عن القسم ( أو الحلف ) بالله جل وعلا
عن القسم ( أو الحلف ) بالله جل وعلا
أولا : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ )
أكبر دليل على أن الكافرين المشركين يؤمنون بالله جل وعلا ( مع إيمانهم بأوليائهم وآلهتهم ) إنهم كانوا ( يقسمون بالله جهد أيمانهم ) ، لو كانوا ينكرون وجود الله جل وعلا ما أقسموا به أغلظ الأيمان وأشد الحلف . ومع هذا القسم المُغلّظ بالله جل وعلا كانوا فيه كاذبين ، بل أحيانا يقسمون به لتأكيد كفرهم . نتتبع السياقات عن: ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ )، وكانت كلها عن حالات معاصرة لنزول الوحى القرآنى :
عن كفار مكة ، قال جل وعلا :
1 ـ نظروا الى أهل الكتاب وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن بعث الله جل وعلا رسولا ليؤمنّن بها ، وحنثوا فكفروا بما أُنزل على خاتم المرسلين : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا ) فاطر 42 )
2 ـ فى إنكار البعث أقسموا بالله جل وعلا جهد أيمانهم : ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) 38 ) النحل )
3 ـ فى طلب آية حسية بديلا عن القرآن الكريم ولو جاءت سيؤمنون ، وأخبر الله جل وعلا أنهم لن يؤمنوا ، أى هم حانثون : ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ( 109 ) الانعام )
المنافقون ، قال جل وعلا :
1 ـ قال جل وعلا عنهم فى أول ما نزل فى المدينة : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )( 53 ) النور). الرّدُّ هو سخرية بهم ( قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
2 ـ فى أواخر ما نزل عنهم إذ كانوا يسارعون فى التحالف مع أهل الكتاب المعتدين المُعادين الأعداء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ( 51 ) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ( 52 ) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ) ( 53) المائدة ).
ثانيا :
إدمان الصحابة المنافقين للحلف بالله جل وعلا كذبا :
أصدر أئمة الدين السُنّى قرارا بأن كل الصحابة ( عُدول ) أى لا يكذبون أبدا ، وهذا فى إسناد أحاديثهم الشيطانية للنبى محمد عليه السلام عن طريق الصحابة . كان هذا فى العصر العباسى بعد موت الصحابة إذ إخترعوا أحاديث وأقاويل وجعلوا لها إسنادا ، أو ( عنعنة ) عن فلان عن فلان الى الصحابة ثم الى النبى . وتكاثر الكذب والطعن فى هذا فأقاموا ما أسموه بعلم ( الجرح والتعديل ) ، وهو ( إفك مبين ) إذ ينتهكون الغيب الالهى ، يحكمون بزعمهم على من مات قبلهم وعن سرائر المعاصرين لهم . بهذا ( الجرح والتعديل ) أعطوا أحكاما أبدية على الرواة إما إنه دائما وأبدا ( عدل ) أى صادق معصوم من الكذب ، أو أنه دائما وأبدا كاذب مجروح . ولا توسط . وطبعا إختلفوا ، فمن ( يعدّله ) الشيعة ( يجرّحه ) السُنّة . وهم مختلفون فى كل شخص ، وفى كل شىء ، شأن الكافرين الذين هم ( فى شقاق ) والذن فرّقوا دينهم وأصبحوا شيعا .
الذى يهمنا هنا أنهم أصدروا قرارا آخر بأن الصحابة كلهم جميعا معصومون من الكذب . بهذا أعلنوا كفرهم بالقرآن الكريم وما جاء فيه عن المنافقين ، كما أعلنوا أيضا تحيزهم ، لأن الفتنة الكبرى كان قادتها من الصحابة المجرمين .
الله جل وعلا ( يشهد ) إن المنافقين كاذبون ، والسنيون يكذّبون شهادة رب العزة جل وعلا ، بل ويقدسون أولئك الكفرة الفجرة . وعليه ، فإما أن تصدق رب العزة جل وعلا وتقول ( صدق الله العظيم ) وإما ..!!
نتعرض هنا لما قاله جل وعلا عن إدمان الصحابة المنافقين للحلف بالله جل وعلا كذبا ، ونضع له عناوين :
الخوف هو سبب إدمانهم الحلف بالله جل وعلا كذبا .
مبعث الخوف إنهم كانوا القادة والسادة والأكثر أموالا وأولادا قبل هجرة النبى والمهاجرين ، وظلوا هكذا بعد الهجرة ، حتى إن الله جل وعلا نهى النبى محمد عليه السلام عن الإعجاب بأموالهم وأولادهم :( التوبة 55 ، 85 ) . رضوا بالبقاء فى المدينة حرصا على جاههم وأموالهم متمتعين بالحرية الدينية والسياسية فى دولة النبى محمد عليه السلام . ولكن المنافق لا يمكن أن يشعر بالأمن ، ولا يمكن أن يثق بأحد ، لذا كانوا يعايشون الخوف ، ودفعهم هذا الى إدمان الحلف كذبا بالله جل وعلا . قال جل وعلا :
1 ـ ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)المنافقون) : ( جُنّة ) أى وقاية .
2 ـ ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) التوبة ). ( يفرقون أى يخافون )
ولذلك كانوا يحرصون على إرضاء المؤمنين خوفا منهم دون أن يخافوا الله جل وعلا . قال جل وعلا :
1 ـ ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) التوبة )
2 ـ ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنْ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة )
بسبب إدمانهم الكذب أنبأ الله جل وعلا مقدما بأنهم ( سيحلفون ) ، قال جل وعلا :
1 ـ ( لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قَاصِداً لاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمْ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) التوبة ). هذا عن رفضهم الدفاع عن المدينة.
2 ـ ( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) التوبة )
3 ـ ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) التوبة ). وهناك أغراض أخرى لادمانهم الكذب :
نماذج من حلفهم الكذب بالله جل وعلا :
1 ـ ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) النساء )
2 ـ ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74) التوبة )
الصحابة المنافقون والحنث فى النّذر ، قال جل وعلا :
( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) التوبة ). منهم من نذر إن أعطاه الله جل وعلا مالا ليتصدّقنّ ، وحنث . فكان عاقبته أن يموت بنفاقه .
بسبب إدمانهم الحلف الكذب بالله جل وعلا فى الدنيا سيموتون به ، ويوم القيامة سيحلفون أمام الله جل وعلا كذبا ، قال جل وعلا :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة ). هؤلاء كانوا ( يحلفون على الكذب ) و ( إتّخذوا أيمانهم جُنّة ). ويوم القيامة سيحلفون كذبا أمام الله جل وعلا .
ثالثا : المؤمن والحلف بالله جل وعلا :
المؤمن الذى يتقى الله جل وعلا :
1 : لا يقسم إلا بالله جل وعلا وحده . لا يقسم بالنبى ولا بالولى ولا برحمة أبيه أو أمه ولا بالمصحف ..الخ .
2 : وهو يعنى خطورة هذا القسم بالله جل وعلا ، فلا يقسم بالله جل وعلا على أى شىء ، يقسم بالله جل وعلا وسيلة للتقوى والاصلاح . قال جل وعلا : ( وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) البقرة ).
3 ـ هناك ( لغو ) فى القسم بالله جل وعلا ، يأتى عرضا فى الحديث العادى ، كأن تقول متعجبا متسائلا ( والله ). وكلنا يقع فى هذا ، وليس المقصود منه القسم بالله جل وعلا ، لذا فالمؤاخذة تكون فقط حين يقصد المؤمن بقلبه ما يقول بلسانه ، ومن الطبيعى أن الذى يعلم السرائر هو الله جل وعلا وحده ، لذا لا يؤاخذ من يقسم بلا قصد ، ولكن يؤاخذ من يقسم بلسانه وقلبه . قال جل وعلا فى خطاب مباشر للمؤمنين : ( لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) البقرة ).
4 ـ والحنث فى القسم مقتصر على هذا الذى يقصد بقلبه ويعنى ما يقول . وحين يحنث بالقسم عليه كفّارة . قال جل وعلا : ( لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) المائدة ). كفّارة الحنث فى اليمين ــ فى عصرنا ـ هى إطعام عشرة مساكين من نوعية ما يأكله المُقسم ، أو كسوتهم . فإن لم يجد فعليه صوم ثلاثة أيام . وهذا المؤمن هو الحكم على نفسه ، هو الذى يعرف إنه كان يقصد هذا القسم ، وأنه حنث فيه ، وأن الله جل وعلا محيط بما فعل ، لذا فهو الذى يبادر بتقديم كفارة اليمين إبتغاء مرضاة ربه جل وعلا . ليس هنا سُلطة بشرية أو ضبطية قضائية ، إنما هو إلتزام قلبى أمام الرحمن جل وعلا . ويأتى الأمر للمؤمنين بأن يحفظوا أيمانهم ، أى بعدم الحنث فيها .
أخيرا
أين كوكب المحمديين من هذا ، وهم الذين يقدسون الزور والبهتان وأكابر المجرمين من رجال السياسة والدين ، وينطبق عليهم المثل الشعبى المصرى ( قالوا للحرامى : إحلف ، قال جا لك الفرج ).!
اجمالي القراءات
3199