آحمد صبحي منصور Ýí 2017-08-05
النشر فى جريدة ( العالم اليوم ) ( 2 من 2 )
كتاب : نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية. ج 2 الوهابية
الباب السادس : جهادنا ضد الوهابية
الفصل التمهيدى : النشر فى جريدة ( العالم اليوم )( 2 من 2 )
مقدمة:
1 ــ واقع تاريخ المحمديين أن الخليفة يملك الأرض ومن عليها وما عليها . التاريخ يعترف بذلك حين كان يطلق على الدولة إسم منشئها ، أو إسم أسرته ، فيقال ( الدولة الأموية ، العباسية ، الأخشيدية ، الطولونية ، الصفارية ، الصفوية ، العثمانية ، المملوكية ..الخ ). الشريعة التى نبتت فى ظل هذه الدول الدينية حرصت على حق السلطان فى أن يقتل من يشاء بسيف الشرع ، وأن ينهب ما يشاء من أموال الرعية لأنه الذى يملك الرعية ، ولا رقيب عليه ولا حسيب ، وهو ينفق من تلك الأموال كيف شاء ، والمؤرخون يشيدون بكرمه ، ويسجلون هذا مدحا متناسين أنه أموال منهوبة من الشعوب المقهورة . لم يكن هناك فارق بين أموال السلطان وأموال الدولة ، كانا فى جيب السلطان ، وهو الذى يوزع هذا وذاك حسب مشيئته . والبيعة للسلطان تعنى عقد إسترقاق يوجب الطاعة المطلقة على من يبايع السلطان ، وما يتضمنه هذا من حق السلطان فى قتل من يشاء دون إبداء الأسباب .
2 ــ هذا مخالف لتشريع الرحمن جل وعلا القائم على العدل والحرية والديمقراطية المباشرة ( الشورى الاسلامية الحقيقية ) . وفى الصحوة الأوربية بدأت الدولة الحديثة وبناء الديمقراطية ومحاسبة الحكام وإعتبارهم خدما للشعب ، بما يقترب من شريعة الاسلام الحقيقية . وبدأت تباشير هذا تزحف اى مصر فى عصر الخديوى اسماعيل ، لولا...
3 ــ لولا أن الدولة السعودية الأولى كانت قد بدأت ( صحوة عكسية ) فى تاريخ المحمديين ، هو الرجوع الى ثقافة الخلافة والسلطان الذى يملك الأرض ومن عليها ، وتسمّت الدولة بإسم الأسرة السعودية ، وحتى بعد تكوين الدولة السعودية الثالثة الراهنة عام 1932 ، فقد حملت إسم الأسرة السعودية ، وحملت معه نفس الإرث من أن السلطان السعودى يملك الأرض ومن عليها ، وأن أموال الدولة فى جيبه ، يعطى منه الرعية وفقا ( للمكرمة الملكية ) ، أى يتكرّم بمنحهم بعض الفُتات ، ويمُنُّ عليهم بهذا الفتات ، وعليهم التسبيح بحمده . وفى هذا المناخ لا نتصور مساءلة الملك السعودى عن ميزانية الدولة ، هو الذى يصدر الميزانية ، وهو الذى يقرر ما ينفق على نفسه وأسرته ، وما ينفقه على الدولة . وهذا بلا رقيب ولا حسيب .
4 ـ هذه مقدمة ضرورية لموضوعنا . إستثقل النفوذ السعودى ما أكتبه من إجتهاد قرآنى فى الموضوعات الاقتصادية ، لأن هذا الاجتهاد لا يفضح جهل شيوخهم فقط ، بل هو يثبت ظلم دولتهم ، لأن شريعة القرآن الكريم مؤسسة على العدل والقسط ، وهذا يتنافى وإحتكار الأسرة السعودية للأرض ومن عليها . لذا جاء التوجيه بأن أكتب فى التراث التاريخى الإقتصادى . وبدأت بكتابة نوعية جديدة من الكتابة التاريخية الإقتصادية ، تعتمد على الأرقام بما يناسب جريدة العالم اليوم الاقتصادية من الناحية الظاهرية ، ولكنه يحوى فى باطنه ــ لمن يفهم ـ طعنا فى الدولة السعودية ، فالخلفاء من سلفهم الصالح ـ إحتكروا الثروة والسلطة . وعلى سُنّتهم يسير السعوديون .
5 ــ ولم يتحملوا المزيد من المقالات فكان قرارهم بإلغاء صفحة المعاملات الاسلامية كى يتخلصوا منى . ولا أعرف بعد أن تركتهم هل أعادوها أم لا . فلم تكن إمكاناتى المالية تسمح لى بشراء جريدة العالم اليوم ، وكانت من أغلى الجرائد ثمنا .
6 ــ أنشر هنا مقالين من هذه النوعية .
أولا مقال : أرقام في تاريخ الخليفة المأمون العباسي
1 ـ توفى المأمون على نهر البدندون في أسيا الصغرى في يوم الخميس وقت الظهر ( 18 رجب 218) وكان عمره ( سبعا وأربعين سنة ) وكانت خلافته ( عشرين سنة وخمسة أشهر وثلاثة وعشرين عاما ) وكان له ( ثمان عشرا ذكرا وتسع بنات).
2 ـ في سنة 204 أمر المأمون بمقاسمة أهل السواد في العراق على ( خُمس ) إيرادهم فقط ، وكانوا من قبل يدفعون للدولة العباسية ( نصف) الإيراد .
فى سنة 205 بعث المأمون واليا على مصر ، وهو بشر بن داود على أن يحمل له فى كل سنة (ألف ألف) درهم .
في سنة 206 : أعطى المأمون ( خراج) مصر لعبد الله بن طاهر لمدة ( عام).
وفى سنة 210 ثار عبيد الله بن السري في مصر فحاربه عبد الله بن طاهر وهزمه، وفر بن السري، إلى الفسطاط وحاصره فيها ابن طاهر ، فأرسل له ابن السري ليلا ( ألف وصيف ووصيفة) ومع كل وصيف ( ألف دينار ) في كيس حرير . ورفض ابن طاهر هديته ، فأضطر ابن السري للتسليم.
في سنة 210 أيضا ثار أهل مدينة ( قُم ) ومنعوا الخراج ، وكان خراجهم المفروض عليهم (2) مليون درهم ، وكان قد استكثروا المفروض عليهم ، وطمعوا في أن يعفيهم الخليفة المأمون من بعضه بعد أن حط عن أهل الري جملة من الخراج، ولكن المأمون رفض ، فثاروا ،فبعث لهم الخليفة جيشا يقوده على بن هشام وعجيف بن عنبسة، وانهزموا وعاقبهم المأمون بأن جعل الخراج عليهم (4) مليون درهم..
3 ــ أورد ابن خلدون في المقدمة بيانا تفصيلا بجباية الخراج في عهد الخليفة المأمون ولم يحدد السنة التي جبى فيها ذلك الخراج .. وهو كالأتي :ـ
سواد العراق : (27.8) مليون درهم ، (2000) من الحلل النجرانية ،(240) رطلا من طين الخثم .
كسكر : (11.6) مليون درهم.
كور دجلة : (20.8) مليون .
حلوان في العراق (4.8) مليون درهم .
الأهواز (25) مليون درهم ، (30) ألف رطلا من السكر .
فارس : (27) مليون درهم ، (30) ألف قارورة من ماء الورد، (20) ألف قارورة من الزيت الأسود .
كرمان : (4.2) مليون درهم ، (500) ثوب يماني ، (20) ألف رطل من التمر .
مكران : (400) ألف درهم .
السند وما يليها ( 11.5) مليون درهم ، (150) رطلا من العود الهندي ) .
سجستان (4) مليون درهم ، ( 300) ثوب ،(20) رطلا من الفانيذ .
خراسان : (28) مليون درهم ، (2000) من الفضة النقرة، (4) آلاف برذون وألف من الرقيق، (20) ألفا من الثياب ،(30) من الأهلج .
جرجان (2) مليون درهم ، (وألف) شقة أبريم.
قرمس (1.5) مليون درهم ،(ألف) من الفضة النقرة
طبرستان و الرويان (6.3 ) مليون درهم ،(600) قطعة من الفرش الطبري ،(200) من الأكسية والدوماوند و (500) ثوب ، (300) منديل ،(300) جام .
الري (12 مليون) درهم ،( 20) ألف رطل من العسل .
همذان (11.3) مليون درهم ، و(ألف) درهم رطل من رب الرمائين، (12) ألف رطل عسل .
البصرة والكوفة (10.7) مليون درهم.
ماسندان والريان (4) مليون درهم .
شهرزور (9.7) مليون درهم.
الموصل وما يليها (24)مليون درهم ، (200) ألف رطل من العسل.
أذربيجان (4) مليون درهم.
الجزيرة وما يليها (34) مليون درهم ، (ألف) من الرقيق ، (12)ألف زق عسل و(عشر ) من البزاة (أي طيور الباز )، (30) من الكساء .
أرمينية (13) مليون درهم ، (20) درهما من القسط المحضور ، (530) رطلا من الرقم ،(10) آلاف رطلا من المسايح السورماهى، (10)ألاف رطلا من الصونج ،(200) بغل ،(30) مهرا .
برقة : مليون درهم .
شمال أفريقيا (13) مليون درهم ،(120) بساطا
والمجموع بالدرهم = (318.6) مليون درهم
ثم يأتي باقي الخراج بالدينار وهو كالأتي :
*قنسرين (400)ألف دينار ، (ألف) حمل زيت
*دمشق (420)ألف دينار
الأردن (97) ألف دينار
فلسطين : (310) ألف دينار ، (300) ألف رطل زيت
مصر (2.92) مليون دينار
اليمن (370)ألف دينار
الحجاز (300) ألف دينار
والمجموع الكلى بالدينار (4.817) مليون دينار وبتحويلها إلى دراهم ، والدرهم يساوى (15) درهما يكون مجموعها (72.255) مليون درهم ..بإضافة الجباية السابقة إليها يكون المجموع النهائي (390.855) مليون درهم . وهذا عدا خراج الكرخ وهو (300) ألف درهم وجيلان وخراجها (5) مليون درهم . إذن مجموع الخراج للدولة العباسية في عهد المأمون (400) مليون درهم مع الغلات الأخرى .
خراج خاص (الضياع الخاصة)
ثم يضاف إلى ذلك الأموال التي تأتى من ضياع الخليفة وأسرته وولى عهده . ويذكر المؤرخ أبن طباطبا أن المأمون أشتكى إلى أخيه المعتصم ولى العهد ضائقة مالية وكانا بدمشق فوعده المعتصم بأن المال سيأتي بعد أسبوع ، فوصلت أموال للمعتصم من ضياعه ، وكانت ( ثلاثين ألف ألف ألف ) درهم أي (30) مليار درهم ، وخرج المأمون ومعه القاضي يحيى بن أكثم والمعتصم ينظرون ذلك المال المحمول ، وقد أستعظم الناس ذلك واستبشروا به وتعشموا أن ينالوا منه ، فقال المأمون : (إن انصرفنا إلى منازلنا بهذا المال وأنصرف الناس خائبين لؤم ..) . فأخذ في تفريق الأموال على الناس ، حتى بلغ مجموع ما فرّقه (24) ألف ألف ألف درهم ... وكان لا يزال راكبا ورجله في الركاب ثم حول الباقي على مصالح الجند .
ثروات الموظفين وفسادهم :.
1 ـ وقد كان معين بن عون متوليا لخراج الري في عصر المأمون، وقد مات وترك لأبنه ثروة تقدر (بألف ألف وخمسين ألف ) درهم مما يدل على أن القائمين على الخراج كانوا يتكسبون من وظائفهم الشيء الكثير . وكانت الدولة على علم بذلك ، وربما تباركه أحيانا ،فقد قيل للمأمون أن عمرو ابن سعده (وهو أحد كتاب المأمون ) قد مات وترك ثروة مقدارها ( ثمانون ألف ألف درهم ) فكتب المأمون يقول : هذا قليل لمن اتصل بنا وطالت خدمته لنا فبارك الله لولده فيه "!!!
2 ـ على أن المأمون كان يضيق إذا وصل الفساد إلى القضاء ،خصوصا إذ كان القاضي قد جمع بين الرشوة والكذب . وكان المأمون لا يطيق أن يكذب عليه أحد ولا يحتمل آفة الكذب ،وفى حوار دار بين المأمون وبين القاضي بشر بن الوليد كان يلوم فيه ذلك القاضي لأنه كلما أشار عليه بتولية أحدهم وتزكيته لمنصب القضاء فما يلبث أن يظهر فساده ، فيقول المأمون " ولينا رجلا أشرت به علينا قضاء الأبله وأجرينا عليه (ألف ) درهم ولا له ضيعة ولا عقار ولا مال ، فرجع صاحب الخبر بالناحية أن نفقته في الشهر ( أربعة آلاف ) درهم فمن أين هذه الثلاثة آلاف دراهم ؟ " .. وولينا رجل أشار به محمد بن سماعه دمشق وأجرينا عليه (ألفى) درهم في الشهر فأقام بها أربعة عشر شهرا ووجهنا من يتتبع أمواله ويرجع إلينا بخبرة فصح عنه أن يملك قيمة ( ثلاثة عشر ) ألف دينار من دابة وبغل وخادم وجارية وغير ذلك ، وولينا رجلا أشار به غيركما نهاوند فأقام بعد عشرين شهرا من دخول يده في العمل سبعين بحينا (بيتا ) وعشرين بحينا وفى منزله أربعة خدم خصيان قيمتهم ألف وخمسمائة دينار ... وفى النهاية يقول " أن أهم الأمور كلها إلىَّ أمور الحكام ،إذ كنا قد ألزمناهم النظر في الدماء والأموال والفروج والأحكام ووددت أن يتأتى مائة قاض مرضيين وأنى أجوع يوما وأشبع يوما ...." . ومما سبق نفهم أن مرتب القاضي كان يتراوح بين (ألف )و (ألفى) درهم شهريا وأن عيون الدولة كانت تراقب القضاة وأحوالهم المادية .
وربما لم يعلم المأمون ان السمكة تفسد من رأسها .!!
بذخ كبار الدولة وثرواتهم
1 ـ ونجا أصحاب السلطان من تلك الرقابة ، فكانت الأموال تجرى في أيديهم خصوصا من أشتهر منهم بالكرم مثل طاهر بن الحسين أحد القواد الكبار للمأمون والذي قضى على الأمين وهزمه وقد أعطى طاهر بن الحسين أموالا للشعراء وغيرهم بلغت في يوم واحد (1.7) مليون درهم . وذلك القائد خشي من أن يتغير عليه الخليفة المأمون بسبب أنه الذي قتل الأمين أخاه ، وقد دس إلى المأمون من يسبر غوره ليستشف نواياه ، فدفع إلى حسين الخادم ( مائتي ألف ) درهم والى الكاتب محمد بن هارون ( مائة ألف) درهم فعرف منهما أن المأمون يبيت النية على الغدر به فأنقذ نفسه منه .. ولولا تلك الأموال ما نجا بنفسه ..
2 ـ وثراء المأمون والطبقة الحاكمة ظهر في زفاف المأمون وبوران بنت الحسن بن سهل الذي كان والى الحرب والخراج في بغداد ، حين كان المأمون في المشرق لم يأت بعد إلى العراق . وبعد أن وصل للعراق ووطد سلطانه ظل الحسن بن سهل محتفظا بمكانته. وزفت ابنته بوران إلى الخليفة في 3 رمضان سنه 210هـ وقد نثرت علية جدة بوران (ألف درة ) كانت في (صينية من ذهب ) . وأقام المأمون مع أتباعه عند الحسن بن سهل سبع عشرة ليلة ، كان الحسن يعد له كل يوم والجميع ما معه جميع ما يحتاجون إليه ، وأعطى هدايا عينية ونقدية لكل الضيوف ، وبلغت جملة النفقة التي تكلفها ( خمسين ألف ألف ) درهم ، فأمر المأمون بأن يأخذ الحسن بن سهل (10 مليون ) درهم من خراج فارس وأخذ الحسن ذلك المال وفرقه على أصحابه . وفى ليله الدخلة فرش الحسن بن سهل للمأمون حصيرا من ( ذهب ) ونثر عليه حين دخل البيت الجواهر، فكان بياض الجواهر يغطى صفرة الحصير الذهبي. ولم يمس أحد ذلك الجوهر فقال: الحسن بن سهل للمأمون : هذا النثار نحب أن نلتقطه ، فقال المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء :( شرفن أبا محمد )، فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة ، وبقى باقي الدرر يلوح على الحصير . ونثر الحسن بن سهل على المأمون ـ في رواية الخطيب البغدادي ( ألف حبة ) جوهر ، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها ( مائة رطل ) ، ونثرا على القواد رقاعا فيها أسماء ضياع ، فمن وقعت في يده ضيعة كانت له ، ويقول الخطيب أن المأمون أمر للحسن بن سهل بعد انتهاء الضيافة ( بألف ألف دينار ) وأمر له بإقطاع في فم الصلح ...
3 ـ وقبل ذلك الحفل الأسطوري بثلاث سنوات وفى سنه 207هـ كان هناك غلاء في بغداد ..وصل ثمن قفيز الحنطة إلى 40 درهما وقبل عصر المأمون كان يكفى الرجل وزوجته ( 300) درهم في السنة للمعيشة ..
4 ــ وكان المأمون سخيا في عطائه كريما في أخلاقه . مدحه أعرابي فأعطاه خلعة وفرسا بكامل عدته ثم أعطاه ألف درهم وألف دينار وجارية حسناء وغلاما خادما ، ومدحه الشاعر العباسي بن الأحنف فأمر له بعشرة آلاف درهم ...!! وطمع في كرمه خادمه رشد الأسود فأخذ يسرق أباريقه والأواني ، وكان ذلك الخادم موكلا بوضوئه ، فعاتبه المأمون فقال له الخادم رزقي يقصر عنى .. فجعل رزقه مضاعفا ثم عاد الغلام للسرقة ، فقال له المأمون إذا أردت أن تسرق شيئا فبعه لي ، فقال له الخادم : فأشتر منى هذا الطست وهذا الإبريق قال : بكم ؟ قال بخمسة دنانير .. فقال المأمون أدفعوها له : فقال الخادم : بقى والله هذان ما بقى الزمان .
5 ــ وكان ذكيا سريع البديهة . يقولون : كان في مجلس علم حضرة العلماء والناس فجاءت امرأة فقالت : ( يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار فأعطوني دينارا واحدا : وقالوا هذا نصيبك ) ، فقال لها المأمون : هكذا نصيبك : فقالوا له : كيف يا أمير المؤمنين ؟ قال هذا الرجل خلف أربع بنات : فقالت المرأة نعم ، قال المأمون فلهما الثلثان أي أربعمائة دينار ، وخلف والدة فلها السدس أي مائة دينار ، وخلف زوجة فلها الثمن أي خمسة وسبعون دينارا ، وقال للمرأة بالله ألك اثنا عشر أخا ؟ قالت نعم قال : أصابهم ديناران وأصابك دينار .....!!! )
إنتهى المقال .
ثانيا : جريدة العالم اليوم بتاريخ 18/2/1994
أرقام في تاريخ الخليفة المقتدر بالله العباسي
1 ـ تولي الخليفة المقتدر بالله العباسي سنة 295 هـ ومات مقتولا سنة 320 هـ . وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة واحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما ، من جملتها يومان وثلاث ليال خلعوه فيها من الخلافة ثم أعيد . وكان عمره يوم مقتله ثمانية وثلاثين عاما وشهرا واحدا وخمسة أيام . بلغ الحلم في شهر شعبان قبل جلوسه في الخلافة بثلاثة أشهر .
وقتها كان في بيت المال الخاص (15) مليون دينار ، وفي بيت المال العام (600) ألف دينار ، وعملات أخري تصل بالمبلغ إلي(20) مليون دينار ، وكانت الجواهر والأثاث تزيد علي ذلك .
2 ـ اشتهر المقتدر بالتوسع في الطعام والكرم في العطاء. بدأ خلافته بتفرقة عشرة آلاف دينار في بني هاشم وعشرة آلاف أخري في سائر الناس ، وأمر بمضاعفة مرتبات بني هاشم ، وفرق يوم التروية ويوم عرفة(30) ألف رأس من البقر وألف رأس من الإبل. وكان يصرف نفقات في الحجاز ومكة والمدينة مابين (315) ألف دينار إلي(426) ألف دينار سنويا. وكانت مرتبات القضاة في الدولة العباسية في خلافته (56569) دينارا سنويا .والمرتبات السنوية للمحتسبين وأعوانهم ( 430439)دينار . ومرتبات أصحاب البريد (79400) دينار .ويقول فيه ابن الجوزي " وكان يصوم كثيرا ويتنفل بالصلاة كثيرا ، وكان في داره عشرة آلاف خادم وخص غير الصقالبة (السلاف ) والروم والسودان ، وكان تجمله وافر"
3 ــ وفي سنة 305 قدم بغداد رسول ملك الروم لفداء الأسري والهدنة ، وكان الرسول الرومي غلاما حدث السن وكان معه شيخ وعشرون غلاما ، فأقيمت لهم المنازل الواسعة للإقامة فيها ، ثم أحضروا بعد أيام إلي دار الخلافة والسلطان ، وقد عبأ لهم العسكر بالأسلحة التامة ، وكان عدد العسكر 160 ألفا مابين فارس وراجل ، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم والخواص بملابسهم الظاهرة ، وكان عددهم 7 آلاف خادم ، منهم 4 آلاف أبيض و3آلاف أسود ، وكان الحجاب 700 حاجب ، وكان في نهر دجلة أنواع من السفن والمراكب من الطيارات والزبازب والسميريات في أفضل زينة ، وسار الرسول فمضي علي دار نصر القشوري الحاجب فرأي منظرا عظيما فظنه الخليفة ، فدخلته له هيبة حتى قيل له إنه الحاجب ، وحمل إلي دار الوزير فرأي أكثر مما رأي ولم يشك أنه الخليفة ، فقيل له : هذا الوزير ، وزينت له دار الخليفة فطيف بالرسول فيها فشاهد ما هاله ، وكانت الستور38 ألف ستر ، والديباج المذهب منها 12500 ، وكان عدد الأبسطة 22 ألف بساط . وكان في الدار قطعان من الوحوش قد استؤنست ، وأصبحت تأنس بالناس وتأكل من أيديهم ،وكان هناك 100 من السباع لكل واحد منها حارس . ثم أدخلوا الرسول إلي دار الشجرة ، وفيها شجرة في وسط بركة ، والشجرة فيها 18 غصنا لكل غصن منها فروع كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة ، وأكثر قضبان الشجر فضة وبعضها بالذهب ، وهي تتمايل ، ولها ورق مختلف الألوان ، وكل شيء من هذه الطيور يصفر . ثم أدخلوه إلي الفردوس وكان فيه من الفرس والآلات مالا يحصي ، وفي دهاليزه 10 آلاف جوش مذهبة معلقة ، ويطول شرح ما شاهده الرسول من العجائب إلي أن وصل إلي الخليفة المقتدر وهو جالس علي سرير من أبنوس قد فرش بالديبقي المطرز وعن يمين السرير تسعة عقود معلقة وعن يسرته تسعة أخري من أفخر الجواهر يعلو ضوؤها علي ضوء النهار ، فلما وصل الرسول الرومي إلي الخليفة وقف عنده علي نحو مائة ذراع ، والوزير ابن الفرات قائم بين يديه والترجمان واقف يخاطب ابن الفرات وابن الفرات يخاطب الخليفة ، ثم بعد انتهاء المباحثات ، خرج الرسول ومن معه وطافوا بالدار ثم خرج في موكب في المدينة إلي دجلة ، وقد أقيمت علي الشواطي العنبلة مزينة والزرافة والسباع والفهود ، ثم أهدي للرسول وللشيخ الذي معه 50 بدرة ، في كل بدرة عشرة آلاف درهم . ) هذا ما جاء في تاريخ المنتظم لابن الجوزي .
4 ــ ويقول ابن الجوزي : " وكان جواهر الأكاسرة وغيرهم من الملوك قد صارت إلي بني أمية ، ثم صارت إلي السفاح ، ثم إلي المنصور ، واشتري المهدي الفص المعروف بالجبل بثلاثة مائة ألف دينار ، واشتري الرشيد جوهرة بألف ألف دينار. ولم يزل الخلفاء يحفظون ذلك إلي أن آلت الخلافة إلي المقتدر ، وهناك ما لم ير مثله ، وفيه الدرة اليتيمة زنتها ثلاثة مثاقيل ، فبسط المقتدر فيه يده ، ووهب بعضه لصافي الخرمي، ووجه منه إلي وزيره العباسي فرده وقال : ( هذا الجوهر عدة الخلافة ولا يصلح أن يفرق ) ، وكانت زيدان الكهرمانة متمكنة من الجوهر ، فأخذت سبحة لم ير مثلها وكان يضرب بها المثل ، فيقال : سبحة زيدان ، فلما تولي الوزارة علي بن عيسي قال للمقتدر : ما فعلت بسبحة جوهر قيمتها ثلاثون ألف دينار أخذت من ابن الجصاص ؟ قالت : في الخزانة ، فقال: تطلب ، فطلبت ، فلم توجد، فأخرجها الوزير من كمه وقال الخليفة : إذا كانت خزانة الجوهر لا تحفظ الجوهر فما الذي يحفظ ؟ وقال للمقتدر : إنها عرضت علي فاشتريتها، فاشتد ذلك علي المقتدر .. وعرف أن الأيدي امتدت إلي خزانة الجوهر . )
5 ـ وفي سنة 320 حدث خلاف بين المقتدر ومؤنس الخادم ، فصار الجنود علي الخليفة ، ففرق عليهم أموالا كثيرة وخرج بهم لحرب مؤنس ، ولكنهم تسللوا من عنده وانضموا إلي مؤنس ، فانهزم الخليفة وضربه جندي فأوقعه، فقال المقتدر للجندي : أنا الخليفة ، فقال له : أنت ما أطلب ، ثم أضجعه وذبحه ، وأخذ رأسه لمؤنس ، وترك جسده مسجي حتى دفنت جثته بدون رأسه ..
6 ـ ويقول ابن الجوزي :" وكان المقتدر قد أتلف نيفا وسبعين ألف ألف دينار، وذلك أكثر مما جمعه هارون الرشيد" !!
7 ـ ومستوي المعيشة في هذا العصر نتعرف عليه من خلال ذلك الخبر الذي رواه التنوخي في كتابه " الفرج بعد الشدة ".. يقول : ( إن بعضهم أضاع ثروته علي المغنيات ثم مات خادم كل مولي لأبيه ومات ابن عم له في وقت واحد ، وورثهما وكانت تركتهما 40 ألف دينار ، فعمر دارا بألف دينار ، واشتري ألات وفراشا وثيابا وجواري ثلاث بسبعة آلاف دينار ، وسلم ألفي دينار لتاجر ليتاجر له فيها ، وأودع في باطن الأرض عشرة آلاف دينار للشدائد ، وابتاع ضيعة تغل له في كل سنة ما يزيد علي مقدار نفقته . )
انتهى المقال .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,687,979 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
أفضل الدعاء: السلا م عليكم و رحمة الله وبركا ته عندي سؤال...
ارتفاع الاسعار: كان يعيش في بلده على "الكف ف" يكسب قليلا بعد...
الصيام ومريض السكر: مريض السكر مضطر للافط ار . هل يقضى أيام...
هدف الصيام : الخطي ب فى الجمع ة الماض ية صدّع رأسى بأن...
ميراث النبى: يؤمن الشيع ة ان على بن ابى طالب وذريت ه هم...
more