الولدان المخلدون

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-09-12


الولدان المخلدون
الولدان المخلدون تعبير لا يعنى:
الذكور المستمرون فى البقاء لأن كلمة الولدان الأولاد والولد تطلق على الذكر والأنثى كما قال تعالى :
" يوصيكم الله فى أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين "


ونجد الله يقول أيضا :
" ووالد وما ولد "

فالوالد لا يلد ذكورا فقط وإنما ينجب ذكورا وإناثا أو ذكورا فقط أو إناثا فقط كما قال تعالى :
"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا"
ونجد الله مثلا ذكر الرجال والنساء المستضعفين وذكر معهم الولدان وهم ذكورهم وإناثهم كما قال :
"إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا"
ومن ثم يصبح تفسير كلمة الغلمان هو تفسير الله بالولدان هو :
الأطفال ذكور وإناث
ولا يغرن أحد ما فى كتب اللغة والمعاجم فإن كلمة الولد معناها الشائع هو :
الذكر من الأولاد وكذلك كلمة الغلمان تجدها تطلق على البنين دون البنات ومعناها :
الأطفال فى أول سن الفتوة وهو البلوغ
إذا الولدان المخلدون تعنى :
الأطفال ذكورا وإناثا المقيمون فى الجنة لخدمة المؤمنين والمؤمنات وقد اختلف القوم فى تفسيرهم إلى أقوال متعددة وهى :
الأول :
مقرطون بخلدة وهي ضرب من الأقراط والرد على هذا هو
أن آيات الولدان المخلدون مثل:
"وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا"
فسرتها الآية القائلة :
" وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ"
ومن ثم ليس هناك أقراط
الثانى :
هم أولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها
الثالث :
هم أولاد الكفار أو صغار الكفار كما فى حديث :
أولاد الكفار خدم أهل الجنة
الرابع:
صغار المؤمنين لأن صغار المؤمنين أخبر الله تعالى عنهم أنه يلحقهم بآبائهم ومن الناس المؤمنين الصالحين من لا ولد له فلا يجوز أن يخدم ولد المؤمن مؤمناً غيره
بالطبع القوم اختلفوا فيما بينهم وكل منهم نفى التفسيرات السابقة فمن قال أنهم أولاد المؤمنين ردوا عليه بحديث أخر لم يقله النبى(ص) كما لم يقل حديث أولاد الكفار خدم أهل الجنة وهو :
عن عائشة قالت : توفي صبي فقلت : طوبى له عصفور من عصافير الجنة فقال صلى الله عليه وسلم : أو لا تدرين أن الله تعالى خلق الجنة وخلق النار فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً ، وفي رواية خلقهم لهما وهم في أصلاب آبائهم .
وحديث مماثل وهو :
وأخرج أبو داود عنها أنها قالت : قلت : يا رسول الله ذراري المؤمنين فقال من آبائهم فقلت : يا رسول الله بلا عمل قال : الله أعلم بما كانوا عاملين قلت : يا رسول الله فذراري المشركين قال : من آبائهم فقلت : بلا عمل قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ، وقيل : إنهم يمتحنون يوم القيامة فتخرج لهم نار ويؤمرون بالدخول فيها فمن دخلها وجدها برداً وسلاماً وأدخل الجنة ، ومن أبى أدخل النار مع سائر الكفار ويروون في ذلك أثراً ."
والكل كلام لا يتفق مع القرآن فلا أحد يدخل الجنة من أهل الدنيا إلا بعمله الصالح والإيمان والأطفال لم يعقلوا الإيمان والكثير منهم مات قبل أن يعمل كما فى الرضع ومن قاربهم فى السن من أبناء الثالثة والرابعة وفى هذا قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
وقال فى إيمانهم وعملهم الصالحات :
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
وقال :
" إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ"
وقال :
" وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا"
وعليه لا يمكن أن يكونوا من أهل الدنيا من الإنس والجن وأما تفسير قوله :
"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ"
فهو دليل على أن الذرية كبرت وآمنت لقوله " وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ"ومن ثم فلا يمكن أن يكون المقصود بها الأطفال
ولو صدقنا هذا فستقابلنا معضلة اتهام أولاد الكفار لله بالظلم لأنه أدخل هؤلاء الجنة ولم يدخلهم مع كونهم مثلهم والله كما وصف نفسه عادل لا يظلم أحد كما قال :
" وما ربك بظلام للعبيد "

وظائف الولدان فى الجنة :
هى الطواف على أهل الجنة من الذكور والإناث بالطعام والشراب والطواف لا يعنى اللف والدوران كما هو المعنى الشائع بين الناس وإنما الطواف معناها :
السير بين أماكن تواجد المؤمنين والمؤمنات
الولدان يحملون الأكواب والأباريق وكئوس الشراب سواء خمر أو لبن أو عسل أو ماء وهم يقومون بصب الأشربة من الأباريق فى الأكواب والكئوس كما يطلب أهل الجنة
ومن أمثلة الآيات التى ورد فيها توزيع الأشربة :
"يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ"
وكما يوزعون الأشربة يقومون بتوزيع الطعام فى صحاف الذهب والفضة ومن أمثلة الطعام الموزع :
الفاكهة واللحوم
ومن الآيات التى ورد فيها توزيع الطعام والشراب معا :
قوله تعالى :
"يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ"
وقوله تعالى :
" وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ"
وقوله تعالى :
"يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"
تشبيه الولدان :
شبههم الله مرة بأن من يراهم يظنهم :
لؤلؤا منثورا
والمقصود :
قطع متفرقة فى أرض الجنة من اللؤلؤ
وعليه فهم يرتدون ثيابا من الثياب البراقة
وفى هذا قال تعالى :
"وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا"
وشبههم مرة اخرى بكونهم يشبهون اللؤلؤ المكنون والمكنون هو المحفوظ والمراد :
أنهم يشبهون اللؤلؤ الذى يحفظه الناس فى خزائنهم
وفى هذا قال تعالى :
"وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ"
وقطعا لن نعدم من يحسبون أن الولدان فى الجنة أيضا من أجل جماعهم وهو ما حرمه الله فى الدنيا من جماع الذكور للذكور والإناث للإناث وما هو حرام فى الدنيا يكون حراما فى الآخرة بدليل أن الله يزوج المؤمنين للمؤمنات وهن الحور العين فلو كان الغرض هو الجماع لحلل الزنى بكل أنواعه فى الجنة

اجمالي القراءات 21

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2906
اجمالي القراءات : 24,098,099
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt