النشر فى جريدة مصر الفتاة

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-08-03


النشر فى جريدة مصر الفتاة

كتاب : نشأة  وتطور أديان المسلمين الأرضية.  ج 2 الوهابية

الباب السادس : جهادنا ضد الوهابية  

الفصل التمهيدى : النشر فى جريدة مصر الفتاة

مقدمة :

1 ـ أسّس المناضل أحمد حسين حزب مصر الفتاة عام 1933 ، ودخل فى صراعات سياسية قبل وبعد حكم العسكر ، وعانى السجن والتعذيب على يد عبد الناصر الذى كان تلميذا له ، وتشرد خارج مصر ، ثم عاد اليها معتزلا السياسة متفرغا للكتابة حتى مات عام  1982. عمل ابنه مجدى حسين وأخوه عادل حسين مع ابراهيم شكرى فى حزب العمل ، وهجرا الماركسية ودخلا فى الوهابية . دفع هذا بعض المنتمين الى حزب مصر الفتاة ( القديم ) الى إعادة تكوين الحزب ، وبهذا ظهر حزب مصر الفتاة الجديد رسميا فى 23 ابريل عام 1990 . وتزعمه المحامى على الدين صالح ورفيقه المحامى محمود المليجى . وقيل أن القذافى منح ( على الدين صالح ) مليون جنيه فى تأسيس الحزب ، فإشترى سيارة مرسيدس بيضاء ، وإتخذ مقرا للحزب مقرا فى وسط القاهرة ( شارع شامبليون ). وأعاد إصدار جريدة ( مصر الفتاة ) .

2 ـ وكنت وقتها أنشر فى الأحرار والاهالى والاخبار ، وكانت مقالاتى مقروءة وتثير الجدل ، وترفع التوزيع . قدمنى الصديق الصحفى إلهامى المليجى الى رئيس الحزب على الدين صالح ورفيقه محمود المليجى ، وأسندا الى الاشراف على الصفحة الثقافية فى جريدة مصر الفتاة ،وصرت أنشر فيها مقالاتى.. وفى إحدى جلسات التحرير سمعت الاستاذ على الدين صالح يقول إنه تم تعيننى أمينا للفكر والتثقيف بالحزب ـ هذا مع أننى لم أكن مسجلا وقتها بالحزب . قبلت بالأمر .

3 ـ بدأ الحزب يدخل منطقة ألغام حين تم طرح موضوع ( تدويل الأماكن المقدسة فى الحجاز ) الذى كان من قبل تابعا لمصر  وقت أن كانت مصر دولة عظيمة. وصل الخبر الى الرئيس مبارك فخشى أن يهدد هذا تحالفه مع السعودية .  وبسرعة تحرك صفوت الشريف ، أرسل خادمه مصطفى بكرى فتسلل الى الحزب وأصبح رئيسا لتحرير مصر الفتاة ، وبنفس السرعة تركت مصر الفتاة وحزب مصر الفتاة . وبعدها قام مصطفى بكرى بتدمير الحزب من الداخل ، وانتشرت الانشقاقات بداخله ، وظهرت زعامات مصنوعة كل منها يعقد مؤتمرا يعلن نفسه رئيسا للحزب ، ويتبادلون الاتهامات ورفع القضايا ، وظل على الدين صالح يناوشهم الى أن مات عام 1996 . وكثّف بعضهم إتصالاته بى لأنضم اليه ، ورفضت بإصرار المشاركة فى هذه المهزلة .

4 ـ فى الفترة القصيرة التى شاركت فيها فى تحرير ( مصر الفتاة ) وحضور جلسات الحزب وضعت خطة للنشر ضد الوهابية ؛ خصصت ركنا للأحاديث الموضوعة ، لتكون مجالا للتندر ، ولنزع القداسة عن الأحاديث بوجه عام ، وللتنبيه على وضعها . وخصصت ركنا للمقارنة بين الاسلام والمسلمين للطعن فى نظام الخلافة بتوضيح جانب من تاريخهم وتناقضهم مع الاسلام ، وركنا ثالثا للتعريض بشيوخ الأزهر . وحرصت على النبرة الهادئة .

وأنشر هنا بعضا منها :

أولا : ركن الأحاديث الموضوعة : جريدة مصر الفتاة  ـ بتاريخ 18/1/1991

( حديث موضوع :

1 ـ   الإمام ابن القيم الجوزية صنف في الأحاديث الموضوعة الكاذبة كتابا هاما هو " المنار المنيف في الصحيح والضعيف " وقد جعل فيه علامات للحديث الموضوع .

يقول : "  ومنها تكذيب الحس له :

كحديث (54) الباذنجان لما أكل له، (55) ، والباذنجان شفاء من كل داء " قبح الله واضعهما ، فإن هذا لو قاله أمهر الأطباء لسخر الناس منه . ولو أكل الباذنجان للحمى .. وكثير من الأمراض لم يزدها إلا  شدة ، ولو أكله فقير ليستغني لم يعده الغنى أو جاهل ليتعلم لم يفده العلم (56)،  وكذلك حديث " إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه " هذا وأن صحح بعض الناس سنده – فالحس يشهد بوضعه ، لأنا نشاهد العطاس والكذب يعمل عمله ... ! ولو عطس مائة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحكم بصحته بالعطاس ولو عطسوا عند شهادة زور لم تصدق (57) وكذلك حديث " عليكم بالعدس فإنه مبارك يرقق القلب ويكثر الدمع ..، قدس فيه سبعون نبيا". وقد سئل عبدالله بن المبارك عن هذا الحديث ؟ وقيل له : إنه يروى عنك! فقال : وعني أيضا !! .

ويعلق ابن الجوزية على ذلك الحديث فيقول " أرفع شيء في العدس أنه شهوة اليهود ولو قدس فيه نبي واحد لكان شفاء من الأدواء فكيف بسبعين نبيا ؟،   وقد سماه الله تعالى " أدني " ونعى على من اختاره من المن والسلوى ، وجعله قرين البصل والثوم ، أفترى أنبياء بني إسرائيل قدسوا فيه لهذه العلة والمضار التي فيه من تهيج السوداء والنفخ والرياح الغليظة وضيق النفس والدم الفاسد وغير ذلك من الأضرار المحسوسة ؟!. وبشبه أن يكون هذا الحديث من وضع الذين اختاروه على المن والسلوى أو أشباههم " المنار المنيف في الصحيح والضعيف 111: 113.). انتهى المقال .  

مصر الفتاة فى  1أبريل 1991

أحاديث موضوعة:

جعل الإمام ابن القيم الجوزية من علامات الحديث المنسوب كذباً للرسول عليه الصلاة والسلام :

1 ـ أن يكون سمجاً يبعث على السخرية، كحديث:ــ" لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً، وما أكله جائع إلا أشبعه " يقول ابن القيم معلقاً عليه : فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه كلام العقلاء فضلاً عن كلام خاتم الأنبياء ".  ثم يورد ابن القيم من هذه النوعية الأحاديث التالية :" الجوز دواء والجبن داء فإذا صار في الجوف صار شفاء ". " لو يعلم الناس ما في الحلبة لاشتروها بوزنها ذهباً ".، "ما من ورقة هندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة "، " يئست البقلة الجرجير من أكل منها بات ونفسه تنازعه، ويضرب عرق الجزام في أنفه، كلوها نهاراً وكفوا عنها ليلاً "، "فضل دهن البنفسج على الأدهان كفضل أهل البيت على سائر الخلق" ، " فضل الكراس على سائر البقول كفضل البر على الحبوب " ، " إن للقلب فرحة عند أكل اللحم " ، " ما من رمان إلا ولا يلقح بحبه من رمان الجنة "، " ربيع أمتي العنب والبطيخ " ، " عليكم بمداومة أكل العنب مع الخبز" ، " عليكم بالملح فإنه شفاء من سبعين داء "، " من أكل فولة بقشرها أخرج الله منه من الداء مثلها "، " لاتسبوا الديك فإنه صديقي ، ولو يعلم بنو آدم ما في صوته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب " ، " من اتخذ ديكاً أبيض لم يقربه شيطان ولا سحر" ، " إن لله ديكاً عنقه مطوية تحت العرش ورجلاه في التخوم" .

2 ـ وجعل الإمام ابن القيم الجوزية من علامات الكذب في الأحاديث المنسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام : " أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق.. "

" وذكر ابن القيم طائفة من هذه الأحاديث الكاذبة :ــ

" الهريسة تشد الظهر" ،" أكل السمك يوهن الجسم " ، " شكا بعضهم إلى النبي (ص) قلة الولد فأمره أن يأكل البيض والبصل "، " أتاني جبريل بهريسة من الجنة فأكلتها فأعطيت قوة أربعين رجلاً في الجماع "، " المؤمن حلو يحب الحلاوة "، " كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود . " ، " أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر " ، " من لقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف"، " من أخذ لقمة من مجرى الغائط أو البول فغسلها ثم أكلها غفر له "، " النفخ في الطعام يذهب البركة  ." . انتهى المقال .

 ثانيا : ركن المقارنة بين الاسلام والمسلمين

كانت بعنوان : ( هذا هو الإسلام وهؤلاء هم المسلمون )

مقال بتاريخ  : الاثنين 8/4/ 1991 :

    1ــ يحرم القرآن الكريم اكتناز الأموال والذهب والفضة: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ) ،  ويتوعد القرآن ذلك الذي ينشغل باكتناز الأموال بأن يكون عذابه في الدنيا من خلال أمواله وأولاده : (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55) ) (وَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (85)  التوبة ). ويحذر القرآن من تركز الثروة وما تؤدي إليه من وقوع انفجار في المجتمع من الداخل أو من الخارج ، وهي التهلكة التي تنتظر أي مجتمع تتسع فيه الفجوة بين الأغنياء المترفين ، والفقراء الجائعين، يقول تعالي: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195) البقرة ) . هذا هو الإسلام ..!!

2 ــ  ولكن الإسلام في واد والمسلمون في واد آخر ، ولهذا عرف المسلمون في تاريخهم كثيرا من المهالك ــ التهلكة ــ كان سببها ما حذر منه كتاب الله أي تركز الثروة في أيدي المترفين علي حساب الجائعين .. ونضرب اليوم مثلا تاريخيا من الدولة العباسية المترفة التي واجهت ثورة الزنوج الجائعين (255ـ 270هـ).

 والحديث عن ترف العباسيين يستغرق مجلدات . ولكن نكتفي منه ببعض اللمحات فقد ظهر ترف العباسيين في منحهم الأموال في سفه للشعراء المنافقين فالشاعر مروان بن حفصه مدح الخليفة الهادي فأعطاه ( 130 ألف دينار ) والرشيد أعطي الشاعر منصور النمري ( مائة ألف) وأعطي اسحق الموصلي(200 ألف).

 وتحدث المؤرخون عن تبذير الأموال الذي ظهر في حفل زواج الخليفة المأمون من بوران بنت الوزير الحسن بن سهل . فقد كتب الوزير أوراقا فيها أسماء ضياع وثروات وجعلها في بندق ونثرها علي الحاضرين فكل من أخذ واحدة كسب ماهو مكتوب فيها ، ويقول المسعودي إن الوزير نثر الأملاك والأموال مالم ينثره ولم يفعله ملك قط في جاهلية ولا في إسلام ..!!،  ويقال إن جملة ما أنفقه يبلغ ( 50 ألف ألف درهم ) ..!! وكن الوزير يجري علي طريقة خليفته المأمون ، فقد وصل للخليفة إيراد  من عرق الناس الغلابة ، وصل إلي ( 30 مليار درهم ) ففرقه علي أتباعه المترفين ( 24 مليار) منها .

وكان الذهب حلية العباسيين ، وكان الخليفة المعتز ( الذي قتل في السنة التي قامت فيها ثورة الزنج) أول من جعل الذهب في سرج دوابه ، وكان له تاج من الذهب وقلنسوة من الجواهر ووشاحان مليئان بالجواهر ، وقد ثار عليه قواده من الأتراك فعزلوه من الخلافة وأقاموه في الشمس يلطمون وجهه ويقولون له : اعزل نفسك ، ثم بعد أن عزل نفسه قتلوه عطشا ، واختفت أمه ( قبيحة ) ثم ظهرت بعد أن صالحت القائد التركي ابن وصيف فعفا عنها في نظير ما أعطته من أموال قيمتها( 3، 1مليون دينار) وجواهر قيمتها (2مليون دينار). وتولي بعده الخليفة المهتدي الذي جنح للزهد ورفض الترف ، فأمر بإخراج أواني الذهب والفضة وضربها دراهم ودنانير ورفع فرش الديباج وذبح الكباش التي كان الخلفاء يتسامرون بمناطحتها. ولكن سرعان ما ثار القواد الأتراك عليه وقتلوه ، وتولي بعده الخليفة المعتمد الذي واجه ثورة الزنج وعاد لسيرة آبائه في الترف فقد كان له وراق يكتب شعره بماء الذهب ، وانتهي أمره إلي أنه كان يريد الدرهم والدينار فلا يستجيب له أحد وقال في ذلك شعرا :

     أليس من العجائب أن مثلي

                                      يري ماقل ممتنعا عليه

     وتؤخذ باسمه الدنيا جميعا

                                       ومامن ذاك شيء في يديه

    3ــ  وكانت ثروة المترفين في العصر العباسي ترجع إلي مجهودات الزنوج وعرقهم .. !! فقد نشأ الإقطاع الزراعي من خلال الملكيات الواسعة التي كان يقطعها الخليفة لأتباعه ، وكان من أهم هذه الأراضي مناطق كثيرة من الأراضي البور في منطقة البطائح بالبصرة . وقد وقع علي الزنوج العبيد عبء استصلاحها، وتخصص التجار في استجلاب هؤلاء الزنوج إلي جنوب العراق وحول الخليج ، وتكدست بهم هذه المنطقة ، حيث عملوا في استزراع الأراضي تحت ضرب السياط وسوء التغذية ، يحملون علي البغال الطبقة الملحية التي تكونت بفعل ظاهرة المد من الخليج العربي ، ويكشفون عن التربة الزراعية تحتها ويقومون بنقل أكوام الطبقة الملحية إلي حيث تباع ، وفي نظير هذا العمل الشاق كانوا يحصلون علي غذاء بائس من تمر وسويق ، في الوقت الذي كان فيه المترفون في بغداد بجانب الخليفة يأكلون طبق ( الجام) وهو ألسنة السمك ويبلغ ثمنه أكثر من ألف درهم !!

     4ــ لذا كانت معسكرات الزنوج وقودا لثورة الزنج التي قادها علي بن محمد ، وقد ادعي النسب العلوي والتشيع ،  ودعا للثورة في المنطقة بين الأعراب ، ثم ما لبث أن تحول للمذهب الخارجي حين وجه نظره لمعسكرات الزنوج.  وفي كلتا الحالتين استغل سوء الأوضاع والفجوة الهائلة بين الفقراء المعدمين في جنوب العراق وحول الخليج وبين المترفين في بغداد حول قصور الخلافة العباسية . وقد استمرت ثورته من 225 ــ  270هـ . وتكاثر أتباعه ولم تتغلب عليه الدولة العباسية إلا بشق الأنفس. وقد دخل الزنج البصرة وأعمالها وخربوها وسبوا النساء وأحرقوا ما وجدوه ، وأعقب  ذلك الوباء الذي أفني خلقا لا يحصون . وذكر المؤرخ الصولي إن صاحب الزنج قتل من المسلمين نحو مليون ونصف المليون ، وأنه قتل في يوم واحد بالبصرة نحو ثلاثمائة ألف ، وكان له منبر في مدينته يصعد عليه يسب فيه الصحابة ، وقالوا أنه كان ينادي علي المرأة الهاشمية في معسكره بدرهمين وثلاثة دراهم لمن أراد شراءها، وأنه كان عند الواحد من الزنج العشر من السبايا الهاشميات يطؤهن ويستخدمهن .. أبعد هذا تهلكه؟!

     5ــ قبيل ثورة الزنج كان الخليفة المهتدي في جنوحه للزهد يقول لقومه : ( يابني هاشم دعوني حتى اسلك مسلك عمر بن عبد العزيز فأكون فيكم مثل عمر بن عبد العزيز في بني أمية ).! ولكنهم تخلوا عنه وتركوه وحده يحارب الثائرين عليه من القواد الأتراك حتى قتل ، وتولي المعتمد العباسي فزينوا له أن يسير مسيرة أسلافه في الفساد والترف ، وكانت النتيجة أن أصبحت الجزائر من نساء بني هاشم سبايا في أيدي الثائرين من الزنج !!

    ويبدو أنه قدر لهذه المنطقة أن تشهد صراعا هائلا بين المسلمين ، سببه تلك الفجوة الهائلة بين المترفين والمعدمين .. والزنوج الذين تكدسوا بمئات الألوف في جنوب العراق وحول الخليج امتزجت دماؤهم بالأعراب ولا تزال ملامحهم واضحة في أهل المنطقة حتى الآن .. ولا يزال الدرس باقيا  . ) انتهى المقال .  

ثالثا : ركن التعريض بالشيوخ بعنوان ( مشايخ ..ومشايخ )

مقال : ( ابن الشروانى وابن حريز ! ) بتاريخ 25 مارس 1992 :

1 ـ ليس فى الإسلام رجل دين أو كهنوت ولكن فى الإسلام علماء دين ، وباب العلم بالدين مفتوح أمام كل ذي عقل وفهم ، وكان لعلماء الدين فى العصر المملوكي مكانة سامية فقد كانوا جزءا من السلطة السياسية وكانوا الممثلين للشرع والقائمين على تطبيق الشريعة بمفهوم ذلك العصر .وعلماء الدين فى نهاية الأمر بشر منهم المخطىء والمصيب .

2 ـ يعود أصل الشيخ ابن الشروانى الشافعي إلى مدينة " شروان " على بحر قزوين . دخل مصر بعد عام 830 هـ انهال عليه الطلبة للانتفاع بعلمه وانتهت إليه الرئاسة فى العلوم العقلية والتفسير . وصفوه بأنه كان " العالم العلامة فريدة دهره ووحيد عمره وأعجوبة زمانه " مع " جلالة قدره وكثرة وقاره وعفته الزائدة " . اشتهر بأنه لا يتردد إلى أحد مطلقا لا من أعيان الدولة ولا من غيرهم ، وقد طلبه الملك الظاهر جقمق مرات وهو يمتنع من ذلك . وكذلك كان أعيان الدولة الذين يزورونه يودون ألا يفارقوه لما يرونه فيه من الخير والصلاح والدين المتين فى الأقوال والأفعال.  وصار هو كلما زادوا فيه حبا يزيد عنهم بُعدا . وكان من محاسنه أنه لم يدخل دار أحد من الرؤساء أو الأغنياء .يقول عنه المؤرخ ابن الصيرفي " كنت حاضرا عند الشيخ فاني كنت ملازما لخدمته تارة أقرأ وتارة أحدثه فى أحوال التاريخ .. حتى لما يريد يتنزه لا يفارقني .. وكان يودنى ويعظمني .."

3 ـ والملاحظ أن ذلك العالم الفذّ لم يدخل سلك القضاة وكان أحق بأن يكون قاضى القضاة الشافعي فى زمانه . ولكن انشغاله الزائد بالعلم وعزوفه عن التردد للسلطان وأعيان الدولة حرم مجال القضاء من علمه ونزاهته ليظل الوسط القضائي فى عصره مرتعا للقضاة المرتشين آكلي المال الحرام ، وأبرزهم وقتها الشيخ ابن حريز قاضى القضاة المالكي المتوفى فى نفس العام (830) .

ابن حريز حسام الدين المالكي ،كان أيضا وثيق الصلة بالمؤرخ ابن الصيرفي الذي ننقل عنه هذه المعلومات التاريخية يقول عنه ابن الصيرفي : ( ذاكرنى رحمه الله فى التاريخ .. وأجرى على فضلا جزيلا من الضحايا كل سنة وكان يودنى كثيرا وبيني وبينه صحبة أكيدة ..".). ونتتبع سيرته من خلال ما كتبه عنه ابن الصيرفي .

كان فى بدايته قاضيا فى منفلوط واشتغل بالزراعة واستئجار ديوان الدولة حتى ازدادت أمواله ، ومع ذلك زادت ديونه بسبب إسرافه،  لأنه كان يخدم ( أى يرشى ) السلطان وأمراءه بالأموال الجمة والخيول العظيمة . وآتت هذه السياسة أكلها فانتقل من منفلوط للقاهرة قاضيا للقضاة المالكية ، وازداد نفوذه فى الدولة ،  فقد كان يتكلم فى بلاد السلطان التى بالوجه القبلي ( أى يحكمها باسم السلطان ) ويحمل مالها فى كل سنة للخزانة ، وكانت له كلمة نافذة فى الوجه القبلي ، بل وفى القاهرة ، فأنه كان هو القائم فى عزل على بن الأهناسى لما تخاصم معه . وأخر الأمر تم عزله وقبض عليه وأخذ السلطان أمواله وكله بسبب نفوذ القاضي ابن حريز . وكان يسير فى موكب " يركب الخيول الجياد التى ثمن كل فرس منها ما يزيد على المائتى دينار ، ويركب البغلة والكنبوش ، واشترى الجواري الحسان البيض والأحباش الملاح ، وهم عنده بكثرة.  ويبتاع العبد منهم بمائة دينار ويكسوه بمثلها .." . وبسبب ظلمه شكاه الناس إلى أولى الأمر واتهموه بأنه وضع يده على عدة بلاد وجزائر واستولى عليها ،  مما أدى بالسلطان إلى عزله وتولية أخاه سراج الدين محله .

4 ــ ومن حقنا أن نقلق على العدالة فى عصر تولى القضاء فيه أمثال ذلك القاضي.

 ومن حق الشريعة الإسلامية أن تتبرأ من هذه النوعية من الشيوخ . ) انتهى المقال .

اجمالي القراءات 6910

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,286,631
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي