سؤال عن الإسلام والعلمانية .
سؤال عن الإسلام والعلمانية .
تحياتى دكتور:: مارأيك فى مايلى ::
بعد استماعى لما يقوله اللادينيون الذين يتبنون الفكرالعلمانى وينادون بتطبيق العلمانية فى كل شيء، أرى انه يمكن الاتفاق معهم فى مسألة عدم إدخال الدين فى السياسة وقطع الطريق على كل من يمكن أن يستغل الدين من اجل الوصول إلى السلطة.. المشكلة معهم أنهم يرون عدم اتخاد القرآن كمصدر للتشريع أوأى مصدر اخرللدين،الى مدى يمكن للقرآنيون ان يتفقوا معهم؟
==
التعقيب ::
أكرمكم الله وحفظكم أستاذ ....
توضيح سريع الأول .. اللادينيون ليس هم العلمانيون ،فهناك علمانيون مؤمنون بالله جل جلاله يريدون عدم الخلط بين الدين والشئون العامة وخاصة السياسة .ولكن اللادينيون هم المُلحدون الذين لا يؤمنون برب العزة جل جلاله ولا بأنه سُبحانه وتعالى خالق الكون وما فيه ،ولا خالقهم هم أنفسهم ،ولا برسالاته ولا بأنبيائه عليهم السلام ،ولا يؤمنون بالتبعية باليوم الآخر وما فيه من بعث وحشر وحساب وجنة ونار وخلود فيهما.. فهؤلاء يستحقون الشفقة،وندعوا لمن يعيش منهم بالهداية قبل فوات الآوان ،ولا يجوز أن ندعوا لمن مات منهم على لادينيته وإلحاده بالرحمة والمغفرة .
=
نعود للعلمانيين فنحن ندعوهم فقط أن يفصلوا بين الدين وبين أتباعه .فمثلا يفصلوا بين الإسلام وبين المُسلمين ،فالإسلام هو القرءان الكريم وحده ،أما المُسلمون فتدينهم شيء خاص بهم هُم ،وأقوالهم في الدين ومؤلفاتهم شيء خاص بهم هم أيضا ، وأعمالهم الحسنة أو السيئة فهى أيضا أمور وأعمال وأفعال خاصة بهم هُم .فلا يجب أن نجمع الإسلام والمُسلمين في جُملة واحدة ونُحاسب الإسلام على أفعال المسلمين وأخطائهم ..... هذه أولا ....
وثانيا ::: ندعوهم سواء كانوا مؤمنين بالله جل جلاله (مُسلمين مؤمنين بالقرءان ) أو مؤمنين برسالات أخرى كالإنجيل والتوراة أن يبحثوا في القرءان الكريم ،ويدرسوه دراسة علمية مُستفيضة ليستطيعوا الحكم عليه ،وقبوله كمنهج حياة أو رفضه على اُسس علمية واضحة ومدروسة وليس على عنعنات أسلافهم العلمانيين ، ويستخرجوا منه تشريعاته ،و يبحثوا فيه عما يؤمنون به في العلمانية أو عن مبادئ العلمانية التي يؤمنون بها ويُنادون بها واحداواحد .فمثلا العلمانية تدعوللعلم كمبدأ من مبادئها وإتخاذه السبيل الأول للعلاقات والمعاملات والحكم على ما يرونه بين السماء والأرض وما هو في باطن الأرض. ونحن نقول لهم إبحثوا عن هذه الخاصية في القرءان بأنفسكم ،،،و أعدكم مُسبقا بأنكم ستجدونها مُجملة ومُفصلة تفصيلا دقيقا سيُذهلكم بشكل لم تكونوا تتوقعونه .فمثلا فإن أول كلمة في القرءان هي (إقرأ ) ، ومثلا ( هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) ، ومثلا (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) ومئات الآيات الأخرى التي تُشير لوجوب تطبيق فريضة التعلم والتعليم والعلم وقوانينه لإعمار الأرض .....
وهناك مثلا مبدأ الحُرية. فالإسلام أعطى الإنسانية كُلها الحرية المُطلقة في الدين ،وفى الفكر ،وفى الإيمان أوالكُفر، وأمرالمجتمع كله أن يتصدى لمن يعتدى على حُرية الآخرين ...... وأمر أتباعه بنبذ التمييز والعنصرية والسُخرية من الآخرين..
والإسلام أمرأتباعه بالعدل وتحرى العدل ،والحكم بالعدل والقسط ،وقول الحق والشهادة بالحق حتى ولو أنفسنا أو أهلنا وأولادنا .
والإسلام أمر بالتكافل الإجتماعى المُطلق ،وجعل هناك حقوقا للفقراء وأبناء السبيل واليتامى والأقربين فيما بين أيدينا من أموال سواء كأفراد أو كحكومات ودول حديثة. وجعل قانونا يحمى مال المجتمع من أن يكون بين أيدى السفهاء والأطفال .
والإسلام ساوى مساواة مُطلقة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة،وجعل عقد الزواج عقدا مدنيا يستطيع الزوجان الاتفاق على كل شيء فيما بينهم ويدونون هذه الإتفاقات ضمن بنود العقد ، وجعل البنت الرشيد والمرأة ولية أمر نفسها في الزواج ،ومنع إجبارها على الزواج ،ونهى عن منعها أوعضلها في أن تتزوج من تريده هي .
والإسلام جعل (الحُكم ) وإختيار الحاكم وحكومته ،وإستبداله ،وعزله ومحاكمته لو أساء وتقاعس أو إستبد في مسئوليته، بإختيار الشعب من خلال إقامة وتطبيق فريضة الشورى،وجعل فريضة الشورى مُلزمة لكل راشد(رجل أو إمراة) ،ومن يتخلف عنها فقد عصى الله جل جلاله وإرتكبا إثما .
والإسلام ضد كل أنواع الظُلم والبغى على الآخرين .
والإسلام دين سلام وإقراربالسلام والتآخى بين الناس جميعا (افراداكانوا أومجتمعات أو دول ) .
والإسلام جعل إيمانك بالله جل جلاله أمرا خاصا بينك وبين الله ولا دخل لأحد فيه ، وليس لأحد أن يُكرهك ويجبرك على إيمانك أوعبادتك لله رب العالمين .
والإسلام جعل فريضة الإصلاح فريضة متواصلة ومُستمرة بالكلمة وسلميا للحفاظ على إستقرارالمجتمع ،وعلى وتيرة وسرعة إعمار الأرض ، وأن يكون التغيير سلميا من خلال مجالش الشورى، ولكن لو رفض الحاكم وحكومته الإذعان لتوصيات مجالس الشورى وأهل الرأي والعلم فت ترك كرسى الحُكم فهنا على المُجتمع أن يُزيحه بالقوة لتعود الحرية والعدل والقسط للمجتمع وتعود حركة سريان المجتمع بسلام وآمان وعلم وإصلاح كما كانت ،ويختاروا حاكما وحكومة غيره وغير حكومته .
المُهم نقول للعلمانيين إبحثوا عن مبادئ العلمانية في القرءان ،وإن لم تجدوا مبدأ منها فلتقولوا لنا عنه ولنبحثه معكم .
فبكل ثقة ومما أفهمه من القرءان الكريم أقول لهم بأن الإسلام دين علمانى بالمفهايم العلمانيةالتي إخترعها بعض المثقفين وقالوا عنها أنها (العلمانية ) ونحن نقول عنها أنها تشريعات قرءانية للمعاملات في الإسلام . ونقول لهم لا بأس من تسميتها كما تشاءون ،ولكنها موجودة في القرءان من 1500سنة ،وقابلة للتطبيق في أي زمان ومكان ، ولكنكم للأسف لم تقرأوا القرءان ولم تدرسوه .
ونقول لهم بأن المُسلمين للأسف هاجرون للقرءان ،ويدورون في فلك ودائرة لهو الحديث وأراء فقهاء السوء والضلال ،فقهاء سلاطين الخلفاء والأمراء الفاسقون الفاسدون السابقون ،فضلوا وأضلوا.فجاء المُلحدون والعلمانيون وخلطوا بينهم وبين الإسلام وهذا خطأ كبير .
==
اما المجموعات الحنجورية التي ترفع رايات (الإسلام هو الحل) وإستخدامها كمطية لوصولهم للحكم فلتركلوهم بأحذيتكم ، ولتُبعدوهم من طريقكم، فلا هم على علم ودراية بالإسلام ولا بالحكم الرشيد في الإسلام .ولا يعلمون أنه ليس من وظيفة الدولة ولا الحاكم ولا حكومته إدخال الناس الجنة ،أو فرض الإسلام عليهم عنوة وبالقوة ولكن وظيفتهم أن يُذللوا لهم عقبات حياتهم ،ويُعبدوا لهم طرق السير في الأرض وإعمارها وقطف ثمارها،وتوفيرأكبر قدرلهم من الرفاهية في حياتهم ،وتقديم الخدمات لشعوبهم على أكمل وجه .
اجمالي القراءات
42