آحمد صبحي منصور Ýí 2016-02-15
مقدمة
لو قام العرب بالغزو وفق ثقافتهم الجاهلية لكان هذا الاعتداء كفرا سلوكيا فقط . لكنهم وقد فعلوا ذلك بإسم الاسلام فقد أرتكبوا كفرا عقيديا سلوكيا . الفتوحات العربية كانت كفرا سلوكيا وعقيديا معا ، وبالتالى فلم تنشر الاسلام بل نشرت الكفر بالاسلام . هذا يحتاج بعض التفصيل :
أولا :
1 ـ نتج عن الفتوحات تكوين إمبراطورية عربية قرشية تمتد من أواسط آسيا الى جنوب فرنسا ، وتدمير نهائى للأمبراطوية الكسروية الفارسية ، والتوسع على حساب الامبراطورية البيزنطية الى درجة محاصرة عاصمتها القسطنطينية ، وتحويل البحرين الأحمر والمتوسط الى بحرين عربيين ، ومحاصرة أوربا شرقا جنوبا وشرقا ، وتحويل الصراع العالمى الذى كان بين الشرق الفارسى والغرب البيزنطى الى الصراع الاسلامى المسيحى ، او الصراع العربى الأوربى ، حيث أصبح العرب فى مكان القوة الشرقية (فارس) فى مواجهة المعسكر الغربى الأوربى . ومن ثم نشأة وتأسيس المصطلح الفقهى ( دار الاسلام) مقابل ( دار الحرب ) ومفهوم ( الثغور ) الذى يعنى خطوط المواجهة ضد البيزنطيين ، و(الرباط ) أى معسكرات ( المجاهدين ) فى هذه ( الثغور).
2 ـ فى داخل المعسكر العربى ( خلال خلافة الراشدين والأمويين ) كان العرب هم السادة ، بينما كانت الأغلبية من شعوب الأمم المفتوحة فى الدرجة الدنيا ، سواءا من ( الأقباط ) و ( الأنباط ) و(البربر) و(الموالى ) وسائر المسميات التى كانت تعكس إحتقار العرب لأصحاب البلاد الأصليين ، وحتى من أسلم منهم كان يدفع الجزية . وكان ممنوعا أن يتزوج أحدهم إمرأة عربية ، وعاقب الحجاج رجلا من الموالى تزوج إمرأة عربية ففرّق بينه وبين زوجته العربية وضربه وأشهره على حمار حليق الرأس واللحية. هذا بينما إنتشر ملايين الرقيق من السبايا النساء والأطفال وأبنائهم من البلاد المفتوحة ، يعيشون فى خدمة العرب من مكة والمدينة والبصرة والكوفة والفسطاط وغيرها . ومع أنهم أسلموا فقد كان إحتقارهم سُنّة مرعية . بل لم ينج من الاحتقار أبناء الخلفاء الذين كانوا من أمهات سبايا . أفضل أبناء عبد الملك بن مروان هو القائد مسلمة بن عبد الملك ـ وقد عرضنا لتاريخه هنا فى باب دراسات تاريخية . وكانت أمه أميرة رومية تم إسترقاقها سبية ، ولم تشفع له كفاءته الحربية وحنكته السياسية ومواصلته الحروب ضد الروم ( أخواله ) فى أن ينال حقه ، فكان المحروم من ولاية العهد لأنه ( هجين ) ( أبوه عربى وأمه غير عربية ). وقد ذكر ابن عبد ربه فى ( العقد الفريد ) أن عقيل بن عرفة المرى كان يخطب اليه خلفاء بنى أمية فبعث الخليفة عبد الملك بن مروان يخطب بنتا من بناته لأحد أبنائه فقال له (عقيل بن عرفة ) : " جنبنى هجناء أبنائك . ".!!.
3 ـ أبناء السبى الذين عاشوا فى المدينة والحواضر العربية يخدمون العرب الصحابة والتابعين قاسوا من الاحتقار . وبينما إنشغل العرب من الصحابة والتابعين فى الفتوحات والفتنة الكبرى والصراعات السياسية والمسلحة ـ كان للموالى من ذرية السبى الوقت الكافى للتفرغ للعلم ، وكان لديهم موروث ثقافى وحرص على التفوق بالعلم لعلاج النقص الذى يُحسّون به وحتى يتميزوا بالعلم على سادتهم العرب . لذا كانت الأغلبية الساحقة من العلماء فى العصر الأموى من الموالى ( أى غير العرب )، وهم أساتذة من جاء بعدهم فى العصر العباسى. هل تنتظر من أولئك الضحايا ( الموالى العلماء ) إخلاصا للاسلام الذى حمل العرب رايته وفحوا به بلادهم واسترقوا أجدادهم ؟
4 ـ أنتهى تحقير الموالى فى العصر العباسى. ويكفى أن كل أمهات الخلفاء العباسيين من من السبايا والجوارى ما عدا أم الخليفة السفاح وأم الخليفة الأمين . تعاظم دور غير العرب فى ميدان العلم ، وبرزت الشعوبية ثقافة فارسية تحتقر العرب والاسلام . وطمح الفرس فى الاستقلال فقامت حروب بينهم وبين الخلفاء العباسيين ، بعد قتل أبى جعفر المنصور أبى مسلم الخراسانى القائد الفارسى الذى أقام الدولة العباسية . إستمرت ثورات الفرس من عصر الخليفة الثانى أبى جعفر المنصور الى عصر الخليفة الثامن المعتصم ، وإنتهت بهزيمة تامة للفرس ويأس كامل من المقاومة العسكرية ، وانتهت الشعوبية وانتهت الثورات الشعبية الفارسية وتحولت الى دور أخطر منذ عصر الخليفة المتوكل الذى أعلن ( السنة ) دينا للدولة ونشرها رسميا فى الآفاق وبدأ باضطهاد الشيعة والمعتزلة . منذ عهد المتوكل تحول شيوخ المزدكية والزردشتية وأبناؤهم الى الطعن فى الاسلام بإختراع وتدوين دين السنة ( الحديث النبوى والحديث القدسى ) منذ القرن الثالث الهجرى . وحتى الآن فكل أئمة الأحاديث من الفرس، من ابن حنبل الى البخارى ومسلم والترمذى وابن ماجة والبيهقى ..الخ . وأى إنسان عاقل لا بد أن يتسأءل ما هى علاقة أولئك الناس فى آسيا الوسطى فى القرنين الثالث والرابع من الهجرة بالنبى محمد فى المدينة فى مطلع القرن الأول الهجرى .
5 ـ كان ابن شهاب الزهرى أكبر علماء العصر الأموى. هو مولود فى المدينة عام 58 . رحل لدمشق فى حدود عام 80 . مات عام 124. هذا الزهرى لم يكن صحابيا ، فهو مولود فى المدينة فى العام الذى توفت فيه السيدة عائشة أى عام 58 . وكان الزهرى خائنا لقومه من أهل المدينة . كانت المدينة موطن المعارضة للأمويين ، وانتهك الأمويون حرمتها بالقتل والاغتصاب والسلب فى موقعة الحرة ، وشهد الزهرى طفلا ماساة قومه فى موقعة الحرة وعايش أحزان أهل المدينة ، ولكنه لحق بدمشق يعرض خدماته على الخليفة عبد الملك بن مروان الذى أعاد تأسيس وتوطيد الدولة الأموية بالحديد والنار، وطبقا لأوامر عبد الملك عاد ابن شهاب الزهرى الى المدينة يتعلم المزيد من شيوخها. ثم جاء عبد الملك بن مروان الى المدينة عام 75 يهدد أهلها فى خطبة مشهورة له بأنه سيقنل من يقول له ( إتق الله ) وعاد عبد الملك الى دمشق ، ثم لحق به ابن شهاب الزهرى ليعمل متفرغا فى القصر يعلم أولاد عبد الملك . ومات عبد الملك بن مروان عام 86 تاركا ابن شهاب الزهرى يواصا دوره مربيا ومعلما لأحفاد عبد الملك . كان يخدم ابنه الوليد بن عبد الملك الذى توفى عام 96 ثم الخليفة سليمان بن عبد الملك المتوفى عام 99 . ثم عمر بن عبد العزيز المتوفى 101 ثم يزيد بن عبد الملك (يزيد الثانى ) المتوفى عام 105 ثم هشام الذى مات عام 125 والذى مات قبله الزهرى بعام واحد سنة 124. وبسبب ملازمته لهشام وأبنائه فقد قالوا ان هشام اصطحب الزهرى معه فى رحلة الحج عام 106 أى العام التالى لتوليه الخلافة. فى كل هذا كان الانقطاع التام بين الزهرى والمدينة عاصمة المعارضة ضد الأمويين.نقول هذا لتوضيح حقيقة خطيرة ، هى كذب ابن اسحاق أول من كتب ( السيرة النبوية ) وكذب مالك بن أنس أول من كتب فى الفقه : ( كتاب الموطأ ).
6 ــ حين وُلد إبن إسحاق فى المدينة عام 85 كان الزهرى قبل ذلك بسنوات قد رحل عن المدينة نهائيا الى قصور الأمويين فى دمشق . ابن إسحاق الذى كان جده من السبى عاش فى المدينة محتقرا بسبب أصله غير العربى ، ثم رحل عنها الى بغداد خادما للخليفة المهدى العباسى ، كتب ابن إسحاق سيرته تلك من دماغه زاعما أنه سمع الروايات بنفسه من ابن شهاب الزهرى . هذا مع أن ابن إسحاق لم يصاحب ابن شهاب الزهرى ولم يسمع منه ولم يره أصلا . كتبها تنفيذا لأمر الخليفة العباسى المهدى ، ثالث الخلفاء العباسيين جاعلا شخصية النبى محمد أشبه ما تكون بالخليفة المنصور العباسى الذى وطّد الدولة العباسية بالحديد والدم وإشتهر بالغدر والتآمر وقتل الأسرى . ونقلها عنه من جاء بعده من كُتاب السيرة وأشهرهم ابن هشام. بل هناك أحاديث فى التشريع رواها ابن اسحاق زاعما أنه سمعها من شهاب الزهرى مروية عن النبى محمد عليه السلام . وحين نعرف أن ابن اسحاق لم يسمع شيئا من ابن شهاب الزهرى فان جانبا كبيرا من روايات الفقه السنى تكون باطلة من حيث السند لأن مخترعها مزور بارع اسمه ابن اسحاق.
7 ــ كتاب الموطأ لمالك هو أول كتاب مدون فى الفقه . ويلاحظ أن مالك لم يكتبه بيده وإنما أملاه على تلامذته ، لذا تتعدد وتختلف وتتناقض روايات الموطا، كلها تخلو من الاستشهاد بالقرآن الكريم . وكلها تعتمد أساسا على روايات منسوبة لابن شهاب الزهرى ، هذا مع أن مالك مولود بالمدينة عام 93 ، بعد حوالى 15 عاما من الرحيل النهائى لابن شهاب الزهرى عن المدينة وإعتكافه فى قصور الأمويين فى دمشق . وبالتالى فإن مالك ( الذى كان خصما لابن إسحاق ) إشترك مع إبن اسحاق فى الزعم الكاذب أنه روى عن ابن شهاب الزهرى ، ويشترك معه فى أنه ايضا روى أحاديث رواها ابن شهاب الزهرى عن النبى ، مع إن الزهرى مولود بعد حوالى نصف قرن من موت النبى عليه السلام . بالتالى فإن أول كتابين فى السيرة والسنة مؤسسان على الكذب . وما جاء بعدهما من كتب تابعهما وزاد فى الكذب والافتراء .
8 ـ عموما : كان العصر الأموى عصر الرواية الشفهية والعلم السطحى غير المتخصص ، ثم بدأ التدوين والنهضة العلمية فى العصر العباسى الأول . لم يكن العرب علميا فى مستوى ثقافى يسمح لهم بالتدبر العلمى فى القرآن الكريم ، هم جميعا ـ مؤمنون وكافرون إنبهروا فقط بفصاحته . هذا علاوة على أنهم ـ أى العرب المسلمون ـ إنشغلوا فى مواجهة الأعداء وصراعاتهم الداخلية . بعد موت النبى دخلوا فى حروب الردة والفتوحات والفتنة الكبرى ، وظلوا فى صراعات سياسية وعسكرية طيلة الدولة الأموية وجزءا من العصر العباسى الأول ، حتى إستقرت أمور الدولة العباسية نسبيا فى عهد الخليفة المهدى العباسى ، والذى شهد عصره تأليف أول كتاب فى السيرة لابن اسحاق ت 152 هجرية ، ثم كتاب الموطأ لمالك فيما بعد . وبدأت الحركة العلمية شفوية بسيطة لا تعرف التخصص . وكان الرواد العلماء من الموالى ( غير العرب ) وأبناء أهل الكتاب الذين دخلوا حديثا فى الاسلام . وهؤلاء حملوا فى داخلهم حقدهم وثقافاتهم الموروثة وثوابتهم الدينية ودخلوا بها على القرآن الكريم يفرضون عليه أهواءهم فيما عرف بالتفسير والتأويل ، فقاموا بتحريف معانى المصطلحات القرآنية ، بل قاموا بإلغاء تشريعاته بزعم النسخ ، وإخضاع معانيه لما يزيفون من أحاديث ، ثم يجعلون تلك الأحاديث المفتراة تلغى ـ أى تنسخ ـ تشريع رب العزة فى القرآن الكريم. لم يحظ القرآن بمإ يستحق من إيمان وإهتمام ، حتى علماء النحو والبلاغة هجروه جُزئيا وفضلوا عليه الاستشهاد بأشعار العرب ، مع إعترافهم بإعجاز القرآن فى الفصاحة ، ولم يعرفوا غير الفصاحة إعجازا وآية للقرآن الكريم .
العلماء الفلاسفة الحكماء ( كالفارابى وابن سينا والرازى والكندى وجابر بن حيان والخوارزمى والبيرونى ..الخ ) ولوا وجوههم شطر الفلسفة اليونانية ، ومن خلالها نظروا للقرآن الكريم على أنه مُعجز للعرب فقط فى فصاحته . هذا التعامل مع القرآن الكريم أصبح عادة سيئة راسخة من وقتها وحتى الآن ، بل قامت عليها ما يسمى بعلوم القرآن ، وهى التى قلنا فيها فى مقال منشور هنا إنها تطعن فى القرآن .
بهذا ظل القرآن الكريم كتابا غير مقروء ، حتى ظهر ( أهل القرآن ) الذين يقرأونه طلبا للهداية ويحتكمون اليه فى أساطير ومفتريات السنة والتشيع والتصوف، ويتدبرونه من داخله .
أخيرا :
1 ـ الفتوحات نشرت (إسم الاسلام ) وضمت شعوبا من الضحايا الكارهين لاسم الاسلام باعتباره الدين الذى سوّغ إحتلالهم وظلمهم . ثم مالبث أن تأسست بالفتوحات أديان أرضية تنتمى الى الاسلام ، وتتناقض معه فى نفس الوقت . وفى العصر العباسى الثانى دخل ابناء أهل الكتاب فى الاسلام يحملون حقدهم وخلفياتهم الثقافية ويصيغونها فى أحاديث وتشريعات ، وبها تشكلت تفصيلات الديانات الأرضية للمحمديين تحاكى ديانات الفرس والمسيحيين واليهود . أى إن الفتوحات لم تنشر الاسلام بل نشرت تحريفات الاسلام بين من دخلوا فى الاسلام شكلا وإسما ، كما نشرت كراهية هائلة لاسم الاسلام بين الذين ظلوا على دينهم الأصلى . فالأقباط المصريون الذين ظلوا على دينهم الموروث لا يعرفون الاسلام الذى نزل به القرآن ، بل يعرفون الدين النقيض الذى طبقه سلوكيا عمرو بن العاص الذى إحتل بلادهم وسلب كنوزهم وفرض عليهم الجزية ، والخراج الظالم ، ومع كل مظالمه فقد كان عمرو بن العاص أرفق بالمصريين ممّن جاء بعده . المصريون الذى دخلوا فى ( الاسلام الشكلى ) فى العصر الفاطمى دخلوا دين التشيع فى حقيقة الأمر ، ثم تحولوا الى دين التصوف السنى الأرضى ، وهم الآن فى أغلبهم يدينون بدين الوهابية الحنبلية السنية .. وحين نقوم بالاحتكام الى القرآن فى تشريعات ومقولات وجرائم الوهابية يتهموننا بالكفر و.. إزدراء دينهم الأرضى .
2 ـ الفتوحات نشرت العلم بالرسالة الالهية النهائية ( القرآن الكريم ) ولولا أن القرآن الكريم محفوظ من لدن الله جل وعلا لقام أئمة المحمديين بتحريف ألفاظه ، فمثلا هناك أكثر من 150 أية تنفى الشفاعة ، وهناك مثلها فى العدد ينفى عصمة النبى ، وهناك مئات الآيات القرآنية فى تأكيد الحرية الدينية المطلقة ، وآيات تنفى علم النبى بالغيب . كل ذلك كان حتما حذفه ـ حذف نصوصه تماما . ولكن لأن النّص القرآنى محفوظ من لدن الله جل وعلا فقد بذل أئمة المحمديين جهدهم فى تغييب حقائق القرآن ، بإختراع نصوص بديلة وتقديسها وجعلها فوق القرآن ( الأحاديث والفتاوى والفقه ) و تغيير مصطلحات القرآن بما اسموه بالتفسير و التأويل ، وإلغاء تشريعات القرآن بزعم النسخ . وبهذا اصبح القرآن موجودا ومهجورا فى نفس الوقت ، أى ( إتخذوه مهجورا).هذا ما تمخضت عنه الفتوحات بالنسبة للقرآن الكريم .
3 ـ وانظر حولك .. هل ترى مسجدا لعبادة الرحمن وحده طبقا لقوله جل وعلا : (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) الجن ) كلها فى تقديس أسماء محمد والخلفاء والأئمة ، وبعضها ملحق به قبور مقدسة . وكلها لا يُعبدُ فيها الله جل وعلا وحده . وتخيل أنك جرىء الى درجة ان تدخل مسجدا لتعلن فيه أن المساجد لرب العزة وحده وأن تنكر ما يحدث من إضافة للنبى فى الأذان عند السنيين ، وإضافة (على ) عند الشيعة ، وإضافة الأولياء عند الصوفية . عندها سيتناولونك من كل جانب ، ويحدث لك كما حدث للنبى محمد فى مكة عندما فعل ذلك ، يقول جل وعلا :( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن ). المحمديون أكثر من بليون ونصف البليون نسمة فى كل أنحاء العالم ، ولديهم ما يقرب من نصف مليون مسجد ، ليس منها مسجد لرب العزة وحده . وحين أراد أهل القرآن أن يصلوا لرب العزة وحده طوردوا وسُجنوا .
4 ـ وبعدُ : نسأل : الفتوحات العربية التى هى كفر عقيدى وسلوكى بالاسلام : هل نشرت الاسلام أم نشرت الكفر بالاسلام ؟ هل نشرت الايمان بالقرآن وحده حديثا أم نشرت الايمان بأحاديث غيره ؟
ومع ثورة المعرفة والاتصالات وعصر السموات المفتوحة إلا أن أبناء البلاد المحتلة عربيا من يومها الى الآن ما زالوا يعيشون في خديعة كبرى ، وتغييب للعقل وتضليل مقدس قام به أتباع الشيطان ممن حقدوا على دين الله تعالى، فكان ابن اسحاق وابن هشام ومالك والبخاري ممن انتقموا من العرب المقاتلين، فحرفوا لهم أسس الإيمان بالقرآن وبالاسلام .
وكان انتقام الشعوبيين انتقاما دراميا أضاع على العرب بقايا الإيمان في قلوبهم، وضاع الجاني "العرب" وضاع المجني عليه ، الموالي والشعوبيين ، واستذلهم الشيطان وابعدهم عن الايمان بالقرءان،؟!
فهو جزاءا وفاقا لكل معتدي على إلايمان،
فقد اعتدى العرب عسكريا على أبناء الامم المجاورة، ورد عليهم الجيل الثاني وما بعده من ابناء البلاد المحتلة فارس والروم بالتحريف والتزوير في حقائق الاسلام!
وشرب العرب من نفس كأس الظلم والاعتداء واصبح الجميع في الكفر سواء !
قتل ابنك وسبي جميع بناتك وحفيداتك وزوجتك وزوجة ابنك .. فماذا تفعل ..!! فكرت في ان تعتنق هذا الدين لكي تحاول ان تنقذ ما يمكن انقاذه .. اعلنت انك دخلب في الدين فارجعوا اليك زوجتك العحور وبعض مالك الذي غنموه (سلبوه ) .. تفرقت ذريتك ما بين الجريرة العربية والعراق والشام .. استطعت بعد سنوات ان تتقصى مصير اولادك وبناتك فيصلك الخبر أن احدى بناتك بيعت لرجل مهم نظرا لجمالها الفائق بعثت لها ان تزورها فسألت سيدها ان يسمح لك بزيارتها فتكرم سيدها وسمح لها ,, قابلت ابنتك واستطعت ان تنفرد بها للحظات فذكرتها ان لا تنسى ان تنتقم لما حدث لأسرتها .. بعد ذلك اصبت بالحمى الشديدة وفارقت الحياة ...
السلام عليكم استاذ عبد الرحمن والدكتور العزيز أحمد
استشف من تعليقك استاذ عبد الرحمن بان الذي تريدني ان اتخيل نفسي مكانه هو ضحية ... هذا الضحية أوصى ابنته ان تنتقم لما حدث لها ولأهلها
اذا ربطت بين السيناريو الذي تفضلتم بطرحه ودعوتنا للتمعن به مع بعض ماقد استشفيته من مقال الدكتور أحمد من بعض الأفكار الجزئية في مقاله هذا فاني سوف اصل لنتيجة بأن هذه الفتوحات العربية قد كانت السبب لما قد مكره بعض أهل الأمصار المفتوحة "كالفرس أئمة الحديث" على سبيل المثال في سبيل تدمير الاسلام من الداخل باختراع تشريعات واحاديث لم ينتزل الله بها من سلطان ولم يأذن بها عز وجل ...
سؤالي هنا لحضرتكم وللدكتور أحمد من بعد الربط بين الفكرتين المطروحتين من حضرتكم ومن حضرة الدكتور العزيز أحمد ... هل هم ضحية ؟ أم هل هم مذنبون ؟
سؤالي بمعنى آخر لتوضيح مقصدي من السؤال : هل هذه الفتوحات العربية تجعل من قام بالمكر بدين الله بدعوى النسخ ونسبة الحديث لرسول الله معذورا ؟ ام مذنبا ومجرما لانه شرع مع الله مالم يأذن به عز وجل ؟ هل هم جناة أم مجني عليهم ؟
شكرن جزيلن وتحياتي
فضح أخطاء القوم قصدي، لأن السكوت عنه مسلك مردي، أفضى ويفضي إلى تكرار الجريمة، ولقد تفاقم الضرر، وساد تقديس المجرم المنتصر .. ثم أضيف أن تبرئة صحابة الفتوحات كإدانتهم، عمل غير مجدي، اقرأ : ((تلك أمة قد خلتلها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون)).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا على اجابتك في هذه النثرة ! وشكرا على التذكير بالآية العظيمة
شكرا جزيلا
أخي العزيز ابو ايوب ..
انا مثلك انتظر رد الدكتور احمد على سؤلك الذكي وأرجوا ان يتسع وقت الدكتور احمد لهذا ..
وكما قال الاستاذ ربيعي لو كنت مجيباً .. أجيب .. نعم سيدي الفاضل بعد الهزيمة العسكرية والازلال الذي حدث للقوتين العظميين خلال مائة عام من 632 - 732 هي المدى الزمني لما يسمى بالفتوحات .. وكان الفائز هم اناس لا حضارة لهم ولا علم وقال عنهم رب العزة انهم اميون ..
بعد الهزيمة العسكرية كان هناك الغزو الفكري المتبادل بين المنتصر والمهزوم فكانت النتيجة لصالح اصحاب الحضارة من البلاد المنهزمة عسكريا .. وكما ذكر الدكتور احمد في عنوان المقال ان هذه الفتوحات لم تنشر الاسلام وانما نشرت الكفر به ,, وذلك لأن شعارات الرحمة والعدل والمساواة التي سمعت عنها هذه الشعوب وجدوا عكسها تماما من خلال الفتوحات ,,
فكان الانتصار الفكري في مقابل الانتصار العسكري .. وكما ذكر الاستاذ محمد شعلان (وكان انتقام الشعوبيين انتقاما دراميا أضاع على العرب بقايا الإيمان في قلوبهم، وضاع الجاني "العرب" وضاع المجني عليه ، الموالي والشعوبيين ، واستذلهم الشيطان وابعدهم عن الايمان بالقرءان،؟!)
فالحاني اصبح ضحية والضحية اصبح جانياً .. الكل جناة والكل ضحابا ..
المقال عميق للغاية طرح العديد من الأفكار و حلل الكثير من الأحداث ... يتبادر إلى ذهني كيف أستساغ ( غالبية ) العرب فكرة الإعتداء و كيف تم إيهامهم بأن الغزو جهادا !! هذا مبحث طويل يحتاج لتمحيص و تحليل و تفكيك أعان الله الدكتور أحمد في أبحاثه .
لنرجع قليلا لآخر ( فتح ) قام به النبي عليه السلام وهو فتح مكة و كما يقول التاريخ : فقد كان جيش النبي عليه السلام على أعتاب مكة بسبب نقض قريش ما تم في صلح الحديبية .
ولكنه قام بتكسير أصنامهم و دخل الناس في دين الله أفواجا هنا يتبادر سؤال : لماذا لم يتم اختبار الناس ( الناس هنا : رجالا و نساء ) لأنه تم إختبار النساء المبايعات سابقا ! ما حكم من قام بالإرتداد من قريش في حياة النبي عليه السلام ؟ لماذا قام النبي عليه السلام بالعودة للمدينة و لم يمكث في مكة و هي موطنه ؟ هل يسمى فتح مكة ( غزوا ) ؟
( قَالتْ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) الحجرات
لماذ قالت الاعراب آمنا .. ولماذا قال عنهم رب العزة : ولما يدخل الايمان في قلوبكم ؟ .سبحانه وتعالى وحده هو من يعلم الغيب ، وهو وحده من يكشف غيب نفوسهم، فقد حذر الرسول منهم في حياته ، وهاهم عادوا لما نهوا عنه .هم قالوا آمنا ، لكن الآية اختارت ورشحت قولا آخر يعبر عن حقيقتهم ،أسلمنا استسلام ضعف ، وافتقارا للقوة لا عن قناعة !! ينتظرون الوقت الذي تتاح لهم فيه فرصة للاعتداء، وهذا ما حدث فعلا من بعض صحابة الفتوحات عندما أصبحوا في موقف قوة وتمكن ، اعتدوا وغزوا وسبوا وسفكوا الدماء ، فهل يعدوا مؤمنين ، من هو المؤمن ؟ أليس هو الذي يأمن الناس جانبه.. هل أمن الناس جانيهم هل عاش الناس بينهم آمنين ؟
شكرا على الاجابة استاذ عبد الرحمن اسماعيل بارك الله في عمرك
شكرا على تكرمكم دكتور أحمد بالرد و اعطائنا القليل من وقتكم الثمين ... هذا كرم منكم بارك الله فيكم واعانكم الله على مواصلة جهادكم السلمي بالوعض بالقرآن العظيم وعرض أفعال أمة محمد عليه السلام والحكم عليها بقبس من القرآن العظيم وباجتهاد كريم منكم
تحياتي وشكرن جزيلن
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,212 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
أساور من ذهب: ما معنى يحلون فيها بأساو ر من ذهب ..فطال ما ...
الخلفاء الفاسقون: لماذا تحكم علي الخلف اء بالكف ر العقا ئدي ...
آل البيت : منذ عامين تقريب ا نشرت بحث (التأ يل )...
مجزرة الحرس: نود ان نعرف ما هو راي سيادت كم في مجزرة الحرس...
فيلم فاطمة الزهراء : حاولت ان أطرح هذا السؤا ل في موقعك و رأيت أن...
more
عندما تضع نفسك مكان مواطن (رب اسرة ) يعيش في الامبراطورية البيزنطية يسمع عن رجل اسمه (محمد بن عبدالله ) من جزيرة العرب يقال انه نبي وكذب به قومه .. ثم ظهر بعض الاشخاص الذين اتبعوه في الحبشة طالبين اللجوء السياسي وحظوا بدعم وحماية النجاشي الحاكم في ذلك الوقت ..ينقسم التجار الذين يمرون على منطقة الجزيرة في رحلة الشتاء والصيف الى قلة مؤيدة واكثرية مكفرة .. ثم تسمع عن موت هذا النبي واختلاف اصحابه من بعده وحروبهم وقتلهم بعضهم بعضاً .. وفي عام (633- 732 .)وانت ذاهب لحقلك فوجئت بقوات كتيرة من الجزيرة العربية تهاجم بلادك .. يطلبوا من حكامك اما ان يدفعوا الجزبة أو القتال فاختار حكامك القتال .. ذهب ابنك للقتال والدفاع عن بلده .. وبقيت انت وزوجتك وأولادك وبناتك وبنات ابنك وزوجته تزرعون .. جاءتك الاخبار ان ابنك قد قتل وانه قتل من اجل الدفاع عن وطنه .. وفي ليلة لا تنسى فوجئت بقوة عربية تقتحم بيتك فتصديت لها ووقعت في الاسر وتم القبض على زوجتك وبناتك واولادك واطفال ابنك الذي قتل .. دخل قائد الحملة في ظل صيحات تقول الله اكبر وقام بأخذ اجمل بناتك له ودخل بها .. ثم اتى الدور على زوجة ابنك التي قتل زوجها وكانت من نصيب قائد آخر الذي دخل بها .. ثم وكانت زوجتك من نصيب رجل آخر اقل في المكانة دخل بها ايضا .. ثم اتى الدور على اطفالك الذين تم بيهعم كرقيق ... واخيرا اتى الدورعلى الحلي والمجوهرات واثاثك وعلى ارضك التي تزرعها .. كل هذا لكي يقنعوك بالاسلام انه الدين الصحيح وان تترك دينك ..