فحْش الْقوْل في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-07-08


فحْش الْقوْل في الإسلام
الفاحشة هى :
أى ذنب من الذنوب التى حرمها الله
وأما فحش القول فهو :
اتهام الأخر بارتكاب ذنب وهو فاحشة من الفواحش أو اتهامه بنقيصة من النواقص أو الحث على ارتكاب جريمة ما وبتعبير أخر :


الجهر بالسوء من القول
وقد سمى الله الاتهامات منه:
التنابز بالألقاب وهى :
أسماء الكفر دون أسماء الإيمان وهى الكلمات الدالة على الأعمال الصالحة التى تسمى حسنات
وفى هذا قال تعالى :
" ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان "
وهو ينقسم إلى نوعين :
الأول:
ما يقال أمام الناس وهو قد يكون رد فعل على ظلم من فرد أخر أو قد يكون هو الظلم نفسه
الثانى :
ما يقال في غرفات الزوجية
والفحش هو :
هو شتائم واتهامات ومخالفات كثيرة وطلب ارتكاب الجرائم
ينقسم فحش القول إلى التالى :
الأول الفحش المعاقب عليه وهو :
الاتهام بالزنى
الاتهام ببقية أعمال الكفر
الاتهام بالعيوب الجسدية
والعقوبة في كل الأحوال هى :
ثمانين جلدة لأن كل هذه الاتهامات هى زور والمراد كذب
وفى هذا قال تعالى :
"وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
وقبل العقاب لابد للفاحش بالكلام أن يتوب حتى يكون مسلما مرة أخرى كما قال تعالى :
" ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "
ومن أمثلة هذا الفحش :
الحث على القتل وتضييع الأخ كما في قصة يوسف (ص):
" اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم "
الحث على الزنى كما قول امرأة العزيز :
" هيت لك "
وطلب قتل الرضيع من قبل قوم فرعون حتى نهتهم امرأة فرعون عن قتله كما جاء في قوله تعالى :
"فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"
الثانى الفحش غير المعاقب عليه وهو :
ما يقوله المظلوم في حق الظالم من اتهامات متعددة بالزنى وبقية ذنوب الكفر وكذلك الاتهامات الجسدية
وقد استثنى الله المظلوم من العقاب على كل ما يقوله على الظالم في قوله تعالى :
"لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا"
الثالث وهو:
فحش الجماع
واطلاق اسم الفحش عليه خطأ فهو ليس فحش ولكنه كلام مباح بين الزوجين مثل :
البتاع حلو
يا متناكة
عاوز اقبله
يا لبوة
حطه جامد
وكل هذا الملاك يدخل ضمن ما يسمى :
جماع الفم والأذن
حيث تستلذ الآذان بسماع من أمثال هذا الكلام وهو على غرار الأذنيان تزنيان
وهو ما ورد في حديث :
" "كتب على ابن آدم حظه من الزنا، وهو مدرك ذلك لا محالة. فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"
ويطلق على هذا الكلام :
الرفث
وهو الْجماع أو الْكلام الْفاحش أوْ ذكْر الْجماع بحضْرة النّساء.
وما يعتبر حقيقة فحش القول هو :
طلب الزنى
أو قول الكلام عند الزنى
وهو ما يمثله موقف امرأة العزيز في قولها ليوسف(ص) :
هيت لك
وفى هذا قال تعالى :
"وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ"
كما يمثله قولها أيضا وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ فى قوله تعالى :
"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ"
كما يمثله قول قوم لوط (ص) عن طلب الزنى بضيوفه :
لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ
في قوله تعالى :
"وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ"

اجمالي القراءات 23

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2840
اجمالي القراءات : 23,250,890
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt