آحمد صبحي منصور Ýí 2016-06-03
مقدمة :
شهد عصر المأمون آخر ثورة قام بها المصريون ( الأقباط ) ضد الظلم ، بعدها خمدت ثوراتهم وارتضوا الذل ـ ولا يزالون .
نعطى لمحة سريعة :
أولا : النهم فى سلب الأموال هو سبب هذا الظلم .
1 ـ وخلافا للقول بأن عمر بن العاص كان الأرفق بالمصريين فقد كان جشعا فى سلب أموالهم وكنوزهم ، وهو الذى هدد المصريين وقال : ( من كتمنى كنزا قتلته ) ,التفاصيل فى مبحث ( إضطهاد الأقباط فى مصر بعد الفتح الاسلامى ). ومن مجموع هذه المصادرات تضخمت ثروة عمروالشخصية وحين حضرته الوفاة استحضر أمواله فكانت (140) أردباً من الذهب . وتنافس الولاة فى السرقة والسلب بالجزية والخراج والمصادرات . وفى الدولة العباسية كان الخليفة يريح نفسه بأن يعين الوالى على أن يورّد للخليفة مبلغا معينا كل عام ، ويترك له أن يحصّل أضعاف هذا المبلغ من المصريين كيف شاء . وفى احداث عام 205 تقول الرواية ( ومات نائب مصر السري بن الحكم بها، ونائب السند داود بن يزيد، فولى مكانه بشر بن داود على أن يحمل إليه في كل سنة ألف ألف درهم ) أى تم تعيين الوالى على الهند / السند مقابل دفع مبلغ مليون درهم سنويا ، وليس مهما كيف يجمعها أو المقدار الذى يجمعه .
2 ـ وتم إنفاق هذا المال السُّحت بتبذير هائل . وسبق ما تم إنفاقه من اموال وضياع وجواهر فى زفاف المامون / بوران بنت الحسن بن سهل . ومدحوا المأمون بالكرم الزائد ، دون أن يساءلوا عن مصدر هذه الأموال وكيف جىء بها اليه . ودائما يكون المستفيدون بهذا السخاء الشعراء والمنافقون والقواد . ومدحوا عبد الله بن طاهر قائد المأمون وواليه على مصر بالسخاء . ونعطى أمثلة :
2 / 1 : فى أحداث عام 206 ، يقول أحد الرواة ( لما افتتح عبد الله بن طاهر مُضْر ونحن معه سوَّغه المأمون خراجها سنة ) أى منحه خراج مصر عاما بأكمله . تقول الرواية : ( فصعد المنبر فلم ينزل حتى أجاز بها كلها ثلاثة آلاف دينار أو نحوها . ) أى فرق أيراد مصر كله على أصحابه وهو على المنبر
2 / 2 : وفى الحرب عام 210 بين عبد الله بن طاهر و عبيد الله بن السرى المتغلب على مصر إنهزم عبيد الله بن السرى وتحصن بالفسطاط ، تقول الرواية ( ودخل الفسطاط منهزمًا فأغلق على نفسه وأصحابه الباب فحاصره ابن طاهر فبعث إليه ليلًا ألف وصيف وألف وصيفة مع كل وصيف ألف دينار في كيس حرير .. ) . الوصيف والوصيفة ( رقيق من الذكور والاناث ) ومعهم مليون دينار ..!!
2 / 3 : ( فمن الحوادث فيها: موت طلحة بن طاهر بخراسان فولَى المأمون أخاه أبا إسحاق الشام ومصر وولى ابنه العباس بن المأمون الجزيرة والثغور والعواصم وأمر لهما ولعبد الله بن طاهر لكل منهم بخمسمائة ألف دينار . ) أى نصف مليون دينار لكل منهم .!
ثانيا : التطرف فى سلب الأموال من المصريين أدى ثورة المصريين الاقباط ، وانفجار شلالات من الدماء :
1 ـ وأدى تطرف الولاة الأمويين فى جمع الأموال من المصريين إلى اضطرار المصريين للقيام بثورات متعاقبة، فأخمد الأمويين ثوراتهم بالحديد والنار.. وتطرفوا فى اضطهادهم والعسف بهم..وأدى العسف فى جباية الجزية والخراج إلى ثورة المصريين، وهم أقدر شعوب الدنيا على احتمال الصبر، ولكن العسف الأموى كان فوق طاقة المصريون أنفسهم.!!.
2 ـ ونرجع للمقريزى فى الخطط..: يذكر أن الأقباط صاروا عوناً لعمرو على الروم حتى انتصر عليهم، وإن عمراً كتب أماناً لبطرك القبط سنة عشرين من الهجرة فأتى إلى عمرو وجلس على كرسى البطريركية بعد غياب ثلاثة عشر سنة. واحتمل المصريون جشع عمرو بسبب موقفه من البطرك بنيامين الذى كان له النفوذ الأكبر على قلوب المصريين. وتبدل الحال بعد تحكم الأمويين من أولاد مروان بن الحكم، ووصل الاضطهاد إلى البطاركة الأقباط والرهبان أنفسهم..ففى ولاية عبد العزيز بن مروان على مصر صودر البطرك مرتين، وأمر عبد العزيز- وهو بالمناسبة والد الخليفة عمر بن عبد العزيز- بإحصاء الرهبان وأخذ منهم الجزية، وهى أول جزية أخذت من الرهبان. وتولى مصر عبد الله ابن الخليفة عبد الملك بن مروان فاشتد على النصارى، واقتدى به الوالى التالى قرة بن شريك فأنزل بالنصارى شدائد لم يبتلوا بمثلها من قبل على حد قول المقريزى. وأقام الأمويون مذبحة للأقباط سنة 107 هجرية حين ثاروا فى شرق الدلتا بسبب جشع الوالى عبد الله بن الحبحاب..وفى خلافة يزيد بن عبد الملك تطرف الوالى أسامة بن زيد التنوخى فى اضطهاد الأقباط، فصادر أموالهم ووشم أيدى الرهبان بحلقة من حديد، وكل من وجده منهم بغير وشم قطع يده، وفرض غرامات على الأقباط، وصادر الأموال من الأديرة، ومن وجده من الرهبان فى تلك الأديرة بلا وشم ضرب عنقه أو عذبه، وهدم الكنائس وكسر الصلبان. وفى خلافة هشام بن عبد الملك تشدد الوالى حنطلة بن صفوان فى زيادة الخراج، وأحصى الأقباط وجعل على كل نصرانى وشماً فيه صورة أسد ومن وجده بلا وشم على يده قطع يده. وثار الأعراب الساكنون فى مصر سنة 117 بسبب قيام الأقباط ببناء كنيسة يوحنا، وكان ذلك فى ولاية الوليد بن رفاعة. وأدت زيادة المظالم إلى قيام الأقباط بثورة عارمة فى الصعيد سنة 121 هجرية، وانتقلت الثورة إلى سمنود سنة 132 وإلى رشيد فى نفس العام وتولى الأمويون إخمادها بالعنف الشديد. وفى هذا العام انهزم مروان بن محمد آخر خليفة أموى أمام العباسيين فهرب إلى مصر فوجدها ثائرة على مظالم الأمويين، ومع ظروفه السيئة إلا أن الخليفة الأموى الهارب استنفذ ما بقى من قوته وعدته فى القضاء على ثورات الأقباط حتى قضى عليها، ثم واصل هروبه فى مصر أمام الجيش العباسى إلى أن لقى حتفه فى أبو صير، وكان يحتجز عنده البطرك القبطى ومجموعة من كبار الرهبان وزعماء الأقباط فأفرج عنهم الجيش العباسى.
3 ـ ونتتبع الاضطهاد العباسى حتى عصر المأمون : وفى هذه الفترة واصل الأقباط ثوراتهم على ظلم الولاة العباسيين، وكان الاضطهاد فى أغلبه رسمياً من السلطة الحاكمة التى تريد اعتصار الضرائب بالقسوة، والعنف فلا يجد الأقباط طريقة إلا الثورة التى تنتهى بالهزيمة والمذابح.. ونعطى أمثلة سريعة: فى سنة 150 هجرية ثار الأقباط فى سخا وطردوا ولاة الضرائب فأرسل لهم العباسيون جيشاً يقوده يزيد بن حاتم، وهاجم الأقباط الجيش ليلاً وقتلوا بعض أفراده وهزموا بعض فصائله، إلا أن الإمدادات العباسية تلاحقت وحاصرت الأقباط وهزمتهم، وامتد الانتقام إلى حرق الكنائس. واضطر الأقباط إلى دفع غرامة قدرها خمسون ألف دينار للوالى العباسى سليمان بن على كى يكف عن حرق الكنائس إلا أنه أبى.. وتولى بعده الوالى موسى بن عيسى العباسى فاستمع إلى نصيحة الأئمة المستنيرين من الفقهاء المشهورين بمصر مثل الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة، وقد أفتوا له بأن بناء الكنائس من عمارة البلد، فأذن الوالى بإعادة بناء الكنائس، ولكن ظلت المظالم على حالها. وفى سنة 156 هجرية عاد الأقباط للثورة فى بلهيت، فأرسل لهم الوالى موسى بن عيسى جيشاً فهزمهم وحكم بقتل الرجال وسبى النساء والذرية . .!!.
ثالثا : ثورة المصريين الأقباط الأخيرة ( أو ثروة البشمويين ) فى عصر المأمون :
1 ـ وفى عصر المأمون كانت ثورة 216 هجرية هى آخر ثورات الأقباط الحربية، وبعدها اتبعوا طريق المقاومة السرية، ونحن ننقل معاناة الأقباط عن المقريزى وهو الذى لا يخفى تعصبه ضد النصارى، يقول فى التعليق على ثورة 216 هجرية وآثارها "ومن حينئذ ذلت القبط فى جميع أرض مصر ولم يقدر أحد منهم على الخروج على السلطان، وغلبهم المسلمون على عامة القرى، فرجعوا من المحاربة إلى المكيدة واستعمال المكر والحيلة ومكايدة المسلمين. ) .! يقول المقريزى : عن عام 216 فى خلافة المأمون : (وفي أيامه انتقض القبط في سنة ست عشرة ومائتين فأوقع بهم الإفشين حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين عبد اللّه المأمون ، فحكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية ، فبيعوا وسبى أكثرهم . ومن حينئذ ذُلت القبط في جميع أرض مصر ولم يقدر أحد منهم بعد ذلك على الخروج على السلطان ، وغلبهم المسلمون على عامّة القرى، فرجعوا من المحاربة إلى المكايدة واستعمال المكر والحيلة ومكايدة المسلمين. ) المأمون الذى إشتهر بالعفو والذى نهب مصر : ( حكم فيهم بقتل الرجال وبيع النساء والذرية ، فبيعوا وسبى أكثرهم ).
2 ـ وتُطلق المراجع القبطية على هؤلاء الثوار المصريين لقب ( البشموريين ) وتقول انهم كانوا يسكنون شمال الدلتا فى المنطقة الرملية الساحلية بين فرعي دمياط ورشيد ، ويعملون في إنتاج ورق البردي الذي كان العالم كله في ذلك الوقت يستخدمه لتسجيل علومه ومعارفه وفى مختلف أنشطه حياته اليومية..ثاروا ضد الظلم أيام عيسى بن منصور الوالى العباسى من زياده ظلم جباة الخراج (الضرائب) ومضاعفة الجزية ،وقد قاموا بطرد عمال الدولة ورفضوا دفع الجزية. ارسل المأمون قائده الافشين بحربهم ، وفشل الافشين بسبب مناعة منطقتهم التى تحيط بها قنوات المياه ، وجهل جنود الافشين بالطرق والمسالك ، فكان البشموريون يتبعون حرب العصابات يختطفون جنود العدو ويقتلونهم على حين غفلة . وبهزيمة الافشين جاء المأمون بنفسه ، وصحب معه إلى مصر البطرك ديونوسيوس بطرك إنطاكية واستعان به وببطرك الأقباط الأنبا يوساب، لإخماد ثورة البشموريين، وساعدوه بفرقة من خبراء الطرق والمسالك حتى تمكن من الانتصار على البشموريين . وأحرق جيش المأمون بيوت البشموريين ، ولما رأى المأمون كثرة القتلى أمر جنوده بأن يتوقفوا عن قتلهم، ثم أرسلهم في طلب رؤسائهم وأمرهم أن يغادروا بلادهم . وسافروا على سفن إلى أنطاكية حيث أرسلوا إلى بغداد ، وكان يبلغ عددهم ثلاثة آلاف، مات معظمهم في الطريق. أما الذين أسروا في أثناء القتال فقد سيقوا كعبيد ، وبلغ عدد هؤلاء خمسمائة، فأرسلوا إلى دمشق وبيعوا هناك .
رابعا : مسلسل الدماء فى صراع العباسيين مع أعراب مصر
1 ـ في الفتوحات العربية كان انتشار القبائل العربية بمصر وشمال أفريقيا متساويا بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية من مضر وربيعة وكانت قبائل قيس أهم القبائل المضرية العدنانية وكانت تتصارع علي النفوذ مع قبائل كلب اليمنية القحطانية خصوصا في الشام فى الدولة الأموية . وعمل الأمويون علي نقل بعض القبائل القيسية إلي مصر في شرق الدلتا أو ما كان يعرف بالحوف الشرقي وهو المنطقة بين الأرض الزراعية في الدلتا وشبه جزيرة سيناء وتحتلها الآن محافظات الشرقية والدقهلية والقليوبية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد . وقبل خلافة هشام بن عبد الملك لم يكن من قبائل قيس بمصر إلا بعض البيوت من قبيلتي فهم وعدوان ، ثم وفد ابن الحبحاب علي هشام ابن عبد الملك وسأله أن ينقل إلي مصر بعض قبائل أخري من قيس وكان ذلك في ولاية الوليد بن رفاعة الفهمي علي مصر ، فأذن هشام في أن يهاجر إلي مصر ثلاثة آلاف من قبائل قيس وأن يحول ديوانهم إلي مصر بشرط ألا ينزلوا الفسطاط عاصمة الحكم وقتها .. فأنزلهم الحبحاب في الحوف الشرقي. وهناك رواية أخري تقول إن ابن الحبحاب في ولايته علي مصر كتب إلي هشام بن عبد الملك يعرض عليه أن ينقل بعض قبائل قيس إلي الحوف الشرقي حول بلبيس بالذات حيث لا يضر ذلك بأحد وحيث تخلو المنطقة من الوجود العربي ، فوافق هشام. ونزلت قيس بالمنطقة ، جاءوا من البادية العربية إلي بلبيس وما حولها وكان منهم مائة بيت من بني نضر ومائة بيت من بني سليم ، واستوطنوا المنطقة الزراعية القريبة من صحراء بلبيس وباشروا زراعتها وقاموا بتحصيل الصدقات والزكاة لصالح الدولة الأموية ، وكانوا يحملونها علي الإبل إلي الدلتا إلي ما يعرف بميناء السويس الآن ، وكان الرجل منهم يتكسب في نقل المحاصيل هذه أكثر من عشرة دنانير في الشهر . ثم سمحت لهم السلطات بشراء الخيول والاتجار فيها فأثروا من تربية الخيول بسبب جودة المرعي واتساع الصحراء لنشاطها ، وكان أحدهم يشتري المهر فلا يلبث المهر عنده شهرا حتى يصلح للركوب . وازداد ثراؤهم ووصلت الأخبار إلي أقاربهم من قيس في الجزيرة العربية فنزح إليهم خمسمائة بيت ، وبعدها بعام واحد جاء خمسمائة بيت آخر فصار في بلبيس وحدها ألف وخمسمائة بيت من قبائل قيس . وفي خلافة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية كان واليه علي مصر الحوثرة ابن سهيل الباهلي ، وقد مالت إليه قبائل قيس فتوافد علي مصر في عهده عناصر كثيرة ، حتى أصبح عددهم حينئذ أكثر من ثلاثة آلاف بيت . وحينئذ أصبح تركز القيسيين في شرق الدلتا ظاهرة تاريخية وسياسية لأنهم أثاروا القلاقل للدولة العباسية .
2 ـ فى نهم العباسيين للمال فرضوا زيادة جديدة في الضرائب سنة 178 في ولاية إسحاق بن سليمان بن علي العباسي .وثار أعراب قيس علي تلك الزيادة وجمعوا فرسانهم ومنعوا تحصيل الضرائب ، فبعث إليهم الوالي العباسي جيشا لم يستطع إخماد ثورتهم ، فأرسل إلي هارون الرشيد يطلب المدد فأرسل له بجيش هائل يقوده هرثمة بن أعين ، ونزل ذلك الجيش الحوف الشرقي فأخاف القيسيين وأذعنوا ودفعوا الخراج كله . ثم أرسل الوالي العباسي رجالا يقيسون الأرض الزراعية ويمسحونها ولم يعجب عملهم عرب قيس في الحوف الشرقي واتهموهم بعدم الأمانة في القياس ، واشتكوا إلي الوالي وهو الليث ابن الفضل البيودي فلم يهتم بهم . فجمعوا فرسانهم وساروا إلي الفسطاط والعسكر حيث يقيم الوالي ، فخرج إليهم الوالي في شعبان سنة 186 في أربعة آلاف جندي ، فالتقي معهم في معركة طاحنة في رمضان ومع أن جنوده انهزموا وتركوه في 12 رمضان إلا أنه ثبت مع نحو المائتين من جنوده حتى هزم القيسيين وطاردهم إلي غيتة ، وهي قرية بجوار بلبيس . وبعد هذا الانتصار بعث الوالي إلي بغداد بثمانين من رؤوس أكابر القيسيين ، ورجع إلي عاصمته .إلا أن تلك الهزيمة المنكرة لم تخضع القيسيين بل أثارت فيهم نزعة الثأر والانتقام فعادوا إلي منع الخراج ، وخشي الوالي أن يخسر أمامهم الجولة التالية فسافر بنفسه إلي بغداد في محرم سنة 187 وطلب من هارون الرشيد أن يزوده بجيش قوي لأنه لا يستطيع تحصيل الخراج من الحوف الشرقي إلا بقوة الجيش . وكان حاضرا محفوظ بن سليم ذلك المجلس فضمن للرشيد خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا ، فولاه الخراج وعزل الوالي ليث بن الفضل .. وظلت الفتن والمعارك دائرة بين القبائل العربية في مصر التي انحازت إلي قبائل قيس ورفضت الزيادات في الضرائب العباسية حتى تولي الخلافة المأمون.
3 ـ وتحالف القيسيون مع البشموريين ، وأعلن الجميع الثورة العامة في الدلتا كلها وفي صعيد مصر وطردوا الموظفين العباسيين ،واستمرت المعارك سجالا منذ بداية الثورة في حمادي الأولي عام 216 إلي 10 محرم عام 217 حتى جاء الخليفة العباسي المأمون بنفسه وأخمد الثورة وألغي الزيادات الضريبية .
خامسا : مسلسل الدم بين المأمون والطامعين فى تملك مصر
كانت مصر بثرائها مطمعا للطموحين من الولاة العباسيين ، ومن غيرهم . وبسبب التكالب على نهب مصر حدثت معارك أضافت الى مسلسل الدم فى مصر . وتفصيلاتها معقدة جاءت فى ( النجوم الزاهرة ) للمؤرخ أبى المحاسن و السلوك للمقريزى بالاضافة الى الكامل للمؤرخ ابن الأثير وتاريخ الطبرى .
أخيرا : حتى لايضيع منا طرف الخيط :
نذكركم بعنوان الكتاب : الأصل التاريخى لتقسيم العالم الى ( دار السلام ودار الحرب ).
ونذكركم :
1 ـ بأن الله جل وعلا لم يخلق البشر ليكونا معسكرين متحاربين ، بل خلق البشر جميعا أخوة من أب واحد وأم واحدة ، وجعلهم شعوبا وقبائل كى يتعارفوا سلميا ، لا لكى يتقاتلوا ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات )
2 ـ إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين وليس لقتال العالمين ، يقول جل وعلا : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء )
3 ـ إن الله جل وعلا أمر المؤمنين بالدخول فى السلام كافة ، فقال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) البقرة ). وتشريعات القتال الدفاعية هى إستثناء يخدم السلام . ولكن الصحابة إتبعوا خطوات الشيطان بالفتوحات ، وجعلوها دينا ، نتج عنه تقسيم العالم الى معسكرين متحاربين ـ حربا مستمرة ، لا يزال الوهابيون يواصلونها حتى اليوم
4 ـ القتال فى الاسلام هو لرد العدوان فقط ، وهذا معنى أن يكون فى سبيل الله جل وعلا . أما القتال المعتدى الذى فعله الصحابة فهو فى سبيل الشيطان ، وليس هناك توسط : إما قتال دفاعى فى سبيل الله جل وعلا ، وإما قتال باغ معتد ظالم يريد الثروة والسلطة ، أى فى سبيل الشيطان . يقول جل وعلا عن نوعى القتال : (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ )(76) النساء ) .
أحمل الي حضرتك تحية وسلام من صديقى وصديقك الدكتور وسيم السيسى حيث كنا بالأمس سويا فى سهرة ثقافية (وموسيقية بالطبع) فى منزل أحد الأصدقاء وعندما أبلغته سلامك بدت علية السعادة والتأثر وشرع فى رواية الذكريات المشتركة لكما بما تعلم عن قدرته الفريدة على الاسهاب فى الرواية بالاضافة الى حضوره الفريد وثقافته الواسعة .. ,أحب أن أوضح للاخوة فى الموقع أن الدكتور وسيم السيسى قبطى مصرى..
وتحية وحب وتقدير منى
ثناء أنتم أهل له ولست أنا ، لكنه حنو الأب المربي والمعلم ، وتشجيعه لأبنائه في العلم وفي الإيمان بالقرءان مصدرا وحيداَ للإسلام وكفى، ولا نطيل عليكم ونثقل وحفظكم الله تعالى.
متعكم الله بالصحة وراحة البال وكل عام وانتم بخير .. ومرحبا ألف مرة بالدكتور محمد شعلان وانا فى انتظار تفضله بالاتصال 01006037080 أو بتشريفى فى العيادة 24 شارع البستان ميدان الفلكى باب اللوق وبالمناسبة هى نفس العمارة التى كان بها عيادة الدكتور حسن الحفناوى زوج السيدة ام كلثوم
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5130 |
اجمالي القراءات | : | 57,291,360 |
تعليقات له | : | 5,458 |
تعليقات عليه | : | 14,839 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
أسئلة عن : ( بوتين سيقتل بشار ، سوريا وثقافة الاستبداد والاستعباد )
الغزالى حُجّة الشيطان ( الكتاب كاملا )
خاتمة كتاب ( الغزالى حُجّة الشيطان فى كتابه إحياء علوم الدين )
دعوة للتبرع
مات كهلا: هل الاية 46 من سورة ال عمران "وَيُ َلِّ ُ ...
الصحابة الكافرون : فى سورة الحدي د الآية 28 يقول الله سبحان ه ...
يا حسرة على القاهرة: السؤا ل : هل مصر تحتاج الى عاصمة جديدة وهل...
الكعب العالى : ما حكم لبس حذاء الكعب العال ي للنسا ء؟ ...
زوجتى افطرت رمضان: زوجتي أفطرت جميع شهررم ضان ...
more
من العار والصغار تسمية شوارع مصر وميادينها ومدارسها ومستشفياتها بأسماء السفاحين واللصوص من بني أمية وبني العباس، الأمويين والعباسيين، لماذ نطلق اسم المأمون على أشهر الشوارع وأهمها الذي يربط بين مصر الجديدة وجامعة عين شمس! شارع الخليفة المأمون، هذا السفاح الذي بعث جيوشه لقتل القبط المصريين وسلب ارزاقهم ومقدرات حياتهم ولماذا نطلق اسم شارع هارون على واحد من أهم شوارع مصر الجديدة-؟!
وميدان عظيم وحيوي يربط بين مصر الجديدة ووسط البلد يطلقون عليه ميدان العباسية، يا للعار ويا للصغار ، !
هل نقدس جلادينا ومعذبينا وسارقينا، لابد من التحرك على وجه السرعة ومحو هذ العار عن شوارع ومياديين ومدارس ومستشفيات مصر!
لم يكن من الممكن معرفة هذا الظلم وهذا التعذيب والسلب والنهب للمصريين على ايدي السفاحين الأمويين والعباسيين المتسربلين بالدين وهو منهم براء، لولا مجهود هذا المربي وهذا المعلم والمؤرخ / أحمد صبحي منصور.