عثمان محمد علي Ýí 2018-03-16
كثيرا ما تدور حوارات ومناقشات بعد موت احد العلماء التطبيقيين ،او احد اصحاب الاكتشافات أو الاختراعات ،او احد اصحاب العمل الصالح ،ويبداون بطرح سؤال مُهم وهو . هل يُعقل أن يكون هذا العالم ،او هذا الرجل صاحب الأعمال الصالحة والأيادى البيضاء والأفضال على الشرية من أهل النار ،وأن يكون الشيخ فلان المُتخلف الإرهابى ،او الشيخ علان المُنافق الحرامى من أهل الجنة ؟؟؟
ويبدأ تبادل الإجابات والحوار بين الطرفين .طرف يقول نعم هو من أهل النار لأنه مُلحد ،او لأنه علم بالإسلام ولم يُسلم .وطرف آخر يقول لا بل عمله الصالح ونظرياته واكتشافاته واختراعاته تكفيه لدخول الجنة .
وفى الحقيقة وطبقا لما افهمه من دينى وقرآنى العظيم فالموضوع لاهو هذا ولا ذاك ،والموضوع مُختلف تماما ..فموضوع الفوز برضوان الله جل جلاله ورحمته فى الآخرة لدخول الجنة يتطلب أن ينجح الفرد نجاحا كاملا فى امرين معا .وهما ..
الإيمان ب(لا إله إلا الله ) إيمانا خالصا نقيا من كل شوائب الشرك .
والثانى (العمل الصالح ) ،
وهذا العمل الصالح ينقسم إلى قسمين (عبادات ومُعاملات ) ،فالعبادات أن تعبد الله ربك سبحانه وتعالى طبقا لما أمرك به فى القرآن الكريم من تكليفات مثل الصلاة والزكاة وصيام رمضان والحج والتسبيح وذكر الله وقراءة القرآن وإتباعه والإجتهاد فيه للوقوف على حقائقه ،وأن تبتعد وتجتنب الإقتراب من المنهى عنه فى الكبائر مثل القتل والزنا والسرقة وشرب الخمر وشهادة الزور والإعتداء على الآخرين وهكذا وهكذا ,,,,
والمعاملات .فى أن تبتغى فى كل مُعاملاتك (ومنها الإكتشافات والإختراعات ) مع الآخرين وجه الله ربك جل جلاله ورضوانه ،وتُقيم العدل والقسط والإحسان والمودة والرحمة والسلام والمحبة والبر والتعارف فيها.وبدون هذين الشرطين مُجتمعين (الإيمان بالله والعمل الصالح ) يكون موضوع دخول الجنة مُستحيل.
ونُعطى بعض التفاصيل السريعة .
1- رجل لا يؤمن بلا إله إلا الله ولم يكُيعمل صالحا ومات على هذا.
2- رجل لايؤمن بالله ولا بلاإبه إلا الله وكان يعمل صالحا ومات على هذا لن يدخل الجنة .
3- رجل كان يؤمن بالله ،ولكنه كان يُشرك بالله حجرا او صنما او وثنا أو بشرا ،وكان يعمل صالحا . لن يدخل الجنة
4- رجل كان يؤمن بالله ويعمل صالحا ،ولكنه كان يُشرك بكتاب الله (القرآن الكريم ) كتابا آخر فى دينه مثل (( البخارى أو الكافى ،او كُتب الصوفية وأورادها وووووووو)) حتى ولو بحديث واحد منهم أو( ورد واحد من اوراد الصوفية ) أو من كان يعتقد فى أن مذهب الشافعى او مالك اوفلان او فلان جزء من الدين ومات على هذا فلن يدخل الجنة .
5- رجل كان يؤمن ب(لا إله إلا الله وحده لا شريك له وكل تطبيقاتها ) وعمل صالحا ، ومات على هذا فهو من اهل الجنة .
6- رجل كان يؤمن ب(لا إله إلا الله ) ولكنه رسب فى نسبة ودرجات وحساب (العمل الصالح ) ومات على هذا ،فلن يدخل الجنة وهذا هو ما يُسمى (بالمُسلم العاصى الذى سيدخُل النار خالدا فيها يوم القيامة ) .
7- رجل كان يؤمن ب(لا إله إلا الله ) ولكنه خلط عملا صالحا بعمل غير صالح وتاب عنه وأخلص دينه لله رب العالمين فى أواخر سنواته أو ايامه فهذا أمره إلى الله إن شاء سبحانه وتعالى رحمه وغفر له وكفر عنه سيئاته ،وعسى ربه أن يُدخله الجنة .
ولنُعطى مثالا وتشبيها للتقريب يعرفه الناس جيدا ويعيشونه .
عند تقديم اوراق حضرتك للالتحاق ببعض الكُليات مثل (الشرطة أو الحربية) ،او التقدم لشغل وظيفة طيار او رائد فضاء او بحار او غطاس . يطلبون منك تحليل دم . ومن يجدون نتائج تحاليله فيها نقص ،أو زيادة فى بعض مكونات الدم ،سواء كانت هذه الزيادة زيادة فى مكونات الدم نفسه ،او وجود مكونات اخرى ضارة مثل الفيروسات والميكروبات أو او فسيرفضونك فورا وتُحرم من الالتحاق بهذه الكُلية أو تلك الوظيفة لأنك لم تستوفى الشروط إما للنقصان أو للزياده (( للإشراك بما هو ليس مطلوب ))
فكذلك دخول الجنة يستلزم عدم نقص فى مكونات (( الإيمان بلا إله إلا الله والعمل الصالح )) وعدم الزيادة بالإشراك معه سبحانه وتعالى فى ((لا إله إلا الله والعمل الصالح )) .
وهذه القاعدة تنطبق على الجميع ،من أول رُسل الله عليهم الصلاة والسلام وإنتهاءا بآخر مخلوق من الإنس والجن يُخلق قبل قيام الساعة .
وهذا الموضوع موضوع الحساب ودخول الجنة لا واسطة فيه او كما قال عنها القرآن (لا بيع فيه ولا خُلة ولا شفاعة ) لا شفاعة من نبى من الأنبياء (عليهم السلام ) لأحد ولا من أحد آخر لأحد (( كُل نفس بما كسبت رهينة )) بما كسبت فى إيمانها ب(لا إله إلا الله وعملها الصالح) من عدمه رهينة اى مرهونة ومسئولة عنه .
وانا أتعرض لهذا الموضوع وأكتُب فيه الآن سريعا وباختصار ليس لأنى معى دفاتر حضور وإنصراف اصحاب الجنة (والعياذ بالله ) ولكن من باب النُصح والإرشاد والتواصى فى الحق فيما فهمته من دينى وقرآنى العظيم ..
فإذا تلاقى كلامى مع ما تعتقده حضرتك فأهلا بك وسهلا ، وإن تعارض مع بعض إيمانك ومعرفتك فأهلا بك وأتمنى أن تُعيد قراءتك للقرآن وتدبرك لهذا الموضوع فيه ، وأن تمدنا بما لديك من تدبر واجتهاد فيه لنتواصى فيه بالحق مرة أخرى ، وإن رفضته جُملة وتفصيلا فأهلا بك وسهلا ومرحبا بك وبكم جميعا إخوة مُسالمين مُتحابين على مسرح الحياة المدنية ، وليختار كُل منا ما يراهويؤمن به فى دينه وسيكون مسئولا عن اختياره هذا يوم القيامة .
الخلاصة .
عدم إيمان بالله ولا بلاإله إلا الله لا يُدخل صاحبه الجنة .
إيمن بلا إله إلا الله بدون عمل صالح لا يُدخل صاحبه الجنة .
عمل صالح بدون إيمان بلا إله إلا الله لا يُدخل صاحبه الجنة وسيوفى جزاءه عن عنله الصالح فى الدُنيا على صورة صحة او مال او شهرة أو كثرة فى الأولاد أو هُما معا أو أى من متاع الدُنيا فلا يظلم ربك احدا .
جعلنا الله وإياكم من التائبين والمُستغفرين و المؤمنين بلا إله إلا الله والعاملين عملا صالحا إبتغاء وجهه الكريم سُبحانه .
شكرا على تعقيبك الكريم الذى اضاف للمقالة رؤية قرآنية عن جزاء اصحاب الأعمال الصالحة لغير المؤمنين فى الدُنيا .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-24 |
مقالات منشورة | : | 856 |
اجمالي القراءات | : | 6,386,929 |
تعليقات له | : | 6,443 |
تعليقات عليه | : | 2,705 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | Canada |
باب Beyond Conflict: Decentralization and th
في بيتنا شجرة زينة كريسماس هل هي حرام ؟؟
الصحابة وما أدراك ما الصحابة .
دعوة للتبرع
When and How ?: - How did the idea for the Qur’anic Center evolve?...
سورة الكوثر: ما تفسير سورة الكوت ر حسب القرا نيين ...
تغسيل جثة الأم : هل يجوز للمسل م تغسيل امه او اخته او بنته ....
حادثة الغدير: قرات كتاب للشيخ حسن فرحان المال كي وهو مسجون...
تحريم بالرضاعة: إمرأة بأولا دها أرضعت طفلا وبعد وفاة زوجها...
more
نعم العمل الصالح مصحوبا بالإيمان ، ولا يقيس مستوى نقاء الإيمان إلا عالم السرائرالله سبحانه وتعالى..ما يهمنا كبشر هو العمل الصالح وهذا ما نستطيع قياسه بيننا ، وهذا العمل الصالح إذا تم توظيفه لخدمة المجتمع فقط كما نجد في المجتمعات الغربية من أعمال خيرية ومحاربة للفقر، فهذا يعود بفائدة على المجتمع دنيوية وخير ورفاهية وعدل وخير ونماء "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ "
أما إن كان هذا العمل الصالح ابتغاء رضوان الله سبحانه ، فيحوز على الاثنين معا خير الدنيا والآخرة :
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ
مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا
شكرا للدكتور عثمان على فتح هذا الموضوع المهم ، ودمتم بكل الخير