آحمد صبحي منصور Ýí 2011-01-03
أولا :
1 ـ كل مصرى مخلص لوطنه يضع يده على قلبه تحسبا لخطر قادم ماحق منذ أن دخلت مصر ـ بمذبحة كنيسة الاسكندرية ـ منعطفا جديدا فى مسيرة الاحتقان الدينى الطائفى .
استهداف بيوت العبادة والقتل العشوائى لروادها لعبة خطيرة وصلت اليها مصر بفضل نظام مبارك . وسواء كانت المذبحة بتدبير أجهزة مبارك استعدادا لتجديد انتخابه هذا العام أو كان بتدبير الارهابيين السّنيين فإن مبارك هو المسئول الأكبر ، وهو الذى يحمل فى رقبته وزر الضحايا ـ وكل الضحايا Ç السابقين واللاحقين ـ مذ بدأ رئاسته عام 1981 والى أن يغادرها غير مأسوف عليه .
ففى ظل نظام ديمقراطى وحكم دولة المؤسسات فإن رئيس السلطة التنفيذية تتحدد مسئوليته حسب القانون ، أما فى دولة مبارك الذى يجمع فى يده كل السلطات ، وكل شىء بتوجيهاته ولارضائه فهو وحده المسئول وهو وحده الجانى ، إما بالتدبير وإما بالتقصير .ويتفق كل العقلاء على تحمل مبارك وحده مسئولية كل الفشل وكل الفساد وكل المعاناة وكل المذابح التى حدثت والتى ستحدث فى مصر منذ عام 1981 الى أن يرحل عنها مجللا بالخزى والعار .
2 ـ على أية حال فليس هذا موضوعنا اليوم .
فمذبحة كنيسة القديسين بالاسكندرية تذكرنا بحادث مماثل جرى فى العصر المملوكى فى سلطنة الناصر محمد بن قلاوون حيث تم فى وقت واحد إحراق كل الكنائس المصرية ، وكان المتهم ضالعا فى تنظيم شيعى سرّى تستر بالتصوف لاسقاط نظام الحكم فى مصر وارجاعها شيعية كما كانت فى العهد الفاطمى.
كان الشيعة الاسماعيلية الامامية الفاطمية يحكمون مصر والشام قبل أن يزيل صلاح الدين الأيوبى الدولة الفاطمية ويقيم مكانها الدولة الأيوبية . وحين ضعفت الدولة الأيوبية وانقسمت بين ورثة العادل الأيوبى شقيق صلاح الدين ـ وجدها الشيعة فرصة للقضاء على الدول الأيوبية فى مصر والشام لارجاع الدولة الشيعية .
على أن الأمور جرت على غير ما تشتهى المؤامرة الشيعية ، فقد حدث تطور عجيب غير متوقع ، إذ جاءت الحملة الصليبية تغزو مصر بقيادة لويس التاسع ومات السلطان الصالح أيوب ، وقام مماليكه البحرية و السلطانية بمواجهة الحملة و تدميرها وأسر لويس التاسع ، وحفظوا الملك لابن السلطان المتوفى الصالح أيوب ، وكان شابا نزقا اسمه توران شاه ، الذى لم يعترف بجميل مماليك أبيه وجميل زوجة أبيه شجرة الدر ، فتصرف قادة المماليك بسرعة ليقضوا عليه قبل أن يقضى عليهم فقتلوه ، ثم قرروا فى مفاجأة تاريخية غير مسبوقة أن يقوموا هم بالحكم بدلا من تسليمه لأحد السلاطين الأيوبيين فى الشام . وكى يثبتوا جدارتهم فى الحكم فان المماليك نهضوا بكل قوة فى تأكيد سلطانهم بمصر ثم الاستيلاء على ماتبقى من ملك الايوبيين فى الشام واستعادة السيطرة لمصر على الحجاز ، وهزموا المغول فى عين جالوت ، وحرروا أجزاء كثيرة احتلها الصليبيون . وكان بطل توطيد الحكم فى مصر هو السلطان المعز ايبك ، وكان بطل الانتصار فى عين جالوت هو قظز بينما كان الظاهر بيبرس هو البطل الأعظم للمماليك ، وهو الذى أرهق الصليبيين وبقايا المغول ، وأتم توطيد الحكم المملوكى .
هذه التطورات الهائلة انعكست سلبا على الحركة الشيعية السرية ـ المتسترة بالتصوف ـ والتى كانت تعمل فى الخفاء لقلب نظام الحكم الأيوبى وارجاع الخلافة الشيعية لمصر والشام . نجحت مؤقتا وقت ضعف السلاطين الأيوبيين فى نهاية عصرهم ، حيث تفرقوا وتحاربوا واستعان بعضهم على بعض بالصليبيين ، وكان الرأى العام ضد أولئك السلاطين فى صغارهم وحقارتهم خصوصا حين يقارن بينهم وبين صلاح الدين ـ عمهم الأكبر منشىء الدولة الأيوبية ويترحمون عليه .
استثمرت الحركة السرية الشيعية ذلك المناخ فتوسعت وزرعت مصر ومابين العراق و المغرب بعملائها وفق نظام اتصالات مستقر ومستمر ولقاءات فى موسم الحج . ثم جاء تطور الأحداث ليقضى على آمالهم بقيام حكم عسكرى صارم وقوى ومؤسس على فنون التآمر ومتفوق فيه ، فكان لا بد من فشل الحركة السرية ، وأن تستمر فى التظاهر بالتصوف لتنجو من متابعة السلطان الظاهر بيبرس الذى قضى على آمال آخر زعيم لتلك الحركة السرية الشيعية المتسترة بالتصوف ، والذى كان اسمه ( أحمد بن على بن ابراهيم ). والذى كان ـ ولا يزال ـ معروفا باسم ( السيد أحمد البدوى ).
3 ـ هذه المفاجأة هى التى أعلنها أول كتاب لى صدر عام 1982 بعد تولى مبارك الحكم بعام واحد ، وكان عنوان الكتاب ( السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة ) .
وسننشر الكتاب على موقعنا قريبا بعونه جل وعلا.
بعد توضيح كل أبعاد الحركة الشيعية المتسترة بالتصوف وماقشة خرافات التصوف التى احاطت ولا تزال بضريح البدوى ، خصّصت خاتمة الكتاب لنصح نظام مبارك بالقيام باصلاح دينى ومناقشة التراث وتوضيح ما فيه من تناقض مع الاسلام حتى لا يتربى الشباب على ما فيه من أكاذيب يحسبونها حقا فيحدث صدام دموى بينهم وبين السلطة .
وبالطبع لم يهتم أحد ، فحدث الصدام الذى حذرت منه فى أوائل التسعينييات ، وفيه صب الارهابيون السنيون جام حقدهم على الأقباط ودور عبادتهم فى ابو قرقاص والفكرية وشبرا وغيرها، وتطوعت للوقوف مع النظام ضمن ثلة من أحرار مصر وتكونت بنا ( الحركة الشعبية لمواجهة ارهاب ) وقمنا بزيارة الكنائس المعتدى عليها ومواساة الضحايا من الأطفال والكبار فى المستشفيات ، وتحركنا داخل الصعيد وسط ألغام التواجد الارهابى نؤيد جهد الأمن فى الدفاع عن اخوتنا الأقباط .
وسكت مبارك عن تحركاتنا طالما كان محتاجا لنا فى وقت هرب فيه عن المواجهة أقرب أعوانه من مثقفى السلطة ،بل بدأ بعضهم يغازل المتطرفين ليحجز له مقعدا فى ( الأتوبيس القادم ).
بعد انتصار مبارك على الارهابيين كشّر لنا عن أنيابه ولاحقنا بالمتابعة الأمنية فانفض عقد ( الحركة الشعبية لمواجهة الارهاب ) فقد وضح انه لم يعد فى مصر من وقتها وحتى الآن سوى ارهاب واحد ، وهو ارهاب مبارك .
4 ـ نعود الى موضوعنا الأصلى وهو مذبحة الاسكندرية الراهنة وصلتها بكتاب ( السيد البدوى ) وحركته السرية .
فقد أماط الكتاب اللثام عن حادث مروع ظل قابعا بين سطور التاريخ المملوكى ومخطوطاته التاريخية ، وهو الاحراق العام للكنائس المصرية تقريبا فى وقت واحد وبنفس السيناريو وتوابعه المحلية والدولية وقتها .
انتقاما من الحكم العسكرى المملوكى الذى أجهض أحلام الحركة السرية فى الوصول للحكم ـ قامت تلك الحركة باستخدام تنظيماتها السرية الممتدة فى البعمران المصرى فى إحراق الكنائس المصرية.
5 ـ وننقل من الكتاب بعض التفاصيل تحت عنوان :(ب) الآثار السياسية لدعوة البدوى :
لم يكن لدعوة سرية منتظمة منتشرة كدعوة البدوى أن تنتهى إلى لا شىء، وإذا كان الصوفية المصريون قد قنعوا بالتصوف وهو الهدف المعلن فإن بعض الأتباع ظلوا على ولائهم للهدف السياسى ، وكان أبرزهم أبو العباس الملثم مبعوث المدرسة العراقية ، ذلك الرجل ( الملثم ) الغامض المختلف فى عمره وفى مكان موته ( هل فى قوص أو فى القاهرة ) ووقت وفاته ( هل سنة 672 أو سنة 740 )، ولقد كان ذلك الغموض مقصودا فالراوى عن أبى العباس الملثم هو تلميذه المخلص عبد الغفار بن نوح ، يقول الأدفوى عنه ( قال : صحبته وانتفعت به ، ويحكى عنه عجائب ويذكر عنه غرائب [1]).
يذكر ابن حجر فى ترجمة أبى العباس الملثم أنه ادعى المهدية وأن الله شافهه وأمره بانذار الناس ودعوتهم إلى الله ( فاشتهر أمره فأخذ وحبس ) ثم ( قيل للسلطان فأفرج عنه ) ثم ثار سنة 699 فأمسكوه وحبسوه واتفقوا على شنقه فأرسل إليه القاضى تقى الدين ابن دقيق العيد فأوعز إليه ( أن يظهر التجانن ففعل فأثبت القاضى أنه مجنون وحكم بذلك [2]) ونجا بفضل ابن دقيق العيد ، ومعلوم موقف ابن دقيق العيد السابق من البدوى حين أرسل إليه ليختبره فاقتنع بسلامة موقفه أو أظهر أنه مقتنع وإن لم يقتنع الظاهر بيبرس ، ثم كان موقفه من أبى العباس الملثم تصعيدا فى تأييده للدعوة الشيعية المستترة .
وما كان لابن دقيق أن يخدع بسهولة فله جولات سابقة فى حرب الشيعة بالصعيد ، ولكنه مال للتصوف فى أخريات عمره ووقع فى براثن أصحابه من المتصوفة الشيعة ، وإلا فبما نفسر موقفه من ادعاء الملثم للمهدية والمهدية مرتبطة بالتشيع والثورة الشيعية فى كل عصر . وأبو العباس الملثم كان مصرا على دعواه فثار من أجلها مرتين ، وأنقذ فى المرتين بتدخل ذوى الشأن .
ومع أن أبا العباس الملثم صعد إلى قمة الأحداث والشهرة فى حركته تلك فإن الغموض وجد سبيلا إلى تاريخه حين بان وظهر كقول ابن حجر عنه ( ثم قيل للسلطان فأخرج منه ) فنحن لم نعرف من تدخل ليطلق سراحه فى المرة الأولى .
والمؤرخون الآخرون سجلوا حركة الملثم فى حوادث سنة 701 وإن لم يذكروه بالاسم ، يقول المقريزى ( ظهر بالقاهرة رجل ادعى أنه المهدى فعزر ثم خلى عنه [3]) ويقول العينى ( ظهر بالقاهرة إنسان سمى نفسه المهدى وادعى أنه من ذرية الحسين بن على بن أبى طالب وأنه ينذر بوقائع يعلم بوقوعها فاعتقل امتحانا فلم يصح شىء من قوله وظهر أن به فسادا فى عقله فعزر تأديبا له ثم خلى سبيله [4]) ، والعينى والمقريزى من مؤرخى القرن التاسع ويبدو أنهما أخذا هذه الرواية عن بيبرس الداودار (ت 725) المعاصر لأبى العباس الملثم فى القرن الثامن يقول الداودار فى تاريخه ( ظهر بالقاهرة إنسان سمى نفسه المهدى وادعى أنه من ذرية الحسين بن على وأنه ينذر بوقائع يعلم وقوعها فاعتقل امتحانا لنقله فلم يصح شىء من قوله وظهر أن به فسادا فى عقله فعزر تأديبا له ثم خلى سبيله [5]أى هى نفس رواية العينى ونقلها العينى عن المؤرخ بيبرس الداودار المعاصر للملثم.
ولقد كان أبو العباس ( الملثم ) رفيقا للبدوى (الملثم ) فى الدعوة ، وإذا حظى أبو العباس ببعض الذكر فى المصادر التاريخية مشوبا بكثير من الغموض والخلط فإن رفيقه البدوى الملثم حرم من التاريخ له جملة وتفصيلا فى القرنيين السابع والثامن.
وهناك أكثر من صلة تربطهما غير اللثام والقدوم من المغرب والتتلمذ للمدرسة الرفاعية والغموض ...إلخ .
من هذه الصلة ادعاء المهدية .. فالظاهر أن البدوى كان يدعى المهدية أيضا وكان يعامل أتباعه السريين على هذا الأساس ، وليس لدينا من دليل فى الواقع إلا ما ألمحت إليه كتب المناقب فيما بعد بعدة قرون ، فيقال أن البدوى حين قدم به أبوه من المغرب إلى الحجاز تلقاه سلطان مكة- وكان البدوى صغيرا – فقال لأبيه ( اين الشريف أحمد الملثم فقال له والدى على ابن ابراهيم لم يكن عندنا أحد إسمه أحمد غير ولدى أحمد فقال لنا: اجمعوا بينى وبينه فإن جدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه لى وأرانى صفته وحليته فى المنام وقال لى يخرج من المغرب وهو ابن سبع سنين ويدخل مكة وهو ابن أحدى عشرة سنة وأشار إلى أن أسير إليكم وأجتمع بكم وأسلم عليكم وعلى الشريف أحمد الملثم وأسلم عليه وأتبرك به وقال لى : أنه سيظهر له حال وأى حال ويربى المريدين ويجىء منهم رجال وأى رجال [6]) ، وادعاء المهدية هو نفس مقولة ( الفاطمى المنتظر) للمدرسة المغربية .. وعلى ذلك فإذا فشلت دعوة البدوى السرية فى المهدية فأن رفيقه أبا العباس الملثم جاهر بها بعد موت البدوى وأصر عليها ثم أذعن لمصيره ورضى بإعلان الجنون .. والجنون كان سترا للبدوى حين كان يصيح فوق السطح .. وابن دقيق العيد شاهد على جنون ( الملثم أبا العباس ) وشاهد أيضا على جذبة ( البدوى الملثم ) تارك الصلاة .. إلا أن أبا العباس يتميز بطابع الثورية والمبادرة أكثر من البدوى فقد جاهر بدعوته فى ظل دولة قوية وطيدة الأركان ولم يجرؤ البدوى إلا على التستر بالتصوف والاسترسال فيه حرصا على حياته .. بل إن أبا العباس قد أعذر من نفسه فأعاد مقالته وهنا لم ينجه من الموت شنقا إلا ابن دقيق العيد وادعاء الجنون .
وهذه الثورية المشتعلة فى نفس أبى العباس والتى جعلته يتنقل بين الصعيد والقاهرة فى حركة مستمرة – انتقلت منه إلى تلميذه وصفيه وحوارييه عبد الغفار ابن نوح فأثرت فى مجرى حياته وجعلته نسيج وحده ومختلفا عن رفاقه من المتصوفة المصريين محبى السلبية والسكون والموائد والولائم وملء البطون .
وهو عبد الغفار ابن نوح ( الأقصرائى ثم القوصى ) أى ( الأقصرى المولد القوصى الدار صحب أبا العباس الملثم وسمع الحديث بالقاهرة وحدث بقوص وسمع بمكة ) وكان مستقره فى قوص مع شيخه أبى العباس الملثم[7].
أى ولد عبد الغفار فى الأقصر حيث مدرسة أبى الحجاج الأقصرى ومنها انتقل إلى قوص فاستقر بها مع أبى العباس الملثم ومن قوص تنقل بين القاهرة ومكة ولهما مكانة فى الدعوة الشيعية السرية .
وتأثر عبد الغفار بشيخه الملثم وتشرب مبادئه وثوريته ، وقد شهد شيخه فى ارذل العمر يجهرون بدعوته ويتعرض للنكال فى عهد سلطنة الصبى محمد ابن قلاوون الثانية ، ومرت الأيام وتتقلب الأمور بالسلطان الصغير ابن قلاوون بسبب تحكم أمراء أبيه فيه حتى عاد فى نهاية الأمر ليتولى بنفسه الحكم منفردا أو مستبدا فى السلطنة الثالثة (709- 741) ، وقد شهدت هذه الفترة علو شأن الصوفية فقد أقام لهم الناصر محمد خانقاه سرياقوس سنة 725 وضحى فى سبيلهم بصديقه السابق ابن تيمية فاعتقله سنة 726 بعد أن وقف إلى جانبه فى محنته حين كان مقهورا يتحكم فيه بيبرس الجاشنكير مغتصب السلطنة منه ، ورفض ابن تيمية وهو فى سجن بيبرس الجاشنكير أن يعترف بصحة تولى الجاشنكير السلطنة ، وفضل الوقوف مع الحق الضائع وصاحبه ( محمد الناصر) المغلوب بينما كان الصوفية يظاهرون الجاشنكير ، ثم تخلوا عنه حين تخلت عنه الدنيا وأسرعوا بتأييد ( الناصر محمد ) حين تسلطن .. وجاء الناصر محمد ينشد الاستبداد فبدأ يتصاعد النفور بينه وبين صديقه ابن تيمية ، ووجد من الصوفية استعدادا لتأييده فكانت محنة ابن تيمية الأخيرة وفيها كانت وفاته معتقلا وتم بذلك انتقام الصوفية الأحمدية والرفاعية منه منذ بدأ حركته باضطهادهم بالشام قبلا ، وفى ( شهور العسل ) هذه بين الناصر محمد بن قلاوون والصوفية قام عبد الغفار بن نوح باستغلال أدوات الدعوة السرية وأتباعها الموزعين فى المدن المصرية وقام بإحراق الكنائس المصرية فى الصعيد والقاهرة والدلتا والأسكندرية فى وقت واحد سنة 721 .وقد تعرضت المصادر التاريخية لهذا الحديث الفريد وذيوله بين تفصيل وإيجاز .. فالنويرى تعرض لها بتفصيل وتابعه العينى فى عقد الجمان ناقلا عن النويرى الذى عاصر الحدث .. أما بيبرس الداودار وهو معاصر كالنويرى فقد أشار للموضوع بايجاز وتابعه المقريزى فى السلوك .. والأدفوى مع معاصرته إلا أنه حصر الحديث عما حدث فى الصعيد فى ترجمته لعبد الغفار باعتباره مهتما بالصعيد ورجاله فى كتابه ( الطالع السعيد فى أخبار نجباء الصعيد ) والشعرانى أشار للحادث فى كتابه لطائف المنن .
وبدأت القصة والسلطان يصلى فى جامع القلعة وحين فرغ الناس من الصلاة فإذا برجل مجذوب يصيح بهدم كنيسة القلعة ، فتعجب السلطان والناس من أمره ، ثم ذهبوا للكنيسة للاستطلاع فوجدوها قد هدمت ، وحدث نفس الشىء بعد صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر ، حين خرج الناس من الأزهر وجدوا الكنائس القريبة قد دمرت ، وفى يوم الأحد التالى ورد من والى الإسكندرية ما يفيد أنه قد هدمت أربع كنائس فى وقت الصلاة يوم الجمعة وفى نفس الوقت هدمت كنيستان فى دمنهور ، وست كنائس فى قوص بقيادة الشيخ عبد الغفار وأعوانه ( ولما وقف السلطان على ذلك انزعج وتواترت الأخبار بعد ذلك من المسافرين من الوجه البحرى والوجه القبلى أنه هدمت كنائس كثيرة من البلاد التى لا يؤبه لها وكان هدم الجميع فى وقت واحد فخشى أن يفسد عليه أمر مملكته فقال له الأمراء : يا مولانا السلطان هذا ليس من العامة ولا من الناس المعتبرين وإنما هو إرادة الله تعالى وأجراه على يد بعض خلقه ، وإلا كيف يقع هذا فى وقت واحد وساعة واحدة ، وقال القاضى فخر الدين : يا خوند أنت تريد تعارض فعل الله والله إذا أراد أمرا فلا معاند له فى حكمه وأنت مع حرمتك العظيمة لو رسمت بهدم كنيسة فى دمياط وأخرى فى الاسكندرية لما وقع ذلك فى ساعة بعينها )[8].
واعتقل الشيخ عبد الغفار وحمل للقاهرة ثم أفرج عنه بعد قليل [9].
وقد ذكر العينى أسماء الكنائس التى دمرت فبلغت نحو ستين كنيسة أحرقت كلها فى وقت واحد حين الانشغال بصلاة الجمعة . و(السيناريو) واحد فى كل بلد .. يقوم مجذوب يصيح مضطربا داعيا لهدم الكنائس ويختفى فيتعجب الناس وحين يخرجون من المسجد تطالعهم الكنائس المهدمة ودخان الحريق فيها .. ولغرابة الأمر فقد اعتقد السلطان ومستشاروه أن تلك إرادة الله فالسلطان نفسه لو أراد أن يحرق كنيستين فى وقت واحد فى الاسكندرية ودمياط ما استطاع .
وما كان للشيخ عبد الغفار وحده أن تمتد يده بإحراق الكنائس المصرية كلها فى وقت محدد وما كان بطاقة مجموعة من الناس أن يفعلوا ذلك بالدقة التى نفذ بها وبالتخطيط الذى تم ، إن الأمر أبعد من ذلك ، إن هدم بناء ضخم يستلزم عصبة من الرجال تكتم الأمر وتعد له وتنفذه فى الوقت المحدد، وإذا تصورنا أننا أمام ستين مبنى قد دمروا فى نفس الوقت لوقفنا على التنظيم والدقة والتخطيط الذى صاحب هذه العملية الفريدة من نوعها فى التاريخ المصرى والذى جعل مصر كلها له مسرحا .
لقد استغل عبد الغفار بن نوح الدعاة السريين للدعوة الشيعية الصوفية وهم موزعون فى كل مدينة والاتصال بينهم مستمر ومتجدد وقد بقوا بلا عمل بعد موت البدوى ، وإذ عجز أولئك عن مواجهة القوة الحربية المملوكية فى أرض المعركة فهم أقدر على إحراق مصر كلها بمؤامرة تنفذ فى الخفاء لإفساد الأمر على صاحب السلطة ، وهذا ما توجسه الناصر محمد لولا أن مستشاريه استبعدوا ذلك وأقنعوه أن الأمر قضاء وقدر .. إلا أن المسيحيين لم يقتنعوا فقاموا باشعال الحريق فى القاهرة ( ولا يكاد يفرغ الناس من حريق حتى يفاجأوا بحريق آخر) وكانوا يعزون السبب إلى أنه إرادة الله إلا أنهم فوجئوا بفتيلة كبيرة ملوثة بالنفط فبحثوا عن الفاعل واعتقلوه وكانوا أربعة من الرهبان متلبسين ، وشرع الناس فى أذى النصارى وكادت تقوم فتنة فأمر الناصر محمد باعتقال المتظاهرين من الحرافيش والعامة فاعتقل جماعة كيفما اتفق وصلبوهم ، ولكن الحريق لم ينقطع وقبض على ثلاثة من النصارى واعترفوا ، فقامت مظاهرة ضخمة من العامة واجهوا السلطان دون خوف وصاحوا فيه بالانتصار للإسلام – بزعمهم- فخشع لهم السلطان ( وحصل له بهته فتوجس خاطره فأنه رأى هذا العمل منهم بعد أن عمل فيهم من الصلب والقطع – أى قطع الأيدى – وبقى متعكرا إلى أن وصل الميدان وجلس وهو يسمع ضجيج هؤلاء .. فطلب الحاجب وأمره أن ينادى من وجد نصرانيا فيكون دمه وماله حلالا للسلطان فلما نادى الحاجب فيهم بذلك طابت خواطرهم وصاحوا نصرك الله ودعوا له ).. ثم تدارك السلطان الأمر وخففه إلى تعزير النصارى وتنكيلهم دون القتل [10].
وانعكس ما حصل للنصارى على صعيد العلاقات الخارجية مع الحبشة وعلاقة الحبشة بالامارات الإسلامية المجاورة لها ذلك أن ملك الحبشة كان يعتبر نفسه مسئولا عن حماية الأقباط المصريين لأنه يتبع الكنيسة المصرية مذهبا وكانت مصر ترسل له بطريركا مصريا للإشراف على الكنيسة الحبشية [11]. وعندما علم ملك الحبشة (عمد صهيون ) بما حدث للكنائس المصرية والمسيحيين بعث للناصر محمد باحتجاج شديد اللهجة يهدد فيه باجراءات مماثلة ضد مسلمى الحبشة وتحويل مجرى النيل ليجيع مصر ، غير أن الناصر لم يعبأ بهذا الاحتجاج وطرد السفارة الحبشية ، فبدأ ( عمد صهيون) الحرب ضد الإمارات الإسلامية بالحبشة وتابع إبنه بعده ( سيف أرعد ) أعماله العدوانية ضد التجار المصريين واعتراض طريق القوافل بين القاهرة وشرق أفريقيا [12].
وهكذا كان لمؤامرة الشيخ عبد الغفار آثارها المدمرة داخليا وخارجيا فقد كادت مصر أن تصرعها الحرب الأهلية وكاد الحريق أن يأتى على القاهرة واكتسبت السلطنة المملوكية عداء الحبشة ودفعت الإمارات الإسلامية فى زيلع وبربرة والصومال ثمن المؤامرة التى نفذها الشيعة الصوفية فى مصر .. لقد أعلن عبد الغفار السبب فى حركته تلك فقال ( كثر فسادهم وزاد طغيانهم فنودى بالانتقام منهم [13]) وقد يكون السبب فى كراهيته للنصارى مناصرة السلطات المملوكية فى قوص وأسيوط للنصارى ضد المسلمين وذلك ما اعترف به فى كتابه الوحيد ونقله عنه الشعرانى [14].
ولكننا نقول أن المقصود بهذه المؤامرة الشاملة إحداث قلاقل داخلية وخارجية للانتقام من الدولة المملوكية التى وطدت سلطانها على حساب الدعوة الشيعية ودعاتها المنتشرين فى كل مكان ، وإذ عجز أولئك عن المواجهة الصريحة فقد ارتأوا أن يصيبوا الدولة فى مقتل عن طريق التآمر بليل وهم لا يستطيعون سوى ذلك .. وقد أفلحوا فى مسعاهم فلم يلق عبد الغفار إلا قليلا من الاعتقال ثم أفرج عنه فاعتكف فى جامع عمرو حتى مات وأحرز شهرة بعد موته حتى يبعث ثيابه التى مات فيها للتبرك بها وفرقت على الزوايا الصوفية [15].
لقد انتقم عبد الغفار لشيخه أبى العباس الملثم وانتقم الجميع للبدوى الذى زرع البلاد بأعوانه حتى إذا قرب تحقيق الأمل جاء الظاهر بيبرس فحجر عليه ومنعه من جنى الثمار ، ودفعت مصر الثمن قتلا وإحراقا ، ولم تكن مصر فى يوم من الأيام بلدا للتعصب الدينى ولكن ربما كانت البلد الوحيد الذى نفذت فيه مؤامرة شاملة بهذا الاقتدار والتخطيط ضد طائفة لا ذنب لها إلا لمجرد غرض سياسى وتصفية حسابات قديمة مع السلطة .
إن حركة عبد الغفار – وقبله خضر العدوى – أمر لا يقره الإسلام .. ولكن من قال أن الصوفية مسلمون ؟؟ إن عقيدتهم المخالفة للإسلام – والتى نشروها مع الأسف فى مصر – تمثلت فى عبادة البدوى وذلك ما سنتعرض له فى الفصل الثانى ..). انتهى النقل.
أخيرا :
1 ـ هل تتشابه ظروف مذبحة الاسكندرية اليوم مع ذلك الحادث الذى جرى منذ سبعة قرون ؟
بالتأكيد يوجد بعض التشابه . هنا وهناك حكم عسكرى مستبد ، وتوجد جمعيات سرية تتستر بالدين لقلب نظام الحكم ، ويوجد تعصب ضد الأقباط من النظام العسكرى ومن معارضيه على السواء ، واتجاه عدائى نحو الكنائس ، ورد فعل من الأقباط خارج عن المألوف ، ليس بالخنوع ولكن بالرد بنفس الطريقة .
ولكن اين مبارك بفشله وخنوعه للغرب واسرائيل من السلاطين المماليك الذين قهروا الغرب ( الصليبيين ) والشرق ( المغول ) وتزعموا بمصر المنطقة كلها ووصلوا بحدود دولتهم الى آسيا الصغرى وليس الجدار العازل فى غزة ؟؟!!
كان المماليك يحكمون مستبدين فى انسجام مع ثقافة العصور الوسطى ، فأين عصرنا بثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان ومبارك يرجعنا للوراء قرونا يحكمنا فيها بثقافة الاستبداد الماضوية التى اندثرت إلا فى منطقتنا الموبوءة بالاستبداد العسكرى والاستبداد السلفى السّنى و الشيعى ؟
2 ـ هل يدفع هذا التشابه الى خطورة مرتقبة ؟
نعم .. فطالما بقى الحكم العسكرى البوليسى فتصدق فينا كلمة المفكر الليبرالى الراحل خالد محمد خالد ( استمتعوا بالسىء فالأسوأ قادم ) . قالها يرحمه الله جل وعلا فى عنوان فى جريدة الوفد فى الثمانينيات فى بداية عهد مبارك ، قالها بعد أن ظل ينصح مبارك بأن يدخل التاريخ من أشرف وأوسع ابوابه بتحقيق حياة ديمقراطية لمصر. يأس خالد محمد خالد فقالها (استمتعوا بالسىء فالأسوأ قادم ) وسكت . وتحقق قوله ، ويتحقق كل يوم.
3 ـ اليوم وصل ( الأسوأ ) الى مشوار جديد بدأ بكارثة تفجير دور العبادة بروادها الآمنين المسالمين ..
4 ـ فماذا بعد ؟
قالها عبد الحليم حافظ : وآه يا خوفى من آخر المشوار ..آه يا خوفى ..
[1]الطالع السعيد 131
[2]الدرر الكامنة 1-197 : 198
[3]) السلوك 1969
[4]عقد الجمان مخطوط مصور 266
[5]بدة الفكرة مخطوط مصور 408 ب
[6]عبد الصمد ، الجواهر 17 .
[7]الطالع السعيد 323 ، 324 ، وحسن المحاضرة 1521
[8]) النويرى : نهاية الأرب 31 3: 4 . مخطوط ، عقد الجمان للعينى حوادث 721 ورقة 273 : 277
[9]) بيبرس الداودار ، زبدة الفكرة مخطوط 9474 ، 475 السلوك 2 50
[10]نهاية الأرب نفس المرجع 31 8 وعقد الجمان 278 : 296
[11]) ابن حجر أبناء الغمر مخطوط حوادث 841 ورقة 3008
[12]طرخان : المجلة التاريخية 8 52 ، 56 سنة 1959[12]
[13]العينى : عقد الجمعان 277: 278.
[14]لطائف المنن 459 ط 1288
[15]السلوك 250 .
صرحتا وبعد اكتشاف التاريخ وأنا كا موطن مصري أتمني أن يرجع دور مصر والمصريين ما قبل التاريخ هذا أفضل
ملاحظة ..
في عصر الأستبداد أيام المماليك كانت هناك جماعات تعمل تحت السطح .. ونفس الطرقة في عهد حسني مبارك هناك جماعات تعمل تحت السطح ..
فهل بيئة الأسنبداد وانعدام الحرية تشجع على وجود جماعات تحت السطح ؟؟؟
أو بمعنى آخر هل هناك علاقة بين وجود جماعت سرية وكون المجتمع يحكم بطريقة استبدادية ؟؟
من هذه الفقرة من المقال نتعرف على علاقة الصوفية بمحنة ابن تيمية التي انتهت بوفاته رحمه الله ،وأن لهم اليد الطولى فيها بعلاقتهم بالناصر محمد بن قلاوون .
والتزاوج الذي حدث بينه وبين الصوفية وما نتج عنه من كوارس وحوادث .
فما أشبه اليوم بالبارحة ، التاريخ دائما يعيد نفسه مع اختلاف الأشخاص والمسميات ولكن الاتفاق واضح في الأساليب المتبعة وفي الأهداف سواء المعلنة أم السرية لتحقيق هذه الأغراض.
"وجاء الناصر محمد ينشد الاستبداد فبدأ يتصاعد النفور بينه وبين صديقه ابن تيمية ، ووجد من الصوفية استعدادا لتأييده فكانت محنة ابن تيمية الأخيرة وفيها كانت وفاته معتقلا وتم بذلك انتقام الصوفية الأحمدية والرفاعية منه منذ بدأ حركته باضطهادهم بالشام قبلا ، وفى ( شهور العسل ) هذه بين الناصر محمد بن قلاوون والصوفية قام عبد الغفار بن نوح باستغلال أدوات الدعوة السرية وأتباعها الموزعين فى المدن المصرية وقام بإحراق الكنائس المصرية فى الصعيد والقاهرة والدلتا والأسكندرية فى وقت واحد "
للأسف الشديد ما حصل ويحصل في أرض مصر الطيبه والحبل على الجرار لكل دول المنطقه ولو أن مصر هي الركيزه الأقوى لمنطقتنا لذلك ما سيحصل لأرض مصر لسمح الله من مكروه يطيح بها لما لاتحمد عقباه يعني إنهيار تام لجميع الدول العربيه وتشتعل كل المنطقه بأسرها في حرب أهليه طائفيه , وعصبيه قبليه ,وجغرافيه وتصفية حسابات وإنتقام وجمع المال يموت فيها البريئ والمسكين والضعيف قبل المتناحرين ,فامن خلال ما نقرأه من تاريخ أسود من تراثنا المسكوت عنه وجدت أن منبع هذه الجرائم والإنحرافات الخطيره جدا من تاريخنا القديم والمعاصر تصب كلها من منبع واحد هي القرمطيه المتلونه بكل الألوان حسب المكان والزمان والضروف سواءا صوفيه أوشيعيه أو وهابيه أوسلفيه أو إخوانيه أو حتى إعتداليه فالمعتقد الأساسي واحد وإن تفرعت وتشكلت في أي صوره حتى لو عسكريه أو مخابراتيه أوبوليسيه قمعيه أومدارس وجامعات إسلاميه أوفضائيات سواء دينيه أوغير دينيه حتى لو إباحيه مادام كل ما يجري تحت مرأى ومسمع السلطان المستبد فالأصل والمنبع واحد
لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (44) الأنفال ....
الله وحده ترجع له الأمور ، وهو وحده تصير له الأمور (أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ (53) الشورى )
وذلك كله لكي يقضي الله أمراً كان مفعولا ..!!
لقد نصحت وبح صوتك لأبناء وطنك حكاماً ومحكومين .. مسيحيين ومسلمين رجالاً ونساءاً .. ومع ذلك فإن الأمور تسير في اتجاه الفتنة .. ( لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) الأنفال ..
لقد قمت بإظهار البينة من كتاب الله سبحانه وتعالى ، لم تكتمها مثل آخرين كتموها .. وذلك كله ليهلك من هلك على بينة .. ويحيى من حيا على بينة ..
طريق الحياة معروف ببينة واضحة وضوح الشمس وطريق الهلاك معروف ببينة أيضاً واضجة وضوح الشمس .. الأختيار هو للجميع إما ان تختاروا طريق الهلاك ، وإما ان تختاروا طريق الحياة ..ونحن معكم نختار أيضاً ..
أتوقع أن ينجح الجناح المدني للتطرف بإن يمتص الصدمة ثم بعدها يعاود الهجوم مرة اخرى وبث الكراهية من جديد ثم القيام بعمليات اخرى أشد إيلاما ..
هذا السياريو فعلو بعدما قتلوا فرج فودة ، حيث أمتصوا الصدمة وظهروا أثناء المحاكمة مدافعين عن الإرهاب والقتل .. متحدثين عن ان الدكتور فرج فود مرتد وعقوبته القتل .. وان من قتلوه فعلوا ما كان يلزم أن تفعله السلطة .
هي خطة مجربة ولا حية لمن ينادي ؟؟
ولي سؤال للدكتور أحمد صبحي منصور ..
هل الأقباط سيكونوا وقود الحرب الأهلية في مصر ؟؟
أم ضعاف المصريين ...؟؟
لن أسألك عن الحل فلقد أجبت عليه مئات المرات .
ولكن أسألك الدعاء ليحفظ مصر من هذا المصير .
ربنا يستر على مصر فى المرحله القادمه على مصر . وانا شخصيا اخاف ان يصل الارهاب الى مصر مثملا كان فى اوائل التسعينات وحدثت مذابح فى مصر وعمليات ارهابيه .
اعتقد ان النظام المصرى فى الفتره السابقه تنسا احوال مصر من اقباط ومسلمين من اجل التحضير الى التوريث او الانتخابات
يجب على النظام حمايه ابناءه فى الداخل والخارج
لكل شيء نهاية ولكل ظالم نهاية وهذه هي بداية النهاية لنظام مبارك المستبد القاتل الظالم هجوم شاب على إحدى كمائن وزارة الداخلية بالطريق الدائرى وكان يحمل سلاح آلى وقام بقتل جميع العاملين بالكمين عساكر وأمناء وضابط ولقوا حتفهم جميعا وقام بالاستيلاء على الأسلحة التي كانت في حوزتهم وهذه هي الخطورة وهي ما قال عنه الدكتور منصور في بداية المقال /// منعطفا جديدا فى مسيرة الاحتقان الدينى الطائفى .////
ومن هذه الحادثة نستشف الخطورة والاسلوب الجديد فى الحصول على السلام وهو اسلوب جديد على المجتمع المصري الذي عاش يهاب ويخاف رجل الشرطة مهما كان منصبه حتى لو كان مخبر او عسكرى نفر
إذن آخر المشوار لن يكون سهلا ولن يكون سعيدة وستكون النهاية محزنة بكل المقاييس
ورغم خطورة ما حدث وزراة الدخلية كفت على الخبر ماجور واعتبرت ان القتلى كلاب او حيوانات لا قيمة لهم ولذلك لم يحدث اعلان عن هذا لخبر
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,689,363 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
زواجه باطل : د. احمد قبل يومين سألك شخص عن زواج المتع ه و...
سؤالان : السؤا ل الأول : كنت أتكلم مع خالى وقال لى...
العقوبة العلنية: عشت فى السعو دية سنوات سوداء ، وتحمل ت من أجل...
الصلاة بغير العربية: Dear Dr. Ahmed Mansour S alamu alaikum I have a Bangladesh i friend he...
more
أقصد بركات كتاب السيد البدوي ..
اقصد السيد البدوي بتاع طنطا ، وليس السيد البدوي بتاه حزب الوفد ..
من الآخر : أقصد كتاب السيد البدوي لمؤلفه الدكتور أحمد صبحي منصور ..
فهذا الكتاب رغم أنه يهاجم التصوف وأستغلال الدين لهدف سياسي .. جاء فيه باب كامل عن أقدم عملية منظمة لأحراق كنائس مصر من 700 عام ..
بركات هذا الكتاب جعلتنا نشكر حسني مبارك أنه أرجعنا 700 سنة للوراء ..فقط لا غير .. ولا صحة للأراء التي تقول أنه أرجعنا لما قبل التاريخ فاصحاب هذه الآراء خونة وعملاء وأجراء وقلة مندسة ..وهذه القلة المندسة تقع في وسط كثرة منبثة ..
نرجع لموضوعنا
وهذا المقال جعلنا نقارن بين عصر المماليك وعصر حسني مبارك ..
والمقارنة بين الحكمين وكلاهما عسكري .. وكلاهما احرقت الكنائس في عهده وكلاهما أذاق المصريين ألوان العذاب ، إلا ان مبارك بما يفعله يعيش خارج نطاق عصره ..بينما المماليك كانزا منسجمين مع عصرهم ..