بكتيريا الإخوان اللاهوائية

هل هناك كائن حى على وجه الأرض يكره الأكسجين بل يموت إذا تعرض لكمية بسيطة منه؟ نعم إنه نوع من البكتيريا يطلق عليه فى كتب البكتريولوجى «البكتيريا اللاهوائية الإجبارية»، هذه البكتيريا ما دامت قد غاب الأكسجين عنها وتلوث الجرح المغلق فهى تعيش فى أمان وطمأنينة وتترعرع وتنمو وتتكاثر وتتغلغل، ولكن إذا انفتحت ثغرة ودخل الأكسجين فإنها سرعان ما تموت وتذبل وتندثر وتنقرض، مجرد فتح وتنظيف الجرح بالأكسجين سينقذ سائر الجسد، ولكن إذا تركته سرعان ما سيسرى فى الدم ويقتلك بسرعة الضوء.

أتذكر هذه البكتيريا اللاهوائية كلما قرأت تصريحاً للإخوان أو رأيت وسمعت قراراتهم السياسية، إنهم يكرهون كراهية التحريم أكسجين الحرية، لذلك هم لا يحتملون إعلاماً حراً لأنه يخنقهم ويعريهم، وفى النهاية يقلص تكاثرهم السرطانى، إنهم يذبلون بالأكسجين، يتقزمون ويتقلصون ويتضاءلون ويُفضحون بالأكسجين، الحرية تجعلهم يتصرفون بحماقة مع الإعلاميين الذين سماهم المرشد سحرة فرعون، واتهمهم العريان بالعمالة وتلقى الأموال من الخارج، وأتوقع أوامر عليا بالإخصاء وقطع الألسنة ووضع السيخ المحمى فى صرصور الأذن الصحفى، حتى القناة التى فتحت لهم نوافذ الأثير فى وقت الصمت والخرس والسجن المباركى، وهى قناة دريم، عندما اشتد ساعدهم رموها بالمنع والغلق والردح والتجريس، إنها بكتيريا الإخوان اللاهوائية التى لا تنسى ثأرها مع الأحرار والحرية مهما طال الزمن.

تعالوا ندرس ماذا تفعل البكتيريا اللاهوائية فى جسد الوطن، أقصد فى جسد الإنسان، وقبل الشرح أى تشابه بين البكتيريا اللاهوائية والإخوان هو تشابه غير مقصود. التيتانوس من الأمراض التى تسببها البكتيريا اللاهوائية، له اسم شائع آخر وهو الفك المغلق!! سبحان الله، نفس ما يريده الإخوان من الإعلام؛ الفم المغلق والعقل المغلق والوجدان المغلق، تعيش هذه البكتيريا فى روث الحيوانات، ومن الممكن أن تنقلها المعادن الصدئة، وغالباً تصيب الأطفال عند قطع الحبل السرى بآلة غير معقمة، أدعو الله ألا ينقطع حبلنا السرى الذى يربطنا بالحرية وبالعالم المتحضر المبدع، المهم يتشنج ويتيبس جسد الوطن وعضلاته، أقصد الإنسان الذى ينتهى بتشنج عضلات التنفس، فيموت الوطن مخنوقاً أقصد الإنسان، وغالباً يموت 70% ممن تفترسهم هذه البكتيريا عدوة الأكسجين.

المرض الثانى الذى تسببه هذه البكتيريا هو البوتيوليزم، وهو مرض ناتج عن تناول الطعام المعفن سيئ التخزين مثل الفسيخ، ومن الممكن أن يصيب الأوطان أيضاً من الأفكار العفنة المحنطة سيئة التخزين! والسم الذى تفرزه هذه البكتيريا هو أخطر سم فى العالم، ويرقد فى الموصلات العصبية، ويتحد مع الأستيل كولين المسئول عن انقباض العضلات فيشل العضلات، وما أكثر موصلاتنا العصبية والعقلية التى أصابها الشلل فخرجنا إلى متحف التاريخ حيث سيشاهدنا المهتمون بالحفريات، حيث سنسكن نفس القاعة إلى جانب الديناصورات والماموث وباقى الكائنات المنقرضة! أما الأعراض فتبدأ بجفاف الحلق والدوار وعدم القدرة على الكلام وتنتهى بشلل التنفس، يا ربى.. نفس أعراض الوطن المنكوب!!

هناك من يكره فتح النوافذ ودخول الضوء وتنفس الأكسجين لأنه لا ينتعش إلا فى جو الزنازين والأقبية والكهوف