أعشاب عبد الباسط القاتلة
الكاتب لايرتدى روب القضاة ولاينبغى أن يجلس على منصة القضاء والحكم، ولكن فى هذا الزمن الذى أصبح فيه المواطنون المصريون فى منتهى السلبية، يشاهدون النصاب يضربهم على قفاهم بل ويقتلهم، وبرغم ذلك يصحون فى لحظات الحشرجة وقبل طلوع الروح ويقولوا كمان والنبى، وحياة أبوك أنصب علينا أكتر، وإذبحنى أكثر، وعلشان خاطرى أنا نظفت قفايا أهو إضربنى عليه تانى، هذا هو الحال مع المدافعين عن نصابى الأعشاب الرافضين للسير فى إدماجه فى طريق العلم، ولذلك يجب على الكاتب أن يرتدى ثوب رجال الشرطة ويقوم بالتحريات، لكى يثبت الجريمة، مع أن دوره هو تفجير القضية، والباقى على الجهات المعنية المسئولة، ولكن ماذا نفعل والغيبوبة المصرية صارت مزمنة وإقتربت من درجة الموت الإكلينيكى.
[ كان الإتفاق مع د. جمال شيحه أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بالمنصورة أن تكون المواجهة موثقة، فأساليب التلاعب من مافيا الأعشاب تفوق التصور وتتعدى حدود الخيال، فمنهم من ينكر أن لديه عيادة، ويعطيك رقم موبايل، ويختفى عن العيون، بل وأحياناً يرسل صبياناً مثل بصاصين الباطنية لتسليم البضاعة بدون ظهور المعلم فى الصورة، ولكى لاندخل فى لعبة القط والفأر مع مافيا الأعشاب والدجل، قررنا أن نرسل عينة من تلك الأعشاب إلى معمل السموم وقياس الأدوية فى الدم بطب المنصورة تحت إشراف د. عبد العزيز أبو الفتوح غانم، وجاءت النتيجة صادمة وأفظع مماتوقعت، فقد وجد د. غانم أن نسبة سموم ال aflatoxin
و ال OKRATOXIN قد تعدت العشرين والثلاثين ضعفاً للمسموح به، وكتب فى نهاية التقرير المنشور مع المقال : نفيد سعادتكم بأن العينة التى سلمت مناولة تحتوى نسبة عالية من السموم الفطرية وتسبب سرطانات وفشل فى الكبد، ويوجد بها أيضاً مادة الأكراتوكسين والتى تسبب فشل كلوى وننصح بعدم إستخدام هذه الأعشاب لخطورتها على الصحة مع العلم بأن تأثير هذه المواد السامة غير مرتجع "!!.
[ المعنى خطير وهو إن الذى دمر لايمكن إصلاحه بأى دواء، وإذا كان التقرير مأساوياً فإن القصة التى وراء التقرير أكثر مأساوية وميلودرامية، فنحن أخذنا عينة الأعشاب من د. منال البلقاسى الأستاذة بمعهد الإدارة وتكنولوجيا المعلومات بكفر الشيخ، وكان زوجها طبيب الأسنان إبراهيم القرضاوى 39 سنة يعانى من فيروس سى وحالته مستقرة، ولكن لعب الشيطان برأسه نتيجة الإلحاح الإعلامى للأسف فذهب لشراء أعشاب عبد الباسط من القاهرة، وظل يبلبع فيها حتى رقد فى المستشفى بفشل كلوى، وعندما أرسلت العينات لمعمل التحاليل كان الأمل مازال يداعب زوجته منال وطفلتيه الصغيرتين اللتين يبلغ عمرهما 4 سنوات وسنتين، بأن بابا سيعود، وعندما وصلتنا نتيجة التحاليل الكارثة كان الأب قد رحل.
أكتب والدموع تخنقنى على هذا الشاب الذى يجسد مأساة وطن، طبيب مثقف يقع فى براثن شبكة نصب نتيجة تزييف وعى وآلة إعلامية جهنمية تروج للدجل والخرافة، ونصابون يحصدون المليارات من التجارة بالدين وبيزنس الطب النبوى والعلاج بالأعشاب، وبعد كل هذا العبث والهراء والفوضى أستقبل رسائل من البعض تقول نحن نعاتبك لإنفعالك الزائد!، بذمتكم بعد كل هذا الكلام أرد عليهم وأقول إيه!!!!.
اجمالي القراءات
47650
أولا أحب أن أحييك سيدى الفاضل على سلسلة مقالاتك الرائعة والمفيدة جدا
ولقد مررت بتجربة شخصية مع الأعشاب الطبية
منذ أكثر من ثلاثة أشهر مضت قد قررت أن أمارس بعض الرياضة أو اتباع أسلوب مناسب لإنقاص الوزن
ولكن نصحتنى إحدى صديقاتى بالذهاب الى محل عبد الباسط لتجارة الأعشاب الطبية
وقد كان
دخلنا الى متجر فخم جدا مشهور فى مصر ومزدحم جدا بكل طوائف الشعب ذهبنا انا وصديقتى الى البائع فأرشدنا الى الذهاب أولا الى الطبيب القابع فى الدور الثانى لكتابة الأصناف المطلوبة والكميات
وبعد ذلك صرفنا الروشتة من البائع بالمقادير المكتوبة
ذهبت الى بيتى وكلى فرح ومن صباح اليوم التالى بدأت أنفذ الوصفة العبقرية
غليت المذكور وبدأت أشرب منه كم هو مر علقم
وما أن أنتصف النهار حتى بدأت اشعر بدوار واليوم الثانى دوار شديد واليوم الثالث أصبت بخفقان شديد فى ضربات القلب وهبوط حاد كدت أن أموت وبعدها نقلت الى المستشفى القريبة من بيتى وأجريت لى بعض الأسعافات الأولية لأننى أصبت بهبوط حادة فى نسبة البوتاسيوم فى الدم
وبعد يومين من المرض توقفت عن أخذ الجرعات وبدأت افحض الأعشاب وكانت المفاجأءة إذا وجدت عدد لا بأس به من الطين الأسمر والرمال وبعض أجنحة الحشرات وأيضا ملايين الفطريات .
والحمد لله على كل حال
ايمان خلف