اجرى الحوار: شمس الدين النقاز- منتصف العام 2013، أعلن الأمير خالد بن فرحان آل سعود، انشقاقه عن النظام السعودي وولاءه للتيارات الإصلاحية في البلاد، داعيا من أسماهم بـ”الأمراء الصامتين” إلى أن يحذوا حذوه.
- الحبُّ وقت الفتنة والحرب : خالد وأم خالد وحبيبة خالد
- مملكة التعذيب الفرعونى : مملكة الخوف
- قبل أن يرحـــــــ يــموت ـــــــــل مبارك ..!!
- الرد المفصل علي السلفيه
- أعزائي إليكم الوصلة للمناظرة على المباشر مع الشيخ فرحان المالكي وسني
- المؤرخون الرومان فى تسجيلهم لتاريخ الخلفاء الراشدين : تحية للعلامة ابن فرحان المالكى
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا.
- خطورة أن يكون الرئيس المصرى إخوانيا
- (القرآن الكريم وإهلاك آل سعود ) : ( فسق آل سعود )
وقال الأمير المنشق وقتها إن انشقاقه على النظام جاء نتيجة الممارسات والسياسات الداخلية والخارجية التي ينتهجها النظام، لاسيما استيلاءه على الثروات الوطنية، في إشارة منه إلى النفط، كما دعا الأمراء الصامتين إلى “الإعلان عن موقفهم والتوقف عن السكوت والسلبية والاستعداد لتحمل التبعات إرضاءً لله والوطن”.
صحيفة “وطن” كان لها حوارا مع الأمير المنشق خالد بن فرحان آل سعود قال فيه إنه في حالة حدوث انقلاب شعبي على العائلة الحاكمة في ظل سياسات التخبّط الهوجاء لابن الملك المدلل محمد بن سلمان، فإن أعضاء العائلة الحاكمة يدركون أن الشعب وقتها لن يفرق بينهم وبين النافذين في العائلة الحاكمة من صانعي السياسة العامة للدولة.
وأكّد الأمير المنشق في حوار خاص أن روح الانتقام ستسود عند الأمراء الذين تمت إهانتهم وسجنهم وإقالتهم من مناصبهم، وسيظهر ذلك مباشرة بعد موت الملك، مشيرا إلى أنهم سيجعلون من محمد بن سلمان وبطانته عبرة أمام الرأي العام السعودي والعالمي لإعادة هيبتهم وسمعتهم وأموالهم.
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته صحيفة “وطن” مع الأمير المنشق خالد بن فرحان آل سعود:
كيف يعيش خالد بن فرحان آل سعود في ألمانيا وسط تهديدات باستهدافه لإعادته للسعودية؟
معيشتي بألمانيا لها مراحل عدة وباختصار:
المرحلة الأولى: مرحلة العلاج حين جئت أول مرة لألمانيا بغرض العلاج عام 2004، ولم يكن مجيئي آنذاك متوافقا مع رغبة الأمير سلمان بن العزيز وهو الملك الحالي كما أسلفت في استضافتي بالقناة الألمانية DW، فكانت المضايقات عبارة عن قطع العلاج عني من قبل السفارة السعودية من آن لأخر وهو ما أثّر على حالتي النفسية آنذاك كثيراً، خاصة مع اكتشافي ومواجهتي لسرقة وفساد السفير السعودي ببرلين الدكتور أسامة الشبكشي من أموال الملحقية الصحية الخاصة بالمرضى السعوديين بألمانيا وأوروبا بطرق شتى.
المرحلة الثانية: مرحلة منع شقيقتي الدكتورة ابتسام من السفر خارج المملكة بطريقة ظالمة وتعسفية وبدون جريمة أو حكم قضائي لكشفنا عن فساد خاص أُلحق بنا شخصياً من جانب المكتب الخاص بالأمير سلمان بن عبد العزيز آنذاك، حيث صدر بحقّي أنا الأخر أمر تعسّفي بمنع السفر وهو ما جعلني أذهب خارج المملكة هارباً من القرار الظالم قبل تعميمه في مخارج السعودية وتطبيقه عليّ.
المرحلة الثالثة: مرحلة كتاباتي من ألمانيا للمناصحة بوجوب الإصلاح السياسي للملك عبد الله ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آنذاك، وقد كلمني وقتها هاتفياً كبار السياسيين في الدولة لعدولي وابتعادي عن السياسة بصفة عامة ومنهم الأمير سطام بن عبد العزيز آل سعود نائب أمير منطقة الرياض والدكتور خالد العيسي نائب رئيس الديوان الملكي والأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض آنذاك والأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، وعدد كبير من كبار العاملين بالاستخبارات العامة السعودية ودعوة السفير السعودي في برلين أسامة الشبكشي للقائه عدة مرات وبالفعل تمت مقابلته أربعة مرات في قهوة ببرلين خارج السفارة السعودية بناءً علي طلبي وأخيراً مقابلتي لرئيس الاستخبارات العامة السعودية آنذاك الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود في مدينة ميونخ الألمانية بناءً علي طلب من الملك عبد الله. وقد كانت جميع هذه المحاولات لذهابي للسعودية بحجة مقابلة الملك عبد الله وليس للحوار والتفاهم وتبادل وجهات النظر.
المرحلة الرابعة: وهي مرحلة كانت صعبة جداً عليّ لأنها تخللتها مجموعة كبيرة من التهديدات والملاحقات من قبل عناصر الاستخبارات السعودية بألمانيا مما اضطرني بكلب اللجوء السياسي بألمانيا وهنا بدأت حرب مضاعفة من شراء ذمم لخمس محامين وكلتهم للدفاع عني وشراء ذمم مترجمين محلفين لترجمة مستندات خاصة بي للمحكمة الادارية الخاصة بالبت في اللجوء الخاص بي وشراء ذمم كثير من معارفي وأصدقائي حتي أصبحت وحيدا عارياً في ألمانيا، وقد رفعت الدعوة القضائية بنفسي للمحكمة الإدارية خوفا من شراء ذمم المحامين وبصعوبة بالغة وقرأت خلالها عددا كبيرا جداً من المرافعات لكي أستطيع أن أصل لهدفي من غير تدخل المخابرات السعودية في شأن القضية، وقد استدعاني القاضي لعمل موعد للقائه للاستفسار عن سبب منعي لمحام للدفاع عني وقد نصحني بتوكيل محام، وقد ساعدني الله في التعرف على قاض سابق كان يرأس المحكمة الجنائية في برلين وأحيل على المعاش وكان ومازال نزيهاً جداً فقام بمساعدتي ولله الحمد في حصولي على اللجوء ومن ثم الجنسية الألمانية والآن يقوم بمخاطبة الجهات الألمانية وخاصة وزارة الداخلية لحمايتي من الاستخبارات السعودية لكمية التهديدات التي أتلقّاها.
المرحلة الخامسة الحالية: وقد بدأت منذ إعلان انشقاقي ومسبباته عام 2013 واتجاهي للمناداة العلنية بوجوب الإصلاح السياسي وحتى الآن يتم تهديدي بصفة مستمرة وتهديدي بشقيقتي الدكتورة ابتسام التي تقبع ظلماً في الإقامة الجبرية في السعودية، ومنذ سنتين تقريبا تم تسميمي وقد كنت على حافة الموت حيث دخلت المستشفى في حالة خطيرة بعد أن توقف الكبد عن العمل 100% مع وجود أربعة جلطات في المخ والتهاب في المخ مما جعلني خلال هذه المدة وحتى الآن أتعالج وقد تخلل هذا العلاج عملية جراحية خطيرة في المخ ولله الحمد ما زلت على قيد الحياة وأتمتع الآن بالحرية الكاملة في ألمانيا ولكن الذي يقيدني الآن هو حرصي الشديد على عدم إيذائي أو خطفي داخل ألمانيا مما يحد لدرجة كبيرة من حريتي، والحمد لله على كل شيء.
لماذا قررت الانشقاق عن العائلة الحاكمة؟
قررت الانشقاق لإحساسي الشخصي بمدي ظلم واستبداد النظام السياسي السعودي خاصة في ظل تعاملهم معي في مشكلتي الشخصية، التي كشفت لي بوضوح مدى قمعية واستبدادية هذا النظام، ومدى ادعائهم ونفاقهم الديني لتحقيق مكاسبهم الشخصية سواء السياسية أو الاقتصادية … وعدم تقبلهم نهائياً للآخر ، فاكتشفت حقيقة أن الحكومة السعودية عملت على إنشاء وخلق دولة بوليسية منذ البداية ذات ثقافة استبدادية قمعية، وهو ما يبرر محدودية الفكر القائم ، الذي لا يملك بعداً استراتيجيا ولا وعياً حوارياً ثقافياً يستوعب الأخر. ومن هنا تناسيت مشكلتي الشخصية واكتشفت ضرورة المناداة بتغير وإصلاح النظام السياسي السعودي الجامد الظالم الذي يتقاطع بشدة مع جيل هذا العصر الحالي.
ما الفرق بين الأمير خالد وبين خالد المنشق؟
والدتي مصرية، ربتنا أنا وأخواتي البنات منذ نشأتنا علي تناسي لقب أمير من حساباتنا والتركيز علي دراستنا، لأن تعليمنا هو الذي يصنع شخصية الإنسان وليس لقبه وأنا محق فيما أقول ولا أجمّل الصورة، فكانت حياتنا حياة عادية مثل بقية المواطنين وكانت دراستنا هي الهدف الأساسي لذلك لم أشعر الآن بأي اختلاف بين اللقبين، ولكن لقب أو كنية الأمير المنشق جعلتني أكثر ارتياحاً في نقد هذا النظام، الذي أنتمي له بالولادة والدم فقط وليس بالممارسة والرؤية.
ألّفت مؤخراً كتاباً بعنوان “مملكة الصمت والاستعباد في ظل الزهايمر السياسي”، لماذا اخترت هذا العنوان المثير؟
لأن هذا الاسم وجدته معبراً عن محتوى الكتاب وعن رؤيتي للنظام السياسي وممارساته، وقد بينت عند الدعاية للكتاب في خلفيته سبب تسميته بهذا الإسم.
عن ماذا يتحدث الكتاب إجمالاً؟
قد حاولت جاداً طرح كتاب يفهمه العامة من الناس وكذلك المتخصصون في العلوم السياسية والمثقفون، وسوف أعرض لك بعض المحاور الهامة في الكتاب وهي:
- تاريخ المملكة العربية السعودية:
- مقدمة.
- الدولة السعودية الأولى: “نشأة الفكر الوهابي الراديكالي”.
- الدولة السعودية الثانية: “دولة الخيانات والاغتيالات بين أفراد الأسرة الحاكمة”.
- الدولة السعودية الثالثة: “المملكة العربية السعودية”.
-الملك سعود بن عبد العزيز
-الملك فيصل بن عبد العزيز
-الملك خالد بن عبد العزيز
-الملك عبد الله بن عبد العزيز
- النظام السياسي السعودي:
شرح مفصل للنظام السياسي السعودي وتطوره مع عدد كبير من الحقائق والأسرار.
- النظام القضائي السعودي:
- قانون الإرهاب الجديد Saudi’s Terrorism law:
- المحكمة الجزائية المتخصصة Specialized Criminal Court:
- دور المؤسسات الوطنية الحكومية السعودية في حماية حقوق الإنسان:
أولاً: الهيئات السعودية الخاصة بحقوق الإنسان:
ثانياً : الامبودزمان:-
أ. ديوان المظالم:
ب. الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة):
- حقيقة وحقوقية حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية:
- وزارة الداخلية وانتهاكات حقوق الإنسان:
- خريطة المعارضة السعودية:
شرح تفصيلي لأنواع المعارضة السعودية قديماً وحديثاً.
- التنشئة الاجتماعية والسياسية السعودية:
- الإرهاب “محاربة أم صنع”.
- التعايش السلمي:
وأخيراً: مستقبل المملكة العربية السعودية:
هل وصلتك تهديدات قبل وبعد نشر الكتاب؟
هناك تهديدات دائمة وقد تعدت التهديدات إلى والدتي المصرية التي تقيم في القاهرة، مما دفعنا للكتابة لوزير الداخلية الألماني وقد تفاعلوا معنا وتقابلت عدة مرات مع ضابط كبير مختص بقضيتي بالأمن القومي الألماني ووعدني بالتفاعل جدياً مع هذه التهديدات.
ما هي أهدافك من معارضة آل سعود؟
ببساطة الحفاظ علي رمزية العائلة الحاكمة لعدم تفكك وتقسم الدولة ومن ثم منع الفوضى والاقتتال لأن الدولة السعودية غير متجانسة ولا متماسكة، فقد عمل النظام السياسي منذ نشأته علي سياسة فرق تسد بزيادة حدة الانقسام المجتمعي لتكون المحصلة وجود انقسامات حادة منها الانقسامات القبلية بين القبائل فيما بينها وبين باقي العوائل التي لا تنتمي إلى أي قبيلة كما أن هناك الانقسامات المناطقية بعدم التجانس والتلاحم بين مناطق السعودية الكبرى مثل المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية والمنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية والشمالية، وهناك انقسامات أخرى أيديولوجية كبيرة ومختلفة بين أبناء الشعب السعودي وأخيراً انقسامات جيلية وهو الانقسام في الفكر وطبيعة الحياة بين جيل تعلم في الخارج ومنفتح وجيل منغلق لا يقبل الانفتاح إلخ.
لذلك أنادي وسأظل أنادي بأهمية الانتقال إلى الملكية الدستورية على النموذج السياسي البريطاني للحفاظ على الدولة وتماسكها والتنازل للشعب على مهام حكمه بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة والشورى الحقيقية.
ما هي الإنجازات التي حققتها منذ انشقاقك؟
على الصعيد الشخصي فقد توقف ومُنع راتبي المادي من الدولة وفقدت وظيفتي كدبلوماسي في السفارة السعودية بالقاهرة، ولم أستطع مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بي منذ ست سنوات في جامعة القاهرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهي عن حماية حقوق الإنسان بدول مجلس التعاون الخليجي لخوفي من الإطاحة بي في القاهرة ومن ثم تسليمي للحكومة السعودية، كما تم وضع شقيقتي الدكتورة ابتسام المزري داخل السعودية تحت الإقامة الجبرية وتم فرض منع السفر التعسفي عليها منذ أكثر من اثني عشر عاماً والتهديد بصفة مستمرة بإيذائها وقتلها وأخيراً التهديد بإيذاء والدتي في مصر هي الأخرى.
مع ذلك أشعر بالسعادة لأنني تحررت من القيود التي تفرض على كل مواطن سعودي الخوف من التعبير عن رأيه بصراحة عن هذه السياسات الظالمة الخائنة في السعودية.
هل تكشف لنا بعض التفاصيل المجهولة حول ما يحدث داخل العائلة الحاكمة خلال الفترة الأخيرة؟
حالة رعب وخوف شديد من المستقبل المجهول على أنفسهم وأولادهم وعائلتهم وعلى بلدهم لأنهم في المحصلة مواطنون سعوديون كباقي المواطنين، والأغلب الأعم منهم ليس له دور ولا تأثير في رسم وصنع وممارسة السياسة العامة للدولة قديماً وحديثاً، ولكن في حالة حدوث انقلاب شعبي على العائلة الحاكمة في أي وقت خاصة في الوقت الحالي في ظل سياسات التخبّط الهوجاء لابن الملك المدلل محمد بن سلمان، فإنهم يدركون تماماً أن الشعب وقتها لن يفرق بينهم وبين النافذين في العائلة الحاكمة من صانعي السياسة العامة للدولة.
لماذا فشل الأمراء بمختلف تفرعاتهم في إيقاف محمد بن سلمان؟
أولاً هناك عرف سائد داخل العائلة الحاكمة السعودية خاصة بعد إزاحة الملك سعود من الحكم ومقتل الملك فيصل الذي أزاح أخاه وتولى هو الحكم آنذاك، وهو عدم الانقلاب أو التدخل في سياسات أي من أبناء الملك عبد العزيز الذين تواتروا على حكم المملكة فيما بعد، ولكن الآن الأمور تغيرت جذرياً في طبيعة تسلم السلطة من أبناء الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية إلي جيل الأحفاد، لذا أقولها ببساطة سيشهد العالم بعد موت الملك سلمان مفاجئات غير متوقعة داخل العائلة الحاكمة.
هل صحيح أن الأمير أحمد بن عبد العزيز تحت الإقامة الجبرية؟
نعم، فهو الأصلح والأحق بحكم المملكة، وهو من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز ويحظى بشعبية مطلقة الآن داخل العائلة الحاكمة كما يحظى بشعبية كبيرة جداً داخل المجتمع السعودي نظراً لسمعته النظيفة، وهو متعلم تعليم عالي بالولايات المتحدة، وشغل منصب وزير الداخلية في السعودية.
هل لديك تفاصيل عن حادثة اعتقال الأمراء 11 ؟
هم مجموعة من الأمراء الشباب أغلبهم من فرع سعود الكبير وفرع آل جلوي داخل الأسرة الحاكمة، أرادوا مقابلة الملك سلمان لخوفهم من المستقبل الأسود للأسرة الحاكمة والدولة لمناقشته وإبداء رفضهم لسياسات نجله محمد في السياسة العامة للدولة بصفة عامة وخاصة في موضوع سجن الأمراء المتهمين بالفساد لما يمثل ذلك من ظلم لهم ولخطورة تفكك الأسرة الحاكمة وعدم تماسكها وفقد هيبتها واحترامها وهو الشيء الذي اعتمدت عليها الأسرة الحاكمة في الحكم، وقد رفض الملك سلمان مقابلتهم بعد محاولاتهم الجادة والحثيثة، لذلك ذهبوا لطلب مقابلة الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لمناقشته في الأمر عوضاً عن الملك، وقد أرسل الأمير فيصل لولي العهد محمد بن سلمان لسؤاله عن مقابلتهم وجاءه الرد بالرفض وبالفعل امتنع هو الآخر عن مقابلتهم، لذا اعتصم هؤلاء الأمراء أمام قصر الحكم في الرياض وهو ليس قصر الملك ولكن مبنى إمارة منطقة الرياض طلباً لمقابلته بعد أن سُدّت أمامهم جميع الأبواب، وقد أصدر محمد بن سلمان أمرا لقوات السيف الأجرب بمحاصرة الأمراء واعتقالهم، الأمر الذي حدث بالفعل وتم اعتقالهم في سجن الحائل.
هل تعتقد أن روح الانتقام ستسود عند الأمراء الذين تمت إهانتهم وسجنهم وإقالتهم من مناصبهم، وكيف سيتعامل معهم ابن سلمان مستقبلاً؟
بالتأكيد، سوف يقومون كما أسلفت بالذكر بعد موت الملك سلمان بالانتقام الشديد من محمد بن سلمان وبطانته حتى لو أصبح ملكاً وجعله عبرة أمام الرأي العام السعودي والعالمي لإعادة هيبتهم وسمعتهم وأموالهم وسوف نرى أشياء عجيبة ستحدث في الساحة السعودية لم نرها من قبل، ورد فعل ابن سلمان على ذلك سيكون رداً تقليدياً بمحاولة استعمال القوة ضدهم ولكن السؤال المحوري هنا هل ستبقى هذه القوة التي يتحوّز عليها الآن تحت إمرته وطوعه بعد موت أبيه.
ما هو موقفك من حملة التغريب التي تعيشها المملكة خلال الفترة الأخيرة؟
هي حملة مشوهة ومحاولة فاشلة لابن سلمان لتغريب المجتمع السعودي من خلال إكسابه لقشور وسلبيات التغريب وليس لمضمونه، أي محاولة أمركة مجتمع تقليدي إسلامي محافظ إلى مجتمع سطحي يقلد الغرب في سلبياته الاجتماعية فقط، فالتحديث يبدأ من إصلاح النظام السياسي الذي يجعل المجتمع من يختار مصيره وآليات عمله من خلال العمل السياسي الشعبي وذلك بالانتقال إلي الملكية الدستورية التي تتيح للمجتمع حكم نفسه واختيار طريقة عيشه ومستقبله.
هل يسيطر ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد علي محمد بن سلمان ويتحكم في قراراته؟
نعم، فكل متابع للساحة السياسية السعودية يعلم يقيناً مدي سيطرة وتحكم محمد بن زايد في صنع القرار السياسي السعودي، خاصة وأن محمد بن زايد أصبح وبجدارة الوكيل الرسمي والمخلص للمصالح الصهيونية في المنطقة وتربطه علاقات كبيرة خاصة سياسية وعسكرية بإسرائيل وهو ما دفع ابن سلمان ليكون تلميذا مطيعا لابن زايد بغرض إرضاء إسرائيل والولايات المتحدة لضمان تنصيبه في الحكم.
هل لديك تفاصيل عن مكان تواجد الأمير عبد العزيز بن فهد وهل صحيح أن حالته الصحية حرجة وأنه ممنوع من الزيارة؟
للأسف لا أعلم عنه شيئا سوى ما ينشر عنه في الإعلام، مع تعاطفي الشديد معه.
حسب قراءتك لمسار الأحداث لمسار الأحداث داخل المملكة وخارجها، هل تعتقد أن السعودية علي أعتاب ثورة شعبية تحركها الأوضاع الاجتماعية قبل السياسية والدينية؟
بالتأكيد، السعودية على مشارف ثورة شعبية قادمة لا محالة، فبعد إزاحة محمد بن سلمان المؤكدة من الحكم، سوف لن يكون هناك استقرارا سياسيا في الحكم في السعودية وسوف تتعدد أوجه الحكم بصفة سريعة من أشخاص مختلفة داخل العائلة الحاكمة، فكما أسلفت أن العائلة فقدت هيبتها ومكانتها داخل نفوس المواطنين في المملكة نتيجة الاعتقالات الأخيرة لكبار النافذين في العائلة الحاكمة التي فقدت تماسكها فيما بينها كعائلة واحدة، هذان العنصران كانا عمود الارتكاز الأساسي لضمان استمرار العائلة في الحكم، لذا بعد فشل العائلة مستقبلاً في التوافق على شخص الحاكم فيما بينهم وما سينتج عن ذلك من تدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية… سوف تقوم ثورة شعبية جارفة للعائلة بكاملها والله أعلم.
هل تعتقد أن الأميرين متعب بن عبد الله و محمد بن نايف قادران علي إعادة التموقع في حربهما ضد محمد بن سلمان؟
لا أعتقد أن كلاً من الأميرين سوف يكون لهما دور بارز أو حيوي في الشأن السياسي السعودي المستقبلي ولكن من المحتمل أن يلعبا دورا ثانويا أو ضعيفا من خلال المساهمة في تأييد أحد آخر من أعضاء الأسرة الحاكمة في الحكم بعد إزاحة محمد بن سلمان في المستقبل، فمحمد بن نايف لا يحظى بأي شعبية داخل المجتمع السعودي نظراً لأنه كان وزيراً سابقا للداخلية ومعروف بظلمه وجبروته وسوء سمعته، كما أن متعب بن عبد الله فقد هيبته وقوته بطريقة مخزية وظهر مدى ضعفه أمام الأسرة الحاكمة والعامة بعد اتهامه بالفساد واعتقاله وفقدانه لمنصبه الهام بسهوله كوزير للحرس الوطني.
وفق تقديرك كم قيمة مبالغ التسوية التي حصلها أبن سلمان خلال حملة مكافحة الفساد الأخيرة؟
جمع إلى حد الآن حوالي 400 مليار دولار ويطمح للوصول لمضاعفة المبلغ إلى 800 مليار دولار في نهاية التحقيقات.
ما مصير هذه الأموال، هل ستذهب إلى الحافظة الشخصية لولي العهد محمد بن سلمان أم الخزانة العامة للدولة؟
الكل يعلم جيداً داخل الأسرة مدي جشع محمد بن سلمان وأبوه في حب المال، فالملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض معروف بالفساد، حيث لم يترك ميراثا كبيرا لأحد ما داخل السعودية سواء من المواطنين أو من عائلته إلا وله النصيب الأكبر من هذا المال، والدليل على ذلك القضية المشهورة عن ميراث الشيخ الملياردير سليمان الراجحي الذي استولى سلمان بن عبد العزيز على أغلبه ظلماً من أبنائه، كما توجّه عدد كبير من الأمراء بشكاوي لسرقة سلمان بن عبد العزيز لميراثهم، كما عُرف عنه سرقته للجمعيات الخيرية التي يرأسها والتي يساهم المواطنون بدعمها بالمال مثل جمعية سلمان بن عبد العزيز للإسكان الخيري ومركز سلمان للإغاثة، والهيئة العامة لتطوير الرياض والدرعية، وسرقاته أثناء ترأسه لعدة لجان شعبية لجمع التبرعات وخاصة تلك المختصة بجمع التبرعات للمجاهدين الأفغان والبوسنة والهرسك وفلسطين واليمن والسودان وبنجلاديش وباكستان إلخ، ومن المعلوم كذلك لدى الأسرة الحاكمة أن محمد بن سلمان لديه طموح عارم بأن يكون أغنى شخص في العالم ليصبح بذلك أول “تريليونير” في العالم أجمع، لذلك أجزم من خلال معرفتي الجيدة بهم بأن مصير هذه الأموال في المحصلة ستكون في الحافظة الشخصية لمحمد بن سلمان.
من من المعارضين السعوديين في الخارج يمثلك؟
لا أحد من المعارضين يمثلني ، نتقابل جميعا في الهدف ونتقاطع في الفكر، ولكنني أثني على كل المعارضين المخلصين داخل المعتقلات السعودية وأدعو الله أن يفرج عنهم من سجنهم ومن كربهم، كما أثني على جميع المعارضين في الخارج الذين تركوا بلدهم وأهاليهم وأموالهم ليعيشوا في المنفى وتحت التهديد، وأخص بالذكر الدكتور سعد الفقيه مؤسس حركة الإصلاح بلندن والبروفسير مضاوي الرشيد المقيمة في لندن هي الأخرى.
كلمة أخيرة:
كلمتي الأخيرة أن ما يحدث في السعودية اليوم غير مسبوق وخطير جداً فهو لا يؤثر علي مواطني المملكة والأسرة الحاكمة ولا على الدول الإقليمية المجاورة لنا فقط بل على العالم بأسره لأنه إذا سمح الله وزادت هذه السياسات السعودية الحالية الرعناء من وتيرتها الهدّامة ستكون هناك فوضى كبيرة جداً في النظام السياسي السعودي الداخلي ونتائجها المؤكدة ستكون نحو التقسيم والفوضى مما ينتج عنه فوضى وحروب بين قبائل ومناطق المملكة ولا ننسي الخلايا الإرهابية النائمة في السعودية التي خلقها الفكر الوهابي الراديكالي والتي سوف تنشط وتكبر في ظل هذه الحاضنة الفوضوية وسوف تكون السعودية وقتها بؤرة للإرهاب الدولي ومنطلقا له والذي سوف يؤثر على العالم أجمعا.
لذلك أناشد خاصة أهلي وأقاربي في العائلة الحاكمة بتدارك الأمر والوقوف صفا واحداً متماسكاً قوياً ضد القوي الهدامة الحالية وإزاحته عن الحكم وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بالاتجاه نحو الملكية الدستورية والسماح للمواطنين بتحديد طرق عيشهم ومصيرهم لنكون رمزاً مشرّفاً في التاريخ الإنساني في المحافظة على هذه الدولة العظيمة من الضياع، وأدعو الله بالخير والصلاح للبلاد والعباد جميعاً.
وهو أيضا يشاركنى الخوف من سقوط هذه المملكة ، ويشاركنى الرغبة فى إصلاحها بأن تكون مملكة دستورية.
نقطة الخلاف بيننا أنه يثق بسعد الفقيه . وأنا لا أثق فى المعارضة الوهابية داخل وخارج المملكة السعودية. وقد كتبت عن المعارضة الوهابية فى القرن العشرين . وأعرف خطورتهم وأنهم أسوأ من الأسرة السعودية نفسها.