آحمد صبحي منصور Ýí 2016-05-08
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ ...!!.
مقدمة :
هذه محاولة للتدبر فى قول رب العزة جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21) الاسراء )
أولا :
1 ـ الآيات الكريمة تجعل الاختيار للبشر بين إثنين : إختيار العاجلة ( أى الدنيا وزينتها ) أو إختيار الآخرة بالايمان والعمل الصالح . هذا الاختيار لكل فرد من البشر يترتب عليه نتيجة مقررة عليه أن يواجهها . إن إختار العاجلة ( أى الدنيا وزينتها ) فسيأخذ رزقه المحدد له بتقدير رب العزة ، أى لا يحقق مُبتغاه وهواه كما يتمنى من هذه الدنيا العاجلة ، ثم تكون الكارثة فى اليوم الآخر الذى أعرض عنه ، وفيه يكون خالدا فى الجحيم . أمّا إن إختار الآخرة ـ ليس مجرد كلمة أو شعار يرفعه ــ بل إختار الاخرة وعمل لها عملا صالحا مقترنا بإيمان بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له ، فالنتيجة أنه أيضا سيأخذ رزقه المحدد بتقدير رب العزة شأنه شأن الصنف الاخر ، ولكن مصيره الخلود فى الجنة . أى إن كلا الفرقين يأخذ الرزق المقدر والمقرر له وفق قوانين رب العزة جل وعلا التى تنطبق على الجميع بغض النظر عن الايمان أو الكفر ، فعطاؤه قليلا أو كثيرا هو للجميع ، ولكن الفائز هو المؤمن الذى عمل الصالحات ، فيصلح بها للخلود فى الجنة . أما من يريد العاجلة ففى النهاية سيترك كل ما جمعه ويواجه الخلود فى النار .!
2 ـ أغلبية البشر الساحقة تختار الدنيا وزينتها وتنسى الآخرة ، يقول رب العزة جل وعلا : (كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) القيامة ). تختار العاجلة وتنسى يوما ثقيلا خالدا بنعيمه أو بعذابه ، يقول جل وعلا عنهم:( إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) الانسان ) . وفى القرآن وفى صحف ابراهيم وموسى عليهما السلام قال جل وعلا لهم: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)الاعلى ) . هذا الذى لا مكان فى قلبه إلّا الحياة الدنيا يجب الاعراض عنه ، فلا متسع لديه لقبول العظة ، يقول جل وعلا : (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) النجم ).
3 ـ هذه الأغلبية من البشر هى التى إختارت ، وهى التى ظلمت نفسها بإختيارها ، بل صممت على هذا الاختيار ودافعت عنه ، وهاجمت من يدعوها للهداية لكى تفوز بالجنة. وإستعانت بشيوخ الضلال الذين يشترون بآيات الله جل وعلا ثمنا قليلا ،(البقرة (174) (175)) .وهؤلاء الذين إختاروا العاجلة يقدمون الأموال لشيوخ الضلال ، وبأموالهم ( السُّحت ) تُقام بيوت العبادة من مساجد وكنائس ومعابد .
4 ـ وبعض الذين يختارون العاجلة والدنيا وزينتها يقيمون المستشفيات وبيوت رعاية الفقراء والأيتام ، ويتبرعون لرعاية البحث العلمى المفيد ويحتضنون النابغين من الطلاب الفقراء . وهذا مشهور فى الغرب . هم يفعلون هذه الصالحات بلا إيمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له وبلا إيمان باليوم الآخر. يعملون الصالحات فى هذه الدنيا بينما ينكرون الآخرة ولا يعملون لها . هؤلاء يجزيهم رب العزة فى هذه الدنيا فقط ، يجزيهم بخيرهم خيرا ، دون أن يبخسهم عملهم فى هذه الدنيا . أى إذا تبرع بمليون رزقه الله جل وعلا بمليون ، أى أتاه أجره فى الدنيا التى هو غارق فيها ، ولكن لا أجر له فى الآخرة التى لم يؤمن بها ولم يأبه بها ولم يعمل لها . أى يحبط الله جل وعلا عمه الصالح الذى قدمه فى الدنيا رياء و تقربا لأهل الدنيا ، ثم لا يجد فى الآخرة إلا الخلود فى النار. يقول جل وعلا : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) هود ).
ثانيا :
1 ـ لو كان الحصول على الثروة مرتهن بجهد الانسان وأمنيته وهواه لأصبح كل البشر يملكون البلايين وما كان منهم فقير . لو نظرت فى الحياة العملية لوجدت التكالب على الدنيا على أشده ، بل يصل الى درجة الاقتتال ، ليس فقط بين الأفراد بل بين الدول . لا يحتاج هذا الانسان الى من يوصيه بالحصول على المال لأنه ينام ويصحو لا يفكر إلا فى الحصول على المال ، وإذا أوتى مالا طلب المزيد . وأصحاب البلايين لا يشبعون مهما تضخمت بلايينهم . ومع هذا فلا تجد إنسانا على حاله ، تجد فقيرا أصبح ثريا ، وتجد بليونيرا أفلس واصبح معدما ، وتجد شخصا تجوّل وتقلّب فى سيرة حياته بين الغنى والفقر ، ورث ثروة فبددها ، ثم عمل فاستعاد جزءا منها ، ثم أصاب مصنعه حريق ، أو خسرت أسهمه ، فعاد فقيرا . كما يقول المثل فالدنيا دوارة ، مثل الساقية ترتفع بناس وتهبط بآخرين ، ثم تعلو بهؤلاء الآخرين وتهبط بالسابقين . لا يختلف على هذا أحد .
2 ـ إنما الذى لا يعلمه الكثيرون أن هذا بقوانين رب العزة ، وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) ، فهذا الذى ( يريد العاجلة ) لا يبلغ ولا ينال (مراده )، لأن رزق الرحمن هو بتقدير الرحمن من حيث المقدار ومن حيث الأشخاص أى : (مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ) . فبمشيئته يكون تقدير الرزق قليلا او كثيرا وبإرادته يكون هذا الشخص غنيا أو فقيرا ، وهذا يختلف حسب الزمان ، هو ثرى اليوم ومفلس غدا أو العكس .
ويترتب على هذا ظاهرة إجتماعية هى التفاوت فى الثرة ، أو التعبير القرآنى : ( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ) (71) النحل ). فهذا التفاضل فى الرزق بين البشر مرجعه لرب العزة جل وعلا ، ولا يتوقف على إرادة البشر . بتعبير آخر ، فالله جل وعلا هو الذى قسّم أرزاق البشر ، ورفع بعضهم على بعض ، أثرياء وفقراء ، يقول جل وعلا : ( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ )(32)الزخرف ) .
3 ـ وهناك تعبير قرآنى فى هذا الصدد يتكرر ،وهو البسط من الله جل وعلا فى الرزق والتقدير فيه ( لمن يشاء من البشر ) ، أى البسط بزيادة الرزق ، والتقدير بتقليله .
مع ملاحظة أننا نتكلم هنا ـ ليس عن الرزق الأساس الذى يملأ الرئتين هواءا والمعدة طعاما وشرابا ويغطى الجسد ثيايا ، ولكن نتكلم عن الرزق الوهمى ( حسابات البنوك ، العقارات ، وسائر زخارف الدنيا وزينتها .) هنا تجد الفقير ساكن الكهف والغنى صاحب اليخت والبخت، كلاهما تمتلىء رئتاه بالهواء ومعدته بالطعام والشراب ولكن الفارق فيما عد ذلك .
الله جل وعلا يربط البسط والتقدير فى الرزق بعلمه الالهى بعباده ، ويتكرر فى الآيات كلمة ( من يشاء ) أى من الأفراد . يقول جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) الاسراء )( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) العنكبوت).
أكثرية الناس لا تعلم هذا : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (36)سبأ ). فهى قضية إيمانية لمن يؤمن بالرحمن جل وعلا، يقول جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)الزمر ) ، لأن الذى يملك هذا هو من بيده مقاليد السماوات والأرض والذى هو عليم بكل شىء : (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) الشورى ) . ومن علمه جل وعلا أنه لو بسط الرزق للجميع لانتشر البغى فى الأرض ، يقول جل وعلا :( وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) الشورى ). وهذا موضوع تدبره يطول ، ويكفى فيه قوله جل وعلا : ( كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) العلق ). تخيل البشر وقد تحولوا كلهم طُغاة .!
ثالثا :
1 ـ وجاء فى القرآن الكريم الذى نزل بعلمه جل وعلا أنّ من أسباب الرزق هو تقديم الصدقة . بعض الناس يرى فى ( ربا الصدقة ) نماءُّ لماله ( ربا الصدقة : أى يأتيك الفقير يطلب صدقة فتعطيه قرضا بربا لتزيد من أموالك ولتزيد من مُعاناته ) . والله جل وعلا هو الذى جعلك ثريا ( ليختبرك ) وجعله فقيرا ( ليختبره ) . وأنت وما تختار : إذا أعطيته صدقة بإعتباره من المستحقين فإن مالك يربو وينمو ويبارك فيه رب العزة . إذا رفضت إعطاءه حقه من الصدقة وأقرضته بفائدة ربويه ، فقد خسرت ، وفى النهاية فإنه جل وعلا هو الذى يبسط الرزق (لمن يشاء ) ويقدر . يقول جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38) وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39) االروم ). يضاعف جل وعلا الصدقات ويٌربى أى يٌزيد مال المُزكّى .
2 ـ ويتكرر هذا فى قوله جل وعلا : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ ) . أى ما تنفقه من صدقة يُخلفه الله جل وعلا عليك رزقا منظورا ورزقا غير منظور ، فى صحتك وسعادتك وأن تقرّ عينك بأهلك وأولادك .
3 ـ وبالتالى فالذى يبخل إنما يحرم نفسه هذه ( البركة ) فى الرزق ، أو بالتعبير القرآنى : (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ). وجاء هذا فى آية كريمة تدعو للتبرع جهادا بالمال فى سبيل الرحمن جل وعلا ونصرة دينه ، يقول جل وعلا : (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)
أخيرا :
1 ـ هذه الزينة فى الدنيا هى إختبار لنا ، يقول جل وعلا : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) الكهف ). وهى ضمن إبتلاءات حياتنا الدنيا ، والتى يتداخل فيها الخير والشر ، يقول جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الانبياء ). الفقر قد يكون شرأ وقد يكون خيرا ، هذا حسب موقفك منه ، هل صبرت أم كفرت ، وهذا الثراء إختبار : هل بالنعمة كفرت وطغيت أم شكرت وحمدت ؟
2 ـ الراسبون فى هذا الاختبار والذين هم ممن قال عنهم رب العزة : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ ) يرى الخير فى النعمة فيغتر ويرى الشر فى المحنة فيكفر : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر ). يفرح بالدنيا ومتاعها القليل الوقتى الزائل ، وينسى الآخرة ، يقول جل وعلا : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ (26) الرعد ).
ودائما : صدق الله العظيم .
ما أحوجنا في هذا العصر لهذه الذكرى والموعظة والتنبيه من الغفلة، والتيقظ والحذر من هذه الحياة المادية المركبة المعقدة، اللاهية تلهو معنا وتلهينا، ويأتي الدكتور / منصور فيصلح المعوج من حال النفس ودواءه وبلسمه هو الكتاب العزيز حباً في الله تعالى وفي كتابه ونور الكتاب الذي هو نور السموات والأرض.
لابد من أكثر من تذكرة قرءانية "مقال" ملئ بالآيات والاجتهادات، من كاتب المقال، والمحاورين وجعله الله تعالى في ميزان الحسنات والأعمال الصالحات.
دمتم بكل خير وعافية.
اختلف القوم حول ..هل الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر ؟ وذلك لانه أُختُير في تحمله للفقر وصبر ولم يقنط .. أم العكس الغني الشاكر افضل لانه تذوق المال وحلاوته و نجح في اختبار الشكر وادى ما عليه في ماله من حقوق .. ولا احد يستطيع ان يجزم تماما إلا العليم بخبايا النفوس وما تخفي الصدور ولكن لكل اختباره ، والأفضلية لاكثرهما تقوى من وجهة نظري
استاذي العزيز دكتور احمد تحية طيبة
استاذي في كل مقال لك تزيح عن الصدور عبئ ثقيل وتنير الفهوم والطريق اثابك الله خير الثواب
اخي العزيز الى القلب بعد قراءة المقال اصبحت خريطة المجتمع واضحة اذ اصبح ما نراه من حولنا مفهوما
ليس ذالك معناه ان نحكم على الناس مسبقا انهم اهل النار او اهل الجنة ولكن قد نستطيع ذالك بعد موتهم حسب سيرتهم في حياتهم ليس علما بغيبهم ولكن ليكون موقفنا ثابت امام ربنا سبحانه
الله يأمرنا بعدم الصلاة على الكفار بعد موتهم
ولكن بالرغم من وضوح الامر بالاعراض عمن تولى عن ذكر الله يبقى السؤال القائم هل نتوقف عن دعوة غيرنا الى الحق ولو حتى من قبيل المعذرة الى ربنا مع العلم ان هؤلاء الناس قد يكون بعضهم اهلنا وابناؤنا والقلب يتألم لفقدانهم باتباعهم سبل الشيطان
دمت طيبا اخي العزيز علما وانني لست ناسيا نبي الله نوح ومحاولاته مع ابنه او نبي الله ابراهيم ومحاولاته مع ابيه
فهل نحاسب على شفقتنا وحرصنا على هداية اهلنا
سنظل نستسقي منه الي يوم الدين .. قل بفضل الله وبرحمته فبذالك فليفرحوا هو خيرا مما يجمعون - ودائما صدق الله العظيم ؟
معظم الناس يحب العاجلة كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) القيامة ...
إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) الانسان ,
ليس معنى ابتغاء الآخرة هو كراهية الدنيا او اهمالها ....ولكن عليك ان تبتغي بها وما اتاك الله فيها الدار الآخرة .. وبعض الناس قد يهمل الدنيا .. لذلك فإن الله يقول في نفس الآية ولا تنسى نصيبك من الدنيا (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) القصص
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) الاسراء
الانسان عجولا لأنه خلق من عجل ( وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً (11) الاسرا ء .. خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ (37)الانبياء
عطاء البشر للبشر هو عطاء انتقائي يدخل فيه الكثير من العوامل هذا بالطبع للبشر المعطائين ..
اما البخلاء فحدث ولا حرج فهو يبخل على نفسه وعلى الجميع ..
اما عطاء الله سبحانه وتعالى فهو ليس فيه تمييز بسبب الدين أو اللون أو العرق فالكل عبيده .. ( كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ ( من اراد الآخرة أو من اراد العاجلة )مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20 الاسراء ..
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,691,167 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
مسألة ميراث: هل يرث ابن الاخت مع ابن الاخ في عدم وجود ابن...
إمامة المرأة: هل يجوز ان تؤم المرآ ة الرجا ل في الصلا ه؟ ...
الايلاف والبترول: من قراءت ى لما تكتب جاء لى خاطر بأن الله تعالى...
حفظ القرآن وتجويده: اود منك د/احم افادت ي بخصوص احكام حفظ...
ذكر الله وحده: في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه...
more
هذه العاجلة .. هذه الدنيا .. هذه الفانية .. ما هي إلا ممر لدار أخرى مقر و مستقر .. كم سيعيش الإنسان فيها بحسه و عقله بعد حذف سنوات الطفولة المبكرة و سنوات العجز و الشيخوخة ... ثم ماذا بعد !! إنه الموت و النهاية من هذه العاجلة .. الحياة جميلة و رائعة طالما آمنت بالله جل و علا و عملت صالحا و ادركت ان هناك آخرة و حساب و نتيجة و عرض ... لا إله إلا الله ... و صدق الله العظيم الذي قال عن هذه الحياة بأنها متاع الغرور حيث يقول سبحانه : وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .