الغرق في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-11-05


الغرق في الإسلام
الغرق في القرآن :
تهديد الكفار بالاغراق :
بين الله لنبيه (ص)أن الله إن يشأ يغرقهم والمراد إن يرد الله يهلكهم فى الماء فلا صريخ لهم والمراد فلا منقذ لهم من العذاب وفسر هذا بأنهم لا ينقذون أى لا ينجون إلا رحمة من الله والمراد لا ينجون من العذاب إلا بأمر وهو حكم الله ببقاءهم وفسر هذا بأنه متاع إلى حين أى نفع حتى وقت محدد هو وقت موتهم وفى هذا قال تعالى :


"إن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين "
وسأل الله الناس :أم أمنتم أى هل استحلتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى أى أن يرجعكم فى البحر مرة ثانية فيرسل أى فيبعث عليكم قاصفا من الريح أى ضارا من الهواء المتحرك فيغرقكم بما كفرتم أى فيهلككم بما كذبتم ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن استبعادهم أى استحالتهم أن يرجعهم الله للبحر مرة ثانية حتى يغرقهم بسبب كفرهم عن طريق القاصف من الريح هو أمر خاطىء لأن الإنسان عليه ألا يأمن مكر الله فى حالة كفره ويبين لهم أنهم لا يجدوا لهم على الله به تبيعا والمراد لن يلقوا لهم على الله نصيرا ينقذهم من العذاب وفى هذا قال تعالى :
"أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا"
الغرق عقاب على ذنوب الأقوام :
بين الله أن كل الأقوام الكفار أخذهم الله بذنبهم والمراد أهلكهم الله بسبب كفرهم مصداق لقوله "فأهلكناهم بذنوبهم "فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا والمراد ومنهم من بعثنا عليه حجارة أى "رجزا من السماء"كما قال وهم قوم لوط(ص)ومنهم من أخذته الصيحة وهى الرياح الشديدة وهم عاد ومنهم من خسفنا به الأرض والمراد ومنهم من زلزلنا به اليابس وهو قارون ومنهم من أغرقنا أى أهلكنا فى الماء وهو فرعون وهامان ،وبين أنه ما كان ليظلمهم أى لينقصهم حقا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون أى يهلكون بعملهم الكفر وفى هذا قال تعالى :
"فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
وبين الله لنبيه(ص)أن الناس فى عهده فعلوا كدأب أى كفعل آل وهم قوم فرعون والذين من قبلهم وهم الأقوام التى سبقتهم زمنيا فعلوا التالى كذبوا أى كفروا بآيات وهى أحكام الله فكانت النتيجة أن أهلكناهم بذنوبهم أى أن عذبناهم بسيئاتهم أى أخذناهم بكفرهم مصداق لقوله بنفس السورة "كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم"ومنهم آل وهم قوم فرعون أغرقناهم أى دمرناهم فى الماء وكل كانوا ظالمين والمراد وجميع الأقوام قبل آل فرعون كانوا مكذبين للرسل مصداق لقوله "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب"
وفى هذا قال تعالى :
"كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين "
وبين الله لنبيه(ص)أن الناس فى عهده فعلوا كدأب أى كفعل آل وهم قوم فرعون والذين من قبلهم وهم الأقوام التى سبقتهم زمنيا فعلوا التالى كذبوا أى كفروا بآيات وهى أحكام الله فكانت النتيجة أن أهلكناهم بذنوبهم أى أن عذبناهم بسيئاتهم أى أخذناهم بكفرهم مصداق لقوله بنفس السورة "كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم"ومنهم آل وهم قوم فرعون أغرقناهم أى دمرناهم فى الماء وكل كانوا ظالمين والمراد وجميع الأقوام قبل آل فرعون كانوا مكذبين للرسل مصداق لقوله "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب"
وفى هذا قال تعالى :
"كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين "
غرق قوم نوح(ص):
بين الله لنبيه (ص)أنه طلب من نوح(ص)أن يصنع الفلك والمراد أن يبنى السفينة بأعين الله وفسره بأنه وحى الله وهو حديث الله وهو أمر الله وطلب منه ألا يخاطبه فى الذين ظلموا والمراد ألا يحدثه فى رحمة الذين كفروا بحكمه والسبب أنهم مغرقون أى هالكون أى معذبون
وفى هذا قال تعالى :
"واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون"
وبين الله أن ابن نوح قال لنوح(ص)سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء والمراد سأصعد على مرتفع يحمينى من الغرق وهذا يعنى أنه ظن أن ارتفاع الجبل سيحميه من الغرق فى الماء فقال له نوح(ص)لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم والمراد لا مانع اليوم من عقاب الله إلا من نفعه الله وهذا يعنى أنه أخبره أن الله يمنع العذاب عن من آمن ،وبين لنا أن الموج وهو الماء المرتفع حال بينهما أى حجز بينهما فكان الولد من الغارقين أى الهالكين فى الماء .
وفى هذا قال تعالى :
"قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين "
وبين الله للنبى(ص) أن نوح (ص)دعا الله فقال رب انصرنى بما كذبون والمراد خالقى أيدنى بسبب ما كفروا بى وهذا يعنى أنه طلب من الله أن ينصره على الكفار لإهلاكهم مصداق لقوله بسورة نوح"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا "فأوحى أى فألقى الله له وحيا قال له فيه اصنع الفلك بأعيينا أى وحينا والمراد ابن السفينة بأمرنا أى قولنا وهذا يعنى أن الله أمر نوح(ص)أن يبنى السفينة حسبما يقول له فى الوحى المنزل وقال له فى الوحى فإذا جاء أمرنا أى فإذا أتى عقابنا أى فار التنور أى خرج الماء والمراد طغا الماء فافعل التالى اسلك فى الفلك والمراد اركب فى السفينة من كل نوع زوجين أى فردين اثنين أى ذكر وأنثى وأهلك وهى عائلتك إلا من سبق عليه القول منهم والمراد إلا من صدق فيه الحكم منهم وهذا يعنى أن ركاب السفينة هم ذكر وأنثى من كل نوع وأهل نوح (ص)عدا من قال الله فى الوحى أنهم لا يؤمنون وهم ابنه وزوجته وقال له ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون والمراد ولا تدعونى لأجل الذين كفروا إنهم هالكون وهذا يعنى أنه يطلب منه ألا يدعوه طالبا منه أن يغفر لولده أو لزوجته وقد خالف نوح (ص)هذا النهى فيما بعد رغم تحذير الله له وفى هذا قال تعالى :
"قال رب انصرنى بما كذبون فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا إنهم مغرقون "
وبين الله للنبى(ص) أن نوح (ص)قد نادى أى دعا الله من قبل أن ينتصر له من الكفار فاستجاب أى فاستمع الله والمراد فحقق له ما أراد حيث نجاه وأهله من الكرب العظيم والمراد حيث أنقذه وشيعته المؤمنين من الطوفان الكبير وفسر الله هذا بأنه نصره من القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد أنه نجاه من أهل القرية الذين كفروا بأحكامنا مصداق لقوله "ونجيناه من القرية "وبين أنهم كانوا قوم سوء أى كافرين أى شعب خصمون مصداق لقوله "بل هم قوم خصمون" فكانت النتيجة أنه أغرقهم جميعا أى أهلكهم كلهم بالطوفان.
وفى هذا قال تعالى :
"ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين "
وبين الله لنا أن القوم كذبوا نوحا (ص)والمراد كفروا برسالة نوح(ص)فكان الجزاء أن أنجاه الله والذين معه فى الفلك والمراد أن أنقذه الله والذين أمنوا برسالته فى السفينة وأغرق الذين كذبوا بآيات الله والمراد وأهلك الذين كفروا بأحكام الله ووصفهم بأنهم كانوا قوما عمين أى ناسا سيئين مصداق لقوله "إنهم كانوا قوم سوء"والمراد كافرين بحكم الله وفى هذا قال تعالى :
"فكذبوه فأنجيناه والذين معه فى الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين"
وبين الله لنبيه (ص)أن مما خطيئاتهم أغرقوا والمراد أن بسبب ذنوبهم وهى كفرهم أهلك الكفار فأدخلوا نارا والمراد فسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا أسكنوا الجحيم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا والمراد فلم يلقوا لهم من غير الرب منقذين ينقذونهم من النار وفى هذا قال تعالى :
"مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا "
وبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص) من عبادنا المؤمنين أى المصدقين أى المخلصين مصداق لقوله "إنه من عبادنا المخلصين "وأغرق الباقين أى وأهلك الكافرين عن طريق الطوفان وفى هذا قال تعالى :
" إنه من عبادنا المؤمنين ثم أغرقنا الأخرين "
وفى هذا قال تعالى :
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
وبين الله لنبيه (ص)أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة
وفى هذا قال تعالى :
"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "
وبين الله أن قوم أى شعب نوح(ص)لما كذبوا الرسل والمراد لما كفروا بالآيات التى مع النبى (ص)أغرقهم أى أهلكهم الله بالماء وجعلهم للناس آية والمراد وعينهم للخلق عظة وهذا يعنى أنهم أصبحوا عبرة لمن بعدهم
وفى هذا قال تعالى :
"وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية وأعتدنا للظالمين عذابا أليما "
وطلب الله من نبيه (ص)أن يقص بقية خبر نوح وهو قوله لهم :فإن توليتم والمراد فإن كفرتم برسالتى فما سألتكم من أجر والمراد فما طالبتكم بمال مقابل إبلاغه لكم مصداق لقوله "لا أسألكم عليه مالا"إن أجرى وهو ثوابى من عند الله وأمرت أن أكون من المسلمين والمراد وأوصيت أن أصبح من المطيعين لحكم الله أى المؤمنين مصداق لقوله "وأمرت أن أكون من المؤمنين"فكانت النتيجة أن نجيناه والمراد أنقذناه ومن معه فى الفلك وهى السفينة من الغرق وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا والمراد وأهلكنا الذين كفروا بأحكامنا فى الماء ويطلب الله من نبيه(ص)أن ينظر كيف كان عاقبة المنذرين والمراد أن يعلم كيف كان جزاء المبلغين بالوحى الكافرين به وهم المجرمين مصداق لقوله "فانظر كيف كان عاقبة المجرمين "
وفى هذا قال تعالى :
"فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك وجعلناهم خلائف و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين"
غرق قوم فرعون:
بين الله لنبيه(ص)أنه انتقم من قوم فرعون والمراد غضب عليهم فأغرقهم فى اليم والمراد أهلكهم فى البحر والسبب أنهم كذبوا بآيات الله والمراد بأنهم كفروا بأحكام الله أى"وكانوا بآياتنا يجحدون"كما قال فالتكذيب هو الجحود وفسر هذا بأنهم كانوا عنها غافلين أى كانوا عاصين لأحكام الله وفى هذا قال تعالى :
"فانتقمنا منهم فأغرقناهم فى اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين"
وبين الله لنبيه(ص)أنه جاوز ببنى إسرائيل البحر والمراد عبر بأولاد يعقوب (ص)اليم وهو الماء سالمين فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا أى عدوا والمراد فخرج فرعون وعسكره خلفهم ظلما أى رغبة فى قتلهم دون حق حتى إذا أدرك فرعون الغرق والمراد ولما غطى فرعون الماء حتى فمه قال :آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل والمراد صدقت أنه لا رب سوى الذى صدقت به أولاد يعقوب(ص)وأنا من المسلمين أى المطيعين لحكم الله ،وهذا يعنى أنه حقق لموسى (ص) دعوته بهلاكهم وهم كفار وهنا أعلن فرعون إسلامه فى الوقت الذى لا ينفع فيه إسلام وفى هذا قال تعالى :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "
وقوله" وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم"يفسره قوله "فانفلق كل فرق كالطود العظيم"فتفريق البحر هو فلقه لجانبين كالجبال الكبيرة ويفسره قوله "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر"فإنجاء بنى إسرائيل هو مجاوزتهم البحر أى عبورهم له والمعنى وقد فلقنا لكم البحر فأنقذناكم وقوله" وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون"يفسره قوله "فأغرقناه ومن معه جميعا"وقوله "فلما ترءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون "فإغراق الله لفرعون وقومه كان وبنى إسرائيل يرونهم والمعنى وأهلكنا قوم فرعون وأنتم ترون هلاكهم ومعنى الآية وقد جعلنا لكم البحر طريقا فأنقذناكم وأهلكنا قوم فرعون وأنتم ترون هلاكهم أمام أعينكم وفى هذا قال تعالى :
"وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ".
وبين الله لنبيه(ص)أن فرعون أراد أى أحب أن يستفزهم من الأرض والمراد أن يستضعفهم فى البلاد مصداق لقوله بسورة القصص "إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم"فكانت النتيجة هى أن أغرقهم أى أهلكهم الله فى الماء ومن معه جميعا وقال الله لبنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب(ص)من بعد هلاك فرعون وقومه :اسكنوا الأرض أى أقيموا بالبلاد والمراد ادخلوا الأرض المقدسة فإذا جاء وعد الآخرة أى فإذا أتى ميقات القيامة جئنا بكم لفيفا أى أتينا بكم كلكم ،وهذا يعنى أنهم سيعودون كلهم فى يوم القيامة أحياء
وفى هذا قال تعالى :
"فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا "
وبين الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون لما أتبعوهم مشرقين أمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون وفى هذا قال تعالى :
"وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين "
وفى هذا قال تعالى :
"فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما أسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهما سلفا ومثلا للأخرين "
وبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)دعا ربه والمراد نادى خالقه فقال :أن هؤلاء قوم مجرمون أى مفسدون فأنقذنا منهم وانتقم منهم وهو قوله "ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " فقال الله له أسر بعبادى ليلا والمراد اخرج من البلد مع خلقى فى الليل إنكم متبعون أى مطاردون وهذا يعنى أن فرعون سيلاحق القوم بجيشه ،واترك البحر رهوا والمراد ودع الماء ساكنا والمراد وهذا يعنى ألا يعيد البحر واحدا بعد تجاوزهم له إنهم جند مغرقون أى إنهم عسكر مهلكون فى الماء وفى هذا قال تعالى :
"فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون "
خرق السفينة لاغراقها عند موسى(ص):
بين الله لنبيه(ص)أن موسى والعبد الصالح(ص)انطلقا أى تحركا فى الأرض حتى إذا وصلا لميناء ركبا سفينة أى دخلا فلكا سار فى البحر وعند ذلك خرقها أى خرمها العبد الصالح (ص)فلم يصبر موسى (ص)على هذا الفعل الذى فى ظاهره شر فقال أخرقتها أى أخرمتها لتغرق أهلها أى لتهلك ركابها ،وهذا يعنى أن السبب الذى جعل العبد الصالح(ص)يخرم السفينة هو أنه يريد إغراق ركابها ،وقال لقد جئت شيئا أمرا أى لقد ارتكبت عملا منكرا والمراد لقد ارتكبت جرما سيئا
وفى هذا قال تعالى :
"فانطلقا حتى إذا ركبا سفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا "
القسم بالنازعات غرقا :
بين الله أن البعث زجرة واحدة والمراد أن الحياة تعود عن طريق نفخة أى دعوة أى نداء واحد مصداق لقوله "فإذا نفخ فى الصور نفخة واحدة " فإذا هم بالساهرة وهى أرض المحشر حيث يقف الخلق كلهم قبل دخول الجنة والنار،ويقسم الله بالنازعات غرقا وهى الشادات شدا والمراد فرق الجيش المفارقات لثباتها وسكونها ،ويقسم بالناشطات نشطا أى المتحركات حركة والمراد فرق الجيش التى تتجهز استعدادا للمسير للعدو ،ويقسم بالسابحات سبحا وهى فرق الجيش السائرات سيرا لحرب العدو ،ويقسم بالسابقات سبقا وهى فرق الجيش المقتربة اقترابا من العدو ،ويقسم بالمدبرات أمرا وهى فرق الجيش المنفذات خطة الحرب وهو يقسم على أن يوم ترجف الراجفة والمراد يوم تتزلزل الأرض مصداق لقوله "إذا زلزلت الأرض زلزالها"تتبعها الرادفة أى تليها التابعة وهى السماء لأن الأرض هى مركز الكون المشيد فوقه السماء قلوب يومئذ واجفة والمراد نفوس يومذاك خائفة مرتعبة أبصارها خاشعة والمراد أنظارها ذليلة مصداق لقوله "خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة"وقد كانوا فى الدنيا يقولون أإنا لمرددون فى الحافرة والمراد هل إننا مبعوثون للحياة فى القبر أإذا كنا عظاما نخرة أى هل إنا مبعوثون بعد أن نكون عظاما بالية متهالكة متفتتة؟والغرض من السؤال هو إنكارهم البعث وقالوا تلك إذا كرة خاسرة والمراد لو حدث البعث فالحياة فى البعث ستكون مؤلمة لنا وفى هذا قال تعالى :"والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة أبصارها خاشعة يقولون أإنا لمرددون فى الحافرة أإذا كنا عظاما نخرة تلك إذا كرة خاسرة فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة "
الغرق في الفقه :
تحدث الفقهاء عن الغرق والاغراق والتغريق في الجنايات والحفاظ على الأموال فمن قتل أحدهم باغراقه يغرق مثله قصاصا ومن أغرق أرضا يتحمل نتيجة عمله وهو اتلاف المحصول ومن أغرق بيتا أو مزرعة أو غير هذا من الأموال يجب أن يرد ثمن المال إلى أصحابها ويعاقب بعقوبة الافساد في الأرض
النفى من الأرض هو الاغراق :
الاغراق وهو النفى من ألأرض هو أخد عقوبات محاربة الله وهى الافساد في الأرض كما قال تعالى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"

اجمالي القراءات 11

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2960
اجمالي القراءات : 24,835,487
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt