آحمد صبحي منصور Ýí 2018-06-11
عن تحريم ملك اليمين
مقدمة : جاء سؤال يقول : ( أريد آيات من القرآن فيها تحريم ملك اليمين . ولماذا ذكر القرآن ملك اليمين للنبى والمسلمين طالما هو حرام ؟ ). وأقول :
أولا : تحريم الاسترقاق فى الاسلام
1 ـ إقرأ لنا كتاب (ملك اليمين : لمحة أصولية تاريخية)، وهو متاح مجانا فى موقع كتبنا (https://www.facebook.com/groups/AhmedSubhyMansourBooks/
وفيه قلنا إن تشريع الله جل وعلا فى هذا الموضوع أفضل من تشريع البشر الذى قام بتحريم الاسترقاق ظاهريا ، وابقى الظلم ، فانتشر الاسترقاق بصور شتى للأمم والشعوب وللأفراد على السواء ، ولا يزال سائدا.
2 ـ وقلنا فى هذا الكتاب إن الله جل وعلا حرّم الاسترقاق من المنبع .
2 / 1 : وأهم مورد للاسترقاق هو الأسر فى الحروب ، وليس فى الاسلام إسترقاق للأسير ، بل يجب إما المنّ عليه باطلاق سراحه بدون مقابل ، أو تبادل الأسرى ، كما جاء فى قوله جل وعلا فى القتال الدفاعى ، قال جل وعلا : (فَإِذا لَقِيتُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) محمد ). وفى أول معركة دفاعية للنبى محمد انتصر فيها وحصل على أسرى فأطلق سراحهم بمال ، فعوتب عتابا مؤلما لأنه كان يجب أن يطلق سراحهم مجانا ، قال جل وعلا :(مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلا كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) الانفال ) وأمر الله جل وعلا النبى محمدا أن يطيّب خاطر الأسرى الذين اخذ منهم مالا : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمْ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) الأنفال ). وعن الأسرى الذين يطلق سراحهم مجانا ثم يخونون قال جل وعلا للنبى محمد : (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) الأنفال ).
2 / 2 : وفى عصر النبى محمد عليه السلام فى المدينة ثارت حروب بين اهل الكتاب ـ لم تتعرض لها كتب السيرة ــ إعتدى فيها بعضهم على بعض ، وكان فيها إخراج للمهزومين من ديارهم ، ووقع أسرى منهم . قال جل وعلا يذكّرهم بالميثاق الذى أخذه عليهم ، قال جل وعلا : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) البقرة ). هنا تحريم البغى من سفك الدماء وإخراج الناس من ديارهم. بعدها قال جل وعلا لهم فى نقضهم الميثاق بالإثم والعدوان: ( ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ َتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86) البقرة). هنا إتهام لهم بأنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه ، وتهديد لهم بالخزى فى الدنيا واشد العذاب فى الآخرة . والمؤمنون فى المدينة كانوا يقرآون هذا تأكيدا لما نزل فى القرآن فى مكة من تحريم الإثم والعدوان .
2 / 3 : إن تحريم الاسترقاق جاء ضمنا فى التشريعات العامة التى نزلت فى مكة :
2 / 3 / 1 : فى قوله جل وعلا : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الاعراف ). هنا تحريم الإثم والبغى ظلما . والاسترقاق للإنسان الحّرّ هو أشد الظلم . وهذا ما فعله الخلفاء الفاسقون فى فتوحاتهم الكافرة .
2 / 3 / 2 : يقول جل وعلا فى صفات المؤمنين المتقين:(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ(37)الشورى) ويقول جل وعلا أيضا :(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ )(32) النجم ). هذا يؤكّد كفر الخلفاء الفاسقين مرتكبى جريمة الفتوحات وما ترتب عليها من إسترقاق وسبى ونهب .!
2 / 3 / 3 : يقول جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل) . ليس الاسترقاق عدلا وليس إحسانا . بل هو بغى ومُنكر. وقد وعظهم الله جل وعلا لعلهم يتذكرون . فلم يتعظ صحابة الفتوحات ولم يتذكروا . ولكن يظل القرآن الكريم حكما عليهم وعلى كل ظالم باغ .
2 / 3 / 4 : فالله جل وعلا لا يحب الظالمين ، وقد تكرر هذا مرتين فى سورة آل عمران ، قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ( 140 )آل عمران ) . والاسترقاق لا يرتكبه إلا الظالمون . أبرزهم الخلفاء الفاسقون ( ابو بكر وعمر وعثمان ..) هم فقط لم يظلمون ضحاياهم من مئات الألوف من الأبرياء من ابناء الأمم التى إحتلوا بلادهم وقتلوا شجعانهم وأبطالهم المدافعين عن أقوامهم وأوطانهم وسبوا وإسترقوا نساءهم وأطفالهم وبناتهم ، بل هم ظلموا رب العزة جل وعلا إذ جعلوا هذا الظلم الشنيع إسلاما.
2 / 3 / 5 : الله جل وعلا لا يحب الظالمين ، حتى لو كان ظُلما هينا :
2 / 3 / 5 / 1 : من الظلم الهيّن طرد المؤمنين . وهذا وقع فيه النبى محمد فحذّره ربه جل وعلا ، قال له فى خطاب مياشر : ( وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ (52) الانعام ). إن طردهم بعدها سيكون من الظالمين ، والله جل وعلا لا يحب الظالمين ، والظالمون هم أصحاب الجحيم .
2 / 3 / 5 / 2 : ومن تشريعات الرحمن للمؤمنين قوله جل وعلا لهم فى خطاب مباشر : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات ). إن لم يتوبوا عن هذه النقائص فهم ظالمون ، والظالمون لا يحبهم الرحمن ، والظالمون هم أصحاب الجحيم .
2 / 3 / 5 / 3 : إذا كان من يفعل هذه الآثام الهينة ظالما فكيف بمن يسترقُّ الأحرار ظلما وعدوانا . وهو لا يفعل هذا إلا بعد ظلم أفظع من القتل والأسر أو الخطف .؟!!
2 / 3 / 6 : فرعون هو إمام للظالمين ، تكرر وصفه بالظلم والفساد ، وأنه كان يذبّح أطفال بنى إسرائيل ويسترق نساءهم ، قال جل وعلا عنه : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص ). الخلفاء الفاسقون ( ابو بكر وعمر وعثمان ..) ساروا على دأبه .
2 / 3 / 7 : لن يدخل الجنة من حمل ظلما :
2 / 3 / 7 / 1 ، قال جل وعلا :( وَعَنَتْ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (111) طه )
2 / 3 / 7 / 2 ، وقال جل وعلا :( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) الانعام )
ثانيا : لم يحرّم الاسلام شراء الرقيق . لماذا ؟
تحريم الاسترقاق فى الدولة الاسلامية لا يمكن فرضه على الدول الأخرى . ظلت أسواق الرقيق مفتوحة ، واسبابه مترسخة من الظلم والحروب المعتدية الظالمة . لذا كان من الحلول هو تحرير هذا الرقيق الخارجى والاحسان اليه وحُسن معاملته . ولا يكون هذا إلا بالشراء وجلبه الى الدولة الاسلامية ، وفيها :
1 ـ يتم تحريره :
1 / 1 : بالصدقة تطوعا
1 / 1 / 1 :من الأفراد :
1 / 1 / 1 / 1 : فمن يريد التصدق يمكنه عتق الرقيق ، أن يشترى رقيقا ثم يعتقه ، قال جل وعلا : ( فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (16) البلد )
1 / 1 / 1 / 2 : وجعل رب العزة جل وعلا من صفات الأبرار المتقين عتق الرقاب ، قال جل وعلا : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة )
1 / 1 / 2 : من الدولة الاسلامية نفسها ، إذ إن من أوجه صرف الصدقات الرسمية : تحرير الرقيق ، قال جل وعلا :( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة )
1 / 2 ـ ويتم تحريره فى الكفارات عن الذنوب :
1 / 2 / 1 : الذى يقسم على تحريم زوجته عليه إذا اراد الرجوع عن يمينه عليه تحرير رقبة ، قال جل وعلا :(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) المجادلة )
1 / 2 / 2 : والذى يقتل مؤمنا مأمون الجانب مسالما عليه تحرير رقبة مع تقديم الدية ، قال جل وعلا :( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (92) النساء ).
1 / 2 / 3 : بل إن الذى يحنث فى يمين ، أى اقسم بالله ثم حنث فى يمينه عليه كفارة ، منها تحرير رقبة ، قال جل وعلا : ( لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89) المائدة ).
1 / 3 ـ منحه الفرصة لكى يشترى حريته إذا أراد ، مع مساعدته بالمال، قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )(33) النور)
2 ـ مع بقائه بدون تحرير فهو يتمتع بالآتى فى الدولة المسلمة :
2 / 1 : الاحسان اليه كالوالدين والأقارب والجيران ، قال جل وعلا : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً (36) النساء )
2 / 2 : ان يتمتع بالنفقة من مال سيده شأن سيده سواء بسواء ، قال جل وعلا : ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) النحل )
2 / 3 : المعاملة داخل البيت كأصحاب البيت ، فهو يستأذن وقت الخلوة على صاحب البيت شأن الأطفال ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) النور ) .
2 / 4 : فى الزواج :
2 / 4 / 1 : الترغيب فى تزويجه والزواج منه إن كان صالحا ، قال جل وعلا : (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور ). الرقيق الرجل يرغّب الله جل وعلا فى الزواج منه ، والرقيقة الأنثى يرغّب الله جل وعلا فى الزواج منها شأن المطلقة والأرملة . ويعد الله جل وعلا بأن يغنيهم من فضله إن كانوا فقراء .
2 / 4 / 2 : وللمرأة المؤمنة أن تتزوج عبدها ، كما للرجل المؤمن أن يتزوج أمته:
2 / 4 / 2 / 1 : يفهم الناس ـ خطأ ـ أن المقصود بصفات المؤمنين المفلحين أنها للرجال فقط ، لا يعرفون أنها للنساء ايضا.قال جل وعلا فى صفاتهم وصفاتهن:( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) المؤمنون ) هذا للرجال والنساء أيضا ، فالجنة للصالحين والصالحات . جاء بعدها : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (7) المؤمنون ). هذا يعنى المؤمنين والمؤمنات ، للمؤمن أن يتزوج ما ملكت يمينه ، وللمؤمنة أن تتزوج ما ملكت يمينها .
2 / 4 / 2 / 2 : تكرر هذا فى قوله جل وعلا : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ (31) المعارج )
2 / 4 / 3 . وللأمة ( أو الفتاة بتعبير القرآن الكريم ) أن تأخذ صداقا من الذى يريد زواجها ، حتى لو كان مالكا لها .
2 / 4 / 3 / 1 : قال جل وعلا : ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) ( 25 ) النساء )
2 / 4 / 3 / 2 : أباح رب العزة للنبى محمد فى فترة قصيرة أن يتزوج بدون صداق ، ولم يكن هذا لغيره . قال جل وعلا :( خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )(50)الاحزاب). هذا يعنى أن دفع الصداق مفروض سواء كان الزوجة حُرّة أو ملك يمين .
ثالثا: تحرير الرقيق والاحسان اليه هو ضمن المسارعة فى الخير
1 ـ هو أهم بنود التعاون على البر والتقوى ، قال جل وعلا : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة ) . وقد إستشهدنا بصفات الأبرار المتقين فى الآية 177 من سورة البقرة .
2 ـ هو أهم بنود التسابق فى الخيرات :
2 / 1 :قال جل وعلا للمؤمنين وأهل الكتاب :( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة )
2 / 2 :وقال جل وعلا عضمن صفات اهل الجنة . ( أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) المؤمنون ) .
أخيرا : كل هذه التشريعات الرائعة أضاعها الخلفاء الفاسقون أبو بكر وعم وعثمان ومن سار على سنتهم . عليهم لعنة الله أجمعين .
يعتبرونها فخراً .. يتمنون أن تعود تلك العصور .. يدعون ليل نهار أن تعود دولة الخلافة !! يعشقون سيرهم و يتناقلون في مواعظهم و رسائلهم كل هذا الظلم و القهر و الكفر على أنه إسلام !!! إنهم يدافعون عن الظلمة و يعتبرونهم قدوة و نجوما يهتدون بهم !! كيف لكل هذا الظلم أن يمر على ( عقولهم ) مرور دون أن يلاحظ الواحد فيهم مدى اجرام فرعون و تسلط هامان !!
أين عقولهم و قلوبهم من تخيل مشهد من مشاهد هذه ( الفتوحات ) و يرى كيف لشعب مسالم آمن في بلاده يهجم عليه ناس لا يعرفهم بحجة نشر الإسلام !! هل تخيل أحدهم سبي و بيع النساء و نقلهن من مسافات بعيدة رغم الظروف القاسية .
مساء الخير دكتور مقالة جامعة ومرجع لجميع الفقهاء لو كانو حقا يفقهون .وكما قلت لا يفتى ودكتور احمد فى المدينة فليس علينا سوى ان نقرأ لنفهم ونتعلم ، فكل مقالة مدرسة شاملة وواضحة.كل عام وانت والعائلة بخير وصحة وسلامة.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,690,073 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
الاستثمار و البورصة: ما هو رايك فى شركات الاست ثمار و البور صة و...
سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى أخذ الكتا ب بقوة فى ( ...
لا يبطل الصلاة: هل بلع بعض بقايا الطعا م ان بقى عالق بالفم...
جسد وجسم: ماهو الفرق بين جسد وجسم قرآني ا وليس من...
اهلا بك معنا : متابع لموقع كم منذ ما يقرب لثلاث...
more
فى البند235.وردت عبارة (الله جل وعلا لا يحب الظالمين ) بدون حرف النفى لا فى الإجابة عن سؤال لماذا لم يحرم الإسلام شراء الرقيق وردت عبارة غير مفهومة هى (وأسبابه مترسخة من الظلم الحروب المعتدية) فهنا أيضا خطأ مطبعى بالتأكيد. وكل عام وأنت والأسرة الكريمة بخير د أحمد وشكرا مقرونا بالعرفان على توضيحك لهذه القضايا التى تعتلج فى صدور الكثيرين بهذا الأسلوب المنطقى والمفهوم فالحقيقة أن المقالات الأخيرة جاءت فى الصميم وكما قلت سابقا فمقالة واحدة لكم تمثل كتابا كاملا من الكتب الجادة مرة ثانية شكرا