زهير قوطرش Ýí 2008-11-01
الازمة المالية كما يفهمها عبد الله الفقير.
وسائل الاعلام العربية والعالمية شغلت الدنيا من الشمال الى الجنوب ،بالأزمة المالية التي أدت الى تدهور أسواق الأسهم العالمية ،واحدثت الكثير من الإشكالات ،وهزت كيان النظام الرأسمالي المالي .وتابعت أنا عبد الله الفقير ما يجري ،ليس من منطلق الخوف على أسهمي والحمد لله لم اشتري في حياتي سهماً واحداً .عدا عن ذلك استثمر ما معي في التجارة والشكر لله مستورة ،بدون وجع رأس .
كما أحب أن أنوه بأنني لا أفهم في الاقتصاد وخاصde;ة تلك المصطلحات الكثيرة التي أصبحت لاتعد ولا تحصى ولكني أقر بأنني أفهم اساسيات الاقتصاد البسيطة ،تعلمتها عندما كنت أناضل في صفوف الاشتراكين أنذاك أيام الشباب .وقد قرأت كتاب الرأسمال لكارل ماركس االذي اصبح اليوم نجم هذه الازمة .وتعلمت منه أن الرأسمالية الصناعية هي الرأسمالية الانتاجية والخدمية ،أي بمعنى أن دورة الراسمال تكون دورة انتاجية ،تخلق من خلالها قيمة معينة ، سماها ماركس القيمة الزائدة ،وسماها البعض القيمة الفائضة ،بمعنى أننا لو حولنا الانتاج أو الخدمات الى قيمة مالية ،النتيجة تكون على هذا الشكل المبسط .السلعة أي سلعة كانت منتجة صناعية أو خدمية ،مالياً تتألف من سعر المواد + قوة اليد العاملة + القيمة الزائدة
و القيمة الزائدة هي عبارة عن أجرة اليد العاملة+ ربح الراسمالي +القيمة العائدة لتجديد الانتاج.يومها قال لنا ماركس أن الاستغلال لليد العاملة ،يكون من خلال حصولهم على ادنى مستوى من القيمة الزائدة . وان الرأسمالي عند الأزمات الاقتصادية ،يُبقي على معدل ربحه بدون تغير ،ويتجاوز الأزمة بتسريح العمال لتخفيف النفقات.أو يخفض من معدل الاجور . وتعلمنا أن الرأسمالية بهذا النوع هي راسمالية انتاجية .مثلاً توظف 100 دولار ،95 دولار تدور في الدورة الانتاجية ،و5 دولارات تدور في الدورة المالية .هذا ما أتذكره من محاضراتي للشباب الرفاق أنذلك أي قبل أربعين سنة تقريباً عندما كان كارل ماركس في أوجه.
اليوم أختلفت المواصفات للرأسمالية العالمية . ومنذ حكم تاتشر على ما أعتقد تحولت الى راسمالية مالية .وهذا ما تنبأ به الاشتراكيون منذ سنوات الاتحاد السوفيتي.ولشرح الفكرة ببساطة .نعود الى توظيف المئة دولار.هذه الراسمالية وظفت المئة دولار على الشكل التالي 5 دولارات في دورة الانتاج والخدمات .و 95 دور في الدورة المالية من خلال الاسهم والمضاربات .
صدقوني قبل الأزمة المالية هذه ،كنت عندما أقرأ الصحف ،واتصفح الصفحات ،وأرى صفحة الاسهم ،فوراً أتجاوزها لأنني لم ولم احاول أن افهم كيف تعمل هذه الأسهم ،وكيف تتحرك أسواق الاسهم .كل ما اعرفه هو مشاهدتي للتلفاز ،وهم ينقلون لقطات من هذه الاسواق ،حيث كنت أشاهد تعابير الوجوه ،وحركات الأيدي الى الأعلى والأسفل ،والصراخ الذي يعلو ثم يصاب الجميع بصمت القبور ...انذاك كنت اشعر وكأني أمام مجانين فقدوا عقولهم ...أو أنني أنا المجنون الذي لايحاول فهم اللغز حول هذه الاسهم وطريقة التعامل بها.
لكن حدوث الازمة جعلني أصاب بمرض الفضول لكي أعرف ماذا حدث بالضبط ،وأنا الأشتراكي المناضل الذي حارب الاقتصاد الراسمالي واعتبر أن مصائب البشرية تكمن في الطمع الغير المحدود لأصحاب رؤوس الأموال.
ولدي" رامي "حماه الله يعمل في بنك له امتداده في اوربا الغربية والشرقية . وهو بصفتة مدرس في مجال المال . طبعاً ما يهمني من عمله هو أنه مرتاح نسبياً وراتبه جيد ومحافظ على إيمانه وسلوكه الاسلامي .لم أسأله يوماً عن موضوع الاسهم لإنها لاتعنيني .لكنني كنت أسمع منه بعض الاراء ،عندما كنا نناقش معاً موضوع الربا ،وقد اكد لي أن ما يجري من عمليات تداول الاسهم وما تدره من ارباح على الشركات الأم هي صورة من صور الربا الممحوق وكان يحذر الطلاب من هذا النوع من التعامل ،لكنها مادة يجب عليه أن يدرسها .الآن آن الآوآن لكي أ ستدعيه ليشرح لي الازمة المالية ،كيف حدثت!!!!
بأختصار .قال لي ياوالدي :
"الازمة سببها طمع الانسان في الدرجة الاولى،وجشعه على كل المستويات .سببها الربا الذي كنت دائماً تحذرنا منه ،الربا الذي كانت نتائجه أن الناس فعلاً بعد وقبل حدوث الازمة كانوا يتصرفون كمن أصابه المس من الشيطان"
لاحول ولا قوة إلا بالله كيف ذلك ياولدي
في البداية لابد أن اشرح لك ماهي الرأسمالية المالية . الرأسمالية المالية هي التي تحول القيم المادية العينية الى توريق.وتحول الرهون الى توريق ..بمعنى أن القيم المادية والرهون لايمكن تداولها . لذلك تحول قيمتها الى أسهم قابلة للتدوال في سوق البورصة . القائمين على أسواق البورصة ،يرفعون اسعار الأسهم أو يخفضونها بحسب العرض والطلب ،وبحسب ما يصدر عن الشركات المالكة من تقارير ربح وخسارة. وهنا تحدث المآسي ،كون الرأسمالية المالية هي الرأسمالية التي تعتمد على حركة السوق بدون رقابة الدولة . وقد وصفت هذه السوق أنها تتحرك بروح القطيع ..الناس لا يفهمون شيئاً إذا خسروا خسر الجميع .وإذا سقطت حلقة من السلسلة سقطوا كلهم .
اشرح لي ياولدي ما معنى حلقة من السلسلة بالله عليك لأن كلمة سلسلة لفتت انتباهي. أجابني
في البداية أي بداية الحلقة لهذه السلسلة كانت في أن الناس اتجهوا الى شراء أسهم في مجال المعلوماتية .وكانت أنذاك الفقاعة التي بدأن تكبر وأعتبرت الاسهم في هذا المجال اسهم أمنة بدون مخاطرة .لكن مع كل اسف انفجرت فقاعة الاسهم في المعلوماتية ،وخسر الذي خسر ،وهرب المستثمرون الى مجال العقارات .وسهلت البنوك عمليات الائتمان القروض ،بشروط سهلة جدة ، وبدون ضمانات مدروسة ،حتى صارت تعطي البنوك القروض على الراتب .وصار الموظف يرشي دائرة الرواتب للحصول على وثيقة مزورة بقيمة وهمية أكبر من قيمة راتبه ....وهنا بدأت السلسلة في الدوران ...اقتراض.... شراء عقار أو عقارات .....رهن هذه القارات .... اقتراض جديد من بنك اخر ..... شراء عقارات ....وهكذا ...الى أن بدأت الازمة تكبر حتى أضطرت البنوك الى زيادة الفائدة عند عجز المقترض عن تسديد ماعليه من دفعات شهرية " هذا وارد في العقود بين البنك و المستثمرين"... البنوك بعد العجز عن الدفع قامت بالحجز على هذه العقارات ومن ثم توريقها الى اسهم ... بعيت هذه الاسهم من قبل الناس برخص .. لعب الطمع دوره أيضاً .... واشترت الناس هذه الاسهم بدون دراسة ، الناس اصحاب الاسهم خافوا على مصير استثماراتهم....أمنوا عليها في شركات التأمين .....انفجرت الفقاعة بعد أن تبين أن الاقتصاد الامريكي كله يدور بكتلة مالية حقيقية قدرها 14 تريليون دولار . وحجم التداول بلغ 450 تريليون ...أي فقاعة كبيرة لا أساس عيني لها ...هرع الناس الى بيع الاسهم ...مع كل اسف هذه الاسهم لاتغطية مادية لها ....شركات التأمين لم تستطع تعويض الخسائر حدث الافلاس .....وسقط الجميع ...وحدثت ازمة عدم الثقة .
ملاحظة هامة يا أبي : ديون الحكومة الامريكية نتيجة غزو العراق وأفغانستان بلغت 5 ترييلون دولار.لهذا قامت الحكومة باستدراج المشتثمرين من اوربا وأسيا الى سوق العقارات أيضاً لتعويض قسم من خسائرها ...فحدثت عولمة الازمة ..معك كل الحق.
ياولدي ما معنى أن حجم التدوال المالي بلغ 450 تريليون .أعذرني لم أفهم عليك!!!
الاساس في الحلقة ياوالدي العزيز كان شراء عقار ،أليس كذلك ،وضمانة القرض كان العقار ،أليس كذلك ...نعم . بعد تضخم الفقاعة وفي أخر مرحلة صار سعر العقار الاساس الذ ي كانت قيمته 100 دولار مثلاً ...أصبحت قيمته إذا قورنت بكتلة التداول الوهمية مليون دولار مورقة في اسهم خاضعة للمضاربات .... بينما القيمة الفعلية لم تزدد الى هذا الحد ...
إذن لعبة ....هي لعبة الرأسمالية المالية ....لعبة الاقتصاد الحر المعاصر .
هل انتهت الراسمالية ياولدي بعد هذه الازمة .؟
أبداً يا ابي الذي انتهى عصر الرأسمالية المالية ،أنتهت مقولة دع كل شيء للاسواق. لابد من رقابة الدولة ،انتهت الحرية المطلقة.إذن صدق ماركس ،لا يا والدي العزيز ،صدق الله عز وجل قبل ماركس وغيره ،الله عز وجل شرع تشريعات سماوية وأرسلها للبشر للعمل بها ،وهي تشريعات تطلب من القائمين على امور العباد ،بالحفاظ على حقوقهم المادية ،ومن ثم جاءت الخبرات البشرية لتكتمل حلقة التشريع "أليست هذه دروسك لنا ياوالدي".الاساس كما شرع الله . (هل تصدقون يا أعزائي أهل القرآن هذا القول الذي سمعته من ابني يساوي عندي مال الدنيا كلها) .
متى تنتهي الازمة ياولدي حسب رأيك.
حسب بعض العلماء في مجال المال ..أكدوا اننا بحاجة الى عشرات السنين حتى نعرف على أي نظام يجب أن تقوم الراسمالية .(النظام موجود ياولدي ،لكن أصحاب النظام ،فشلوا في شرحه ،وتقديمه للعالمين ).سامحنا الله ،ونحن مسؤلون أمام الله عن هذا التقصير ياولدي.
أذكر قولاً يا ابي" لهيلنا لاروش" والتي أصدرت بياناً قبل عدة سنوات قالت فيه"خير من المساعدات ،يجب أحداث نظام أقتصادي جديد و عادل ". المشكلة يا أبي في عدالة هذا الاقتصاد ،الاقتصاد الذي بني على المضاربات الوهمية ،هو ربا بكل معنى الكلمة .
لنترك هذه الاراء لأصحاب الأختصاص ياولدي ،ليقولوا كلمتهم فيها.
قال الله تعالى عز وجل"الذين يأكلون الربى لايقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطن من المس ذلك أنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا "
وقال عز من قائل "يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لايحب كل كفار أثيم"
صدق الله العظيم.
ودعني ولدي وشكرته على هذا الشرح الموجز ....وفوراً أتصلت بدار صديقي الذي يعيش في نيويورك ....
الو ... أم سعيد .... كيف احولكم ...أهلاً أبو رامي ...كيف العائلة والأولاد ....بخير والحمد لله .... كيف أحوالكم ...خليه لله يا ابو رامي ...خير إن شاء الله ...وين أبو سعيد .... نائم يا أبو رامي ....أبتلع حب النوم وهو يحاول أن ينام وأعتقد أنه نائم .... منذ خسارته بسقوق الاسهم لا ليله ليل ولا نهاره نهار ....لا حول ولا قوة إلا بالله ....صدقني يمشي ويتكلم مع نفسه ...يجلس دقائق ،ثم ينهض ويمشي في الغرفة ....لا أدري ماذا أفعل ...أنا خائفة عليه حتى لاتصيبه جلطة في المخ وتشل أطرافه ....لابأس عليك يا اختي أم سعيد سأتصل بكم بعد ساعات وسأتكلم معه أصبري وصبريه .
"لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطن من المس"
اتصال أخر بصديق يعيش في براغ .
آلو .... مروان ..كيف حالك يا أخي ...."الصوت غير الصوت الذي أعرفه" ...مروان هل انت ... نعم يا اخي زهير أنا مروان ...خير إن شاء الله ....هل انت مريض...نعم أنا أكثر من مريض... ضاقت الدنيا كلها في عيوني ...خسرت تقريباً كل شيء...كيف ذلك يامروان وأنت الراسمالي الشاطر.... الطمع يازهير ....اشتريت بكل ثروتي اسهم ،... والبنك هنا شغل الاسهم في البنوك الامريكية ....وأنت تعلم ماذا جرى ....هرعت لكي ابيع الاسهم ..خسائر فادحة .... أخبروني أنه علىَّ أن أتركها لسنوات عسى أن تتحسن القيمة ،وقالوا لي الآن يجب شراء أسهم وليس بيعها ...تصور أولاد "..." يريدونني أن أن أنتهي بالكامل .....تصور انا أرتجف من الداخل ..لماذا فعلت هكذا ؟لماذا لم أفكر قبل تورطي؟ ...الطمع ،الطمع ،الطمع لعن الله الطمع ..الطمع بالربح يا أخي زهير أعمى بصيرتي وبصري....ساعدك الله يا أخي أصبر وأتعظ.
الربا محرم في التوراة ،لكن بين اليهود انفسهم ... وحللوه بين اليهود والامين ..أي الذين هم من غير اليهود."تحريف لشرع الله"
الربا محرم في المسيحية " توما" لكن الكاثوليكية غضت الطرف عن التعامل بالربا ."مصالح المؤسسة الدينية "
الاسلام يمحق الربا كما جاء في كتاب الله . وهذه الكلمة تكفي لمن له عقل يعقل به ."المسلمون أيضاً أوجدوا تبريرات للتعامل الربوي"
أخوتي لا أدري.... هل ما حدث من أزمة مالية يمكن أن نصفه بالربا .... وهل لدينا من يضع للعالم تصوراً اسلامياً ،لإقتصاد إسلامي مبني على العدل والتعامل التجاري الشفاف والصادق ،ومبني على حفظ حقوق الناس .
صدقوني لست خبيراً في الاقتصاد ...ولكن أنا متلقي ...فإن حكمتم على ما كتبت بعدم الصحة والهراء والكلام الفارغ فسوف ألغي المقالة فوراً.
تحياتي استاذ زهير
الحقيقة لي بعض ملاحظات على ما تكرمت بطرحه هنا
أولاً : اصاب ولدكم الفاضل في تحليل الكثير من جوانب هذه الازمة و اتفق معه في جزئية ان غياب او ضعف الرقابة و المبالغة في التوريق كان المسبب الرئيس و من خلف ذلك الجشع بحيث صرنا ازاء اقتصاد ورقي يجر الاقتصاد العيني و ليس العكس مع تحفظي على التناسب بينهما بالنسب التي تم طرحها آنفاً، لكني كمختص ايضا لا اتفق على ان تجاوز الازمة يحتاج إلى عقود ، بل اقول ان النظام الاقتصادي سيعيد تشكيل نفسه و اصلاح عيوبه كما حصل من قبل في ازمات لا تقل سطوة و خطورة عن هذه ، ناهيك عن انه لا يوجد شيء اسمه رأسمالية بالمعنى الكلاسيكي للكلمة منذ كنز و ازمة الكساد العظيم لا يوجد رأسمالية سمثية ان جاز التعبير(نسبة لآدم سميث صاحب ثروة الامم) و صرنا نعيش في ظل نظام هجين او مختلط يتغيير و يتبدل و يتطور وفقاً للتجربة و حاجات النمو و قد جرى عليه الكثير جداً من التعديلات التي جعلت الدولة بالضرورة لاعب اساسي في الحياة الاقتصادية كيفما نظرنا للامر.
ثانياً : اخشى ان يخيب هذا آمال الكثيرين هنا لكن الحقيقة لا يوجد شيء اسمه الاقتصاد الاسلامي ، كذلك فإن مفهوم الربا الشائع مفهوم خاطئ و مفارق حتى لجوهر النص القرآني و غاياته ، و الحقيقة ان هذا الموضوع كان جزء مهم من رسالتي للماجستير في علم المالية و المصرفية الذي تناولت فيه البنوك الاسلامية موضوعاً ، على اي حال ساقوم قريبا بطرح جزء من تلك الرسالة معرباً فيما يخص موضوع الربا و الاقتصاد الاسلامي ، و ما اقوله ان القرآن اشتمل على بعض اللمحات العامة التي يمكن ان تمس الشأن الاقتصادي و لكن بكثير من المرونة تجعلنا نزعم انه من المستحيل الكلام عن ملامح نظرية اقتصادية متكاملة و هذا برأيي حكمة عظيمة تبعد عن التقييد المتنافي مع طبيعة التطور التاريخي ، كذلك فيما يتعلق بمفهوم الربا و هذا سنتركه لسلسلتنا عن هذا المفهوم كما وعدنا.
ثالثا: اعتقد ان علينا دائما ان نتذكر القدرة المهولة التي وفرها النظام الاقتصادي المعاصر للنمو الاقتصادي و ان البشرية في ظله و مهما كانت رؤيتنا او تحفظاتنا تنجز في 10 سنوات منه ما لم تنجزه الانسانية في القرون الوسطى بطولها و عرضها.
تحياتي و م
تحية طيبة وبعد
الاستاذ احمد كنيتي ابو رصاع و ليس ابو رضاع
على اي حال
بداية انا عندما قلت النظام الاقتصادي سيعيد تصحيح وضعه لم اعني من تلقائه كما هو الحال في النظرة الكلاسيكية للسوق و قد طرحت هذا بتوسع في التقرير الذي قدمته و هو موجود في هذا الموقع انما عنيت النظام من خلال مرونته و قابليته لتغيير على عكس الانظمة التي لا تظهر فيها العيوب و الاخطاء و يتعامل فيها مع الافكار كتابو و مسلمات مقدسة ، بشكل اوضح ان النظام الليبرالي يملك من المرونة ما يجعله يعدل من نفسه و يصحح نفسه و لم اعني هنا بترك السوق بل العكس تماماً و لو اخذت تعليقي في تلك النقطة بكليته لوضح المقصد بشكل افضل فقد عرجت على آلية التعامل مع الازمات السابقة و النزعة المدرسية الكنزية التصحيحية للرأسمالية و النظرة لآلية السوق ..........الخ و قد تحدثنا كما قلت باسهاب عن التصحيح المطلوب في التقرير الذي ذكرته آنفا تماما سيكون للتدخل الحكومي كما تفضلت الدور المحوري و الاساس من خلال السياسة النقدية و المالية و من خلال تعزيز الرقابة و التشريعات المتعلقة بالنظام المالي.
اما فيما يتعلق بمفهوم الربا فنقتبس من جملتك ذاتها التالي :" الربا إن لم يكن الذيادة الغير حقيقية في قيمة أصل الشيء "
ثم لنبدأ اولا و هذا جيد بسؤالنا التالي : و ما هي يا ترى قيمة اصل الشيء و كيف نحتسبها عند لحظة زمنية ما و هي الزيادة الحقيقية و غير الحقيقية؟
للحديث بقايا
تحياتي
أشكرك على مرورك الكريم. وفعلاً نحن بحاجة الى دراسة أعمق وأشمل للتصور القيمي الاخلاقي الاقتصادي في ديننا العظيم.وأرجو أن يظهر بحث المال والاقتصاد والثروة ،الى الوجود في اقرب وقت ممكن. شكراً لك يا أخي
اتفق معك بأن ماجرى هوالربا بعينه . لأن القوى الخفية التي تلعب بالأسهم وغيرها ،فأنها تربح الاضعاف المضاعفة على حساب البسطاء. قاتلهم الله ،وها أنت ترى يا أخي مهما طال الزمن عليهم لابد أن تقع الازمة التي إما أن تعيدهم الى صوابهم أو تقضي عليهم. وصبرك الله بما جرى لك وعوضك إن شاء الله .
أشكرك على مرورك الكريم .وأرجو من الأخوة الاختصاصين الاقتصاديين أن يفيدونا بعلمهم .نحن من على هذا الموقع يا اختي كلما أزددنا علماً كلما شعرنا بأننا لانعلم شيء .شكراً لك
أشكرك جداً على ملاحظاتك القيمة ،ومن خلال متابعتي لكل مقالاتك الاختصاصية ،أشعر أنني أمام أخ كريم بالدرجة الاولى ،وأخ يعلم مايريد من كل مقالة يكتبها لنا.وأشعر بفخر عندما أقرأ للأخ الذي يحب أختصاصه ،ويعمل جاهداً على نقل أفكاره للأخرين .
أخي عمر . أنت الذي بدأت وعليك أن تنهي الموضوع.ذكرت في تعليقك الكريم ،أنك تقدمت ببحثك العلمي كرسالة للماجستير حول البنوك الاسلامية ، أعتقد أن .أغلب الأخوة من على هذا الموقع إلا القليل لدينا نقطة ضعف في هذا المجال .أرجوك أن تهتم بنا ،وتقدم دراستك وأبحاثك ،وتصوراتك حول موصع الاقتصاد الاسلامي والبنوك الاسلامية . وخاصة مقارنتها مع البنوك المتعارف عليها.لأنني قرأت وسمعت ،أن البنوك الاسلامية في تخصصها وعملها ،لاتفرق كثيراً عن البنوك العادية ،وخاصة وأنها ملزمة بالتعامل مع البنك الآم العالمي, أخي عمر . لآ أعتقد أن هناك أقتصاد أسلامي ،هناك قيم واخلاق أقتصادية اسلامية .أما الاقتصاد كعلم هو أقتصاد ،فيه نظريات علمية وتجارب بشرية .نحن بانتظار تنفيذ وعودك إن شاء الله.
الاخ الفاضل الاستاذ زهير
انا عند وعدي سيدي و سأبدأ بجوهر المسألة ألا و هو مفهوم الربا و ما يرتبط به قرآنيا و ما استند عليه في تحقيق الفهم الفقهي المهيمن و مدى ملاءمته للواقع من ناحية و الحقائق العلمية و مدى ملاءمة اشكالية القيمة الوقتية للنقود لقاعدة السداد بالقيمة الاسمية و هل هذا يحقق فعلا علة التشريع التي ذكرها النص القرآني لا تظلمون و لا تظلمون ؟
ثم متى انتهينا من هذا قد ننتقل لعرض موضوع جديد عن البنوك التي يطلق عليها اسم اسلامية لكني اود بداية ان ابدأ بتوطئة مهمة حول مفهوم الاقتصاد الاسلامي و موضوع الربا .
تحياتي و محبتي
حياك الله ونحن بالانتظار . وشكراً لك ،لأن المواضيع التي ستطرحها أعتقد ،أنها ستهم الجميع.
كلمة السيدة سهير الأتااسي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري
يا أهل مصر الحبيبة .ارحموا عزيز قوم ذل
دعوة للتبرع
لقمان هل هو نبى ؟: لقمان هل هو نبى ؟...
التصدق باللحوم: أنا محتار بين تقديم الصدق ة أموال ا أم إطعام...
المحافظة على الاسلام: لماذا لم يحافظ الله سبحان ه وتعال ى على...
القرض لغير المحتاج: اعرف ان القرض الحسن بلا فوائد هو للمحت اج ،...
صالونات التجميل: ما حكم عمل وفتح صالون ات لتجمي ل ...
more
أتفق مع ما قلته ومع ما قاله ابنك النابه حماه الله ورعاه وأباه وأهله. واسمح لى بالتعقيب :
1 ـ اضطررت الى شراء بيت يسعنا أنا وأولادى ، وطبقا للمتبع فان ثمنه حوالى 520 ألف دولار ، وبالتقسيط يصل الى الضعف لأننا ندفع أقساطه على حوالى 30 عاما ، والبنك يبدأ باستخلاص الفوائد مقدما من الأقساط الشهرية وبنسب معينة ، وبعد أن يحصل على فوائده المركبة وارباحه منها يبدأ خصم الأقساط من أصل الدين .. هذا إذا كنا ندفع بانتظام ،أما لو تأخرنا فان الفوائد تزيد على التاجيل فى الدفع . ولم نتاخر فى الدفع ، بل كنا ندفع جزءا زائدا ليخصم من أصل الدين أملا فى تقليل الفوائد .. وبعد معاناة حوالى عامين من السداد للأقساط ودفع أجزاء إضافية من الدين الأصلى ( أى الثمن الأصلى للبيت ) أصبح ما علينا من ثمن البيت حوالى 420 ألف . وفوجئنا بأن انهيار سوق العقارات هبط بأسعار كل البيوت ، ووصل سعر بيتنا فى السوق الى حوالى 420 ألف دولار ..أى خسرنا ما دفعناه فى المقدم وفى الأقساط وفى الزيادات .. ضاع كل ذلك ..ولكن طالما نعيش فى البيت و لن نبيعه فيستوى الأمر بالنسبة لنا. أو هذا ما نعزى به أنفسنا .
2 ـ من أجل هذا فان الله جل وعلا حين أحل ربا التجارة فقد اشترط : أن يكون تجارة عن تراض ، وألا يكون الربا أضعافا مضاعفة . والتفاصيل فى مقال ( معركة الربا ) المنشور هنا. ولقد أثبتت التجربة الحالية للتوريق و بنوك الاستثمار القائمة على الفوائد المركبة أن تشريع القرآن الكريم الاقتصادى هو الحق .
3 ـ وبالمناسبة فلى بحث غير منشور عن النظرية الاقتصادية فى القرآن الكريم ، وقد بدأت تجربة جديدة فى قاعة البحث ، هى اختيار نقاط هذا البحث لتكون موضوعات بحثية لشبابنا نتعلم فيها معا رؤية القرآن الكريم الاقتصادية. لذا أرجو من أهل القرآن متابعة تلك الموضوعات البحثية لنكتشف معا بعض كنوز القرآن الكريم فى أهم مجال للصراع بين البشر ،، وهو المال والاقتصاد والثروة.