الاستكبار و المستكبرين من إبليس إلى فرعون و منكري القران الكريم.
بطلب من الدكتور أحمد حفظه الله جل و علا أن أكتب حول هذا الموضوع و هو موضوع صعب لمثلي لا يملك ملكة التدبر و ترتيب الافكار وفق سياق مميز يبسط للقارئ مآل التدبر و نتيجته .. و استسمحكم عذرا من الخطأ مقدما فأنا أكتب من الهاتف الجوال و قد اجتهدت قدر المستطاع للبحث و التتبع في الايات التي ورد فيها كلمة ( استكبر / استكبروا ) مستلهما طريقة الدكتور أحمد في البحث عن المصطلح القراني .
و باسمه جل و علا أبدا مع التذكير بأن التركيز سيكون على ( إبليس و فرعون و منكري القران الكريم ) ذلك لأن البحث في موضوع الاستكبار كبير و قد ذكر القران الكريم في أكثر من موضع في هذا الموضوع ( بني إسرائيل - أهل الكتاب - فئة من بني آدم / الذين كذبوا بآياتنا و استكبروا عنها - قوم ثمود - قوم مدين - الذين لا يرجون لقاء الله عز و جلا كفار قريش - عاد - قوم نوح - ثم ذلك الذي جعل الله جل و علا له مالا ممدودا .
نبدأ هذا المقال بالمحور الاول :
إبليس : أبى و استكبر عندما قال الحق جل و علا للملائكة اسجدوا لآدم سجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين - : ( و اذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين ) - البقرة ٣٤ - تكرر ذلك في سورة ص الاية ٧٤ - ٧٥ عن ذات المشهد : ( إلا إبليس استكبر و كان من الكافرين ) و في معرض جوابه - إبليس - لسؤال الحق جل و علا : ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين ؟ أجاب : أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين !!
ثانيا : فرعون و الملأ من قومه : بعد انتصار موسى عليه السلام في يوم الزينة و الموقف البطولي لأبناء مصر العظام - سحره فرعون - حيث سجدوا قائلين كلمتهم الخالدة ( آمنا برب العالمين رب موسى و هارون ) ظهر الاستكبار جليا على فرعون و ملائه فأرسل الله جل و علا عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم فماذا كان رد فعلهم ؟ استكبروا ! و كانوا قوما مجرمين . الاية ١٣٣ من سورة الاعراف : ( فأرسلنا عليهم الطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم آيات مفصلات فاستكبروا و كانوا قوما مجرمين .
جاء وصفهم - فرعون و ملائه - بالمجرمين في سورة بونس الاية ٧٥ لانهم استكبروا حيث يقول جل و علا : ( ثم بعثنا من بعدهم موسى و هارون إلى فرعون و ملئه بآياتنا فاستكبروا و كانوا قوما مجرمين ) و في سورة المؤمنون الاية ٤٥ - ٤٦ تكرر ذات الوصف لهؤلاء الذين استكبروا و كانوا قوما عالين : ( ثم أرسلنا موسى و أخاه هارون بآياتنا و سلطان مبين إلى فرعون و ملئه فاستكبروا و كانوا قوما عالين ) .. و في سورة القصص الاية ٣٨ - ٣٩ نجد اضافة أخرى لفرعون فبدل ملئه جاء جنوده - القاسم المشترك هو ذلك المستكبر - فرعون - و لكن الملأ كانوا حاضرين : ( و قال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى و إني لأظنه من الكذابين و استكبر هو و جنوده في الأرض بغير الحق و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ) و حين يجتمع الحاكم المستكبر المستبد مع المستكبر الغني ممثلا للسلطة المالية و المستكبر العسكري فالنتيجة هي الاستكبار في الأرض جاء ذلك في سورة العنكبوت عن قارون و فرعون و هامان الاية ٣٩ : ( و قارون و فرعون و هامان و لقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض و ما كانوا سابقين ) .
ثالثا : منكري القران الكريم .. الدكتور أحمد و من خلال تطور فكره فقد كان في بداية كتاباته ( يؤمن ) بالحديث الذي يتوافق مع القران الكريم و حيث أنه لا حديث إلا أصدق الحديث - حديث الله جل و علا - و هنا لا توصيف فإما و إما .. إما أن تؤمن بحديث واحد هو حديث الله جل و علا - القران الكريم - و إما أن تشرك مع حديث الله جل و علا أحاديث أخرى و حتى لا نخوض في هذه الجزئية لنتدبر آيات من سورة الزمر من الاية ٥٣ -٥٩ : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم و أنيبوا إلى ربكم و أسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون و اتبعوا - أحسن ما أنزل إليكم من ربكم - من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة و أنتم لا تشعرون أن تقول نفس با حسرتي على مافطرت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كره فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و استكبرت و كنت من الكافرين ) .. و دائما صدق الله العظيم .. عزيزي القارئ لن تجد من يؤمن بحديث مع حديث الله عز و جلا يقول بأنه كذب بحديث الله و لكن ستجده يدافع و بقوة و استكبار عن الحديث و انظر الى وجه اذا ذكرت الله جل و علا وحده فسترى الاشمئزاز واضحا !! بقي أن أقول أن الايات التي ذكرتها من سورة الزمر ( ٥٣ - ٥٩ ) تاتي الآية رقم ٦٠ لتقول : ( و يوم القيامة ترى الدين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) .
اجمالي القراءات
4479
مقال رائع .
أرجو ألا تحرم الموقع من إجتهاداتك .
لن يبقى منك ومنا إلا التقوى والعمل الصالح وما نكتبه فى الوعظ بالقرآن الكريم . ما عدا ذلك متاع الغرور .