آحمد صبحي منصور Ýí 2019-06-17
( القفا ) حين يتوجع ويتفجّع : عن حذف الحلقات التى شاركت فيها فى برنامج (عصير الكتب )
أولا :
1 ـ هناك من يأخذ بيده زمام المبادرة والمبادأة ، ثم هناك الطرف الآخر الذى يقع فى رد الفعل ، يتأوه ، يصرخ ، يشتم ، يلعن ويتوجّع ويتفجّع . هذا يذكرنا بالعملية الجنسية ، الرجل هو الفاعل والأنثى هى التى تتأوه وتتوجّع وتتفجّع . على مدى التاريخ فإن من يأخذ زمام المبادرة وزمام المبادأة قليلون فى هذا العالم ، ومعظمهم يفعلها مرة أو مرات فى حياته ، ثم يركن الى الظل . لكن هناك من أخذ زمام المباردة والمبادأة من عام 1977 وإستمر حتى الآن بعد أن جاوز من عمره السبعين . إنه كاتب هذه السطور. بدأها مدرسا مساعدا فى قسم التاريخ والحضارة الاسلامية فى كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر ، وواصل دوره داخل الأزهر ثم خارجه فى مصر ثم فى أمريكا. طيلة هذه السنوات وهو يصفع قفا المحمديين ، لا يكلُّ ولا يملُّ ، والقفا يتأوه ويصرخ ويسب ويشتم ويتوجع ويتفجّع.
2 ـ كان وحيدا بمفرده عام 1977 يواجه ــ وهو مدرس مساعد ـ شيخ الأزهر ذا النفوذ الجبار وقتها ( عبد الحليم محمود ) وهلك أو ( تنيح ) عبد الحليم محمود وجاء على أثره آخرون هلكوا أو ( تنيحوا ) ، وعاشوا قفا يتلقى الصفعات . ثم هناك تابعون من الشيوخ تختلف أديانهم الأرضية من سنة وتشيع وتصوف ، كل منهم قفا يتلقى الصفعات فيئن ويصرخ ويسب ويشتم و يتوجع ويتفجّع. ثم هناك إعلاميون تابعون للسلطة ، هم على دين شيوخهم ، يرقصون للسلطان ، ومثل شيوخهم يمتد منهم القفا يطلب الصفع ، ولا نبخل عليه بالصفع " احيانا ".
3 ـ هذا الصفع وذاك التأوّه ( النسائى ) أحدث أثرا هائلا فى المسيرة الفكرية فى العالم ( الاسلامى ) . عام 1977 كنت وحيدا ، أجهر بإنتقاد البخارى وغيره من الأئمة المقدسين ، ثم تطور الأمر الى إنتقاد الصحابة المجرمين ثم إعلان أن شهادة الاسلام واحدة فقط ( لا إله إلا الله ) وأن من الكفر تاليه البشر حتى الأنبياء ..الآن تم تعبيد الطريق ، إنفجرت فى وجوهنا الألغام ، ولكن سار بعدنا غيرنا يقول ( بعض ) ما نقول دون حرج ، فلم يعد إنتقاد البخارى وغيره ولا الصحابة شيئا خطيرا ، تشجع كثيرون ، وإنتحلوا ( بعض ) ما نقول ، ونحن سعداء بما يفعلون لأن هدفنا أن تصل مساحة التنوير الى أبعد مدى ممكن ، وهو ما نشهده الآن . وأى منصف يقارن الحركة الفكرية للمسلمين اليوم بما كانت عليه عام 1977 ، يجد فارقا هائلا ، نحن الذين أحدثنا هذا الفارق ، والفضل يعود جزئيا الى (القفا ) الذى تحمل ويتحمل المزيد . تأوهات القفا وأنينيه وإتهاماته لفتت الإنتباه لنا . وفى البداية كنت أكتب : ( إن مفكرا مثلى قليل الحيلة يحتاج الى أن تنبحه الكلاب ليلتفت اليه الناس ) . وتتابعت المسيرة ، وتتابع النباح ، وفى كل مرة نأخذ زمام المبادرة والمبادأة ، والقفا يئن ويتوجه ويسب ويلعن ويتوجع ويتفجّع ويتألم مثل المرأة ( الهلوك ) عند الجماع الجنسى ، على حد قول الشاعر :
ويعجبنى منك حين النكاح حياة الكلام وموت النظر .
لا يقدم القفا جديدا فى الهجوم وفى التأوه وفى الأنين والتفجّع والتوجّع ، هى كاليشيهات مكررة ، شأن العاهرة الملتزمة بنوتة موسيقية تتأوه بها كل حين ، لا تملٌّ ولا تكلُّ . وهو ما يحدث الآن فى مولد المرحوم ( عصير الكتب )..
ثانيا :
1 ـ لا علم لى بما يسمى تليفزيون العرب ، ولكن لدى معرفة بالاستاذ بلال فضل منذ كان يعمل فى جريدة الدستور ، وقد نشرت لى مقالات منها ( المسكوت عنه من تاريخ عمر بن الخطاب فى الفكر السنى ) فى منتصف التسعينيات ، وهو نفس البحث الذى أعدت نشره على موقعنا وعلى موقع الحوار المتمدن وموقع عرب تايمز و موقع شفاف الشرق الأوسط ثم فيما بعد على موقعنا (أهل القرآن ) فتأوّه منه القفا كثيرا . بلال فضل كاتب مثقف لم تحتمله مرحلة السقوط الحالية فى مصر . هو صاحب رؤية يعبر عنها بالكتابة وبالدراما ، ودفع الثمن نفيا وغُربة . كتبت مره أضعه ضمن الكتاب الذين يعجبنى اسلوبهم . بلال فضل يعيش فى نيويورك ، وسمعت أن له برنامجا على اليوتوب إسمه ( عصير الكتب ). إتصل بى وعرض أن يستضيفنى فى ثلاث حلقات فى هذا البرنامج . ومع أننى ـ بسبب ظروف صحية ـ لا أحضر مؤتمرات ولا لقاءات فقد رحبت معتقدا أن ( عصير الكتب ) برنامج على اليوتوب شأن برامجنا على قناة اهل القرآن . وحتى لو كان برنامجا فى قناة فضائية فأنا لا أطلب أجرا . وسافرت فى سيارة ابنى الأمير منصور الى نيويورك ، وسجلنا الحلقات الثلاث ، وعرفت وقتها أنها الحلقات الأخيرة فى برنامج عصير الكتب ، أى أنه سيقدم بعده برنامجا جديدا ، وأنه أراد ختم برنامجه الذى استمر سنوات ــ على ما أعتقد ــ بهذه الحلقات معى .
2 ـ كانت لديه أسئلة محددة ، فلا يمكن لأسئلته فى الحلقات الثلاث أن تستوعب واحدا على الألف من المنشور لى من ألاف الكتب والمقالات والفتاوى والبرامج فى موقعنا وفى قناتنا على اليوتوب ، خصوصا أن من أسئلته أيضا ما يتاول حياتى وعلاقاتى بالراحل فرج فودة . أى لا بد من التركيز والاجابات السريعة. أظن أن هذا كان تخطيطه . كان لى تخطيط آخر ، ان أجذبه الى اهم ما أريد التصريح به فى هذه العجالة . لذا فى بداية الحلقة الأولى شكرته على إستضافتى وأننا نعانى من التعتيم المفروض علينا ، وأنه لو كان لدينا برنامج على قناة فضائية لإختلف الوضع ، ولكننى ممنوع من الكلام فى فضائيات الخصوم ، وإستشهدت بحلقات إستضافنى الأخ المتنصر رشيد ( المغربى ) ، وكيف أنها أحدثت ضجيجا ، وانتقدها المتطرفون المسيحيون والمتطرفون (المحمديون ) على السواء ، ثم أشرت الى الفتوحات وكيف أنها جريمة تخالف الاسلام ، وأن الخلفاء الذين قاموا بها هم جواسيس لقريش ، وهذا موجود وموثق فى كتاب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) وفى حلقات الصلاة فى برنامج ( لحظات قرآنية ) وفى كتابنا عن الصلاة الاسلامية للمسلمين والصلاة الشيطانية للمحمديين ، ومقالات كثيرة أخرى. وحرصت فى الحلقات الثلاث على الاستشهاد بكتبى المنشورة فى موقع أهل القرآن . لم يكن متاحا للإستاذ بلال فضل أن يأخذ وقته فى التعليق أو الاستنكار ، فمدفع الحقائق كان منطلقا ، وقد أجهد نفسه فى القول بأنه ليس مع أو ضد هذا ولكنه يدعو الى حوار حضارى .
3 ـ لم يحدث الحوار الحضارى . برز القفا يئن ويتوجع ويتفجّع ويسب ويشتم ويلعن . وتكاثر هذا حتى أخذت القناة قرارا بمنع الحلقة الأولى ثم حذفت الحلقتين . ونشرت السى إن إن فى موقعها العربى نبأ الحذف ، وتابعتها مواقع اخرى . وإنتهز الفرصة مذيع للعسكر الحاكم فى مصر أخذ يهاجمنى ويهاجم قطر ، وإستضاف هذا المذيع شيخا من الأزهر،أخذ يئن ويتوجع ويتفجّع يكرر نفس الموشح الهابط ، مجرد الترديد دون تجديد .
ثالثا :
1 ـ نعقد مقارنة بين الأخ رشيد المتنصّر فى برنامجه ( سؤال جرىء ) وقناة تليفزيون العرب . قال الأخ رشيد كل ما يخطر على باله من الطعن فى الاسلام ، ورددت عليه بإجابات علمية ، كانت أحيانا تثير حنقه ، والحلقات موجودة لمن يريد التأكد ، بل رأيتها منشورة بالكتابة . ومع شدة الانتقادات المسيحية للحلقات وأن ما أقول فيها يعتبر دعاية للإسلام إلا إن القناة لم تحذف الحلقات ، بل لا تزال تحصد المزيد من المشاهدات . الاستاذ بلال فضل رأى أن يختم برنامجه عصير الكتب بإستضافتى , أى يعلم مقدما بالمحاذير . وقد غامر وخاطر . ثم كانت النتيجة حذف الحلقات الثلاث ، وبدء عزف منفرد من القفا فى التأوّه والتوجع . الأخ رشيد وقناته أكثر ذكاءا من أصحاب القفا .
2 ـ بغض النظر عن إستمرار القفا فى الأنين والتوجع فهذا مكسب لنا . لا زلت محتاجا لأن تنبحنى الكلاب . وهم بأنّاتهم وتوجعهم وتفجعهم يقدمون دعاية مجانية لى . ما قلته فى دقائق عن الخلفاء الفاسقين موجود بالتفصيل فى كتاب ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين ) وبدأت مواقع على الانترنت فى تحميل الكتاب ، عدا مواقع أخرى تنشر مؤلفاتى للبيع ، وليسوا محتاجين لأخذ الإذن منى ، فقد أعلنت أن النشر متاح لمن يريد ، شريطة ألا يحتكر النشر .
أخيرا
1 ـ مجرد دقائق فى حلقة من برنامج ( عصير الكتب ) أحدثت هذا الانقلاب ، فماذا لو كان لدينا برنامج على إحدى القنوات الفضائية ؟
2 ـ لو حدث هذا لوصل التورم بالقفا الى مرحلة الانفجار . ومع ذلك فلن يقول القفا جديدا .
3 ـ فى هذا الصراع : من هو ( المنصور ) فى النهاية ؟ إنه " أحمد صبحى " ( منصور )
4 ـ أليس كذلك ؟ بل هو كذلك .!!
حفظكم الله جل و علا و أعانكم على الاستمرار في مهمة صعبة جدا و شاقة جدا نفسيا و مؤلمة جدا إلى درجة الإحباط .. و لكن لأنكم مؤمنون بالقرآن الكريم و ما جاء فيه من وصف لحال المصلح و طبيعة الشر الذي يكمن في صدور المكذبين و المشركين فلا أستغرب من حجم الإيمان و الراحة النفسية التي يمر بها الدكتور أحمد نظير ( عبارة ) قالها ! عبارة هزت أركان الملايين من الذين يقدسون أشخاصا و يعتبرونهم يمثلون الإسلام !! فكيف إذا قرأوا مقال : النبي محمد لا يمثل الإسلام .
الدكتور أحمد حفظه الله و أعانه على كمية السب و الألفاظ التي لا تعبر إلا عن تربية و أخلاق كاتبها و قد قرأت الكثير من التعليقات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي على هذا الخبر و شعرت بحزن شديد و شديد جدا و شديد جدا جدا و حنق شديد و شديد جدا و شديد جدا جدا !!
تذكرت مقال ( لكل مسيلمة سُجاح ! ) و هو المقال الذي بكيت في آخره و هالني حجم المستوى القمئ لدى كاتب المقال ثم قرأت ردود الدكتور أحمد و قارنت حجم الثبات و الصمود و مواصلة البحث و مواصلة التدبر لدى الدكتور أحمد .
يبقى الدكتور أحمد إنسان .. إنسان نبيل .. إنسان راق في تعاطيه و تحليله لمن ينتقده بأسلوب رخيص و حقير .. و لكن عندما نتدبر القرآن الكريم فقد حدث كهذا النقد بل وصل الأمر لأكبر منه !! و كلمة ( أهذا ) في وصفهم لخاتم النبيين عليه السلام تشعرك بحجم التكبر و العلو و السفاهة لدى المعتديين لفظيا .
و يقص علينا القرآن الكريم أن رجلا مصريا عظيما مؤمنا قال : ( ما لي أدعوكم إلى النجاة و تدعونني إلى النار ) و قال لهم : ( فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ) .
دمت صابراً .. دمت مثابرا رغم السنين .. رغم المرض .. رغم الغربة .. رغم كل شئ فالله جل و علا لا يضيع أجر من أحسن عملا يقول جل و علا : ( إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا ) .
هم يعلمون ان الزبد يذهب جفاء واما ما ينفع الناس يمكث في الارض.
اضحكي شابان في قناة الرحمه عرضوا مقطع فيديو للدكتور منصور لكي يردوا عليه .. ما اضحكني اني انتظرت لنهاية الفيديو الذي وعد الشابان فيه بالرد ، وحين جاء الرد واذ باحد الشباب يقول " والله العظيم يا جماعة انه احنا السنة الحق " .. انتهى الرد وذهبوا فاصل ...
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,114 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤا ل الأول من الاست اذة القرآ نية منيرة...
أهلا بالتنويريين .!: أتابع منذ فترة قصيرة بعض الفيد يوهات التي...
الانعام 139: ( وَمُح َرَّم ٌ عَلَى أَزْو َاجِن َا )ماذا...
سبحان الله العظيم .!: ( يَعْل َمُ مَا يَلِج ُ فِي الأَر ْضِ وَمَا...
صلاة الجمعة معهم..: أود أن استفس ر عن رأيكم فى الآية التى تقول "...
more
إستمر يا دكتور منصور –وإستمروا يا أهل القرءان فى نشررسالتكم الإصلاحية السلمية وسيجعل الله بعد عُسر يُسرا وسينصركم الله نصرا عزيزا ، وسيُجازيكم خيرا عن نضالكم السلمى فى الدنيا والآخرة إن شاء الله وتأكدوا من صدق قول الله ذو الجلال والإكرام ( إن الله يُدافع عن الذين آمنوا ) وقوله سبحانه ((ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز )).