نحو عالم أكثر أنسانية .. كل من له نبي يصلي علي النبي
نحو عالم أكثر أنسانية .. كل من له نبي يصلي علي النبي
بحكمة آلاف السنين وماتعرض له الشعب المصري من غزو وقهر علي يد حكامه وعلي أيدي غزاته ..استطاع المصري أن يعبر عن هذه الحكمة بالكثير من الامثال والمقولات الشعبية التي تحمل في طياتها خلاصة تجاربه ورده علي ما تعرض له من قهر.. و هي أمثال ومقولات تعبر عن موقف الشعب وليس النخب الحاكمة .
ولعل من أهم المقولات التي تعبر عن سماحة الشعب المصري الدينية بصرف النظر عما يظهر علي السطح بين الفينة والاخري من احتكاكات طائفيه سببها في الغالب تصرفات خاطئة للحكومة والنخب , مقولة موسي نبي ..عيسي نبي..محمد نبي .. وكل من له نبي يصلي علي النبي
هذه المقولة التي عبرت عن موقف الشعب المصري في قري ونجوع مصر الي وقت قريب ..فاي قرية مصرية ستجد فيها المسلم والمسيحي والي وقت قريب الجريجي (اليوناني) وحتي اليهودي ..وهم عرفوا كيف يتعايشوا بصرف النظر عن ديانة او مذهب الحاكم علي رأس السلطة ..فاين ذهبت هذه الروح الانسانية والتي دائما ميزت الشعب المصري وجعلته اقل شعوب العالم عنفا ألا فيما تعلق الامر بالعرض والولد .
وهذه المقولة لو استطاع العالم ان يعي ما فيها من حكمة لوفر علي نفسه الكثير من الالام و العنف والقتل الغير مبرر باسم الدين او تفوق عنصر علي آخر كما رأينا في الاهوال التي صاحبت الحربين العالميتين الاولي والثانية والكثير من الحروب الاهلية والتي تجري رحاها حتي الآن.
بعد الحرب العالمية الثانية وما حدث فيها من أهوال أدت الي هلاك ملايين البشر خاصة بعد قصف هيروشيما بالقنبلة الذرية وبداية معرفة الانسان للمعني الحقيقي لأسلحة الدمار الشامل .. أدركت دول العالم تلك التي انتصرت وحتي تلك التي لحقتها الهزيمة والدمار نتيجة أوهام خاطئة لزعمائها عن تفوق جنس علي آخر أن حل المشاكل والصراعات السياسية بالحرب لا يؤدي الا الي الموت والخراب.. وأسست الامم المتحدة والتي كان باكورة أعمالها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي وقعت عليه كل الدول الاعضاء بالموافقة ولكنها لم تلتزم بنوده واعتبرته مجرد قصاصة ورق من اجل الاستهلاك الاعلامي .. ومن اول الدول الموقعة عليه هي الدول العربية التي لا يوجد في بعضها اي نوع من الحريات الدينية وحقوق الانسان المنصوص عليها في هذا الاعلان ..هذا الاعلان الذي يلخصه ببساطة وعفوية المثل المصري العبقري .. كل من له نبي يصلي علي النبي
ولم تكتفب الدول الاعضاء بهذا الاعلان ولكنها أصدرت إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية ..اي منذ أربعة أعوام فقط والذي تنص بعض بنوده علي :
1 - نحن، رؤساء الدول والحكومات، قد اجتمعنا بمقر الأمم المتحدة في نيويورك من 6 إلى 8 أيلول/سبتمبر 2000، في فجر ألفية جديدة، لنؤكد مجددا إيماننا بالمنظمة وميثاقها باعتبارهما أساسين لا غنى عنهما لتحقيق مزيد من السلام والرخاء والعدل في العالم
2 - إننا ندرك أنه تقع على عاتقنا، إلى جانب مسؤوليات كل منا تجاه مجتمعـه، مسؤولية جماعية هي مسؤولية دعم مبادئ الكرامة الإنسانية والمساواة والعدل على المستوى العالمي. ومن ثم فإن علينا، باعتبارنا قادة، واجبا تجاه جميع سكان العالم، ولا سيما أضعفهم، وبخاصة أطفال العالم، فالمستقبل هو مستقبلهم.
3 - إننا نؤكد من جديد التزامنا بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده التي ثبت أنها صالحة لكل زمان ومكان، بل أنها قد ازدادت أهمية وقدرة على الإلهام مع ازدياد الاتصال والتداعم بصورة مستمرة بين الأمم والشعوب.
4 - إننا مصممون على إقامة سلام عادل ودائم في جميع أنحاء العالم وفقا لمبادئ الميثاق ومقاصده. وإننا نكرس أنفسنا مجددا لدعم كل الجهود الرامية إلى دعم المساواة بين جميع الدول في السيادة، واحترام سلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي، وحل المنازعات بالوسائل السلمية، ووفقا لمبادئ العدل والقانون الدولي، وحق الشعوب التي لا تزال تحت السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي في تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، واحترام ما لجميع الناس من حقوق متساوية دون أي تمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين، والتعاون الدولي على حل المشاكل الدولية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذات الطابع الإنساني.
فهل تطبق او تحترم اي من دول العالم أو حتي الشعوب اعلان المباديء هذا ..أن العالم يزداد عنفا وقسوة ..ولا توجد مساواة بين الدول علي المستوي الدولي وداخل هذه الدول نفسها لا توجد مساواة وهناك دائما تمييز علي اساس العرق والجنس واللغة والدين وهناك تطهير عرقي وقهر للأقليات الدينية والعرقية ,والمرأة علي سبيل المثال تتعرض لاقسي انواع القهر في معظم الدول والمجتمعات العربية وغيرها ..والاقليات لا تتمتع بحقوق المواطنة الكاملة في معظم دولنا وبعض دول العالم مهما ادعينا العكس , علي سبيل المثال الشيعة في السعودية أو القبط في مصر ..ببساطة لان حقوق المواطنة الكاملة واضحة ومنصوص عليها في جميع المواثيق الدولية و أهما الحقوق المتساوية اقتصاديا وسياسيا ..حق الاقتراع وحق الترشح وحق تولي المناصب العامة من اصغرها الي أكبرها وأهمها وهو منصب حاكم الدولة..فهل تتمتع المرأة او الاقليات الدينية او العرقية في بلادنا بهذه الحقوق ؟؟ .
ولذا أدعو الامين العام هنا ان يقوم بدوره في تفعيل دور الامم المتحدة لتصبح هي شرطي العالم الوحيد والفاعل وليس الولايات المتحدة و أدعوه الي المطالبة بوقف عضوية اي دولة لا تحترم الاعلان العالمي لحقوق الانسان أو اعلان الامم المتحدة بشأن الالفية .. وأن يكون اختيار اعضاء مجلس الامن الدائمين بناء علي مدي احترام الدولة لمواثيق الامم المتحدة وأن يتم زيادة عدد الاعضاء الدائمين بمجلس الامن بحيث يمثل كل قارة دولتين علي ان يمكن سحب العضوية الدائمة من أي دولة بناء علي قرار اغلبية الثلثين في الجمعية العامة .
كما أدعو الامين العام الي اصدار قانون دولي ينص علي حق الامم المتحدة للتدخل العسكري للأطاحة بأي حكومة لا تحترم حقوق الانسان بعد انذارها بتجميد عضويتها وحرمانها من جميع مزايا وبرامج الامم المتحدة لوقت محدد لاصلاح احوالها ..ان العقوبات الاقتصادية اثبتت فشلها ويجب البحث علي آليات جديدة .
وادعوه الي الدعوة الي مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية ..تلك القضية التي تعتبر جرح نافذ في ضمير الانسانية والسبب الرئيسي الآن لمعاناة شعوب كثيرة وليس الشعب الفلسطيني فقط والسبب الرئيسي لانتشار الارهاب وشريان الحياة له ..علي ان يصدر هذا المؤتمر توصياته لحل القضية ويفرض هذا الحل ولو بقوة السلاح علي الفلسطينيين والاسرائيليين لوضع حل نهائي وعادل ووسطي بين مطالب الطرفين .
لعل الافكار التي اوردتها مجرد أحلام أو تخاريف لن تجد طريقها في يوم من الايام الي التطبيق .. ولكن من حقي ان اصرخ ..لابد ان تقود الامم المتحدة الحركة نحو عالم اكثر انسانية يقتنع فيه الجميع فعلا وليس قولا ان موسي نبي ..عيسي نبي .. محمد نبي .. وكل من له نبي يصلي علي النبي .. وكفانا قتالا وقتلا ولنستبدل الكراهية بالحب .. والعنف بالتفاوض والحلول الوسط .. من حقي ان اصرخ بوجوب ان تقوم الامم المتحدة بواجبها في فرض احترام الاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي وقعت عليه كل حكومات العلم و أي دولة أما أن تحترم هذا الاعلان أو تنسحب أو تطرد من الامم المتحدة . فهل هناك أمل ؟؟؟
اجمالي القراءات
7947