آحمد صبحي منصور Ýí 2017-01-17
القذافى ..وأنا .. شهادة للتاريخ :
مقدمة :
1 ـ ليس هذا حديثا فى تضخيم الذات عن علاقة مع ديكتاتور . فى نهاية الأمر هى العلاقة بين السيف والقلم ، وهو جدل لا ينتهى . القلم فى الأغلب يخضع لصاحب القوة ويرقص للمستبد فى صولجانه ، فيصبح صاحب القلم أحطّ من بائعة الهوى الرخيصة على ناصية الشارع . نادرا ما يقف القلم ضد صاحب القوة. يختلف الأمر مع صاحب القلم المتمرد .
فى الصراع بين السيف والقلم المتمرد ينتصر المستبد ولكن لا يلبث أن ينزوى بين سطور التاريخ فى سلة مهملات خاصة بأمثاله ، ويبقى صاحب القلم المتمرد حيا ما بقى فى الناس من يقرأ .
ليس مهما إن كان صاحب القلم المتمردعلى خطأ ، المهم أنه تعرض للإضطهاد على يد مستبد ، فأدخله إضطهاد المستبد الى دائرة الخلود ( الانسانى ) فى هذه الدنيا . بينما هبط بالمستبد الى صفيحة الزبالة . ابن حنبل لم يكن ذا شأن بين أصحاب الحديث ولم يكن بين الفقهاء المعدودين ، ولكن بسبب أنه تعرض للضرب بالسياط فقد خلّده التاريخ وصار أكبر شهرة من الخليفة المعتصم والخليفة الواثق اللذين إضطهداه . لم يزل ابن حنبل حيا بمؤلفاته المتخلفة حتى الآن . ولكن أين المعتصم والواثق ؟. إبن تيمية أكثر شهرة من ذلك السلطان المملوكى الذى حبسه، وهو السلطان بيبرس الجاشنكير. من منكم يعرف بيبرس الجاشنكير؟ نسيه الناس بمجرد مقتله ولا يزال ابن تيمية حيا بمؤلفاته الدموية حتى الآن .
هذا بالنسبة لمن يكتبون منكرا من القول وزورا ، ويخلدهم التاريخ بسبب ما تعرضوا له من إضطهاد. فكيف بمفكر إسلامى لم يسبقه أحد فى عدد مؤلفاته وفى مجالات الاجتهاد التى إكتشفها وإفتتحها ؟ وفى عدد التابوهات المقدسة التى حطّمها والأبقار المقدسة التى ذبحها ؟ وفى الصحوة التى بدأها وعانى فى سبيلها ولا يزال يحمل لواءها ؟. تشجع الناس بعده على السير فى الطريق الذى مهّده لهم ، وصاروا ينقلون عنه وينكرون فضله ، وهو سعيد بما يفعلون لأنه لا يبغى إلا وجه الله جل وعلا. لا يعنيه رضا الناس أو الشهرة بينهم ، فلم يلق من اكثر الناس إلا الجحود والنكران ، ومن بداية الطريق وحتى الآن لم يقم أبدا بإرضاء الناس على حساب رضى الرحمن جل وعلا . لا يزال ملتزما فى مكانه لا يحيد عنه ، يقترب منه كثيرون ويبتعد عنه كثيرون وهو فى موقعه لا يتزحزح عنه .
هذا المفكر المنحاز للخير والذى يسبق عصره يخاصمه عصره ولا يجد الانصاف من عصره . ولكن سيأتيه الانصاف فى الأجيال القادمة التى تتقبل أفكاره وتُثنى عليه بأثر رجعى . بالتالى أتوقع فى القرن القادم أن يتذكر الناس القذافى ومبارك والسيسى لأننى كتبت عنهم . من حُسن حظهم أنهم سيأخذون أجازة مؤقتة من صفيحة الزبالة التاريخية ليتذكرهم الناس من خلال كتابات أتوقع ـ بمشيئة الرحمن ـ أنها ستظل بعدى حيّة مضيئة ما دام فى الناس من يقرأ .
2ـ ليس هذا حديثا عن الذات ، بل هو تسجيل لوقائع ستكون تاريخية فيما بعد ، أكتبها ملتزما فيه الصدق ـ حسبما تسعفنى الذاكرة . وكل ما يكتبه الانسان أو ما يقوله سيؤاخذ به يوم القيامة . وقد انتهى القذافى ، وأنا أتكلم عنه فى غيبته ، ولن يأتى ليفنّد ما أقول ، وهذا أدعى لأن ألتزم بالصدق . وبعض الناس من أتباع الطّغاة يكتبون سيرتهم الذاتية بعد موت سيدهم الطاغية فيرفعون أنفسهم بالزور والبهتان على حساب سيدهم الطاغية الميت . هذا شأن الحثالة التى تمتهن شرف الكلمة ، ترقص للمستبد فى دولته ثم تنقض عليه تجريحا بعد موته تقربا لمستبد جديد ، وتنال الكثير من الحُطام والكثير أيضا من الاحتقار .
3 ـ جائتنى هذه الرسالة : أنقلها وأرد عليها :
( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أتمنى ان تكون بخير شيخنا الكريم..سؤال طرأ على بالي أمس، هل كان القذافي قرآنياً؟؟ فحين نتذكر تسلسل الاحداث في ليبيا كانت نهايتها المفجعة هي القذافي مقتولاً ببشاعة لا يفعلها الا أناس قد فرغت منهم انسانيتهم فضلاً عن اسلامهم. ولكن ما الذي حدهم على فعل هذا (عقدياً)؟ فكلنا يعرف انهُ كان ديكتاتورياً وانه مجرم ويحكم شعبه بسيف. ولكن صدام حسين ايضاً كان كذلك، ولكننا نرى الوهابيون ذاتهم يمجدونه ويعتبرونه شهيداً وبطلاً؟ لانه كان قاس مع الشيعة "الكفار".. ربما! فكما كان القذافي علمانياً، صدام كان كذلك. وكما كان القذافي يحكم بسيف، كان صدام كذلك. لماذا لم نرى ما فعل بالقذافي من أيدي السنين بصدام مثلاً؟ وهنا خلاصة الأمر... القذافي لم يكن سنياً ابداً. وهذا سبب حقدهم الدفين للقذافي فمع انه لم يكن قرآنياً بأخلاقه وتصرفاته ولكنه كان يؤمن بأساسيات أهل القرآن واولها هو رفض أي حديث ينسب للنبي عليه السلام وثانيها هو انكار الشفاعة. ونجد هذا من كلامه في مقابلة الاعلامي جميل عازر على قناة الجزيرة:
https://www.youtube. com/watch?v=buVsT9KjJzo
فهو يقول: "فالأول نحن انزلقنا في في تفسيرات خاطئة للاسلام والحديث وزوناه واستغليناه ومشينا في الخطأ.." "شنو هذي المهازل هذي.. ياخي مسموح لكل واحد يعمل مظهر بتاع شيخ ويتكلم بالاذاعه ومسموحله يتكلم ويسمعوه الملاين .. بكلام خطأ خطأ ما انزل الله به من سلطان! ويمشي ويسمعوه الشباب يعتقدو ان هذا صحيح.." "واحد يقول ... احنا ماعدناش نحب النبي محمد.. نقول صلى الله عليه وسلم.. لأن رسول الله لان مش عارف ايش.. لان جاب لنا القرآن .. لأن حبيب الله.. لا لا قالو لان يا اخوان عشان يشفعلنا! ميين قالك يشفعلك محمد!؟ محمد حتى نفسه مايشفعلهاش! كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [74:38] فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [74:48] ... مين قالك ان محمد يشفعلك؟!.." "قالو مدام عيسى غفر ذنوب تابعيه وبيكون شفيع ليهم .. ليش مانقلدهم ونقول حتى محمد تعهد بأن يكون شفيع لينا.. وسمو "عبدالشفيع" وشفيع وشفيع ليوم القيامه ويا شفيعنا ...ويامحمد!" "تقول الله، ساكتين.. تقول محمد! اوووووه صلى الله عليييه وسلمم شو هالنفاق وهالدجل هذا.. لانو محمد بيشفعلنا! ماهو الله اقوى من محمد هو الي بيقدر يحطك انت ومحمد في الجنة او بالنار!" فنرى هنا من كلامه انه ينكر الشفاعة صراحتاً، وايضاً يتفق مع منهج اهل القرآن بأن الصلاة على النبي هي وقار واحترام واتباع رسالتة. وليس كما يعتقد السنيون والشيعة بأنها تُقال شفوياً كلما ذكر النبي عليه السلام، وان كل ماكثرت، كلما تقربت من النبي في قبره وهو يعرفك ويرد عليك من خلال الملائكة الموظفين لذلك! واذا كنت فاضي مزبوط يعني وجلست طول اليوم ترددها او بمعنى اصح "جعلت صلاتك كلها للنبي" فسوف تكون من المحظوظين بفرصة الشفاعة!. القذافي في هذه الفيديو يتفق مع منهج أهل القرآن ايضاً بان البيت الحرام للعالمين وليس فقط للمسلمين! ويسطرد بشرح من هو المشرك ومن هو النجس بكلام عين الصواب برأيي.. https://www.youtube. com/watch?v=E2-wkJStqgk
وأخيراً نرى هؤلاء الوهابيون محوطين جثة القذافي يرددون "انك انكرت السنة"! "ياكافر"! "ابشرك بنار"!
https://www.youtube. com/watch?v=mKg1kRVWPVE
فهل أصبحت مذمة بأن ننكر ما يسيء للنبي عليه السلام؟ . الجرح العميق...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ) .وأقول :
أولا : فى مــدخـــــــل كتابى ( القرآن وكفى ) المنشور هنا قلت الآتى : (
1ـ في مطلع التسعينيات ,1990 كنت في حرب ضروس ضد الفقر المدقع والخصوم التقليديين . خصومي هم فقط الصوفية والسنيون السلفيون والأزهريون وجميع مؤسساتهم الدينية والعلمية والتعليمية والدعوية في مصر وخارجها، بالإضافة الى خصم وديع رقيق القلب و هو أجهزة الحكم القمعية في مصر المحروسة التي تتابع أنفاسي وتتلمظ لافتراسي.
كنت ـ ولا أزال ـ ضد تدين الجميع اناقشه بالقرآن . من الطبيعي أن يغلقوا كل أبواب الرزق في وجهى وأن يحيلوا حياتي الى رعب مستمر ومستقر كنت أداريه خجلا من نفسى . ولكن المفكر المسالم اذا دخل السجن ـ وخصوصا السجون المصرية ـ ولو لبضع اسابيع ، فإنها لا تخرج منه أبدا ، يظل يحمل السجن في داخله مهما طال به العمر ، ويظل يتحسب له ، خصوصا أذا كان مثلى لا يملك شيئا من حطام الدنيا ولا يعرف ماذا يحل بصغاره اذا أرجعوه الى غياهب السجون . بل انه يعرف ماذا ينتظره من رفاق السجن ، ومعظمهم متطرفون وخصوم له في الدين ، يرون جهادهم في الاجهاز عليه لحظة العثور عليه كما أفتى الفقيه ـ المعتدل ـ شيخ الاخوان المسلمين " سيد سابق " في كتابه الأشهر " فقه السنة " عن حكم الزنديق . وانا عندهم زنديق عريق . وخصومي من المتطرفين والحكوميين المفسدين المستبدين ـ مع الحرب الدائرة بينهم ـ الا انهم اتفقوا على شيء واحد ، هو اضطهادي وملاحقتي .
2 ـ وكانت فكرة إدخالي السجن للمرة الثالثة ـ وبأي ذريعة مقبولة ـ تحقق أملهم في التخلص منى الى الأبد ، حيث سيضيع دمى بين قبائل المساجين . ولهذا السبب كانت العادة السيئة لأمن الدولة هي استدعائي كل حين لإرهابي وترويعي ، خصوصا مع احتمال وارد اذا قرر ضابط أمن الدولة أن يمد استضافتي ليلة في سجونهم غير الرسمية التي يحشرون فيها ضحاياهم حشرا ويعذبونهم وفق روتين يومي عادى. وأغلب الضحايا متطرفون يتوقون للانتقام والجهاد ، ووجودي معهم يحقق رغبة الجميع في التخلص منى. وقد جربت هذه السجون الملاكي يومين فقط سنة 1988 ولكن الله تعالى سلم فلم يتعرف على أحد وقتها.
3 ـ هذا الفقر المدقع المغلف بإرهاب الدولة وارهاب المتطرفين لم يوقف أبدا إنتاجي العلمي ولا إصراري على استمرار الجهاد السلمى لإصلاح المسلمين بالإسلام ، والدليل هو صدور هذا الكتاب سنة 1991 بعد قصة لم يحن بعد الكشف عن تفصيلاتها ، وأغلب التفصيلات مع غيرى الذين تولوا طبع الكتاب ونشره. وبعض هذه التفصيلات كتبها الصحفي المصري الهامى المليجي في الأهرام العربي وقد كان وقتها قريبا من الأحداث.
4 ـ ما أعرفه أن أحد المسلمين المستنيرين في المانيا كتب الى" المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر " في ليبيا يقترح عليهم نشر مؤلفاتي ويعرفهم بمعاركي مع السنيين ومقالاتي الأسبوعية في جريدة الأحرار . وقتها كان القذافي يرفع لواء انكار السنة وكان خصومي في مصر يؤلفون مسبقا روايات عن علاقات بيننا . ولم يفكر أحدهم اذا كان هذا صحيحا فلماذا أعانى الفقر في مصر ولماذا لا أشد الرحال الى احدى الجامعات الليبية أنعم فيها بما كان ينعم به بعض زملائي وتلامذتي.
5 ـ لا يعرفون أن المفكر الحر يستحيل أن يكون أجيرا لدى أي حاكم مستبد . قد تلجأ سلطة مستبدة لنشر كتاب لي مضطرة أو تشجع نشره اذا كان ذلك يحقق مصلحة وقتية لها ولا يستطيع أذنابها من الفقهاء الاجتهاد في تأليفه . حدث هذا في بعض كتبي التي تثبت التناقض بين الاسلام والتطرف . مثلا احتفلت السلطة المصرية بكتابي "حد الردة" الذى كتبته في أعقاب اغتيال صديقي الدكتور فرج فودة ، والذى يؤكد بأدلة قطعية أن عقوبة قتل المرتد تناقض الاسلام. فتم نشره مرات عديدة لأن الاتهام بالردة وجهته الجماعات الارهابية الى رموز السلطة المصرية ولاحقتهم بمحاولات الاغتيال ، لذا كان هجوم شيوخ الأزهر على هذا الكتاب معتدلا . بل أنهم سنة 2002 أفتوا أن المرتد لا يقتل ولكن يستتاب فقط.
نفس الحال مع نظام الحكم القذافي في ليبيا الذى رأى أن بعض كتبي قد تشد أزر العقيد المهووس بالثقافة والفكر والاعلام . وفى كل الأحوال فان هذا التلاقي الاستثنائي محكوم عليه مقدما بأن يكون جملة اعتراضية استثنائية في العلاقة بين عقليتين متناقضتين : عقلية الاستبداد والاستعباد التي لا ترى في الكاتب المثقف الا راقصا في مواكبها, وعقلية المفكر الحر الذى يسمو بنفسه عن حطام الدنيا ومواكبها لأنه يقرأ التاريخ ويتـعـقـله ويرى كيف يخلد القلم المناضل وينتصر دائما على سيف الطغيان . لا يمكن للعقليتين أن يتفقا حتى اثناء تلك الجملة الاعتراضية.
6 ـ اتصل بي مسئول ليبي كبير واتفقنا على أؤلف لهم كتاب " القرآن وكفى مصدرا للتشريع". وفى اسبوعين بالضبط انتهيت من تأليفه واعطيته لهم . يقول الصحفي الهامى المليجي الذى تابع الموضوع معي بحكم صلاته بالقيادة الليبية وقتها ان القذافي قرأ الكتاب وأعجبه ووافق على نشره على اساس تغيير العنوان الى " لماذا القرآن ؟ " وتغيير اسم المؤلف ليكون " د. عبد الله الخليفة". ووافقت طالما لن يغيروا شيئا في صلب ما كتبت. وكان مقررا طبع الكتاب في القاهرة ليوزع في مصر أولا. وفزعت احدى المحجبات وكانت تعمل في المطبعة حين قرأت صفحة من الكتاب فأبلغت مباحث أمن الدولة. فتحفظوا على جميع نسخ الكتاب وارسلوا نسخة منه الى الأزهر{ الشريف جدا } فقرر مصادرته في الحال اذ أدركوا كما قيل لي بعدها أننى المؤلف الحقيقي للكتاب ، وفعلا حملت عربة نقل كل نسخ الكتاب لتلقيه الى اولى الأمر الليبيين على الحدود ، تم نشر نسخ الكتاب في ليبيا ولكن قامت عليه حملة السنيين الليبيين أيضا. فوافق القذافي على مصادرته لأن موضة أو هوجة انكار السنة بهتت لديه واصبح مشغولا بلعبة أخرى. وانشغل الجميع عن بقية مستحقاتي المالية لديهم و ضاعت . ).
ثانيا : بالاضافة الى ماسبق أقول :
1 ـ أعطيت المسئولين الليبيين كتابى المخطوط وقتها ( الشورى الاسلامية ) وهو منشور هنا ، وقيل لى إنهم طبعوه .
2 ـ أعطيت لهم كتابى المخطوط وقتها عن ( الحج )، وفيه أن الحج أربعة اشهر من ذى الحجة الى نهاية ربيع الأول ، وأن البيت الحرام يجب أن يكون مفتوحا الحج اليه لكل الناس المسالمين . ولم ينشروه ، ولكن ظهرت آثاره فى أحاديث القذافى فيما بعد . وهذا الكتاب منشور هنا .
3 ـ أعطيت لهم كتابى المخطوط لها عن التصوف وأثره فى مصر دينيا وسياسيا وأخلاقيا ، وفيه نفى الشفاعة للبشر وسائر خرافات الصوفية . ولم ينشروا منها شيئا ، ولكن ظهر أثر هذا فى هجوم القذافى على الصوفية وتسميته لهم بالزنادقة . وكتاب التصوف منشور بأجزائه هنا .
4 ـ أعتقد أنهم حصلوا على مؤلفاتى الخمس التى قررتها عام 1985 على طلبة جامعة الأزهر ، وبسببها كان إضطهادى عامين الى أن تركت الأزهر وأدخلونى السجن . كنت متهما من شيوخ الأزهر وقتها بإنكار الشفاعة والعصمة المطلقة للنبى وإنكار القول بأنه اشرف الأنبياء وأفضلهم .
ثالثا :
1 ـ كل ما حصلت عليه من نظام القذافى ألفين من الجنيهات ـ حسبما أتذكر ـ تحت حساب نشر كتاب ( القرآن وكفى ). وضاعت بقية المستحقات عن هذا الكتاب وغيره.
2 ـ حضرت مؤتمرات فى ليبيا ، وحضرها مثقفون يساريون وإعلاميون وصحفيون ، أغلبهم كان يقبض من أجهزة القذافى . وأنا شاهد على هذا بنفسى. أشهرهم كاتب صحفى عميل للمخابرات المصرية، رفع لواء العروبة وتقلب فى خدمة صدام والقذافى ، والآن السعودية . وفى كل الأحوال كان ولا يزال صنيعة الأمن المصرى ، كان يستخدمه معول هدم للأحزاب المعارضة ،والان تتغير مواقفه حسب بوصلة المستبد المصرى ، من مبارك وابنه الى طنطاوى الى محمد مرسى الى السيسى .
رأيت طوابير مثقفين يقبضون من أجهزة القذافى فى تلك المؤتمرات ، بينما أرجع أنا خالى الوفاض متمتعا بكرامتى وحريتى فى النقد بأعلى صوت . فى حضور القذافى طلبت مقابلته فى ورقة أرسلتها اليه وأنا فى الصف الأول فى مؤتمر عقده . قرأ الورقة وهاجم ـ مرتجلا ـ السطحيين من المثقفين . وفهمت الرسالة . فى هذا المؤتمر ــ وهو آخر مؤتمر حضرته وقفت ضد بيان أصدره مسبقا يأمر بالتوقيع عليه مقدما . إنتقدته بأعلى صوت تلاحقنى نظرات الغضب من أتباعه . وخشى أصدقائى علىّ من مغبة غضبه . وسبق أن حذّرنى منه ضابط أمن الدولة فى منفذ السلوم . أعتقد أن القذافى لم يمسنى بسوء وقتها لأننى لم أقبض منه شيئا . إكتفى بمعاقبتى بمصادرة مستحقاتى المالية .
أخيرا :
مات القذافى ، وسأموت . وسنلتقى خصوما أمام الواحد القهار .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,688,503 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤا ل الأول : كنت أتكلم مع خالى وقال لى...
المشيئة والتمنى : يعجبن ى قول المتن بى : ( مَا كلُّ ما...
وهم راكعون .!: ما معنى ( ويؤتو ن الزكا ة وهم راكعو ن ) هل...
تشريعات القرآن : هل كل التشر يعات في القرآ ن الكري م واجبة...
الضياء والنور: بالنس بة لموضو ع الضوء والنو ر في القرآ ن ...
more
أكرمكم الله جل وعلا وجزاكم خيرا .
كتاب ( القرآن وكفى ) كان معظمه مخطوطا بخطى ، وكنت أعيره لبعض الناس يطبعون نسخا منه يتداولونه بينهم . وطلب منى بعضهم أن يتحدى به بعض الشيوخ فوافقته ، فوصل اليهم . ثم بعدها وصل الى ليبيا فوافقوا على نشره بعد تغيير الاسم الى ( عبد الله الخليفة ) وتغيير العنوان ( القرآن لماذا ) . وبعد مصادرة الكتاب فى المطبعة إحتفظت أمن الدولة ببعض نسخ وأرسلتها الى الشيوخ للإستعلام عما جاء فيه . طبعا سكتوا ، وهم يعلمون أن عبد الله الخليفة هو أنا ، وأن ليبيا وراء نشر الكتاب . ثم نشر د المسيرى ـ وهو استاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وقتها ــ مقالة كبيرة فى جريدة ( الحقيقية ) يتساءل فيها عن المؤلف الحقيقى لكتاب ( القرآن لماذا ) هل هو عبد الله الخليفة أو أحمد صبحى منصور ، وحكى انه جاءته نسخة بخط أحمد صبحى منصور وتوقيعه فيها محتوى الكتاب . ثم يبدو أن الشيوخ رأوا أن من الأفضل السكوت عن إثارة الموضوع للتعتيم على المؤلف والكتاب . بالمناسبة كل هؤلاء الشيوخ كانوا وقتها اصحاب نفوذ تسمع لهم ( أمن الدولة ) وتطيع . ولكن لم يسمع بهم أحد بعد موتهم . جاء بعدهم حثالات أخرى وسيأتى بعدهم حثالات أخرى ، وقد يلمع أحدهم مثل نجوم الفن الرخيص ، ولكن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس . وقد قلتها عام 1985 لرئيس جامعة الأزهر وقتها د محمد السعدى فرهود والذى أحالنى للتحقيق . قلت له فى ورقة مكتوبة أعتقد أنها لا تزال فى ملف القضية : إن إسمه سينساه الناس بعد قليل ، ولكن إسمى سيبقى حتى بعد موتى . ونسى الناس هذا الفرهود بعد خروجه الى المعاش ، وهو حتى لم يكن معروفا خارج اسوار جامعة الأزهر . وهو نفس الحال مع شيوخ اليوم . مجرد حمير للسلطان . التاريخ قد يذكر السلطان بعض الوقت ولكنه لا يتوقف كثيرا عند حمير السلطان .