أسامة قفيشة Ýí 2018-12-08
قالوا يا ويلنا
يقول أهل الحديث و أتباعه بأن أهل الكهف كانوا نيام كونهم كانوا ( رقود ) , و النائم يعذب نفسياً من خلال ما يراه في منامه , و يستشهدون بذلك على عذاب القبر المزعوم , بأن النوم هو حالة من حالات الرقود فيعذب الميت نفسياً إن كان كافراً , أو ينعّم إن كان مؤمناً , فأوجدوا ما يسمى بحياة الموتى أو حياة القبور .
نحن نعلم بأن المصطلحات البشرية و ما اصطلح عليه الناس لا يفيد بالضرورة نفس المعنى في المصطلح القرآني ,
فمصطلح ( رقد ) أعتبره الناس بأنه يفيد النوم كما يفيد الموت , أما في المعنى القرآني فلا يفيد سوى الموت , و هو الحالة التي يعبّر بها عن الفترة الزمنية التي تسكنها النفس البشرية قبل وجودها ( الأول أو الثاني ) , و هي مرحلة غير محسوسة و مرحلة منقطعة بشكلٍ تام .
يقول جل وعلا ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ) و يقول ( وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) , و هذا هو القانون العام الذي سيخوضه الجميع بمؤمنهم و كافرهم ,
موت أول و تليه الحياة الأولى , و بعدها الموت الآخر و تليه الحياة الآخرة ,
هنا يجب التركيز جيداً بالربط بين الحياتين و الميتتين , و ما هو الرابط المشترك في المراحل الأربع ,
الموت في حالتيه هو فقدانٌ للجسد و انعدامه دون فقدان النفس , و الحياة في حالتيها هي في تواجد الجسد و حضوره مع النفس , إذا فالعامل المشترك في الحالات الأربع هو النفس لا الجسد ,
نحن جئنا للحياة الأولى بأجسادنا بعد موتٍ دام آلاف السنين , هل شعرنا بأي بشيء من هذا !
أم أن حالة الموت تلك كانت مرحلة غير محسوسة و منقطعة و أشبه بأن تكون فتره زمنيه صفرية !
فبما أن الخالق جل و علا قد قال ( أمتنا اثنتين ) فهذا يشترط بتشابه و تطابق الموت في الحالتين كون النفس هي نفسها لم تتغير , أما في ( أحييتنا اثنتين ) قلا يشترط التطابق لأن الجسد متغير ,
و بما أن الموت في حالتيه هو فقدانٌ و انعدمٌ للجسد و اقتصاره على تواجد النفس مع انعدام الزمن في حالة جمود و ركون دون أية مشاعر كما حدث معنا في موتنا الأول , فهذا يعني بأن الموت هو حالة ( رقود ) لتلك النفس , لذا كان الرقود هو السكون مع انعدام الحركة أي جمود تام للزمن .
مصطلح ( رقد ) لم يرد في الذكر الحكيم سوى مرتان :
في قوله جل وعلا ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ) , و هذا في قصة أهل الكهف , و القصص في كتاب الله جل وعلا للعبرة و التلميح ,
و في قوله جل وعلا ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) , و هذا فيما سيقوله الكافرون حتماً في بداية دورة حياتهم الثانية , و هذا من آيات البيان و التصريح ,
فمن هنا أقول :
ليس هناك تصريح بأن أهل الكهف كانوا نيام , بل هناك تلميح بأنهم كانوا رقود أي أموات , و لا أدري لم التبس على الناس هذا الأمر و ظنوا بأنهم نيام , على الرغم بان الله جل وعلا لم يلمح لنا بأنهم نيام , و في المقابل قد لمح لنا بأنهم رقود أي أموات ,
و لأن الموت فيه غياب للجسد و فقدانه , و هذا لم يحدث لأجساد أهل الكهف , بل تم حفظ هذا الجسد دون تلف , و تلك إرادة الله جل وعلا , أي أن أهل الكهف كانوا في كهفهم أموات مدة ثلاثمائة سنة و ازدادوا تسعاً , مع حفظ أجسادهم دون تلف أو خلل أو نمو , بل بقيت على حالتها كما كانت يوم موتهم ,
و من تلك الأدلة و التلميحات التي نستشف منها بأن رقودهم ليس نوماً بل هو موت :
أولاً :
في حالة النوم يبقى السمع مستيقظاً فلا يغيب , أما أهل الكهف فقد غابت أسماعهم ( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) و تلك إشارة بأنهم لم يكونوا نيام بل أموات .
ثانياً :
لا يعتبر النوم حالة سكون , و هذا كون النائم يتحرك و يتقلب في نومه , لذا لا يصح القول بأن النوم هو رقود أي سكون بسبب حركة النائم الذاتية في نومه , فأما أهل الكهف فقد كانوا رقود أي أموات كونهم لا يتحركون لذا فقد كان الله جل وعلا هو المتكفل في تحريكهم و تقليبهم ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) , فلو أنهم كانوا نيام لتقلبوا بشكلٍ ذاتي , و تلك إشارة بأنهم لم يكونوا نيام بل أموات .
ثالثاً :
أهل الكهف ( تَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا ) , أي أن عيونهم كانت مفتوحة و لكنهم كانوا دون حركه و دون تنفس , و حالتهم تلك هي سبب بعث الخوف في نفسك لو رأيتهم , حيث سترى بأنهم مستيقظين و لكنهم لا يسمعون و لا يتكلمون و لا يتنفسون و لا يتحركون و لا يشعرون بشيء , و هذا دليل موتهم و ليس نومهم .
رابعاً :
( وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ ) و تلك إشارة بأنهم كانوا أموات و لم يكونوا نيام , كون البعث يأتي بعد الموت لا النوم .
كل تلك التلميحات الواردة في القصص القرآني عن أهل الكهف تصب في خانة موتهم و لا تصب في خانة نومهم , و لا يوجد أي تلميح أو إشارة تدل على نومهم ,
و لا أدري متى سيتوقف أهل الحديث و أتباعه عن افترائهم الذي يتمحور حول إسقاط بيان التصريح على بيان التلميح , و رفعهم للتلميح فوق التصريح !
لا يسعني في البداية سوى الشكر و التقدير لحضرتك ,
أنا شخصياً لم أجد أي دليل قاطع بأن أهل الكهف كانوا نيام , بل على العكس فكل ما وردنا في قصتهم هو اشارة و تلميح بأنهم كانوا أموات مع حفظ أجسادهم دون تلف أو خلل ,
و لا أجد في سياق الآيات بأن رقودهم يدل على نومهم , لذا كان مصطلح ( رقود ) في القرآن يدل و يشير على الموت فقط لأنه لم يرد سوى مرتان فقط ,
الأولى في قصة أهل الكهف و التي لا تحتوي على تصريح واضح لمعنى الرقود ,
أما الثانية فكانت في سورة يس حيث كان التصريح واضح و جلي بأن الرقود هو الموت ,
فإن كانت الحالة الأولى فيها تلميح فالأولى بنا بأن نعتمد على الحالة الثانية التي فيها تصريح .
لذا لا أجد حاجه تستدعي منا القول بأنهم كانوا نيام , بل أجد بأن الإعجاز يكمن في حفظ الجسد دون تلف في حالة الموت أعظم من حفظه في حالة النوم , فسبحانه و تعالى هو القادر على كل شيء , و لا يعجزه هذا و لا ذاك .
أما في قصة رجل القرية ففيها التصريح الواضح بالموت و البعث و لا تتحدث عن الرقود , و إن كان الموت هو رقود و لكن لم يتم استخدام هذا اللفظ .
و اقبل تحياتي و احترامي .
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
اليوتوب من تانى: صاحب السؤا ل الساب ق عن تحريم بعضهم...
بثّ / يبثُّ: تكررت كلمة ( بثّ ) فى القرآ ن الكري م ، فهل لها...
اللمم: لوسمح ت عندى بضعة اسئلة انا فى علاقة مع...
سؤال محيرنى: لدي سؤال محير حول حفظ القرآ ن، كما هو معروف...
سؤالان : السؤا ل الأول ما معنى ( زلف ) ( زلفى ) فى قوله...
more
تحياتى استاذ أسامة . وجهة نظرك تُحترم ولها وجاهتها .ولكن كمفهوم عام وكمبدأ عام فى فهم مُصطلحات القرءان أنه قد ياتى نفس المُصطلح بمعانى ومفاهيم مُتعددة ،ويُفهم المعنى المقصود من خلال سياق الآية والموضوع الذى ورد فيها ، ثم نعرضه على حقائق القرءان الباقية التى تشاركه نفس المعنى ونفس الحُكم أو الأمر أو النهى أو التشريع أو القصص بشكل عام .
ومن هُنا فأغعتقد أن مُصطلح ( رقود ) فى قصة أهل الكهف جاء بمعنى ( نيام ) وليس بمعنى ( أموات ) ، وجاء بمعنى الموت فى آية البعث فى قوله تعالى فى سورة يس (( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ )) لأن سياق الآية الأولى آية قصة أهل الكهف تدل على نومهم ،،وسياق آية سورة يس تتحدث عن البعث بعد القيامة ...ويُؤكد هذا قوله تعالى (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا )) . أى مجرد فقدانهم لحاسة السمع ،وليس موتهم وتحلل اجسادهم واعصابهم جميعا ... وكذلك فى قصة الرجل الذى مر على القرية الميته وإستنكر بعثها .جاء القرءان يؤكد على موته 100 عام وليس على رقوده أو نومه ثم بعثه فى قوله تعالى ( او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال انى يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما او بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك اية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شيء قدير ))...... ومن هُنا فأعتقد أن أهل الكهف كانوا نياما وليسوا أمواتا .