آحمد صبحي منصور Ýí 2019-12-30
القاموس القرآنى : ( الخلود ) : ( 2 ) نوعا الخلود
أولا : الخلود فى الجنة
للذين آمنوا وعملوا الصالحات :
1 ـ لا يكفى الإيمان بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له . لا عبرة بهذا الإيمان الخالص طالما يخلو من عمل الصالحات .
2 ـ ولا يكفى عمل الصالحات دون إيمان بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له . الله جل وعلا يثيب الكافر الذى يعمل الصالحات أجره فى الدنيا ثم يكون مصيره الخلود فى النار . قال جل وعلا : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ يونس ) . هناك من يعمل الصالحات رياءا ونفاقا وطلبا للشهرة أو الطموح السياسى ، وهناك من يقدمها طلبا لرضا آلهته والأولياء المقدسين عنده ، فى كل الأحوال فإن الله جل وعلا يحبط عمله الصالح يوم الحساب ، أى يضيع ثمرته ، أو كما قال جل وعلا : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴿٢٣﴾ الفرقان ). وجعلها رب العزة جل وعلا قاعدة حاكمة فقال : (وَمَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٥﴾ المائدة ) . وقال عن الأنبياء السابقين إنهم لو أشركوا فسيحبط عملهم الصالح ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ الانعام ) وهو وحى تكرر لجميع الأنبياء وجاء خطابا للنبى الخاتم ، قال له جل وعلا : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾ الزمر ). الله جل وعلا سيحبط الأعمال الصالحة للمحمديين والمسيحيين والبوذيين وكل من يقدس بشرا وحجرا .
3 ـ الإيمان والعمل الصالح معا شرط فى الخلود فى الجنة . لذا يتكرّر قوله جل وعلا ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ليدل على جمع الذكور وجمع الإناث .
وفيما يخص الخلود فى الجنة قال جل وعلا :
3 / 1 : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢٥﴾
3 / 2 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٨٢﴾
3 / 3 :( وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ﴿ابراهيم: ٢٣﴾
3 / 4 :( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿الأعراف: ٤٢﴾
3 / 5 :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿هود: ٢٣﴾
3 / 6 : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿١٠٧﴾
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴿الكهف: ١٠٨﴾
3 / 7 : ( وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَـٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ ﴿٧٥﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ ﴿٧٦﴾ طه )
3 / 8 : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿العنكبوت: ٥٨﴾
3 / 9 : وجاء تفصيل للأعمال الصالحة التى يقوم بها المؤمنون ، وبها سيكونون مفلحين يوم الدين . قال جل وعلا : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿٢﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴿٤﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ﴿٦﴾ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴿٧﴾ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴿٨﴾ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿١١﴾ المؤمنون ). وبالتالى فإن المؤمنين الذين لا يقومون بهذه الأعمال الصالحة غير مفلحين ، ولا يرثون الخلود فى الفردوس.
الخلود فى الجنة للمتقين
1 ـ المتقون هم الذين أمنوا وعملوا الصالحات . إتقوا ربهم جل وعلا فلم يتخذوا معه وليا ولا إلاها ولا شريكا. وإتقوا الله جل وعلا فإجتنبوا عبادة الطاغوت وإجتنبوا كبائر الإثم والفواحش . ومن يقع منهم فى معصية يسارع بالتوبة والاستغفار .
2 ـ ولا يدخل الجنة إلا المتقون . قال رب العالمين : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا ﴿٦٣﴾( مريم )
3 ـ وجاء فى وصفهم : ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾ ق )
4 ـ والمتقون الخالدون فى الجنة نوعان : سابقون مقربون ، وهم الأعلى والأقرب الى الرحمن يوم القيامة لأنهم سبقوا غيرهم فى العمل الصالح ، وقسم أدنى وهم أصحاب اليمين ، وهم الذين وقعوا فى معصية ثم تابوا توبة نصوحا .
4 / 1 : المتقون السابقون قال عنهم جل وعلا :( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٥﴾ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿١٦﴾ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿١٨﴾ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾ الذاريات )
4 / 2 : المتقون أصحاب اليمين
4 / 2 / 1 : قال عنهم جل وعلا عن إستغفارهم وتوبتهم : ( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّـهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٣٥﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿آل عمران: ١٣٦﴾. وقعوا فى الفاحشة وظلموا أنفسهم ثم تابوا توبة صادقة.
4 / 2/ 2. وقال جل وعلا عن الموعد الأقصى للتوبة ، وهو بلوغ الأربعين : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ﴿١٦﴾ الأحقاف )
5 : وعند الإحتضار يكون البشر بين : كافر ، ومتقين ( من أصحاب اليمين ومن السابقين ).
5 / 1 : عن لحظة الإحتضار قال جل وعلا : ( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ الواقعة )
5 / 2 : إن كان من السابقين المقربين تبشره الملائكة، قال جل وعلا : ( فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ الواقعة )
5 / 3 : وتسلم عليه إن كان من أصحاب اليمين ، قال جل وعلا : ( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ الواقعة )
5 / 4 : إما إن كان من الضالين فالويل له، قال جل وعلا : ( وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾
5 / 5 : هذا لا يمكننا تخيله ونحن أحياء لأنه يقع فى منطقة مفصلية بين هذه الدنيا وبرزخ الموت ، والذى يشهد هذا الموقف لا يعود الى الأحياء ليخبر به . لذا قال جل وعلا لنا : ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ الواقعة ) . حين يشهده المحتضر يكون بالنسبة له حقا يقينيا لا شك ولا مراء فيه .
6 ـ ويوم القيامة سيكون نفس التقسيم :( متقون : سابقون مقربون ، أصحاب اليمين ) ( وأصحاب الشمال : أصحاب الجحيم ) .
6 / 1 : قال جل وعلا عن هذا التقسيم الثلاثى : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ﴿٧﴾ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ﴿٨﴾ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ﴿٩﴾ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ الواقعة )
6 / 2 : وقال جل وعلا عن نعيم السابقين : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴿١١﴾ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿١٢﴾ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ﴿١٣﴾ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ﴿١٤﴾ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ ﴿١٥﴾ مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ﴿١٦﴾ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ﴿١٧﴾ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ﴿١٨﴾ لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ ﴿١٩﴾ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴿٢١﴾ وَحُورٌ عِينٌ ﴿٢٢﴾ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿٢٣﴾ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٤﴾ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴿٢٥﴾ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴿٢٦﴾الواقعة )
6 / 3 : وقال جل وعلا عن نعيم أصحاب اليمين : ( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴿٢٧﴾ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴿٢٨﴾ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴿٢٩﴾ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴿٣٠﴾ وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ ﴿٣١﴾ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴿٣٢﴾ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴿٣٣﴾ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴿٣٤﴾ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً ﴿٣٥﴾ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴿٣٦﴾ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴿٣٧﴾ لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٣٨﴾ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ ﴿٣٩﴾ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ ﴿٤٠﴾ الواقعة )
6 / 4 : وقال جل وعلا عن عذاب أصحاب الشمال : ( وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ ﴿٤١﴾ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ﴿٤٢﴾ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ ﴿٤٣﴾ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ﴿٤٤﴾ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُتْرَفِينَ ﴿٤٥﴾ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ ﴿٤٦﴾ الواقعة ) ثم قال جل وعلا : ( ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ﴿٥١﴾ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ﴿٥٢﴾ فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴿٥٣﴾ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ﴿٥٤﴾ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ﴿٥٥﴾ هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ﴿٥٦﴾ الواقعة )
ثانيا : الخلود فى النار
1 ـ هنا مفاجأتان للمحمديين الذين يعتقدون أنهم يحتكرون الخلود فى الجنة بشفاعة الإله الذى أسموه ( محمدا ) والذين يعتقدون أن غيرهم خالدون فى النار .
1 / 1 : المفاجأة الأولى أن مؤمنى أهل الكتاب مخلدون فى الجنة . قال جل وعلا : ( فَأَثَابَهُمُ اللَّـهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿المائدة: ٨٥﴾. وهذا يتمشى مع العدل الإلهى لأن الذين يموتون متقين هم أولياء لله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، وهم هم من جميع البشر . قال جل وعلا لجميع بنى آدم : (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٥﴾ البقرة ). كما قال جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ البقرة ) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٩﴾ المائدة )
1 / 2 : المفاجأة الثانية : أنه يمكن أن تكون مؤمنا وعاصيا ، وتموت بلا توبة . وهنا تكون خالدا فى النار . والأمثلة كثيرة ، فالمؤمن الذى :
1 / 2 / 1 : يأكل الربا ( ربا الصدقة وليس ربا التجارة ) ، قال عنه جل وعلا : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّـهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢٧٥﴾
1 / 2 / 2 : يقتل مؤمنا مسالما متعمدا . قال عنه جل وعلا : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿النساء: ٩٣﴾
1 / 2 / 3 : الذى يأكل حق الورثة . والميراث ضمن حدود الله جل وعلا ، قال عنه جل وعلا : ( َمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿النساء: ١٤﴾
1 / 2 / 4 : المحمديون المتمسكون بالوحى الشيطانى فى البخارى والكافى وإحياء علوم الدين وغيرها هم معرضون عن القرآن الكريم وقد إتخذوه مهجورا . مصيرهم الخلود فى النار إذا ماتوا على هذا دون توبة . قال جل وعلا عن القرآن الكريم : ( وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا ﴿٩٩﴾ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا ﴿١٠٠﴾ خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا ﴿١٠١﴾ طه )
2 : على أنه حكم عام فى أن يكذّب بآيات الله فى كتبه الإلهية يكون خالدا فى النار . قال جل وعلا :
2/ 1 ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿التغابن: ١٠﴾
2 / 2 : ( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿الأعراف: ٣٦﴾.
3 : وكان منهم المنافقون من الصحابة . عن خلودهم فى النار قال جل وعلا :
3/ 1 :( يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٦٢﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴿63 ) التوبة)
3/ 2 : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿١٦﴾ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 17 ) المجادلة )
3 / 3 : ( وَعَدَ اللَّـهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّـهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿التوبة: ٦٨﴾
4 ـ ثم هناك الذى يرتدّ عن الاسلام ، ثم يموت كافرا . قال جل وعلا :
4 / 1 : ( وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿البقرة: ٢١٧﴾. هنا نفى لأكذوبة حد الردة فى قوله جل وعلا : (فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ ) .!
4 / 2 : ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿ 89 ) آل عمران )
5 ـ فى كل الأحوال فالعبرة بمن يموت على كفره دون توبة . قال جل وعلا :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿البقرة: ١٦٢﴾
6 ـ وهناك آيات كثيرة عن خلود الكافرين والظالمين فى النار . منها قوله جل وعلا :
6 / 1 : ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ﴿يونس: ٥٢﴾
6 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴿البينة: ٦﴾
6 / 3 : ( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّـهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿التوبة: ١٧﴾
6 / 4 : ( وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَـٰئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿الرعد: ٥﴾
7 ـ وسيقال لهم : ( فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿النحل: ٢٩﴾.
السلام عليكم
قناعتي الشخصية: لا أحد من البشر يعلم طبيعة اليوم الآخر، وما الاوصاف التي جاءت بها نصوص الـآيات إلا لتقريب الصورة إلى عقول ومنطق البشر ومخيلتهم. العبرة في الامر هو أن الله أعطى الانسان في هذه الدنيا حرية التصرف ومع هذه الحرية المسؤولية عن هذه التصرفات يوم الحساب.
أما بما يتعلق بالاعمال الصالحة التي يكون فاعلها كافراً وأن "الله جل وعلا يثيب الكافر الذى يعمل الصالحات أجره فى الدنيا ثم يكون مصيره الخلود فى النار"، فعندي تساؤل يخص هذا التصور. لنفترض أن أحد الملحدين (الكافرين) له أعمال صالحة في الدنيا وآخر هذه الاعمال كان أثناء حريق شب في مدرسة للاطفال. الرجل قام بانقاذ الاطفال مجازفا بحياته في ذلك، وبينما كان يخرج آخر طفل من المدرسة انهار عليه سقف فأرداه قتيلاً. صاحبنا هذا لم يلق بعد ثواب عمله الصالح في حياته فمتى يتلقاه؟ علما بأن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا يظلم أحداً.
أرى أن نترك أمور الآخرة ويوم الدين لمالك يوم الدين. من الثوابت، كما ذكرت آنفا، أن الله لايظلم أحداً، لا يضيع أجر المحسنين ومغفرته تفوق عقوبته: مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿الأنعام: ١٦٠﴾. لقد زخرت كتب التراث بالتعدي على هذا الحق الإلهي وبالتصورات لما سيحصل أنذاك وكيف سيحكم الله على عباده.
فى كتابه الكريم أكد رب العزة أنه لدخول الجنة لابد من ازدواجية الإيمان الحق بالعمل الصالح جاء ذلك فى الكثير من الآيات ،أنا مثلك ارى أن العلماء الذين أناروا طريق البشرية والذين يبتكرون اللقاحات والعقاقير الشافية والمخففة لآلام البشر يستحقون رضا الله عنهم ،ولكنه تعالى هو الذى طلب منا الإيمان الصحيح والعمل الصالح كشرط لدخول الجنة، أما عن ذهاب الطيبات فى الحياة الدنيا فرب العزة هو الذى قال فى كتابه الكريم(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ ﴿٢٠﴾،الأحقاف .صدق الله العظيم.
السلام عليكم لى تعليق فقط على الأخ ابن ليفنت فى مسألة الأعمال الصالحة للكفار فقد تعرض لها القرآن فى سورة التوبة حيث قال الكفار أنهم يعملون الصالحات وهى سقاية الحجاج وعمارة وهى تنظيف البيت الحرام ومن ثم فهم يتساوون مع المؤمنين فى الجزاء فكان الرد الإلهى عليه أنهم لا يتساوون فى الجزاء فالمؤمنين فى الجنة وهم فى النار كما قال تعالى" أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ "
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,284,299 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
الوصية الواجبة: عندنا فى القان ون المصر ى حاجة اسمها (...
حسابات مهلكة : السؤ ال الأول الظاه ر ان عيلتن ا ...
رسالة من ايران: يا دکتر احمد صبحي منصور سلام عليکم : انا ضد...
رسائل مضحكة: تأتى رسائل بالسب والشت م مع أخطاء إملائ ية ...
الذبح العظيم : قال الله تعالى في قصة سيدنا إبراه يم لما أراد...
more
فى فقرة الخلود فى النار 2: صواب العبارة(على أنه حكم عام فى أن من يكذب...)
نسيت أخطر آية بالنسبة للمسلمين وهى آية سورة الجن (إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴿٢٣﴾ صدق الله العظيم.بالطبع لن يوصف الكافربالعاصى لله ورسوله أى أن هذا الوعيد خاص بالمسلمين، وقد أكده الله تعالى بالأبدية .
فى رأيى أن أكثر الآيات طمأنة للمؤمنين هى آيات سورة الواقعة فقد وصف الله تعالى أصحاب الشمال بأنهم كانوا يصرون على الحنث العظيم وكانوا ينكرون البعث والمعاد ويكذبون بيوم الدين ونحن والحمد لله بعيدون تماما عن ذلك.