المحمديون وتضييع العبادة الاسلامية

آحمد صبحي منصور Ýí 2017-04-22


المحمديون وتضييع العبادة الاسلامية

جاءتنى هذه الرسالة . يقول صاحبها ــ أكرمه الله جل وعلا : ( أسعدنا رؤياك في لقاء قناة الحرة ونرجو ان لاتنقطع عن الظهور علينا ان شاء الله..لدي سؤال، وأرجو ان يتسع صدرك للاجابةُ علي..منذ نعومة أظفارنا وهم يعلموننا في المدرسة ان الانسان خلق للعبادة وإعمار الارض.. على عكس المتعصبين الذين يقولون ان الانسان انما خلق للعبادة وفقط. وان كل مانفعله يجب ان يكون عبادة لله، فبنظرهم مباشرة الزوجة عبادة وتربية الاطفال عبادة وكل شي عبادة. فما هو الصح من هذين المثالين في ضوء القرآن الكريم؟ واذا كانت العبادة هي العبادات المعروفه ما يسمونه اركان الاسلاام الخمسه، فما هو اعمار الارض؟ وماحكم من يكتفي في العبادة فقط؟ .  أعطيك مثال على ذلك. هنا عندنا في الخليج معظم الناس مرتاحين مادّيا  وأغلبهم برأيي من المكتفين في العباده فقط. فأذا تحدثت مع احدهم، ترى بأن كل حديثه .. أين سنسافر.. أين سنتعشى الليله.. فلان اشترى مزرعة مساحتها كذا.. أين سنذهب بعطله الخريف وهكذا.. فهم يصلون الخمس، ويزكون زكاة السنة ومتزوجين بالحلال ويصومون رمضان بل و يقضون رمضان في مكة ساكنين الفنادق الخمس نجوم المطلة على المسجد الحرام مباشرة!  واذا انقضى رمضان رجعو لبلادهم ليحتفلو ا بعيد الفطر ويسهرون على حفلات المطربين مثل محمد عبدة وغيره بدون المحرمات مثل العري والخمر فأنهم محتشمين بلبسهم ، ولكن اعتادو بأن هذا هو العيد. لكن السؤال ماهو رصيدهم من "اعماراً للارض" وماحكم هؤلاء الاشخاص؟  هم مترفين هم مرتاحين هم لايكدحون للقمة العيش. مثال اخر،  شخص في اواخر العشرينات من عمره، مات ابيه، وورث الملاين منه. فتزوج بالحلال وذهب بزوجته ليسافر ويدور حول العالم. ايضاً يصلي خمسه ويزكى حين الحصاد من ما ورثه وقضى كل باقي حياته  في سفر ولعب وحب مع زوجته بالعامي يعني "عايش حياته صح" . هل يجوز هذا الشيء في الاسلام؟ فهو اتى بالعبادات ولم يفعل المحرمات وقضى بقية حياته في المباحات؟. وبارك الله فيك . )أقول :

أولا :

الصورة النمطية للمحمدى المؤمن ابحديث ( بُنى الاسلام على خمس )

1 ـ هناك صورة رومانسية للأبرار المحمديين تشابه أفلام عبد الحليم حافظ وفاتن حمامة .  

2 ـ هى صورة نمطية تسير على مسطرة الدين المحمدى الذى يقول ( بُنى الاسلام على خمس .. ) ويبدؤها بالكفر بجعل شهادة الاسلام مثناة وليست ( لا إله إلا الله ) فقط . ثم حصر أركان الاسلام فى بعض العبادات كالصلاة والزكاة والحج والصيام . كتبنا فى مسئولية هذا الحديث الفاجر الكاذب فى إضلال المحمديين . ونضيف اليه فى هذا المقال مسئوليته فى إفساد معنى العبادة .

ثانيا :

ملامح دين هذا ( المحمدى ) المتدين :

1 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين لا يؤمن بالله جل وعلا وحده ، بدليل أنه يستحيل أن يشهد شهادة الاسلام الواحدة ( لا إله إلا الله ) . لايمكن أن يقولها دون أن يجعلها مثناة فيقول ( محمد رسول الله ) فإذا كان شيعيا جعلها ثلاثية فيشهد أن عليا ولى الله .

2 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين لايؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها ، إذ يتكاثر فى قلبه تقديس مئات الألوف من البشر . المحمدى السنى يقدس مع الله ومع محمد الخلفاء الراشدين والصحابة جميعا ( مائة ألف ) وأئمة الحديث والفقه . المحمدى الشيعى يقدس آل البيت وائمة الدين الشيعى الأحياء والأموات والكهنوت الشيعى من آيات الله وروح الله ..الخ . المحمدى الصوفى فى كل طريقة صوفية يقدس الأولياء الصوفية السابقين بالاضافة الى أوليائه فى طريقته الصوفية . فى النهاية لا يبقى فى قلبه من تقديس لرب العزة جل وعلا سوى أقل من نصف فى المائة . بينما يجب أن يكون التقديس كله خالصا لله جل وعلا بلا شريك .

3 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين لا يعبد الله جل وعلا وحده . يستحيل أن يحج الى البيت الحرام دون الحج الى الحرم المدنى وذلك الرجس المسمى بالمسجد النبوى والقبر الرجسى الذى يتميز به على جميع المساجد ، وهو لايصلى إلا بالأذان الذى يرفع إسم محمد بعد إسم الله جل وعلا وهو جل وعلا ( الله أكبر ) ، ولا يصلى إلا بعد تقديم التحيات فى الصلاة لمحمد وآل محمد ، ثم هو يصلى صلاة السًنّة من أجل محمد . ثم إذا كان صوفيا فهو يضيف مع محمد آلاف القبور المقدسة للأولياء ، وإذا كان شيعيا فلديه عشرات القبور المقدسة لمن يسمونهم آل البيت .

4 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يرفض الايمان بالله جل وعلا ( وحده ). لا بد له أن يؤمن بالله وبأولياء  يجعلهم شركاء لرب العزة فى الألوهية . ويوم القيامة سيطلبون الخروج من جهنم فيقال لهم : ( ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) غافر 12 )

5 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين  هوعلى دين قوم ابراهيم الذين كانوا لا يؤمنون بالله جل وعلا (وحده ) . قال لهم المؤمنون حقا برب العزة جل وعلا :( إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) 4 الممتحنة )

6 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يرفض أن يعبد الله جل وعلا ( وحده )، يكرر مقالة المشركين السابقين : ( قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا  ) ( 70 الاعراف ). جرّب أن تعظه بألّا يحج الى القبر الرجسى المنسوب للنبى . جرب أن تعظه ألا يؤمن بالبخارى .!

7 ـ  هذا ( المحمدى ) المتدين يرفض الإكتفاء بالقرآن (وحده )، يرفض ذكر الله جل وعلا (وحده ) فى القرآن (وحده) ، وإذا ذكرت الله ( وحده ) فى القرآن (وحده ) ولّى مدبرا : ( وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) ( 46 الاسراء )

8 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يشمئز من وعظك له بالقرآن ( وحده) . مهما ذكرت له إسم رب العزة لا يهتز قلبه خشوعا ولا ينطق بتسبيح الرحمن جل وعلا ، بل يشمئز إذا لم تذكر مع الله جل وعلا النبى أو الأحاديث النبوية . أما إذا ذكرت ( محمدا )هتف بالصلاة عليه يحسب أن الصلاة على النبى عبادة للنبى  ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) 45 الزمر )

9 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يتبرع بأمواله لبناء مساجد الضرار، ينسى قوله جل وعلا:( مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) 17 : 18 التوبة )

10 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يتبرع للجمعيات الدينية  التى تقوم بالصّدّ عن سبيل الله ،. ينسى قول الرحمن جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ) 36 ) الأنفال ) ، وهو يحسب أنه بإيمانه وبعبادته يُحسنُ صُنعا : (  قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) 103 : 104 ) الكهف )

11 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين لن يؤمن بالله جل وعلا (وحده) إلا عندما يرى بأس الله جل وعلا : ( فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ) غافر84 )

12 ـ هذا ( المحمدى ) المتدين يظنُّ أنه يكفى أن يؤمن بالله وأنه موجود ثم له أن يضيف تقديس النبى والصالحين والمجرمين . هذا الظن مقترن بكل الكافرين المشركين . قوم ابراهيم كانوا يؤمنون بالله ويؤمنون بأصنام وأوثان معه ، فقال لهم ابراهيم عليه السلام ( فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) 87 الصافات ) . هو نفس الظّنّ السىء برب العزة جل وعلا ، وقد قال جل وعلا عن عذابهم ووصفهم :( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا  ) الفتح 6 )

ثالثا :

هذا المحمدى المتدين لا يعرف مفهوم العبادة فى الاسلام .

  مفهوم العبادة فى الاسلام ينبع من :

1 ـ ( لا إله إلا الله ): هذا المحمدى يقول فى صلاته :( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ). هى تعنى أن تكون العبادة لرب العزة وحده ، ولكنه يكفر بقلبه بما ينطق به لسانه .

2 ـ إخلاص الدين لرب العزة جل وعلا وحده : ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي )( 2 : 3 ، 11 ،14 الزمر )

 3 ـ لأنه جل وعلا وحده هو الخالق : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) ( 21 : 22 البقرة ) ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) ( 102 ) الانعام )

4 ـ وهذا ما جاء فى كل الرسالات السماوية فى عبادة الله جل وعلا وحده : كل نبى كان يقول لقومه : ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) ( أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ ) ، وهو نفس الدعوة الاسلامية لأهل الكتاب :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ( 64  ) (آل عمران ) المحمديون يتخذون محمدا والصحابة والأئمة والأولاء أربابا من دون الله جل وعلا ، إذ لا يكفيهم رب العزة إلاها (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر) ، كما لا يكفيهم القرآن كتابا (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ

) ( 51 : 52 العنكبوت ) . !

رابعا :

مفهوم العبادة فى الاسلام يشمل كل أنشطة الانسان .  والعبادة ليست مجرد الصلاة والصيام والحج والزكاة بل تشمل :

1 ـ الاحسان بالقول وبالفعل وبالمال ، قال جل وعلا :( وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ) (36) النساء )

2 ـ التمتع بالطيبات مع الشكر للخالق جل وعلا ، قال رب العزة جل وعلا :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) ( البقرة 17 )

3 ـ إستعمار الأرض وتعميرها طلبا للرزق: بعض الأمم السابقة بلغت فى المعمار والتعمير شأوا بعيدا ، وضلت فأهلكها الله جل وعلا ، منهم قوم عاد وقوم ثمود . والنبى صالح قال لقومه ثمود: ( يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ) (61 ) ( هود ). إستعمرها قوم ثمود بمساكن لا تزال مبهرة حتى اليوم . المؤمن يقوم بتعمير الأرض إستثمارا لمواردها ، وسعيا فى الرزق إمتثالا لقول رب العزة جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) ( 15 )( الملك ).

4 ـ السير فى الأرض ( سياحة ):

4 / 1 : للتعرف على آثار الأمم السابقة وعمرانها الذى لا يزال باقيا ، قال جل وعلا :( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا )(َ 9 ) الروم ). هذه العبادة محرمة فى الدين الوهابى الذى يجعل الآثار رجسا من عمل الشيطان كما لو كانت معبودة مقدسة .

4 / 2  ـ السير فى الأرض سيرا علميا للتنقيب عن عظمة الخالق جل وعلا وآلائه ، قال جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌقُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) 19 : 20 ) العنكبوت ). الغرب يفعل هذا . المحمديون لا يفعلون هذا.

4 / 3  ـ السير فى الأرض بحثا عن الرزق ، قال جل وعلا : (فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) 17 ) العنكبوت)

4 / 4 : فى النهاية فإن أرض الله جل وعلا واسعة ، ولكن العمر قصير . ووفى هذا العمر القصير يكون من العبادة الرحلة والسير فى الأرض إمتثالا لقول رب العزة جل وعلا :( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )(56  :57) العنكبوت ).الخطاب هنا للمؤمنين عباد الرحمن . أى هى عبادة أن تتحرك سيرا فى الأرض خلال عمرك القصير فى هذه الدنيا .

5 ـ فى كل ما سبق من أنواع العبادات ( غير المألوفة ) للناس و (غير المعترف بها ) فى أديان المحمديين  لا بد من شرط الايمان بالخالق جل وعلا وحده لا شريك له وشكره وحده لا شريك له .

6 ـ تذكروا هذا جيدا : بإخلاص القلب لرب العزة جل وعلا وشكره على كل نعمائه تكون كل تصرفات المؤمن التقىّ عبادة . أخيرا :

نرجع للرسالة السابقة :

1 ـ هؤلاء الذين : (  يصلون الخمس، ويزكون زكاة السنة ومتزوجين بالحلال ويصومون رمضان بل و يقضون رمضان في مكة ساكنين الفنادق الخمس نجوم المطلة على المسجد الحرام مباشرة!  واذا انقضى رمضان رجعو لبلادهم ليحتفلو ا بعيد الفطر ويسهرون على حفلات المطربين مثل محمد عبدة وغيره بدون المحرمات مثل العري والخمر فأنهم محتشمين بلبسهم  ) وهذا الذى :( في اواخر العشرينات من عمره، مات ابيه، وورث الملاين منه. فتزوج بالحلال وذهب بزوجته ليسافر ويدور حول العالم. ايضاً يصلي خمسه ويزكى حين الحصاد من ما ورثه وقضى كل باقي حياته  في سفر ولعب وحب مع زوجته ...  ) ممكن  بما يعملون أن يكونوا مهتدين لو أخلصوا للرحمن دينهم بلا تقديس لبشر أو حجر . وممكن بما يعملون أن يكونوا ضالين إذا كان ممن يقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ويحج الى المسجد النبوى ويقرأ التحيات ..الخ .

2 ـ وهو إختيار ..وإختبار . وموعدنا أمام الواحد القهار .!!

اجمالي القراءات 8425

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   هشام سعيدي     في   السبت ٢٢ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85832]

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ


قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ. الاعراف. 33



أي أنها ليست خالصة في الحياة الدنيا لكنها خالصة فقط يوم القيامة حيث لا يشوبها كدر كما هو حال الطيبات في حياتنا الدنيا. 



الجزء الاخير من المقال يشرح هاتان الأيتان.



أدام الله عليك العافية و بارك في حياتك د. أحمد. 



2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٢٢ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85833]

تكملةالسؤال


شكرا استاذنا دكتور -منصور . وربنا يبارك فيك وفى علمك وفى صحتك...



هل تسمح لى أن أُكمل سؤال السائل الكريم ...



حضرتك تفضلت وشرحت كيف يكون المُسلم الغنى بما فيه الكفاية (كأهل الخليج ) مُهتديا مؤمنا بالله حق الإيمان ولكن هُناك جزء من فريضة إعمار الأرض لازال يحتاج إلى توضيح (بالنسبة لى على الأقل ) لو تفضلتم وهو : ...



هل يكتفى ذلك الميسور الغنى لما يكفى من اموال  فى إعمار الأرض بأن يفتتح مشروعات تجارية بحتة ((اراها لا قيمة لها على الإطلاق فى إعمار الأرض بالنسبة للبشرية بوجه عام )) كما نرى فى (( دُبى )) كمثال  فهى مدينة عبارة عن مخزن ووسيط  لتجارة الشنطة حول العالم ،ولم يُساهم أغنياءها بإختراع   (شنطة ،او حتى سرنجة حقن  )) فى تقدم  العلم وخدمة  العالم ، وإنما إقتصر دورهم على  أن يفتتحوا محلات عظيمة وكبيرة وفخمة وضخمة  لتجارة (الشنطة ،وسرنجات الحقن )) ، فهل هذا إعمار فى الأرض حقيقى يكتفون به ،ام انه من الواجب عليهم دينيا وتطبيقا لفريضة الإعمار فى  الأرض الغائبة.ان يحولوا مدينتهم  إلى مدينة علمية صناعية إنتاجية تُقدم الجديد للعلم و للعالم كل يوم فى كل العلوم التطبيقية المعملية لتُضاهى وتُضارع وتنافس  وتُشارك المدن العلمية الإنتاجية الصناعية الكُبرى فى العالم مثل ( فرانكفورت -ميلانو- تورنتو - وووو). وجامعاتها ومعامل ابحاثها التطبيقية  تُنافس الجامعات الأولى فى العالم فى الإنتاج العلمى  المُتميز ك( هارفارد - ماكجيل -  كمبريدج وووووو وجامعات إسرائيل ))؟؟؟



3   تعليق بواسطة   احمد المندني     في   الإثنين ٢٤ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85847]

المسلمون بالوراثة ورثوا الشرك بالله عن ابائهم


بارك الله فيك دكتور احمد وفي عمركم وصحتكم ونفع الله بك الامة



هذا السؤال هو حال المسلمون بالوراثة الذين ورثوا من ابائهم الصالح والطالح واشركوا بالله من اليوم الاول دون عقل وتفكر .



أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿الأعراف: 173﴾ 



ومقالكم دكتور احمد هو يالتالي ما يشرح الفرق بين المشركين بالماضي والمشركين في العصور التي تلت الي يومنا هذا بعد ان نبذت الامم عبادة الاصنام صراحة وظنت انها نجت من الشرك 



4   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الإثنين ٢٤ - أبريل - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[85850]

شكرا أحبتى ، وندعو الله جل وعلا أن يعيننا على الاستمرار


طالما أن القرآن الكريم محفوظ من لدن الرحمن ، فهو الحجة على البشر من وقت نزوله الى قيام الساعة . هو الصراع بين الحق القرآنى والوحى الشيطانى ، وفى النهاية فالبشر يوم القيامة سيكونون قسمين أقلية كانت تعبد الله جل وعلا وحده وتتقيه بالغيب ، وأغلبية كانت تعبد الشيطان . نرجو أن يجعلنا ربنا جل وعلا من عباده الفائزين والأشهاد على قومهم الضالين . 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5111
اجمالي القراءات : 56,690,775
تعليقات له : 5,445
تعليقات عليه : 14,818
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي