غِلس , غلاسة

فوزى فراج Ýí 2008-12-10


غِلس , غلاسة

 

كلمة "غِلس " بكسر الغين وكسر السين وتسكين الراء, كلمة كنا نطلقها على البعض فى أيام الشباب, البعض ممن كنا لا نستحسن تصرفاتهم, ومن تلك الكلمة أشتقت كلمة " غلاسة " لكى تعبر عن نوع تلك التصرفات الغير مقبوله, او الغير مستحسنه. تصرفات كانت تجعلنا ندير وجوهنا الى الناحية الأخرى فى قرف  وإمتعاض, بل إن بعضها كان يصيبنا بالغثيان, ولا أريد ان أسرد  أنواع تلك التصرفات من هؤلاء الاشخاص الذين وصفناهم وتصرفاتهم بالغلاسة حتى لا أصيب القراء بالغثيان أيضا .     بعض تصرفاتهم كانت أقل درجة من أن تصيبنا بالغثيان ولكنها كان لا محالة تصيبنا بالملل. وسأضرب مثالا من ذلك النوع لأنه أقل درجات من تصرفاتهم الأخرى. المثال هو انهم كانوا يرددون كلمة " قديمة" وينطقونها " أديمة " كلما حاول احدهم ان يقص قصة او ان يقول نكته مثلا, فكانوا يقاطعونه قبل ان ينتهى او حتى قبل ان يسترسل فى قوله , قديمـــــــــــة, وكانوا يصفون ذلك الفعل بأنه " حرق" يعنى بمعنى أصح حرق الحكاية او النكته او النادرة قبل ان يلقيها احدهم وحتى لا يتمتع بثمارها سواء بإضحاك المجموعه أو جذب إنتباههم الى شيئ جديد حسب إعتقاده, وكان ذلك فى إعتقادهم هو من أهم الأسباب التى خلقهم الله من أجلها, ألا وهو تكدير عيشة الأخرين, وأحسب انهم كانوا لدى عودتهم الى منازلهم يسجلون كل حادثة من تلك الحوادث ويعدونها إنجازا من إنجازاتهم التاريخية التى تؤهلهم الى مرتبة عالية فى الحياة الدنيا والأخرة.

وكنا دائما ما نحاول ان نتلافى حضورهم أو وجودهم وسط المجموعة أو ( الشلة) كما كنا نطلق عليها ذلك الإسم. وعندما يلوح احدهم من بعيد كنا نتمنى ان تغور به الأرض كما غارت من قبل بقاروون قبل أن يصل الينا, بل كثيرا ما كنا نغير مكان لقائنا حتى لا يعثر علينا ولا يكدر عيشتنا بوجوده, بل كانت كلمة " أديــــمة" من الكلمات التى كنا نستنكف سماعها ونطلقها عليهم كأسماء مستعارة, فهناك أديمة الصغير وأديمة الأهبل وأديمه أبو شنب.....الخ, نعم كنا "محظوظين" بعدد منهم.

لعل البعض يتساءل الى أين سوف تؤدى تلك المقدمة, وما علاقتها بالسياسة التى صنف المقال اليها. أخشى اننى بدأت فى هذا السن المتأخر أتعاطف مع هؤلاء الذين كنا نصفهم بالغلاسة, بل يبدو اننى قد انتهى الى أن أصبح " غلسا "مثلهم , وقد أبدأ فى ممارسة الغلاسة بطريقة علنية بدلا من أن احتفظ بها لنفسى .

لا يمر يوم إلا وقرأت أو سمعت من يوجه اللوم الى مبارك او الاسد او القذافى أو العائلة السعودية او غيرهم ممن إطلق عليهم مجازا الزعماء العرب او الرؤساء العرب او القادة العرب  أو ما يماثل ذلك من تلك الألقاب, فأقرأ مقالات وتعليقات تهاجم وتلوم وتحمل المسؤلية و و و و و ............................الخ الى هؤلاء الأشخاص لكل ما يحدث فى مصر أو فى عالمنا العربى من كوارث وبلاوى, فهم السبب فى إنعدام الديموقراطية, وهم السبب فى إنتشار الفساد, وهم السبب فى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة والتقدم الذى يتمتع به الأخرون, وهم السبب فى سقوط القيم , وهم السبب فى البطالة والسبب فى الهزائم العسكريه والسبب فى الكساد الإقتصادى والسبب فى موت العدالة وسوء التوزيع والسبب حتى فى سحابة الدخان الذى تلوث سماء مصر, والسبب فى إنعدام الحريات ونقص الإحتياجات , بل من الممكن ان أكمل المقالة بسرد كل ما هو سلبى فى حياة المواطن المصرى او العربى الذى يحملهم مسؤليته.

وهنا استطيع أن أشرح علاقة "الغلاسة" التى قدمت بها المقالة وما أود أن أصل اليه, أستطيع أن أقول كلما قرأت مقالات من ذلك النوع وتعليقات بهذا المحتوى, وجدت نفسى اردد ما كان يقوله ذلك الغلس, قديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة!!!!!!!!!!!!!

ليس هناك جديد فى كل ما يقال وكل ما يكتب فى ذلك الشأن, لقد كتبناه وقرأناه وسمعناه عشرات المئات من المرات أو أكثر, وقد أصبح نكتة او حكاية قديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة وأيضا مملة. وهذا ما تسول إلى نفسى أن أقول .

الحقيقة أننا بعد ان نتعثر وكلنا لابد أن يتعثر بشكل او أخر فى حياته, وبعد ان نتلقى ونمتص تلك الصدمة المفاجئة, لابد أن يأتى الوقت الذى نتجاوز الشعور بالصدمة والمفاجأه, وأن ننظر الى ما حدث, والى كيف حدث ما حدث, والأسباب التى أدت اليه , , ثم نحاول ان نصلح او نغير بعضا منه حتى لا نتعثر فى نفس الحفرة مرة أخرى, وإلا فنحن نشجع بعضهم على الغلاسة وعلى أن يقولوا لنا مرة أخرى قديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة.

إن الزعماء او الرؤساء او القواد ( أقصد القادة)  العرب, لم يتم إستيرادهم من الصين او كوريا, ولم يتم تهريبهم من تايوان او إسرائيل الى مصر والدول العربية , لم يأتى أحدهم على متن دبابة أمريكية او إسرائلية فى عملية عسكرية وضعته بالإكراه فى قصر الرئاسة. إنهم من أبناء الشعب, نفس الشعب الذى يشكو منهم, إنهم ولدوا وكبروا وترعرعوا فى نفس البيئة التى انتجت كل واحد ممن يشكون منهم الأن بلا إستثناء, ليسوا من طينة او عجينة أخرى غريبة او متشربة بتقاليد او تعاليم أخرى, إنهم لا تختلف ملامحهم او لغتهم او لونهم او جيناتهم عن أى فرد أخر من أفراد الشعب او من هؤلاء الذين يشكونهم الى طوب الأرض, فهل بدأت الصورة الأن فى أن تتضح!!

قبل أن أسترسل , أود أن اعيد ما قلته من قبل حتى يفهم كل من يريد أن يفهم ما أود أن أصل اليه, لقد قلت من قبل وسوف أعيد القول, انه ليست هناك دولة مثالية او كاملة ( Perfect or Ideal), فإن الكمال لله وحده, ليست هناك حكومة مثالية او كاملة, ليس هناك نظام كامل او مثالى, ليس هناك زعيم او قائد كامل او مثالى, بل ليس هناك على وجه الأرض إنسان واحد كامل او مثالى, بمعنى ان كل دولة او نظام سياسى او منظمة.... أو أو أو, من الممكن تحسينة اوبعنى أخر,من الممكن ان نشير الى بعض من عيوبه, وسواء كنا نتحدث عن الولايات المتحدة او عن مصر او عن جزائر الواق واق, فكل منها يحتاج الى تحسين, السؤال هو , أولا, (((كم ))) من التحسين يحتاج كل منهم, ثانيا كم من ذلك التحسين من الممكن ان يحدث بالفعل!!!!!

لقد أشرنا مسبقا ان جميع الزعماء ليسوا من طينة مختلفة عن شعوبهم, بل هم من أصل تلك الشعوب, فإن كانوا فاسدين, الا يعنى ذلك ان الأصل فاسد هو الأخر, ألا يعنى ذلك ان الشعب فاسد هو الأخر, فإذا أردنا الإصلاح, فيجب ان نبدأ بإصلاح المصدر الذى نستورد منه هؤلاء الزعماء. الم نلاحظ ان كل زعيم يبدأ دائما بمحاولة ان يكون مختلفا عن الزعيم السابق له, يبدأ بمحاولة ان يتلافى اخطاء الزعيم السابق, يبدأ بمحاولة إصلاح ما ورثه من عفن وفساد وفشل, وينتهى عادة فى نفس المكان الذى انتهى اليه من سبقه, يبدأ بتقديم وعود الى الشعب, وعود ربما يكون لديه النية فى الوفاء بها, غير انه ينتهى دائما كما أنتهى من سبقه, هل فكرنا لماذا, هل يحدث ذلك مع سبق الإصرار والترصد, هل يخدع القائد الجديد الشعب عامدا متعمدا.    من الناحية الإنسانية البحته, وبصرف النظر عن الاسماء والشخصيات المختلفه, كيف يمكن لأى إنسان أن يعرف ما يقال عنه وأن يعرف ما يحدث ويتجاهلة, هل هناك إحتمال أن الرئيس لا يعرف حقا ما يحدث , هل هناك إحتمال انه يتم عزله تماما عن الشعب فلا يعرف حقيقة ما يجرى لشعبه, وأن ما يراه من تقارير عن حالته أى ( الشعب)  سواء الأقتصادية او الإجتماعيه ......الخ هى ما يُسمح به له أن يراه من قبل تلك الطائفة المنتفعة التى تحيط به, هل من المعقول ان يعرف الرئيس أن السواد الأعظم من الشعب يقاسى من البطالة ومن الكساد الإقتصادى والفقر, ومن عدم توافر اى خدمات إنسانية .......الخ, وأن يعرف ان الغالبية العظمى تحملة تلك المسؤلية عما حدث وأنها تلعنه ليلا ونهارا,  ثم يذهب لينام مطمئنا !!!

إن أسوأ ما ذكره القرآن لنا عن زعيم كان عن فرعون, فهل صحا ذلك الفرعون من النوم يوما وقرر انه إلها, وقرر ان يفرض ذلك على شعبه وأن يأمرهم بعبادته, كيف هداه شيطانه الى ذلك, هل فعل فرعون أخر من قبلة ذلك, هل فعل فرعون أخر ذلك من بعده, أم ان الحاشية التى حوله هى من أوحى له بذلك , من أوحى له بأنه هو السبب فى كل ما يأتى من خير الى الشعب, أنه بيده الحياة والموت, أنه يرزق من يشاء ويقطع الرزق عمن يشاء, هل كانت حاشيته هى السبب فى ذلك , ألا يحدث ذلك مع الكثير من الزعماء, ليس فقط فى الشرق الأوسط ولكن فى كل مكان تقريبا, غير ان نسبة تأثرهم بمن حولهم تختلف من مكان الى مكان, وبدرجات متفاوته خاصة فى المجتمعات والبلاد التى لم تتطرق اليها الديموقراطيه, بصرف النظر عما يتفوه به زعماء تلك الدول, وبصرف النظر عما يتفوه به افراد الشعب فيما يتعلق بالديموقراطية.

مرة أخرى , الكلمة التى تنطق اكثر من اى كلمات أخرى خاصة فى مصر والبلاد العربية هى الديموقراطية, ورغم انه ليس لها مرادف فى اللغه العربية, فإن البعض فى مصر وبلادنا العربية يعتقدون انها اى الديموقراطية قد أخترعت فى بلادهم, ويسوءهم كثيرا ان يقال انهم لا يعرفون كيف تمارس, ويغضبهم من يقول ان تلك الشعوب لا تعرف الديموقراطيه, ويتساءل البعض هل نحن نختلف عن الشعوب الأخرى, هل جيناتنا من أصل أخر..............الخ, والحقيقة المرة ان مصر والعالم العربى بصفة عامة لم ولا تمارس اى نوع من الديموقراطية على الأقل خلال حياتى أنا اى خلال اكثر من 67 عاما, وكل ما يقال عن الديموقراطية هناك هو مجرد خداع للنفس. ولو كان كل إنسان صريح مع نفسه فقط على اقل تقدير, ولو تساءل إن كان يمارس الديموقراطية حتى على مستواه الشخصى, وعلى مستوى أسرته, زوجته وأبناؤه, او مستوى رؤسائه ومرؤوسيه, او مستوى جيرانه وأصدقاءه, لو كان فعلا صريحا مع نفسه لوجد الإجابة على سؤاله, انها كلمة نتشدق بها ولا نعرف لها معنى ولكن لها نغمة جذابة ولها وقع جميل فى الكتابه وفى الحديث.

هناك عدد من النقاط التى لا بد من الإشارة اليها وعلى القارئ ان يرتبها حيث أهميتها من وجهة نظره بالنسبة لهذا الموضوع, ولنبدأ بالنقد الذاتى , كم منا يؤمن بقيمة النقد الذاتى, كم منا يمارسه, كم منا يقبله من الطرف الأخر, لو كنت مخطئا, فهل تسمح لزوجتك أو اولادك بان يتحدثوا عن ذلك وأن ينتقدوك, هل تتراجع بسهوله إذا ادركت انك مخطئ, وهل تعتذر عن خطئك, كم مرة فى العام الماضى مثلا تعتقد انك أخطأت وبادرت بنفسك بالإعتراف بذلك الخطأ قبل ان ينبهك احد أخر اليه. إن السواد الأعظم من المصريين والعرب للأسف لا يؤمنون بذلك, ويعتقدون ان كلمة " أسف" ليست من الكلمات التى ينبغى لها ان تكون فى قاموسهم اللغوى, ,وإن كانوا يصروا على ان تكون فى قواميس الأخرين.

نقطة أخرى,لازال الكثيرون يؤمنون بأن مصر "أم الدنيا ", ولا أعرف ماذا تعنى هذه الكلمة, لقد كنت ممن يرددونها أيضا, ومن يرددون ان من يشرب من ماء النيل لابد أن يعود لمصر لكى يشرب منه مرة أخرى, وكنت فعلا اؤمن بذلك ولا أعتبرة مجرد شيئ رمزى ومن باب الوطنية البحتة, لا أعرف ماذا تعنى (أم الدنيا ) , ولماذا لا تكون اليونان او العراق او لبنان, او اليمن او الصين او الهند او اى من تلك الدول ( أم الدنيا), ماذا تعنى أم الدنيا , ليست مصر اقدم دولة فى العالم حضاريا, وليست اقوى دولة فى العالم تاريخيا, وليست أكبر دولة فى العالم تاريخيا, وليست  وليست وليست ..................لماذا صارت أم الدنيا, ولماذا لا تعترف الدنيا بأمها, لماذا تتخلى الدنيا عن الإحترام والحب والشغف والتضحية تجاه أمها, ما الذى قدمته ( الأم ) الى أبنائها خلال القرن الماضى, ما الذى قدمته الأم الى أبنائها خلال القرون الخمسة الماضية, او العشرة الماضية, ما الذى قدمته تلك الأم بحيث لايمكن لأى إنسان من أبنائها فى اليابان او الصين, فى جنوب إفريقيا او الهند, فى امريكا او البرازيل,  أن لا يذكرها بالخير كلما رأه او كلما أستعمله فيتذكر أمه, مصر.        اما ماء النيل, فحدث بلا حرج, او بل سأترك من زاروا مصر يتحدثون عنه وعن ما به من تلوث وعن حقيقة رغبتهم فى الشرب منه مرة أخرى إذا كان من سوء حظهم أن شربوا منه وأن عانوا ما عانوا من تأثير ذلك على أمعائهم .

 نقطة أخرى,مصر والعالم العربى يدين فى غالبيته العظمى بالإسلام, ويفخر المسلم فى كل أنحاء العالم بديانته وعقيدته, ومما يردده المسلم كالببغاء هو ان الإسلام هو الدين الوحيد من الأديان السماوية الذى يحث على النظافة, والذى يفرضها على من يتبعه, جميل جدا نقول ذلك , وعندما نقوله للأخرين فإنهم يتوقعون لدى زيارتهم لبلاد المسلمين ان يروا تلك النظافه التى هى من الدين, هل أستمر وأقارن بين بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمين فى هذا الشأن, علما بأن الفقر لا علاقة له بالنظافة مطلقا !!!!!!!!!!!!!!!!

نقطة أخرى, فى القرن الواحد والعشرون, فى عام 2008, فى هذا الوقت وبعد ان أثبتت المرأة مقدرتها على أن تقود سفن الفضاء وعلى ان تقود الطائرات وعلى أن تتربع فوق منظمات وشركات عالمية وأن تتخذ قرارات مصيرية وأن ترأس دولا من الدول العظمى وأن تتفوق فى الأولمبياد على أى رجل فى مجالات رياضية مختلفة, وعلى أن تحصل على أعلى الدرجات العلمية بتفوق, والقائمة لا تنتهى, فى هذا الوقت وبعد كل ذلك, نجد فى عالمنا العربى والمصرى , بل على صفحات هذا الموقع من لازال يقول ان المرأه لا تساوى الرجل, تخيل ذلك, تخيل انه لا زال ينظر الى المرأه على أنها المخلوق الضعيف الذى يحتاج الى الرجل لحمايته, تخيل انه يقول ان من يختلف معه يعتبر ( رجل غير سوى ) , ولا اعرف تماما ماذا يعنى برجل غير سوى, او لا يكون رجلا إطلاقا على حد قوله, تخيل ان من يختلف مع سيادته فى ذلك يعتبر "غير رجل", ولا أعرف على وجه التحديد ماذا يعنى بأن من يختلف مع سيادته من الرجال يعتبر ( غير رجل ) , وكنت أود ان احاوره فى ذلك, ولكن كيف تحاور مخلوقا يتفوه بمثل تلك التفاهات!!!!!!!! ,على أى كوكب يعيش , ثم بعد ذلك يتساءل البعض عن اسباب تخلف العالم العربى والإسلامى.

نقطة أخرى, هناك فارق كبير بين الإحترام وبين الخضوع أو المداهنه او النفاق, فهل حقا يعرف الشعب المصرى هذا الفارق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أريد أن أزيد فى هذه النقطة بل أتركها للجميع كى يفكر كل واحد على حدة بحرية تامة مع نفسه.

نقطة أخرى, هل الشعب المصرى فى حاجة الى قوانين جديدة أو الى دستور جديد لكى يتعامل مع مشاكله ؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن فى النظر الى الدستور الحالى, والقوانين الحالية, فإن كان الدستور يتم تطبيقة بالحرف كما هو , او القوانين كما هى, ولازالت مصر تعانى من مشاكلها المعروفه, فيلزم تغيير الدستور والقوانين, ولكن إن لم تكن القوانين والدستور يتم تطبيقها, فإن تغيير الدستور او القوانين مليون مرة لن يغير من الأمر شيئا. ولنأخذ مثالا على       ذلك, المادة 41 من الدستور تنص على ما يلى:

الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضي المختص أو النيابة العامة، وذلك وفقا لأحكام القانون.

ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى.

المادة 42 تنص على ما يلى:

كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز إيذائه بدنيا أو معنويا، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون.

وكل قول يثبت أنه صدر من مواطن تحت وطئة شىء مما تقدم أو التهديد بشئ منه يهدر ولا يعود عليه.

أكتفى بذلك فيما يتعلق بالقوانين والدستور فى مصر وأترك الباقى لخيال القارئ.

نقطة أخرى: كل إنسان له الحق فى أن يكون فخورا بوطنه, ولكن عندما يعميه ذلك الفخر عن أن يكون صادقا مع نفسه فى تقييم ذلك الوطن, وعن عدم الإعتراف مع نفسه عن أماكن الضعف ومن ثم محاولة معالجتها , فهذا هو أول الطريق الى الهاوية او الى النهاية, يجب علينا سواء فى تقييمنا لأنفسنا او لبلادنا وفى تقييمنا لتجاربنا أن ننظر الى تجارب الأخرين, وأن نتعلم منها, حتى لا  نعيد إختراع العجلة كما يقال, وحتى لا نبدأ من حيث بدأ الأخرون, لماذا لا ننظر الى التجربة اليابانية والألمانية خلال أقل من قرن واحد من الزمن. لقد تم تدمير المانيا فى الحرب العالمية الثانية , وتمت هزيمتها , بل إن بعض مدنها دمرت تماما بحيث لم يبقى بها حجرا فوق الأخر, وحدث نفس الشيئ مع اليابان, التى عانت من الهزيمة ومن إلقاء قنبليتن نوويتين عليها بحيث لم يسبقها او يتبعها أحد فى تاريخ العالم, غير ان شعبى اليابان وألمانيا فى خلال اقل من ثلاثون عاما, حققا من التقدم العلمى والصناعى والتكنولوجى ............الخ ما وضعهم فى مصاف الدول الكبرى مرة أخرى, فهل هناك درس يجب إستيعابه من ذلك, وكيف؟

أخيرا, بإختصار, إن التربه التى لا تصلح ان تنتج ثمارا ما, لن تنتجه مهما عاودنا وحاولنا ان نعيد زراعته, أومهما استهلكنا من جهد فى ذلك, لابد ان نفعل شيئا من إثنين, إما أن نصلح تلك التربه لكى تكون مناسبة لذلك الثمار, او أن نبحث عن ثمار أخر نعلم جيدا أنه مما ينمو فى ذلك النوع من التربه.

أو نتركها ونبحث عن مكان  أخر أو تربة أخرى مناسبة لكى نزرع ذلك الثمار الذى نسعى اليه.!!!!!!!

اجمالي القراءات 34150

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (15)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الخميس ١١ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31008]

المواطن المصري

الأستاذ الكبير فوزي فراج كل عام وأنتم بخير هل هذا المقال من قبيل الغلاسة !! أم هو مقال علمي أم هو مختلط ، وأنقل هذه الفقرة من مقال الأستاذ فوزي الذي يبدو أنه أعده على عجالة وأعلق عليها وعذرا أستاذنا فوزي ..

لا يمر يوم إلا وقرأت أو سمعت من يوجه اللوم الى مبارك او الاسد او القذافى أو العائلة السعودية او غيرهم ممن إطلق عليهم مجازا الزعماء العرب او الرؤساء العرب او القادة العرب أو ما يماثل ذلك من تلك الألقاب, فأقرأ مقالات وتعليقات تهاجم وتلوم وتحمل المسؤلية و و و و و ............................الخ الى هؤلاء الأشخاص لكل ما يحدث فى مصر أو فى عالمنا العربى من كوارث وبلاوى, فهم السبب فى إنعدام الديموقراطية, وهم السبب فى إنتشار الفساد, وهم السبب فى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة والتقدم الذى يتمتع به الأخرون, وهم السبب فى سقوط القيم , وهم السبب فى البطالة والسبب فى الهزائم العسكريه والسبب فى الكساد الإقتصادى والسبب فى موت العدالة وسوء التوزيع والسبب حتى فى سحابة الدخان الذى تلوث سماء مصر, والسبب فى إنعدام الحريات ونقص الإحتياجات , بل من الممكن ان أكمل المقالة بسرد كل ما هو سلبى فى حياة المواطن المصرى او العربى الذى يحملهم مسؤليته. ...

نعم سيدي السبب في كل ما ذكرت هم الزعماء العرب ونحن نكون مشاركين لهم لو لم نظهر موقفنا ونعريهم

نعم سيدي هم السبب في الهزائم العسكرية فمن المسؤل عن الهزيمة بحق الله هل هم الزعماء ومن في السلطة أم الشعوب هل يريد الأستاذ فوزي فراج أن يقول أنه كمواطن كان السبب في نكسة 67 مثلا هل يريد الأستاذ فوزي فراج أن يقول أن الشعب المصري هم محموعة من الهمج وهم من تسببوا في الهزيمة أما عبدالناصر وعامر فكانوا على وشك الأنتصار لولا المواطن المصري الجبان !!! .. من يتحمل مسئولية الهزيمة ؟؟؟

الكساد الأقتصادي أيضا هل يعتبر الشعب المصري هو السبب في الكساد أم من يجلسون على الحكم منذ ما يقرب من ثلث قرن ؟؟

من السبب في إنتشار الفساد والسرقات المليارية هل هو المواطن المصري أيضا ؟؟؟

من السبب في موت العدالة هل هو المواطن المصري أم من بيدهم كل السلطات .. فهل يقع علينا نحن المواطنيين كل أخطاء الحكام..

نعم سيدي هم السبب في سحابة الدخان .. لأنها لم تشجع على إنشاء مصانع تستوعب كل قش الأرز .. إنما تشجع أمثال طلعت مصطفى أن يأخذ سبعة الآف فدان باعهم بأكثر من34 مليار جنيه بدون أن يدفع مليما فهل الأستاذ فوزي فراج يريد أن يحمل المواطن الغلبان هذا أيضا ؟؟

سيدي الفاضل كل ما ذكرته هي أخطاء تتحملها الحكومة ونحن نكون مشاركين لها لو لم نحملها المسئولية الأستاذ فوزي فراج لماذا هذه السادية في جلد الشعب المصري الغلبان هل يريد الأستاذ فوزي أن يحاكم المواطن المصري على أخطاء الحكومة بحجة أن الحكومة هى أصلا من الشعب وبما أن الحكومة من الشعب إذن نحاكم الشعب .لأننا إذا حاكمنا الشعب فكأننا حاكمنا الحكومة .. .


2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الخميس ١١ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31012]

آسف

الأستاذ الكبير الأستاذ فوزي لا أعرف لماذا هذا المقال ضعيف المستوى إنه من أضعف مقالاتك، تبدو العصبية واضحة بين سطورك أخي العزيز هل هناك من إحتمال أن تكون نشرت مسودة المقال وليس المقال ؟



أعذرني فإني قد فرغت حالا من قراءة عدة مقالات عن تجربتك في الولايات المتحدة وهي رائعة وأسلوبها جميل، ومفهومة . وكنت أفتح عدة مقالات لك وأقارنهم بهذا المقال ، هذا المقال يندرج تحت الإصلاح السياسي ونظرآ لأهميته نتعشم أن يتم تنظيمه (جلا من لا يسهو)


3   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الجمعة ١٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31018]

ملاحظة خفيفة

أشكرك استاذ فوزي على هذا المقال ، و الجميل فيه أني استسغت قراءته فقرة فقرة من أعلى لأسفل و من أسفل لأعلى مما يعني ان كل فقرة منه تحكي فكرة ما. فنرجو أن ينتفع الناس به.


أما الملاحظة الخفيفة فهي أني قد أمضيت ربع ساعة أحاول أن أفهم ما تقصده بالنصف الأول من السطر الأول (كلمة "غِلس " بكسر الغين وكسر السين وتسكين الراء,) و أنا أتساءل: أين هي الراء؟ و كيف جاءت السين بعد الغين ، فأتوقع يا إما أنها خطأ من السرعة او العصبية (و هو ما يؤكد كلام  الاستاذ أيمن عباس) أو أنها أمر مقصود


و الله اعلم


4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ١٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31047]

أهلا بالأخ الحبيب الاستاذ فوزى .. ومرحبا

مقال جميل يا اخى الحبيب ، وهو يخوض فى معضلة دائرية من المسئول الشعب ام السلطة الغاشمة التى أنتجها نفس الشعب . يبدو هذا قريبا من الجدل البيزنطى عمن هو الأول فى الوجود الفرخة أم البيضة . ستجد أخى الحبيب من يوافقك ومن يخالفك فى موضوع مفتوح دائرى لا اول له ولا آخر .


قد أكتب معك مؤيدا فاقول أن الشعب هو المسئول لأنه سكت على الظالم حتى تفرعن وتأله ، وأصبح الشعب يموت بالتقسيط ،بالملايين ،  مع أن هذا الشعب لو قام فى ثورة غاضبة وضحى ببضع مئات أو بضع ألوف لأنقذ حياة الملايين ولأصلح حال الدنيا و الدين .


وقد أكتب ناقدا مخالفا لك فأقول : كيف يفعل شعب أسير أمام حاكم يستخدم جيش الشعب ضد الشعب المنزوع السلاح ، ويستخدم البوليس (الذى هو لحماية الناس ) فى ارهاب الناس ؟ ويستخدم القضاء (الذى هو لانصاف المظلوم ) فى عقاب المظلوم ؟ ويستخدم الحبس الاحتياطى فى عقوبة  البرىء وحبسه ظلما بعد اتهامه ظلما ؟ ويستخدم الاعلام فى تشويه صورة  المناضلين فى سبيل الاصلاح ، ويستخدم التعليم و المساجد وعلماء الدين فى غسل مخ الناس أجمعين بتعليمهم ثقافة الخنوع و الخضوع أى ثقافة العبيد ؟ .. ليس لهذا الشعب من ذنب.. فقد انفرد الطاغية وأعوانه من الحاشية بتحمل كل المسئولية ..


وللخروج من هذه الدائرة نقول انها مسئولية مشتركة.. يتحمل نصفها بضع آلاف من الأشخاص هم الفرعون وأتباعه ، ويتحمل النصف الباقى عشرات الملايين ، وهم الشعب الأسير الحسير.


يبقى أن أقول لك إن كلمة (غلس ) و(غلاسة ) من التعبيرات المصرية القديمة ، وكان يرددها كثيرا ابن إياس فى تاريخه ( بدائع الزهور ) ، يقول مثلا عن (قاصد الروم ) أى المبعوث من السلطان العثمانى ( وكانت به غلاسة )


كل عام وانتم بخير..


5   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الجمعة ١٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31050]

غلاسة ..

رغم أنني أتفق معك في معظم ما قلت ولكنني كغلس مضطر أن أقول التالي ..
نحن فعلا لا نجيد الديمقراطية ورؤسائنا هم منا .. ولكن الحقيقة كانت وستظل أن من فرض الديمقراطية علي أي شعب لم يكن الشعب نفسه .. من فرضها في المانيا واليابان لم يكونوا الشعب الآلماني أو الياباني .. وحتي من فرضها في أمريكا .. لم يكن الشعب .. النخبة هي من فرضها .. الأباء المؤسسين في أمريكا والنبلاء في بريطانيا .. خوفا من أن يحدث في بريطانيا ما حدث في فرنسا أثناء الثورة الفرنسية .. والنخبة المثقفة التي أنتجت دستورا غير في العالم مالم تغيره كل الكتب السماوية .. وأنت تستمتع من خيث تكتب بنتائح هذا التغيير .. الديمقراطية ليست فقط صناديق الانتخاب .. بل منطومة كاملة .. ما يعطل تبني هذه المنظومة في بلادنا .. هو المفهوم السائد للدين بل ونصوص القرآن نفسه .. وأنت تكلمت عن عدم مساواة المرأة مع الرجل في مجتمعاتنا .. هل تعتقد إمكانية حدوث ذلك في ظل وجود نصوص ليس فقط في الأحاديث بل في القرآن تؤكد علي عدم المساواة .. بدون قراءة عصرية تعتبر أن هناك في القرآن نصوصا كانت لزمن معين وجغرافيا معينة فلا أمل لأي تحول ديمقراطي حقيقي أو اي مساواة في مجتمعاتنا ..ليس بين الرجل والمرأة فقط ..بل بين المسلم وغير المسلم .. بل وبين المسلمين من مذاهب مختلفة .. لقد قلت من قبل أن المحنة التي يمر بها رضا ليس سببها الرئيسي النظام .. بل الشعب الذي لا يقبل اي اختلاف ديني أو اي افكار دينية مختلفة .. للأسف لا توجد نحبة داخل مصر مستعدة للتضحية من أجل تحول ديمقراطي حقيقي .. صدقني ليس خوفا من النظام .. ولكن خوفا من فقد الأهل والأصدقاء .. لأنه سيتم اتهامهم في دينهم .. أما أن نهاجر أو نهرب الي الخارج ثم مهاجمة النظام والشعب ومصر وباقي الدول العربية من داخل غرف مكيفة بالحرية فلن نصل الي نتيجة .. للأسف في بلادنا القوي القادرة علي التغيير هي القوي الأكثر استبدادا من النظم الحالية .. لأنها تلعب بعقول الشعب المغيب عن طريق الدين .. وهو ما جعل معظم المثقفين و لعلني منهم .. يقولون نار النظام ولا جنه الإخوان أو الجهاد او القاعدة ..
أما عن أن مصر أم الدنيا فهي فعلا كذلك من منظور تاريخي .. سواء وافقت أو لم توافق أخي الفاضل وهي تجري في دمك وتجت جلدك مهما حاولت .. وانت مثلي في خريف العمر كل اهتمامك الثقافي منصب عليها واراهن أنك ورغم غربتك الطويلة تملك فيها منزلا ومدفنا ..
مصر بلدا لا نعيش فيها بقدر ما تعيش فينا .. اعترفت بذلك أم لم تعترف ..
واعذرني علي الغلاسة ..

أنا أعرف أن تعليقي الغلس هذا قد يجر علي الكثير من المتاعب .. وأتمني ألا يقرأه أي ممن أحبهم ولا استطيع الاستغناء عنهم ..


6   تعليق بواسطة   عمار نجم     في   الجمعة ١٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31051]

المزيد من الغلاظة/الغلازة/الغلاسة

في بلاد الشام سورية لبنان فلسطين الأردن نستخدم كلمة غلاظة لنشيرالى نفس معنى كلمة غلاسة المصرية       و نلفظها مخففة باستبدال ز مكان ظ فصارت غلازة و الشخص غليز    و يبدو ان الظاء خففت في مصر الى سين فصارت غلاسة و غليس أو غلس       أظن هذا هو أصل هذه الكلمة فالشخص الغلس هو شخص ثقيل الدم أو غليظ الدم      أرجو أن لا تكون هذه الاضافة مني مجرد غلاظة / غلازة / غلاسة


و السلام ختام


7   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31108]

الأخ الحبيب فوزي .

قرأت مقالتكم  ،وشعرت كما شعربعض الأخوة ،وكأنها كتبت في حالة مراجعة شخصية عميقة ،لما يقال ويكتب ،في وصف حالة الامة العربية والاسلامية  من قبل الكتاب والمحللين والسياسين وغيرهم  وبدون أعطاء التصور البسيط للحل .الشعوب تتهم الحكام بأنهم هم المسؤولون عن كل شيء .الحكام بعد استلامهم السلطة ،وكا ذكرت يبدأون  بطرح برامج التغير .لكن التغير لايتحقق بالشكل المطلوب ،فتحمل السلطة الشعب مسؤولية ذلك ،كونه غير واعي لمصالحه .وهكذا تستمر دائرة توجيه الاتهامات ،حتى نصل في النهاية وهذا لم تذكره ،أن المسؤول عن كل ما يجري علينا هو الله عز وجل  معاذ الله لأننا نستحق كل هذا ،وهذا هو قدرنا وعلينا ان نرضى به .


 ذكر أخي الدكتور أحمد أن المسؤولية مشتركة ، وهذا أيضاً صحيح .لكن سؤالي  البسيط ...ماذا نريد أن نغير؟ ....


كل تجارب الشعوب التي  غيرت ما هي عليه نحو الافضل ،بدأ ت بتغير الشعوب نفسها .(إن الله لايغير ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم). والفلسفة المادية تقول أن التغيرات التحتية تقود الى التغيرات الفوقية .


السؤال الأخر من هو الحامل لفكر التغير ؟ الشعوب أم  القوى الاصلاحية ؟ الشعوب .... وضعت أمام خيارين لا ثالث لهما.إما أن تعمل ليل نهار لتؤمن بقائها وبقاء عائلاتها  .... أو أن تموت من الجوع .


والسلطة السياسية وضعت أما خيارين .عليها  أن  تحافظ على السلطة لحماية  المافيات السلطوية والأمنية  وحماية المؤسسة الدينية  الرسمية ، أو أن تصفى بالكامل لصالح حكومة أخرى تحقق مصالح استمرار المافيات في نهب البلد .(مصالح متبادلة)


القوى الاصلاحية ،هم أفراد  يحملون الفكر ،ويحملون عقيدة التغير .لكن التجارب علمتنا ،أن للتغير حامل طبقي ،منه تخرج القوى السياسية ،ومنه  يتخرج النضال ،ومنه تصاغ مشاريع التغير .هذا الحامل هو الطبقة الوسطى يا أخي فوزي .هي من صنعت الحضارة في اوربا .هي من صنعت الفكر .مع كل اسف هذه الطبقة انتهت كلياً في مجتمعاتنا . وأصبحت في دولنا طبقتين .طبقة راسمالية طفيلية فاسدة ،شريكة السلطة السياسية ،وشريكة المؤسسة الدينية الرسمية ،وطبقة معدمة  أو تكاد تؤمن حياتها . إذن هناك مصلحة في التغير ...لكن حامل المصلحة ،والطبقة المضحية تاريخياً ..ما عاد لها وجود ....الحامل لفكر التغير مع كل أسف  أصبحت الحركات الاسلامية المتطرفة والمعتدلة  الحامية للتطرف والمدافع عنه.(سد الفراغ) .وهذه ستكون كارثة العصر .


 


8   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31118]

الأستاذ سنان السمان

أرجو أن تكون قد أستمتعت بالقهوة الساخنه, هنيئا مريئا

9   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31119]

الاستاذ عبد المجيد سالم

شكرا على مداخلتك, ويؤسفنى أنك لا تتفق معى , ولكن اليس الإختلاف من سنن الحياة يا سيدى الفاضل




10   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31120]

الأستاذ أيمن عباس

الأستاذ الفاضل أيمن عباس, شكرا على مداخلتك, لا المقال ليس مسودة, ونعم كتبت المقال بشيئ من الغضب والعصبية كما تصورت, لدرجة اننى كما أشار الاستاذ دويكات أخطأت فى أول المقالة فأرجو المعذرة. أما بالنسبة لمستوى المقال, فيؤسفنى انه لم يكن على مستوى مقالاتى الأخرى طبقا لتقديركم, وأرجو أن أرتفع بمستوى مقالاتى مستقبلا الى درجة تحوز رضاكم, مع التحية

11   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31121]

أخى محمود دويكات

أخى الاستاذ دويكات, شكرا على كلماتك الطيبة, نعم إن المقال هو مجموعة من الأفكار التى يربطها هدف واحد وغاية واحدة, ومن طبيعتى أحيانا أن ألقى بكل الأفكار على هيئة فقرات يرتبها القارئ بنفسه من حيث حجم تفاعله معها , فقد يرفض البعض او يتفق مع البعض, او يرفضها بأكملها أو يتفق معها بأكلمها, المهم هو أن تصل اليه تلك الأفكار دون ان تتداخل بعضها مع البعض. أما بالنسبة لكمة غلس وهجائى لها فى أول المقال, فمعذرة, كما قلت كنت أحاول أن أكبح جماح غضبى من كثرة ما أقراه من الشكوى, ثم الشكوى ثم الشكوى, وكأن الغاية هى الشكوى وليس إلبحث عن حل . تحياتى على دقتك فى القراءة ومعذرة مرة أخرى.

12   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31123]

أخى الحبيب أحمد صبحى

شكرا على المعلومة التاريخيه عن كلمة غلاسة, فقد كنت اظن أنها من مستحدثات الكلمات التى يخترعها الشعب المصرى مع كل جيل.

كنت اتوقع تماما ان اجد من سيختلف معى تماما فى هذا المقال, بل كنت أعتقد اننى لن أجد من يتفق معى مطلقا, والحقيقة المرة هى ان المشكلة قد تبدو كما قلت أنها حلقة أو دائرة لا نعرف اولها او أخرها, او مثل ما قلت ايهما جاء اولا البيضة ام الكتكوت, ونحن ندرك ان هذا التشبية ليس دقيقا, فليس الشعب المصرى هو الأول الذى تواجهه مشكلة الدكتاتوريه, وهناك تجارب كثيرة مماثلة بين شعوب العالم التى إستطاعت ان تتعامل مع مثل تلك المشكلة بطرق مختلفة وانتهت الى الخلاص من الديكتاتور. غير اننى سوف أعيد الجملة السابقة مرة أخرى, هناك تجارب كثيرة مماثلة بين شعوب العالم التى إستطاعت ان تتعامل مع مثل تلك المشكلة بطرق مختلفة وانتهت الى الخلاص من الديكتاتور . إذن مصر لا تواجه مشكلة فريدة من نوعها لم تحدث لشعب اخر, والحل لن يكون سوى عن طريق الشعب, فليس هناك ديكتاتورا واحد قرر من تلقاء نفسه أن يتنحى عن الحكم وأن يعطى الشعب حريته.


13   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31124]

من غلس الى علس أخر

اخى عمرو, لقد كنت أنت السبب فى كتابة هذه المقالة عندما طلبت منى أن أقوم بترجمة أحد بنود الدستور الأمريكى, وقد راودتنى الفكرة عندما قرأت التعليقات على ذلك الخبر, وبالطبع ليس ذلك جديد, فقد كتبت من قبل العديد من المقالات التى كانت تحمل نفس الفكرة. والأن نأتى الى ما قلت من أن الديموقراطية التى تحدثت عنها كما تقول لم يفرضها الشعب, بل فرضتها ( نخبة ) كما تقول, وهل كان من الممكن أن تنجح تلك النخبه أذا لم يوافق عليها ذلك الشعب يا دكتور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن أين جاءت تلك النخبه, ألم تكن من الشعب نفسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟, فأين تلك النخبه فى الشعب المصرى التى يمكن لها أن تفرض الديموقراطيه ياصديقى العزيز, وتحت أية ظروف يمكن لها ان تفرضها. أما قولك:

مهاجمة النظام والشعب ومصر وباقي الدول العربية من داخل غرف مكيفة بالحرية فلن نصل الي نتيجة

انك كطبيب كرست من حياتك الكثير لدراسة الطب, لكى تستطيع ان تساعد من يحتاج الى المساعدة فماذا تقول لمريض تحاول أن تساعده فيقول لك, ان نصيحتك من غرفة مكيفة بالمعلومات الطبية لن تجدى!!! , ولا تعليق لدى بعد ذلك.
الأن نأتى الى حكاية مصر أم الدنيا, لقد كنت من قبل اتعجب وأتساءل كلما سمعت ذلك الشعار, والأن فأنا اضحك, وأتساءل , إن كانت مصر ام الدنيا, فمن هو أبو الدنيا, أم ان الدنيا لم تكن سوى مجرد لقيطة غير معروفة الأب حملتها أمها سفاحا, وإن كانت مصر ام الدنيا, فمن هى أم مصر؟؟ ومن هو أبوها؟

موافقتى على هذا أو عدم موافقتى ليست مهمة, المهم هو أن نكون واقعيين ومنطقيين, لقد كانت مصر منذ ألاف السنين دولة ذات حضارة فاقت حضارات العالم الأخرى فى ذلك الوقت, ولكن ذلك لا ولم يؤهلها لأن تكون أم الدينا, فقد كانت هناك حضارات أخرى قبلها وأخرى بعدها, والمصرى الذى لازال يتشدق بحضارة مصر القديمة ,يجب أن يقال له, إن الفتى من يقول هاأنذا, وليس الفتى من يقول كان أبى.

الولايات المتحدة حاليا تعد أقوى دولة فى العالم بل هى كما يقال القطب الأوحد, ولا أود أن أسترسل فى تقييمها كدولة فى وقتنا الحاضر, غير انى اغضب كلما رأيت احد الساسة او الكتاب او الصحفيين يتحدث وكأن أمريكا تملك العالم, او كأنها صاحبة الفضل على العالم الذى يجب ان يأتمر بأمرها, ورغم أن هناك وجها للصحة والحق فى ذلك, إلا اننى أغضب ولا أتفق مع موقفهم الذى أراه كموقف متعالى وعنصرى الى حد ما, فما بالك بمصر التى لا أحتاج الى ان أصف وضعها السياسى والإقتصادى والعسكرى والإجتماعى والعلمى والتكنولوجى والأدبى والأخلاقى ....................هل استرسل, ما بالك بذلك ولازال هناك من يقول أم الدنيا, ما الذى قدمت تلك الأم لإبنتها ( الدنيا) خلال الأعوام العشرة السابقة او المئة السابقة او الألف السابقة, اننى أشعر بالأسف لتلك الدنيا التى لم تقدم أمها لها شيئا يذكر طوال عشرة قرون على الاقل. ليقل من يريد أن يقول أن مصر أم الدنيا أو أم العالم بما فيه من كواكب ومجرات, فهو أن كان يخدع فلا يخدعن إلا نفسه, لا يمنعك أحد أن تحب مصر وأن تضحى ما شئت من أجلها, ولكن ليس من بين ذلك ان تضحك على نفسك بأن تعتبرها أم الدنيا فالدنيا أكبر من أن تكون لها أم او أب. تحياتى ياصديقى الغلس.


14   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الأحد ١٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31133]

قولي الغلس

أولا .. لو كل الغلسين مثلك أخي فوزي .. لأصبحت الدنيا حلوة .. سواء كانت مصر أمها أو مرات أبوها ..


ردا علي سؤالك عن النخبة التي تستطيع فرض الديمقراطية .. فإجابتي هي أنه لا توجد مثل هذه النخبة .. لأن الشعب الذي تخرج منه غير مقتنع بهذه الديمقراطية  ولا يفهم معناها الحقيقي ( وهو ماتتمتع به الآن ) رغم تشدق الكثيرين منا بهذه الكلمة .. ثقافة الديكتاتورية تسيطر تماما في عالمنا .. ولو قرأت تعليقي مرة أخري بهدوء لعرفت لماذا .. ولهذا قلت أن النضال في سبيل الديمقراطية من الغرف المكيفة بالحرية لن يأتي بنتيجة ولم أقل أننا يجب أن نتوقف .. هل يتوقف الطبيب عن محاولة علاج المريض رغم معرفته بأن العلاج غالبا لن يأتي بنتيجة .. لو اعتبرنا عالمنا هو المريض ونحن الآطباء ,, فنحن نناقش حالة المريض بصراحة فيما بيننا بعيدا عنه .. كما يفعل الأطباء تماما عندما يناقشون الحالات المرضية في قسمهم في اجتماعهم الصباحي وهو مايحدث يوميا في أي مستشفي محترم في العالم .. الأمل ضعيف ولكن يجب أن نحاول .. أما اسباب المرض فقلت رأيي عنها في تعليقي .. سبب مرض عدم قبول الديمقراطية في مجتمعاتنا واضح تماما ولكننا نتغافل عنه ..


أما عن قول مصر أم الدنيا .. فهو قول للمصريين وليس به أي عنصرية .. فالدنيا كانت الي حد قريب بالنسبة لمعظمهم هي القاهرة .. هي تعبير عن حبهم لمصر ..والانسان يجب أمه حتي لو لم بوافقه الآخرون في ذلك .. ويا سيدي ماتزعلش من حقك أن تعتبرها مراة أب وليست أم .. علي فكرة شعار أن مصر هي مرات أبويا .. بدأ ينتشر الآن .. ولكنك لم ترد علي سؤالي .. هل تملك منزلا ومدفنا في مصر أم لا .. هل تعيش مصر كوطن فيك أم لا .. أنا أعرف الإجابة رغم كل غضبك .. وهو غضب يدل علي الجب وليس الكراهية


وأخير بمناسبة التعديل الأول للدستور الأمريكي والدستور الأمريكي بصفة عامة .. عندما نفهم قيمتهما وتأثيرهما في تحويل شعب من المهاجرين و المغامرين والكاوبوي الي أقوي شعب في العالم .. وأكثرها تمتعا بالحرية الثقافية والدينية والسياسية .. رغم أنه تبقي حقيقة أنه لا يوجد كمال في هذه الدنيا .. لا توجد يوتوبيا .. الديمقراطية هي أقل نظم الحكم شرا ..


تحيات وحب صديق غلس ..


 


15   تعليق بواسطة   فوزى فراج     في   الأحد ١٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31167]

فى الرد على سؤالك

أنا لا أعرف إن كنت أملك شيئا فى مصر, فقد تركت توكيلا عاما منذ سنينا طويلة لأخى, ومعناه أننى تركت لهم كل ما كان لى فى مصر وهو قليل بالنسبة لما سوف أتركه لإبنى وإبنتى, أما مسألة القبر, ففى مصر هناك قبرا لأبى وأمى وأخى وأعمامى وأخوالى وكثير من أفراد عائلتى , هذا ما أعرف, لا اعتقد ان هناك قبرا ( محجوزا ) بإسم معين لشخص معين, فعندما يحل أجل أحدهم , هناك مكان لدفنه ولا أظن أن هناك من توفى منهم ولا يزال فى إنتظار مكان ليدفن به, مع تحياتى

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-08-18
مقالات منشورة : 149
اجمالي القراءات : 3,563,169
تعليقات له : 1,713
تعليقات عليه : 3,274
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State