Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2012-01-07
ما الفرق بين يلفظ وينطق ؟
عزمت بسم الله،
لقد اشتهر بين المسلمين أن الرسول محمدا عليه السلام لا ينطق عن الهوى، أي لا ينطق بهوى نفسه، إن هو إلا وحي يوحى، نعم وهو كذلك، لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، والسؤال الذي يجب أن نبحث عن جوابه هو: هل كل ما يتلفظ به الرسول عليه السلام يعتبر من الوحي المنطوق به؟
هل يوجد فرق بين كلمة ينطق و يتلفظ؟
هل الرسول عليه السلام وغيره من عباد الله تعالى سوف يحاسبون على ما يلفظون من قول، أم على ما ينطقون؟ ما هو الفرق بين النطق والتلفظ؟
من وجهة نظري المتواضعة هناك فرق بين النطق والتلفظ، بالنسبة للنطق الصادر من مخلوق ما، يكون صاحبه ينطق بلا إرادة، أي مجبرا على النطق، ويكون ذلك للأنبياء، والوحي إلى الرسل، والأحلام أثناء النوم.
يقول تعالى:
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ(9). الأحقاف.ويؤكد المولى تعالى ذلك بقوله: وَمَا يَنْطِقُعَنْ الْهَوَى(3). النجم.
إن الرسول لا يمكن أن ينطق بالوحي من عنده، إنما يُنطقه الله بقدرته سبحانه، قال الله تعالى لرسوله: قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ(45). الأنبياء.
كما سوف يُنطق الله تعالى بقدرته أعضاء البشر يوم تقوم الأشهاد، لتشهد على أصحابها على ما كانوا يعملون في الأولى ( الدنيا)، فتنطق الأعضاء وتشهد على ما عملت أو شهدت، بدأ باللسان والأيدي والأرجل، فهي الأعضاء المنفذة لما تأمر به نفس الإنسان من خير أوشر.
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24). النور.
ويأتي دور جلد الإنسان كذلك ليؤدي شهادته بقدرة الله تعالى الذي سوف ينطقه، حينئذ يتساءل الإنسان حسب ما بلّغ رسول الله عن الروح الأمين عن ربه:وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(21). فصلت.
إذن هناك نطق لا يتحكم فيه المخلوق، ولا يمكن أن يمتنع عن النطق به، سواء كان نبيا رسولا أو مخلوقا آخر، ـ مثل أعضاء وجلد الإنسان ـ فهو ينطق بما يوحى إليه أن ينطق به رغما عنه.
أما التلفظ، فالإنسان حر فيه بأن يلفظ من القول ما بدا له، وسوف يشهد عليه لسانه ـ يوم ينطقه الله تعالى ـ بكل ما تلفظ به، من قول يريد به خيرا وإصلاحا أو شرا وإفسادا.
النبي مثلا يتلفظ بكل حرية كل ما يشاء أن يقوله، فهو بشر مثل باقي البشر ولا فرق بينه وبينهم في التلفظ الذي سوف يحاسب عليه، توضيحا لذلك فقد حرم النبي شيئا ما لم ينزل به الوحي لتحريمه، فكان اجتهادا منه فقط، فجاء الوحي الذي نطق به الرسول ليعاتبه على تحريم ما أحل الله تعالىفقال سبحانه: يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(1). التحريم.
لاحظوا أعزائي لم يقل الله تعالى: ( يا أيها الرسول لم تحرم) لسبب بسيط وهو أن الرسول عليه السلام لا يمكن له أن ينطق بشيء لم يكن بوحي من الله تعالى، لذلك قال سبحانه (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ). ـ فهذا يعتبر عتابا وتحذيرا للنبي الذي حرم ما لم يحرم الله تعالى ـ. إن النبي مثل باقي البشر سوف يحاسب على ما يلفظ من قول، لأن ما يلفظ البشر من قول يكون مسؤولا عليه يوم الدين، ولدى البشر ملكان يكتبان ما يلفظ من قول. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17) مَا يَلْفِظُمِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18).ق.
وعند الله تعالى كتاب ينطق علينا بالحق، لأن الله تعالى بقدرته كان يستنسخ ما كنا نعمل في الدنيا من مثقال ذرة من خير أو شر سوف نجده حاضرا يوم الفرقان.
هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(29). الجاثية.
وقال سبحانه: وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّوَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(62). المؤمنون.
فعليه في نظري لقد فرق الله تعالى بين النطق ألا إرادي، والتلفظ الذي يتحكم فيه المخلوق،
أما النطق ألا إرادي فمصدره الوحي من الله تعالى إلى رُسله، والأحلام أثناء النوم أو عند ارتفاع درجة الحرارة عند الإنسان، فإنه يتحدث بلا إرادة، وربما يدخل في هذا الإطار أيضا المخمور الذي غيب عقله بوسيلة ما، ولأمر ما حرم الله تعالى القرب من الصلاة في حالة غياب العقل حتى يكون المصلي يعلم ما يقول. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا."43" النساء.
أما التلفظ، فيقول الإنسان ما يشاء من قول، وهو مسؤول عن قوله ومحاسب عليه، وربما يكون قوله مخالفا لما يخفي في قلبه، كأن يظهر ولاءه وحبه لشخص ما بينما هو ألد الخصام.
قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(204).. البقرة.
فما تعليقكم زاد الله فضلكم؟؟؟
ولا ننسى أن محمدا بن عبد الله عليه السلام ما هو إلا بشر إلا أنه يتمتع بشهادة من المولى تعالى أنه على خلق عظيم...
والسلام عليكم.
هذه الآية ( وَمَا يَنْطِقُعَنْ الْهَوَى) التي يستشهد بها دائما أصحاب الدين الأرضي عن ضرورة اتباع النبي في كل شيء قاله في حياته .. وعندما تواجههم باللقول هل يمككنا أن نتبع أقوال النبي في صغره وهو يلعب مع الأطفال تراهم يتفلسفون دون أن يضيفوا شيئا الا ما وجدنا عنه أبائنا ولو كان أباؤنا لا يعقلون شيئا
فعلا بحث قصير ووفير وغني بامعلومات يحتسب لك يا ابراهيم هذا السبق في الاكتشاف والله تعالى ولي التوفيق والقادر عليه
ونشكر أيضا معلمنا الدكتور أحمد على تواضعه الكبير وتقبله النقد والتصحيح منا والغاية دائما التعلم والبحث والتواضع وهذا سر انتشار الفكر القرآني بشكل كبير في الآونة الاخيرة ..
أخي الحبيب الدكتور أحمد تحية من عند الله عليكم،
بداية أكرمكم الله تعالى على جهادكم وجهودكم ونشر علمكم في سبيل الله تعالى، وأدعوه سبحانه أن يمدكم بالصحة وطول العمر لتبقوا دوما منارة لمن ضل السبيل إلى الصراط المستقيم، والحق أقول إن أمثالك الذين تجتمع فيهم صفات كثيرة هم قليلون، علم، فكر حاد، صبر، تضحية، إخلاص، وفرط في التواضع، وكل هذا مقتبس من كتاب الله تعالى الذي قال: وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا(37). الإسراء. طوبى لك أخي الحبيب الدكتور أحمد وشكرا جزيلا على تشجيكم الدائم لي ولأهل القرآن.
شكرا مرة أخرى وتقبل تحياتي واحترامي.
شكرا لك أخي الكريم الأستاذ ابراهيم ايت ابورك على المداخلة، نعم سيدي أغلب الناس يعتقدون أن كل ما يلفظ النبي هو من الوحي، بينما المولى تعالى قد فرق بين الرسول، والنبي البشر الذي لا يختلف عن البشر في شيء. أما الرسول فهو معصوم في تبليغ الرسالة المكلف بها دون زيادة أو نقصان.
شكرا لك مرة أخرى على المداخلة، أكرمك الله تعالى وأمدك بالصحة والعلم.
شكرا لك استاذ ابراهيم على هذا البحث الرائع
ارجو ان تساعدني على فهم هذه الاية
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ
اذا كان المقصود هم المنافقون هذا يعني ان الرسول كان يعرفهم
ومامعنى الصلاة والقيام على القبر
اية اخرى
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ
لماذا العدد سبعين بالضبط
جزاك الله خيرا
ولكم مني السلام
حمزة
رائع استاذ ابراهيم
وان كنت ارى ان اللفظ والنطق هما آليتان متشابهتان في جزئية ومختلفتان في جزئية اخرى ، فاوجه الشبه انهما مرتبطتان اساسا بقول يسبقهما ، فلا لفظ بدون قول يسبقه اذ الاساس هو القول ، بدليل قوله تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ، فالقول هو الاساس واللفظ هو الية اخراجه الى العلن وايصاله الى مدارك السامع ، وهو ما ينطبق على النطق ، فالقول هو الاساس ، والنطق هو الية اخراجه الى العلن وايصاله الى مدارك السامع ، اما الاختلاف الحاسم بينهما ، فهو ان اللفظ صادر عن قول الانسان نفسه ، فهو يلفظ ما يريد ان يقوله هو ، اما النطق فليس صادرا عن قول الانسان نفسه ، وانما ينطق قولا ليس هو صاحبه وليس من عنده على الاطلاق ، فانت تلفظ ما تريد ان تقوله انت ، لكنك تنطق ما قاله غيرك ، والنبي كان ينطق القرأن لانه قول الله وليس قوله هو ، لذلك قال وما ينطق عن الهوى .
تتساءل عن معنى قوله تعالى: وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ(84). التوبة.
وعن قول الله تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ.
أخي الكريم أولا أوجه عنايتك أن تقرأ من الآية "73" التوبة إلى الآية "87 ". التي تتحدث عن الكفار والمنافقين، فقد بين الله تعالى ( لنبيه) كيفية التعامل مع الكفار والمنافقين، وبين هويتهم وما يخفون في قلوبهم، وسوف يتبين لك الجواب عن أسئلتك لتفيدنا بما فتح الله عليك. وإليك محاولة متواضعة لما فهمت من الآيات:
أخي الكريم بعد أن بين الله تعالى لنبيه هوية وصفات الكفار والمنافقين وكيفية التعامل معهم، أصدر أمرا لنبيه ألا يصلي على أحد منهم مات ولا يقف على قبره.
الصلاة التي نهى الله تعالى عنها نبيه هي الدعاء لهم وشكرهم على أعمالهم، والدليل على ذلك قول الله تعالى بالنسبة للصالحين المؤمنين يقول: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(103). ـ وليست الصلاة ( صلاة الجنازة) المختلقة التي يصليها المسلمون اليوم على موتاهم، فيقفون صفا مرصوصا بوضوء واستقبال للقبلة وقراءة للقرآن وكأنهم إلى ربهم عابدون ـ. ولك أن تزور المقال على الرابط إن شئت المزيد: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=5017
أما الذين كفروا بعد إسلامهم وإخلافهم لما عاهدوا الله عليه ومحاولتهم لعدم المشاركة مع النبي في مقاتلة العدو ونقضهم للعهد الذي عاهدوا الله تعالى عليه، (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75)فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ(76)فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ(77)). التتوبة. فهؤلاء لا يصلي النبي على أحد منهم مات ( أي لا يدعو ولا يستغفر الله لهم) ولا يقف على قبرهم، فلن يغفر الله لهم سواء استغفر لهم أم لم يستغفر لهم، ولو استغفر لهم سبعين مرة لن يغفر الله تعالى لهم، ـ والعدد هنا لم يكن للحصر إنما هو للمثال فقط، مثال ذلك في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1). فاطر. ـ قال المولى تعالى: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(80). التوبة. ولن يغفر الله تعالى لهم لأنهم ماتوا وهم فاسقون.
أرجو أني قد ساعدتك في تقريب الفهم لما طلبت، وأرجو إن كان لك رأي آخر لأستفيد منك، فاحتسب أجرك عند الله وتصدق به علي وشكرا مرة أخرى على المداخلة والسلام عليكم.
شكرا لك الأستاذ آدم قدورة على المشاركة في المقال المتواضع، وهو كذلك كما تفضلت وقلت، ثم كتبت: فانت تلفظ ما تريد ان تقوله انت ، لكنك تنطق ما قاله غيرك ، والنبي كان ينطق القرأن لانه قول الله وليس قوله هو ، لذلك قال وما ينطق عن الهوى .أهـ
وبهذا ننفي الكثير من الروايات المنسوبة إلى النبي حتى لو أنه قد تلفظ بها، خاصة إذا كانت مخالفة للكتاب المبين أو العقل والعلم.
شكرا لك مرة أخرى على المداخلة أكرمك الله بالمزيد من العلم، لنستفيد منك وأجرك على الله تعالى.
الأستاذ إبراهيم دادي كل عام وانتم بخير ، بحث مقنع يسهل على الفهم والإدراك ،وفعلا نحتاج إلى هكذا موضوعات تحدد المفاهيم من خلال القرآن ، كما يفعل أستاذنا الدكتور أحمد ، جزاك وجزاه خيرا ، لكني أردت أن أبدا من آخر مقالك :
ولا ننسى أن محمدا بن عبد الله عليه السلام ما هو إلا بشر إلا أنه يتمتع بشهادة من المولى تعالى أنه على خلق عظيم...
فقد بحثت عن كلمة خلق بضم الخاء والام فلم أجد إلا آيتين فقط ، في سورة القلم : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
والثنية في سورة الشعراء : {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ }الشعراء137
باقي الأيات وهم 109 وهي تشمل كلمة خلق بفتح الخء والام أو يخلق ... الخ .
فهل من قبيل الصدفة أن تكون هناك آيتين فقط بهذا الشكل ، أحدهما تتحدث تصف خلق الرسول بأنه عظيم ، والأخرى ، تتحدث عن خلق الأولين ؟! فهل تعني الأخلاق كما هو متعارف عليه ؟
شكرا لك . والسلام عليكم .
الفاضلة الكريمة الأستاذة عائشة حسين تحية من عند الله عليكم،
شكرا على المداخلة الوجيهة، وأقول حسب فهمي المتواضع لكلمة ( خ ل ق) فهي تعني الكثير من المعاني، منها كما نعلم جميعا الخلق الإبداع والنشأ من العدم، وهو خاص بالخالق سبحانه، أما باقي المعاني فمنها على سبيل المثال لا الحصر (إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ)137). الشعراء. أي عادتهم وأخلاقهم وخرافاتهم المختلقة، ـ تماما مثل ما تحمل كتب السنة ( المختلقة) من الاختلاق،أي الكذب على الوحي ـ يقول الخالق سبحانه: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ(7).ص. فهُم يعتبرون الحق، وما جاء به الرسول من عند الله تعالى ( اختلاق).
ومن بين المعاني كذلك خلق الإفك والكذب، خاصة على الله ورسله ورسالاته، وما يؤكد ذلك قول الله تعالى: إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا."17" العنكبوت.
أما ما أشرت إليه في التعليق، (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(4).القلم. فتلك شهادة من المولى تعالى لرسوله أنه على خلق عظيم، فحسب فهمي أن الله تعالى وصف النبي ( بالخلق العظيم) لأنه كان محسنا لينا متخلقا بأخلاق عالية، ـ وهو ما يجب أن يتخلق بها كل مؤمن مسلم تأسيا به ـ لا يمكن لأحد أن ينكرها فلم يكن فظا غليظ القلب والقول، بل كان مثل الناس لا يعلم الغيب ويمشي في الأسواق، ويأكل الطعام، ويرجو رحمة ربه، لذلك قال له المولى تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(2)وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ(3)وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(4).القلم.
لأن قومه كذبوه واختلقوا له أقاويل، منها أنه مجنون، وأنه مسحور ( حسب البخاري)، فجاءت الآية الكريمة لتطمئن الرسول ومن اتبع هدى الله أنه على خُلُقٍ عظيم.
والله العليم.
شكرا مرة أخرى على المداخلة القيمة، أكرمك الله تعالى بالعلم الغزير لنستفيد منه. والسلام عليكم. ومعذرة على هذا التعليق على عجالة.
الاستاذ الفاضل / ابراهيم دادي السلام عليكم ورحمة الله .. بارك الله في اجتهادك ولقد راجعت الآيات التي عبرت بمادة ن ط ق فوجدتُ آية بسورة الذاريات.. تتحدث في هذا الموضوع الهام.. فنسختها وما قبلها لعل الصورة البحثية تكتمل..
والآيات تقول ..{ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ{10} الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ{11} يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ{12} يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ{13} ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ{14} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ{15} آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ{16} كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ{17} وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ{18} وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ{19} وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21} وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ{22} فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ{23} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ{24 الذاريات
هل النطق من جانب من المتقين أم الخراصون .. وهل هذا النطق إرادي أم لا إرادي .. وهل هو في الحياة الدنيا ام في الآخرة يوم الحساب؟؟؟
شكرا لك والسلام عليكم ورحمة الله
مقال متميز نشكرك عليه فقد فهمت الفرق بين ينطق ويلفظ جيدا ،لكني أرى بعض من استسنتهم الآية الكريمة من المسئولية أو : "ليس عليه حرج " فهل تعد هذه الفئات من قبيل النطق أو من قبيل التلفظ وهم كما بينتهم الآية : الأعمى والأعرج ،والمريض .
- { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } النور61
2 - { لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } الفتح17
كل عام وأنتم بخير بخير
عزمت بسم الله،
الفاضل الكريم الأستاذ محمد عبد الرحمان محمد تحية من عند الله عليكم،
أكرمك الله تعالى على اهتمامك بالمقال المتواضع وعلى تكرمك بالآيات الكريمات من سورة الذاريات، والتي جاء فيها تساؤلك عن قول الله تعالى: فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ{23} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ{24 الذاريات
تساءلت وقلت: هل النطق من جانب من المتقين أم الخراصون .. وهل هذا النطق إرادي أم لا إرادي .. وهل هو في الحياة الدنيا ام في الآخرة يوم الحساب؟؟؟
حسب فهمي المتواضع لما تسأل أقول:
ـ لقد نقل لنا المولى تعالى مشهدا ليوم الدين بعد أن أقسم فقال سبحانه: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ)(5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ. أي ما يوعد به المتقون لصادق، وما يوعد به الخراصون أي المكذبون (الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُون)(11). لصادق أيضا، وبعد أن يعرض علينا ملك يوم الدين مشهد الذين في غمرة ساهون ـ وهم في نظري أهل الحديث والسنة وغيرهم ـ يعرض علينا مشهدا للمتقين الذين كانوا قبل ذلك محسنين، أي في الحياة الدنيا، وكانوا قليلا من الليل ما يهجهون، وبالأسحار هم يستغفرون، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم،. ثم يُلفت المولى تعالى نظر الموقنين المتقين إلى وجود آيات في الأرض وفي أنفسنا، (أَفَلَا تُبْصِرُونَ)(21). يأتي المولى سبحانه في نهاية مشهد يوم الدين فيقول تعالى: فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ(23). أي كل ما ورد ذكره عن مصير المكذبين بيوم الدين الذين هم على النار يفتنون، ومصير المتقين الذين هم في جنات وعيون، كل هذا هو حق اليقين ولا مراء فيه، فهو مثل ما أنكم تنطقون، فلا أحد يمكنه أن يكذب سمعه إذا نطق، فهو يسمع نطقه ولو كان خافتا، وهذا تأكيد على ما سوف يحدث يوم القيامة، فهو تذكرة للمكذبين، وبشرى للمتقين. فهو حق اليقين مثل ما أننا ننطق، فقد ضرب الله تعالى به لنا مثلا فقط، فلا هو في الحياة الدنيا ولا هو في الآخرة. والله تعالى الأعلم.
أرجو أن أقرأ تعليقك و وجهة نظرك على ما بين يديك، لأستفيد منك إن لم أوفق في الجواب على أسئلتك. وتقبل تحياتي وشكرا مرة أخرى على المشاركة وإثراء الموضوع.
عزمت بسم الله،
الفاضلة الكريمة الآنسة إيناس عثمان تحية من عند الله عليكم أهل البيت،
شكرا لك على المشاركة في الجهاد في سبيل الله تعالى، أكرمك الله سبحانه وزادك من العلم ما يجعلك منارة لمن حولك ومن بعدك.
الآنسة إيناس، حسب فهمي البسيط لقد رفع الله تعالى الحرج في الآية "61" النور عن الأعمى والأعرج والمريض، وعلى أنفسنا أن نأكل من بيوتنا أو بيوت آبائنا ألآية.
أما الآية الثانية في سورة الفتح "17" فقد رفع المولى تعالى الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض في قتال قوم أولي بأس شديد، ويُعد هذا في نظري تشريع من المشرع الأوحد، الله سبحانه، فقد نطق به الرسول محمد عليه السلام المبلغ لرسالة ربه.
شكرا لك مرة أخرى وتقبلي تحياتي وبلغيها للوالد الكريم والأهل. وكل عام وأنت في خير وصحة.
سيدى الكريم صاحب هذا المقال أعزك الله وأنار بصيرتك،
أحييك على هذا التدبر فى كتاب الله، وإن أصبت أو أخطأت فالتوفيق بالله
وحسبك أنك عملت بقول الله تعالى "ليدبروا آياته"،
" قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه:"
سيدى الكريم، أرى أنك قد جانبك الصواب كثيراً فى الجملة السابقة، ولا أود التعليق
عليها لأنى أرى من فضل الله عليك من الفطنة والمنهجية فى التدبر لكتاب الله ما يقودك
إلى مقصدى وما أصبو إليه.
أود الإستفسار عن إستهلالكم القول بعبارة "عزمت بسم الله" وماذا تعنى, وهل هى فى مقابل "بسم الله الرحمن الرحيم"،
وفقكم الله تعالى لما فيه الخير و يرضى ،،
أحمد الجحاوى
السلام عليكم..
أشكر الأخ الكريم ابراهيم دادي.. لبحثه المثري النافع ؛ وما أورد من آيات كريمة مبيّنة
وأحب الإضافة بأصل الكلمتين :
- أصل كلمة لفظ من اللفظ أي الإخراج أو الرمي..
كأن نقول : لفظ فلاناً أنفاسه.. أو لفظ البحر أصدافاً
وهنا نرى أن اللفظ قد يأتي اختياراً أو دون اختيار.. فنحن قد نلفظ أقوالا ً لا نلقي لها بالاً ثم نندم على لفظها
والواضح أن اللفظ ليس له حد "قبيح وحسن" ؛ "ثمين وبخس".. فقد يلفظ البحر أحياناً بالسمك الميت العفن وأخرى باللؤلؤ !
- أصل كلمة نطق من النطاق أو المنطق.. والنطاق هو منطقة محددة تحديداُ تاماً - مجازاً - أو هو قطعة ثوب يشد بها الوسط
والمنطق جملة القوانين التي شأنها أن تقوم العقل..
وهنا نرى أن النطق لا يتبع الهوى والاختيار ولا يأتي إلا بالحسن والسداد ؛ كما وله منطقة محددة لا تقبل التجاوز أو الانتقاص..
عزمت بسم الله،
بداية أكرمك الله تعالى وأعظم أجرك سيدي الفاضل احمد الجحاوى،
ـ سيدي الكريم بالنسبة للجملة (قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه) أقصد بذلك أحسن الحديث ( القرآن العظيم) لأن الرسول قد نطق به حقا ولا مراء في ذلك، والدليل على ذلك قول الله تعالى: وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا(106). الإسراء.
ـ بالنسبة لاستفسارك عن استهلالي بعبارة (عزمت بسم الله ) فهي فعلا بمثابة (بسم الله الرحمن الرحيم ) مع العزم باسم الله، لأن ذلك في اعتقادي من عزم الأمور.
شكرا لك أخي الكريم مرة أخرى على الملاحظة والمداخلة.
عزمت بسم الله،
شكرا لك أخي الكريم الأستاذ إسماعيل الحجري على المداخلة المفيدة،
نعم سيدي الكريم اللفظ قد يمكن أن يأتي اختياراً أو دون اختيار، كما تفضلتم، أما النطق كما قلتم: وهنا نرى أن النطق لا يتبع الهوى.أهـ
نعم سيدي الفاضل، لذلك قال المولى تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى(3). النجم. ولم يقل المولى تعالى: وما ( يلفظ عن الهوى) لأن النبي يمكن له أن يلفظ ما يشاء، لكنه لن يقدر أبدا أن يتقول على الله تعالى، وما يؤكد أن الرسول لم يتقول على الله ولم يبدل حكما، ولم يأت بما يخالف الكتاب المنزل عليه، هو قوله سبحانه: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44)لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45)ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ(46). الحاقة. بما أن الله تعالى لم يقطع منه الوتين، لكن الله تعالى لم ينفذ تهديده لأن الرسول عليه السلام كان في مستوى المسؤولية التي تحملها عن جدارة، إذن لم يتقول ولم يأمر إلا بما أوحى الله تعالى إليه وأمره بتبليغه للعالمين، وهذا ما يجعلنا نرفض كل حديث أو عمل نسب إلى الرسول عند ما يكون مخالفا لما نطق به من القرآن، لأن الله تعالى قد توعد رسوله أنه لو تقول على ربه ببعض الأقاويل لأخذ منه باليمين ثم لقطع منه الوتين، وهذا في نظري يؤكد لنا بأن ما بين دفتي كتاب الله ( القرآن العظيم) هو من عند الله تعالى، وهو النور الذي يهدي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم. قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ(30). الأحقاف.
لذا أقول إن جميع كتب الحديث قد وُضعت لتحيد الناس عن الحق وعن الطريق المستقيم، وكان ذلك حسدا من الكفار من بعد ما تبين لهم الحق، فخافوا على مصالحهم الدنيوية. (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(109). البقرة.
تماما مثلما يخاف أهل الحديث اليوم على مصالحهم ومراكزهم الاجتماعية الفانية.
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(107). النحل.
شكرا لك أخي الكريم مرة أخرى على المشاركة وإثراء الموضوع.
أخي ابراهيم، شكرا لجهدك
لكن توجد هذه الآية النمل 85:" وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ" لم تأتي "لا يتلفظون"، و الآية تبين أن هول العذاب منعهم من النطق الذي هو شيء بإرادتهم، و ليس بإرادة خارجية كما تفضلت بالقول.
مثلا : تقول عن طفل صغير : أتى وحده، أو أنا أتيت به... يعني الحالة التانية لا تنفي الأولى
إن كنت بحث في هذه الآية أفدنا و بارك الله فيك
شكرا لك أخي محمد كريم على المساهمة في هذا المقال المتواضع، وأقول إن الآية التي أشرت إليها تتحدث عن يوم الدين حيث لا ينطق أحد إلا بإذن الله تعالى، فقد وقع القول عليهم بما ظلموا. أي حكم الله تعالى عليهم فلا يستطيعون النطق. وأحوال تلك الدار ليست كهذه. قال رسول الله عن الروح عن ربه:وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ(83)حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(84)وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ(85). النمل.
والله أعلم.
شكرا مرة أخرى على المشاركة.
تساؤلات من القرآن لأهل القرآن (5)
من المعبود على أرض الواقع؟الجزء الثالث والأخير
رد على هامش حوارات الحجاب ليس فريضة
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : هل كان أهل الكهف يعرفو ن ...
الصحابة من تانى ..!!: سلام عليكم يا دكتور احمد قال الله...
ضرب الطفل: قرأت كتابك عن الطفل فى الإسل ام وحقوق ه ولكن...
لم ينالوا خيرا: مامعن ى قول الله تعالى في سورة التوب ة ...
روع ابراهيم : فَلَم َّا ذَهَب َ عَنْ إِبْر َاهِي مَ ...
more
كان بودى أن أبحث هذا الموضوع فى سلسلة القاموس القرآنى ، وكالعادة لم تكن الفكرة واضحة فى عقلى عن الفارق بين النطق والتلفظ ، ثم جاء هذا المقال القصير الممتع فتعلمت منه ما لم أكن أعلم ، ووفّر علىّ عبء البحث فى الموضوع.
بهذا يتأكّد مجددا أننا مدرسة للاجتهاد القرآنى ، ونحن كلنا فيها تلاميذ نتعلم من بعضنا ، وننهل من كنوز القرآن ما شاء لنا المولى جل وعلا. ولأننا كلنا باحثون مجتهدون فلا ضير أن نخطىء ، بل يكون فى الخطأ مزية أن نتعلم منه الصواب ونقبل النقد ، ونثنى على الباحث إذا أصاب .
وكونى ( ناظرا ) ومشرفا على هذه المدرسة البحثية يجعلنى كباحث فيها أفخر بما اتعلمه من أقرانى وتلامذتى ، وأفخر بما يقدمونه لى من نقد وتصحيح ..فالباحث يظل ( باحثا ) عن الصواب وعن الحق ، ولا يهم إن جاء الحق على لسانه وبقلمه أم على لسان وباقلام آخرين .
شكرا مجددا أخانا الحبيب ابراهيم .