آحمد صبحي منصور Ýí 2015-06-14
قال : هناك تناقض فى القرآن؛ آية تقول ان الله ينسى ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) وآيات تقول إنه لا ينسى : (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً )كيف تفسّر هذا التناقض ؟
قلت : هل تسأل طلبا للهداية أم لمجرد الجدال فى آيات الله ؟
قال : ولماذا تقول هذا ؟
قلت : لأنك لو تطلب الجدال فى آيات الله فلا مجال لى لمتابعتك . هذا ممنوع قرآنيا .
قال : أنا أريد الاقتناع فقط .
قلت : هناك من يدخل على القرآن الكريم بوجهة نظر يريد إثباتها ، أو يريد إيجاد ( العوج ) فى كتاب الله ، وليس فى القرآن الكريم عوج أو تناقض .
قال : وإذن ما هو سبب التناقض بين آية تقول إن الله نسى المنافقين ، وآية أخرى تقول إنه ما كان نسيا .
قلت : هو فهم سطحى للآيتين .
قال : وما هو الفهم الحقيقى الذى يُزيل هذا التناقض السطحى كما تقول ؟
قلت : إتباع المنهج العلمى فى التدبر فى القرآن الكريم ، وقد كتبنا فى هذا كثيرا
قال : وهل المفروض على كل مسلم معرفة هذا المنهج العلمى فى تدبر القرآن ؟
قلت : هذا للمتخصصين من العلماء الراسخين ، وهذا التخصص متاح لمن أراد .
قال : وماذا عن عموم المسلمين ؟ كيف يفهمون القرآن الكريم ؟
قلت : القرآن الكريم قد يسّره الله جل وعلا للذكر ، أى للهداية ، وهو بهذا مُتاح للجميع أن يعرف الهداية القرآنية بمجرد رغبته المخلصة فى الهداية .
قال : أريد مثلا .
قلت : أسُس الاسلام :( لا إله إلا الله ) . وهذا واضح فى آيات كثيرة منها قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) محمد ) ، وواضح فيها أن النبى بشرُّ مثلنا له ذنوب وأن للمؤمنين أيضا ذنوبا ، وعليه أن يستغفر لذنبه وذنوب المؤمنين ، وأن الله جل وعلا يعلم كل شىء عنه وعن المؤمنين . هذا كلام مُيسّر للذكر . ومثله أيضا قوله جل وعلا : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) ( الأعراف 185، المرسلات 50 ) (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية )، وهو واضح أنه لا إيمان بحديث سوى حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم . هذا كلام مُيسّر للذكر.
قال : وماهى مجالات التدبر والبحث القرآنى ؟
قلت : تشمل كل شىء . فالآيات المُيسّرة للذكر والهداية تحوى داخلها مجالات للتعمق لا نهاية لها ، وهناك آيات قرآنية تنتظر التدبر ، وعموما فالقرآن الكريم مُيسّر للذكر . هل تعرف معنى أن يكون مُيسّر للذكر ؟
قال : لا .
قلت : إنه كان صعبا عسير الفهم فتم تيسيره للفهم لمن أراد .
قال : وماذا عن تدبر الراسخين فى العلم المتعمقين فى البحث؟ اعطنى مثلا يخصُّ موضوعنا عن التناقض الظاهرى فى موضوع النسيان .
قلت : فى القرآن الكريم أساليب مختلفة ، منها الاسلوب العلمى التقريرى فى آيات التشريع حيث تأتى الآيات باسلوب محدد شأن المواد القانونية الواضحة فى تشريعات الدول المتقدمة . وهناك الأسلوب المجازى الذى يستعمل التشبيه والاستعارة والكناية ، وهذا يتأتى فى مجالات الدعوة ، ومجالات الغيبيات . وأهم مجالات الغيبيات هو الحديث عن رب العزة جل وعلا وصفاته وتعامله مع البشر .
قال : كيف ؟
قلت : ذات الله جل وعلا وصفاته فوق إدراكنا ، ولا تستطيع عقولنا مجرد تخيلها ، ولا يستطيع لسان بشرى التعبير عنها . ولكن من المهم أن يتحدث رب العزة عن ذاته وصفاته وتعامله معنا بطريقة نستطيع فهمها ، ولذا كان تيسير القرآن الكريم للذكر باستعمال أساليب المجاز كالتشبيه والاستعارة والكناية والمشاكلة .
قال : اعطنى مثلا .
قلت : تخيل أنك ذهبت الى قبيلة فى مجاهل غابات الأمازون ، منعزلة عن العالم لا تدرى عنه شيئا ، ولم تتطور عن حياة الانسان الأول . وانك تحاول تعريفها بأحدث ما وصلت اليه معرفة الانسان فى الذرة والمجرة ومنجزاته فى وسائل الاتصال والمواصلات . لا بد أن يكون كلامك مبسّطا وميسّرا لهم ، وأن تستعمل ما يتفق مع إدراكاتهم العقلية وأساليبهم اللسانية واللغوية . نفس الحال لنا ونحن فى أوج الحضارة الراهنة ، ولكن يظل الغيب الالهى خارج إدراكنا ، يكفى أننا لا يمكن أن نتخيل البرزخ الذى تذهب اليه النفس مؤقتا عند النوم ، وتعود اليه نهائيا بالموت . فما بالك بغيب المستقبل فى الآخرة التى لم تأت بعدُ ؟ وما بالك بالغيب الأكبر عن ذات الله جل وعلا الذى لا تُدركه الأبصار وهو جل وعلا يُدرك الأبصار . ومع هذا فلا بد أن نتعرف على الله الخالق وعلاقته بنا . وهذا يأتى بأسلوب المجاز ، ومنه اسلوب المشاكلة .
قال : ماذا يعنى اسلوب المشاكلة ؟
قلت : المشاكلة مصطلح فى علوم البلاغة ، يعنى أن تأتى باسلوب على شكل اسلوب آخر ، أو مُشاكل له.
قال : مثل ماذا ؟
قلت : فيما يخص تعامل الله جل وعلا مع البشر يأتى أسلوب المشاكلة مثلا فى قوله جل وعلا : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران ) هنا يتجلى اسلوب المشاكلة ، فهم قد مكروا فعاملهم رب العزة بالمثل ، بالتعبير المجازى بالمشاكلة ، أى على شكل الفعل البشرى فى قوله جل وعلا : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) آل عمران )، ومثله أيضا : (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) النمل ). هو جزاء مكرهم ، والقاعدة الالهية فى عقاب المتآمرين الماكرين : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ) (43) ( فاطر ). ومن أمثلة اسلوب المشاكلة أيضا فى موضوع ( الكيد )، يقول جل وعلا : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17) الطارق )
قال : وما صلة هذه المشاكلة بموضوعنا عن التناقض الظاهرى فى موضوع النسيان ؟
قلت : قوله جل وعلا : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ )(67) التوبة)، يعنى انهم نسوا أن يذكروا الله جل وعلا فنسيهم الله جل وعلا من رحمته، بدليل ما جاء فى الآية التالية فى معنى نسيانه جل وعلا بأنه العقاب الذى ينتظرهم يوم القيامة : (وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) التوبة ). هنا إختلاف بين نسيان المنافقين لربهم بالغفلة والعصيان ونسيان ربهم لهم بالعذاب يوم القيامة . ولكن يجمع بينهما ( الشكل الظاهرى ) لكلمة (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ).
وفى المقابل فإن الذى يذكر الله جل وعلا يذكره الله جل وعلا : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )(152)البقرة ) المؤمن يذكر ربه جل وعلا بالتسبيح الخاشع والصلاة القانتة ، والله جل وعلا يذكره برحمته وعنايته . هنا إختلاف بين ذكر المؤمن لربه بالخشوع والخضوع وذكر الله جل وعلا عبده الؤمن بالرحمة والعناية. ولكن يجمع بينهما ( الشكل الظاهرى ) فى ( الذكر ): ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ).
قال : هل هناك أمثلة قرآنية أخرى فى اسلوب المشاكلة ؟
قلت : نعم . ولكن نكتفى منها بما جاء فى موضوع النسيان . يقول جل وعلا : ( الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الاعراف ). أولئك أنستهم الدنيا الغرورة لقاء رب العزة ، فنسيهم رب العزة جل وعلا بأن حرمهم من رحمته . وقد ذكر رب العزة عقابهم يوم القيامة فى الآية السابقة : ( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)الاعراف ). وبالمناسبة فهذه الايات الكريمة جاءت خصيصا تهدد المحمديين بدليل قوله جل وعلا عن القرآن الكريم الذى إتخذوه لهوا ولعبا : (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) الأعراف ).
وهو نفس الحال فى قوله جل وعلا فيمن يُعرض عن القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127 ) طه ) . أتته آيات الله جل وعلا قرآنا مبينا فنسيها واتخذ القرآن مهجورا ، وإتّهم كتاب الله بأنه غامض يحتاج الى ( تفسير ) وناقص يحتاج الى أن تكمله سنتهم المزعومة ، وان أحكامه متناقضة ينسخ ـ أى يلغى بعضها بعضا . أعرضوا عن ذكر الله ونسوا كتابه وآياته ، فنسيهم الله جل وعلا من رحمته ، وعاقبهم بمعيشة من الضنك وبأن يُحشروا عٌميانا ، وينتظرهم يوم القيامة عذاب أشدُّ وأبقى .
قال : هل هناك أمثلة أخرى لاسلوب المشاكلة فى موضوع النسيان ؟
قلت : نعم . إقرأ قوله جل وعلا يحذرنا مقدما: ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) الحشر ). المشاكلة هنا فى أن من ينسى الله جل وعلا يُنسه الله جل وعلا نفسه فيظل فى غفلة لا يصحو منها إلّا عند الاحتضار فيندم حيث لا ينفع الندم . فالذى يشاء الهداية يهده الله جل وعلا ويزيده هدى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ (17) ) محمد )، والذى يشاء الضلال يتركه ربه جل وعلا فى ضلاله فيزداد ضلالا. ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً ) (10) البقرة ). هى حرية المشيئة البشرية فى الهداية أو الضلالة ، والله جل وعلا يزيد هذا هدى ويزيد ذاك ضلالا . يقول جل وعلا :( قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً )(75).. ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) (76)) مريم ). بهذا نفهم معنى النسيان فى قوله جل وعلا : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) الحشر ).
قال : وما قولك فى الايات الأخرى عن الله لا ينسى ؟
قلت : يقول جل وعلا عن يوم الحساب : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) المجادلة ) . هم نسوا ذنوبهم ولكن أحصاها الله جل وعلا. وعن الأمم السابقة يقول جل وعلا : ( قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى (52) طه ) والآية المحكمة فى موضوعنا قوله جل وعلا : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً (64) مريم ). سبحانه جل وعلا ما كان نسيّا .
قال : بمناسبة ( المحكم والمتشابه ) هل له صلة موضوعنا هذا عن النسيان ؟
قلت : نعم . ألايات المحكمة هنا كثيرة ، وهى التى تتعلق بمعنى أنه جل وعلا ( القيوم ) ( البقرة 255 ) القائم على كل نفس بما كسبت ( الرعد 33 )، والذى لا يغفل عن الخلق ( المؤمنون 17 ) وأنه الشاهد والشهيد على كل شىء ، وكفى به جل وعلا شهيدا ( يونس 61 ، فصلت 53 ، النساء 33، 79 ، الحج 17 ، الفتح 28 ، الأنبياء 78 ، يونس 46 ، الاحزاب 55 ، سبأ 47 ). ومن كانت هذه صفاته ــ جل وعلا ـ لايمكن أن ينسى بالمفهوم الحرفى العلمى للنسيان .
قال : كيف تتوصل الى هذه المعرفة بالقرآن ؟
قلت : ليس الأمر عسيرا ، ولا نملُّ من التذكير به ، وهو الفهم للقرآن بمنهج علمى ، بأن نحدد معنى المصطلح القرآنى من داخل القرآن نفسه من خلال الآية فى سياقها المحلى مع ما قبلها وما بعدها ، وفى سياقها الموضوع من خلال الموضوع كله فى القرآن الكريم ، ونستعرض كل الآيات الخاصة بالموضوع والقريبة منها ، ونبحثها كلها معا، نتعرف على المحكم والمتشابه من خلال السياق . وفى كل ذلك نطلب المعرفة والهداية دون رأى مسبق .
قال : وما هو رأيك فى كتب التفاسير ، وهى مليئة بالتناقضات والخرافات والاستطرادات واللوغارتيمات ،وقد قرأت عدة صفحات فلم أفهم منها شيئا .
قلت : القرآن مُيسّر للذكر ، ومُتاح لمن أراد التدبر فيه والتعمق فى بحثه ولكل من يريد أن يكون من الراسخين فى العلم بالقرآن . أما المفسراتية فهم كما قلت .
حفظكم الله جل و علا بو محمد و أقول : يحتاج أهل القران - لا أعلم إن كانت هذه التسميه صحيحة - أتمنى من قل قلبي أن نكون كذلك و الحمد لله جل و علا فأنا لا أؤمن إلا بالقران حديث الله جل و علا مع الإيمان بطبيعة الحال بكتبه السابقة - و أرفض رفضا قاطعا جازما لا نقاش فيه و لا حتى الإلتفات إليه بأي كتب بشريه أخرى منسوبه لله جل و علا و المسماه بالأحاديث القدسية أو المنسوبه لخاتم النبيين عليه و عليهم السلام و المسماه بالأحاديث النبوية - نعم نحتاج لمثل هذه المقالات على شكل حوارات و منكم أبي العزيز جدا نتعلم كيفية بداية الحوار و كيفية إستباط الآيات و كيفية تجميعها في أصل الموضوع و من ثم إستخراج الحكم في الموضوع نفسه و بدون حكم مسبق و هنا أبي الكريم أقول : لقد إجتهدتم و أستخرجتم من القران الكريم الكثير و الكثير من الأحكام يظهر هذا في الفتاوي و المواضيع - الثقيلة جدا - فقهيا و أصوليا سؤالي : ماذا عن الذين سيأتون بعدكم و يبحثون في نفس الموضوع و يتبعون نفس النهج في التدبر ؟ حفظكم الله جل و علا و رمضان مبارك عليكم و على أهل القران الأعزاء .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,039 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
سؤالان : سؤال ان ومظلو مان سؤال ان موضوع هما ...
الاجابة الأخيرة : السلا م عليكم . لقد حاولت النشر في موقعك م ...
حمل الأوزار والذنوب: كيف توفق بين الايت ين التال يتان: (...
الدعوة الى الاسلام: اخي الكري م السلا م عليكم ورحمة الله لم اجد...
ترشيد الحوار: سعدت الكثي ر ان اجد مواقع كثيرة تتيح...
more
السلام عليكم
استنادأ على جملتكم (وهناك الأسلوب المجازى الذى يستعمل التشبيه والاستعارة والكناية ، وهذا يتأتى فى مجالات الدعوة ، ومجالات الغيبيات.) عندي وجهة نظر في ما جاء عن عذاب جهنم في مقالكم السابق عن الزبالة.
أنا أعتقد أن عذاب جهنم هو من الغيبيات، وأن القرآن استعمل الاسلوب المجازي في وصف الآخرة والجنة والنار...أنا على يقين بأن الله تعالى ليس بظلام للعبيد وأنه الرحمن الرحيم، وليس لدي مشكلة في عبارة الخلود في جهنم، وإنما في الخلود في العذاب (ومنه عذاب الحريق) في جهنم، فهذا لا يتماشى مع قوله تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ). مهما كبرت الآثام فهي تبقى محدودة لأن الحياة الدنيا محدودة الزمن، أما الحياة الآخرة فهي لا نهائية، والعذاب لا نهائي، ولا نهاية هو أكبر من أي كمية محدودة. أنا أتصور أن جهنم هي الحياة الكئيبة الخالدة لمن خفت موازينه، لكن العذاب فيها يجب أن يكون متناسبا مع السيئات التي ارتكبها من خفت موازينه في الحياة الدنيا، بغض النظر عن ماهية هذا العذاب.ثم كيف تؤثر النار إذا كانت ناراً بمفهومنا على ابليس الذي هو من الجن ولقد خلق من النار، فالجن هم مخلوقات من النار، ومنهم من سيلقى جهنم ونارها، فبماذا تؤثر النار على النار؟