فعل المخلوق هو فعل الخالق

إن قوله تعالى بسورة الأنفال "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "سنقسمه لجزئين الأول "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "تبدو الجملة للوهلة الأولى متناقضة مع قوله تعالى بسورة آل عمران "أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها "فمن المعلوم أن المسلمين قتلوا من الكفار فى بدر حسب آية آل عمران فهم إذا قد أصابوا من الكفار مقتلا والجملة بسورة الأنفال تبدو نفيا لقتل المسلمين للكفار والثانى "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "هذه الجملة تبدو للوهلة الأولى أنها متناقضة فمثلا عبارة "وما رميت "تنفى رمى الرسول(ص)وعبارة "إذ رميت"تثبت رمى الرسول(ص)وعبارة "ولكن الله رمى"تنفى رمى الرسول(ص)والجملة كلها ليس بها تناقض والتناقض سببه أهل الضلال من أهل اللغة فالمشكلة تكمن فى كلمة لكن فهى عند اللغويين تثبت حكم مغاير لبعدها عما قبلها والناظر فى القرآن لا يرى أن لكن لها هذا الحكم باستمرار فهى تأتى بمعنى أى التفسير كما فى قوله تعالى بسورة القيامة "فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى "فالآية الأولى تنفى تصديق الكافر للوحى وتنفى صلاته وهى طاعته للوحى والآية الثانية تثبت تكذيب الكافر للوحى وتثبت توليه أى عصيانه للوحى فالآية الثانية شرح للأولى وعليه فلكن بمعنى أى لأن عدم التصديق هو التكذيب وعدم الصلاة هو التولى وعليه فمعنى جملة "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "فالذين تقتلوهم أى الله قتلهم ومعنى جملة "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى "والذى رميت حين رميت أى الله رمى وقد قلنا أن لم بمعنى الذى لأن الجملة الثانية هى شرح للجملة للأولى وعليه فلابد أن تكون لم بمعنى ما لأن القتل هو الناتج من الرمى والجملتان مثلهما مثل قوله تعالى بسورة الفتح "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله "فإذا كانت مبايعة الرسول(ص)هى مبايعة الله فقتل المسلمين للكفار هو قتل الله للكفار ورمى المسلمين هو رمى الله ولا تناقض فى نسبة الفعل للخالق والمخلوق فى نفس الوقت لأن المخلوق عمل الفعل والله هو خالق العمل وفاعله وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "والله خلقكم وما تعملون "