آحمد صبحي منصور Ýí 2014-08-11
أولا
1 ـ يحتدم الصراع الفكرى فى مصر الآن بين أفراد متنورين وشيوخ داعش المسيطرين على الأزهر والأوقاف . هؤلاء الأفراد المستنيرون شجعتهم دعوة الرئيس السيسى الى إصلاح التعليم ( والتعليم الأزهرى فى الأساس ) وإصلاح الخطاب الدينى ( واحاديث السنّة البخارية فى الأساس ) . تشجعوا فقالوا شيئا فى إنكار بعض الأحاديث والأساطير السنية ، ووقع بعضهم فى خطيئة كبرى إذ تعرض لإله السنيين الأعظم ( البخارى ) فصدر ضده أمر بالضبط والإحضار بتهمة ( إزدراء الدين ) لأن البخارى عندهم هو الدين والوقوع فى نقده جريمة تستوجب القتل بما يسمى عندهم ( حد الردة ) ، أو على أقل تقدير السجن بضع سنوات بتهمة إزدراء الدين . وقد دفع بعض القرآنيين هذا الثمن عام 2001 فدخلوا السجن بضع سنين بنفس التهمة ، ولا يزال قانون إزدراء الدين يطارد القرآنيين بالذات ، لا يزال عصا السلطة التى يستخدمها شيوخ داعش فى الأزهر والأوقاف ضد أهل القرآن .
2 ـ شيوخ داعش فى الأوقاف والأزهر لم يقوموا بواجبهم الوظيفى الذى يوجبه قانون الأزهر رقم ( 103 ) 1961 ، وهو أن واجبهم هو ( تجلية حقائق الاسلام ) . وهذا يعنى أن هناك ( أكاذيب ) ارتدت ثوب الحقائق ظلما وزورا ( مثل أكاذيب البخارى وغيره ) وواجب علماء الأزهر انكارها وتبرئه الاسلام العظيم منها ، وأن هناك حقائق اسلامية ( قرآنية ) مجهولة تم تغييبها وتجاهلها وطمسها عبر القرون وواجب علماء الأزهر تجليتها وتوضيحها . وهذا ما فعلته فى جامعة الأزهر فانتهى مصيرى الى العزل ثم الى السجن .
3 ــ شيوخ داعش فى الأزهر والأوقاف ظلوا يمارسون دورهم التدميرى فتخرج على أيديهم آلاف الطلبة الارهابيين الذين قاموا بالقتل والتدمير . أنفقت عليهم الدولة المصرية وعلى شيوخهم البلايين ، وكانت النتيجة وبالا على مصر . ثم ظهرت ( داعش ) فى الشام والعراق تطبق الدين البخارى السنى الحنبلى الوهابى السلفى الذي يقوم شيوخ الأزهر الداعشيون على حمايته ، والذى من أجله يُرهبون من يناقشه بالسجن والقتل . داعش الآن فى قاع مصر ( لوجيستيا من أفراد وعصابات ) . تسللوا لمصر وقت حكم الاخوان ، وينتشرون فيها . الخطورة العظمى أن فكر داعش هو الذى يحميه شيوخ الأزهر والأوقاف ، أى سيظهر آلاف ومئات الألوف متأثرين بفكر داعش ، يجعلون جهادهم فى تدمير مصر . لو إستطاع الرئيس السيسى قتل كل الداعشيين وإبادتهم عن آخرهم فإن فكر داعش سينتج أضعاف أضعافهم طالما ظل شيوخ داعش متحكمين فى الأزهر والأوقاف والاعلام والتعليم . الحل ليس بالمواجهة الأمنية العسكرية فحسب بل بالمواجهة الفكرية من داخل الاسلام . أى بالاصلاح للتعليم والفكر الدينى . بداية الحل فى التخلص من شيوخ داعش فى الازهر والاوقاف واصلاح مناهج الأزهر السلفية ليقوم الأزهر بدوره التنويرى الذى ينُصُّ عليه قانون الأزهر نفسه ( 103 ) 1961
4 ـ الكرة الآن فى ملعب الرئيس عبد الفتاح السيسى .. هل يقوى على مواجهة شيوخ داعش فى الأوقاف والأزهر ؟ أم يتراجع عن معركته فى إصلاح التعليم وإصلاح الفكر الدينى ليترك لشيوخ داعش السيطرة على عقول الناس لانتاج المزيد من ملايين الارهابيين فى مصر وخارجها ؟ هل سيقوى على إلغاء قانون إزدراء الدين الذى يستخدمه شيوخ داعش فى الأزهر والأوقاف لحماية جهلهم ومكانتهم ونفوذهم وعجزهم عن أداء وظيفتهم التى ينُصُّ عليها قانون الأزهر ؟ أم يتراجع ويستسلم لتسقط مصر ثانية فى براثن الدواعش المصريين ؟
5 ـ كاتب هذه السطور لا يملك إلا قلمه ومقدرته البحثية وإيمانه بالله جل وعلا وحبه للرسول الكريم خاتم النبيين ، وبسبب هذا الحب قاسى ولا يزال من أجل تبرئة الرسول عليه السلام من تلك الأكاذيب التى إختلقها البخارى وابن حنيل والشافعى ومالك وغيرهم . من عام 1977 وحتى الآن كتبت ما يزيد عن أربعة آلاف من المقالات والأبحاث والفتاوى والكتب . وهو عدد غير مسبوق فى التاريخ الفكرى للمسلمين . وهذه المؤلفات تحوى تجديدا غير مسبوق فى تاريخ المسلمين . المنشور هنا من هذه المؤلفات حوالى 70% والباقى لا يزال ينتظر النشر ، ومنها موسوعات عن التصوف وتاريخ المسلمين . الكتابة البحثية هى ما فى وسعى ، ولا يكلف الله جل وعلا نفسا إلا وسعها . الذى ليس فى وسعى وليس فى إمكاناتى أن تصل كتاباتى الى أبعد مدى ممكن لنشر الاصلاح السلمى . حتى الآن لا أنشر مقالاتى إلا فى موقعنا ( أهل القرآن ) و ( الحوار المتمدن ) . وأكررالاعلان بأن كتبى وكتاباتى المنشورة على الانترنت هى متاحة للنشر الورقى مجانا لمن يريد بشرط عدم التزوير وعدم الاحتكار .
6 ـ ليست الكتابة هى الأقوى تأثيرا فى التنوير . الأقوى والأسرع تأثيرا هى القنوات الفضائية ، وهذا ما إستخدمه الوهابيون فنجحوا أخيرا فى خلق داعش . وشيوخ داعش فى مصر ـ داخل وخارج النظام الحاكم ـ هم المتحكمون فى الاعلام المصرى والتعليم المصرى والأزهر والأوقاف المصرية ، وبيدهم قانون إزدراء الدين . هم يتبولون فى عقول الناس ما شاءوا ، ومن يجرؤ على نقدهم ينتظره أمر بالضبط والاحضار . خلال كفاحى السلمى الاصلاحى فى مصر لم تستضفنى قناة فضائية سوى مرات ضئيلة جدا جدا . بل حتى حين وافقت الرقابة فى التليفزيون على مسلسل درامى تنويرى تثقيفى كتبته بعنوان ( مجالس ابن اياس ) باسم ( محمد أحمد ) وعرفوا أننى المؤلف الحقيقى بادروا بمنعى من دخول مبنى التليفزيون كما لو كنت وباءا وشرا مستطيرا . والتهمة التى شاعت عنى فى أروقة التليفزيون أننى ( أكره الصحابة ) وهو إتهام ـ لو تعلمون ـ عظيم. وعندما أنجانى ربى جل وعلا من القوم الظالمين وجئت أمريكا لاجئا ، تصورت أننى سأحقق ما أحلم به ، فكتبت مقالا بعنوان ( مسجد لله يا مسلمين ) . آملا أن يكون مركزا للتنوير . فلم أجد من يلبى . أنشأت المركز العالمى للقرآن الكريم ، ولا يزال حجرة فى بيتى الذى لا زلت أدفع أقساطه . بحثت عمّن يستضيفنى فى أى قناة ناطقة بالعربية ، وأتيح لى لقاء أو لقاءان فى قناة مسيحية تبشيرية فى برنامج ، فتكلمت فى اولهما عن منهج أهل القرآن ، فأحدثت هذه الحلقة دويا هائلا ، فصدرت ضدى فتاوى من القاعدة تهددنى بالذبح ، وتعرض موقع أهل القرآن للتدمير ، وأوصلت هذه الحلقة التنوير القرآنى الى آلاف المسلمين فدخلوا فى الاسلام القرآنى أفواجا . مجرد حلقة وحيدة فى قناة تبشيرية مسيحية تصدر من قبرص أحدثت كل هذا التغيير . فماذا لو : كانت لى قناة فضائية ؟ شيوخ داعشيون كثيرون إمتلكوا ويمتلكون قنوات فضائية . ومئات من شيوخ داعش الوهابيين الحنابلة السنيين البخاريين يتحكمون فى البرامج الدينية .. وهناك قنوات فضائية متحررة ، بعضها علمانى وتثقيفى ، وبعضها شيعى له مصلحة فى مواجهة داعش وشيوخها . ولكن حتى الآن لم تجرؤ قناة فضائية مستقلة أو علمانية أو شيعية على إستضافى . الى متى يستمر هذا العار ؟
7 ـ الجدل المحتدم الآن فى مصر يتركز حول ما أثرته فى أوائل التسعينيات ، فقد أصدرت كتاب ( عذاب القبر والثعبان القرع ) وكتاب ( حد الردة ) عام 1993 ، وأثارا ضجة هائلة وقتها ، وقاسيت الكثير حينئذ . ثم انتهت الموجة لأن إمكاناتى معدومة ، وعادت سيطرة شيوخ الثعبان الأقرع التى كانت متحالفة مع نظام مبارك . الآن جاء رئيس جديدمستنير لمصر يدرك أن إصلاح التعليم هو الأساس وإصلاح الخطاب الدينى ضرورة مصيرية ، أى يشاركنا ما نقوله من ربع قرن . ومع هذا فإن هذا الجدل المحتدم الذى يدور حول ( بعض ) ما قلته من عشرين عاما يتجنب الإشارة الى مؤسس هذا الفكر الاسلامى المستنير .
8ــ قلت ولا أزال اقول ـ أننى أرحب بنشر الفكر ، ولا أهتم إذا كان منسوبا لى أو لغيرى ، فليست لى مطامع فى الشهرة او الثروة أو السلطة ، أتمنى فقط أن أرى إنتصارا لمشروعى الفكرى الذى بدأت به وحيدا فى جامعة الأزهر فى منتصف السبعينيات ، وعانيت ولا زلت أعانى فى سبيله . ولكن القضية الآن ليست شأنا شخصيا . إنها من هو الأقدر فى مواجهة شيوخ داعش المسيطرين على الأزهر والأوقاف فى مصر ؟ وهل يصح أن تتم مناقشة هذا الفكر التنويرى فى غياب من أسّسه وقاده وتزعمه ولا يزال نشطا ولا يزال حيا يُرزق ؟ .
9 ــ عاب علىّ كثيرون بعد أن استضافنى رشيد المغربى ( المتنصّر ) فى برنامجه . وكان أولى بهم أن يوجهوا اللوم الى الذين يمنعون ظهورى فى أى برنامج ، حتى أن بعضهم فى قنوات فضائية مصرية كان يناقش فكر أهل القرآن ويهاجمهم فى غيابهم بلا خجل ولا حياء ، وبلا مراعاة لأصول الاعلام والحوار .
أخيرا
1 ـ تواضعت أحلامى فى أواخر العمر ..حُلم القناة الفضائية أصبح بعيد المنال . أطمع فقط فى أن يستضيفنى مقدم برنامج لأواجه فيه شيوخ داعش فى الأزهر والأوقاف المصرية . مستعد أن : أسجل معه مائة حلقة مجانا ، ثم بعدها يتيح للآخرين التعليق والنقد والشتم فى مئات الحلقات . أريد أن أختم حياتى بهذا الانجاز ..
2 ـ هى دعوة أوجهها لكل القنوات الفضائية المعنية بمواجهة داعش وشيوخ داعش . لا يهمنى إن كانت مسيحية تبشيرية أو يهودية صهيونية أو علمانية ملحدة أو سنية متعصبة أو شيعية .. الذى يهمنى أن تذيع ما أقوله بلا حذف وبلا مونتاج .
3 ـ أيها الناس .. أليس فيكم رجل رشيد ؟
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ
لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ
انك تدعو الناس الى النجاة و لا مجيب الا القليل. لان ما تدعو اليه هو الجنة و هي بضاعة غالية لا ينالها الا قلة من المؤمنين. أسأل الله العلي القدير ان يلهم أفضل الناس في أحسن قناة فضائية و أوسعها انتشارا ان يحقق حلمك الذي فيه كل الخير للعباد.
مصر فيها أكثر من سبعين طريقة صوفية مسجلة رسميا و يتبعها ملايين المواطنين و أهل السنه هم أيضا بالملايين و ينقسمون إلى فرق عديدة منهم الوهابيين و منهم التابعين ممن ينقسمون الى مالكى و شافعى و حنبلى و حنفى ، ناهيك عن الشيعة و ما فيها من فرق إمامية و إثنى عشرية و غيرها ، و البهائية و الأقباط بمللهم الأرثوذكس و الكاثوليك و البروتسانت و الانجليين و غيرهم ، بخلاف الملحدين ، جميع هؤلاء متواجدون على الساحة المصرية ، يؤثرون في العقلية المصرية و يتأثرون ، و وسط هذا الكم المتلاطم من المذاهب و الملل يظهر رجل يقف بمفرده وحيدا على بعد مئات الأميال أمام جحافل الخرافات دون سند من تنظيم أو رأسمال ، مجردا من أى نفوذ ، يقف وحيدا ليقول كلمة الحق ، و ليس لديه إلا قلمه أمام مليارات الدولارات ، فيبدل الحال فى بضع سنين من رجل لا يكاد يذكر إلى مفكر يتحدث بأفكاره أصحاب الرأى و المشورة على الفضائيات و الصحف و تظهر أقواله و كتاباته فى حديث كل من يعلى قيمة العقل و يؤمن بالعدل بين الناس ، أليس هذا إنجازا يكتب بحروف من نور؟
يا دكتور أحمد ، كل من يعرف مصر على حقيقتها يعلم تماما أن ما قمت به إنجاز كبير جدا ، و أن تعلن استعدادك لبذل المزيد هو دليل آخر على عزمك و إخلاصك ، و قد شهدت –بنفسي- كيف أن مشايخ الأزهر و طلابه وقفوا عاجزين عن الرد على الحجج التى سقتها فى كتاباتك برغم ما لديهم من مراجع و إمكانيات و فضلوا الانسحاب من أى مناقشة معى و ما أنا إلا طالب فى مدرستك ، فما بالك إذا واجهوا المعلم نفسه ؟
هم يعلمون أنك تقول الحق ، أقسم بالله أنى فى حديث شخصى مع أحد المرموقين أصحاب الوجوه الإعلامية من جامعة الأزهر أكد لى ذلك ، و عندما سألته و لماذا لا تدعموه ، فقال ما فحواه أن للكلمة حسابات أخرى و أحمد صبحى منصور لا يعير هذه الحسابات اهتماما ، هم يريدون أن يستمر التمويل ، و يريدون أن يستمر الناس فى تبجيلهم ، و يخافون يوما ينكشف فيه ضلالهم ، فيحاربون الحق لآخر رمق ، و يسعون فى استصدار القوانين و الفتاوى ، لكن الحق قادم لا محالة ، هكذا أكد الله فى كتابه ، و رسول الله لم يكلفه الله إلا بالبلاغ ، فما بالك بأحمد صبحى منصور ، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، و حضرتك أديت ما فى وسعك و زيادة ، فجزاك الله عنا خير الجزاء و جمعك بمن أحببت فى الجنة.
حسب الرابط ادناه، هناك كتاب يدرس في الازهر يقول: لنا ان نقتل المرتد وتارك الصلاة ومن ثم نأكل نأكل لحمه بشرط ان لا نغليه او نشويه. هل لدى اي من اخوتي واخواتي في الاسلام نسخة من هذا الكتاب؟ شاهد هذا الرابط: http://www.iraqsnuclearmirage.com/Media/Azhar%20book%20teachings.mp4
تفضل ياأخي رابط هذا الكتاب
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=40&book=1181#.U-3JRON_voM
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5111 |
اجمالي القراءات | : | 56,690,259 |
تعليقات له | : | 5,445 |
تعليقات عليه | : | 14,818 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
دعوة للتبرع
شكرا فقد أضحكتنى .!: القرا نيين دائما ما يسخرو ن من اهل السنه في...
قاعة البحث (2): الآن أقوم بانها ء جزء بسيط من البحث المكل ف ...
فشل مشروع الجامعة : السلا م عليكم و رحمة الله و بركات ه يا أحباب...
الوحى التوجيهى: دكتور احمد في هذة الاية "وَإِ ْ أَسَر َّ ...
رحلة ابن بطوطة: ما تقييم ك لكتاب رحلةا بن بطوطة ؟ ...
more
سلام الله عليكم
أنتم تتساءلون عما إذا كان الرئيس السيسي يقوى على مواجهة شيوخ داعش، ولكن لأجل هذا يجب الإجابة على بعض الاسئلة وهي: هل الرئيس السيسي يؤمن بما تؤمنون به؟ هل ياترى يرفض السيسي البخاري؟ وإذا كان كذلك، هل يستطيع أن يتمرد على سلاطين الخليج وأموالهم؟ على كل الأحوال، إذا كان هناك إرادة فعلية لإصلاح التعليم، فأنا أتمنى لها النجاح.
في رأيي، ليس فهم الدين الخاطئ وداعش هي سبب التخلف عند الشعوب العربية والاسلامية وإنما هي النتيجة. السبب هو الثقافة الاقصائية المستشرية في أجساد هذه الشعوب، لا أحد يتقبل الرأي الآخر أو حتى يريد سماعه. ومن مهازل الأمور، أن هذا الإقصاء ينقلب أحيانا وبقدرة قادر إلى إعجاب مطلق لشخص أو جهة ما يصل إلى تقبل جميع أقواله أو أقوالها دون مراجعة، ورفض أي نقد لها. يكفي أن تنتقد البخاري لتصبح كافرا، أو أن تنتقد المقاومة الفلسطينية المسلحة لتصبح عميلا أو أنتنتقد السيسي لتصبح اخوانيا. لهذه الاسباب يصبح النقاش بين الإنسان والآخر مستحيلا وينقلب إلى نزاعات، بين الاحزاب مع بعضها (إن وجدت)، بين نظام الحكم والشعب. لذلك نرى في البلاد العربية، أن الحل الامني هو الذي يحسم الامور دائما. نقطة أخيرة أريد ذكرها، وهو أن الإقصاء لايأتي من طرف واحد، وإنما من كلا الطرفين.
ياسيدي، أتمنى من كل قلبي أن تستطيع في يوم من الايام الظهور في فضائيات الناس التي أنت منها، والنقاش مع من يخالفك في الرأي، وأن لايصل النقاش إلى نزاع.
أملي أولا، أن يستطيع الانسان قول رأية دون خوف ودون أن يصيبه أي أذى، وثانيا، أن يتحلى الانسان بالنقد الذاتي بما يخص رأية واسلوب طرحه لهذا الرأي، فالانسان عندما يجتهد للوصول إلى هدف معين ولا يصله، إما أن يكون هذا الهدف مستحيلا فيتركه، أو أن تكون طريقته خاطئة فيصححها.