آحمد صبحي منصور Ýí 2009-01-16
مقدمة :
فى المقال السابق عن الفزع الأكبر وعلامات الساعة تسارعت التعليقات ، وقد أجبت على بعضها ، وأشير بسرعة الى بعض النقاط ، وقد كررت الحديث عن بعضها من قبل :
1 ـ هناك فارق بين علامات اقتراب الساعة ، وأحداث قيامها أو مظاهر قيامها، والمقال السابق تكلم عن علامات إقتراب الساعة ، وهذا المقال سيشير الى أحداثها . ومن الفارق بينهما أن الإشارة لأشراط الساعة جاء فى الوحى لموسى وجاءت تفصيلات فى علامات اقتراب الساعة فى الوحى القرآنى لمحمد عليهما السلام ، أما وقوع الساعة نفسها فسيكون بغتة كلمح البصر أى بأسرع من الضوء. وتعبير (علامات الساعة ) هو الشائع ، ولقد حرصت على تصحيحه بالقول (بعلامات اقتراب الساعة ) مهتديا بكلامه جل وعلا عن اقتراب الساعة فى مطلع سورة القمر، واقتراب يوم الحساب فى مطلع سورة الأنبياء.
مقال فيه العظيم من الفائدة والعبر لمن ألقى السمع وهو شهيد .
ولكن هناك ظاهرة سلبية وهي إنشغال بعض كتاب الموقع بقشور تبعدهم عن موضوعات القرآن الأساسية ، مثل تركيب الكلمة و المعانى الخاصة بالحروف ، وشغلهم الموقع بهذه الاطروحات المختلف فيها بينما يجب متابعة معرفة الاسلام من القرآن الكريم .
والمؤسف أن أولئك الكتاب يؤمنون بنظريات مسبقة ثم يحاولون فرضها على القرآن الكريم ، وهذا خطأ يظهر عند تعارض ما يقولون مع معظم آيات القرآن الكريم
وعلى سبيل المثال المقال الذى ينفى المجاز فى القرآن الكريم ويتجاهل أن معظم آيات القرآن الكريم فى الدعوة و الغيب ووصف يوم القيامة وأحداثه مؤسسة على المجاز من التشبيه وغيره .
وفى هذا المقال ( الفزع الأكبر وقيام الساعة ) دليل على استعمال المجاز فى القرآن الكريم ، ومن الواجب أختصارا للوقت أن نبنى على ما سبق تقريره فى مقالا مثل مقال ( التاويل ) وليس إنكار حقائق قرآنية وتأويلها لاثبات نظريات خاطئة .
حتى لا يلتبس الفهم على القراء ونحتاج لقرون أخرى للتوضيح .
نشكر الدكتور أحمد على هذا المقال والذي يعتبر لوحة معبرة استقاها من خلال آيات القرآن بلا وسائط عدا وسيط واحد وهو تعقل وتدبر آيات القرآن ..
وفي نفس الوقت يلحظ المتصفح للموقع يجد أن هناك من يصمم على توحيد كل المناهج لتتركز على رؤيته هو ، وهى رؤية تخالف القرآن فالألفاظ فى القرآن الكريم ليست لها معنى واحد ولكن يختلف المعنى حسب السياق ، وهناك ألفاظ تتناقض معناها ، وهذا مؤكد ومكتوب فى سلسلة (القاموس القرآنى ) التى يكتبها د. منصور . ومع وضوح الخطأ فلا يزال الكاتب يركز على هذا الموضوع يشغل به الباحثين ويشتت جهدهم ويبعدهم عن التدبر الحقيقى فى آيات القرآن الكريم .
ولو كان على حق فى نظريته لأصدر فيها كتابا كاملا فيه النظرية وتطبيقاتها فى كل القرآن ، وهذا ما يفعله د. منصور خلال المئات من كتبه ومقالاته وأبحاثه ، ومع ذلك فالدكتور منصور لا يطالب بأن يتحد الجميع حول منهجه ، بدليل أن كل من هب ودب يكتب فى الموقع بمناهج مختلفة وبكتابات سطحية .
ـ لقد اتخذ المسلمون القرآن مهجورا ، وبدأ أهل القرآن فى بحثه من داخله بعيدا عن السنة والأحاديث و التفاسير و مواضع النزول . ولكن يعوق هذا العمل الهام تهافت المناهج التى يفرضها البعض فى فهم القرآن بما يترتب عليه أنه بدلا من اكتشاف المزيد من روائع القرآن فاننا نختلف ونضيع الوقت فى جدالات عميقة وعقيمة تبعد أكثر مما تفرق .
الدكتور أحمد كما عودنا على بحوثه ومقالاته ،قوية كعادته، ونستفيد منها، وتحتاج للدراسة والتأني فيها حتى تتم الأستفادة القصوى .
ولي سؤالين للدكتور أحمد أرجو أن يقوم بالإجابة عليهما وأن يسمح وقته بهذا
ـ سؤال فى موضوع ( الفزع الأكبر وقيام الساعة ) : ما معنى الاية ( 23وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ{23} ) من سورة سبأ ، فلم تتعرض لها فى موضوع الفزع ؟
ـ السؤل الآخر : تحدثت عن النفخة الأولى أو الانفجار الأول الذى به تقوم الساعة ولكن لم تتحدث عن الذى سيحدث بالتفصيل عند الانفجار الآخر الذى تتبدل به الأرض والسماوات ويتم به البعث والحشر .
استاذنا الفاضل نعلم أن هذا الموقع من ضمن أهدافه هو التعليم ولذلك أرجو أن يتسع وقتك للرد على استفساراتي .
المختلف في هذا الموقع عن المواقع الأخرى هو وجود كتاب كبار بحجم الدكتور أحمد صبحي لديهم العلم وسعة الصدر للرد على تساؤلات تدور في خاطر القارئ ، ولديهم الأخلاق الكريمة التي تجعله يتسامح مع من يتطاول ...
ولي بعض الاستفسارت التي دارت في خاطري وأنا أقرأ المقال .. وهي أنك
أشرت الى الزمن الحالى وقلت إنه زمن متحرك ومختلف عن الزمن القادم ، ونريد التوضيح .
أشرت أيضا الى خلود أهل النار وأهل الجنة ، وأن اليوم الاخر له بداية ولكن ليس له نهاية ،فالى أى حد يتفق هذا أو يختلف مع كون الله جل وعلا هو الأول والآخر ؟ وما رايك فى الآية 107 و 108 التى تخصص الخلود بالمشية الالهية ؟ .
أرجو التوضيح ولكم كل الشكر.
الدكتور/ أحمد صبحي المحترم في العادة أجدني مشدودة إلى قراءة مقالاتك القيمة ، ولكن هذا المقال قد أجلسني ساعات طوال أمامه مبهورة . فأرجو أن ينال هذا المقال ما يستحق من قراءة ومناقشة بحجم ما يحويه من معلومات . كما أرجو من حضرتك توضيح عدة نقاط لأتابع فهم المقال منها :
ـ أريد توضيحات أكثر عن الزوجية فى القرآن الكريم ،،هل يمكن كتابة مقال كامل عنها ولو فى ( القاموس القرآنى )؟
ـ ذكر الله تعالى أن بعض الأمم السابقة قد تم اهلاكها بالصيحة .. فهل هى نفس الصيحة فى قيام الساعة و البعث ؟
ـ الاشارة الى الصعق تحتاج الى توضيح اكثر., هل هو قريب من الصعق الكهربائى ؟
جزاك الله خيرا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الجزيل للدكتور أحمد الذي يمتعنا بمقالاته القيمة .وهذا لا يمنع وجود بعض الاشكالات التي أحتاج إلى تفسير منطقي يتفق مع منهجك العلمي والذي أقدره كثيرا فمثلا :
ـ فى قوله تعالى ( وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ) تشابه مع ( لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ) حسب ما قلته أنت فى موضوع (النسخ )بمعنى الذهول . ونراك تقول هنا أن سكارى عند قيام الساعة تعبر عن حالة غير مسبوقة .. فهل تتناقض مع نفسك ؟
أرى أن أكثر الكلام جاء عن قيام الساعة ، وأقل الكلام جاء عن الفزع الأكبر مع أن الموضوع الأصلى هو الفزع وليس قيام الساعة. كيف تفسر هذا فى منهجك العلمى ؟ .
لك مني كل التقدير والاحترام .
واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) صدق الله العظيم
.بارك الله فيك استاذى العزيز ،وزادك من خير علمه فى آياته الكريمة . وامنًك من الفزع الأكبر يوم الدين . ....
.هكذا تكون الأبحاث والإجتهادات فى كتاب الله العلى الحكيم .
The Collection Of The Quran by John Burton, Cambridge University Press
خاص إلى أحمد صبحي منصور: رجاء البحث عن (مصحف محمد)
كتاب لباحث بريطاني وجد أن المصاحف الحالية من القرآن مستنسخة من (مصحف محمد) وهو المصحف الكامل بين دفتين الذي أشرف رسول الله -ص- بنفسه على جمعه وترتيبه.
وهذا يعني أن النسخة المكتملة من القرآن اكتملت في حياة الرسول نفسه وليس في عهدي أبي بكر أو عثمان. ألم يقل رب العزة:"إن علينا جمعه وقرآنه"؟
رجاء التعريف بالكتاب وهو The Collection Of The Quran by John Burton, Cambridge University Press لاتستغربوا! فهذا الكتاب شبه مفقود بدل أن يكون متوفرا جدا.
عندما قرأت المقال الرائع للدكتور احمد صبحي منصور مرة ثانية أود من الدكتور أحمد وغيره من الكتاب أن يتحفونا بمقالات عن الاعجاز العلمي للقرآن فقط سنة الله ، بعيدآ عن سنة البخاري وأبوهريرة وغيرهم من أساطين الدين السني ، وبنفس منهجية فهم القرآن الكريم موضوعيا من خلال القرآن الكريم نفسه .
والمثير للدهشة والمفرح في نفس الوقت أن الدكتور أحمد شيخ ازهري متخصص في العلوم الإسلامية وليس متخصصا في العلوم الطبيعية وأتى بكل هذه الحقائق !! فماذا لو قرأ تلك الآيات التي بها اعجاز علمي علماء متخصصون ؟؟ ..
ومن قراءتي لتلك المقالة وغيرها في هذا الموقع المبارك اتعجب كيف ابعد المفسرون المسلمون عن هذه الحقائق بالجدل حول الأحاديث والخلافات الفقهية والمذهبية ، إلا أن نعرف مؤخرا أن ما يكتشفه العلم الحديث قد سبقه القرآن بأكثر من 1400 عام .
ولذلك اسأل الدكنور منصور لماذا لم يكمل مشروعه العلمي بخصوص الاعجاز العلمي في القرآن ولماذذ توقف فمن المؤكد أن هناك حقائق علمية في القرآن الكريم لم يصل إليها الانسان بعد .. لذلك نرجو من الدكتور أحمد أن يتحفنا بمقالات أكثر في هذا المجال المهم ، حتي يسد هذه الثغرة .
سبحان الله ها هي حقائق القرآن الكريم تظهر رغم أنف الشيطان واعوانه من المستكبرين ( إن علينا جمعه وقرآنه ) ..
جهود رائعة كثيرا وتستحق الشكر والثناء, لما تبذلونه لنصرة الله جل جلاله الحق ودينه الحق القرآن الكريم ( الله ورسوله ).
لي مداخلتين علميتين تدخل ضمن تخصصنا في علم الفلك أخي الدكتور أحمد, أرجوا أن يتسع لها صدركم الكريم... وتتلخص بالتالي:
1- في نهاية الفقرة الرابعة أعلاه كتبتم:
(ثم يشير جل وعلا الى أن لكل من الشمس والقمر مداره فى الفضاء ، ولكل منها حركته المحسوبة التى ينتج عنها الليل و النهار : ( لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )( يس 36 : 40) .) انتهى
أقول متواضعا:
عبارتكم الكريمة (ولكل منها حركته المحسوبة التى ينتج عنها الليل و النهار )!! برأيي الشخصي ليست دقيقة علميا, من واقع إن علاقة الشمس بالأرض ينتج عنها ما يُعرف بالليل والنهار. أما علاقة القمر بالأرض فهو ما يُعرف بالمصطلح العلمي THE GRAVITATIONAL ATTRACTION OF THE MOON وهو العلاقة الجاذبية للقمر مع كوكب الأرض, والذي ينتج عنه ما يُعرف بظاهرة المد والجزر للبحار والمحيطات والتي تغطي حوالي 75% من كوكب الأرض ولا علاقة لها برأيي الشخصي بالليل والنهار كما ذكرتم أعلاه, لأنها ( الليل والنهار ) لها علاقة خاصة مباشرة بالأرض في دورانها حول الشمس.
2- في بداية الفقرة الخامسة تقول مشكورا:
(5 ـ وعن الجاذبية الأرضية وقوة الدفع المركزى التى تحفظ لكل جرم سماوى مداره يقول تعالى : (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) وحقيقى فلن نستطيع رؤية الجاذبية و نقيضها ، وإن كنا نعيش فى إطارهما ) انتهى
فأقول متواضعا:
عبارتكم أعلاه (وحقيقى فلن نستطيع رؤية الجاذبية و نقيضها ، وإن كنا نعيش فى إطارهما ), فعلا نحن لا نستطيع الرؤية لهذه المظاهر لكننا نستطيع رصدها وقياسها تماما في حياتنا اليومية, فستجد إن الحديث عن الجادبية الشمسية, يتمثل رصدها من خلال سقوط الأجسام الصلبة أثناء محاولة تعليقها في الفراغ, في علاقة جاذبية مباشرة بين الأرض ودورانها حول الشمس في فلك يسبحون, أما ما يخص قوة الدفع المركزي وهي العلاقة الطردية بين القمر والأرض ويمكن قياسها ورؤيتها بوضوح من خلال تجربة بسيطة, وهي أننا لو لدينا جسم مفرغ غير صلب كقنينة فارغة مقفلة مثلا وحاولنا أن نغمسها داخل قاع الماء فسنجد مباشرة إن القنينة ستطفو بقوة الدفع المركزي إلى أعلى بتأثير جاذبية القمر... وهذا هو الفرق بين جاذبية الشمس وعلاقتها بالليل والنهار وجاذبية القمر وعلاقتها بسطع البحار والمحيطات على كوكب الأرض ( المد والجزر ).
تقبل مني كل التقدير والإحترام لجهودكم الرائعة
الأخ طه طه لم أسمع قبل ذلك عن ذاك الباحث أو ذاك الكتاب ، أرجو إن كان عندك نسخة فلترفعها على النت حتى يتم دراستها . وبالنسبة لحقيقة كون القرآن جمع بين دفتين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهذه حقيقة نؤمن بها من خلال القرآن الكريم سواء كان هناك ما يؤيدها من كتب التراث أم لا فالقرآن يعلو ولا يعلى عليه ، وهو الملزم .. نرجو أن كان هناك معلومات أن تعرفها لنا.
الاستاذ فتحى مرزوق سأل عن آية :( وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) ( سبأ 23 ).
أقول : السياق هنا عن الشفاعة التى سترتبط بإذن الرحمن جل وعلا حيث لا يستطيع أحد أن يتكلم إلا بإذنه ، من الملائكة و من البشر ، وفى موقف هائل خطير لا يستطيع فيه أحد النطق إلا بإذن الرحمن يقول فيه جل وعلا عن الملائكة وجبريل : (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا )( النبأ 37 ـ ). فى هذا الموقف العظيم يحل الفزع بالخاسرين بينما يزول عن المؤمنين الصالحين ، وجاء التعبير بزول الفزع عن قلوبهم بقوله جل وعلا : (حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ) يعنى يطير الفزع بعيدا عن قلوبهم .
ويقول أيضا سيادته :( تحدثت عن النفخة الأولى أو الانفجار الأول الذى به تقوم الساعة ولكن لم تتحدث عن الذى سيحدث بالتفصيل عند الانفجار الآخر الذى تتبدل به الأرض والسماوات ويتم به البعث والحشر).
وأقول هذا خارج عن عنوان المقال المخصص بقيام الساعة فقط. والله جل وعلا هو المستعان فى استكمال الموضوع بالحديث عن الانفجار الاخر و الخاص بأحداثيات اليوم الآخر .
سألت الاستاذة نعمة علم الدين عن الزمن الحالى المتحرك والمختلف عن الزمن القادم ، وسيأتى التوضيح بعونه جل وعلا فى سلسلة مقالات عن الزمن .
وسألت سيادتها أيضا عن خلود أهل النار وأهل الجنة ،والى أى حد يتفق هذا أو يختلف مع الآية 107 و 108 التى تخصص الخلود بالمشية الالهية.
وواضح أنها تقصد قوله جل وعلا :(يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) ( هود 105 : 108 ) وقوله جل وعلا : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ )( الحديد 3 ). والمشيئة هنا يشرحها رب العزة بالخلود الأبدى فى الايات الأخرى الكثيرة التى تجعل البقاء مؤبدا كقوله جل وعلا عن اهل الجنة : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ) وعن اهل النار يقول جل وعلا فى نفس السورة : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) ( النساء 122 ، 168 : 169 )
وسألت الاستاذة نعمة علم الدين أيضا عن القول بأن اليوم الاخر له بداية ولكن ليس له نهاية ،والى أى حد يتفق هذا أو يختلف مع كون الله جل وعلا هو الأول والآخر. أى تشير لقوله جل وعلا : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ )( الحديد 3 ).
وأقول : البشر فى الدنيا والآخرة يعيشون فى إطار الزمن ، سواء كان مؤقتا فى الدنيا له بداية ونهاية ، أم كان خالدا فى الآخرة لد بداية و ليست له نهاية . أما الله جل وعلا فهو خالق الزمن ولا يسرى عليه الزمن ، والتعبير جاء باللغة العربية حسب مداركنا القاصرة يقول فيه جل وعلا(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ )( الحديد 3 ) ،أى قبل وبعد الزمن. وربما تأتى بعض تفاصيل فى مقالات نجتهد فيها فى فهم الزمن فى القرآن الكريم ، ولكن نتوقف بالاشارة الى قوله جل وعلا :(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) ( الأنبياء 104 ) هنا حديث عن قيام الساعة وتدمير الكون بالانفجار الأول القادم . ومع أنه فى المستقبل بالنسبة لنا لم يحدث بعد ،فإن الله تعالى ختم الحديث عنه بالجملة الاسمية فقال (وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ )، والجملة الاسمية لا زمن فيها ، هى مجرد حدث بدون زمن ،أى أن حدث خلق السماوات والأرض وتدميرهما صدر وعدا من رب العزة قبل خلق الزمن الخاص بهما. والشرح سيأتى فى وقته بعونه جل وعلا.
وقد طلبت الاستاذة عائشة حسين توضيحات أكثر عن الزوجية فى القرآن الكريم ،وسأكتب بعونه جل وعلا مقال كاملا عن الزوجية فى الدنيا وفى الاخرة: فى البعث وفى الجنة والنار. والله جل وعلا هو المستعان .
وأشارت سيادتها الى إهلاك بعض الأمم السابقة بالصيحة وتتساءل :هل هى نفس الصيحة فى قيام الساعة و البعث . ونقول : لا . فالاهلاك كان جزئيا لقوم بعينهم فى زمن محدد ومكان محدد ، أى بانفجار دنيوى يمكن حدوثه الآن ، تمتزج فيه الصوت بالتدمير . وموضوع تدمير الأمم السابقة لا يخلو من إشارات علمية ، خصوصا فى الحديث عن إهلاك قوم ثمود بعد تكذيبهم نبيهم صالح: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ) ( هود 67 ) (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ) ( الحجر 80 : 83 ) وإهلاك قوم مدين بعد تكذيبهم نبيهم شعيب :(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُود)(هود 94 ـ )وإهلاك قوم لوط :( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ) ( الحجر 73 ـ )
وردا على الاشارة الى الصعق فهو نوع لا شأن له بالصعق الكهربائى الذى نستخدمه دون أن نعرف كنهه ، فكيف بالصعق القادم الذى سينتج ما لا نعرفه بعد .
ويرى الاستاذ محمود مرسى إننى أتناقض مع نفسى فى أن فى قوله تعالى ( وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ) تشابها مع ( لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ) فى موضوع (النسخ ) من ان سكارى تعنى الذهول ، يقول : ونراك تقول هنا أن سكارى عند قيام الساعة تعبر عن حالة غير مسبوقة .. فهل تتناقض مع نفسك ؟
وأقول ليس هناك تناقض أبدا . صحيح الذهول موجود هنا وهناك ، ولكن الذهول فى الاخرة سيكون فعلا غير مسبوق بدليل ما يحدث فيه من اجهاض وذهول للمرضع عن رضيعها ، ويكفى قول الله جل وعلا فى وصف هذا الذهول (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) أى هو ذهول لم يحدث بعد ،أى ذهول غير مسبوق ومختلف بالتالى عن الذهول العادى بمعنى النسيان الذى يعترى الواحد منا حين يقوم الى الصلاة فينسى ما يقول منشغلا بالدنيا وذاهلا عن موقفه امام ربه فى الصلاة بحيث يكون كالسكارى ، وهذا لا يليق مع ما ينبغى أن يكون عليه من خشوع وهو يخاطب الواحد القهار جل وعلا. لم أتناقض مع نفسى يا أستاذ محمود مرسى ..
ويتساءل سيادته : لماذا جاء أكثر الكلام عن قيام الساعة ، وأقل الكلام جاء عن الفزع الأكبر مع أن الموضوع الأصلى هو الفزع وليس قيام الساعة. ؟
وأقول الفزع العادى شعور لا تستطيع اللغة البشرية وصفه وصفا علميا دقيقا ، فكيف بفزع أكبر لم ندركه بعد . حاولت الاقتراب منه بطريقتين :الأولى ما جاء من وصف لملامحه فى القرآن ، والثانية بالاشارة الى سببه ومبعثه وهو قيام الساعة . ومطلوب من القارىء أن يخيل وأن يعتبر.
خالص التقدير للاستاذ طه طه ، وأرجوالمساعدة فى العثور على الكتاب المذكور عن جمع القرآن الكريم بيد النبى محمد عليه السلام ، والمؤلف الاستاذ البريطانى جون برتون .
وأدعو الله جل وعلا أن يعين على استكمال بحث الاعجاز العلمى فى القرآن الكريم . وشكرا للاستاذة سوسن طاهر على هذا التشجيع.
وأختم الردود بتقديم خالص الشكر للاستاذ الفاضل أنيس صالح على تصحيح بعض المعلومات العلمية فى تفصيلات المقال.
وأتمنى عليه أن يتابعنى بهذا التصحيح و التعليم .
يشير الدكتور منصور في هذا المقال هذا المقال سيشير الى أحداث الساعة ( هناك فارق بين علامات اقتراب الساعة ، وأحداث قيامها أو مظاهر قيامها، والمقال السابق تكلم عن علامات إقتراب الساعة ، وهذا المقال سيشير الى أحداثها ومن الفارق بينهما أن الإشارة لأشراط الساعة جاء فى الوحى لموسى وجاءت تفصيلات فى علامات اقتراب الساعة فى الوحى القرآنى لمحمد عليهما السلام ، أما وقوع الساعة نفسها فسيكون بغتة كلمح البصر أى بأسرع من الضوء. وتعبير (علامات الساعة ) هو الشائع ، ولقد حرصت على تصحيحه بالقول (بعلامات اقتراب الساعة ) مهتديا بكلامه جل وعلا عن اقتراب الساعة فى مطلع سورة القمر، واقتراب يوم الحساب فى مطلع سورة الأنبياءالآية 61 من سورة الزخرف (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ) تتحدث عن القرآن الكريم باعتباره (علم للساعة) ، وجاءت الاية الكريمة فى سياق الرد على جدال المشركين مع كتاب الله وطلبهم معجزة حسية مثل التى كانت لعيسى عليه السلام :( الزخرف 57 : 62 ) لآية 10 من سورة الدخان : (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ) لا علاقة لها بالساعة ولكنها خطاب للنبى محمد عليه السلام ولقومه ، وهذا ما يؤكد السياق قبل الاية وبعدها ( الدخان 9: 17 ) ويشرحه ما جاء فى سورة (المؤمنون 72 : 77 ) . كررنا كثيرا أن الغيب لله جل وعلا وحده ، وأنه ليس لبشر أن يتحدث فى الغيبيات خارج القرآن الكريم ، ومن يفعل فقددخل فى الخرافة طالما أن خاتم النبيين نفسه لم يكن يعلم الغيب. وبالتالى فهناك غيبيات مذكورة فى القرآن ، منها ما حدث فى الماضى ، ومنها ما سيحدث فى المستقبل ، ومنها ما اسماه الله جل وعلا (علم الساعة )، وكلها لم نرها ولكن نقرأ عنها فى القرآن الكريم ، ويسميها علماء التراث ( السمعيات ). والله جل وعلا ذكرها ضمن آيات الاعجاز القرآنى لنتدبر فيها ونتعظ ، والتدبر فيها يكون بفهمها من داخل القرآن ، وبالتطبيق على أحدث ما يصل اليه العلم البشرى . ونحن فيما نفعل قد نخطىء وقد نصيب . وفى كل ما نفعل ليس ترفا فكريا بعيدا عن واقع المسلمين وحاجتهم الى الاصلاح ،بل هو أساس فى الاصلاح ، إنه الانذار والوعظ لمن أعمته الدنيا بأن نؤكد له بالقرآن الكريم على أنه آن الأوان ليراجع نفسه ، فالموت آت ، والساعة تقترب ، وقد أكد الله جل وعلا على اقترابها منذ أكثر من 1430 ، وأن الفزع الذى يلحقه المجرمون والطغاة بالمؤمنين الصابرين والمستضعفين فى الأرض سيلقون فزعا أشد منه وأقسى، هوالفزع الأكبر الذى يدوم ولا يزول . فى الحديث عن (الفزع الأكبر ) لا بد من الاشارة المقتضبة الى مصدره ، وهو قيام الساعة وأحوال القيامة، وهو موضوع كتاب لم يكتمل ، بعنوان :( حقائق يوم القيامة بين القرآن والعلم الحديث )، بدأته فى الثمانينيات تأثرا بكتاب للدكتور عبد المحسن صالح يرحمه الله بعنوان ( هل لك فى الكون من نقيض ) يتحدث فيه عن خلق الكون وانقسامه الى كون وكون نقيض من لحظة الانفجار العظيم ،وامتدادهما بيضاويا ، واحتمال انفجارهما حين يلتقى الكون والكون النقيض. قرأت هذا الكتاب فوجدته يتطابق مع آيات قرآنية ، فلبثت أشهرا أجمع المادة العلمية للبحث.) ..
هذا هو رابط كتاب جمع القرآن للباحث جون بيرتون
https://ia600803.us.archive.org/22/items/TheCollectionOfTheQuranByJohnBurton/The%20Collection%20of%20the%20Quran%20by%20John%20Burton.pdf
برجاء قيام أحد الأساتذة المتعمقين فى الإنجليزية بترجمته ونشره على الموقع لتعم الفائدة، وشكرا
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,686,981 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
في مقال الدكتور أحمد صبحي منصور ( وظيفة القضاء بين الإسلام والمسلمين
(الصحابة: هل كانوا خير أمة أخرجت للناس ؟)
( 8 ) التأريخ للعصر الجاهلي وأشهر المؤرخين
لصحابة فى القرآن الكريم ـ المقال الثانى
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْ
دعوة للتبرع
الغناء : هل الغنا ء محرم ؟ وهل يجوز الاست دلال بقوله...
زوجتى افطرت رمضان: زوجتي أفطرت جميع شهررم ضان ...
سؤالان : السؤا ل الأول : هل ( يعرشو ن) نفس معنى (...
لا زكاة على التوفير: لقدإد ّخرت مبلغا منذ سنوات من مرتّب ي. ...
أنلزمكموها : ما معنى ( أنلزم كموها ) فى قوله سبحان ه ...
more
مقال لا أستطيع التعليق عليه من شدة التأثر بموضوعه..
جزاك الله خيرا على هذا المجهود الكبير طيلة حياتك ..
يخيل لي أنك كتبت هذا المقال في سنوات!! وهذا المقال هو اهداء لكل الباحثين الجدد لكي يعطوا القرآن حياتهم وعقلهم ومحياهم ومماتهم .. نفعك الله بما تقدمه وجعله في ميزان حسناتك ونجاك الله ونجانا يوم الفزع الأكبر .