آحمد صبحي منصور Ýí 2010-09-17
الدين المغشوش
1 ـ كان مريضا يا ئسا من الشفاء ، رأى فى المنام هاتفا يصف له الدواء ، صحا من نومه وهو يحتضن زجاجة الدواء ، رشف منها رشفة فأصبح صحيحا معافى ، واشتهر أمر الدواء العجيب ، وشاعت شهرته المباركة فى الشفاء واستفاد به الناس ، وبمرورالزمن لم تسلم زجاجة الدواء من العبث ، اضافوا لمحتوياتها ، ثم أفرغوها فى براميل من الماء والسوائل ، وتحول الدواء الأصلى النقى الى ادوية كثيرة مغشو&Oaelig;شة ، وضاع أثر الدواء السحرى فى الشفاء ، وعاد المرض يسيطر كما كان ..
2 ـ تلك قصة رمزية بالطبع ، ولكنها تصف بالدقة ماحدث للإسلام والمسلمين . نزل الإسلام قرآنا نقيا فيه الهدى والشفاء ، وكان العرب أمة مريضة بكل ماتبتلى به الامم من أمراض وتم شفاؤها بالقرآن ، وتغيرت حالها ، ثم عاد اليها المرض القديم بعد أن أضافت للقرآن الشروح والاحاديث المفتراة ، وبعد أن كان الدواء كتابا واحدا أضيفت له أسفار مقدسة انتزعت منه ماينبغى له من التقديس والاجلال ، فهو الجدير وحده بالتقديس والاجلال فى قلب كل مسلم ، وبذلك عادت للعرب جاهليتهم الأولى بل وجاهلية الأمم البائدة ، ويكفى أن كل نقيصة حكاها القرآن عن الأمم السابقة وقع فيها المسلمون بعد القرآن ، من الشرك الى اللواط والفواحش وكل أنواع الفساد والموبقات ..
3 ـ قبل القرآن كان العرب قبائل متفرقة متنازعة وتتقاتل عشرات السنين لأى سبب أوبدون سبب ، كانوا فى زقاق التاريخ ، يعيشون منسيين لا يأبه بهم أحد وسط حضارات المصريين والروم والفرس . بالاسلام أقاموا فى عهد خاتم المرسلين أول وآخر دولة اسلامية علمانية حقوقية ديمقراطية تكفل الحرية الدينية وتطبق الديمقراطية المباشرة وترعى العدل وتقيم الاحسان والتكافل الاجتماعى .
وبالاسلام ارتقت واشتهرت اللغة العربية وأصبحت ـ ولا تزال لغة عالمية ، أنهت سيطرة لغات أخرى ، وتكلم بها أبناء الحضارات القديمة ، وبها أصبح صعاليك العرب فى الجاهلية مشهورين مخلدين ، مع أنهم مجرد صعاليك ـ سواء كانوا أمراء كامرىء القيس والمهلهل بن ربيعة أو كانوا من عوام الناس مثل تأبط شرا ، والحطيئة،اشتهروا جميعا خلال حضارة أسهم الاسلام فى إقامتها للعرب .
4 ـ على أن جاهلية العرب ما لبث أن عادت تتخفى تحمل شعار الاسلام نفسه ، وتقضى عليه من الداخل. عادت الجاهلية وثوابت العرب القديمة تنسب نفسها ظلما وزورا للنبى محمد عليه السلام ولرب العزة جل وعلا فيما يعرف بالأحاديث النبوية و القدسية .
فى عهد خاتم النبيين وفى حياته حاولت تلك الجاهلية مواجهة القرآن الكريم بنصوص وقصص دينية مضادة ، أطلق عليها رب العزة اسم ( لهو الحديث ) : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( لقمان 6 : 7 ) . وتعلمت الجاهلية الدرس فعادت وسيطرت ونجحت بوسائل عدة :
5 ـ أهمها أنها اخترعت لها إسنادا ونسبة لله تعالى ورسوله تحت زعم انه ( قال رسول الله ) فيما يسمى بالحديث النبوى ،و( قال الله ) فى الحديث القدسى ،أى أصبح تلك الأكاذيب المفتراة وحيا الاهيا وجزءا من الاسلام ، ومن أجلها تناسى المسلمون ،أو كذبوا بقوله جل وعلا (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة 3 ) ، اى إكتمل الاسلام دينا باكتمال القرآن نزولا ، وما بعده لا دخل له بالاسلام ، هو كلام للمسلمين يعبر عنهم ولا يعبر عن دين الله جل وعلا .
وبذلك قامت أديان أرضية للمسلمين كالسنة و التشيع و التصوف ، أضحت أساطيرها ولهو أحاديثها دينا مقدسا لدى أتباعها الذين يحملون اسم الاسلام ، وهم أبعد ما يكون عن عقائده وشريعته وأخلاقياته.
6 ـ ساعد أيضا على نجاح الجاهلية فى عودتها حب الصحابة ـ أو معظمهم ـ للدنيا ، وإيثارهم إياها على الآخرة . وتلك بلوى عامة للبشر جميعا ، ولكن هذه البلوى لدى أولئك الصحابة تحولت الى كارثة وردة حقيقية عن الاسلام ، لأنهم استخدموا اسم الاسلام فى تحقيق أطماعهم الدنيوية فيما يعرف بالفتوحات ( الاسلامية ) والتى بها خالفوا شريعة الله جل وعلا فى القتال فاعتدوا على من لم يعتد عليهم والله جل وعلا لا يحب المعتدين .
تحت اسم الجهاد حشدوا الأعراب وأوهموهم بأن اعتداءهم على الأمم التى لم تعتد عليهم هو جهاد اسلامى يستوجب الجنة عند الموت والنصر ، وكان الأعراب فى شوق للعودة لما اعتادوه فى الجاهلية من غارات وسلب ونهب وسبى وقطع للطريق ، فاتاح لهم كبار الصحابة أن يمارسوا تلك الثقافة الجاهلية على مستوى عالمى ، وبتسويغ دينى يجعل الاعتداء والسرقة والسلب والنهب والسبى والاسترقاق فريضة اسلامية.
7 ـ نجحت الفتوحات العربية الجاهلية ( وليس الاسلامية ) فى إقامة امبراطورية عربية وصل امتدادها فيما بين الصين الى جنوب فرنسا .ولكن نجاحها الأكبر والأفظع هو وضع العرب فى إختيار صعب ، فالقرآن والاسلام وشريعة الرحمن فى تناقض مع ما ارتكبوه باسم الاسلام وشريعته ، ولا يمكن لهم التنازل عما حققوه من مكاسب والرجوع الى جزيرتهم العربية تاركين الكنوز التى سلبوها والعروش التى حطموها والشعوب التى استرقوها كى يتوبوا ويرجعوا الى الاسلام .
كما لا يمكن لهم تزوير وتحريف القرآن الكريم وحذف أياته التى تقف شاهدا على عدائهم لرب العزة مثل قوله جل وعلا (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ( البقرة 190 ).
لذا كان الحل هو تصنيع دين أو أديان مغشوشة ، تتعامل ـ مثلا ـ مع الآية الكريمة السابقة بالقول بأنها ( منسوخة ) أى حكمها باطل او ملغى ، ثم لتاكيد ذلك يتم تصنيع أحاديث تسوغ العدوان وتناقض القرآن مثل ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ..)، وفى سبيل هذا الحديث مثلا تم إلغاء أكثر من ألف آية قرآنية تؤكد على أنه لا إكراه فى الدين ، وتؤكد على الحرية المطلقة فى العقائد والايمان والكفر ومسئولية كل انسان امام الله جل وعلا يوم الدين عمنا اختاره لنفسه من عقائد وتشريعات.
بتلك الطرق وغيرها تم انتاج أديان مغشوشة نجحت فى تغريب وتهميش الاسلام الحقيقى داخل النصّ القرآنى المحفوظ من لدن الله جل وعلا ليكون حجة على الناس يوم القيامة . وبهذا عادت الجاهلية العربية فى ثوب ( اسلامى ) تقدم به نفسها للعالم على أنها الاسلام .
8 ـ وصدّق العالم هذه الاكذوبة بعد أن صدّقت بها أجيال المسلمين اللاحقة من القرن الأول الهجرى وحتى الآن . فأصبح الاسلام متهما بكل ما يرتكبه المسلمون .
فى الندوات التى احضرها فى واشنطن يتحدثون عن أخطاء وجرائم العرب والمسلمين فيقولون (الاسلام ).وأمس بالتحديد ( سبتمبر 16 ـ 2010 ) وفى ندوة فى مركز وودرو ويلسون ـ الذى بدأت اعمل فيه استاذا زائرا ـ كانت هناك مؤلفة أمريكية تقدم كتابها الذى يتحدث عن رحلاتها فى نيجيريا و السودان و اندونيسيا ، وتحت اسم الاسلام تصف ما يحدث هناك، وقلت لها انك تتحدين عن بشر وليس عن دين ، وتكلمت عن الاسلام والتناقض بينه وبين المسلمين بما يدمّر كتابها ، فانزعجت وتدخلت لتقطع استرسالى فى الحديث بعد أن اكتشفت انها لا تعلم شيئا عن حقيقة الاسلام الذى جعلته عنوانا لكتابها.
9 ـ وتساءلت ولا زلت أتساءل : لماذا عندما يتحدثون عن أوربا واستعمارها وابادتها شعوبا وأمما تحت راية الصليب وأمريكا وفيتنامها وعراقها وأفغانستانها لا يقولون المسيحية ، بل يذكرون البشر بينما يصممون على الصاق ما يفعله ابناء لادن بالاسلام مع أن ضحايا الارهاب السنى و الشيعى من المسلمين هو الأوفر عددا .؟
10 ـ لا سبيل للوم الغرب لأننا الذين نصف الارهابيين بالاسلاميين ، ولأننا لا نزال نفخر بالردة الكبرى التى وقع فيها الصحابة حين قاموا بالفتوحات الاسلامية ، ولا زلنا ننكر الاستعمار الاوربى و الحملات الصليبية و الصهوينية و نتغزل ونمجّد الغزوات والفتوحات العربية ونجعلها جهادا اسلاميا ، ومما يقوم به الوهابيون هو تكرار مشين وخائب لتلك الفتوحات ، ولأننا لا زلنا أسرى لتلك الأديان الجاهلية من سنة وتشيع وتصوف ، ولا زلنا لا نفهم القرآن إلا من خلال النظّارة التراثية من تفسير وحديث وفقه وتأويل وأسباب نزول و ( علوم القرآن )..
أى فى النهاية لأننا نحمل شهادة عار هى أننا اتخذنا القرآن مهجورا . وسنأتى يوم القيامة أمام الله جل وعلا نحملها ، وعندها سيحل علينا وصف رب العزة بأننا أعداء الأنبياء وفى مقدمتهم خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، يقول جل وعلا (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) ( الفرقان 30 : 31)
11 ـ فى حياته عليه السلام كان الإسلام حقيقيا فى النفوس ، كان قرآنا ليس الى جانبه الا التطبيق العملى للنبى عليه السلام ، وتلك هى السنة الحقيقية للنبى فى تطبيق القرآن بالقول والفعل إذ كان خلقه ومنهجه وشريعته القرآن عليه السلام .. وتوالت الايام واصبح القرآن مهجورا واختطفت منه الاضواء اسفار كتبها البشر ، لم يكن للرسول وعهده علم بها وقد نهى كتابة شىء بجانب القرآن الكريم . وبذلك تحول العرب والمسلمون الى قبائل متحاربة كما كانوا من قبل ولايزالون..
12 ـ ويتحدثون عن الصحوة الدينية ويريدون بها العودة الى سيطرة الاسفار والكتب المقدسة التى كتبوها فى عصور الفساد والاستبداد..لماذا لانرجع بالصحوة الى عصر المعجزة القرآنية ؟
آخر السطر :
أعطوا القرآن فرصة .....
نتيجة البعد عن تعاليم الإسلام الحقيقية الموجودة فى القرآن الكريم دين الله الذي اكتمل وتم بنزول القرآن الكريم ، كانت رجعة وردة في سلوكيات وتصرفات وأفعال المسلمين ، وكان التدين الظاهري الذي حل محل التدين الحقيقي ، والتدين الظاهري هذا لا يعبأ بعلاقة الإنسان بربه جل وعلا فيكفيه أن يشهد له الناس ان بخير وأنه إنسان ملتزم وتقي وورع ، ويحدث هذا بسهولة من خلال الشكل الظاهري والخارجي للإنسان من اللحية والجلباب والزبية والسواك للرجال والنقاب والحجاب للسيدات ، ومعظم المسلمين بإبداء هذه الحالة من التدين المبني على الشكل الخارجي ويفرحون كثيرا بما يقولوه الناس عنهم علنا ولا يعنيهم على الاطلاق سلوكياتهم وأفعالعلم وتعاملاتهم مع الناس فهم ملتزمون ومتدينون وشهد الناس لهم بذلك فلا داعى لحسن السلوك وحسن التعامل مع الناس ، وأنا هنا لا اتجنى على المسلمين ولكن لكل صاحص عقل يري ويقيس مستوى الدول الإسلامية عالميا من ناحية الحضارة والتمدن وحقوق الإنسان وحسن معاملة الناس لبعضها البعض ، أصبح المسلمون في اخر قطار الحضارة والسبب أنهم اتخذوا طريقا مزيفا مغشوشا من التدين صنعوا علاقة غير صحيحة مع الله ففسدت تلك العلاقة ولن يغير الله ما بقوم خحتى يغييروا ما بأنفسهم
أستاذي الفاضل أدام الله عزك ونصرك وتنويرك وتبصيرك لنا وللغافلين عن إسلامهم القرآني لعلى وعسى من يقرأ لك من هؤلاء الغافلين يهديهم الله للحق الذي ضيعوه ويصحو قبل فوات الأوان , إن كنا نحن أهل القرآن مضطًهدين في كل مكان وأصبحت حمله مسعوره من كلاب وخنازير الوهابيه يطاردوننا في كل مكان ويكفروننا ويرموننا بالزندقه كما فعل أسلافهم من قبل لقد بدؤو يشنون هجومهم علينا في مواقعهم وقنواتهم ومساجدهم المؤجوره من القرامطه السعوديين حتى يقطعو علينا الطريق لمناقشة الناس وتوضيح لهم دينهم الحقيقي وتعرية شيوخهم وتراثهم من الكذب الذي إفتروه على ديننا وقد رأيت إستحسان وقبول من بعض العامه لكن بعضهم الآخر يعرض عن كلامنا لأن القنوات الخبيثه الأخرى تشككهم فينا وتحرضهم علينا.وللعلم لا يوجد معي أي أحد من إخوتي أهل القرآن لأنني بصراحه لا أعرف أحد منهم في هذا البلد الذي أعيش فيه غير أني أجتهد بنفسي قدر المستطاع رغم مايحوم حولي من تهديد والله المستعان وأناغريب الديار بل كل بلاد العرب ومنها بلدي أصبحتُ غريبا طريدا منهاولكن و لله الحمد والمنه ثم لك أستاذي العظيم مازادني هذا الأمر إلأ عزه وقوه لم أعهدهافي حياتي مطلقا بل يكفينا شرف الهدى والرحمه والنور الذي نحن عليه فأي بشرى أكبر من هذا اليقين.
في مذكرة لوزارة العدل تطالب بإحياء قوانين الشريعة الإسلامية التى أعدها صوفى أبو طالب وتجاهلها رفعت المحجوب .
هذا الخبر تم نشرة مؤخرا ويطالبون من خلاله بإعادة تفعيل ما حرفوه من الشريعة الإسلامية .
ترى هل يمكن لنا العودة لعصور الفساد والاستبداد التي كتبت فيها هذه الشرائع المحرفة .
كنت أسأل الأستاذ محمد صادق في مقاله الأخير " دفاعا عن القرآن " ويسرد من خلاله جزء من مذكرات يندى لها الجبين خجلا كما يقولون عن نشأة الدولة الوهابية ، وقد استغربت من كمية العداء وقلت : "هل وصل عداء المملكة المتحدة " انجلترا " للعرب والمسلمين إلى هذا الحد ؟ لقد قرأت في موضوع :" محمد عبده للدكتور أحمد صبحي" على الموقع من أنه كان هناك مشروعان مشروع محمد علي ـ والي مصر ـ الإصلاحي التنويري ،والذي تجسد في إرساله البعثات العلمية للاستفادة مما وصل إليه الغرب من نهضة علمية متنوعة ، وأرسل البعوث فعلا وحدثت نهضة متنوعة في مصر، إلا أنها توقفت بعد بعد موت محمد عبده حتى إن إنتاجه الفكري قد شوهه تلميذه رشيد رضا الذي اتفق مع الاتجاه الوهابي ــ وهو المشروع الثاني ــ وهكذا حدثت ردة حضارية لمصر بعد أن كانت تخطو خطوات واسعة نحو التقدم والرقي ."
ولقد عرفت الإجابة من خلال هذا المقال لأن أوربا تثأر لما فعله المسلمون في الغزوات ، ففي الحرب كل الأسلحة مبررة ، حتى وإن كانت بقذارة تلك المذكرات التي جاء فيها : "تقرب همفري بومان من الشاب الثوروي المتنقل محمد عبد الوهاب إذ وجد فيه الأداة التي ينشدها في تحقيق آمال وزارة المستعمرات و المهمة التي ألقـتها الوزارة على عاتقه. نكر عبد الوهاب قيمة المذاهب و أهمية "البخاري" الذي قال عن كتابه أن ’نصفه باطل‘, كما ألقى بعرض الحائط أقوال عمر بن الخطاب و أبي بكر الصديق. لذلك تقدم بومان إلى تعزيز تصريحات عبد الوهاب و تأييده و مدحه كقوله له: ’موهبتك تفوق موهبة عمر و علي, و لو كان الرسول على قيد الحياة الآن لاختارك خليفة له دون الآخرين ... آمل في تجديد الإسلام على يديك لأنك المنقذ الوحيد لرفع المسلمين من الحضيض الذي هم فيه ... ‘ و استجاب عبد الوهاب لصديقه الحميم بالموافقة على نصائحه و بإظهار نفسه أنه حر متحرر لكسب ثقـته به" .
نزل الإسلام قرآنا نقيا فيه الهدى والشفاء ، وكان العرب أمة مريضة بكل ماتبتلى به الامم من أمراض وتم شفاؤها بالقرآن ، وتغيرت حالها ، ثم عاد اليها المرض القديم بعد أن أضافت للقرآن الشروح والاحاديث المفتراة ، وبعد أن كان الدواء كتابا واحدا أضيفت له أسفار مقدسة انتزعت منه ماينبغى له من التقديس والاجلال ، فهو الجدير وحده بالتقديس والاجلال فى قلب كل مسلم ، وبذلك عادت للعرب جاهليتهم الأولى بل وجاهلية الأمم البائدة ، ويكفى أن كل نقيصة حكاها القرآن عن الأمم السابقة وقع فيها المسلمون بعد القرآن ، من الشرك الى اللواط والفواحش وكل أنواع الفساد والموبقات .. قبل القرآن كان العرب قبائل متفرقة متنازعة وتتقاتل عشرات السنين لأى سبب أوبدون سبب ، كانوا فى زقاق التاريخ ، يعيشون منسيين لا يأبه بهم أحد وسط حضارات المصريين والروم والفرس . بالاسلام أقاموا فى عهد خاتم المرسلين أول وآخر دولة اسلامية علمانية حقوقية ديمقراطية تكفل الحرية الدينية وتطبق الديمقراطية المباشرة وترعى العدل وتقيم الاحسان والتكافل الاجتماعى وبالاسلام ارتقت واشتهرت اللغة العربية وأصبحت ـ ولا تزال لغة عالمية ، أنهت سيطرة لغات أخرى ، وتكلم بها أبناء الحضارات القديمة ، وبها أصبح صعاليك العرب فى الجاهلية مشهورين مخلدين ، مع أنهم مجرد صعاليك ـ سواء كانوا أمراء كامرىء القيس والمهلهل بن ربيعة أو كانوا من عوام الناس مثل تأبط شرا ، والحطيئة،اشتهروا جميعا خلال حضارة أسهم الاسلام فى إقامتها للعرب .على أن جاهلية العرب ما لبث أن عادت تتخفى تحمل شعار الاسلام نفسه ، وتقضى عليه من الداخل. عادت الجاهلية وثوابت العرب القديمة تنسب نفسها ظلما وزورا للنبى محمد عليه السلام ولرب العزة جل وعلا فيما يعرف بالأحاديث النبوية و القدسية .فى عهد خاتم النبيين وفى حياته حاولت تلك الجاهلية مواجهة القرآن الكريم بنصوص وقصص دينية مضادة ، أطلق عليها رب العزة اسم ( لهو الحديث ) : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( لقمان 6 : 7 ) . وتعلمت الجاهلية الدرس فعادت وسيطرت ونجحت بوسائل عدة :أهمها أنها اخترعت لها إسنادا ونسبة لله تعالى ورسوله تحت زعم انه ( قال رسول الله ) فيما يسمى بالحديث النبوى ،و( قال الله ) فى الحديث القدسى ،أى أصبح تلك الأكاذيب المفتراة وحيا الاهيا وجزءا من الاسلام ، ومن أجلها تناسى المسلمون ،أو كذبوا بقوله جل وعلا (أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ) ( المائدة 3 ) ، اى إكتمل الاسلام دينا باكتمال القرآن نزولا ، وما بعده لا دخل له بالاسلام ، هو كلام للمسلمين يعبر عنهم ولا يعبر عن دين الله جل وعلا .وبذلك قامت أديان أرضية للمسلمين كالسنة و التشيع و التصوف ، أضحت أساطيرها ولهو أحاديثها دينا مقدسا لدى أتباعها الذين يحملون اسم الاسلام ، وهم أبعد ما يكون عن عقائده وشريعته وأخلاقياته.
بتلك الطرق وغيرها تم انتاج أديان مغشوشة نجحت فى تغريب وتهميش الاسلام الحقيقى داخل النصّ القرآنى المحفوظ من لدن الله جل وعلا ليكون حجة على الناس يوم القيامة . وبهذا عادت الجاهلية العربية فى ثوب ( اسلامى ) تقدم به نفسها للعالم على أنها الاسلام .وصدّق العالم هذه الاكذوبة بعد أن صدّقت بها أجيال المسلمين اللاحقة من القرن الأول الهجرى وحتى الآن . فأصبح الاسلام متهما بكل ما يرتكبه المسلمون .أى فى النهاية لأننا نحمل شهادة عار هى أننا اتخذنا القرآن مهجورا . وسنأتى يوم القيامة أمام الله جل وعلا نحملها ، وعندها سيحل علينا وصف رب العزة بأننا أعداء الأنبياء وفى مقدمتهم خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ، يقول جل وعلا (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) ( الفرقان 30 : 31) فى حياته عليه السلام كان الإسلام حقيقيا فى النفوس ، كان قرآنا ليس الى جانبه الا التطبيق العملى للنبى عليه السلام ، وتلك هى السنة الحقيقية للنبى فى تطبيق القرآن بالقول والفعل إذ كان خلقه ومنهجه وشريعته القرآن عليه السلام .. وتوالت الايام واصبح القرآن مهجورا واختطفت منه الاضواء اسفار كتبها البشر ، لم يكن للرسول وعهده علم بها وقد نهى كتابة شىء بجانب القرآن الكريم . وبذلك تحول العرب والمسلمون الى قبائل متحاربة كما كانوا من قبل ولايزالون..ويتحدثون عن الصحوة الدينية ويريدون بها العودة الى سيطرة الاسفار والكتب المقدسة التى كتبوها فى عصور الفساد والاستبداد..لماذا لانرجع بالصحوة الى عصر المعجزة القرآنية ؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,690,860 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
تحريم بالرضاعة: إمرأة بأولا دها أرضعت طفلا وبعد وفاة زوجها...
من هجص المستشرقين: مكان تواجد الرسو ل : ألا تدل الآيا ت ...
عن لحظات قرآنية : فی حلقات برنام ج لحظات القرآ نی ...
موطن الخلل: بقالي فتره عندي ارتبا ك كبير بين اللي ممكن...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : هناك تعارض بين الآية 56 من...
more
كما أن هناك دواء مغشوش ، ودين مغشوش هناك أيضا تدين مغشوش ، وهذا ما حدث بعد وفاة خاتم النبيين عليهم السلام بدأت تظهر المصالح الشخصية والطموحات الخاصة لكل شخص وفئة على حساب الأخرين ويشترك الجميع في شيء واحد فقط وهو استغلال اسم الاسلام للوصول لأهدافه ، ويقول ربنا جل وعلا (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ )) آل عمران :144 ، وهذه الآية فيها توضيح لبعض الحقائق التي وقع ويقع فيها المسلمون منذ وفاة خاتم النبيين عليهم السلام حيث ، فبعد موت النبي بدأت الخلافات والنزاعات والزعامات واشتعلت الفتن والصراعات بين أصحاب النبي ومن ساعدوه وناصروه في تأسيس اول وأخر دولة إسلامية علمانية حقيقية تحترم حقوق الناس وتنشر العدل والمساواة بينهم.
ومن المآسي حقا أن يعتز ويتفاخر المسلمون أنفسهم بما حدث من قتل وسلب ونهب واسترقاق في غزو البلاد التي يطلقون عليها فتوحات ، وهنا يكون مسوغ طبيعي لوصف الاسلام بكل نقيصة وقع فيها المسلمون طالما ان أصحاب هذه النقائص يدافعون عنها ويعتبرونها بطولات ، وبذلك تثبت التهم على الاسلام وهو بريء منها ، ولابد من جهاد حقيقي لتبرئة الاسلام من كل هذه التهم التى لحقت به ظلما وعدوانا وتزويرا ..