البصر والتقدم العلمي عند البشر

: مما لا شك فيه أن البشر قد تقدموا في كثير من العلوم التي أراد بها الله إلي بني البشر وسوف يظل  هذا العلم محدود لا قيمه له ولا وزن له أمام علم الله الذي لا نستطيع نحن كبشر أن ندرك علم الله أو قوة الله وما على المؤمنين  بالله إلا أن يقولوا سبحان الله في قدرته وسبحان الله في كل شيء نراه نحن كبشر حتى يزداد أيماننا بالله  ومع ذلك أن الكثير من الناس لا تؤمن بالله وهذا أمر أخر لا شأن لنا به وما أقصد قوله هو أن البشرية تتسابق وتحتفل بصناعة الصواريخ و صناعة الطيائرات المدنية  والحربية والتسابق في سرعة هذا التقدم بين معظم دول العالم والتسابق أيضا في صنع القنابل النووية لمعرفة كم تقتل من البشر دفعة واحده  وصنع الأقامر الصناعية والمناظير وأجهزة  التكبير والمسابير الذين يكتشفون بها كواكب أخري كما قالوا أو يقولوا تبعد عن كوكب الأرض ملايين الكيلو  مترات لمعرفة ما يحدث هناك   وكل هذا شيء عظيم في التقدم ولكن ما لا يعلمه الكثير من الناس أن الإنسان نفسه هو متقدم على كل هذه الأشياء والأجهزة وهذه قدرة الله في خالق الإنسان إذا تفكر الإنسان في خلق الله وفي قوة الله أي أن الإنسان بدون هذه الأجهزة والمعدات قد جعله الله الذي خلقه يري النجوم من على بعد مليارات السنين الضوئية دون أن يحتاج إلي آشعه فوق الحمراء  ولا تحت الحمراء بعدسة عين تري أكبر من حجمها لا نستطيع نحن كبشر حصر ما تري العين وكل ذلك بقدرة الله وهذا كان أمر من الله إلي الناس  أن يهتدوا بالنجوم يقول تعالي    {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأنعام97 أي تهتدي بذلك وتعلم أن الله هو الذي وضع بك هذه الإمكانيات لتري أشياء لا تستوعب حجمها وبخلاف ما تري العين هناك شيء أخر لا يستطيع التقدم البشري مهما توصل من علم أو تقدم أن يصل إلي جزء من   سرعة ما تري العين بل أن الله يصف موقف قيام الساعة وتدمير هذا الكون بكل ما فيه بسرعة عين الإنسان أو أسرع من ذلك يقول تعالي  {وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }النحل77 واعتقد ما تري العين من الأرض إلي السماء حين يري الإنسان النجوم في أقل من الجزء من الثانية بهذه السرعة أي مهما تقدمت البشرية في العلم فكل ذلك التقدم يساوي صفر أمام البصر وسرعة البصر  وهنا أيضا لكي تعلم الناس أن كل ما صنعوا من قنابل وقوة تدمير وقام بصناعتها الإنسان لا تساوي شيء ولذلك قال تعالي   {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85 أي أمر الله حين يأتي ليس هناك تحضير لهذا الأمر وإنما هو قول من الله يقول تعالي  {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117 أي أنتهي الأمر في أقل من الجزء من الثانية