا . وهى حالة عرضية وليست دائمة. بسبب أنها عرضية وقتية وليست دائمة يأتى الوصف بأنه ( يوقن ) مرتبطا بالزمن المضارع ، أى حين يعمل هذا العمل الصالح متقيا مخلصا لربه جل وعلا الدين . وقد ( يستقين ) . والسين والتاء للطلب . مثل إستغفر من غفر، وإستسقى من سقى وإستيقن من يقن . ونعطى أمثلة :
مستيقن
1 ـ عن فرعون وقومه وجحدهم بالآيات الى أراها لهم موسى قال جل وعلا : ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) ﴿١٤﴾ النمل ). الآيات بوضوحها طلبن أن يستيقنوا بها ولكنهم جحدوا هذا مع ما إستقر فى قلوبهم.
2 ـ عن المشركين الكافرين باليوم الآخر سيقال لهم فى اليوم الآخر:( وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ﴿٣٢﴾ الجاثية ). الساعة ( لا ريب فيها ) وكانوا فى ريب فيها. كانوا يظنون ظنا ولم يكونوا على يقين ولم يكونوا مستيقنين .نفس الحال مع الآية 31 من سورة المدثر.
( يوقن ) بالنسبة للإيمان بالآخرى وبالقرآن
1 ـ يأتى ( يوقنون بالآخرة ) التى (لاريب فيها ) صفة من صفات المتقين فى سياق الحديث عن القرآن الكريم الذى ( لا ريب فيه ). قال جل وعلا :
1 / 1 : ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ البقرة )
1 / 2 : ( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿١﴾ هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٣﴾ النمل )
1 / 3 : ( تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ ﴿٣﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ لقمان )
1 / 4 : ( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ﴿٢﴾ الرعد )
2 ـ يأتى ( يوقنون ) إيمانا بالقرآن الكريم الذى لا ريب فيه :
2 / 1 ( هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٢٠﴾ الجاثية )
2 / 2 : ( قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿١١٨﴾ البقرة )
( وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾ المائدة )
2 / 3 : ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٤﴾ الجاثية )
3 ـ وعن كتاب موسى قال جل وعلا : ( وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿٢٣﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖوَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿٢٤﴾ السجدة )
4 ـ وعن الذين لا يوقنون قال جل وعلا :
4 / 1 : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿٦٠﴾ الروم )
4 / 2 : ( أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾ الطور )
4 / 3 : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾ النمل )
موقن
ليس فى القرآن الكريم وصف ( متيقن ) الذى يفيد الاستمرار والتأكيد . ولكن فيه لفظ (موقن ) يأتى وصفا لمن ( يوقن ) مؤقتا. قال جل وعلا :
1 ـ عن ابراهيم عليه السلام : ( وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿٧٥﴾ الانعام )
2 ـ وعن المؤمنين : ( وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴿٢٠﴾ الذاريات )
3 ـ وفى خطاب للكافرين :
3 / 1 : ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ الشعراء )
3 / 2 :( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ الدخان )
4 ـ ويوم القيامة حين يرون الحق اليقينى سيؤمنون موقنين . قال جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ ﴿١٢﴾ السجدة ) .
وتيبقى الايمان اليقينى حالة نسبية عرضية حسب مواقف الانسان من تقلبات الدنيا وإبتلاءاتها وإغراءاتها . ومن رحمته جل وعلا أنه جل وعلا لو عاقبنا بسيئاتنا ما ترك على الأرض دابة تسعى .
سلام عليك استاذ سعيد وشكرا على الملاحظة. ربما كان الخطأ بوضع الفاصلة بين (البشر والذين)، فهي ليس لها هنا محل من الاعراب. قصدي نحن البشر الذين لم نحصل على مثل هذا برهان. وبالطبع ابراهيم خليل الله الذي حصل عليه، بشر مثلنا. سأصحح الخطأ.
تحياتي
جزاك الله خير يا دكتور منصور ومتعك الله بالصحه على ما تبذله وكأنك في هذا المقال اجبت لي على تسائل في عقلي كان حول يونس عليه السلام . فكيف لرسول ان يذهب مغاضبا و يظن ان الله لن يقدر عليه . ومقالك يجيب عن السؤال كفاية وزيادة كمان ..فالانبياء وهم صفوة البشر يبقون بشرا ففي حين ظن يونس علية السلام ان الله لن يقدر عليه نجد ان ان موسى عليه السلام كان متيقن من الله معه رغم اعتقاد قومة انهم مدركون وان لا فرصه لديهم والبحر امامهم يجيبهم موسى عليه السلام " كلا ان معي ربي سيهدين "..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,838 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
عهد الله جل وعلا: بسم الله الرحم ن الرحي م العم والوا لد ...
أكره العربية والعرب: كنت اصلي بالعر بية منذ طفولت ي و بدون أي عقدة...
الرزق: هل يواثر رزق الغير علي احد بما معنه. انا رجل...
مسألة ميراث: توفيت امرأة و تركت ابن واحد و اخوته ا ...
فصال الطفل عن امه: هناك آية تقول ( وفصال ه فى عامين ) وآية أخرى...
more
السلام عليكم
ما جاء في المقالين السابقين عن اليقين اتفق معكم عليه، وأريد أن ابدي وجه نظري على بعض ما جاء في هذا المقال، واتوقع أن يأتي مقال آخر عن الظن الحسن.
أود ان أذكر ابراهيم – وهو الانسان الذي جاء فيه في القرآن ما جاء من المديح – الذي طلب من الله أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿البقرة: ٢٦٠﴾). ابراهيم الذي اتخذه الله خليلا يطلب من ربه ايضاحات لكي يطمئن قلبه (يومن مئة بالمئة)، فما بالك بنا نحن الذين لم يتسنى لنا هذا البرهان. لذا من العبث افتراض وجود ايمان مئة بالمئة. في رأيي أن الله، وهو الذي لا يظلم أحدا، لن يحاسب الانسان على الشكوك التي تراوده بين حين أو آخر. المهم هو المحصلة بالغلبة للايمان أو للكفر.
العقل (والضمير) هو الأداة التي تميز الانسان عن غيره من المخلوقات، ومن الطبيعي أن يستعمل الانسان عقله، أينما كان وفي أي شيء وفي كل حين. الانسان يستعمل عقله فيما ليس له علم به لكي يعلمه، أو يُحَكِّمه في معرفة لكي يقبلها (ربما لانها مقنعة) أو يرفضها (ربما لانها خرافة)، واستعماله هو الضامن إما لايصاله لقرار (يقين شخصي نسبي)، أو لطريق مسدود فيتوقف عنده. مثال على الحالة الاخيره هو في علم الفيزياء ومنهج التفكير الفيزيائي، فالفيزيائيون يقولون أن قواعد الفيزياء لا تنطبق على ما قبل ما يسمى بالانفجار العظيم، لذا من العبث أن يفكر الانسان، وبمنهج الفيزياء، فيما كان أو حصل قبل ذلك، ذلك لأن الانسان لا يمتلك أي ركيزة يستند إليها في تفكيره. كذلك ما يتعلق بعلم الغيب أو بما بعد الحياة. لكنه من العبث أيضا أن يوقف الانسان عقله عن التفكير، مثال ذلك ما يقال عنه علم ما وراء الطبيعة، والتفكير يرافقه اليقين والشك دائما. هذا يعني أن الانسان غير معصوم عن الشك ولا يمكن أن يحاسب عليه. المهم هو تحكيم العقل والضمير.