دعوة لانشاء جامعة بحثية مفتوحة على الانترنت فى الاسلام وتراث المسلمين

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٤ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مقدمة

جاءتنى هذه الرسالة من سيدة مسلمة مثقفة تقول : ( بعد التحية والاحترام . لقد خطر على بالي ان يبدأ طلاب بتعلم ما تكتبه ، أي أن تنشأ جامعة عن طريق هذا الموقع للتعلم عن بعد ، نتعلم فيها كل الذي تكتبه والمنهج الذي تتبعه ، لأنه من الخسارة الشديدة ان لا يكون هنالك طلاب يتعلمون منك . وانا بالطبع أول هؤلاء الطلاب . يجب ان نتعلم ما تكتبه والمنهجية، ولا يكفي فقط قراءتها . أرجوك لا نريد شهادات معتمدة ولا نريد دكتوراة ، نريد ان نعرف المنهج الصحيح ، وان نتعلم مثلك تماما. ولتكن رسوم التعليم مناسبة للجميع ، وستفيدنا بالتأكيد . وهذا افضل من تعلم الشريعة والفقه في الجامعات التي لا تفقه.

استاذي سأقدم أي مساعدة تطلبونها في سبيل إنجاح هذه الفكرة ارجوك . إن التعلم يعطينا اسلوباً للحياة والنقاش ويزيح الخزعبلات التي كنا نحملها ، وايضا يساعدنا في حمل هذه الأفكار للآخرين.  وان كان ولا بد نحصل على شهادة من مركز القراءن الكريم الذي تتراسه. أرجوك كل من يدرس شريعة هذه الأيام يدرس غباء . وانا وغيري سنرحب بهذه الفكرة . نريد ان نتعلم لنحمل العلم منك ، أطال الله في عمرك . ومن بعدك نستمر. وايضا هنالك العديد من الدكاترة قد يرحبون بهذه الفكرة . ارجوك ادرس الموضوع وانتظر ردك . مع خالص المنى )

ورددت عليها سريعا فقلت :

  أولا :

كان هذا ولا يزال من أهداف الموقع : إنشاء جامعة على الانترنت يتخرج فيها علماء حقيقيون فى وقت أصبحت وظيفة المؤسسات التعليمية تخريج الجهلاء وتحصين جهلهم بشهادات عليا . وبدأنا مشروعنا بقاعة البحث القرآنى . ولكنها لم تستمر بسبب الضغوط الأمنية للمشاركين فيها من مصر وغيرها ، وملاحقة موقعنا بالتدمير عدة مرات.

ولكنّ السبب الأكبر هو أننى أعمل وحيدا فى شيخوختى مشغولا بالكتابة والبحث والرد على الايميلات والفتاوى وتسجيل برنامج فضح السلفية ومتابعة موقع (اهل القرآن) .  وبسبب هذا الانشغال لا تزال لى مؤلفات منشورة لم أستكملها بعد ، وأعد باستكمالها ولكن ضيق الوقت وكثرة المشاغل تحول بينى وبين الوفاء بالوعد . وهناك مشروعات علمية لم تكتمل وأفكار جديدة فى بحوث التراث أتمنى من يقوم بتنفيذها من طلاب الدراسات العليا تحت توجيهى وإشرافى .وستكون هذه الجامعة المأمولة فرصة لتنفيذ عشرات الأفكار البحثية التى لا وقت لدى لمتابعتها ، وذلك عبر طلاب علم حقيقيين مشغوفين بالبحث العلمى الجاد .

للعمر أحكامه خصوصا من عانى الاضطهاد والمطاردة والانكفاء على البحث . ولولا مساعدات من بعض الأحبة ما استطعت الاستمرار . وهنا أقدم جزيل الشكر للأستاذ محمد دندن الذى يراجع مؤلفاتى القديمة التى أعيدت كتابتها على الكومبيوتر من سنوات وظلت تنتظر المراجعة وليس لدى وقت لمراجعتها فتفضل الاستاذ محمد دندن مشكورا بالعمل فى مراجعتها ، وهو الآن يراجع الجزء الثانى من  (موسوعة التصوف )، بعد أن أتم مراجعة كتاب ( مقدمة ابن خلدون : دراسة تحليلية أصولية تاريخية ) أعانه الله جل وعلا وجزاه خيرا ، وسنوالى نشر هذه المؤلفات تباعا بعونه جل وعلا .  . والشكر الجزيل للدكتور عثمان المشرف على الموقع والاستاذ محمد منصور مخرج برنامج فضح السلفية .

ثانيا 

موضوع هذه الجامعة أطرحه على كل من يهمه الأمر . وأتصور الآتى :

1 ـ ضرورة تكوين هيئة مشرفة عليه ( تقنية وإدارية وعلمية ) . ويتحدد دورى فى الاشراف العلمى فقط مع وجود نخبة مساعدة . 

 2 ـ تتخصص هذه الجامعة( الانترنتية ) فى  علوم القرآن وتاريخ المسلمين وعقائد وتاريخ التصوف والسنة والوهابية والشريعة ومذاهبها وتراث المسلمين بوجه عام . 

3 ـ الدراسة على ثلاث مراحل : مرحلة الاعداد والتوجيه ، ثم مرحلة التكليفات البحثية ، وأخيرا مرحلة الإجازة والشهادة العلمية لمن أتم تكليفه البحثى بنجاح . طبعا لن تعترف المؤسسات الرسمية التى تحترف الجهل بالشهادة التى ستعطيها جامعتنا المأمولة ، ولكن مقدرة الباحث هى التى ستفرض إحترامه ، والتى ستعطى الجامعة التى تخرّج فيها مصداقية .وبحثه الذى أجازته الجامعة المأمولة سيكون خير شاهد له فى مجتمع العلماء .

4 ـ فتح باب التسجيل فيها لمن يريد مقابل أجر رمزى 

5 ـ أن يتضمن دورها مساعدة طلاب الدراسات العليا فى الجامعات الأخرى فى مرحلتى الماجيستير والدكتوراة ، فى إختيار موضوع البحث وفى الارشاد للمصادر و فى تعليم كيفية البحث وسائر الاستشارات العلمية ، وأن تكون هذه المساعدة بأجر حتى يمكن للجامعة الاستمرار وتوفير مكافآت مالية للقائمين عليها .

ثالثا  

أعتقد أن الظروف مواتية الآن ، فى مناخ الربيع العربى الذى يوشك أن يكون خريفا . والتعليم هو سبيل الانقاذ حتى لا يظل الجهلاء يتبولون فى عقول الجماهير ، ولقد خفّت المحاذير الأمنية بسقوط مبارك وبن على و القذافى وغيرهم آت فى الطريق . 

أخيرا

وبسبب أهمية هذه الرسالة أنشرها هنا دعوة فى مقال لكل من يهمه الأمر من المصلحين واهل القرآن وشباب العلماء الذين يريدون تعلم البحث ومناهجه الحقة ، ويريدون آفاقا جديدة ومسكوتا عنها فى مجالات البحث فى التراث العربى و ( الاسلامى ) .. وبوسع الجامعة المأمولة أن تقوم بهذا الدور الذى عجزت عنه جامعات العرب والمسلمين التى تخصصت فى تعليم الجهل ..

أنتظر إقتراحاتكم على بريدى الاليكترونى :

mas5949@yahoo.com

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور

اجمالي القراءات 13805