آحمد صبحي منصور Ýí 2010-11-26
لكل نفس بشرية جسدان:) 13 ) : التوبة الأخروية بين الجسد المادى والجسد الأزلى
لماذا لايقبل الله جل وعلا توبة الطاغية المستبد ؟
( ثانيا )
1 ـ يقترب حسنى مبارك من الموت ويقترب منه الموت فقد بلغ أرذل العمر، فهل يمكن أن يتوب ؟ وعلى فرض أن يمكن أن يتوب فلو تاب هل سيقبل الله جل وعلا توبته ؟
نحن هنا لا نحكم بالغيب ولا بالهوى ، ولكن وفق القوانين الالهية الواضحة فى القرآن الكريم ، ونحاول تطبيقها على حالة ( حسنى مبارك ) وهو Ølig; طاغية قضى فى السلطة حوالى ثلاثين عاما من الاجرام . ونحن هنا لا نحكم على عقيدته أو سريرته ، ولكن نحكم على جرائمه الواضحة ، ونحن عليها شهود ومعنا 80 مليون مصرى من ضحاياه ، ومعنا وسائل الاعلام العالمية ومنظمات حقوق الانسان ، وتؤكدها الأحداث الظاهرة المعروفة من سيرة حياته ، وما خفى منها أفظع وأبشع ، وسنعرف بعضه بعد موته ، وسنعرف الحقائق كاملة يوم يصدر الناس أشتاتا يوم القيامة ليروا أعمالهم.
2 ـ لنبدأ بالسؤال الأول : هل يمكن أن يتوب حسنى مبارك ؟
الجواب (لا ).. لا يمكن . واليكم التوضيح .
إدمان المعصية دون توبة عشرات السنين يطبع القلب على العصيان ، ويجعل العاصى يبرر عصيانه ويسوغه ، ثم تنقلب لديه المعايير فيصبح العصيان محمودا و الخير مذموما . ويأتى هنا دور الشيطان الذى يوقع الانسان فى تبرير المعصية بدلا من التوبة ، ثم يهبط به الى الدرك الأسفل حين يزين للعاصى سوء عمله فيحسبه خيرا ، وهنا لا فائدة من الوعظ ،لأنه سيظل سادرا فى عصيانه دون رغبة فى التوبة حتى الموت ، وعند الموت يحاول التوبة ويرجو فرصة أخرى ليصلح أعماله ، ولكن دون جدوى .
هذا الحال ينطبق على حسنى مبارك الذى يرى واجبه فى تزوير الانتخابات وفى التعذيب و قهر المصريين وسلب أموالهم و هتك حرماتهم ، ويرى جنوده يرتكبون الفظائع أمام أعين العالم ، وتأتيه الاحتجاجات من العالم الخارجى من أغراب يتعاطفون مع الضحايا المصريين ، وتأتيه النصائح بالكف عن التعذيب وعن التزوير فى الانتخابات فتأخذه العزة بالاثم ويعتبر ذلك تدخلا فى الشئون الداخلية لمصر، لأن مصر عنده ضيعة يملكها ويملك أهلها ويستعبدهم ويفعل بهم ما يشاء ، ولا يجوز لأحد أن يتدخل فى شئونه الخاصة وطريقة إدارته لعزبته وضيعته وعبيده ، وهو يعتبر هذا النصح بالخير شرا محضا ، ولأنه قد زين له الشيطان عمله وصده عن سبيل الحق فرأى سوء عمله خيرا ورأى الخير شرا . يقول جل وعلا لخاتم المرسلين:(أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) (فاطر 8) .
ولقد تعرض مبارك للمرض وفقد حفيدا له ، ولا شك أنه عند المحنة استجار بالله جل وعلا ، ولكن عندما زالت المحنة عاد لطغيانه ، فشأن ( المسرفين ) المتطرفين فى الشر أن يزين لهم الشيطان جرائمهم فيحسبونها خيرا ، يقول جل وعلا :( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ( يونس 12 ).
وحسنى مبارك مجرد مثل تكرر ملايين المرات فى تاريخ البشرية الملطخ بالظلم والطغيان و العصيان ، وكلهم عصاة طغاة زيّن لهم الشيطان أعمالهم ، ويقسم رب العزة بأن الشيطان سيكون وليهم ، ومصيرهم العذاب الأليم ـ أى لا يقبل الله جل وعلا توبتهم ـ على فرض أنهم يتوبون ، يقول جل وعلا : (تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( النحل 63 )
وحسنى مبارك فى اسرافه فى الطغيان يقتدى بفرعون موسى ، الذى وصفه رب العزة بالفساد (إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ( القصص 3 ) وبالطغيان والاسراف ( وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) ( يونس 83 )، والسبب أن الشيطان زيّن له سوء عمله فصدّه عن سبيل الحق : ( وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ )(غافر 37). ولأنه زين له سوء عمله فرآه حسنا فقد أنقلبت لديه المعايير ، فأصبح يتهم موسى بالفساد ، ويجعل من الخير أن يقتل موسى متحديا رب العزة : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ) ( غافر 26 ). أى ان فرعون بقلبه الرقيق يخاف من موسى أن يظهر الفساد فى أرض مصر ، والحل الذى ليس مفسدا هو قتل موسى .!!
وبنفس العقلية يرى حسنى مبارك أن قتل المصريين وقهرهم وتعذيبهم هو الصلاح ، وأن دعوة (أهل القرآن ) للاصلاح هى الفساد ، ويستحقون عليها السجن و التعذيب والاتهام بازدراء الدين.. دين فرعون بالطبع .
وكما زين الشيطان لفرعون موسى سوء عمله فظل بلا توبة حتى لحظة الموت فإن حسنى مبارك يرفض التوبة وسيظل يرفضها حتى لحظة لقائه بملائكة الموت ، بل سيجادلهم بأنه لم يفعل سوءا ، أى سيظل مقتنعا بالباطل الى وقتها ، وهذا هو حال أمثاله ، والله جل وعلا يصف موقفهم مع ملائكة الموت فيقول : (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) ( النحل 28 : 29).
ثم عندما يدرك الحقيقة سيصرخ بالتوبة راجيا أن يعطى فرصة أخرى : (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) ( المؤمنون 99 : 100 ).
عندها ستنهال ملائكة الموت عليه بالضرب ـ أى على نفسه التى انفصلت عن جسده الميت وتبشره بالويل : (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) ( الأنفال 50 : 51) (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) ( محمد 27 : 28 ) .
ليس هذا تجنيا على حسنى مبارك ،فهو الذى يرفض الاستجابة حتى لمطالب الاصلاح الجزئى ؛ يرفض إلغاء قانون الطوارىء الذى يحكم به مصر من ثلاثين عاما ، ويرفض إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء من سجناء الرأى والمحبوسين احتياطيا و المساجين بلا تهمة ، كما يرفض باستماتة إجراء انتخابات نزيهة يراقبها العالم الحرّ.
أى لا يمكن أن يتوب حسنى مبارك ، ومستحيل أن يظهر على شاشة التليفزيون باكيا نادما معتذرا متأسفا مقرّا ومعترفا بما ارتكبه فى حق ملايين المصريين من قتل وقهر وتعذيب وتنكيل .
قد يفعل هذا مرغما حين يتعرض للتعذيب الذى أذاقه لملايين المصريين الأبرياء ، اما لوجاء فى محكمة علنية وبها ضمانات للعدالة تمنع التعذيب ، فسيدافع عن نفسه بكل بجاحة مثلما فعل سلفه صدّام حسين .
3 ـ نأتى للسؤال الثانى : لنفترض جدلا أن حسنى مبارك ( 82 عاما ) قرر التوبة صادقا ، هل سيقبلها رب العزة ؟
الجواب أيضا : ( لا ).. أى لا يمكن أن يقبل الله جل وعلا توبته لأنه جل وعلا لا يصلح عمل المفسدين ، وهذا ما قيل عن فرعون موسى من قبل : (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) ( يونس 81 ).
هذا أيضا يستلزم شرحا طويلا ، نكتفى منه هنا فى هذا المقال بجملة واحدة هى : أنه لا وقت لديه للتوبة المقبولة . أى ما تبقى من عمره لا يكفيه للوفاء بمتطلبات التوبة وشروطها ، وهنا نواجه قضية الزمن ، وهى أعظم إختبار لبنى آدم .
وقد قلنا أن لكل نفس بشرية جسدين ، الجسد المادى الذى تتحرك به النفس فى الدنيا ، تسعى فيها بالخير والشر ، والجسد الأزلى الذى يسجل فى كل ثانية من عمر الانسان على الأرض حركته وسعيه بالخير و بالشر ، ويتراكم هذا العمل مع كل ثانية تمر ، وكل ثانية تمر يتناقص بها عمر الانسان فى هذه الدنيا بينما يتراكم بها تسجيل عمله فى جسده الأزلى ، الى أن تأتى لحظة الوفاة فيموت الجسد البشرى المادى ويكتمل للنفس التأريخ والتسجيل لها فى جسدها الأزلى ، وبهذا الجسد الأزلى تبعث يوم القيامة وبه تحاسب وتدخل الجنة أو النار ، حسب عملها.
التوبة تقع فى بؤرة العلاقة بين النفس وجسديها المادى و الأزلى . فالجسد المادى تحركه النفس نحو الخير والعمل الصالح ، وتحركه أيضا نحو الشّر والعمل السيىء . وكل نفس تقبل التوجه للناحيتين : الفجور و التقوى ، وكل نفس تملك المشيئة لفعل الخير والعمل الصالح كما تملك المشيئة لارتكاب الشرور والفسوق . وهنا نرى نوعيتين : نفس تختار التقوى و العمل الصالح ، وبالتكرار للعمل الصالح ومراعاة التقوى تصحو فيها الفطرة و تتكون فيها ما يعرف بالأنا العليا التى يمكن أن نطلق عليها الضمير أو النفس اللوامة ، وهى لا تكتفى فقط باللوم والندم على وقوعها فى السيئات بل تمنع من البداية الوقوع فى الشر ، وتسارع بالتوبة لو وقعت فيه . والنوعية الأخرى نفس أدمنت الشر وارتكاب السيئات وتتفنن فى تسويغها وتشريعها وتزيينها .
يقول جل وعلا : (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) ( الشمس 7 : 10 ) ففى كل نفس القابلية للفجور والتقوى ، والذى تتكون لديه ( الأنا العليا ) هو الذى يفلح فى تزكية نفسه وتطهيرها بالعمل الصالح والتقوى والتوبة ، بينما يخيب من يخضع لغرائزه وينصاع لهواه وشحّ نفسه وفجورها. يقول جل وعلا عن الصنف الخاسر الخائب : (فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) فهنا طغيان وبغى فى سبيل الحياة الدنيا ، ويظل سادرا فى بغيه دون توبة مقبولة الى أن تكون الجحيم مأواه ومثواه . وفى المقابل يقول جل وعلا عن الأنا العليا التى تأمر بالخير (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) ( النازعات 37 : 41 ). فالأنا العليا هى التى تنهى النفس عن الهوى .
وبينما تكون التوبة مفتاح الفلاح لمن يتقى ربه فإن الاستمرار على الفسوق والعصيان يزيد سواد النفس ، أو بالتعبير القرآنى :( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) ( المطففين : 14 )، أى إن الفطرة البيضاء النقية قد علاها الران أو الصدأ والسواد والكدر ، أى تغلفت بالسواد دون أن تجد فرصة لأن يغسلها صاحبها ويطهرها ويزكيها وينقيها بالتوبة . وبالتالى يحتاج العاصى لوقت كاف يستطيع فيه أن يتوب توبة صحيحة مقبولة يتم بها ارجاع قلبه الى النقاء حتى يلقى ربه بقلب سليم طاهر من كدر الذنوب والسيئات (يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ( الشعراء 88 : 89 ).
وهنا تختلف مواقف البشر :
منهم من حافظ على تقواه فإذا وقع فى ذنب بادر بالتوبة وأقلع عن السيئات ويموت وهو فى أعلى الدرجات فيكون من السابقين المقربين :(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) ( آل عمران 133 : 136) (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( التوبة 100 )
ومنهم من أفاق لنفسه فى الوقت المناسب وحاسب نفسه فوجد نفسه قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا فعزم على التوبة وقام بشروطها ، وكان معه وقت نذره لعمل الصالحات ليعوض ما فات ، هذا يغفر الله جل وعلا له ويأتى يوم القيامة فى الجنة من الدرجة الثانية (أصحاب اليمين ) : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )( التوبة 102 : 103 )
ومنهم من أدمن السيئة وأحاطت به خطيئته فاسود بها قلبه فأصبح موجز حياته كلمة واحدة هى السيئة ، هذا الصنف خالد فى النار بسبب عمله السيىء الذى أحاط به ، بغض النظر عما يزعمه من إيمان : (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 81 ).
4 ـ ونتساءل هنا :
هل ما بقى لحسنى مبارك من عمر يكفى لأن يتوب توبة نصوحا ؟
دعنا نفترض أن حسنى مبارك طيلة حياته قتل شخصا بريئا واحدا فقط ومات بهذا الذنب ، فإن مصيره يوم القيامة الخلود فى جهنم مع غضب الله جل وعلا عليه ولعنه وعذاب عظيم ينتظره : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ( النساء 93 ). فهل قتل حسنى مبارك شخصا واحدا من الأبرياء المصريين ؟
لنفترض أن حسنى مبارك لم يقتل أحدا ولكن ظل يظلم شخصا واحدا فقط طيلة ثلاثين عاما وأراد التوبة ، فإننا نشكّ فى أن ما بقى له من عمر قد يكفى لتطهير القلب من ذنب استمر ثلاثين عاما بلا توقف لهذا الشخص الواحد . هنا ينطبق على الجانى الظالم مريد التوبة قوله جل وعلا : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة 106 ) ، أى مرجعه لله جل وعلا :أن يتوب عليه ويقبل توبته ،أو أن يعذبه ، وختم الآية بقوله جل وعلا (وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) أى إن القرار الالهى سيصدر عن علم وحكمة. ولم يقل كما فى حالة من خلط عملا صالحا وآخر سيئا (عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ).
هذا مع افتراض أن حسنى مبارك فى الوقت الضيق الباقى له قام بشروط التوبة للشخص الوحيد الذى ظلمه ، أى اعترف بالذنب وأقرّ به ، وأعلن ألا يعود اليه ، وأرجع حق المظلوم ، وإعتذر له وطلب سماحه ومغفرته . فهل تتصور حسنى مبارك يفعل هذا ؟
حسنى مبارك لم يظلم شخصا واحدا بل عشرات الملايين من المصريين وغير المصريين ، ولم يقتل شخصا بريئا واحدا بل قتل ملايين قتلا مباشرا أو غير مباشر ، ولم يرتكب ذنبا واحدا بل ارتكب كل الجرائم فى حق الملايين ، من قتل وتعذيب و سرقة ونهب وقهر وسجن وإيذاء . فعل كل ذلك بالأمر المباشر ، وبنفسه أحيانا وبأذنابه غالبا . أى يحتاج حسنى مبارك لعشرات القرون لكى يجد الوقت الكافى ليعتذر لكل مظلوم وليرجع كل الحقوق وليعترف بكل الذنوب ..
المضحك أن حسنى مبارك منذ ظهر فى السلطة نائبا للرئيس ثم رئيسا لم يعترف يوما بخطأ كما لو كان الاها معصوما من الخطأ ، بينما يتفوق فى جرائمه وفى فشله وفى خيباته على كل الطغاة الذين حكموا مصر فى تاريخها المعروف . وهو فى كل ذلك لا يستشعر عارا ولا يحسّ خجلا ، ولا يشعر بتأنيب الضمير لأنه قد زين له الشيطان سوء عمله فرآه حسنا ، بل إنه يعادى من ينصحه بالخير ويوصيه بالاصلاح .
وهو ماض فى طريقه هذا حتى الموت ..دون توبة .. وحتى لو تاب فلا يستطيع الوفاء بحق التوبة ، فللتوبة موعد وشروط ، سنعرض لها بالتفصيل فى المقال القادم .
يلاحظ أن من يرتكب جريمة يحاول إخفائها ولو عن طريق قتل الشهود ، وقد يغطي عبى جريمته بجريمة أخرى ، وهكذا ينتقل من جريمة إلى أخرى كي يحمي نفسه ، وهو لا يفكر في التوبة ولو فكر في التوبة من أول جريمة أرتكبها ما وقع في المتعاقبة المتوالية ..
وهذا يفسر كون حسني مبارك وأمثاله من الحكام المستبدين عبر التاريخ لا يمكن أن يتوبوا ..
ومن نا حية أخرى هل يمكن أن يتوب المجرم بعدما تخطى الخمسين والستين وأصبح في أرذل العمر ..
المعروف أن الشباب هم طاقة التغيير .. التغيير هو ترك الماضي وتغييره إلى الأفضل .. بينما عندما يبلغ الإنسان سن الخمسين والستين ويصل لمرحلة أرذل العمر كما سماها القرآن الكريم يتمسك بالتقاليد والمحافظة على القديم ويرفض التغيير ،ومن الصعب على عجوز بلغ الستين أن يتقبل فكرة جديدة أو ان يغير عادة تعود عليها من صغره حتى شبابه .. أي يظل الإنسان بعد الستين أسيرا لما تعود عليه ... فإن كان مجرما يصعب عليه التوبة من جرائمه .. حتى أنه ربما يعجز بحكم عامل السن عن أرتكاب الجريمة لكن يظل في داخله نفس االاجرام ...
نفس الحال مع الحاكم الطاغية ..
وهذا يفسر تمسك حسني مبارك بالإستقرار وهو المحافظة على نفس السياسة بدون تغيير .. وسياسته هي الظلم والأستبدبد والسرقة والفساد ، والتغيير هو الأصلاح والأصلاح هم التوبة ..
أي لا يمكن عمليا أن يتوب لأن توبته تعني هلاكه ..
لذلك لابد له أن يحافظ على الأستقرار حتى ولو كان أستقرار البرك ..
أتفق مع الأستاذ عبد المجيد فيما ذكره في تعليقه وخاصة كلمته في أن توبة حسني مبارك تعني هلاكه ..
عمليا يستحيل أن يعقد مبارك أو أقرانه من المستبدين مؤتمرا صحفيا يعلن فيه ندمه وأسفه على جرائمه ويستحيل أن يعتذر للشعب المصري ويستحيل أن يعترف بالأموال التي نهبها وهو وحاشيته .. وحتى لو أعترف فمستحيل أن يعيد هذه الأموال إلى الشعب المصري ..
لو فعلها مبارك وتاب . فهل يسمح له كبار أتباعه بالتوبة ؟؟ هل سيقبل المفسدون الذين صنعهم مبارك بتوبة مبارك ويرغمهم على التوبة ويطالبهم ونفسه بإعادة المظالم .. مع علمه بإن هؤلاء المفسدين هم الذين يحرسونه بالسلاح ورقبته ورقبة أولاده وأحفاده في أيديهم هم يساعدونه بالإعلام وشراء الذمم .. مستحيل على هؤلاء ترك النعيم الذي سرقوه والتوبة مع مبارك على فرض أنه تاب ..
أعزائي الكرم السلام عليكم ورحمة الله
اسمحو لي المشاركة بهذه المداخلة المتواضعة
سؤالي : ماذا لو تاب أبو لهب.؟ كان بوسع أبو لهب أن يتوب ليكذب كل كلمة فى القرآن الكريم ، لأن توبة أبولهب تعنى تكذيب آيات القرآن ، وأعتقد انه فطن لذلك وعلمه علم اليقين ، وأنه سمع آيات القرآن التي تتوعده بأنه من أهل النار ، ويفترض أنه ماكر وداهية وذكي فكان يمكنه الدخول في الاسلام بالتوبة والرجوع لله جل وعلا والإيمان بخاتم النبيين ولو فعل هذا فإنه سيكون ضرب الاسلام في مقتل وأعتقد أيضا أن مثل هذه الفكرة لم تكن بعيده عن عقله وفكره ، ولكن ربنا جل وعلا طبع على قلبه فلا يمكن أن يتوب ولا يمكن أن يدخل الإيمان قلبه ، ولا يمكن أن ينطق بكلمة لا إله إلا الله فهو إلى جهنم وبئس المصير بلإرادته وبعمله ، رغم أنه كان ليده فرصة التوبة في حياته أفض من أي شخص آخر لأنه علم وهو على قيد الحياة أنه من أهل النار وهذا يعد حافزا كبيرا للتفكير في التوبة ، وكان بإمكانه التوبة لو أراد لكن الله جل وعلا قد وصف امثال هؤلاء بأن على قلوبهم أكنة وأنه جل وعلا قد طبع على قلوبهم وأنه قد زين له الشيطان سوء عمله فرآه حسنا فلا يمكن بل يستحيل ان يتوب ..
لو كان بيخاف من ربنا بحق وحقيق كان عمل كل هذه الجرائم ؟؟.. الواحد يتوب لما يكون يخاف من ربنا ومؤمن به ..
وهل للشعب المصري قيمة عنده أصلاً علشان يعتذر له ويتاسف له ؟؟
انتوا بتحلموا يا أخونا وانا مش حأحلم معاكوا ..
فكرت في المقال ووضعت نفسي مكان مبارك وأملك كل النفوذ والقوة والاعلام والشيوخ والقساوسة يسبحون بحمدي ويرقصون أمام موكبي وشيوخ وزارة الأوقاف يهللون لي في المساجد وهم وشيوخ الأزهر يدافعون عني بالفتاوى .. فهل أسمع كلامكم واخيب رجاءهم وأقول لهم انتم مخطئون وأنا مخطيء وأتوب ..
لو وقف عالم شجاع من علماء المسلمين وطالب حسني مبارك بالتوبة ربما يجعل مبارك يتذكر شيئ أسمه التوبة ...!!
ولكن شيوخ الأزهر لا يمكن أن يعظوا مبارك بالتوبة لأنهم مشغولون بالثعبان الأقرع ..
والثعبان الأقرع من جهته يشاغلهم بقرعته ..كما ان من لم يشغله الثعبان وقرعته فإن رضاعة الكبير تملك عليه كل وقته ..
الحقيقة المدوّية التي تقولها سورة المسد في حق ابي لهب ، ان ابي لهب حتى لو تاب فلن تنفعه توبته وسيصلى نارا ذات لهب ، والعبرة الكبيرة من السورة انها تخبرنا ان بعض الناس يحسم امرة في النار قبل موته وفي الحياة الدنيا ويغلق ملفّه ولا تنفعه توبته حتى ولو تاب ، وهذا يؤكد ما جاء في المقال ان التوبة ليست صك مفتوح وانها مشروطة ، وتأتي في خمس فئات كما وضحها القران :
الفئة الاولى الذين اذا ظلموا انفسهم تذكروا الله فاستغفروا ولم يصروا على ما فعلوا اي بمعنى تابوا من قريب ، فانتبهوا لانفسهم قبل ان يتمادوا في الذنوب والمعاصي فاقلعوا عنها ندموا على ما فعلوا ، وهؤلاء بشرهم الله بمغفرة وجنات تجري من تحتها الانهار.
والفئة الثانية خلطت عملا صالحا واخر سيئيا فاعترفت بذنوبها وتابت وطالبهم الله بالانفاق من اموالهم صدقة لتطهير انفسهم ، وبشرهم الله انه غفور رحيم اشارة الى تقبل توبتهم .
والفئة الثالثة خلطت عملا صالحا واخر سيئا وتابت بعدها وهذا الفئة لم يطالبها الله بالانفاق والتصدق وامرها معلق لامر الله تعالى اما تعذب او يغفر لها الحكيم العليم بها .
والفئة الرابعة جاؤوا ربهم وقد كسبوا السيئات واصرّوا عليها فاحاطت بهم خطاياهم فهلكوا في النار خالدين فيها .
والفئة الخامسة فئة ابي لهب ومن سار على خطاه ، وهي مرحلة متقدمة في الظلم والطغيان وهؤلاء يحسم امرهم في مرحلة ما في الحياة الدنيا وقبل موتهم فيطوى دفتر اعمالهم ويغلق حسابهم ، فقد حسم الله امرهم ولا ينفقهم توبة بعد ذلك .
سلام عليكم
لإن هؤلاء العلماء أنفسهم يكتمون الحق ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويؤيدون الظلم ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا ويعيشون على السحت ويسكتون عن التعذ يب ويمدحون الظالمين المفسدين ... فهؤلاء العلماء لابد أن يتوبوا هم أولا .. وإلا سيقال لهم " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " " يا أيها الذين آمنوا لما تقولون مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون " أي أن حسني مبارك عندما فسد أفسد من حوله .
قرأت مقالا للدكتور أ حمد صبحي منصرر بعنوان هل يتوب شيخ الآزهر علنا ، وقرأت له سلسلة وعظ السلاطين ولا أعرف لماذ توقف عن الأستمرا فيها .. وأقرأ له الآن هذه السلسلة عن النفس البشرية لها جسدان ... وأتمنى أن يستمر فيها .. ولاحظت فيها موضوع التوبة .. وهو موضوع جديد كنت أعتقد انه بعيد عن العنوان ولكن بعد القراءة أتضح أنه من صلب الموضوع ..
والملاحظ أن الخط الأساسي فيما يكتبه دكتور منصور هو الدعوة للإصلاح بالإستشهاد بالقرآن الكريم أوالكتابة التاريخية ، وهذا هو الفارق بين الدكتور منصور وغيره من الشيوخ والدعاة قلم يكتب أو يتكلم أحدهم يدعو مبارك للتوبة بهذه الصراخة والقوة هذا بالرغم من أن معهم القنوات الفضائية واجهزة الإعلام والمساجد بينما ليس مع أحمد صبحي منصور إلا هذا الموقع أتمنى أن تصل دعوته في الإصلاح إلى كل المسلمين وأن يكزن له قناة فضاشية حتى يعرف الناس من الحق لليطل ..والفارق بين الشيوخ ..
من الآخر مفيش فايدة أحسن حاجة أن الدكتور احمد هو اللي يتوب عن وعظ المجرمين لأن مفيش فايدة وحسني مبارك مصري وأعوانه مصريين وضحاياه مصريين وساكتين وعندهم ان احمد صبحي عميل أمريكاني ومنكر سنة وهم يهللون عند اعتقال القرآنيين ياريت تفضوها سيرة
اسمح لي اخي بالإعتراض
الدكتور منصور يقوم براجبه الاسلامي ابتغاء مرضاة الله وليس لارضاء المصريين والمصلح دائما مكروه بين الناس لأنه كالطبيب الذي يقوم باجراء عملية جراحية للمريض فيجعله يتألم .. أقول للدكتور منصور أمض في طريقك فهناك الملايين من المصريين والمسلمين يحترمونك ولكن الخوف يمنعهم من الاعلان عن مشاعرهم يكفي أنك ضحية للمتطرفين وكفاية انك ضحية للحاكم المستبد . وكفاية أنك تقف وحدك تواجه الاستبداد والتطرف ولم يحدث انك ترددت او تخاذلت أو تحالفت أو عقدت صفقات مع أحد وأن شاء الله ستأخذ ما تستحقه من تقدير في المستقبل مثل كبار المصلحين في التاريخ .
أنا متشوق لقراءة بقية الحلقات
انتظر كل يوم لأقرأ ما يكتبه دكتور منصور وأخمن مادا سيقول من جديد في الفكر القرآني واستعد من الآن لما وعد به من تفصيلات عن التوبة وعلاقتها بالجسد الأزلي .. وأقرأ في القرآن الآيات الخاصة بالتوبة لأخمن مقدما ما سيقوله وأنا في الأنتظار ..
أعتقد أن هذه السلاسل التي يكتبها الدكتور أحمد صبحي هي رائدة في مضمونها وفي طريقة تناولها ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,463 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
أبى ظالم !!: ان ا شاب ابلغ من العمر 28 عام واختى 32 عاماُ...
أثرت مواجعنا .!!: السلا م عليكم الشيخ احمد منصور كان كاتب وله...
مسيحى سلفى متعصّب .!: السلا م عليكم ١ - الكتا ب المقد س مش محرف ،...
تكرار (أن ) فى آية: عند قراتى لسورة القصص وجدت شيئا...
مطلقة ارملة: ما هى عدة المطل قة اذا توفى عنها طليقه ا قبل...
more
علمتنا الاختلاف معك ونقدك احيانا
فأسمح لتلميذك ان يختلف معك في القليل ويتفق معك في الكثير
اختلف معك في ان اي انسان لو تاب او حاول التوبة في ارذل العمر لن يقبل الله منه
واعتقد انه شأن الهي مئه في المئه
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (الفتح : 14 )
واعتقد انك تفهم تلك الايات وتتدبرها مثلي
وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (آل عمران : 129 )
وباب المغفرة تركه الله حتي للكافرين بشرط ان ينتهوا ويتوبوا
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ (الأنفال : 38 )
ومن شروط وتأكيدات الايمان بالله الايمان والاعتقاد في رحمة الله مهما اذنبنا وطالما نحن احياء
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر : 53 )
ولكن ان جاء الموت ولم نتوب عن الكفر والشرك بالله لن يغفر لنا
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (محمد : 34 )
ولو استغفر لنا الانبياء او الصالحين او اهل الارض اجمعين
سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (المنافقون : 6 )
ويعطينا الله جل شأنه شرط رئيسي وتنبيه ان باب الغفران مفتوح بشرط التوبه من المعصيه وان لا نموت ونحن مشركين
إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً (النساء : 48 )
واتفق معك في ان بعض البشر من كثرة ذنوبهم تحيط بهم خطاياهم
ويعتقدون انهم يحسنون صنعا
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (الكهف : 104 )
واقتبس من مقالك تلك الجمله
تكتفى منه هنا فى هذا المقال بجملة واحدة هى : أنه لا وقت لديه للتوبة المقبولة . أى ما تبقى من عمره لا يكفيه للوفاء بمتطلبات التوبة وشروطها
واخالفك فيها ايضا لأن الاعمار بيد الله وقبول التوبة او رفضها شأن الهي كما حاولت ان اوضح
واخالفك لان باب التوبه لابد وان يظل مفتوح بين الرب والعبد ولا يغلق الا بالموت كما انبئنا الله وحتي لانفقد ثقتنا بالله ونترك انفسنا للشيطان لاننا لا نعلم ما هو ات ولا نعلم كم الذنوب التي سوف نفعلها في القادم من حياتنا
سيدي دع باب طلب المغفره بيننا وبين الله مفتوح حتي نموت ثم نصبح بين يدي الله خالقنا ليحاسبنا
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (الحج : 69 )
amr fouad